logo
دولة فلسطينية

دولة فلسطينية

جفرا نيوزمنذ 7 أيام

جفرا نيوز -
إسماعيل الشريف
سنقدم للفلسطينيين نقاطًا محددة بشأن التفاوض حول القدس، ولن يُسمح لهم بتجاوزها أو الخروج عن التعليمات التي نُصدرها بشأن القدس الشرقية. وعلى الفلسطينيين أن يُدركوا أنّ عليهم تقديم تنازلات جوهرية مُسبقًا، قبل أن يوافق اليهود على الجلوس معهم إلى طاولة المفاوضات.-جيمس بيكر، وزير خارجية امريكي.
قبل مغادرة غورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي، للكرملين بأسبوع، قام بسرقة وثائق بالغة الأهمية. وبناءً عليها، أسّس لاحقًا مركزًا للدراسات والأبحاث. ومن بين الباحثين في هذا المركز كان بافيل سترليف، الذي سرق بدوره جزءًا من تلك الوثائق، وألّف اعتمادًا عليها كتابًا بعنوان: «ما وراء عاصفة الصحراء: أرشيف مسروق من الكرملين»، وثّق فيه أحداث حرب الخليج الثانية عام 1990، حين اجتاح صدام حسين الكويت.
ويذكر الكتاب أن الرئيس صدام حسين، أثناء حرب الخليج، ربط بين انسحاب قواته من الكويت وانسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي الفلسطينية التي احتُلّت عام 1967. إلا أن الرئيس جورج بوش الأب لم يكن مستعدًا لمنحه هذه الورقة، فآثر سحب البساط من تحت قدميه بإطلاق مبادرة سلام فلسطينية–»إسرائيلية».
وقال بوش: «نعم، نستطيع تنفيذ مطلب صدام، لكننا لن نفعل ذلك.»
وفي قمة هلسنكي، اجتمع زعيما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ورفضا الربط بين انسحاب صدام من الكويت والقضية الفلسطينية. وقرّرا إطلاق مفاوضات فلسطينية–»إسرائيلية»، بتنسيق أوروبي، وبرعاية أمريكية، روسية، وأممية.
وفي الوقت الذي كانت فيه صواريخ صدام تتساقط على تل أبيب، تعاطف العالم مع الكيان الصهيوني، وحيّى الإعلام الغربي «صبر» الصهاينة، الذي كان بتوجيه أمريكي صارم. واستغل الصهاينة هذا المشهد لتصوير أنفسهم كحمل وديع وسط غيلان مفترسة!
ثم، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، تحوّل الاتفاق المشترك إلى خطة أمريكية خالصة، أطلقت سلسلة من المفاوضات غيّرت الكثير من المفاهيم: فأصبحت «إسرائيل» أمرًا واقعًا، وتراجعت القضية الفلسطينية عن صدارة الأولويات العربية، وتم الترويج لأن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة في «أبو ديس» بدلًا من القدس.
هكذا، انهار حلم الشعوب العربية بالصلاة في المسجد الأقصى محرَّرًا، وسقط الادّعاء بأن القدس هي القضية المركزية، بينما تحوّلت منظمة التحرير – بعد أن سلّمت سلاحها – من منظمة تُصنّف «إرهابية» إلى كيان سياسي معترف به.
وتوالت بعد ذلك عشرات جولات المفاوضات الفلسطينية–»الإسرائيلية»، تحت شعار إقامة دولة فلسطينية.
لكن الأدبيات الأمريكية والصهيونية تكاد تُجمع على أن المفاوضين لم يكونوا جادين؛ فالهدف كان دفع الفلسطينيين لتقديم المزيد من التنازلات، وتقليص سقف توقعاتهم، وإضعاف السلطة دون إسقاطها، ومنع المصالحة الداخلية، وتعزيز التنسيق الأمني مع الكيان.
لكن هذه المرة، تغيّر هدف «إقامة الدولة الفلسطينية». بدأت تتسرّب تصريحات تُفيد بأن الرئيس ترامب قد يُعلن اعترافه بدولة فلسطينية.
غير أن هذا الاعتراف – إن حدث – لم يكن بدافع إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني أو إنصافه، بل أُريد به تأديب حليف الولايات المتحدة: الكيان الصهيوني.
يوظف الأمريكيون اليوم «الدولة الفلسطينية» لا من أجل الفلسطينيين، بل كورقة تهديد في وجه الكيان؛ يستخدمها ترامب للتلويح بها وإخافة نتن ياهو.
رسالة ترامب كانت صريحة: «إن لم تُوقف الحرب، فسأعترف بدولة فلسطينية!»
وقد نرى في قادم الأيام «دولة فلسطينية» ترى النور، بلا حول ولا قوة، ممزّقة الأوصال، خاضعة للوصاية الأمريكية، تُدار من حلفاء واشنطن، منزوعة السلاح، عاجزة عن الدفاع عن نفسها.
دولة ليست أكثر من فزّاعة تُستخدم لتأديب الصهاينة، لا لإنصاف الفلسطينيين.
لا تُصدّق أبدًا أن هناك دولة فلسطينية حقيقية في الطريق؛ فهذا الوعد نسمعه منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
كل بضع سنوات يظهر مصطلح جديد: «خارطة طريق»، أو «جسر للسلام»، أو «فرصة سانحة» لا لإنشاء كيان مستقل، بل لاستخدام هذه العناوين أدواتٍ للضغط، أو لتبرير توجهات سياسية جديدة، أو لإضعاف المقاومة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار
ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار

