logo
الاتحاد الأوروبي و24 دولة تحت نيران الرسوم الجمركية الأمريكية

الاتحاد الأوروبي و24 دولة تحت نيران الرسوم الجمركية الأمريكية

الاقتصاديةمنذ 2 أيام
أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع الماضي رسائل يُحدد فيها رسوما جمركية أعلى ستواجهها الدول إذا لم تُبرم اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة بحلول الأول من أغسطس.
بعض هذه الرسوم يُحاكي ما يُسمى بالرسوم "المتبادلة" التي فرضها ترمب على عشرات الشركاء التجاريين في أبريل الماضي، والتي جرى تأجيل معظمها بعد ساعات قليلة من دخولها حيز التنفيذ. لكن عديدا منها أعلى أو أقل من المُعلن في السابق
.
حتى الآن، حذّر ترمب الاتحاد الأوروبي و24 دولة، بما في ذلك شركاء تجاريون رئيسيون، مثل كوريا الجنوبية واليابان، من فرض رسوم جمركية أعلى في بداية أغسطس.
اتسمت جميع هذه الرسائل تقريبا بالنبرة العامة نفسها، باستثناء البرازيل وكندا والاتحاد الأوروبي والمكسيك، التي تضمنت رسائلهم تفاصيل أكثر حول مشكلات ترمب معهم.
واجهت جميع الدول تقريبا رسوما 10% كحد أدنى على البضائع المصدرة للولايات المتحدة منذ أبريل، إضافة إلى رسوم أخرى على منتجات مثل الصلب والسيارات
.
فيما يلي نظرة على الدول التي تلقت خطابات بشأن الرسوم الجمركية حتى الآن، وموقفها الحالي:
رسوم جمركية أمريكية 50% على البرازيل
لم تُهدد البرازيل برفع معدل "المعاملة بالمثل" في أبريل؛ لكنها، كغيرها من الدول، واجهت خط الأساس الذي وضعه ترمب، والبالغ 10%، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
تتمثل الصادرات البرازيلية الرئيسية إلى الولايات المتحدة في البترول، ومنتجات الحديد، والقهوة، وعصير الفاكهة.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قال بدوره إن رسوم ترمب الجمركية ستُفعّل قانون المعاملة بالمثل الاقتصادي في البلاد، والذي يسمح بتعليق اتفاقيات التجارة والاستثمار والملكية الفكرية ضد الدول التي تُلحق الضرر بقدرة البرازيل التنافسية
.
أشار دا سيلفا إلى أن الولايات المتحدة حققت فائضا تجاريا يزيد على 410 مليارات دولار مع البرازيل على مدى السنوات الـ15 الماضية.
ميانمار ولاوس تواجهان رسوما جمركية أمريكية نسبتها 40%
بينما تواجه ميانمار رسوما نسبتها 40%، فإن هذه الرسوم الجمركية تقل عن المُعلن عنها في أبريل الماضي، والتي بلغت 44%.
تصدر ميانمار بشكل رئيسي الملابس، والمنتجات الجلدية، والمأكولات البحرية إلى الولايات المتحدة.
قال زاو مين تون، المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، إنه سيتابع المفاوضات
.
أما لاوس، فستواجه رسوما جمركية نسبتها 40%، انخفاضا من الـ48% المعلنة في أبريل.
تتمثل صادرات لاوس الرئيسية إلى الولايات المتحدة في الأحذية، والأثاث الخشبي، والمكونات الإلكترونية، والألياف الضوئية
.
رسوم جمركية أمريكية نسبتها 36% على كمبوديا وتايلاند
تمثل الرسوم الجمركية المعلنة حديثا على كمبوديا، البالغة 36% فقط، انخفاضا كبيرا عن 49% أُعلنت في أبريل الماضي. تصدر كمبودبا بشكل رئيسي المنسوجات، والملابس، والأحذية، والدراجات، إلى الولايات المتحدة.
كبير المفاوضين الكمبوديين سون تشانثول قال إن بلاده نجحت في تخفيض الرسوم الجمركية، وإنها مستعدة لجولة جديدة من المفاوضات.
