
وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الإيراني: حافظ على هدوئك
وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الإيراني: حافظ على هدوئك
وزير الخارجية الإسرائيلي لنظيره الإيراني: حافظ على هدوئك
سبوتنيك عربي
رد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الاثنين، على مهاجمة نظيره الإيراني، عباس عراقجي، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 14.07.2025, سبوتنيك عربي
2025-07-14T08:19+0000
2025-07-14T08:19+0000
2025-07-14T08:19+0000
إسرائيل
إيران
العالم
أخبار العالم الآن
الأخبار
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/01/13/1096928944_0:103:3071:1830_1920x0_80_0_0_cedff16ebac7c51d4c01dd2edb5ce374.jpg
وكان عراقجي هاجم أحدث مطالب نتنياهو العلنية، بشأن المحادثات الأمريكية الإيرانية، من أجل التوصل إلى اتفاق يحدّ من برنامج طهران النووي.وفي مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، قال نتنياهو إنه "لن يدعم مثل هذا الاتفاق إلا إذا كان يعني أن إيران لن تتمكن من تخصيب اليورانيوم إطلاقا، وستتخلى عن أذرعها الإرهابية في المنطقة، ولن تتمكن من إنتاج صواريخ باليستية يزيد مداها عن 300 ميل (480 كيلومترا)".ورد عراقجي عبر منصة "إكس"، قائلا: "بصرف النظر عن المهزلة التي تقول إن إيران ستقبل أي شيء يقوله مجرم حرب مطلوب، فإن السؤال الحتمي الذي يطرح نفسه هو: ما هو المخدر الذي يدخنه نتنياهو تحديدا؟ وإذا لم يكن هناك شيء، فما الذي يملكه الموساد تحديدا في البيت الأبيض؟".وأعاد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، نشر تغريدة عراقجي، وعلق قائلا: "أحاول أن أتذكر متى قرأت آخر مرة شيئا متعرقا ومتوترا كهذا، حاول أن تبقى هادئا أيها الوزير".وفي 13 يونيو/حزيران الماضي، شنت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.وردت إيران بضربات صاروخية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائما على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.كما شنت الولايات المتحدة هجوما على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو/حزيران الماضي. ووفقا لواشنطن، "كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير".وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني، الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في دولة قطر.
https://sarabic.ae/20250713/عراقجي-يهاجم-نتنياهو-فشل-عسكري-في-غزة-وتدخل-سافر-في-مفاوضات-إيران-وأمريكا-1102660960.html
إسرائيل
إيران
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA 'Rossiya Segodnya'
252
60
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA 'Rossiya Segodnya'
252
60
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA 'Rossiya Segodnya'
252
60
1920
1080
true
1920
1440
true
1920
1920
true
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA 'Rossiya Segodnya'
252
60
سبوتنيك عربي
إسرائيل, إيران, العالم, أخبار العالم الآن, الأخبار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 44 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
باحث بالعلاقات الدولية: فكرة دعم أوكرانيا لم يتخل عنها أي أحد في الغرب
