logo
كيف ينعكس تغيير إيران اسم شارع «قاتل السادات» على علاقاتها بمصر؟

كيف ينعكس تغيير إيران اسم شارع «قاتل السادات» على علاقاتها بمصر؟

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

في حين أعلنتْ السلطات الإيرانية قرار تغيير اسم «شارع خالد الإسلامبولي» في طهران، وهو الشارع الذي سُمّي تيمّناً بالعسكري المصري الذي اغتال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981، أكد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أنها «خطوة مهمة كتأكيد لحسن النيات، لكنها ليست حجر الزاوية لعودة العلاقات الكاملة بين البلدين، لأن هناك ملفات أخرى أكثر أهمية في نظر القاهرة».
فيديو عالي الجوده لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات ٦ اكتوبر ١٩٨١ كانت خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة. نفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص أبريل 1982.و كان مع الإسلامبولي. حسين عباس و هو قناص بالقوات المسلحة pic.twitter.com/tle6DzlkWP
— King Farouk (@KingFar12573093) April 19, 2025
وشدد المصدر على أن «قرار القاهرة أخيراً بالتقارب مع طهران أساسه المحوري العمل على عودة الاستقرار بالمنطقة، والتوقف عن تهديد الأمن العربي، ومن ثم تنتظر مصر من إيران أن تؤكد حسن نياتها في هذا الملف، تحديداً فيما يتعلق بالضغط على الحوثيين لوقف استهداف السفن بالبحر الأحمر، وهو ما أضر بالاقتصاد المصري كثيراً، نتيجة الخسائر التي تكبدتها قناة السويس من جراء ذلك».
لافتة الشارع في طهران (موقع إكس)
وقدَّرت مصر خسائرها من تراجع عائدات قناة السويس، العام الماضي، بأكثر من 7 مليارات دولار (الدولار يساوي 49.5 جنيه في البنوك المصرية)، وسط تعويل على استعادة جزء من هذه الخسائر، خلال العام الحالي، خصوصاً بعدما أعلنت سلطنة عُمان، أخيراً، «التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين اليمنية»، بما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي، لكن الجماعة اليمنية نفت تضمين الاتفاق السفن الإسرائيلية.
وكان المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، علي رضا ناد، أعلن، مساء الثلاثاء، في تصريح لوكالة «تسنيم» الإيرانية، أن قرار تغيير اسم «شارع خالد الإسلامبولي»، المعروف أيضاً باسم «الوزراء» في منطقة 6 بطهران، جاء «بعد مناقشات داخل لجنة تسمية الشوارع، وأن اللجنة اقترحت عدة أسماء بديلة سيتم عرضها في جلسة عامة للمجلس البلدي الأسبوع المقبل للتصويت النهائي».
وحسب ناد، فإن «القرار يعكس رغبة إيران في تعزيز العلاقات مع مصر، بخاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى القاهرة، مطلع الشهر الحالي.
عبد الفتاح السيسي خلال استقبال وزير الخارجية الإيراني في القاهرة الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)
الخبير المصري في الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبد الواحد، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «تغيير اسم شارع الإسلامبولي خطوة دبلوماسية رمزية إيجابية؛ لكنها فقط تلبي أحد المطالب المصرية»، منوهاً بأن «العلاقات توترت بين البلدين منذ نحو 46 سنة، ووصلت إلى حد المقاطعة، وعندما عادت ظلت على مستوى مكاتب رعاية مصالح فقط، ولم يكن السبب الوحيد والأساسي فيها اسم الشارع».
وأوضح أن أهم أسباب توتر العلاقات هو «الأمن القومي العربي، وأن إيران كانت تسلك في وقت سابق سلوكاً يقلق جيرانها، وكانت تستخدم لغةً فيها استعلاء مع تمدد نفوذها في دول مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن، وكل ذلك أقلق المنطقة، والقاهرة».
السادات في زيارة إلى الخطوط الأمامية قبل أسابيع من حرب 1973 (غيتي)
وأضاف عبد الواحد أن من أسباب التوتر كذلك «رفض إيران اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وأيضاً غضب طهران من استضافة مصر شاه إيران محمد رضا بهلوي وبعدها بعامين حدث اغتيال السادات، ومن ثم فهم في طهران رأوا أن الإسلامبولي بطل يستحق التكريم بتسمية أهم شوارع العاصمة الإيرانية باسمه، وهذا أغضب القاهرة أكثر، بالإضافة للغضب الرئيسي من الممارسات الإيرانية بالمنطقة».
ونوه إلى أنه «منذ فترة حدث تقارب بين القاهرة وطهران واتصالات أمنية وزيارات متبادلة؛ لكن مصر تمضي في هذا التقارب ببطء؛ ولن تعيد التمثيل الدبلوماسي الكامل سريعاً؛ إلا حينما تطمئن لأن ممارسات إيران لا تغضب الدول العربية ولا تهددها».
تجدر الإشارة إلى أن تسمية الشارع باسم خالد الإسلامبولي، الذي نفّذ عملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق خلال عرض عسكري في ذكرى حرب أكتوبر 1973، «مصدر إزعاج دائم للعلاقات المصرية - الإيرانية، مما يجعل خطوة تغييره مؤشراً على بدء تحسن العلاقات»، حسب مراقبين.
وشهدت العلاقات بين مصر وإيران انفراجةً ملحوظةً مع زيارة عباس عراقجي إلى القاهرة، أخيراً، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين، وتضمنت الزيارة جولة رمزية لعراقجي في منطقة خان الخليلي التاريخية، حيث أدى صلاة المغرب في الحسين، وتناول العشاء في مطعم نجيب محفوظ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تنصح مواطنيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر الشديد
أميركا تنصح مواطنيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر الشديد

