
بوتين بين ذهب ماغادان وأشباح ألاسكا.. رسائل تاريخية من أقصى الشرق الروسي!
فبعد نحو 14 عامًا، اختار بوتين للمرة الأولى أن يزور المدينة التي تختزن معادن نفيسة في باطنها، حيث أظهرت مقاطع مصورة موكبه وهو يتوقف عند عدد من مواقعها، في وقتٍ اعتُبر فيه ذلك تذكيرًا رمزيًا بموقع القمة التاريخية التي جمعته مؤخرًا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا.
من ستالين إلى القيصر
المنطقة التي عُرفت قديمًا باسم كوليما، كانت موطنًا لشعوب الإيفينز قبل أن يصل الروس في القرن السابع عشر بحثًا عن الفراء والذهب. ومع بدايات القرن التاسع عشر اكتُشف الذهب والبلاتين، لتصبح المنطقة لاحقًا، في عهد ستالين، إحدى ركائز التصنيع السوفيتي السريع.
أما ألاسكا، فقد بيعت عام 1867 إلى الولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار (نحو 133 مليون دولار حاليًا). قرار البيع جاء بدعوى صعوبة الحياة في المنطقة، والخوف من فقدانها في حال نشوب حرب مع بريطانيا، قبل أن يُكتشف لاحقًا أنها تعج بالذهب والنفط.
دبلوماسية الرموز
في ماغادان، وضع بوتين إكليلًا من الزهور عند نصب 'أبطال طريق ألاسيبا الجوي'، تخليدًا للتعاون الأميركي–السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها إشارة إلى استعداد روسيا لإعادة فتح صفحة جديدة مع واشنطن رغم جراح التاريخ.
اختيار ترامب لاحقًا لموقع القمة في ألاسكا لم يكن مصادفة، بل رسالة مشبعة بذكريات الحرب الباردة، خصوصًا وأن القاعدة الجوية التي استضافت اللقاء لعبت دورًا محوريًا ضد اليابان ثم في مراقبة الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية.
السياسة تحت تأثير العائلة
العلاقة بين ترامب وبوتين لم تخلُ من بعد شخصي، إذ أقرّ ترامب بأن زوجته ميلانيا لعبت دورًا في إعادة تشكيل نظرته تجاه الرئيس الروسي. تصريحاتها السابقة بأنها تقدّم له النصائح، 'أحيانًا يستمع وأحيانًا لا'، أضافت بُعدًا غير متوقع للمفاوضات الكبرى بين البلدين.
إشارات الملابس ورسائل التاريخ
وفي خضم كل ذلك، أثارت صورة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقميص يحمل شعار 'CCCP' (الاتحاد السوفيتي) ضجة في الإعلام الغربي، واعتُبرت لفتة استفزازية تجاه أوكرانيا. وهو ما يؤكد أن الرموز، سواء في القمصان أو في اختيار المدن، ما زالت أداة رسائل سياسية بامتياز.
بهذه الخلفية، جاءت زيارة بوتين لماغادان وكأنها استدعاء لذاكرة الذهب والخرائط الممزقة، ورسالة بأن روسيا، رغم خسائر الماضي، لا تزال تطمح لتثبيت مكانتها كقوة عظمى على المسرح الدولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


OTV
منذ 2 دقائق
- OTV
القادة الأوروبيون إلى جانب زيلينسكي اليوم في البيت الأبيض
التف القادة الأوروبيون، الأحد، حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه، اليوم الاثنين، إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين لم تصدر عنها أي خلاصة بشأن الحرب في أوكرانيا. وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون أنهم سيرافقون زيلينسكي إلى واشنطن، قبيل عقدهم مؤتمرا عبر الفيديو لـ'تحالف الراغبين' المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل. وسيكون الاجتماع في واشنطن مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته، أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن. ورحب الزعيم الأوكراني بهذه 'الوحدة' الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، مضيفا أنه لا يعرف 'بالتحديد' ما ناقشه الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمتهما التي عقدت في ألاسكا، الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، أن روسيا قدمت 'بعض التنازلات' بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وكتب ترامب، الأحد، على منصته تروث سوشال 'تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!'، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل، لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذّر من 'تداعيات' تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. وفي أعقاب اجتماع 'تحالف الراغبين'، الأحد، انتقد ماكرون نظيره الروسي، معتبرا أنه 'لا يريد السلام' مع أوكرانيا بل يريد 'استسلامها'. وأكد الرئيس الفرنسي أنه 'لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين'، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وفي ما يتعلق باجتماع الاثنين، قال ماكرون إن 'رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين'، وسؤال الأميركيين 'إلى أي مدى' هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. ورحبت فون دير لاين 'بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة' من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها. كما رحب زيلينسكي بقرار الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية. وعند عودته من ألاسكا، أشار ترامب إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو، ولكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف، وهو أمر تعتبره موسكو تهديدا وجوديا. من جانبها، دعت ميلوني إلى العمل على تحديد 'بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا'. لا وقف لإطلاق النار ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة ألاسكا التي لم تفض إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعدما سعت الدول الغربية إلى عزله بعد بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه، الاثنين، عند استقباله القادة الأوروبيين. ويؤيد ترامب أيضا مقترحا قدمته روسيا يقضي بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما علمت فرانس برس من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت، السبت، بين ترامب وقادة أوروبيين. وقال المصدر المطلع إن بوتين 'يطالب بحكم الأمر الواقع بأن تغادر أوكرانيا دونباس' التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا. كما يعرض الرئيس الروسي تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب). وبعد أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت روسيا في أيلول/سبتمبر 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكدا أن دستور بلاده يحول دون ذلك. قمة ثلاثية ولمح الرئيس الأميركي إلى إمكان عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا 'سارت الأمور على ما يرام' خلال استقباله الرئيس الأوكراني، بعد لقاء عاصف في وقت سابق هذه السنة، قام خلاله ترامب ونائبه جي دي فانس بتوبيخه أمام الصحافيين، في مشهد أثار صدمة في العالم ولا سيما بين الحلفاء الأوروبيين. وقالت فون دير لاين، الأحد، إن قمة ثلاثية يجب عقدها 'في أسرع وقت ممكن'. لكن زيلينسكي أبدى تشاؤما مؤكدا 'في هذه المرحلة، لا يتوافر أي مؤشر من جانب روسيا إلى أن القمة الثلاثية ستعقد'. وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة من النزاع الأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، باتت القوات الروسية تحتل حوالي 20% من أراضي أوكرانيا من ضمنها منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة وقسم كبير من منطقة دونيتسك حيث تسارع تقدمها مؤخرا. أما زابوريجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسية. ميدانيا، تواصلت الهجمات بين البلدين مع شن كييف وموسكو، ليلة السبت إلى الأحد، هجمات بطائرات مسيّرة أوقعت عدة قتلى. وأعلنت السلطات الأوكرانية في وقت مبكر، الاثنين، إصابة 13 شخصا في قصف روسي استهدف مدينة خاركيف (شرق)، ومنطقة سومي (شمال شرق) القريبتين من الحدود الروسية.


سيدر نيوز
منذ 33 دقائق
- سيدر نيوز
ماذا نعرف عن قمة ترامب-زيلينكسي التي تُعقد اليوم في واشنطن؟
