logo
دول بريكس تطالب الدول الغنية بتمويل الجهود المناخية العالمية

دول بريكس تطالب الدول الغنية بتمويل الجهود المناخية العالمية

مباشر منذ 6 أيام
مباشر- يستعد قادة مجموعة دول بريكس لتناول التحديات المشتركة المتعلقة بتغير المناخ اليوم الاثنين، وهو اليوم الأخير من قمتهم المنعقدة في ريو دي جانيرو، إذ يعتزمون مطالبة الدول الغنية بتمويل جهود التقليل من تداعيات الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم.
ويؤكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على أهمية دول الجنوب العالمي للتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري في الوقت الذي تستعد فيه بلاده لاستضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ في نوفمبر تشرين الثاني.
وفي الوقت نفسه، ذكر بيان مشترك لزعماء دول بريكس صدر أمس الأحد أن الوقود الأحفوري سيستمر في لعب دور مهم في مزيج الطاقة العالمي لا سيما في الاقتصادات النامية.
وشدد قادة دول بريكس في بيانهم المشترك على أن توفير التمويل المناخي "مسؤولية الدول المتقدمة تجاه الدول النامية"، وهو الموقف المعتاد للاقتصادات الناشئة في المفاوضات العالمية.
وتطرق بيانها أيضا إلى دعم المجموعة لصندوق اقترحته البرازيل لحماية الغابات المهددة بالانقراض كوسيلة للاقتصادات الناشئة لتمويل جهود التخفيف من آثار تغير المناخ بما يتجاوز المتطلبات الإلزامية المفروضة على الدول الغنية بموجب اتفاقية باريس المبرمة في 2015.
وقال مصدران مطلعان على المناقشات لرويترز الأسبوع الماضي إن الصين والإمارات أشارتا في اجتماعات مع وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في ريو دي جانيرو إلى أنهما تعتزمان الاستثمار في الصندوق.
وقدم افتتاح قمة بريكس أمس الأحد التكتل باعتباره حصنا للدبلوماسية متعددة الأطراف في عالم منقسم، وأبرز حجم تأثير الدول الأعضاء الإحدى عشرة التي تمثل 40% من الناتج العالمي.
كما انتقد القادة بشكل غير مباشر السياسة العسكرية والتجارية للولايات المتحدة، وطالبوا بإصلاح المؤسسات متعددة الأطراف التي يديرها الآن إلى حد كبير أمريكيون وأوروبيون.
وفي بيان مشترك نشر أمس الأحد، نددت دول بريكس بالهجمات على إيران وغزة، لكنها لم تتوصل لموقف موحد بشأن ما هي الدول التي يتعين أن تكون لها مقاعد في مجلس الأمن الدولي بعد إدخال تعديلات عليه. ودعمت الصين وروسيا فقط إضافة البرازيل والهند إلى المجلس.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: رسوم ترامب "ستُطبق" إذا لم يحصل على اتفاقات جيدة
البيت الأبيض: رسوم ترامب "ستُطبق" إذا لم يحصل على اتفاقات جيدة

الرياض

timeمنذ 33 دقائق

  • الرياض

البيت الأبيض: رسوم ترامب "ستُطبق" إذا لم يحصل على اتفاقات جيدة

قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اطلع على بعض المقترحات لاتفاقات تجارية ويعتقد أنه يتعين أن تكون أفضل من ذلك. وأضاف هاسيت أن ترامب سيمضي قدما في تطبيق الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على المكسيك والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في حال عدم تقديم مقترحات أفضل. وذكر هاسيت في تصريحات لشبكة إيه.بي.سي "حسنا، هذه الرسوم الجمركية ستطبق حقا إذا لم يتلق الرئيس اتفاقات يعتقد أنها جيدة بما فيه الكفاية". وتابع "لكن كما تعلمون، المحادثات مستمرة وسنرى كيف ستنتهي الأمور". وقال هاسيت إن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية تبلغ 50 بالمئة على البضائع القادمة من البرازيل يعكس إحباط ترامب من تصرفات الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية وكذلك من مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة.

