logo
تقارير عبرية: «حزب الله» يتحول عن الصواريخ إلى المسيرات... وضربة الضاحية لتعطيله

تقارير عبرية: «حزب الله» يتحول عن الصواريخ إلى المسيرات... وضربة الضاحية لتعطيله

الشرق الأوسطمنذ 19 ساعات

أفادت تقارير عبرية بأن «حزب الله» اللبناني بات يركز على تخصيص الميزانيات لإنتاج المسيرات، وتحول عن الاستثمار بشكل كبير في الصواريخ.
ووفقاً لتقرير نشر، الاثنين، في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الخامس من يونيو (حزيران) الحالي، ضد ما قال إنها أهداف تتبع لـ«حزب الله» اللبناني في «الضاحية الجنوبية» لبيروت والمعقل الحيوي للحزب، كانت محاولة لتعطيله عن المضي في المسار.
وأشارت الصحيفة إلى أن «تلك العملية تم فيها تدمير مئات الطائرات المسيرة»، مشيرةً إلى أنه «لم يكن هناك إجماع داخل المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر (الكابينت) على مهاجمة تلك الأهداف حينها».
دخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية عقب غارة إسرائيلية 5 يونيو الحالي (د.ب.أ)
وبحسب التقرير، فإن «حزب الله» اللبناني يستلهم من الحرب في أوكرانيا وروسيا، التجربة باعتماد الطرفين على الطائرات المسيرة في حربهما، الأمر الذي دفعه إلى محاولة استعادة قوته من خلال التركيز على إعادة إنتاج هذه الطائرات بدعم وتمويل إيراني غير مباشر.
وبينت الصحيفة أن تركيز «حزب الله» على إنتاج الطائرات المسيرة يعود إلى أنها «أبسط وأسهل في عملية تجميعها من الصواريخ والقذائف الدقيقة التي كان ينتجها من قبل»، لافتةً إلى أن الجيش الإسرائيلي رصد توجهاً جديداً لدى الحزب اللبناني، منذ بداية العام يتعلق بـ«استثمار ميزانيات كبيرة في إعادة التعافي بهدف زيادة إنتاج الطائرات المسيرة الانتحارية، وكذلك الهجومية (المزودة بقنابل) المخصصة لشن هجمات، وكذلك المخصصة للرصد، كما كان تخصيص الميزانيات بالنسبة للصواريخ أقل من الاهتمام بالمسيرات» وفقاً للتقرير.
إنفوغراف لأنواع من المسيّرات الاستطلاعية التي يمتلكها «حزب الله» (إعداد الشرق الأوسط)
وتضيف الصحيفة أسباباً أخرى لزيادة الاعتماد على المسيرات؛ منها أن «تجميعها بسيط ورخيص وسريع، ويتضمن أيضاً مكونات مدنية يمكن طلبها عبر الإنترنت»، مشيرة إلى أن «أنظمة الدفاع الجوي بشكل عام، والإسرائيلية خاصة، تجد صعوبة في تحديد المسيرات واكتشافها وتصنيفها تهديداً على الفور، مقارنةً بإطلاق الصواريخ أو القذائف، وذلك لأن مسار الطائرات ليس موحداً أو سهل التنبؤ به، مثل الصواريخ».
ويذهب التقرير إلى أن «الحرب بين أوكرانيا وروسيا أثبتت لدى الحزب اللبناني، مدى فاعلية هذه الأداة من حيث التكلفة وقدرتها على المناورة والهجوم، خاصةً أن مدى التحليق يتراوح بين عشرات ومئات الكيلومترات».