تتجه الأنظار اليوم الاثنين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن حيث يستضيف البيت الأبيض قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمشاركة غير مسبوقة لقادة أوروبيين بارزين. اللقاء يأتي بعد أيام من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، التي حملت إشارات إلى إمكانية تجميد خطوط القتال الحالية مقابل انسحاب أوكراني من بعض المناطق. غير أن كييف، مدعومة من الاتحاد الأوروبي، تصر على أن أي مفاوضات يجب أن تنطلق من خطوط الجبهة الراهنة، من دون التنازل عن أراضٍ أو سيادة. ومن المقرر أن يحضر اللقاء عدد من القادة الأوروبيين البارزين، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام لحلف الناتو مارك روته. ويرجّح مراقبون أوروبيون أن يطرح ترامب خلال القمة مقترحات مستندة إلى تفاهماته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما سيؤكد زيلينسكي مدعوماً من الأوروبيين رفضه التنازل عن الأراضي الأوكرانية والمطالبة بضمانات أمنية ملزمة، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال. وفق تقارير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن إدارة ترامب تدرس عرض 'ضمانات أمنية قوية' على أوكرانيا شبيهة بالمادة الخامسة من معاهدة الناتو، لكن خارج الحلف رسمياً، بما يضمن التزاماً أمريكياً وأوروبياً بالدفاع عن كييف في حال تجدد الهجوم. يُذكر أن المادة الخامسة من معاهدة الناتو تنُص على أن أي هجوم مسلح على دولة عضو في الناتو يُعد هجوماً على جميع الأعضاء. ويلتزم الحلفاء بالدفاع الجماعي ومساعدة الدولة المعتدى عليها، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية. من جانب آخر، أشارت دراسات صادرة عن فورين أفيرز فورم ومركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات، إلى أن ترامب 'قد يسعى لاستغلال القمة' لتمرير صفقات اقتصادية، خصوصاً في قطاع المعادن، مقابل التزامات سياسية محدودة، في حين يصر زيلينسكي على بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد بدلاً من تسويات مؤقتة. خلفية اللقاء وقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت أنه سيتوجه اليوم إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمناقشة وضع حد للحرب مع روسيا. ويأتي الإعلان بعد مكالمة هاتفية مطوّلة بين زيلينسكي وترامب، استعرض خلالها الأخير أبرز النقاط التي تناولتها محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة ألاسكا. وأشار زيلينسكي إلى أن المكالمة كانت موضوعية وبدأت ثنائية قبل أن ينضم إليها قادة أوروبيون، مضيفاً أن القمة المرتقبة ستتناول كافة التفاصيل المتعلقة بإنهاء القتل والحرب، مع التركيز على دور القادة الأوروبيين في كل مرحلة من المفاوضات. في المقابل، استبعد ترامب خلال تصريحاته على منصته 'تروث سوشل' أي وقف فوري لإطلاق النار، مؤكداً أن التوجه سيكون نحو اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب بشكل دائم، وليس مجرد اتفاق مؤقت قد لا يصمد. وأوضح أن عبء ضمان نجاح الاتفاق يقع على زيلينسكي، مع دعوة الدول الأوروبية إلى المشاركة ولو بشكل محدود. كما قال ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال'، إن استعادة شبه جزيرة القرم وعضوية الناتو أمران غير واردين لأوكرانيا، مضيفاً أنه بإمكان الرئيس الأوكراني إنهاء الحرب إذا أراد وبشكل فوري أو مواصلة القتال. وفي منشوره قال ترامب إن اليوم سيكون حافلاً في البيت الأبيض باجتماع عدد من القادة الأوروبيين لمناقشة تطورات الوضع المتعلقة بحرب أوكرانيا، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن اجتمع هذا العدد من القادة الأوروبيين بالبيت الأبيض في وقت واحد. واقتَرحت الولايات المتحدة ضمانات أمنية لأوكرانيا شبيهة بتلك التي يوفرها حلف الناتو، لكنها لا تشمل الانضمام الكامل للحلف. وقد تم مناقشة هذه الضمانات خلال مكالمات ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين، إلا أنها تواجه تحديات بسبب معارضة روسيا الواضحة لأي حماية فعّالة لسيادة أوكرانيا. يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من القمة الأمريكية-الروسية في ألاسكا، التي استمرت ثلاث ساعات ووصفها الطرفان بـ'البنّاءة'، لكنها لم تُسفر عن أي اتفاق ملموس لوقف إطلاق النار أو إنهاء الغزو الروسي. وأكد بوتين أن القمة قد تمثل 'نقطة انطلاق' للسلام، فيما