وناشد المستثمرين، خاصة أصحاب المصانع، وعمال صناعة الملابس، البالغ عددهم نحو المليون عامل، عدم القلق بشأن معدل الرسوم الجمركية.
بالنسبة لتايلاند، فلم يطرأ تغيير على معدل الرسوم الجمركية المعلنة في أبريل، البالغة 36% أيضا.
صادرات تايلاند الرئيسية للولايات المتحدة تتمثل في قطع غيار أجهزة الكمبيوتر، ومنتجات المطاط، والأحجار الكريمة.
بيتشاي تشونهافاجيرا، نائب رئيس وزراء تايلاند، أكد أن بلاده ستواصل الضغط من أجل مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.
قدّمت تايلاند اقتراحا جديدا يتضمن فتح سوقها أمام مزيد من المنتجات الزراعية والصناعية الأمريكية، وزيادة واردات الطاقة والطائرات
.
كندا وبنجلادش وصربيا تواجه رسوما أمريكية تصل إلى 35%
تزيد الرسوم الجمركية الأمريكية المعلنة أخيرا على كندا، والبالغة 35%، عن نسبة الـ25% المعلنة في وقت سابق من هذا العام على السلع التي لا تمتثل لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.
تتمثل صادرات كندا الرئيسية إلى الولايات المتحدة في النفط ومنتجاته، والسيارات والشاحنات.
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في الآونة الأخيرة أن الحكومة ستواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الموعد النهائي الجديد.
بالنسبة لبنجلادش، التي تصدر الملابس بشكل رئيسي إلى الولايات المتحدة، فإن الرسوم الجديدة تقل بهامش بسيط عن الـ37% التي أُعلنت في أبريل.
صالح الدين أحمد، المستشار المالي لبنجلادش، قال بدوره إن بلاده تأمل في التفاوض من أجل وضع أفضل؛ لكنه لم ينكر وجود مخاوف من أن الرسوم الجمركية الإضافية ستجعل صادرات الملابس الجاهزة من بنجلادش أقل قدرة على المنافسة مع دول مثل فيتنام والهند
.
فيما يتعلق بصربيا، فإن الرسوم الجديدة، البالغة 35%، تقل عن الـ37% التي أُعلنت في أبريل. تصدر صربيا بشكل رئيس خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات وإطارات السيارات إلى الولايات المتحدة.
الرسوم الجمركية على إندونيسيا دون تغيير عند 32%
سيظل معدل الرسوم الجمركية على إندونيسيا دون تغيير عن ما أعلن في أبريل الماضي، عند 32%.
تصدر إندونيسيا بشكل رئيسي زيت النخيل، وزبدة الكاكاو، وأشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة.
دول عربية تواجه رسوما نسبتها 30% إلى جانب الاتحاد الأوروبي
تطول قائمة الدول التي ستواجه رسوما جمركية نسبتها 30% إذا تشمل الاتحاد الأوروبي ودول عربية بينها الجزائر وليبيا والعراق.
فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، فإن هذه النسبة أعلى من الـ20% المعلنة في أبريل؛ لكنها أقل من الـ50% التي هدد ترمب بفرضها في وقت لاحق.
يصدر الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأدوية، والسيارات، والطائرات، والمواد الكيميائية، والأدوات الطبية، والنبيذ والمشروبات الروحية.
حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن الرسوم الجمركية ستُعطّل سلاسل التوريد الأساسية "على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على جانبي المحيط الأطلسي".
وقالت: "الاتحاد الأوروبي ما زال مستعدا لمواصلة العمل للتوصل إلى اتفاق؛ لكنه سيتخذ الخطوات اللازمة لحماية مصالحه، بما في ذلك التدابير المضادة إذا لزم الأمر"
.
بالنسبة للجزائر، التي تصدر إلى الولايات المتحدة البترول والأسمنت ومنتجات الحديد، فإن معدل الـ30% هو نفسه المعلن في أبريل.
لكن فيما يتعلق بليبيا، التي تصدر المنتجات البترولية إلى الولايات المتحدة، فإنه يقل بهامش طفيف عن الـ31% التي أُعلنت في أبريل.
