logo
متى يأتي دور وزراء الطاقة؟

متى يأتي دور وزراء الطاقة؟

ليبانون 24منذ 2 أيام
البداية ستكون اليوم حيث آلت إليه النهاية بالأمس. أسئلة كثيرة تتزاحم في رأس المواطن، الذي يراقب وينتظر. في جلسة مساءلة وزراء الاتصالات السابقين: بطرس حرب وجمال الجرّاح ونقولا الصحناوي تسمّر المواطنون في أماكنهم علّهم يتمكّنون من التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود. وتساءلوا عمّا إذا كان هؤلاء الوزراء الثلاثة هم وحدهم المسؤولون عن انهيار مؤسسات الدولة من رأس الهرم حتى قدميه. ومن بين الأسئلة الكثيرة قد يكون واحد منها هو الأهم: مَن يسائل مَن، ومن هو الحاكم العادل، الذي في استطاعته أن يحاسب من تثبت عليه تهمة الفساد. وقد يجد هذا الحاكم، إن وجد، نفسه مضطّرًا ليأخذ وقته في مراجعة أي ملف قد يُعرض عليه من قِبل لجنة التحقيق النيابية. ولأن القانون مطّاط، ولأن الاجتهادات في أي قضية هي أكثر من مواد القانون نفسه، فإن النتيجة ستؤول إلى أدراج النسيان وكأن شيئًا لم يكن، ويطوى الملف بعبارة "عفا الله عمّا مضى".
قد تحمل هذه الخطوة غير المسبوقة رمزية سياسية وقانونية مهمة، ولكن جدّيتها وفعاليتها تعتمد على عدة عوامل، من شأنها تعزيز الأمل لدى المواطنين، ومن بين هذه العوامل:
اولًا، كسر "تابو" الحصانة السياسية. فمساءلة وزراء سابقين أو حتى نواب حالين أو سابقين، كانت أمرًا شبه مستحيل في الماضي، وهذه سابقة يمكن التأسيس عليها.
ثانيًا، تتطلب هذه الخطوة دعمًا إعلاميًا وشعبيًا متزايدًا، وذلك بهدف ممارسة أقصى أنواع الضغط على المجلس لإكمال المسار نحو المحاسبة، خصوصًا أن هذه المطالبة تأتي عشية الاستحقاق الانتخابي في الربيع المقبل.
ثالثًا، إذا أثبتت التحقيقات وجود تجاوزات ومخالفات فإن إمكانية الإحالة إلى القضاء تصبح من باب "تحصيل الحاصل"، مع فتح هلالين هامشيين عن فعالية هذا القضاء، وإذا كان سيُترك ينصرف إلى القيام بعمله وفق القوانين والأنظمة المرعية الاجراء من دون أن تتدخّل السياسة لتفسد كل شيء. فملف انفجار المرفأ، الذي يقترب إلى "إطفاء" شمعته الخامسة، لا يزال ماثلًا أمام الأعين من دون أن يرى أهالي الضحايا مسؤولًا واحدًا وراء قضبان السجن، سواء أكان جرمه مقصودًا، أم نتيجة إهمال وظيفي أو بفعل الاستهتار الإداري أوعدم تقدير خطورة وجود مثل هذه المواد القابلة للانفجار في أي لحظة، وهذا ما حصل بالفعل.
ويبقى هذا الأمل في التوصّل إلى نتيجة مرضية ومقبولة ضئيلًا، وذلك استنادًا إلى تجارب سابقة مماثلة، حيث "طلع" جميع الذين وجهّت إليهم تهم فساد مختلفة "متل الشعرة من العجينة".
وما يزيد من منسوب تضاؤل الأمل المنشود والموعود غياب آلية تنفيذية فعّالة. فلا محاسبة حقيقية وفعلية من دون قضاء مستقّل، وسيد نفسه، وقراراته، وأحكامه. فإذا لم تُرفع الحصانات عن جميع المسؤولين السابقين والحاليين في شكل جماعي ومن دون سابق انذار فإن كل طائفة ستبقى "معلقة بكرعوبها". وأهمّ هذه "الطوائف" وأخطرها هي "طائفة" المفسدين والفاسدين والعابثين بالأمن الاجتماعي في بلد تغيب عنه المسؤولية، وتغيب معها المحاسبة والملاحقة.
ويضاف إلى كل ما تقدّم ما يُعرف بـ "الطابع الانتقائي" للمساءلة، خصوصًا إذا استُخدمت هذه المساءلة لتصفية حسابات سياسية معينة ليس إلاّ. وإذا كان الأمر على هذا المنوال فيمكننا القول "تخبزو بالأفراح"، ولا يعود بالتالي لهذه المساءلة أي قيمة حقيقية، فتفقد زخمها، وتزيد من منسوب حالات الإحباط، التي يعيشها المواطنون، جنوبًا وشمالًا، وسهلًا، وجبلًا، وساحلًا.
الفساد في لبنان بنيوي، وهو متجذّر في النفوس. وعليه، فإن المساءلة لوحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى خطة إصلاحية شاملة تطال القضاء، والإدارة، والرقابة المالية.
المساءلة خطوة إيجابية لكنها اختبار نوايا ليس إلا. أمّا إذا تبعتها محاكمات شفافة وتوسعت لتشمل وزارات وملفات أخرى، فيمكن القول عندئذ إنها بداية جدية في مسار مكافحة الفساد. أما إذا بقيت في الإطار الاستعراضي أو الانتقائي، فلن تكون أكثر من ذر للرماد في العيون. فمتى يأتي دور وزراء الطاقة مثلًا؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تفسير الأحلام علم شرعي؟.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل
هل تفسير الأحلام علم شرعي؟.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل

صدى البلد

timeمنذ 11 دقائق

  • صدى البلد

هل تفسير الأحلام علم شرعي؟.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن العلوم الشرعية لا تُعد علمًا شرعيًا معتبرًا إلا إذا توفرت فيها "المبادئ العشرة"، وهي القواعد التي وضعها الإمام محمد بن علي الصبان الشافعي، المتوفى سنة 1206 هـ، مؤكدًا أن هذه المبادئ تحدد ما إذا كان الأمر يُعد علمًا يُؤخذ به أو لا. وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن من بين هذه المبادئ الحد، والموضوع، والثمرة، وفضله، ونسبته، والواضع، واسم الاستمداد، وحكم الشارع، ومسائله، وبعضها بالبعض يُكتفى. خالد الجندي: تفسير المنامات ليس علما شرعيا وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن تفسير المنامات، على سبيل المثال، لا يُعد علمًا شرعيًا لأنه لا يملك هذه الأركان أو المبادئ، قائلًا: "أي حد يقولك ده علم، قوله: ما عندوش المبادئ العشرة، يبقى مش علم بالمعنى الشرعي". وانتقل الشيخ خالد الجندي للحديث عن الفرق بين القاعدة الفقهية والضابط الفقهي، موضحًا أن القاعدة أوسع وأشمل، وتُطبّق على أبواب متعددة في الفقه، مثل قاعدة "الأمور بمقاصدها"، في حين أن الضابط يخص مسألة أو بابًا محددًا. وشدد الشيخ خالد الجندي على أهمية فهم قاعدة "الأمور بمقاصدها" بقوله: "حسابك عند الله لا يكون على الصورة الظاهرة، بل على مقصدك من الفعل"، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". وتابع الشيخ خالد الجندي "إذا رأيت رجلًا يعطي آخر مالًا، لا تحكم فورًا على الفعل بالحلال أو الحرام، فربما كانت صدقة، أو هدية، أو رشوة، أو عوض، أو مهر، أو استثمار... الله وحده يعلم النية، ونحن نحكم على المقصد، لا فقط على الصورة".