الشرق الأوسط

timeمنذ 33 دقائق

  • الشرق الأوسط

أميركا تنصح مواطنيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر الشديد

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تنصح مواطنيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر الشديد، نظراً لتصاعد التوترات الإقليمية. جاءت هذه التحذيرات بعد أن رجّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، توجيه إسرائيل ضربة لإيران. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي، أنه لا يريد أن يقول إن هذه الضربة الإسرائيلية «وشيكة»، لكن ذلك يبدو «أمراً قابلاً للحدوث». وأشار ترمب إلى أن «شيئاً ما قد يحدث قريباً في الشرق الأوسط». واستدرك قائلاً: «أتمنى تجنب حدوث نزاع مع إيران، لكن عليها منْحنا أشياء ليست مستعدة لتقديمها». وقال: «أريد أن أبرم اتفاقاً مع إيران، ونحن قريبون من ذلك، وأُفضّل المسار الودّي».

كلـمة الرياضالحوار هو الحل
كلـمة الرياضالحوار هو الحل

الرياض

timeمنذ 37 دقائق

  • الرياض

كلـمة الرياضالحوار هو الحل

تشهد المنطقة الفترة الحالية توتراً على خلفية المحادثات النووية، ودخول إسرائيل على الخط برغبتها توجيه ضربة عسكرية لإيران تستهدف منشآتها النووية، ورغم معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترمب توجيه الضربة العسكرية في الوقت الراهن وإعطاء فرصة للمحادثات، إلا أنه لم يستبعد توجيهها من دون أن يحدد موعداً لها. الضربة الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية حال حدوثها سترفع مستويات التوتر إلى درجات قصوى، وتهدد استقرار الإقليم، وهو أمر لا طائل منه، وتداعياته غير معروفة العواقب حتى بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، فالخسائر ستكون على الجانبين من دون شك، فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومخالف له في الاتجاه. لا أحد يريد أن تشتعل هذه الحرب سوى إسرائيل، حتى الرئيس ترمب يريد إعطاء فرصة للمحادثات النووية؛ لعلها تصل إلى نتائج مرضية لأطرافها، معرباً عن مخاوفه من «خطر اندلاع نزاع هائل في الشرق الأوسط»، وهو محق في مخاوفه، فالكل يعرف متى تبدأ الحرب، ولكن لا أحد يعرف متى تنتهي أو كيف ستنتهي، فالجنوح إلى الحوار المؤدي إلى نزع فتيل الحرب هو الخيار الأمثل، وذلك هو موقف المملكة التي دائماً ما تدعو إلى الحوار كسبيل أمثل لحل المشكلات، وهو الحل العقلاني المنطقي الذي سيقود المنطقة إلى الأمن والاستقرار والازدهار، وعدا ذلك فإن خيار المواجهة ليس الخيار الأمثل بل هو الخيار الأكثر سوءاً الذي سيؤدي إلى تعقيد الأوضاع وإيصالها إلى حافة الهاوية إن لم تكن الهاوية ذاتها. دائماً ما تدعو المملكة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه التوترات الحاصلة خاصة في الإقليم، وهو أمر لابد أن يكون، فلا يمكن للمجتمع الدولي أن يلتزم الصمت تجاه التوترات التي قد لا تقف عند حدود المنطقة بل ستكون لها مردودات على العالم بأسره، وهو أمر لا يريده أحد، ولكن من الممكن حدوثه.

الانكشاف الإيراني... والانكشاف اللبناني!
الانكشاف الإيراني... والانكشاف اللبناني!

الشرق الأوسط

timeمنذ 40 دقائق

  • الشرق الأوسط

الانكشاف الإيراني... والانكشاف اللبناني!