البوسنة والهرسك، التي ستواجه رسوما جمركية مماثلة، والتي تصدر إلى الولايات المتحدة الأسلحة والذخائر، يمثل هذا المعدل بالنسبة لها انخفاضا عن المعدل المعلن في أبريل الماضي، والبالغ 35%.
المكسيك؛ التي تصدر إلى جارتها الولايات المتحدة السيارات وقطع غيارها وملحقاتها، والنفط الخام، وشاحنات النقل، وأجهزة الكمبيوتر، والمنتجات الزراعية؛ ستخضع أيضا لرسوم جمركية نسبتها 30%، وهي رسوم أعلى من المعلنة في وقت سابق من العام على السلع التي لا تتوافق مع اتفاقية التجارة الحرة، والبالغة 25%.
سيبقى معدل الرسوم الجمركية على جنوب إفريقيا دون تغير يذكر عن المعلن في أبريل الماضي، عند 30% أيضا. وتصدر جنوب إفريقيا إلى الولايات المتحدة البلاتين، والألماس، والمركبات، وقطع غيار السيارات.
مكتب رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، وصف في بيان الرسوم الجمركية التي أعلنها ترمب بأنها "تُسيء إلى صورة العلاقة التجارية مع الولايات المتحدة". لكن البيان أكد أن الرئيس "سيواصل جهوده الدبلوماسية نحو علاقة تجارية أكثر توازنا وذات منفعة متبادلة مع الولايات المتحدة" بعد اقتراح إطار عمل تجاري في 20 مايو
.
الرسوم الجمركية البالغة 30% على سريلانكا، تقل عن الـ44% التي كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أبريل الماضي أنها ستفرضها على هذا البلد، الذي يصدر إلى الولايات المتحدة الملابس ومنتجات المطاط.
7 دول تواجه رسوما أمريكية نسبتها 25% بينها تونس
ستواجه بروناي، ومولدوفا، واليابان، وكازاخستان، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، وتونس، رسوما جمركية أمريكية نسبتها 25%.
بالنسبة لبروناي، التي تصدر إلى الولايات المتحدة الوقود المعدني ومعدات الآلات بشكل رئيسي، فإن هذا المعدل يزيد قليلا على الـ24% التي أعلنها في أبريل.
أما مولدوفا، التي تستورد الولايات المتحدة منها عصير الفاكهة، والنبيذ، والملابس، والمنتجات البلاستيكية، فتمثل النسبة الجديدة انخفاضا من 31% أعلنت في السابق.
اليابان ستواجه بهذا المعدل رسوما أعلى من الـ25% المعلنة في أبريل، والبالغة 24%. تصدر اليابان إلى الولايات المتحدة بشكل رئيس السيارات وقطع غيارها، والأجهزة الإلكترونية. ووصف رئيس وزرائها شيجيرو إيشيبا الرسوم الجمركية بأنها "مؤسفة للغاية"، لكنه أكد عزمه على مواصلة المفاوضات
.
كازاخستان؛ التي تصدر إلى الولايات المتحدة النفط، واليورانيوم، والسبائك الحديدية، والفضة؛ ستواجه الآن رسوما أقل من الـ27% المعلنة في أبريل.
لكن نسبة الـ25% هذه تمثل ارتفاعا من الـ24% المعلنة في أبريل بالنسبة لماليزيا، التي تصدر إلى الولايات المتحدة بشكل رئيسي الإلكترونيات، والمنتجات الكهربائية. وأعلنت الحكومة الماليزية أنها ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة.
بينما يبقى معدل الـ25% دون تغير عن المعلن في أبريل بالنسبة إلى كوريا الجنوبية، فقد أعلنت وزارة التجارة الكورية يوم الثلاثاء أنها ستسرع وتيرة المفاوضات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق قبل دخول هذه الرسوم حيز التنفيذ. ويصدر البلد الآسيوي المركبات، والآلات، والإلكترونيات إلى الولايات المتحدة.
تونس؛ التي تصدر إلى الولايات المتحدة الدهون الحيوانية والنباتية، والملابس، والفواكه، والمكسرات؛ ستكون بموجب النسب الجديدة المعلنة، قد حظيت بانخفاض طفيف في معدل الرسوم الجمركية مقارنة مع الـ28% المعلنة في أبريل.
