logo
ماذا كشف تهريب اللواء الرابع مشاة جبلي للإرهابي الفار أمجد خالد التابع لجماعة الإخوان

ماذا كشف تهريب اللواء الرابع مشاة جبلي للإرهابي الفار أمجد خالد التابع لجماعة الإخوان

يمرس١٢-٠٢-٢٠٢٥

الإرهاب والإخوان صندوق أسود لعلاقات متجذرة
هذه الأحداث تؤكد مجدداً تورط الإخوان في دعم الإرهاب، كما جاء في تصريحات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي خلال حديثه في مؤتمر دافوس
في فضيحة أخرى تضاف الى سجل تنظيم الإخوان الدامي، كشفت مصادر عسكرية عن قيام اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، بتهريب الإرهابي الفار أمجد خالد، المطلوب أمنياً وقضائياً في جرائم إرهابية مروعة هزت العاصمة عدن ومناطق جنوبية أخرى. هذا التطور يؤكد مجدداً تورط الإخوان في دعم الإرهاب، كما جاء في تصريحات الرئيس عيدروس الزبيدي خلال حديثه في مؤتمر دافوس، حيث أكد أن للإخوان دور في دعم الإرهاب في الجنوب والمؤسف أنه يعمل تحت حماية وغطاء نافذين في الدولة.
ولمن لا يعرف الإرهابي أمجد خالد أحد فهو أخطر العناصر الإرهابية في المنطقة، حيث تورط في عمليات تفجير استهدفت قيادات جنوبية بارزة، من بينها:
اغتيال اللواء ثابت جواس، قائد محور العند، بتفجير إرهابي بسيارة مفخخة. استهداف موكب محافظ عدن ومدير أمن لحج بتفجيرات دامية. تفجير مطار عدن الدولي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
عمليات إرهابية في المعلا والتواهي ومناطق جنوبية الأخرى، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
بسبب هذه الجرائم، صدر حكم بالإعدام على أمجد خالد من المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن ، إلا أن نفوذ الإخوان داخل المؤسسة العسكرية المنتمية له مكنه من الهروب مجدداً، في حادثة أخرى تؤكد الشكوك حول مدى تغلغل الجماعة في مؤسسات الدولة الحكومية والعسكرية، واستخدامها لحماية الإرهابيين وتمرير أجندتها التخريبية. فبحسب المعلومات الواردة، كان الإرهابي أمجد خالد محتجزاً لدى اللواء الرابع مشاة جبلي خلال اليومين الماضيين، حيث نشب خلاف بينه وبين قيادة اللواء. إلا أن الضغوط التي مارستها قيادات عليا في الدولة، تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، أجبرت قيادة اللواء على الإفراج عنه، ليختفي مجدداً عن الأنظار. المصادر تؤكد أن قيادة اللواء الرابع مشاة جبلي تلقت توجيهات مباشرة من شخصيات نافذة في الحكومة، تدين بالولاء لجماعة الإخوان، تطالبها بالإفراج الفوري عن أمجد خالد.
بعد تصاعد الضغوط، نفذت قيادة اللواء الأمر المشبوه، وتم تهريب الإرهابي إلى جهة مجهولة، بعيداً عن الأجهزة الأمنية والقضائية الجنوبية.
هذه الفضيحة المضافة الى سوابق عدة تعزز ما أشار اليه الرئيس عيدروس الزبيدي في تصريحاته لوسائل الإعلام في مؤتمر دافوس، حين أشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تمتلك فصيلاً إرهابياً يعمل على تنفيذ أجندة تخريبية تهدد أمن الجنوب. ولا زال الإخوان يحكمون قبضتهم على بعض الألوية العسكرية في الجيش اليمني، ويستخدمونها لحماية العناصر الإرهابية وتمرير مخططاتهم. التنظيم يتواطأ بشكل علني مع الإرهابيين، حتى لو كانوا مدانين بأحكام قضائية نهائية، مما يكشف عن مدى العلاقة الكبيرة بين الإخوان والإرهاب. وهذا يعزز أن هناك وجود اختراق أمني خطير في مؤسسات الدولة ما يجعل من الواجب الوطني أن يتم تحييدها لضبط الآمن ومكافحة الإرهاب. كما من المفترض أن يكون هناك تصاعد في الضغوط الدولية على الحكومة، خاصة بعد أن بات واضحاً أن هناك شخصيات في السلطة تحمي الإرهابيين بدلاً من ملاحقتهم وتسليمهم للعدالة.
فضيحة تهريب الإرهابي أمجد خالد هي دليل إضافي على تورط جماعة الإخوان المسلمين في حماية الإرهاب، وتنفيذ أجندة تخريبية تستهدف الجنوب. هذا الحدث الخطير يستوجب موقف جاد من جميع القوى الفاعلة محلياً ودولياً، لوضع حد لهذه الممارسات التي تهدد الأمن والاستقرار، والتي تؤكد مجدداً صوابية موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في تحذيراته المتكررة من خطر تنظيم الإخوان على الجنوب والمنطقة بأكملها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل هو تحول حقيقي؟
هل هو تحول حقيقي؟