باحث بالعلاقات الدولية: فكرة دعم أوكرانيا لم يتخل عنها أي أحد في الغرب باحث بالعلاقات الدولية: فكرة دعم أوكرانيا لم يتخل عنها أي أحد في الغرب سبوتنيك عربي اعتبر الخبير والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور زياد منصور، أن "إعلان ترامب الاستمرار في توريد الأسلحة إلى كييف يوضح مطالب أوروبا للولايات المتحدة المتمثلة... 14.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-14T19:29+0000 2025-07-14T19:29+0000 2025-07-14T19:29+0000 أخبار العالم الآن العالم حصري تقارير سبوتنيك الولايات المتحدة الأمريكية أخبار روسيا اليوم أخبار أوكرانيا ورأى أن "رغبة الغرب في الصواريخ المرسلة إلى كييف هي إصابة العاصمة الروسية موسكو". وأشار ضيف "سبوتنيك" إلى أنه من الضروري في ظل ما يحصل اليوم التذكير بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم الدول الأوروبية عدم التخلي عن أوكرانيا، وكشفه عن توقيع باريس ولندن اتفاقية دفاعية محدثة تتضمن تنسيقا في مجال أسلحة الردع النووية ومواجهة التهديدات الخطيرة ضد أوروبا بشكل مشترك". وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم الانسحاب من حلف الناتو، رأى أنها "مجرد ثرثرة صحفية"، قائلا: "ترامب لن يفعل هذا حتى لو أراد ذلك لأن الحلف قائم في الأساس من أجل الولايات المتحدة وتوسيع نفوذها في العالم"، مضيفا "ترامب يدرك أن الأوروبيين مهتمون باستمرارية الصراع الأوكراني وهم على استعداد لدفع ثمن هذا الصراع".واعتبر منصور أن "ترامب حقق ما يريده فقد خفض العبء على الميزانية الأمريكية، لكنه لم ولن يغير المبادئ الأساسية للسياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا".وختم: "نحن أمام موجة جديدة من العنف المقنن بإرادة المجمعات الصناعية الحربية الغربية والدولة العميقة في الولايات المتحدة".وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه توصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن إمدادات الأسلحة إلى كييف، مشيرا إلى أن أوروبا ستتحمل جميع التكاليف.وفي وقت سابق من اليوم، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن عملية تزويد كيف بالأسلحة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة مستمرة وستستمر.وأجاب بيسكوف في مؤتمر صحفي، على سؤال بشأن كيفية تقييم الكرملين لخطوات ترامب: "قيل الكثير عن ارتفاع الأسعار وما إلى ذلك، والآن يبدو أن أوروبا ستدفع ثمن هذه الإمدادات، لكن الحقيقة تبقى أن إمدادات الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا مستمرة وستستمر". الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار العالم الآن, العالم, حصري, تقارير سبوتنيك, الولايات المتحدة الأمريكية, أخبار روسيا اليوم, أخبار أوكرانيا


سبوتنيك بالعربية
منذ ساعة واحدة
- سبوتنيك بالعربية
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة سبوتنيك عربي أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ثلاثة جنود وإصابة ضابط بجروح خطيرة باستهداف دبابتهم شمالي قطاع غزة. 14.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-14T19:30+0000 2025-07-14T19:30+0000 2025-07-14T19:30+0000 غزة قطاع غزة العدوان الإسرائيلي على غزة إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم حركة حماس أخبار العالم الآن العالم وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إن "الحدث وقع الساعة 12:00 ظهرًا في جباليا شمالي قطاع غزة"، مشيرا إلى أن الانفجار وقع داخل دبابة، ولا يزال الجيش يحقق بأسباب الانفجار".