
الدولة الوطنية.. كيف نجحت مصر فى صناعة وعى يواجه أوامر السمع والطاعة؟
- تقوية الوطن مطلب شرعى ولا علاقة للقرآن والسنة بـ«الخلافة» لأنها مسألة دنيويةلا دينية
- مصر لم تكن يومًا دولة دينية.. وتجربة حكم «الجماعة» خير شاهد على فساد «الإسلام السياسى»
أشاهد مجددًا هذه الأيام مسلسل «الجماعة» فى جزءيه، تأليف وحيد حامد، وإخراج محمد ياسين، وتصدر بطولة الجزء الأول إياد نصار فى دور مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، بينما تصدر بطولة الجزء الثانى محمد فهيم فى دور سيد قطب. المسلسل يستعرض تاريخ نشاط جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها على فكر ويد «البنا» عام ١٩٢٨ بمدينة الإسماعيلية، فى عهد الملك فؤاد الأول، وكانت مصر لا تزال- واقعيًا- تحت الحماية البريطانية رغم إعلان استقلالها فى ١٥ مارس ١٩٢٢ بعد تصريح ٢٨ فبراير ١٩٢٢ برفع الحماية عن مصر، وإذا كان ٢٢ مارس ١٩٢٨ هو تاريخ إشهار جماعة الإخوان المسلمين رسميًا عقب تخرج حسن البنا فى كلية دار العلوم، فإن إرهاصات الفكرة دخلت وجدان وعقل «البنا» وهو يحفظ القرآن الكريم فى كُتّاب قرية ميلاده بمركز «المحمودية» محافظة البحيرة.
فإذا حاولت قراءة مشهد الدولة المصرية قبل إشهار جماعة الإخوان المسلمين، وتحديدًا عام ١٩٢٥ منذ نحو مائة عام أو قرن ميلادى كامل، تجد من أشهر وقائعه صدور كتاب «الإسلام وأصول الحكم» لمؤلفه الشيخ على عبدالرازق، المولود لأسرة ثرية فى قرية «أبوجرج» محافظة المنيا، وقد حفظ القرآن الكريم فى كُتّاب القرية قبل أن يلتحق بـ«الأزهر» ليحصل على شهادة «العالمية»، ثم ذهب لاستكمال دراساته العُليا بجامعة أكسفورد البريطانية وعُين بعد عودته قاضيًا شرعيًا، أما كتابه الأشهر، من نحو ١٧ كتابًا، فيؤسس من خلاله إلى فصل الدين عن السياسة قياسًا على موقف الإسلام من «الخلافة»، وهو المبدأ الركن فى تأصيل مفهوم الدولة الوطنية، ما أثار فى مواجهته هجومًا شرسًا، خاصة من شيوخ وعلماء «الأزهر» ما أدى إلى سحب درجة «العالمية» منه، وكان قد أصر «عبدالرازق» على أفكاره وتوجهاته فعمل بالمحاماة، قبل أن يُنتخب عضوًا بمجلس النواب، ومن بعده مجلس الشيوخ، حتى شغل منصب وزير الأوقاف.
الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا لنظام الحكم.. وشرع الله حيث توجد المصلحة
فى «الإسلام وأصول الحكم» يؤكد مؤلفه الشيخ على عبدالرازق، أن «الخلافة» كنظام حكم ليست أصلًا من أصول الإسلام، وإنما هى مسألة دنيوية وسياسية أكثر منها دينية، وأن القرآن والسنة لم يوردا ما يبين- من قريب أو بعيد- كيفية تنصيب الخليفة أو تعيينه حاكمًا، معتبرًا أن «الخلافة» ما هى إلا بنص قوله «نكبة على الإسلام والمسلمين وينبوع شر فاسد»، ثم راح يستخلص من معطيات التاريخ ما يؤيد طرحه، وذلك من خلال ثلاثة مباحث، تناول الأول «الخلافة والإسلام»، والثانى «الحكومة والإسلام»، والأخير «الخلافة والحكومة فى التاريخ»، وقد أثار الكتاب وقت صدوره- كما أسلفنا- ضجة صارت تاريخية، حتى إنه لا بد من استدعاء حضور الكتاب ومؤلفه وما أثاره من جدل، كلما حضرت سيرة أشهر المعارك الفكرية فى تاريخ الفكر المصرى، أو تجدد السجال حول مفهوم الدولة الوطنية.