المصري اليوم

timeمنذ 6 أيام

  • المصري اليوم

هل هو تحول حقيقي؟

التقيتُ أول مرة ديفيد لامى، وزير الخارجية البريطانى الحالى، منذ أكثر من عام فى مؤتمر دافوس فى سويسرا، حيث كان ضيفًا للصديق العزيز شفيق جبر فى عشائه السنوى الشهير هناك، ثم بعدها بشهر فى «مؤتمر ميونخ للأمن» (MSC). وعلى مدار أيام، تحدثنا وتناقشنا فى موضوعات عدة، كان أبرزها بالطبع قضية الشرق الأوسط. فى ذلك الوقت، كان لامى وزير خارجية الظل فى حزب العمال المعارض قبل أن يكتسح الانتخابات البرلمانية بعدها بأشهر ويصبح لامى وزير الخارجية، ولم أتوقع أن يحتفظ بنفس المواقف الجريئة، لكنه أثبت لاحقًا، من خلال سلسلة من الخطوات المتلاحقة، أنه لا يتخلى بسهولة عن قناعاته فى حدود المتاح. جاءت خطوة الحكومة البريطانية بتعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، تزامنًا مع إعلان عقوبات ضد مستوطنين وكيانات فى الضفة الغربية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية فى لندن، كمؤشر نوعى على تغير فى خطاب السياسة الخارجية البريطانية تجاه إسرائيل، لا سيما فى ظل اتساع دائرة المجازر وتجويع المدنيين فى غزة. وزير الخارجية لامى صرّح بأن «أسلوب إدارة إسرائيل لحرب غزة يضر بالعلاقات الثنائية»، وأن «ما يحدث فى غزة لا يمكن تبريره أخلاقيًا». إلى جانب الموقف البريطانى، تشهد العواصم الأوروبية تحولات لافتة. الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندى مارك كارنى، أصدرا بيانًا شديد اللهجة تجاه إسرائيل، مهددين باتخاذ «إجراءات ملموسة» إن لم توقف إسرائيل هجماتها وتسمح بإدخال المساعدات. ومن داخل الاتحاد الأوروبى، دعت ١٧ دولة إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وتتحرك دول أخرى لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين. ورغم أن بعض هذه التحركات ما تزال فى إطار الرمزية السياسية، فإن ما فعلته لندن لا يندرج ضمن ردود الفعل الخطابية فحسب، بل يمثل ترجمة عملية لتراجع الثقة الأوروبية فى سياسة حكومة نتنياهو. الموقف البريطانى الحالى ليس مجرد تمايز ظرفى، بل يعكس، على الأرجح، تحولات أعمق فى المزاج الأوروبى تجاه إسرائيل. هذه التحولات يُغذّيها مشهد إنسانى كارثى فى غزة، فضلًا عن إدراك متزايد بأن استمرار الدعم غير المشروط لإسرائيل لم يعد مقبولًا لدى الرأى العام لديهم، لا أخلاقيًا ولا سياسيًا. ورغم ما تحاول الخارجية الإسرائيلية الإيحاء به، من أن «الانتداب البريطانى انتهى قبل 77 عامًا» وأن «الضغوط الخارجية لن تثنى إسرائيل عن كفاحها من أجل وجودها»، فإن هذه اللغة تعكس شعورًا بالعزلة المتزايدة، أكثر مما تُعبّر عن موقف واثق، ولا تُخفى القلق من انفكاك تدريجى فى شبكة الدعم الغربى التاريخى لإسرائيل. قد يكون من المبكر الجزم بأن أوروبا تتجه لقطيعة استراتيجية مع إسرائيل، لكن من الواضح أن هناك بداية تحول. السؤال المطروح: هل هى لحظة مراجعة تاريخية لموقف بدأ قبل 77 عامًا، أم مجرد ضغط مؤقت سرعان ما يتبدد أمام اعتبارات المصالح والتحالفات؟.