وأقر البيان بـ"انتحارجندي ثالث خلال عشرة أيام"، مشيرا إلى أن "الجندي من لواء ناحال وكان يقاتل في قطاع غزة".وأفادت وسائل إعلام مصرية، في وقت سابق اليوم، بأن "رئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، عقد لقاءات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووفود المفاوضات للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".وقال الإعلام المصري، إن "اللقاءات والاتصالات المصرية تهدف إلى دفع الجهود الحالية لوقف إطلاق النار في غزة وتذليل العقبات التي تعوق التوصل إلى اتفاق".وأكد أن "الوسطاء المصريين والقطريين والولايات المتحدة يكثفون اتصالاتهم ولقاءاتهم مع الأطراف كافة لدفع جهود التوصل إلى التهدئة بقطاع غزة".ووفقا لوسائل الإعلام، "اتفقت مصر وقطر تتفقان على أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينين والمحتجزين الإسرائيليين".واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة، يوم 18 مارس/ آذار الماضي، بعد توقف لنحو شهرين، وتحديدا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 كانون الثاني/يناير، عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي باتخاذ "إجراء قوي ضد "حماس"، ردًا على رفضها إطلاق سراح الرهائن ورفض جميع مقترحات وقف إطلاق النار".بالمقابل، حمّلت حركة حماس، نتنياهو وحكومته المسؤولية كاملة عن "الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وتعريض الأسرى في غزة إلى مصير مجهول". غزة قطاع غزة إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي غزة, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حركة حماس, أخبار العالم الآن, العالم


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
لا حرب شاملة ولا سلام كاملًا.. إيران على حافة الهاوية ولكن لن تقفز فى الفراغ
بينما يتأرجح الشرق الأوسط على حافة الاشتعال بفعل التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، والضربات التى وصلت إلى العمق الإيرانى والاسرائيلي، يتساءل المراقبون إن كانت الظروف الراهنة قد تدفع نحو عودة للمفاوضات أو تقارب وقبول متبادل بين إيران وإسرائيل وأمريكا. رغم التاريخ الثقيل بالصراعات والدماء والشعارات العدائية، إلا أنه منذ الاطاحة بالشاه الايرانى وتأسيس الجمهورية الاسلامية فى عام ١٩٧٩، ظل جوهر السياسة الأمريكية ثابتا وهو عدم إسقاط النظام الإيرانى رغم معاداته علنا، والاكتفاء بالضغط عليه لمنع طموحه النووى وضبط تمدده الإقليمي، لأن وجهة النظر الأمريكية اعتبرت دائما ترى أن البديل المحتمل للنظام الإيرانى الحالى قد يكون أسوأ، إذ قد يعنى انهيارًا داخليًا يفتح أبواب الفوضى فى دولة مترامية الأطراف إثنيًا ودينيًا، مما يهدد كل المصالح الأمريكية فى الخليج وآسيا الوسطى ويفتح المجال أمام قوى دولية أخرى مثل روسيا والصين لملء الفراغ. هذا الموقف الأمربكى الثابت ظهر جليًا حتى فى ذروات التصعيد، كما حدث بعد اغتيال قاسم سليمانى فى ٢٠٢٠، حين صرّح ترامب بأنه لا يسعى لتغيير النظام فى إيران، وإنما إجبارها على تغيير سلوكها، وانتهاء بإعلان ترامب المفاجيء فى خضم الصراع الأخير بأن الحرب انتهت وتأكيده أنه لا يرغب فى اسقاط النظام فى إيران، وحافظت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، من أوباما مرورًا بترامب فى ولايته الأولى ووصولًا إلى بايدن، على هذه القاعدة رغم اختلاف تكتيكاتها بين