شدّد ترامب على دور زيلينسكي في تحويل هذه اللقاءات إلى اتفاق عملي يضع حداً للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. من جانبها، شددت أوكرانيا على أن أي تسوية يجب أن تتم بموافقتها، محذرة من أن أي اتفاق يتم دون مشاركة كييف سيكون مكسبًا استراتيجيًا لموسكو. وأكد زيلينسكي رفض أي حلول مؤقتة تكرّس السيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا على أهمية دعم القادة الأوروبيين لأي مفاوضات سلام شاملة تحافظ على وحدة الأراضي الأوكرانية. عيون على القمة يُشير تقرير لأكسيوس إلى أن زيلينسكي سيصل إلى واشنطن 'مُرفقاً بعدة زعماء أوروبيين'، فيما يُنظر إلى الخطوة أنها تأتي في محاولة لـ'منع عزله الدبلوماسي'، وضمان موافقة جماعية على أي أرضيات تفاوضية. تحليل أكسيوس يتوقع بأن الاجتماع سيكون 'صعباً'، خصوصاً بعد قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، حيث تم 'إعادة ضبط المواقف' لصالح روسيا، حسب التحليل، فقال التقرير إن ترامب أظهر موقفاً 'أقل دعماً لأوكرانيا' وإن الأمر يقع على عاتق زيلينسكي لتحقيق السلام. سلّط التقرير الضوء أيضاً على توصيات روسية مقترحة لمنح موسكو 'مزيداً من النفوذ'، مثل الاعتراف بالتخلي عن مناطق دونيتسك ولوهانسك، وهو ما يضع لقاء اليوم الاثنين، في مسار أكثر هشاشة وتعقيداً، وفقاً لأكسيوس. تُسلّط صحيفة واشنطن بوست الضوء على استعداد الولايات المتحدة لتقديم 'ضمانات أمنية قوية' لأوكرانيا، شبيهة بالمادة الخامسة في الناتو، ولكن خارج إطار الحلف الرسمي، ضمن اجتماع البيت الأبيض المرتقب. ويُتوقع أن يدعو ترامب إلى تحقيق 'اتفاق سلام شامل' بدلاً من 'وقف إطلاق نار' مؤقت، وهو موقف دفع به وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لتأكيد أن الضغط على روسيا مستمر وسيعقب الفشل في عقد سلام فرض عقوبات إضافية. كما يُشير الإعلام الأمريكي إلى أن ترامب قد تخلّى عن مطلب وقف إطلاق النار الفوري وفضّل التوجه نحو 'اتفاق سلام شامل'، رغم الغموض الذي يحف بعض مواقفه بعد قمة ألاسكا. يغلب على التغطيات الأوكرانية مزيج من الحذر والأمل، حيث أبدى بعض المواطنين استياءهم من التعامل 'الإيجابي المبالغ فيه' تجاه بوتين في قمة ألاسكا، معتبرين أن ذلك لا يتناسب مع حجم العدوان الروسي على بلادهم، وفق إعلام أوكراني. وهناك من أبدى أملًا حذراً بأن المديح المتبادل قد يُفضي إلى نتائج إيجابية مستقبلية وإنهاء الحرب. في الغارديان، وتغطية السياسية الأوكرانية، سجلت تحوّلًا في المزاج الداخلي لصالح رفض أي تنازل في الأراضي. عدد من السياسيين أكدوا أن تبرير التنازل عن مناطق دونباس غير مقبول، معتبرين أنه 'تجارة بالبشر' وأن الموافقة عليه تمثل 'انتحار سياسي'. أجرت صحيفة 'كييف إندبندنت' تغطية مباشرة، وذكرت فيها أن زيلينسكي أكد أن أي مفاوضات يجب أن تبدأ من خطوط الجبهة الحالية، وأن 'الدستور الأوكراني يمنع التنازل عن الأراضي'. وأضاف أن الاجتماع سيشهد دعماً من كبار القادة الأوروبيين، في محاولة لتوازن الضغط الأمريكي المحتمل. وأكّد زيلينسكي أن اللقاء في واشنطن سيتناول 'كل التفاصيل اللازم إدارتها لإنهاء الحرب والقتل'، ودعم الدعوة لقمة ثلاثية تجمعه مع الولايات المتحدة وروسيا مباشرةً، مع التهديد بفرض مزيد من العقوبات إذا حاولت موسكو عدم التقيد بالبنود. كما عبّر قادة أوروبيون، مثل المستشار الألماني ميرتس ورئيسة المفوضية فون دير لاين، عن تأييدهم لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، مشددين على ضرورة مشاركة أوروبا في كل مراحل التفاوض. سبق وأن تناولت تغطيات الإعلام الروسي الرسمية قمة ألاسكا باعتبارها 'إنجازاً دبلوماسياً' لروسيا، مستشهدين بـ'الاستقبال الحار' الذي حظي به بوتين في واشنطن كدليل على تصدّر موسكو المشهد الدولي مجدّداً، وفقاً لصحف محلية. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن التغطية الروسية ركزت على تقديم القمة كفرصة لإعادة ترميم العلاقات الاقتصادية والتعاون، مع تقليص ملف الحرب في الإعلام الرسمي، ورُكّز على إنجاز دبلوماسي رمزي لروسيا.