وستحظى الفلبين؛ التي تصدر إلى الولايات المتحدة الإلكترونيات والآلات، والملابس، والذهب؛ بأقل معدل رسوم جمركية عند 20%، وفقا للأرقام الجدية المعلنة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موسكو: الاتفاق مع الأمم المتحدة بشأن المواد الغذائية والأسمدة فشل
موسكو: الاتفاق مع الأمم المتحدة بشأن المواد الغذائية والأسمدة فشل

الشرق الأوسط

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق الأوسط

موسكو: الاتفاق مع الأمم المتحدة بشأن المواد الغذائية والأسمدة فشل

اعتبرت روسيا، اليوم السبت، أن اتفاقها المبرم مع الأمم المتحدة لتسهيل تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، فشل بسبب العقوبات الغربية. ووُقّع الاتفاق في 22 يوليو (تموز) 2022 لثلاث سنوات، و«لن يُجدّد» بسبب خلافات، بحسب ما أكد مصدر مطلع على المناقشات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وهدف الاتفاق إلى تسهيل تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، تمهيداً لخفض الأسعار العالمية. وأكّدت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن تمديد الاتفاق لم يكن «مخططاً له» عند توقيعه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأضافت الوزارة: «نظراً للسياسة التدميرية التي تنتهجها العواصم الغربية وبشكل خاص في الاتحاد الأوروبي، التي تتمثل في فرض عقوبات أحادية غير قانونية ومتزايدة ضد روسيا، فإن أياً من أهداف الاتفاق لم يتم تحقيقه». رغم ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، السبت، إن التعاون في هذه القضايا «قد يستمر» بعد انتهاء الاتفاق «لمصلحة الأمن الغذائي العالمي». لم تستهدف العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا منذ بدء غزوها أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022 الأسمدة والحبوب، لكن مخاوف من ارتكاب انتهاكات شلّت حركة شركات النقل وتسببت في ارتفاع هائل في أقساط التأمين. وبعد مناقشات مكثفة، وضعت روسيا والأمم المتحدة إطاراً، لا سيما للتأمين والمعاملات المالية، يتوافق مع أنظمة العقوبات السارية المفروضة من الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي. واشتكت موسكو مراراً من أن الاتفاق ظل حبراً على ورق. في 22 يوليو (تموز) 2022، وقّعت روسيا وأوكرانيا اتفاقاً مماثلاً برعاية الأمم المتحدة وتركيا، بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية. ورفضت موسكو تمديده في يوليو 2023، منددة بعقبات تعوق تصدير منتجاتها الزراعية.

تقرير: ترمب شجع زيلينسكي "سراً" على استهداف عمق روسيا
تقرير: ترمب شجع زيلينسكي "سراً" على استهداف عمق روسيا

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

تقرير: ترمب شجع زيلينسكي "سراً" على استهداف عمق روسيا

من المتوقع أن يُعطي قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي باتريوت وأسلحة أخرى، دفعةً قويةً تشتد حاجة كييف إليها في الحرب مع روسيا، ها مع روسيا، فيما أشارت تقارير إلى أن واشنطن ترغب في أن تصعد أوكرانيا ضرباتها، وتستهدف العمق الروسي، ما قد يشكل نقطة تحول في الصراع الدائر منذ 2022. ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن مصدرين مطلعين، أن ترمب "شجع أوكرانيا سراً" على تكثيف الضربات على الأراضي الروسية، وسأل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي في 4 يوليو الجاري، عما إذا كان بإمكانه ضرب موسكو إذا زودته الولايات المتحدة بأسلحة بعيدة المدى. ويشكل هذا الموقف الجديد، انحرافاً حاداً عن موقف ترمب السابق من الحرب، ووعده الانتخابي بإنهاء التدخل الأميركي في النزاعات الخارجية. في حين أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستُسلّم مثل هذه الأسلحة، فإنّ هذه المحادثة تُؤكّد إحباط ترمب المتزايد من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي اقترحها الرئيس الأميركي، الذي تعهّد سابقاً إنهاء الحرب في يوم واحد. وجاءت المكالمة مع زيلينسكي عقب مكالمة ترمب مع بوتين في اليوم السابق، والتي وصفها الرئيس الأميركي بأنها "سيئة". ووفق مصدرين للصحيفة، فإن ترمب قال خلال المكالمة: "فولوديمير، هل يمكنك ضرب موسكو؟ هل يمكنك ضرب سانت بطرسبرج أيضاً؟". وقالا إن زيلينسكي رد: "بالتأكيد. يمكننا ذلك إذا زودتنا بالأسلحة". وتقول "فاينانشيال تايمز"، إنه خلال اجتماع مع مسؤولين دفاعيين أميركيين ووسطاء من حكومات حلف الناتو، تلقى زيلينسكي قائمة بأنظمة هجومية بعيدة المدى يُمكن توفيرها لأوكرانيا عبر عمليات نقل من جهات خارجية. وسيسمح هذا لترمب بالالتفاف على تجميد الكونجرس الحالي للمساعدات العسكرية الأميركية المباشرة من خلال السماح ببيع الأسلحة إلى الحلفاء الأوروبيين، الذين سيمررون أنظمة التسليح بعد ذلك إلى كييف. وكانت أوكرانيا قد طلبت صواريخ "توماهوك"، وهي صواريخ "كروز" دقيقة التوجيه يبلغ مداها حوالي 1600 كيلومتر. لكن إدارة ترمب، على غرار إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كانت لديها مخاوف بشأن عدم ضبط النفس من جانب أوكرانيا، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على القائمة. خطة ترمب وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" التي تحدثت إلى محللين، فإن التعزيزات المرتقبة للدفاعات الأوكرانية، التي كشف عنها ترمب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الاثنين، تعتمد على إدخال كميات كافية من صواريخ "باتريوت" إلى البلاد بسرعة، وعلى المدى البعيد، زيادة إنتاج الغرب للصواريخ الاعتراضية لإسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الروسية. ونقلت الصحيفة عن سيليست والاندر، المسؤولة الكبيرة في البنتاجون في إدارة الرئيس السابق جو بايدن: "يتمثل التكتيك الروسي في دفع الأوكرانيين إلى إهدار جميع مخزونات دفاعهم الجوي الحالية وتركهم عرضة لهجوم في أواخر الصيف أو الخريف". وأضافت: "إذا كان هذا سيغير حسابات بوتين بشأن فوزه، فسيتعين تسليم شحنات كبيرة خلال الصيف". ويمثل قرار ترمب نقطة فارقة. فموافقته على بيع أسلحة متطورة لحلفائه الأوروبيين حتى يتمكنوا من تسليمها إلى كييف تمثل المرة الأولى التي يوافق فيها البيت الأبيض على تزويد أوكرانيا بأسلحة تتجاوز الشحنات التي بدأها الرئيس السابق جو بايدن قبل مغادرته منصبه. ويرى ترمب أن استعداد الحكومات الأوروبية لدفع ثمن الأسلحة للولايات المتحدة وتمريرها عبر حلف شمال الأطلسي، يمثل جانباً رئيسياً من الترتيب الجديد، مما يُمكّنه من الادعاء بأنه حقق هدفه المتمثل في تحميل حلفائه مسؤولية أكبر عن مساعدة كييف. وإلى جانب تهديد ترمب بفرض عقوبات ثانوية إذا واصل بوتين هجماته، يُشكل هذا القرار اختباراً مهماً للإرادة بين الزعيمين. إذ يُمثل هذا تحوّلاً كبيراً لترمب، حسب "وول ستريت جورنال" الذي وصف الزعيم الروسي سابقاً بأنه "رجل نبيل" يأمل في التشاور معه بشأن أوكرانيا وقضايا السياسة الخارجية الأخرى. وصرح أمين عام الناتو، مارك روته، بأن الأسلحة الجديدة لكييف لن تقتصر على أنظمة دفاعية، مثل صواريخ باتريوت، بل ستشمل أيضاً صواريخ وذخيرة لقواتها لاستخدامها في هجمات ضد القوات الروسية. وقد تبلغ قيمة حزمة الأسلحة لأوكرانيا حوالي 10 مليارات