الاتحاد الأوروبي و24 دولة تحت نيران الرسوم الجمركية الأمريكية
الاتحاد الأوروبي و24 دولة تحت نيران الرسوم الجمركية الأمريكية

الاقتصادية

timeمنذ 4 ساعات

  • الاقتصادية

الاتحاد الأوروبي و24 دولة تحت نيران الرسوم الجمركية الأمريكية

أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع الماضي رسائل يُحدد فيها رسوما جمركية أعلى ستواجهها الدول إذا لم تُبرم اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة بحلول الأول من أغسطس. بعض هذه الرسوم يُحاكي ما يُسمى بالرسوم "المتبادلة" التي فرضها ترمب على عشرات الشركاء التجاريين في أبريل الماضي، والتي جرى تأجيل معظمها بعد ساعات قليلة من دخولها حيز التنفيذ. لكن عديدا منها أعلى أو أقل من المُعلن في السابق . حتى الآن، حذّر ترمب الاتحاد الأوروبي و24 دولة، بما في ذلك شركاء تجاريون رئيسيون، مثل كوريا الجنوبية واليابان، من فرض رسوم جمركية أعلى في بداية أغسطس. اتسمت جميع هذه الرسائل تقريبا بالنبرة العامة نفسها، باستثناء البرازيل وكندا والاتحاد الأوروبي والمكسيك، التي تضمنت رسائلهم تفاصيل أكثر حول مشكلات ترمب معهم. واجهت جميع الدول تقريبا رسوما 10% كحد أدنى على البضائع المصدرة للولايات المتحدة منذ أبريل، إضافة إلى رسوم أخرى على منتجات مثل الصلب والسيارات . فيما يلي نظرة على الدول التي تلقت خطابات بشأن الرسوم الجمركية حتى الآن، وموقفها الحالي: رسوم جمركية أمريكية 50% على البرازيل لم تُهدد البرازيل برفع معدل "المعاملة بالمثل" في أبريل؛ لكنها، كغيرها من الدول، واجهت خط الأساس الذي وضعه ترمب، والبالغ 10%، خلال الأشهر الثلاثة الماضية. تتمثل الصادرات البرازيلية الرئيسية إلى الولايات المتحدة في البترول، ومنتجات الحديد، والقهوة، وعصير الفاكهة. الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قال بدوره إن رسوم ترمب الجمركية ستُفعّل قانون المعاملة بالمثل الاقتصادي في البلاد، والذي يسمح بتعليق اتفاقيات التجارة والاستثمار والملكية الفكرية ضد الدول التي تُلحق الضرر بقدرة البرازيل التنافسية . أشار دا سيلفا إلى أن الولايات المتحدة حققت فائضا تجاريا يزيد على 410 مليارات دولار مع البرازيل على مدى السنوات الـ15 الماضية. ميانمار ولاوس تواجهان رسوما جمركية أمريكية نسبتها 40% بينما تواجه ميانمار رسوما نسبتها 40%، فإن هذه الرسوم الجمركية تقل عن المُعلن عنها في أبريل الماضي، والتي بلغت 44%. تصدر ميانمار بشكل رئيسي الملابس، والمنتجات الجلدية، والمأكولات البحرية إلى الولايات المتحدة. قال زاو مين تون، المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، إنه سيتابع المفاوضات . أما لاوس، فستواجه رسوما جمركية نسبتها 40%، انخفاضا من الـ48% المعلنة في أبريل. تتمثل صادرات لاوس الرئيسية إلى الولايات المتحدة في الأحذية، والأثاث الخشبي، والمكونات الإلكترونية، والألياف الضوئية . رسوم جمركية أمريكية نسبتها 36% على كمبوديا وتايلاند تمثل الرسوم الجمركية المعلنة حديثا على كمبوديا، البالغة 36% فقط، انخفاضا كبيرا عن 49% أُعلنت في أبريل الماضي. تصدر كمبودبا بشكل رئيسي المنسوجات، والملابس، والأحذية، والدراجات، إلى الولايات المتحدة. كبير المفاوضين الكمبوديين سون تشانثول قال إن بلاده نجحت في تخفيض الرسوم الجمركية، وإنها مستعدة لجولة جديدة من المفاوضات. وناشد المستثمرين، خاصة أصحاب المصانع، وعمال صناعة الملابس، البالغ عددهم نحو المليون عامل، عدم القلق بشأن معدل الرسوم الجمركية. بالنسبة لتايلاند، فلم