الانتقالي.. ثمرة التفويض الشعبي للرئيس عيدروس الزُبيدي
الانتقالي.. ثمرة التفويض الشعبي للرئيس عيدروس الزُبيدي

المشهد العربي

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • المشهد العربي

الانتقالي.. ثمرة التفويض الشعبي للرئيس عيدروس الزُبيدي

الانتقالي.. ثمرة التفويض الشعبي للرئيس عيدروس الزُبيدي في المنعطفات التاريخية المصيرية تبحث الشعوب الحرة عن منقذ يخرجها من التيه وصولا إلى بر الأمان إلا أن هذه المهمة المقدسة لا تمنحها الشعوب إلا للمتفردين من رموزها بما يمتلكون من كاريزما قيادية ثائرة مشبعة بالقيم والأخلاقيات الإنسانية وهذا ما لحظه الجميع بإعلان عدن التاريخي في ال4/ من مايو 2017م حين فوض شعب الجنوب الثائر الأخ القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل حامل سياسي لقضية شعب الجنوب العادلة وقيادة سياسية للحامل برئاسته وعبر أكبر مليونية شاهدها العالم كله بهدف قيادة المرحلة النضالية وصولا إلى استعادة وبناء دولة الجنوب الفدرالية بحلتها الجديدة . هذه المهمة الجسيمة والشاقة التي منحتها الأغلبية الساحة من شعب الجنوب الثائر للأخ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي لم تمنحها عبثا أو من فراغ بل كانت نتاج إدراك عميق منها لما يمتلكه الأخ الرئيس عيدروس من رصيد نضالي وإخلاقي وإنساني وقدرات قيادية متميزة تؤهله لتحقيق مثل هذه المهمة المقدسة. وفي لحظة مصيرية فارقة وجد الأخ الرئيس عيدروس الزبيدي نفسه أمام تحد تاريخي لا مفر منه مهما كانت المعوقات وبرغبة مطلقة وقناعة تامة وقرار مستقل قبل الأخ الرئيس هذا التكريم المقدس الممنوح له من قبل شعب الجنوب العظيم رغم صعوبة المشهد السياسي المعقد داخليا وخارجيا غير آبه لثرثرات المحبطين والمشككين والمتخاذلين الذين راهنوا على عدم نجاحه متذرعين بصعوبة المشهد السياسي الشائك والمعقد على مستوى الجنوب خاصة وعلى مستوى اليمن والمنطقة والإقليم بشكل عام بفعل حالة العبث والدمار الذي سببته وتسببه الخلايا الإرهابية المتخادمة الحوثية منها والإخوانية وحلفاؤها في المنطقة والاقليم ضد الجنوب وغيرهم ؛ وبإرادة صلبة لا تلين تجاوز كل هذه الإحباطات مستمدا عزيمته من الله ومن شعبه ومن قوى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وخلال أسبوع واحد فقط أشتغل بشكل مكثف ليل نهار مع مكونات الثورة الجنوبية والكثير من الكيانات الجنوبية السياسية منها والمدنية عبر لجان مختصة يعرفها شعبنا أنجز من خلالها ما لم ينجزه غيره في أسابيع كاملة حتى فاجأ العالم كله بمؤتمره الصحفي الشهير الذي حضرته وتناقلته الكثير من القنوات المحلية والعربية والدولية في يوم ١١/مايو ٢٠١٧ بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان وحامل سياسي لقضية شعب الجنوب وتشكيل هيئة لرئاسة المجلس الانتقالي مكونة من ٢٥ عضوا رئاسيا برئاسته. وبهذا المنجز العظيم يكون الأخ الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قد