ما عاد للإيرانيين - حسب الظاهر على الأقلّ - غير ذراعين قصيريتن: الذراع الحوثية التي لا تزال تتعرض للدولة العبرية بالصواريخ والمسيَّرات الضئيلة التأثير، لكنها لا تزال تنطلق رغم الردود الإسرائيلية في الجو والبحر أخيراً، وذراع «حزب الله» من لبنان. والطريف والغريب أن ردود أفعال الحزب على الضربات الإسرائيلية تتمثل في تحرش «الأهالي» (هكذا يسميهم إعلام الحزب) بالقوات الدولية في الجنوب! تكتيكات إيران في التفاوض على النووي كانت تحظى باحترام الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال إنّ التفاوض مع الإيرانيين صعب، لكنه الآن يبدو أنه قد غير رأيه معهم وقد بدا ذلك واضحاً من التصعيد الجديد. والخلاف الباقي فيما بينهم على التخصيب. ويقول الإيرانيون إنهم لن يوقفوا التخصيب، ويضيفون أنّ الأميركيين لا يعرضون في المقابل شيئاً معتبراً مثل رفع العقوبات. وهكذا نفهم أن التسليم بوقف التخصيب، يقتضي أن يجد مقابلاً له، وهو وقف العقوبات. والحوثيون هم الذين يمارسون الضغوط التي يعتقدون ويعتقد الإيرانيون أنها تفيدهم! إنما لأنها ليست كافيةً لهذه الجهة فيما يبدو، فقد أعلن الإيرانيون أنهم حصلوا على وثائق من عند العدو الإسرائيلي تكشف المواقع النووية الإسرائيلية، والمواقع العسكرية المهمة، وهم سيقومون بضربها بقوة إذا تحركت إسرائيل ضدهم! فالانكشاف الإيراني عسكري وهم يهددون بالمثل، ولا نعرف إن كان الإسرائيليون يصدّقون قدراتهم بهذا الشأن؛ لأنهم يذهبون إلى أنّ تأخير هجومهم على إيران ما كان بسبب قدراتها، إنما بسبب منع ترمب لهم ما دام التفاوض مستمراً مع الإيرانيين رغم صعوباته! الانكشاف اللبناني أوضح وأكثر إثارةً للإحباط. فطوال أشهر كان المسلَّم به أن هناك محادثات سرية لنزع سلاح الحزب يتوسط فيها نبيه بري رئيس مجلس النواب. وقد نشأ انطباعٌ مفاده أنّ الرئيس والحكومة يتنازلان لبري والحزب في المواقع والمناصب في الدولة، كما كان يحصل سابقاً وأكثر، في مقابل تنازلهم في موضوع السلاح. لكنّ التنازل في موضوع السلاح لم يحصل حتى في جنوب الليطاني، حيث ينبغي أن يُطبق القرار رقم 1701 بصرامة. فكل المواقع التي جرى تفتيشها وتجريدها ما سلمهم إياها الحزب، بل أخبرتهم بها إسرائيل بواسطة لجنة الرقابة على وقف النار! لكنّ تحرش شبان الحزب بالقوات الدولية، وقد