وزارة الإعلام
منذ 33 دقائق
- وزارة الإعلام
البناء: غرام ترامب وبوتين يثير غيظ أوروبا… وذعر من مقايضة الدونباس يوقف الحرب.. مليون متظاهر في الكيان احتجاجاً على نتنياهو وطلباً لوقف الحرب وعودة الأسرى.. عون: بين ورقة باراك والعزلة… وبري لحوار وطني… وباراك: لا تنفيذ إسرائيلي
كتبت صحيفة 'البناء': امتلأت عناوين الصحف الغربية وشاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي في تظهير عدم التناسب بين حفاوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضيفه الروسي الرئيس فلاديمير بوتين، وبين ما حصل عليه ترامب من بوتين، بعدما فشل في الحصول على موافقة بوتين على وقف النار وقيام ترامب بتبنّي الرؤية الروسية بالذهاب إلى حل شامل كشرط لوقف النار، وصيغة الحل الشامل التي أبلغها ترامب لـ حلفائه الأوروبيين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، تقوم على مقايضة تنازل أوكرانيا لصالح روسيا عن منطقة الدونباس شرق أوكرانيا إضافة إلى شبه جزيرة القرم، مقابل وقف الحرب، شرط التزام أوكرانيا الحياد وعدم الانضمام إلى حلف الناتو أو أي تحالف عسكري والتخلي عن بناء جيش قويّ يملك أسلحة يمكن أن تشكل تهديداً أمنياً لروسيا. وبالتوازي لا تمانع روسيا مع نيل أوكرانيا ضمانات لأمنها يمكن مناقشتها مع روسيا. وهذه الصيغة التي أثارت الذعر بين قادة أوروبا ولدى الرئيس الأوكراني، بدت قدراً يشكل تحدّيه مغامرة انتحارية بمواصلة الحرب دون غطاء ودعم أميركا، ما يجعل نهايتها هزيمة حتميّة مدوّية تفتح أبواب أوروبا أمام روسيا، ويفترض أن يبدأ اليوم قادة أوروبيون يرافقون زيلينسكي إلى البيت الأبيض مناقشات مع الرئيس ترامب من داخل رؤية ترامب لتحسين شروطها من بوابة الضمانات الأمنية والتطلع للحصول على فرصة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا تحت شعار الضمانات . في المنطقة تزامن الإعلان عن بدء التمهيد لخطة الحرب الموسّعة لاحتلال مدينة غزة وتهجير مليون فلسطيني إلى الخيم في جنوب القطاع تمهيداً لترحيلهم إلى الخارج، مع إقرارها من المستوى العسكري تمهيداً لإقرارها من المستوى السياسي وإعداد عدّتها لجهة حشد العديد اللازم من القوات لتنفيذها، بينما بدأ تدمير حي الزيتون وأبنيته السكنية منذ أمس، وقد شكلت هذه الخطة الحافز الأبرز لتصاعد حركة الاحتجاج التي تشهدها شوارع الكيان تحت عنوان استعادة الأسرى ووقف الحرب، وكان بلوغ رقم المتظاهرين المليون متظاهر حدثاً فريداً في تاريخ الكيان، مع مؤشرات يتداولها المنظمون حول تصاعد هذا الرقم إلى أضعاف خلال الأيام الفاصلة عن بدء تنفيذ الخطة مطلع شهر أيلول القادم، وسط تسريبات عن دعم ضمنيّ من القيادات الأمنية والعسكرية للحراك الاحتجاجي وانضمام القطاعات الاقتصادية والعمالية والبلدية إليه تباعاً حتى فرض الشلل التام على الحياة في الكيان مع بدء تنفيذ الخطة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويعيد الأسرى قبل ذلك الموعد . في لبنان، يبدأ المبعوث الأميركي توماس باراك ومعاونته مورغان أورتاغوس جولة زيارات للقاء المسؤولين اللبنانيين، بعدما أقرّت الحكومة ورقة باراك، بانتظار ما سوف يحمله من جواب حكومة كيان الاحتلال التي سبقت زيارة باراك بالإعلان عن عدم نيّتها وقف الاعتداءات أو الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة حتى يتم تنفيذ نزع سلاح المقاومة، بينما نصّت ورقة باراك على أن وقف الاعتداءات يتمّ بمجرد إقرار الحكومة لجدول زمني لنزع السلاح، وهو ما روّجت له الحكومة باعتباره عذراً لها في قبول الورقة، التي قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إن إقرارها جنّب لبنان العزلة ومنحه فرصة القول ها نحن نفذنا فلينفذ الإسرائيليون، لكن الإسرائيليين لن ينفذوا وباراك لن يتسامح مع عدم مواصلة تنفيذ الجدول الزمني ومنح إسرائيل الفرصة، فماذا سوف يقول لبنان؟ وهل تجرؤ الحكومة على القول إن إقرار الجدول الزمني بحصر السلاح خلال 120 يوماً لن يبدأ سريان المهلة عليه إلا مع التزام «إسرائيل» بوقف الاعتداءات والانتهاكات؟ في هذا المناخ دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حوار بشأن قرار حصر السلاح بيد الدولة وليس بالطريقة المطروحة، مؤكداً بأن لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي، وأوضح بري، سأسمع من المبعوث الأميركي توم باراك رؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله، وتابع «ليس لديّ أي شيء أطرحه على المبعوث الأميركي». وأكد بأنه لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب الله طالما «إسرائيل» ترفض تنفيذ التزاماتها، موضحاً بأن حزب الله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار، لكن «إسرائيل» مستمرة في ضرباتها . وصل الموفد الأميركي توم باراك مساء أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، واستقبله نائب مدير المراسم في وزارة الخارجية القنصل رودريغ خوري. وسيكون لباراك اليوم لقاءات تبدأ صباحاً في قصر بعبدا، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ويجري معه محادثات حول ما يحمله لا سيما الرد الإسرائيلي على الورقة اللبنانية . وسيلتقي باراك بعدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم ينتقل بعد ذلك إلى السراي الحكومي حيث سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام . وكشفت مصادر أميركية أنّ زيارة الموفدين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت، تأتي على وقع تسريبات كشفت أنّ واشنطن رفعت منسوب الضغط على لبنان إلى الحدّ الأقصى وكان باراك وأورتاغوس قد شاركا في سلسلة اجتماعات سياسية دبلوماسية وعسكرية عُقدت في باريس، قبل توجّههما إلى بيروت، وعشية انعقاد جلسة مخصصة لليونيفيل في نيويورك يوم الاثنين قبل التصويت النهائي الأسبوع المقبل. وتهدف الزيارة الى الضغط على الحكومة اللبنانية لوضع خطة واضحة بآلية التنفيذ، وعلى الدولة أن تطلب من القوات الدولية مؤازرة الجيش اللبناني، استناداً إلى الفقرة 12 من القرار 1701، وعلى كامل الأراضي اللبنانية إذا دعت الحاجة، مع دعم قرارات مجلس الوزارء الأخيرة في الوقت نفسه، وتأكيد أنّ ملف اليونيفيل وتجديد ولايته سيبقى تحت عين واشنطن . وتقول مصادر سياسية لـ«البناء» إن التحرك الأميركي ليس تفصيلاً عابراً، بل جزء من مقاربة شاملة تريد واشنطن فرضها على لبنان. فإيفاد شخصيّات مثل باراك وأورتاغوس، مع ما يرافق ذلك من اجتماعات في باريس ونيويورك، يؤكد أن الملف اللبناني لم يعد محصوراً ببيروت وحدها، بل بات جزءاً من طاولة دولية أوسع. فواشنطن تستثمر في ورقة اليونيفيل والقرار 1701 كي توسّع حضورها العسكري -الدولي في الجنوب، بما يترجم عملياً تقليص حركة حزب الله وإضعاف نفوذه الميداني، وفرض شراكة بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، تجعل أي عمل مقاوم تحت أعين ورقابة المجتمع الدولي وربط أي مساعدات اقتصادية أو سياسية للبنان بمدى التزامه بالورقة الأميركيّة. فهذا الضغط، بحسب المصادر، يتم تغليفه بلغة المساعدة، لكنه في الجوهر أداة لإعادة رسم ميزان القوى . وأشار رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون إلى أن «سلاح حزب الله والمقاومة هو شأن داخلي لبناني، واتفاق الطائف واضح بملف حصرية السلاح، ولا أحد في لبنان لديه مشكلة مع حصر السلاح». وأوضح عون وفي مقابلة مع قناة «العربية» بأن «الورقة الأميركية هي خريطة طريق لاتفاق وقف إطلاق النار في العام 2024، وحصل عليها لاحقاً بعض الإضافات.. ولا تصبح هذه الورقة نافذة قبل موافقة الأطراف الثلاثة، سورية ولبنان وإسرائيل». وإذ أشار عون إلى أن «الورقة تضمّنت الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وإنعاش