يطرأ تغيير على معدل الرسوم الجمركية المعلنة في أبريل، البالغة 36% أيضا. صادرات تايلاند الرئيسية للولايات المتحدة تتمثل في قطع غيار أجهزة الكمبيوتر، ومنتجات المطاط، والأحجار الكريمة. بيتشاي تشونهافاجيرا، نائب رئيس وزراء تايلاند، أكد أن بلاده ستواصل الضغط من أجل مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة. قدّمت تايلاند اقتراحا جديدا يتضمن فتح سوقها أمام مزيد من المنتجات الزراعية والصناعية الأمريكية، وزيادة واردات الطاقة والطائرات . كندا وبنجلادش وصربيا تواجه رسوما أمريكية تصل إلى 35% تزيد الرسوم الجمركية الأمريكية المعلنة أخيرا على كندا، والبالغة 35%، عن نسبة الـ25% المعلنة في وقت سابق من هذا العام على السلع التي لا تمتثل لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. تتمثل صادرات كندا الرئيسية إلى الولايات المتحدة في النفط ومنتجاته، والسيارات والشاحنات. أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في الآونة الأخيرة أن الحكومة ستواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الموعد النهائي الجديد. بالنسبة لبنجلادش، التي تصدر الملابس بشكل رئيسي إلى الولايات المتحدة، فإن الرسوم الجديدة تقل بهامش بسيط عن الـ37% التي أُعلنت في أبريل. صالح الدين أحمد، المستشار المالي لبنجلادش، قال بدوره إن بلاده تأمل في التفاوض من أجل وضع أفضل؛ لكنه لم ينكر وجود مخاوف من أن الرسوم الجمركية الإضافية ستجعل صادرات الملابس الجاهزة من بنجلادش أقل قدرة على المنافسة مع دول مثل فيتنام والهند . فيما يتعلق بصربيا، فإن الرسوم الجديدة، البالغة 35%، تقل عن الـ37% التي أُعلنت في أبريل. تصدر صربيا بشكل رئيس خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات وإطارات السيارات إلى الولايات المتحدة. الرسوم الجمركية على إندونيسيا دون تغيير عند 32% سيظل معدل الرسوم الجمركية على إندونيسيا دون تغيير عن ما أعلن في أبريل الماضي، عند 32%. تصدر إندونيسيا بشكل رئيسي زيت النخيل، وزبدة الكاكاو، وأشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة. دول عربية تواجه رسوما نسبتها 30% إلى جانب الاتحاد الأوروبي تطول قائمة الدول التي ستواجه رسوما جمركية نسبتها 30% إذا تشمل الاتحاد الأوروبي ودول عربية بينها الجزائر وليبيا والعراق. فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، فإن هذه النسبة أعلى من الـ20% المعلنة في أبريل؛ لكنها أقل من الـ50% التي هدد ترمب بفرضها في وقت لاحق. يصدر الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأدوية، والسيارات، والطائرات، والمواد الكيميائية، والأدوات الطبية، والنبيذ والمشروبات الروحية. حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن الرسوم الجمركية ستُعطّل سلاسل التوريد الأساسية "على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على جانبي المحيط الأطلسي". وقالت: "الاتحاد الأوروبي ما زال مستعدا لمواصلة العمل للتوصل إلى اتفاق؛ لكنه سيتخذ الخطوات اللازمة لحماية مصالحه، بما في ذلك التدابير المضادة إذا لزم الأمر" . بالنسبة للجزائر، التي تصدر إلى الولايات المتحدة البترول والأسمنت ومنتجات الحديد، فإن معدل الـ30% هو نفسه المعلن في أبريل. لكن فيما يتعلق بليبيا، التي تصدر المنتجات البترولية إلى الولايات المتحدة، فإنه يقل بهامش طفيف عن الـ31% التي أُعلنت في أبريل. البوسنة والهرسك، التي ستواجه رسوما جمركية مماثلة، والتي تصدر إلى الولايات المتحدة الأسلحة