تكرر وتفاقم، يدل على أن القوات الدولية صارت فعّالةً أيضاً في كشف أنفاق الحزب وتحصيناته ومواقعه بإطلاعٍ إسرائيلي ومن دون إطلاع. وهكذا، فإنّ تكتيك رئيس الجمهورية في التبادل والتفاوض لم ينفع حتى في جنوب الليطاني، فكيف سينفع في بقية أنحاء لبنان وبخاصةٍ في نواحي بيئة الحزب في ضاحية بيروت وفي البقاع وعلى الحدود السورية مع لبنان؟! يضاف إلى هذا الضعف الظاهر تجاه الحزب وسلاحه، الانكشاف أمام السياسة الأميركية، والتي تعلن بعد كل هجوم إسرائيلي قوي، أنها تؤيد إسرائيل في دفاعها عن نفسها! وقد انفرجت أسارير بعض أنصار الحزب المسلَّح عندما أُعلن عن إيقاف عمل أورتاغوس على الملف اللبناني دونما تعيين بديل حتى الآن. لكن حدث قبل تغيير أورتاغوس تغيير الجنرال الأميركي الذي يرأس لجنة الرقابة على وقف النار، وتضاؤل فاعلية لجنة الرقابة، وعدم إصدارها بيانات بعد الهجمات الإسرائيلية المستمرة. هناك نوعٌ من الغموض في سياسات الولايات المتحدة تجاه لبنان، في الوقت الذي يندفع فيه الأميركيون في سياساتهم تجاه سوريا الشرع. فيبدو أن السلطة الجديدة فقدت الحظوة بسبب الفشل المبدئي في خطوات نزع سلاح الحزب، وحتى نزع سلاح الفلسطينيين في المخيمات وخارجها. جاء لودريان إلى لبنان ليبحث مسألة مؤتمر التضامن مع لبنان الذي تقيمه باريس، وقضايا الإصلاح المالي والاقتصادي. وقد بدا أن هناك تقسيماً في الملفات: فالمسألة مع إسرائيل تتولاها الولايات المتحدة، بينما تتولى فرنسا أو تتابع ملفات الإصلاح المالي والاقتصادي، ولودريان يستبطئ الخطوات اللبنانية لهذه الناحية، لكنه يشير إلى ارتباط مسائل مساعدة لبنان، بتقدم العهد في نزع سلاح الحزب. فلبنان متأخر في الخطوات الإصلاحية، ولا تقدم في المسألة الأخرى الأهمّ. وأخيراً، لا يفهم الدبلوماسيون الغربيون أسباب تحرش الحزب وأنصاره بـ«يونيفيل». فهؤلاء يشكلون حمايةً للبنان في وجه إسرائيل. يتحدث الإعلاميون الأميركيون والإسرائيليون عن الانكشاف الإيراني أمام التفوق العسكري والأمني الإسرائيلي، مع تهديد وكالة الطاقة النووية بإدانة إيران. لكنهم يتحدثون عن الانكشاف اللبناني وقصور العهد والحكومة على كل المستويات بما في ذلك العجز عن منع عصابات الفتيان من التعرض لدوريات القوات الدولية!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store