اقتصادنا، وإعادة الإعمار وترسيم الحدود مع سورية»، أكد بأنه لا أحد سيأتي للدفاع عن لبنان إذا دخلنا في حروب لا تنتهي، ونحن نثمن موقف سورية من ورقة المبعوث الأميركي ». واعتبر عون بأن «الورقة الأميركية تحولت إلى لبنانية بعد إضافة ملاحظاتنا»، وذكر بأن «التعاون الاقتصادي مع سورية يندرج ضمن مواقفها من ورقة المبعوث الأميركي توم باراك»، موضحاً بأن «لبنان كان أمام خيارين إما الموافقة على الورقة الأميركية أو العزلة». وأكد أننا «لم نتلقَّ أي تهديد لتطبيق بنود المقترح الأميركي، إلا أن أميركا قالت إن لبنان سيخرج من أجندتها إذا رفضنا ورقة باراك». ورأى بأن عدم الموافقة على ورقة باراك يعني الاستمرار في الحرب مع «إسرائيل »». في ما يتعلق بالعلاقة بين لبنان وإيران قال عون «أبلغت مسؤول الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، أن علاقة إيران معنا قائمة على الاحترام المتبادل»، وأكد بأن «إيران دولة صديقة، ولكن على قاعدة حفظ سيادتنا، ويجب على إيران أن تكون صديقة لكافة الأفرقاء اللبنانيين، والمساعدة يجب أن تكون قائمة على عدم تدخّل بالشؤون اللبنانية ». وحول علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: «علاقتي برئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر من ممتازة، ونحن منفتحون على نقاش أي موضوع فقط تحت سقف الدولة، وأولوياتي تحقيق أمن واستقرار البلاد، ونحن نرحّب بكل مَن يريد مساعدة لبنان دون التدخل بشؤوننا ». وتابع عون: «نحاول تجنيب البلاد أي صراعات داخلية وخارجية لأنها أنهكتنا، والطائفة الشيعية مكوّن أساسي وفاعل في بلدنا، ولا أساس للتخويف لأي طائفة في البلد ». وفي ما يتعلق بالسعودية، شكر عون «جهود المملكة العربية السعودية على مساعدتها لبنان»، وتابع «نسعى لتحسين العلاقة مع سورية وترسيم الحدود برعاية السعودية»، موضحاً بأن «العلاقة مع سورية موجودة، ونحن بانتظار موفد رسميّ لتنظيم العلاقات بين الجانبين، مع العلم بأن التنسيق الأمني موجود مع دمشق ». وفي ما خصّ السلام مع «إسرائيل»، أشار عون إلى أننا ننطلق في لبنان من القمة العربية في بيروت في العام 2002، واليوم نحن من ضمن الإجماع العربي والسلام العادل وإعادة الحقوق لأصحابها، ولبنان سيكون في قطار السلام العربي». مؤكداً بأن الاتصالات مع «إسرائيل» هي حصراً عبر أميركا وفرنسا ولا طرف ثالث فيها. وشدّد على أن أي حديث عن حوار بين لبنان و»إسرائيل» مجرد خيال لدى البعض . وأكد عون بأن لبنان على خريطة ازدهار اقتصادي من خلال الإصلاحات التي تمت، و»لا غطاء على أحد والقضاء يعمل بجدّية لمحاربة الفساد»، موضحاً بأننا «نرفض رفضاً قاطعاً مسألة توطين الفلسطينيين، والحرب بين إيران و»إسرائيل» والاعتبارات الفلسطينية أخّرتا نزع سلاح المخيمات». وذكر بأن قرار نزع السلاح من المخيمات اتخذ من قبل السلطة الفلسطينية . دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «حوار بشأن قرار حصر السلاح بيد الدولة وليس بالطريقة المطروحة»، مؤكداً بأنه «لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي ». وأوضح بري في حديث لقناة «العربية»: «سأسمع من المبعوث الأميركي توم باراك رؤيته بشأن كيفية نزع سلاح حزب الله»، وتابع «ليس لدي أي شيء أطرحه على المبعوث الأميركي». وأكد بري بأنه «لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن حزب الله طالما «إسرائيل» ترفض تنفيذ التزاماتها»، موضحاً بأن «حزب الله لم يطلق أي رصاصة منذ وقف النار، لكن «إسرائيل» مستمرة في ضرباتها ». اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب رائد برو أنّ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية خلال الجلسة الأخيرة «يمثّل استسلامًا للعدو وتجريدًا للبنان من أهم نقاط قوته». وأضاف: «رفضُنا لهذا القرار واستعدادُنا للذهاب إلى أي سيناريو يرتكزان على