والذخائر، يمثل هذا المعدل بالنسبة لها انخفاضا عن المعدل المعلن في أبريل الماضي، والبالغ 35%. المكسيك؛ التي تصدر إلى جارتها الولايات المتحدة السيارات وقطع غيارها وملحقاتها، والنفط الخام، وشاحنات النقل، وأجهزة الكمبيوتر، والمنتجات الزراعية؛ ستخضع أيضا لرسوم جمركية نسبتها 30%، وهي رسوم أعلى من المعلنة في وقت سابق من العام على السلع التي لا تتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة، والبالغة 25%. سيبقى معدل الرسوم الجمركية على جنوب إفريقيا دون تغير يذكر عن المعلن في أبريل الماضي، عند 30% أيضا. وتصدر جنوب إفريقيا إلى الولايات المتحدة البلاتين، والألماس، والمركبات، وقطع غيار السيارات. مكتب رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، وصف في بيان الرسوم الجمركية التي أعلنها ترمب بأنها "تُسيء إلى صورة العلاقة التجارية مع الولايات المتحدة". لكن البيان أكد أن الرئيس "سيواصل جهوده الدبلوماسية نحو علاقة تجارية أكثر توازنا وذات منفعة متبادلة مع الولايات المتحدة" بعد اقتراح إطار عمل تجاري في 20 مايو . الرسوم الجمركية البالغة 30% على سريلانكا، تقل عن الـ44% التي كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أبريل الماضي أنها ستفرضها على هذا البلد، الذي يصدر إلى الولايات المتحدة الملابس ومنتجات المطاط. 7 دول تواجه رسوما أمريكية نسبتها 25% بينها تونس ستواجه بروناي، ومولدوفا، واليابان، وكازاخستان، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، وتونس، رسوما جمركية أمريكية نسبتها 25%. بالنسبة لبروناي، التي تصدر إلى الولايات المتحدة الوقود المعدني ومعدات الآلات بشكل رئيسي، فإن هذا المعدل يزيد قليلا على الـ24% التي أعلنها في أبريل. أما مولدوفا، التي تستورد الولايات المتحدة منها عصير الفاكهة، والنبيذ، والملابس، والمنتجات البلاستيكية، فتمثل النسبة الجديدة انخفاضا من 31% أعلنت في السابق. اليابان ستواجه بهذا المعدل رسوما أعلى من الـ25% المعلنة في أبريل، والبالغة 24%. تصدر اليابان إلى الولايات المتحدة بشكل رئيس السيارات وقطع غيارها، والأجهزة الإلكترونية. ووصف رئيس وزرائها شيجيرو إيشيبا الرسوم الجمركية بأنها "مؤسفة للغاية"، لكنه أكد عزمه على مواصلة المفاوضات . كازاخستان؛ التي تصدر إلى الولايات المتحدة النفط، واليورانيوم، والسبائك الحديدية، والفضة؛ ستواجه الآن رسوما أقل من الـ27% المعلنة في أبريل. لكن نسبة الـ25% هذه تمثل ارتفاعا من الـ24% المعلنة في أبريل بالنسبة لماليزيا، التي تصدر إلى الولايات المتحدة بشكل رئيسي الإلكترونيات، والمنتجات الكهربائية. وأعلنت الحكومة الماليزية أنها ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة. بينما يبقى معدل الـ25% دون تغير عن المعلن في أبريل بالنسبة إلى كوريا الجنوبية، فقد أعلنت وزارة التجارة الكورية يوم الثلاثاء أنها ستسرع وتيرة المفاوضات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق قبل دخول هذه الرسوم حيز التنفيذ. ويصدر البلد الآسيوي المركبات، والآلات، والإلكترونيات إلى الولايات المتحدة. تونس؛ التي تصدر إلى الولايات المتحدة الدهون الحيوانية والنباتية، والملابس، والفواكه، والمكسرات؛ ستكون بموجب النسب الجديدة المعلنة، قد حظيت بانخفاض طفيف في معدل الرسوم الجمركية مقارنة مع الـ28% المعلنة في أبريل. وستحظى الفلبين؛ التي تصدر إلى الولايات المتحدة الإلكترونيات والآلات، والملابس، والذهب؛ بأقل معدل رسوم جمركية عند 20%، وفقا للأرقام الجدية المعلنة.