وتقول الصحيفة العبرية إنه بناءً على التطورات في ملف مسيرات «حزب الله»، يُجري قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، مناقشات عملياتية مُتكررة لتضييق الخناق على وحدة الطائرات المسيرة للحزب ومنعها من التعافي مجدداً، مشيرةً إلى أن زيادة العمليات الاستخباراتية خلال الأشهر الأخيرة أدت إلى متابعة ومراقبة المواقع التي تم استهدافها مؤخراً.
وأشارت إلى أنه «في الأيام المقبلة، سيستكمل مسؤولو الاستخبارات معالجة النتائج النهائية للعملية، ومن الواضح بالفعل في سلاح الجو أن (حزب الله) يستثمر الكثير من الموارد، مستغلاً بعض المكونات البسيطة التي لا تزال إيران تنجح في ضخها بصفوف الحزب، بهدف زيادة الإنتاج المحلي من الطائرات المسيرة».
المنظومة الجوية الإسرائيلية تعترض طائرة مسيرة تابعة لـ«حزب الله» في شمال إسرائيل أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الجيش الإسرائيلي عمل مؤخراً على تحسين قدراته بشكل كبير لاكتشاف واعتراض الطائرات المسيرة، وذلك من خلال نظام الليزر الجديد الذي أسهم بالفعل في إسقاط نحو 40 طائرة مسيرة لـ«حزب الله»، خلال الحرب الأخيرة، إلا أن الجيش لم يتعامل بعد مع أسراب كبيرة من الطائرات المسيرة، والتي قد تطلق في بعض الأحيان بالتزامن مع وابل كبير من الصواريخ، لا سيما من مسافات قصيرة وصعبة مثل لبنان، لذلك فإن أفضل وسيلة للدفاع ضد هذه الظاهرة هي التي اختارها الجيش الإسرائيلي في عملية «سهام الشمال» قبل نحو 10 أشهر، وهي الهجوم المكثف.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن رائد في سلاح الجو الإسرائيلي، قوله إنه «خلال الحرب تم تدمير نحو 70 في المائة من طائرات (حزب الله) المسيرة، وكنا نعلم أنه بعد وقف إطلاق النار سنواصل العمل ضد تعزيز قدرات الحزب مجدداً، ولذلك قضينا على قائد الوحدة 127، وكبار قادتها، وفي غارات الخميس (5 يونيو)، أصبنا بدقة الورش ومستودعات الإنتاج تحت الأرض، وربما نعثر على المزيد من المستودعات والمواقع المشابهة، وسنهاجمها أيضاً».
وأضاف: «نتمتع بحرية العمل ليس فقط في جنوب لبنان، و(حزب الله) يسعى جاهداً ليصبح أكثر استقلاليةً مع تقليل اعتماده على إيران».
وعادت «الوحدة 127» في «حزب الله» اللبناني المسؤولة عن إنتاج الطائرات المسيرة وصيانتها وتشغيلها، إلى واجهة الاهتمام الاستخباراتي الإسرائيلي، بعدما اعتبر ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنها تحاول استعادة نشاطها، والتعافي من الهجمات التي تعرضت لها خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
ونفذ الجيش الإسرائيلي، في الخامس من يونيو، هجمات على أهداف قال إنها تتبع «حزب الله» في «الضاحية الجنوبية» لبيروت، والتي تمثل عمق معقله وتمركزه، ورمزاً لحضوره السياسي والأمني.