مشروعية الدولة الوطنية
أقطع بكم المسافة حتى عام ٢٠١٨- أكثر من ٩ عقود- حيث صدر كتاب لم يأخذ حظه من الانتشار هو «مشروعية الدولة الوطنية» الصادر عن وزارة الأوقاف- إحدى المرجعيات الدينية الرسمية المصرية الثلاث مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية- ومؤلفه- وزير الأوقاف وقتها- الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، بجانب شَغلِه منصبى رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ما يعنى أن الرسالة هذه المرة رسمية وعبر مرجعية علمية دينية أزهرية، وهى جلية الوضوح من عنوانها المنشغل بالتأسيس لمشروعية الدولة الوطنية، ومتجاوزة جدل فصل الدين عن الدولة؛ باعتباره أصبح من المسلمات، بعدما وقر فى نفوس المصريين جميعًا خطورة الحكم باسم الدين على مدار سنة كاملة تصدرت فيها جماعة الإخوان المسلمين مشهد الحكم فى مصر، وتوابع هذه السنة من عنف وقتل ودم وإقصاء، أيضًا، باسم خلافة الله فى الأرض، والإسلام- وكل دين- فى كل وقت برىء من سلوك مداينيه. فى مقدمة الكتاب يقطع الشيخ محمد مختار جمعة قولًا واحدًا:
«الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد:
فلا شك أن قضية الوعى بالوطن وبمشروعية الدولة الوطنية، وضرورة دعم صمودها، والعمل على رقيها وتقدمها، أحد أهم المرتكزات لصياغة الشخصية السوية، وإحدى أهم دعائم الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على مقدراته وكل ذرة من ثراه الندى.
وفى السياق والمناخ الفكرى الصحى لا يحتاج الراسخ إلى دليل، لكن اختطاف الجماعات المتطرفة الخطاب الدينى ومحاولات احتكارها له ولتفسيراته، جعل ما هو فى حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل، وكأنه لم يكن أصلًا ثابتًا.
على أن مشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك، بل هو أصل راسخ، بل إن كل ما يدعم بناء الدولة وقوتها هو من صميم اعتقادنا الإيمانى، وكل ما يؤدى إلى الفساد أو الإفساد أو التخريب أو زعزعة الانتماء الوطنى إنما يتعارض مع كل القيم الدينية والوطنية.
وبما أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تحاول أن تتخذ من التشكيك فى هوية الدولة الوطنية وسيلة لإسقاطها ومحاولة لزعزعة الانتماء الوطنى بين أبنائها، كان لزامًا علينا أن نؤكد مشروعية الدولة الوطنية، وأن ما تقوم به الجماعات الإرهابية من داعش، والقاعدة، والنصرة، وبوكوحرام، وجماعة الإخوان الإرهابية، وأضرابها، هى عين الجناية على الإسلام، ذلك أن ما أصاب الإسلام من تشويه لصورته على أيدى هؤلاء المجرمين بسبب حماقاتهم لم يصبه عبر تاريخه الطويل، ولو أن أعداءنا بذلوا ما فى وسعهم ما نالوا من صورة الإسلام الناصعة معشار ما نالته منها جرائم تلك الجماعات الضالة.
ونظرًا لتأثير الشعر فى النفوس، وتزكية الحس الإنسانى، وإلهاب المشاعر الوطنية، ألحقت بالكتاب مختارات منتقاة من الشعر الوطنى.
وإنى لأرجو بذلك أن أكون قد أسهمت فى خدمة ديننا الذى تشوه هذه الجماعات جانبًا من صفحته البيضاء النقية، وخدمة وطننا وأمتنا التى يعمل الإرهابيون ومن يستخدمهم على تمزيقها وتقطيع أوصالها، مع كشف طبيعة هذه الجماعات الضالة الخائنة العميلة المأجورة وبيان زيغها وزيفها وعمالتها، وتفنيد شبهها فيما يتصل بمحاولات إفشال الدولة أو إسقاطها، مع تأكيدنا مشروعية الدولة الوطنية ووجوب دعم صمودها، والعمل على حفظ أمنها واستقرارها، تحقيقًا لتقدمها ورخائها واستعادة أمجادها.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل».
احترام عقد المواطنة
وحسب تعريف الشيخ محمد مختار جمعة فى مستهل فصول كتابه، فإن مفهوم الدولة الوطنية يعنى احترام عقد المواطنة بين الشخص والدولة، ويعنى الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعًا دون أى تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة، وينوه أيضًا إلى أن الجماعات الضالة المارقة المتطرفة المتاجرة بالدين لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية، فأكثر تلك الجماعات إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلًا، أو أن ولاءها التنظيمى الأيديولوجى فوق كل الولاءات الأخرى، وطنية وغير وطنية، فالفضاء التنظيمى لدى هذه الجماعات أرحب وأوسع بكثير من الدولة الوطنية والفضاء الوطنى.