'بريكس' تحت الضغط.. تهديدات ترمب تربك توازن الجنوب العالمي
'بريكس' تحت الضغط.. تهديدات ترمب تربك توازن الجنوب العالمي

الوئام

timeمنذ 4 ساعات

  • الوئام

'بريكس' تحت الضغط.. تهديدات ترمب تربك توازن الجنوب العالمي

الوئام – خاص بينما تسعى قوى الجنوب العالمي لإعادة تشكيل النظام الدولي بعيدًا عن ثنائية الشرق والغرب، واجهت قمة 'بريكس' الأخيرة في ريو دي جانيرو اختبارًا حقيقيًا لإرادتها الجماعية، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة. ورغم أجواء الحذر والانقسام داخل التحالف، جاءت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتؤكد أن واشنطن ما زالت ترى في 'بريكس' تحديًا جيوسياسيًا متناميًا، حتى وإن لم يكن معلنًا. حضور منخفض ورسائل موجهة عُقدت قمة 'بريكس' لهذا العام في ريو دي جانيرو بحضور محدود، حيث شاركت فقط خمس دول من أصل عشر على مستوى رؤساء الحكومات، من بينها البرازيل، وإثيوبيا، والهند، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. في المقابل، غاب الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤشر على تراجع زخم الحضور السياسي. ووفق ما نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، اختارت البرازيل، الدولة المستضيفة، التركيز على قضايا التنمية الاقتصادية والتغير المناخي، متجنبة النقاط الخلافية مثل خطط التداول بالعملات المحلية داخل التكتل، وذلك في محاولة واضحة لتفادي ردود فعل اقتصادية غاضبة من جانب واشنطن. خطاب الجنوب العالمي أعاد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا التأكيد على أن 'بريكس' لا يقف ضد أحد، بل يمثل منصة مستقلة للجنوب العالمي. وقد تجسد هذا النهج في تصريحات كبير مستشاريه الدبلوماسيين، سيلسو أموريم، الذي وصف 'بريكس' بأنه 'ليس الغرب ولا الشرق، بل الجنوب العالمي'، وهو ما يعكس حرص البرازيل على تقديم التكتل كقوة توازن، لا كمعسكر سياسي مناهض للغرب. أما البيان الختامي للقمة، الذي جاء في 16 ألف كلمة، فأكد على دعم المؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي. لكنه لم يخلُ من مضامين سياسية واضحة، أبرزها انتقاد 'العدوان الإسرائيلي في غزة' والدفاع عن 'حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم'. وقد وصف الرئيس دا سيلفا ما يحدث في القطاع بأنه 'إبادة جماعية'، مشيرًا إلى استخدام إسرائيل للجوع كسلاح حرب، ورغم أن دولًا غربية ترفض هذا التوصيف، فإن 'بريكس' تبنّى لهجة حادة غير مسبوقة تجاه إسرائيل. انتقاد مبطن للغرب وتجاهل روسيا في خطوة غير مسبوقة، أدانت القمة الهجمات التي طالت مدنيين وبُنى تحتية داخل الأراضي الروسية، مستخدمةً عبارات شديدة اللهجة، لكنها تجنبت عمدًا ذكر أوكرانيا كطرف مسؤول عن تلك الهجمات. وقد فُسر هذا التجاهل كمحاولة لتفادي توجيه انتقاد مباشر لروسيا بشأن حربها على أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، وجّه البيان انتقادًا لحلف الناتو بسبب زيادة الإنفاق العسكري بين دوله، معتبرًا ذلك جزءًا من 'سباق تسلح' يكرّس منطق الحرب بدلًا من الدفع نحو السلام. ورغم أن البيان لم يُشر مباشرة إلى الولايات المتحدة، إلا أنه تضمّن إشارات واضحة إلى سياسات أمريكية مثيرة للجدل، من بينها فرض رسوم جمركية أحادية الجانب، وهي ممارسات وصفها البيان بأنها 'تتناقض مع قواعد منظمة التجارة العالمية' وتشكل تهديدًا للاستقرار الدولي. ترمب يرد برسالة تهديد مباشرة لم تمر القمة بهدوء؛ إذ نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منشورًا على منصة 'تروث سوشيال'، هدد فيه بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة 'تتبنّى سياسات بريكس المعادية لأمريكا'. وقد أثارت هذه الرسالة قلق عدد من الدول الأعضاء، مثل الهند والبرازيل، اللتين تحاولان الحفاظ على علاقات متوازنة مع واشنطن. يأتي هذا التهديد بعد تصريح سابق لترمب عام 2024، لوّح فيه بفرض رسوم تصل إلى 100% على دول 'بريكس' إذا حاولت إنشاء عملة موحدة بديلة للدولار، وهي خطوة لم يتخذها التكتل رسميًا حتى الآن. ردود حذرة وسعي للتهدئة سارع الدبلوماسي البرازيلي سيلسو أموريم إلى التهدئة، مؤكدًا أن 'بريكس لم يهدد الولايات المتحدة بشيء'، مضيفًا أن تهديدات ترمب 'تبرز الحاجة إلى منظمة مثل بريكس لديها القدرة على النقاش والتنسيق'. أما الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، فقد عبّر بلهجة أكثر صراحة، قائلًا: 'من المؤسف أن ينظر البعض إلى مبادرات إيجابية مثل بريكس بعدائية، ويهددون من يشارك فيها بالعقوبات'. تحالفات متشابكة وخطاب متزن رغم حدّة بعض التصريحات، لم يُظهر قادة 'بريكس' ميولًا نحو التصعيد. فقد رفضت الصين وروسيا، عبر متحدثين رسميين، اتهامات ترمب بأن التكتل يحمل طابعًا 'معاديًا لأمريكا'، مشيرين إلى أن الهدف من 'بريكس' هو تعزيز التعاون لا التناحر. ومع ذلك، فإن التهديدات الأمريكية تكشف عن هشاشة المسار الذي تحاول 'بريكس' المضي فيه، إذ تجد نفسها بين خطاب 'الجنوب المستقل' ومصالح أعضائها العميقة مع الغرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store