تجربتنا مع هذا العدو، الذي يواصل انتهاكاته اليومية ضاربًا بعرض الحائط أبسط القوانين الدولية التي يراهن عليها البعض كضامن للاستقرار». وفنّد برو ما يُعرف بـ«ورقة باراك»، مشيرًا إلى أنّها «تخاطب الجانب اللبناني بلغة الفرض والإخضاع والذل، بينما تستخدم مع الجانب الإسرائيلي لغة التمني والتسويف»، مؤكّدًا أنّ «هذا القرار غير السيادي اعتبرناه غير موجود، من أجل دفع الذل عن لبنان وشعبه بكل مكوّناته ». وحذّر النائب برو من أنّ «العدو قد يستثمر في توفّر نية الدولة لتنفيذ ما يريده»، متسائلًا: «إذا نفّذ العدو ما يلمّح به من نيات عدوانية تجاه لبنان، فما هو موقف الدولة اللبنانية؟ ما سيحصل سيكون وصمة عار على وجه الدولة التي تتعاطى بخفّة وقليل من الحرص ». وقال رئيس حكومة العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو «أريد أن أُؤكّد أنّ عملياتنا في لبنان هي وفقاً لاتّفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنّه «نحن نواجه بالنيران أي خرق أو محاولة تسلّح من قبل حزب الله». في سياق متصل، وفي ما يتعلق بسلاح بحزب الله، كان تصريح لافت لوزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، الذي أشار إلى أنه «لا يمكن سحب سلاح حزب الله في لبنان إلا بالحوار»، مضيفاً «ولا يمكن سحب سلاح الحشد الشعبي العراقي بالقوة ». وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن «بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية يتناقل أخبارًا مفادها أن القوات الجوية في الجيش اللبناني تخرق الأجواء السورية بهدف رصد تحرّكات عسكرية من الجانب السوري في مناطق حدوديّة، وسط تهديدات أطلقتها مجموعات سورية مسلحة بالدخول إلى لبنان وتنفيذ عمليات أمنية»، موضحة أنّه «لا صحة إطلاقًا لهذه الأخبار، وأن الوحدات العسكرية تراقب الوضع عند الحدود وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط الحدود وحمايتها، علمًا أن التواصل والتنسيق مستمران مع السلطات السورية لمتابعة أي تطورات ». وأكدت قيادة الجيش «ضرورة التحلّي بالمسؤولية، وتوخي الدقة في نشر أي خبر من هذا النوع لما قد يسببه من تداعيات، والعودة إلى بيانات الجيش الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة ». وكانت وسائل إعلاميّة ومواقع تواصل، نشرت خبراً حول تنفيذ طائرة تابعة لسلاح الجو اللبناني، عملية تحليق عند الحدود اللبنانية – السورية في البقاع، وذلك بهدف رصد تحركات عسكريّة لمسلحين يمكثون داخل الأراضي السورية. وجاء ذلك بعدما تمّ تداوله عن تهديدات أطلقتها عصابات مسلحة بالدخول إلى لبنان وتخطيطها لعمليات خطف تطال عناصر من الجيش لمُبادلتهم بسجناء في سجن رومية . على خط آخر، أعلنت وكالة التصنيف الائتماني العالمية «ستاندرد أند بورز » (S&P) عن رفع التصنيف الائتماني طويل الأجل للدين المحلي اللبناني بالعملة المحلية من CC إلى CCC ، وتعديل النظرة المستقبلية outlook من «سلبية» إلى «مستقرة». في المقابل، أبقت الوكالة على تصنيف الدين بالعملة الأجنبية عند مستوى «تخلف انتقائي » (Selected Default). وأشارت «ستاندرد أند بورز» إلى أن التصنيف ما زال مقيداً بالمخاطر الأمنية المستمرة، وضعف معدلات النمو الاقتصادي في ظل عدم الاستقرار، والاحتياجات القائمة في ما خصّ تمويل إعادة الإعمار، فضلاً عن الاستحقاقات السياسية المقبلة، ولا سيما الانتخابات النيابية، التي ربما قد تمهّل إقرار بعض الإصلاحات الضرورية للنهوض باقتصاد فعّال يسمح باستقطاب روؤس الأموال والاستثمارات. ورأت الوكالة أن السير بتنفيذ إعادة هيكلة القطاع المصرفي من خلال إقرار قانون الفجوة المالية Gap Law)) وإعادة استرجاع الودائع، والتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإعادة هيكلة محفظة اليوروبوندز، من شأنه أن يفتح آفاقاً إيجابيّة أمام لبنان، ويمهّد لرفع تصنيفه .