بو عاصي: هذا ما يعنيه تلكؤ الدولة عن فرض السيادة
بو عاصي: هذا ما يعنيه تلكؤ الدولة عن فرض السيادة

IM Lebanon

timeمنذ 31 دقائق

  • IM Lebanon

بو عاصي: هذا ما يعنيه تلكؤ الدولة عن فرض السيادة

رأى عضو تكتل 'الجمهورية القوية' النائب بيار بو عاصي، في مقابلة عبر الـmtv، ان 'حزب الله لن يسلم سلاحه وهو الأداة الإيرانية في المنطقة، وهو تنظيم حديدي أمني وعسكري لا أجنحة فيه، ارتباطه بإيران لا يتزعزع لأسباب دينية وعقائدية وأمنية، فهي من أوجدته'. وأشار الى أنه 'حتى اللحظة لا رؤية ولا مشروع للدولة المتمثلة بالسلطة التنفيذية'، معتبراً أن 'تلكؤ الدولة عن فرض السيادة تحت ذريعة الخوف من حرب أهلية يعني ان المكونات غير متماسكة أصلا'، وقال: 'على الدولة الا تخضع لأي ابتزاز من الحزب والحل الوحيد هو أن تبسط الدولة سلطتها على كامل اراضيها وان تمتلك حصرية السلاح وإن اعترض الحزب، فهو مجموعة خارجة عن القانون وليتحمل مسؤوليته حينها'. أضاف: 'ان تلكؤ الدولة عن تحمل مسؤولياتها عام ١٩٧٥ هو ما أدى إلى حرب أهلية لا يمكن تفاديها إلى بالعودة إلى حصرية سلطة الدولة'. وردّا على سؤال، أجاب: 'مواجهة الاحتلال مسؤولية الدولة اللبنانية ولا شأن للحزب بذلك. لذا على الدولة ان تكون موجودة وتفرض احترامها كي يثق الناس بها. إذا تركت السلطة التفيذية البلد رهينة لحزب الله فهذا فشل وقلّة جرأة. وغير صحيح ان الحزب فكك منظومته العسكرية، فهو سلّم بعض المخازن ولكن ما زالت لديه أماكن عسكرية جنوب الليطاني لا يستطيع الجيش اللبناني أو اليونيفيل الدخول إليها'. أضاف: 'طالما القرار السياسي عاجز فالجيش لن يتحرك، والحديث عن ان الجيش عاجز لأنه غير مسلح بشكل كاف هو حفلة مزايدة من قبل الحزب ومن يدور بفلكه'. وأشار الى أن 'الحزب يريد من اليونيفيل ان تقدّم الخدمات الاجتماعية والمعيشية والانمائية والا تطبق مهامها المرتبطة بتنفذ القرار ١٧٠١'، مؤكّداً أن 'تطبيق الفصل السابع من قبل اليونيفيل مستحيل، فالدول المشاركة ارسلت عناصرها كقوة حفظ سلام لا كقوة مواجهة'. وردّاً على سؤال، أجاب: 'لا بد من تنسيق امني جدي مع الجانب السوري لضبط الحدود. كما ان موضوع الخلايا الإرهابية يجب ان يؤخذ دائماً بجدية. هناك داتا معلومات بشأن المجموعات الارهابية لدى بعض الدول الغربية والعربية والمطلوب ان ننسق معها. لذا علينا كدولة ان نخلق شبكة أمان سياسية- أمنية – عسكرية'. وختم بو عاصي: 'القوات اللبنانية حمت لبنان والوجود والدور المسيحي في لبنان وتالياً باقي المكونات، وإن إنهارت الدولة لا سمح الله ستصبح الامور في مكان آخر'.

الحية:لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة
الحية:لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة

المنار

timeمنذ 41 دقائق

  • المنار

الحية:لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة

وجّه رئيس حركة حماس في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، خليل الحية، رسائل قوية إلى كل من مصر والأردن وشعوب الأمة وأحرار العالم، مطالبًا بتحرك عاجل لوقف الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، محذرًا من صمت يواطئ الجريمة ويمنح العدو فرصته لاستكمال مخططاته. وقال الحية في خطاب جديد حول آخر المستجدات: 'إن معبر رفح لم يعد شريان حياة بل أصبح بوابة للموت والتجويع، وآن لمصر العزيزة أن تقول كلمتها الفاصلة'، مشددًا أن 'غزة لن تموت جوعًا، ولن تقبل أن يبقى هذا المعبر مغلقًا في وجه حاجات شعبها'. وخاطب مصر بكل مستوياتها، من القيادة السياسية إلى الجيش والعشائر والعلماء، قائلًا: 'أيموت إخوانكم على حدودكم جوعًا؟ وهم على مرمى حجر من أرضكم؟'، مضيفًا أن الاحتلال يستخدم الحصار لتحقيق مخطط تهجير شعبنا عبر مصر أو البحر. وفي نداء إلى الأردن، قال الحية: 'يا أهلنا في الأردن، أرض الحشد والرباط، إن شعبنا يتطلع إليكم بأمل كبير'، داعيًا إلى مواصلة الهبّة الشعبية في وجه المشروع الصهيوني الهادف إلى فرض الوطن البديل وتقسيم المسجد الأقصى. كما حيّا الحية الشعوب العربية وأحرار العالم، مشيدًا بالمبادرات الشعبية والدولية في دعم غزة، وعلى رأسها: الدعم العسكري والشعبي في اليمن، قوافل كسر الحصار من تونس والجزائر وليبيا، السفن الإنسانية مثل مادلين وحنظلة، والمسيرات العالمية البرية والبحرية. وقال الحية إن 'هؤلاء الأحرار كسروا العجز، وأكدوا أن لا مستحيل مع الإرادة'، مضيفًا: 'نقف باعتزاز أمام من قالوا: نحن معكم يا أهل غزة'. واعتبر الحية أن المقاومة الفلسطينية ألحقت بالعدو هزيمة ميدانية ساحقة، دفعت برئيس أركانه إلى الاستجداء السياسي للانسحاب من غزة، في ظل فشل ذريع لخطته العسكرية الكبرى المعروفة بـ'عربات جدعون'، مشددًا على أنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة. وأضاف إن سلسلة عمليات 'حجارة داود' البطولية التي نفذتها فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، أفشلت أكبر مشروع عسكري صهيوني تم تصميمه لإنهاء المقاومة، مضيفًا: 'أصبح جيش الاحتلال يغطي على فشله بالإبادة الجماعية والتجويع لشعبنا'. وأكد الحية أن العدو يتنكر للتقدم الذي تم إحرازه في الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي شملت قضايا جوهرية كـالانسحاب، والأسرى، والمساعدات، موضحًا أن وفد المقاومة أبدى مرونة عالية دون المساس بالثوابت، وتجاوب مع الوسطاء، إلا أن الاحتلال انسحب فجأة من الطاولة، مدعومًا من مبعوث الإدارة الأمريكية. وأشار إلى أن ما يجري على الأرض هو محاولة لاستثمار الوقت للمزيد من القتل والإبادة، وأن الاحتلال يصر على تحويل المساعدات إلى مصائد موت، ويريد فرض آلية توزيع أدت سابقًا إلى استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين. وكشف الحية أن العدو يحاول فرض منطقة عازلة في رفح، ضمن مخطط مكشوف للتهجير القسري عبر الحدود أو البحر، في تمهيد صريح لتصفية القضية الفلسطينية. وأضاف القيادي في حماس: 'نقول بوضوح: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا'. ووجّه الحية تحية إجلال إلى الشعب الفلسطيني في غزة، واصفًا إياه بالشعب الذي 'تحمّل ما لا تتحمله الجبال، وارتفع شموخًا حين سقط العالم في ظلمات الخذلان'. وقال: 'يا أبناء غزة، أنتم تيجان رؤوسنا وعنوان العزة والكرامة… حسبنا الله وأنتم تذبحون، حسبنا الله وأنتم تجوعون، وما لانت لكم قناة'. وشدد الحية على أن صبر الشعب وبسالة المقاومة سيظلان بوصلتي القيادة، وأن 'كل التضحيات والآهات أمانة في أعناقنا، لن نفرط بها ما حيينا'. وفي ختام كلمته، توجه الحية إلى شعب غزة بالقول: 'حقكم علينا كبير، وسنبقى الأوفياء لتضحياتكم. وكلنا أمل بأن هذه المعاناة زائلة، وأن النصر قادم، وأن عربدة العدو إلى زوال'. المصدر: يونيوز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store