أحدث نقلة نوعية غيرت مجرى التاريخ النضالي الحديث والمعاصر لشعبنا الجنوبي الثائر ؛ فرغم الحرب الشاملة التي تمارسها قوى الإرهاب الحوثية والإخوانية ضد شعبنا وقضيتنا الجنوبية العادلة مستخدمة أبشع أنواع الحروب أبرزها : حرب الخدمات وصناعة الأزمات وسياسة الإفقار وتدمير العملة ورفع الأسعار وحرب النزوح وإثارة النعرات وأذكى الجروح وحرب الإبادة وطمس الهوية وتمزيق النسيج الاجتماعي للجنوب . ورغم كل ذلك وبفضل قيام الأخ الرئيس بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي تمكن شعبنا وقيادته السياسية والعسكرية بقيادة الرئيس عيدروس خلال ثمان سنوات من تحقيق الكثير من الإنجازات التي تم من خلالها إفشال كل أنواع الحروب التي مورست ضدنا ومن أبرز تلك الإنجازات : ١- على صعيد المجلس استكمال مؤسسات المجلس الانتقالي نحو تشكيل فروعه في المحافظات والمديريات والمراكز والأحياء وتشكيل الأمانة العامة والجمعية الوطنية ومركز صناعة القرار والهيئات المساعدة والمجلس الاستشاري ومجلس العموم ٢-على الصعيد الأمني والعسكري تم تشكل قوات جنوبية متعددة كالأحزمة والنخب وقوات الدفاع والصاعقة والعاصفة وقوى محاربة الإرهاب وغيرها ٣-على الصعيد المجتمعي تم تشكيل اتحادات جنوبية نحو اتحاد كتاب الجنوب واتحاد نساء الجنوب واتحاد نقابات الجنوب والكثير من الاتحادات والمنظمات المدنية الجنوبية وتشكيل اللجان المجتمعية والتحضير لتشكيل مجلس الشيوخ الجنوبي ٤-وعلى الصعيد السياسي تم إنجاز الميثاق الوطني كأهم وثيقه سياسية اشتركت في إنجازها عشرات المكونات وأجمعوا ولأول مرة على ميثاق الشرف الوطني الموحد أضف إلى تبني عملية الهيكلة مدنيا وعسكريا والشراكة في الرئاسة والحكومة بما يخدم مشروعنا السيادي أضف إلى فتح فروع للانتقالي في أغلب الدول الشقيقة والصديقة وآخرها فتح بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية وفتح القنوات الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية والمواقع الإلكترونية وغيرها كل هذه المنجزات تحققت بفضل تشكيل الأخ الرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي وبجميع هذه المنجزات أصبح الجنوب اليوم رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في كل المعادلات المحلية والإقليمية والدولية فألف تحية لشعب الجنوب العظيم على تفويضه التاريخي للرئيس عيدروس الزبيدي والف تحية للرئيس عيدروس على تشكيله للمجلس الانتقالي الجنوبي وألف تحية لكل قيادات وأعضاء ومناصري المجلس الانتقالي وللحاضن الشعبي الجنوبي الملتف حول حامله السياسي الذي بفضلهم جميعا تم تحقيق الكثير من المنجزات أبرزها ما تم الإشارة إليها وغيرها من المنجزات . التي بفضلها يتم التصدي اليومي لقوى الاحتلال الإرهابية الحوثية منها والإخوانية في كل الجبهات العسكرية والأمنية والمدنية والسياسية والإعلامية والأقتصادية والمجتمعية وغيرها . *باحث سياسي وناقد أكاديمي.