وقبيل عملية القصف، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة طلب فيها من السكان إخلاء أربعة مواقع في الضاحية، ما تسبب بنزوح الآلاف منها ليلة عيد الأضحى، مشيراً حينها إلى أن العملية تستهدف «مواقع تحت الأرض أسفل تلك المواقع المستهدفة لإنتاج طائرات دون طيار بتمويل من (جهات إرهابية إيرانية)».
وقال الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم إن الاستخدام المكثف من جانب «حزب الله» للطائرات دون طيار كان ضرورياً لهجماته على إسرائيل، ووصف هذه الأنشطة بأنها «خرقاً فاضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
#عاجل جيش الدفاع هاجم بنى تحتية لانتاج وتخزين مسيرات وورشة لانتاج مسيرات درون في الضاحية الجنوبية وجنوب لبنانشن جيش الدفاع قبل قليل بشكل موجه بالدقة من خلال طائرات حربية غارات استهدفت مواقع انتاج ومستودعات لتخزين مسيرات تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في... pic.twitter.com/vBOOrYrXIm
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 5, 2025
وجاء الهجوم رغم سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» منذ نحو ستة أشهر، بعد ضربات متبادلة استمرت 13 شهراً، قتل فيها نحو 4 آلاف لبناني، ونزوح أكثر من مليون شخص من المناطق الجنوبية من لبنان، فيما قتل 80 جندياً، و47 مدنياً إسرائيلياً.
ويعرف عن «الوحدة 127» في «حزب الله»، أنه تم تأسيسها عام 2012 من قبل القيادي في الحزب، حسان اللقيس، والذي اغتيل من قبل مسلحين مجهولين، يعتقد أنهم من الموساد الإسرائيلي، بإطلاق النار عليه عام 2013.
وكان للقيس دور كبير في تطوير قدرات الوحدة، كما اكتسبت خبرة واسعة في القتال خلال الحرب السورية.
وكان للوحدة خلال الحرب الأخيرة دور في مهاجمة أهداف إسرائيلية، من بينها مهاجمة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية بتاريخ التاسع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
صورة بثها الإعلام الإسرائيلي تُظهر الضرر في نافذة منزل نتنياهو
وإلى جانب إطلاق المسيرات، تشارك الوحدة في إنتاج وصيانة وتطوير تكنولوجيا الطائرات المسيرة لـ«حزب الله»، وكانت تتلقى تدريبتها ودعمها من «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
وخلال الحرب الأخيرة، اغتالت إسرائيل القائد العام لـ«الوحدة 127» محمد سرور، في غارة جوية في سبتمبر (أيلول) 2024.
وأصبحت الوحدة في اهتمام وصلب عمل الاستخبارات الإسرائيلية بعد مهاجمة طائرة مسيرة انتحارية قاعدة جولاني العسكرية جنوب حيفا، ما أدى لمقتل 4 جنود وإصابة 58، وذلك في منتصف أكتوبر 2024.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الديوان الملكي: وفاة الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير آل سعود
الديوان الملكي: وفاة الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير آل سعود