التفاوض المباشر كما فعل أوباما بتوقيع الاتفاق النووى فى عام ٢٠١٥، أو بممارسة سياسة الضغط الأقصى التى تبناها ترامب فى ولايته الثانية بفرض عقوبات غير مسبوقة، أو مزيج بين الاثنين كما حاول ترامب حين أعلن أنه مستعد للتفاوض لكنه لن يقبل إيران نووية، ورغم أن ترامب قام بالتصعيد بالضربات الجوية ضد مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية بعدما زادت مستويات التخصيب وفق تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا انه أكد أن بلاده لا تخطط لإسقاط النظام الإيراني، وإنما تريد فقط ضمان عدم امتلاكه سلاحًا نوويًا، وهو تصريح ينسجم مع سياسة واشنطن منذ أربعة عقود. أما إسرائيل، فعلى الرغم من عداوتها المعلنة لإيران واعتبار البرنامج النووى الإيرانى تهديدًا وجوديًا منذ إعلان الخمينى ضرورة إزالة إسرائيل من الوجود، فإنها لم تبادر يومًا إلى تبنى خيار العمل على إسقاط النظام الإيراني، بل إن السياسة الإسرائيلية تركز على إضعاف قدرات إيران عبر ضربات دقيقة واغتيالات لعلماء البرنامج النووى مثل محسن فخرى زاده، مع الحرص على تجنب حرب شاملة قد تنتهى بإسقاط النظام وتخلق فراغًا أمنيًا لا يقل خطورة على إسرائيل عن امتلاك طهران قنبلة نووية، وهذا ما عبر عنه نتنياهو حين أعلن فى خطابه أمام الكونجرس عام ٢٠١٥ أن "الاتفاق السيئ مع إيران أسوأ من عدم وجود اتفاق"، داعيًا إلى تشديد الضغوط والعقوبات بدلًا من إسقاط النظام الذى قد يفتح الباب أمام جماعات راديكالية قد تهدد إسرائيل أكثر من النظام الحالي، ولعل المثير للسخرية أن بقاء النظام الإيراني، بتهديداته المستمرة، يقدم للقيادة الإسرائيلية مبررا دائما لتوحيد الجبهة الداخلية واستمرار الحصول على دعم عسكرى وسياسى أمريكى غير محدود. ومن جهة إيران، فهى وإن رفعت منذ ١٩٧٩ شعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، ظلت تمارس سياسة براجماتية عند الحاجة، إذ تعاونت سرًا مع واشنطن فى غزو أفغانستان ٢٠٠١ لإسقاط طالبان التى كانت عدوًا مشتركًا للطرفين، وساعدت فى دعم حكومة المالكى فى العراق بما خدم المصالح الأمريكية فى مواجهة تنظيم القاعدة وداعش لاحقًا، كما لم تغلق طهران أبدًا قنوات الاتصال الخلفية مع الولايات المتحدة حتى فى أشد الأزمات، وفتحت إيران بابا للتقارب خلال الهدنة الأخيرة بتلميح لإمكانية التفاوض شرط الحصول على ضمانات بعدم تعرضها لضربات أثناء المفاوضات، وهو ما يثبت أن النظام فى إيران يجيد لعبة التفاوض عند الضرورة. فى عهد روحانى تحديدًا ظهرت رغبة النظام فى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على ايران عبر تقديم تنازلات فى الملف النووي، وهو ما أفضى لتوقيع الاتفاق النووى فى ٢٠١٥، أما مع وصول رئيسى للحكم، فقد تصاعد الخطاب الأيديولوجى المتشدد، لكنه بقى فى إطار التصريحات أكثر من كونه خطوات عملية لكسر الخطوط الحمراء الأمريكية أو الإسرائيلية بشكل مباشر، لتظل إيران تلعب على حافة الهاوية دون أن تقفز فى الفراغ. تاريخيًا، بدا واضحًا أن الأطراف الثلاثة تجنبت التصعيد إلى حد الانهيار الكامل للنظام الإيراني، وهو ما يعكس إدراكها جميعًا للمخاطر الكبرى من إسقاطه، لكن هل يمكن لهذه البراجماتية أن تتطور إلى تقارب فعلى أو قبول متبادل؟ حتى اللحظة، تبدو المسألة صعبة فى ظل التطورات الأخيرة، لكن الظروف الاستراتيجية وتعقد الصراع قد يفتحان نافذة محدودة، إذ يدرك قادة إيران أن طموحاتهم النووية أو الإقليمية تؤدى لعزلة قاتلة اقتصاديًا وأمنيًا، فيما تعرف واشنطن وتل أبيب أن أى حرب شاملة ستجر المنطقة كلها إلى أتون صراع لا يمكن السيطرة عليه. ومع توقيع اتفاق بكين فى مارس الماضى بين السعودية وإيران برعاية صينية، ظهر أول مؤشر على إمكانية مرونة الخطاب الإيرانى تجاه دول المنطقة، مما انعكس لاحقا على العلاقة مع أمريكا ومع إسرائيل بشكل غير مباشر إذا شعر الطرفان بجدية فى تقليص النفوذ الإيرانى فى سوريا ولبنان واليمن. وفى موازاة ذلك، تأتى التوازنات الدولية كأحد المؤثرات فى هذا الصراع إذ تراقب روسيا والصين أى فرصة لانزلاق العلاقة بين واشنطن وطهران نحو مواجهة شاملة، قد تعيد تشكيل العلاقات الاقليمية وتفتح لهما أبواب التوسع الاستراتيجى فى الخليج وآسيا الوسطى، وتضاعف احتياج دول المنطقة للسلاح الروسى أو الاستثمارات الصينية، وهو ما يجعل موسكو وبكين عاملًا كابحًا لإسقاط النظام الإيرانى حفاظًا على التوازن الذى يخدم مصالحهما الحالية، وفى المقابل، لا تبدو دول الخليج متحمسة لسقوط النظام الإيرانى رغم عدائها له، لأنها تدرك أن تفكك إيران قد يعنى انطلاق موجات نزوح واسعة وظهور جماعات مسلحة منفلتة تزعزع الاستقرار فى المنطقة. يبقى السيناريو الأكثر احتمالًا استمرار حالة "القبول المسكوت عنه" بين واشنطن وطهران، حيث لا حرب شاملة ولا سلام كاملًا، وإنما إدارة الأزمات وتقاسم مناطق النفوذ من بعيد، أما بين إيران وإسرائيل فالأمر أكثر تعقيدًا، لأن الصدام بينهما قائم على أبعاد عقائدية وعسكرية يصعب تجاوزها فى المدى القريب، رغم ذلك، فإن تاريخ الشرق الأوسط حافل بانعطافات مفاجئة غير متوقعة، وقد يؤدى تغير ميزان القوى داخل إيران نفسها أو تبدل أولويات الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة رسم معادلات الصراع والتفاهم على أسس جديدة، خاصة إذا اتفقت المصالح الكبرى على ضرورة استقرار الشرق الأوسط أمام تصاعد أدوار الصين وروسيا، عندها فقط قد يتحول القبول البراجماتى إلى تقارب تدريجى يغيّر خريطة العلاقات فى منطقة الشرق الاوسط. من جانب آخر، فإن تأثير العوامل الاقتصادية لا يمكن تجاهله فى هذا السياق، إذ ترى واشنطن أن إبقاء إيران فى دائرة الاقتصاد الخانق وسيلة أكثر فاعلية من أى عمل عسكرى شامل، ويدرك صانع القرار الإيرانى أن العقوبات الأمريكية والأوروبية أرهقت الاقتصاد الإيرانى إلى حد التهديد باضطرابات اجتماعية واسعة، خاصة مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وهو ما يضغط على النظام الإيرانى للبحث عن تسوية تحفظ بقاءه. فى النهاية، يبقى أن إسرائيل تعتبر أى تسوية نووية بين واشنطن وطهران خطيرة إذا لم تتضمن قيودًا صارمة ودائمة تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لذلك فإنها تكثف ضغوطها السياسية على الإدارات الأمريكية وتستخدم نفوذها فى الكونجرس لضمان عدم تمرير اتفاق لا يحقق أمنها، لكن إسرائيل فى الوقت نفسه لا تريد انهيارًا كاملًا لإيران يطلق موجات فوضى قد تصل إلى حدودها عبر العراق وسوريا. ولذلك فرغم انعدام الثقة التاريخية وشعارات العداء العلنية، فإن الضرورات الاستراتيجية قد تقود الأطراف الثلاثة عاجلًا أو آجلًا إلى تفاهمات تضمن لكل طرف بقاءه ومصالحه فى المنطقة، لأن الشرق الأوسط اليوم لا يحتمل حربًا شاملة، ولا يملك رفاهية فوضى جديدة، وحتى تأتى تلك اللحظة، ستظل إيران وإسرائيل وأمريكا أسرى لعبة توازنات دقيقة، حيث لا غالب ولا مغلوب، بل مصالح متبادلة فى بقاء الوضع مهما كان هشا لكن تحت السيطرة.