أخبار العالم : هل تستثمر السعودية "تريليون دولار" في الولايات المتحدة كما طلب ترامب؟ وما هو المقابل؟
أخبار العالم : هل تستثمر السعودية "تريليون دولار" في الولايات المتحدة كما طلب ترامب؟ وما هو المقابل؟

نافذة على العالم

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : هل تستثمر السعودية "تريليون دولار" في الولايات المتحدة كما طلب ترامب؟ وما هو المقابل؟

الأحد 11 مايو 2025 01:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، دونالد ترامب ومحمد بن سلمان في حوار أثناء قمة دول العشرين، في عام 2019. قبل 3 ساعة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى في عام 2018: "هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد من دون حمايتنا، وعليها دفع ثمن ذلك". وانتهج ترامب وقتها سياسة "الدفع مقابل البقاء"، وطالب الكثير من الدول في أوروبا والشرق الأوسط، وحتى اليابان وكوريا الجنوبية، بضرورة دفع أموال للولايات المتحدة. والآن، وبعد عودته للبيت الأبيض، يبدو أن هذه السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي لم تتغير. فقبل زيارته المرتقبة لدول خليجية تشمل السعودية والإمارات وقطر خلال الأيام المقبلة، كان الحديث قد تجدد مرة أخرى عن مطالبة ترامب للسعودية بشكل علني وصريح بدفع أموال للولايات المتحدة. فهل تدفع السعودية هذه الأموال؟ وما الذي يضطرها لفعل ذلك؟ وما المقابل الذي ستحصل عليه؟ كان ترامب قد طلب خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي، في يناير/كانون الثاني 2025، تنفيذ استثمارات سعودية بقيمة تريليون دولار (ألف مليار دولار) في بلاده، وذلك بعد أن صرّح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن بلاده تعتزم استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة. "لم تعلق السعودية بشكل رسمي على طلب ترامب استثمارات بقيمة تريليون دولار"، كما تقول الدكتورة غادة جابر، خبيرة العلاقات الدولية، مضيفة أن ترامب "ربما سيحصل على ما يريد بعد دوره في التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة بعد ما حقّقه في ملف إيران". وكان ترامب قد حصل في زيارته السابقة للسعودية عام 2017، على استثمارات بقيمة 350 مليار دولار، منها صفقة أسلحة بلغت قيمتها 110 مليارات دولار. كما حصل على مليارات الدولارات من قطر أيضاً، منها 8 مليارات دولار عام 2019، لتجديد وتوسعة قاعدة العديد العسكرية الأمريكية في قطر، بالإضافة لبعض الصفقات العسكرية. وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في سبتمبر/أيلول عام 2020، إن بلاده استثمرت أكثر من 200 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي. ويرى محللون أن الأموال السعودية المعلن عنها في الفترة الأخيرة إنما تعكس قيمة المصالح المشتركة بين البلدين، "التي تمثّل كلمة السر في العلاقات الأمريكية السعودية"، وهي ضرورية أيضاً لحماية هذه المصالح "من الانتكاس"، وذلك بحسب محمد الزيّات، المدير الإقليمي لمؤسسة اليمامة السعودية، ومدير مركز الرياض للدراسات السياسية والاستراتيجية. "إمكانية زيادة الاستثمارات" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، ترامب يرى أنه قدم "هدايا كثيرة للخليج، منها إضعاف حزب الله، وتحجيم دور إيران في المنطقة"، بحسب بعض المراقبين وفي الفترة الأخيرة، قال وزير الاقتصاد السعودي، فيصل الإبراهيم، إن هذه الاستثمارات المعلن عنها بقيمة 600 مليار دولار، تشمل "استثمارات وكذلك مشتريات من القطاعين العام والخاص"، وألمح الوزير السعودي إلى إمكانية زيادة هذه الاستثمارات السعودية إذا "توفّرت فرص استثمارية إضافية". فهل هذا يعني أن سقف الاستثمارات السعودية مع الولايات المتحدة مفتوح؟ خاصّة وأن السعودية تسعى للتحول إلى مركز إقليمي للصناعة والتكنولوجيا في الشرق الأوسط، وهو ما يتماشى مع الرؤية التي تتبناها المملكة، التي يُطلق عليها "رؤية 2030"، ومع تشديد قوانين الاستثمارات في البلاد لتتضمن توطين الصناعة والتكنولوجيا بالمملكة. وأضاف الزيّات في حديثه لبي بي سي: "السعودية تنظر إلى أمريكا على أنها القوة الأولى المهيمنة في العالم، وفي المقابل تنظر واشنطن إلى السعودية على أنها بوابة الشرق الأوسط، وصمّام الأمان لأي استراتيجية دولية تتعلق باستقرار أسواق النفط أو تأمين الطاقة عالمياً". وتضيف الدكتورة غادة جابر، خبيرة العلاقات الدولية، في حديثها لبي بي سي، أن ترامب يرى أنه "حقّق الكثير من المكاسب" لدول الخليج، وخاصة السعودية، ومَنَحها "المقابل المناسب لما سيدفعونه". وأضافت أنه من بين "إنجازات ترامب" التي يراها في المنطقة، إسقاط نظام الأسد، ودعم إسرائيل لضرب حزب الله في لبنان، ثم الضربات الأخيرة التي أمر ترامب بشنّها على الحوثيين في اليمن، وتهديد إيران نفسها بضربة عسكرية أمريكية، وتحجيم دورها في المنطقة. وأعلن ترامب مؤخراً انتهاء العملية العسكرية في اليمن، وقال إن الحوثيين "استسلموا" ولن يهاجموا السفن الأمريكية في البحر الأحمر مرة أخرى. "فزاعة إيران أكبر مصدر للحصول على الأموال الخليجية" صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، ترامب أعلن "استسلام" الحوثيين، ووقف العمليات العسكرية في اليمن وتأتي زيارة ترامب في ظل استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي لطهران، والتحولات السياسية والاستراتيجية لموقع إيران في المنطقة، والتطورات الأخيرة التي شهدتها أنظمة وقوى عسكرية حليفة لطهران في عدة دول عربية. وقالت غادة جابر لبي بي سي إن الولايات المتحدة دائماً ما كانت تستخدم إيران لتكون "فزاعة" لتخويف دول المنطقة، وكان وجود إيران في عدة دول مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن من خلال بعض أذرعها يمثل "مصدر قلق"، خاصة لدول الخليج، وعلى رأسها السعودية بعد استهداف أراضيها في السابق من جانب الحوثيين المدعومين من طهران. وذلك فضلاً عن البرنامج النووي الإيراني الذي يثير قلق دول المنطقة وأيضاً إسرائيل. وقد أعلن ترامب مؤخراً أنه يريد "تفكيكاً كاملاً للبرنامج النووي الإيراني". ويعلق شريف عبدالحميد، مدير مركز الخليج للدراسات الإيرانية، بأن سياسية أمريكا تجاه إيران باعتبارها "فزاعة"، هي أكبر مصدر للحصول على الأموال الخليجية، "ويحاول ترامب إقناع قادة السعودية ودول الخليج أنهم سيحصلون في المقابل على الحماية من أي خطر إيراني". وتوترت العلاقات السعوية الإيرانية منذ قيام"الثورة الإسلامية" في إيران، وإسقاط نظام الشاه عام 1979، ومساندة المملكة للعراق في حربه ضد إيران خلال فترة الثمانينيات، واقتحام وحرق السفارة السعودية في إيران عام 1987، ثم اقتحام القنصلية السعودية في عام 2016، وقطع العلاقات بين البلدين بسبب إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، بعد إدانته بتهم "إرهابية" وفق القانون السعودي. ثم جاء دعم إيران للحوثيين في اليمن ضد السعودية، واستهداف الحوثيين لأراضيها ولمنشآت نفطية سعودية بالصواريخ، وتلك من بين أبرز الأسباب التي أجّجت الأزمة بين البلدين. وكان هناك تحول كبير في العلاقات السعودية الإيرانية مؤخراً بعد توقيع اتفاق بين الطرفين بوساطة صينية في مارس/آذار 2023، وهو ما اعتبره البعض بداية لاستقرار المنطقة والتهدئة، وربما التعاون بين الجانبين. وقال الزيات، المدير الإقليمي لمؤسسة اليمامة السعودية، إنه "يمكن تفسير الاتّفاق السعودي الإيراني من خلال السياسة الداخلية والخارجية للبلدين، حيث تستهدف المملكة تعزيز التنمية الاقتصادية في ظل سياسة خارجية قائمة على التوازن شرقاً وغرباً، بينما شهدت إيران تحديات داخلية متمثلة في العقوبات الاقتصادية الأمريكية، والاحتجاجات الشعبية؛ مما دفعها إلى السعي لتسوية خلافاتها الخارجية". ويشدد عبدالحميد على أن "أي تقارب خليجي مع إيران قد ينهي الصراع بين الطرفين، إلا أن ذلك لا تريده الولايات المتحدة ولا إسرائيل، اللتان تسعيان لإشعال وقود التوتر في المنطقة واستخدام إيران كفزاعة" لتحقيق مصالحهما الاقتصادية والسياسية. ومن ناحية أخرى، استبقت كل من الإمارات وقطر زيارة ترامب المقبلة بالإعلان عن استثمارات عقارية كبيرة. ففي دبي، كشفت مؤسسة ترامب، عن إنشاء فندق وبرج ترامب الدولي، وهو مشروع تطويري فاخر بقيمة مليار دولار. وفي قطر، أعلنت شركة الديار القطرية، المملوكة لصندوق الثروة السيادية القطري، عن توقيع اتفاق لتطوير نادي ترامب الدولي للجولف في قطر، بقيمة ملياري دولار. هدايا ترامب صدر الصورة، (Google Earth) التعليق على الصورة، ترامب وعد بهدية سياسية للخليج وتوقعات بإطلاق اسم "الخليج العربي" على الخرائط كان ترامب طلب صراحة بأن تتحمل دول المنطقة تكلفة الحروب التي تشنها الولايات المتحدة، حتى أنه طلب من مصر السماح بمرور مجاني للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية من قناة السويس، نظير ضرب الحوثيين الذين يهددون الملاحة في البحر الأحمر والقناة. ولم تعلق مصر رسمياً على هذا الطلب، لكن تقارير أمريكية قالت إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفض طلب ترامب في اتصال هاتفي سابق بينهما. لكن ترامب عاد ووعد دول الخليج بـ "هدية سياسية" خلال زيارته المرتقبة، واعتبر البعض أنها تتعلق باعتماد الولايات المتحدة اسم "الخليج العربي" بدلا من "الخليج الفارسي". ويضاف هذا إلى سجل الهدايا التي يرى ترامب أنه قدمها للحلفاء في الخليج، وخاصة بعد تحجيم دور إيران، وضرب أذرعها في المنطقة. وبحسب مراقبين، فإن ترامب ربط زيارته للسعودية، كأول رحلة خارجية له، بتحقيق مطالبه المالية، وهدفه الرئيسي منها الوصول لاتفاقيات تسمح له بالحصول على أموال سعودية وخليجية تنعش الاقتصاد الأمريكي، خاصة من خلال الصفقات العسكرية وشراء معدات عسكرية أمريكية. ويقول الزيات: "السعودية كانت واضحة في التعامل مع الولايات المتحدة، وأعلنت عن شراكة اقتصادية، لكنها بالطبع لن ترفض هدايا يقدمها ترامب". ويوضح الزيات أن ترامب "لا يريد أموال الخليج" بالمعني الحرفي، بل يريد أن تستفيد أمريكا مالياً" من تحالفاتها حول العالم، خاصة مع دول غنية مثل الخليج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store