عكاظ

timeمنذ 31 دقائق

  • عكاظ

الديوان الملكي: وفاة الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير آل سعود

صدر عن الديوان الملكي اليوم البيان التالي: «بيان من الديوان الملكي» انتقل إلى رحمة الله تعالى الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير آل سعود، وسيصلى عليه -إن شاء الله- يوم غدٍ الأربعاء الموافق 15 / 12 / 1446هـ، بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض. تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته، إنّا لله وإنّا إليه راجعون. أخبار ذات صلة

المقالمسؤولون بدون بشوت
المقالمسؤولون بدون بشوت

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

المقالمسؤولون بدون بشوت

مشهد يتجاوز كونه مجرد صورة فوتوغرافية، بل عنوان يعكس منهجية عمل الحكومة السعودية، تلك الصورة التي يظهر فيها عدد من كبار مسؤولي المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم سمو وزير الداخلية وسمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة، ووزراء الحج والعمرة، الصحة، النقل، الإعلام، والبلديات، في جولة ميدانية في المشاعر المقدسة و"بـلا بـشـوت"، مشهد لم يُلتقط في قاعة اجتماعات بل على الأرض وفي الميدان، حيث يتفقد الوزراء جاهزية الجهات المعنية بين ساحات المشاعر وأروقة العمليات، مرابطين لخدمة ضيوف الرحمن، وعاملين على تيسير آداء مناسك الحج، هذه الصورة تختصر فلسفة العمل في هذه البلاد المباركة من رأس الهرم إلى أصغر موظف، الكل في حالة استنفار متواصل لضمان راحة وأمن وسلامة ملايين الحجاج من شتى أصقاع الأرض. بلغ حجاج هذا العام 1446هـ حوالي 1.7 مليون حاج يحملون 171 جنسية مختلفة، أدوا مناسكهم على أكمل وجه، وبيسر وسهولة وطمأنينة، وتلقوا الخدمات بأعلى جودة ممكنة، وبكرم بالغ تعوده قاصد بيت الله الحرام من أبناء هذه البلاد الطاهرة، بدءً من مبادرة طريق مكة، والتي خدمت 8 دول هذا العام، وحتى وصولهم للمشاعر المقدسة عبر مختلف المنافذ الجوية والبحرية والبرية، حيث تم نشر في المشاعر المقدسة أكثر من 120 ألف عنصر أمني وفرق دعم ميدانية، مدعومين بأكثر من 6 آلاف كاميرا مراقبة وتحليلات ذكاء اصطناعي لضمان الانسيابية وتفادي أي طارئ، وتأكيداً على الالتزام بحماية الحج من الرفث والفسوق، فلا حج بلا تصريح، ولا مكان لغوغاء صراحةً أو تلميحاً. ولأن حكومة المملكة العربية السعودية اهتمت وبشكل بالغ بضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، شددت على رفع معايير الجودة بما يتناسب مع مكان الأرض والمناسبة، فعلى الصعيد الصحي تم تجهيز أكثر من 25 مستشفى ومركزًا صحيًا في مكة والمشاعر، مزودة بأكثر من 32 ألف ممارس صحي ومئات سيارات الإسعاف والإخلاء الجوي، لضمان استجابة فورية لأي حالة، وقد استخدمت أحدث التقنيات وطائرات الدرونز لوصول المستلزمات والأدوية الطبية بأوقات قياسية، وحرصت على معايير الجودة والسلامة الغدائية بما يراعي تنوع الثقافات والاحتياجات الصحية في أكثر من 25 مليون وجبة تم تقديمها خلال موسم الحج. واستمراراً لتميز المملكة العالمي في إدارة الحشود، فقد اُستخدمت استراتيجيات تفويج ذكي تعتمد على تحليل البيانات الحيّة وحركة المشاة، مع تنظيم تنقلات الحجاج عبر قطار المشاعر ووسائل نقل ترددية عالية الكفاءة لنقل مئات الآلاف من الحجاج يوميًا، ضمن جداول زمنية مرنة ومحكمة، ودعم الحاج بتطبيقات ذكية وتوجيه رقمي بعدة لغات، ليتمكن من التنقل والتواصل مع فرق الدعم بسهولة، مما زاد من جودة تجربته الروحية. إن صورة الوزراء "بدون بشوت" ليست لقطة عابرة، بل هي تمثيل لعمل أكثر من 350 ألف شخص من مختلف الجهات في موسم الحج، وانعكاس لثقافة إدارية فريدة، ورد بليغ على المرجفين الذين يريدون تشويه صورة موسم الحج، ويحاولون الإساءة لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، تتعالى أصواتهم من دولهم الرجعية، والتي لا تحسن تنظيم مباراة كرة قدم، فكيف بالحدث الأعظم كل عام!؟ هذه الصورة يجب أن تبرز في كل مكان لتُظهر كيف أن المسؤول السعودي لا يعد تنظيم الحج عملاً روتينياً، بل رسالة دينية ومهمةً وطنية، لا يكون خلف مكتبه، بل يمشي مع رجاله في الميدان، يفتّش، يتابع، ويوجّه. هذا المشهد وغيره من الجهود الضخمة يؤكد موقع المملكة كقائدة للعالم الإسلامي، وراعية للحرمين الشريفين، مواصلةً عامًا بعد عام إثبات قدرتها على تحويل التحدي إلى إنجاز، والضيوف إلى أهل، والحج إلى رحلة آمنة لا تُنسى، ضاربةً بعرض الحائط كل نفسٍ دنيئة تسيء لشعيرة من شعائر الله والقائمين عليها.

سلاح «حزب الله» يتصدر اهتمام أصدقاء لبنان ويتقدم على الإعمار
سلاح «حزب الله» يتصدر اهتمام أصدقاء لبنان ويتقدم على الإعمار