دولار، وفق شخصين مطلعين على عمليات النقل تحدثا لـ"وول ستريت جورنال". وأضاف ترمب أن أمام بوتين، 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، وإلا سيفرض البيت الأبيض رسوماً جمركية تصل إلى 100% على الواردات الروسية. ورغم أن حجم التجارة الروسية مع الولايات المتحدة متواضع، إلا أن البيت الأبيض قد يختار فرض رسوم جمركية أو عقوبات على دول أخرى تستورد النفط الروسي، وهو ما قد يُشكّل تهديداً أشد ضرراً على اقتصادها المتعثر أصلاً. واستخدمت أوكرانيا صواريخ Atacms الأميركية الصنع، بمدى يصل إلى 300 كيلومتر، لضرب أهداف في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وفي بعض الحالات، في عمق روسيا. ويمكن إطلاق صواريخ Atacms من أنظمة صواريخ HIMARS التي سلمتها إدارة بايدن لأوكرانيا. لكنها لا تحلق لمسافات كافية للوصول إلى موسكو أو سانت بطرسبرج. رد محدود وهددت روسيا مراراً وتكراراً بمهاجمة أهداف غربية رداً على إمدادات غربية من الأسلحة المتطورة لأوكرانيا، لكنها لم تفعل ذلك بعد. فبعدما استخدمت أوكرانيا نظام Atacms لأول مرة لضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية في نوفمبر الماضي، قال بوتين إن الحرب "اتخذت طابعاً عالمياً"، وردّ بتجربة إطلاق صاروخ Oreshnik التجريبي متوسط المدى على مدينة دنيبرو. وقال الرئيس الروسي حينها، إن لموسكو الحق في "استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا، وفي حال تصاعد هذا العمل العدواني، فسنرد بنفس الحزم والتوازن". وعقب ضربات Atacms، نشرت روسياً أيضاً نسخة مُحدثة من عقيدتها النووية، خفّضت فيها سقف الاستخدام المحتمل. وقد تتضمن هذه التغييرات توجيه ضربة نووية روسية أولى ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا - القوى النووية الثلاث في حلف الناتو - رداً على ضربات أوكرانيا على روسيا بأسلحة مثل Atacms وصواريخ "ستورم شادو". وحذرت واشنطن أوكرانيا أحياناً من استخدامها لضرب العمق الروسي، لكن يبدو أن هذه القيود بدأت تخف الآن. واستخدمت أوكرانيا في الغالب طائراتها المُسيّرة بعيدة المدى، المُصنّعة محلياً، لضرب أهداف عسكرية في العمق الروسي تُغذي آلتها الحربية.

ترمب سأل زيلينسكي عن قدرة أوكرانيا على ضرب موسكو خلال محادثة سرية
ترمب سأل زيلينسكي عن قدرة أوكرانيا على ضرب موسكو خلال محادثة سرية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ترمب سأل زيلينسكي عن قدرة أوكرانيا على ضرب موسكو خلال محادثة سرية

قالت صحيفة «فاينانشال تايمز»، اليوم (الثلاثاء)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب شجع أوكرانيا في محادثات سرِّية على تكثيف ضرباتها العميقة على الأراضي الروسية، بل سأل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عمّا إذا كان بإمكانه ضرب موسكو إذا زوّدته الولايات المتحدة بأسلحة بعيدة المدى. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على فحوى المحادثات القول إن هذا الاتصال جرى بين ترمب وزيلينسكي في الرابع من يوليو (تموز). وقال مصدران مطلعان للصحيفة الأميركية إن ترمب سأل نظيره الأوكراني قائلاً: «فولوديمير، هل يمكنك ضرب موسكو؟ هل يمكنك ضرب سانت بطرسبرغ أيضاً؟». وردَّ زيلينسكي قائلاً: «بالتأكيد. يمكننا ذلك إذا زوَّدتنا الأسلحة». وحسب المصدرين، عبَّر ترمب عن تأييده للفكرة، موضحاً أن الهدف منها هو «جعل الروس يشعرون بالألم» ودفع الكرملين إلى مائدة التفاوض. وقال اثنان من الأشخاص المطلعين على المكالمة بين ترمب وزيلينسكي والمطلعين على المناقشات الأميركية - الأوكرانية حول الاستراتيجية العسكرية إن أحد الأسلحة التي تمت مناقشتها كان نظام الصواريخ التكتيكية للجيش أو «أتاكمس». وقال مسؤول غربي مطلع على الاتصال لـ«فاينانشال تايمز» إن مضمون الحديث يعكس رغبة متزايدة لدى شركاء أوكرانيا في الغرب في تزويدها بأسلحة قادرة على «نقل الحرب إلى قلب موسكو»، وهي رغبة تشاركها بعض الأوساط في الإدارة الأميركية، وإن كان ذلك يُطرح على نحو غير معلن. ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، أدت هذه المحادثة إلى قيام الجانب الأميركي بتقديم قائمة بأسلحة محتملة للرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال زيارته الأخيرة إلى روما، شملت أنظمة بعيدة المدى يمكن توفيرها من خلال تحويلات عبر أطراف ثالثة. الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز) وطلبت أوكرانيا الحصول على صواريخ «توماهوك» الدقيقة التي يصل مداها إلى نحو 1600 كيلومتر، لكن الإدارة الأميركية -سواء في عهد الرئيس جو بايدن أو ترمب- أبدت مخاوف من «قلة ضبط النفس» لدى أوكرانيا، حسب أحد المصادر. كان ترمب قد أعلن خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، في البيت الأبيض، يوم الاثنين، خطة لتزويد أوكرانيا بمنظومات «باتريوت» الدفاعية والصواريخ الاعتراضية، لكنه لم يكشف عن أي شحنات إضافية من أسلحة أخرى. وخلال اجتماع مع مسؤولي الدفاع الأميركيين ووسطاء من حكومات الناتو، تلقى زيلينسكي قائمة بأنظمة الضربات بعيدة المدى التي يمكن توفيرها لأوكرانيا من خلال عمليات نقل من جهات خارجية. وهددت روسيا مراراً وتكراراً بمهاجمة أهداف غربية رداً على إمدادات غربية من الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا، لكنها لم تفعل ذلك بعد. وبعد أن استخدمت أوكرانيا نظام «أتاكمس» لأول مرة لضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية ذات السيادة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صرّح بوتين بأن الحرب «اتخذت طابعاً عالمياً» وردّت بتجربة إطلاق صاروخ «أوريشنيك»، وهو صاروخ تجريبي متوسط المدى، على مدينة دنيبرو. وأكد الرئيس الروسي أن لموسكو الحق في «استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا، وفي حال تصاعد العمل العدواني، فسنردّ بنفس القدر من الحزم والتوازن». صاروخ من طراز «أتاكمس» موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (أرشيفية - رويترز) وعقب ضربات «أتاكمس»، نشرت روسيا أيضاً نسخة محدثة من عقيدتها النووية خفّضت فيها عتبة الاستخدام المحتمل. ويمكن أن تتضمن هذه التغييرات توجيه ضربة نووية روسية أولى ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا -القوى النووية الثلاث في حلف شمال الأطلسي- رداً على ضربات أوكرانيا على روسيا بأسلحة مثل «أتاكمس» وصواريخ «ستورم شادو». فيما حذّرت واشنطن أوكرانيا أحياناً من استخدامها لضرب عمق روسيا، لكن يبدو أن هذه القيود بدأت تخفّ الآن، وفق ما أفادت الصحيفة. واستخدمت أوكرانيا في الغالب طائراتها المسيَّرة بعيدة المدى، محليَّة الصنع، لضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا تُغذّي آلتها الحربية. جاء هجومها الأكثر جرأة في أوائل يونيو (حزيران)، عندما أطلق جهاز الأمن الأوكراني أسراباً من الطائرات المسيّرة الانتحارية المخبأة داخل منازل جاهزة هرّبها إلى روسيا، وهاجم أسطول البلاد من القاذفات الاستراتيجية. كما استُخدمت هذه الطائرات في قصف موسكو للمدن الأوكرانية طوال الحرب. تعرّضت 12 طائرة على الأقل لأضرار بالغة أو دُمرت فيما أطلقت عليه كييف اسم «عملية العنكبوت».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store