جو 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • جو 24

ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار

جو 24 : أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار. وقال ترامب، في تصريح له "ساعدتنا إسرائيل في منظومتها للدفاع الصاروخي "القبة الحديدية"". وبين ترامب، أن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي من المفترض أن تعمل بنهاية فترتي الرئاسية. تابعو الأردن 24 على

بكلفة تبلغ 175 مليار دولار .. ترامب يعلن عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي
بكلفة تبلغ 175 مليار دولار .. ترامب يعلن عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي

وطنا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وطنا نيوز

بكلفة تبلغ 175 مليار دولار .. ترامب يعلن عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي

وطنا اليوم_أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار. وقال ترامب، في تصريح له 'ساعدتنا إسرائيل في منظومتها للدفاع الصاروخي 'القبة الحديدية'. وبين ترامب، أن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي من المفترض أن تعمل بنهاية فترته الرئاسية.

الرجوب يكتب: تحالف المال والسيادة .. الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات
الرجوب يكتب: تحالف المال والسيادة .. الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

الرجوب يكتب: تحالف المال والسيادة .. الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات

بقلم : أحمد عبدالباسط الرجوب في ظل تحولات جيواستراتيجية واقتصادية عالمية غير مسبوقة، شكّلت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات (13–16 مايو/أيار 2025) نقطة تحوّل في إعادة تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط. زيارةٌ غاب عنها الكيان الصهيوني بشكل لافت، رغم استمرار الحرب في غزة، ما طرح تساؤلاتٍ عن موقعه في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، في مقابل بروز الخليج كلاعبٍ اقتصادي وسياسي محوري. (1) الخليج مركز الثقل: لماذا تتغير أولويات واشنطن؟ زيارة ترامب لم تكن بروتوكولية، بل حملت رسائل استراتيجية واضحة في اتجاهات عدة: احتواء تداعيات الحرب في غزة من خلال ضغط غير مباشر على الكيان الصهيوني عبر الحلفاء الخليجيين. تمكين دول الخليج من لعب دور الوسيط في المفاوضات الدولية، خصوصاً بين روسيا والغرب. إعادة تعريف التحالفات الأمريكية في المنطقة، بحيث يتحول الخليج إلى الشريك الأول، بدلاً من الاعتماد الأحادي على الكيان الصهيوني. (2) الرسالة الصامتة للكيان الصهيوني: دبلوماسية التجاهل تجاهل ترامب لتل أبيب لم يكن عرضياً، بل فسّرته دوائر دبلوماسية بأنه "صفعة ناعمة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرافض لوقف الحرب. وتشير تحليلات إلى أن واشنطن تعيد ضبط بوصلة تحالفاتها في المنطقة، مستعيضةً عن التورط في الأزمات الإسرائيلية بتعزيز شراكات اقتصادية واستراتيجية أكثر استقراراً مع دول الخليج. (3) صفقات تريليونية أم أرقام مُضخّمة؟ قراءة في الواقع على الرغم من الإعلان عن صفقات بقيمة 2.1 تريليون دولار، فإن التدقيق في الأرقام يُظهر أن القيمة الفعلية لا تتجاوز 730 مليار دولار، موزعة كما يلي: صفقات عسكرية (250 مليار دولار) أبرزها توريد مقاتلات وأنظمة دفاع جوي للسعودية (142 مليار دولار). دعم القدرات البحرية للإمارات وقطر. استثمارات خليجية في الاقتصاد الأمريكي (180 مليار دولار) موجهة للبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، وشركات التكنولوجيا. مشاريع أمريكية في الخليج (160 مليار دولار) تشمل الطاقة المتجددة والمناطق الاقتصادية، كمدينة "نيوم". مذكرات تفاهم غير ملزمة (140 مليار دولار) الصفقات تعكس تحالف مصالح لا أكثر: الخليج يموّل، وأمريكا تفتح الأسواق والتقنيات، في تبادل يحكمه منطق الربح والمصالح المتبادلة. ويبقى السؤال: هل هذه استثمارات لشراء النفوذ الأمريكي، أم بداية لمرحلة خليجية أكثر استقلالاً عن المحاور التقليدية؟ (4) الخليج على الحبال الدولية: توازن دقيق تلعب دول الخليج دوراً متقدماً في موازنة العلاقات مع القوى الكبرى: أمريكا: شراكة أمنية وتكنولوجية متينة. الصين وروسيا: تعاون استثماري متسارع في الطاقة والبنى التحتية. الورقة الخليجية: تُستخدم للضغط على ملفات مثل حقوق الإنسان والتطبيع، من دون تقديم تنازلات مجانية. هذا التوازن يمنح الخليج موقعاً تفاوضياً غير مسبوق في معادلات السياسة الدولية. (5) ردود الفعل: غضب الكيان الصهيوني وقلق إيراني الكيان الصهيوني: صحف عبرية وصفت الزيارة بأنها "طعنة في الظهر"، بينما دعا محللون نتنياهو إلى مراجعة سياساته. إيران: أدانت الزيارة بوصفها "تحالف خنجر"، معتبرةً أن واشنطن تسعى لتطويق طهران عبر المال الخليجي. الدول العربية: تباين في المواقف بين مرحب (كمصر والعراق)، ومتحفظ (كالأردن)، وسط تنامي القلق من تهميش القضية الفلسطينية. (6) المخاطر والتحديات: ما بعد الوعود اقتصادياً: تراجع أسعار النفط أو أزمات جيوسياسية قد تُجهض الصفقات. سياسياً: ضغوط الكونغرس قد تعرقل صفقات تكنولوجية حساسة. استراتيجياً: أي تفاهم أمريكي–إيراني مستقبلي قد يُربك معادلات الخليج الأمنية. (7) الخلاصة: الخليج يُحدّد مستقبل المنطقة كشفت زيارة ترامب عن مشهد إقليمي جديد تتصدره القوى الخليجية: الخليج لم يعد تابعاً، بل شريكاً مقرِّراً في صياغة السياسات الإقليمية. الكيان الصهيوني خارج الأولويات الأمريكية الحالية، ولو لم يُستبعد كلياً. الدول التقليدية كالأردن ومصر مطالبة بتجديد أدوارها، عبر الاستثمار في الابتكار والدبلوماسية، وإلّا ستُهمّش في النظام الناشئ. في نهاية المطاف، يبدو أن المال الخليجي بات هو البوصلة التي تتحرك على هديها القوى العظمى. أما الكيان الصهيوني، فمضطر لمراجعة حساباته في ظل عزلةٍ متصاعدة. فهل نشهد شرقاً أوسطياً أكثر توازناً، أم مرحلةً جديدة من صراعات النفوذ؟ الخليج يمتلك الإجابة، والزمن سيحكم. باحث ومخطط استراتيجي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store