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

سلاح «حزب الله» يتصدر اهتمام أصدقاء لبنان ويتقدم على الإعمار

موضوعان لا ثالث لهما يتصدران جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة في لبنان، ويحظيان بمواكبة غير مسبوقة من أصدقاء لبنان، وفي طليعتهم معظم السفراء المعتمدين لديه. وهما: سحب سلاح «حزب الله» التزاماً منه بالبيان الوزاري الذي نص على حصريته بيد الدولة، والكف عن التعرّض لقوات الطوارئ الدولية المؤقتة (يونيفيل)، مع اقتراب موعد نظر مجلس الأمن الدولي بطلب لبنان التجديد لها في أواخر شهر آب (أغسطس) المقبل، خصوصاً وأنه يشكل تقييداً للمهام الموكلة إليها أثناء قيامها بتسيير الدوريات في جنوب الليطاني بمواكبة الجيش اللبناني أو من دونه، وبالتالي انتهاكاً للقرار 1701. فحصرية السلاح بيد الدولة ما زالت تراوح مكانها، وأن حسمها يتوقف، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، على تسريع بدء الحوار الموعود بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون و«حزب الله»، لعل الأخير يقتنع بضرورة تسليم سلاحه واستيعابه ضمن استراتيجية أمن وطني للبنان، رغم أن هؤلاء السفراء، وآخرهم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، ليزا جونسون، يحذّرون من إضاعة الفرصة المؤاتية لإخراج البلد من أزماته، ويرون بأن تسليم سلاح الحزب يبقى المدخل الوحيد للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب، والمعبر الإلزامي لطلب المساعدات لإعادة إعمار البلدات المدمّرة. وكشفت المصادر عن أن السفيرة جونسون باشرت القيام بمروحة واسعة من الاتصالات واللقاءات، ولا هم لها سوى التركيز أولاً وأخيراً على حصرية السلاح بيد الدولة، وأن الولوج إليها يبقى بتسليم «حزب الله» سلاحه، من دون أن تتطرق إلى تحديد جدول زمني لتسليمه، ويكاد يكون بند تسليم «حزب الله» سلاحه محور اتصالاتها، لو لم يطرأ عليه بند جديد يتعلق بالتجديد لـ«يونيفيل». جنود من «يونيفيل» يشاركون في إحياء «العيد الـ77 لحفظة السلام» بقاعدة عسكرية تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (أرشيفية - أ.ف.ب) ولفتت إلى أنها تحذّر من إضاعة الفرصة بإدراج اسم لبنان على لائحة الاهتمام الدولي، وتدعو إلى وقف الحوادث التي تتعرض لها «يونيفيل» في جنوب الليطاني، التي من شأنها أن تعيق المهمة الموكلة إليها بمؤازرتها للجيش اللبناني للانتشار، على أن يُستكمل حتى الحدود الدولية بانسحاب إسرائيل من البلدات التي ما زالت تخضع لسيطرتها. ونقلت المصادر عن لسان معظم السفراء الأجانب والعرب الذين هم في عداد أصدقاء لبنان قولهم إنه آن الأوان لـ«حزب الله» للتكيف مع التحولات التي شهدتها المنطقة ولبنان، وقالت إن مواقف بعض مسؤوليه لا تخدم وقوف الحزب وراء الدولة في خيارها الدبلوماسي للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب، وهي تأتي في سياق لزوم ما لا يلزم ولا تُصرف سياسياً. وأكدت نقلاً عن السفراء أن قول أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بأن المقاومة مستمرة، وتمكنت من أن تستعيد تدريجياً قوتها، يجافي الحقيقة، وقالت إنه لا يمت إلى الواقع بصلة ولا يأخذ بالتحولات في لبنان. وسألت أين تكمن المصلحة في تهديد عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي بقطع اليد التي تمتد إلى سلاحه؟ وهل يخدم بموقفه الشعبوي وقوفه وراء الدولة في خيارها الدبلوماسي؟ وأين يُصرف تهديده عربياً ودولياً بافتقاد الحزب لأي تأييد سواء في الداخل أو في الخارج، بإصراره على المكابرة وإنكاره الوضع المستجد في لبنان على خلفية سوء تقديره لرد إسرائيل على إسناده لغزة، وإقحامه في مواجهة مكلفة له وللبنان؟ الرئيس نواف سلام مستقبلاً وفداً من نواب «حزب الله» في السراي (أرشيفية) ودعت المصادر، نقلاً عن السفراء، «حزب الله» لاتخاذ قرار شجاع بعيداً عن المزايدات الشعبوية يقتصر على تسليمه بلا شروط مسبقة لسلاحه؛ إفساحاً في المجال أمام فتح نافذة يعمل لبنان على توسيعها للحصول على المساعدات للبدء بورشة الإعمار؛ لأن من دون تسليمه فعلاً بحصرية السلاح لن تكون المساعدات في متناول اليد. وقالت إن الحزب يوحي وكأنه في حاجة إلى مقايضة سلاحه بالإعمار على أن يتصدر أولويات المرحلة الراهنة لاستيعاب حاضنته الشعبية والالتفات إلى وضعه الداخلي للعمل على ترميمه، وصولاً لتلبيته احتياجات العائلات المنكوبة التي لن يكون في وسعه تأمينها إلا في انخراطه بمشروع الدولة في ظل الحصار المالي المفروض عليه. ورأت أنه لم يعد أمام الحزب من خيار سوى التصالح مع جمهوره، ومن خلاله اللبنانيون أجمع، وسألت: ألم يحن الأوان ليتوجه إلى شركائه في الوطن بخطاب سياسي هادئ ومسؤول ولو من موقع الاختلاف لطي صفحة الماضي، خصوصاً وأنه يقف أمام مشكلة مصدرها عدم التوصل إلى رؤية موحدة في مقاربة مسؤوليه للمرحلة السياسية الجديدة؟ وبالنسبة إلى موقف هؤلاء السفراء من التجديد لـ«يونيفيل»، أكدت المصادر أنهم يدعون في لقاءاتهم إلى وقف حملات التحريض التي تستهدف القوات الدولية، ويحذّرون من ارتفاع منسوب المضايقة والتعرض لعناصرها مع اقتراب موعد التجديد لها، خصوصاً وأنهم لا يحمّلون المسؤولية لعناصر غير منضبطة ولا يأخذونها على محمل الجد، ويغمزون من قناة «حزب الله»؛ كون هذه المضايقات أخذت تتسع مع دورها إلى جانب الجيش في كشفها على المواقع التي يختزن فيها الحزب سلاحه للتأكد من خلوها منه. دورية للجيش اللبناني في الجنوب (مديرية التوجيه) ونقلت عنهم تمسكهم ببقاء «يونيفيل» في الجنوب بمؤازرتها للجيش؛ لأن لا غنى عن دورها لتطبيق القرار 1701 بانسحاب إسرائيل وتمكين الدولة من بسط سيادتها على أراضيها كافة، وتحذيرهم من أن استمرار التعرض لدورياتها سينعكس حكماً على مداولات مجلس الأمن الدولي، في ضوء البيان الذي تعده الأمانة العامة للأمم المتحدة لدى طرح التجديد لها، وهذا سيرتد سلباً على لبنان. وتسأل: كيف سيكون رد فعل أعضاء مجلس الأمن لدى عرض مشاهد موثقة ومصوّرة لمسلسل الحوادث التي تتعرض لها؟ وهل يمكن حينذاك القفز فوق المطالبة بتعديل مهامها بما يسمح لها بالتحرك بمواكبة الجيش أو من دونه، وهذا ما ستركز عليه واشنطن برفض التجديد ما لم تُطلق يدها بحرية التحرك في جنوب الليطاني للتأكد من أن المنطقة خالية من أي سلاح غير شرعي؟ وتسأل أيضاً: أين تكمن مصلحة لبنان في التحريض على «يونيفيل» الذي يكاد يكون يومياً، كما يحصل الآن، ومن يملأ الفراغ في حال الاستغناء عن خدماتها؟ وهل للبنان مصلحة بأن يطيح بأعلى مرجعية دولية تتمثل بالأمم المتحدة، من خلال «يونيفيل»، التي تبقى الشاهد الوحيد للضغط على إسرائيل تطبيقاً لـ1701؟ أم أن لبنان سيبقى وحيداً معزولاً دولياً بدلاً من أن يحافظ على أصدقائه لتحرير الجنوب بمؤازرة دولية؟ وهنا، يحذّر السفراء من اللعب بالنار بالتعرض لـ«يونيفيل» بذريعة أنها تتجاوز مهامها بدخولها الأملاك الخاصة، واضطرار الجيش إلى فض الإشكالات، مع أنها، من وجهة نظرهم، منظمة بامتياز، وهم يراهنون على دور الرئيس نبيه بري بالتدخل لوضع حد للمضايقات، خصوصاً وأنه يدعو باستمرار للوقوف إلى جانبها أكانت ظالمة أو مظلومة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store