وفى السياق ذاته يؤكد «جمعة» نصًا ما يلى:
أولًا: إن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه.
ثانيًا: إنه حيث تكون المصلحة، ويكون البناء والتعمير، فثم شرع الله وصحيح الإسلام.
ثالثًا: إن العمل على تقوية شوكة الدولة الوطنية وترسيخ دعائمها مطلب شرعى ووطنى.
رابعًا: إننا فى حاجة ملحة إلى إعادة قراءة تراثنا الفكرى قراءة دقيقة واعية تفرق بين الثابت والمتغير.
المناظرة الشهيرة
أعود بكم الآن إلى منتصف المسافة الزمنية تقريبًا، بين صدور «الإسلام وأصول الحكم»، ومن بعده إشهار جماعة الإخوان المسلمين، وبين صدور «مشروعية الدولة الوطنية» ومن قبله حكم جماعة الإخوان المسلمين، وأقف بكم تحديدًا عند مشهد المناظرة الشهيرة «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى ٨ يناير ١٩٩٢ بأرض المعارض بمدينة نصر، وسط نحو ٣٠ ألفًا من حشود تيار الإسلام السياسى، وكنت شاهد عيان ذهب إليها- بحماسة شاب عشرينى وبراءة قلبه ومشاعره تجاه دينه- مناصرًا الشيخ محمد الغزالى-المُصنف من المُجددين وقتها- وفريقه المناصر لحكم الدولة الدينية، وخرجت منها- بنفحة وعى ربانية- أقرأ مشروع المفكر فرج فودة وفريقه المناصر لحكم الدولة المدنية، وقد آلت المناظرة إلى استشهاد «فودة» على أيدى الجهلاء صبية الجماعات الدينية المتطرفة بعدها بنحو ٦ أشهر، بينما وقفت طوال عقد التسعينيات على التعمق فى قراءة أهم مشاريع تجديد الفكر الدينى، حتى كان الثبات رسوخًا على عتبة اليقين وأنا على مشارف عقد الثلاثينات من عمرى إيمانًا بالدولة الوطنية أو الدولة المدنية القائمة على وطن لا على دين، وكان دافعًا داعمًا نحو هذا اليقين قراءة تاريخ مصر الحديث منذ الحملة الفرنسية على مصر ١٧٩٨، وأيضًا جوانب عديدة من الحضارة المصرية القديمة، ومعهما كانت روافد فكر وثقافة وفن أسهمت فى تشكيل الوعى والوجدان، ومنها جميعًا تخرج باستحالة أن تكون مصر يومًا دولة دينية، وكانت تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين خير شاهد.
ترشيخ المفهموم
المغزى من هذه الرحلة السريعة عبر مائة عام، ليس فقط الوقوف على مفهوم الدولة الوطنية، وكيف أنها تقوم فى الأساس على وطن لا يضمن أمنه وسلامه وقوة وحدته؛ إلا قدرته على استيعاب اختلافه وتنوعه، وفى المقدمة منه التنوع الدينى، وتنشيط الذاكرة من جديد لخطورة فكرة حكم البشر باسم الله فى الأرض تحت عنوان «الخلافة»، وما يترتب عليه من سطوة السمع والطاعة بدلًا من سطوة العقل آية الله فى خلقه تكريمًا للإنسان، فما حياة البشر- الدنيا- إلا اجتهاد نسبى فيما هو فى الأصل نسبى، بينما حاز الله المطلق لذاته، وإنما المغزى أيضًا إشارة دالة- ونحن نحتفل بمرور ١٢ عامًا على ثورة ٣٠ يونيو الداعمة بقوة مفاهيم وأسس وقواعد وتوجهات الدولة الوطنية- أن المجتمع المصرى لا يزال فى حاجة إلى ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية، ترسيخه كهوية وثقافة وسلوك جميعها ينعكس فى تطبيقات على الأرض أكثر من أطر رسمية لا تغادر دوائر النظم واللوائح والقوانين، وفى هذا كل الجهود مطلوبة ومثمنة ودونما وضع أى حواجز نفسية من أى نوع بين صناعة الوعى على اختلاف أدواتها وبين الناس، فلحظة الوعى آتية لا محالة طالما اجتهدنا بصدق فى سبيلها كلٌ فى موقعه، خصوصًا فى مجتمع لا يزال يعانى الأمية الثقافية، ولا يزال التعليم فيه حقل تجارب، وهو ما فتح الأبواب على مصراعيها لانتشار وباء نقص المناعة الحضارية، فكان أن وجدت الجماعات الدينية المتطرفة- ولا تزال- ضالتها فى خواء العقول وتصدعات النفوس، فلا تترك نفسك «مفعولًا به»، وانتبه حتى لا تخسر دنياك قبل دينك، وتكتشف أنك بالفعل أضعت فى الأوهام عمرك!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموجز
منذ ساعة واحدة
- الموجز
رد قاطع من الإفتاء: هل التهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة شرعًا؟
ببداية ويعرض لكم لا يفوتك ليست من العبادات.. بل من العادات الجائزة وأوضح "شلبي" في لقاء متلفز، أن التهنئة برأس السنة الهجرية لا تدخل في باب العبادات التي تحتاج إلى دليل خاص، بل تُعد من العادات الاجتماعية المشروعة التي يُقصد بها إشاعة الفرح، والتذكير بأيام الله. وأضاف: "ليس في الشرع ما يمنع أن يهنئ المسلم أخاه بقدوم عام هجري جديد، بل هذا من مكارم الأخلاق وتقاليد التراحم التي يحث عليها الإسلام". إحياء لذكرى الهجرة.. لا ابتداع فيها وأكد أمين الفتوى أن ذكرى الهجرة النبوية من أعظم المناسبات الإسلامية، والاحتفال بها أو التهنئة بقدومها ليس فيه ابتداع أو مخالفة، بل يدخل ضمن "الفرح بفضل الله" الذي ورد في القرآن الكريم. واستشهد بقوله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا"، مبينًا أن الفرح المشروع لا يقتصر على الأعياد المعروفة فقط. الرد على المهنئين جائز.. والبدء لا حرج فيه وفيما يخص بدء التهنئة، أوضح "شلبي" أن من هنّأك فاردد عليه، ومن بدأت بتهنئته فلا حرج، مشيرًا إلى أن بعض العلماء فضّلوا الرد دون البدء، لكن ذلك لا يُعد تحريمًا، وأكد أن هذا الرأي لا يعتمد على نصوص قطعية، بل هو من باب الاحتياط، وليس الفرض. دار الإفتاء: لا تنسوا الدعاء واغتنام البدايات وفي ختام بيانه، دعت دار الإفتاء المواطنين إلى اغتنام مناسبة العام الهجري الجديد بالدعاء والتفكر في دروس الهجرة، والحرص على فتح صفحة جديدة مع الله والناس، مشيرة إلى أن التهنئة جزء من التواصل المحمود بين المسلمين، ومن مظاهر الرحمة التي حث عليها الإسلام في كل زمان ومكان. اقرأ أيضا :


مصر اليوم
منذ ساعة واحدة
- مصر اليوم
حسام الغمري لـ أحمد موسى: 2011 ربيع عبري .. وظهوري معك شرف
أكد الإعلامي حسام الغمري أن ظهوره مع الإعلامي أحمد موسى يمثل شرفًا كبيرًا له، لافتًا إلى أنه عاش تجربة شخصية مع جماعة الإخوان الإرهابية دامت 9 سنوات، لكنه لم يشعر بالانتماء الحقيقي لها سوى 6 أشهر، واصفًا تلك الفترة بـ التي أُجبر فيها ضميره على السكوت. وأضاف الغمري خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة « صدى البلد »، أنه عمل 6 أشهر فقط في قناة مصر الآن المملوكة للجماعة، وكان يدعو الله باستمرار أن يُنجيه منها ومن كل أدواتها الإعلامية، موضحًا أن أيمن نور كان يردد دومًا أن الإخوان شبهة، ومع ذلك قدم له عرضًا للعمل في قناة الشرق الإرهابية. وأشار الغمري إلى أنه كان واحدًا ممن سقطوا في فخ دعاية الجماعة، قبل أن يكتشف زيف وكذب خطابها، موضحًا أن ما حدث في 2011 لم يكن ربيعًا عربيًا بل فتنة ومؤامرة وربيعا عبريا على الوطن. واختتم الغمري تصريحاته مؤكدًا أنه تحول من شخص متعاطف مع الجماعة إلى إنسان كشف حقيقتهم، قائلاً: عشت معهم 9 سنوات لكن لم أصدقهم إلا 6 أشهر ، وهذه التجربة كانت كفيلة بأن تكشف زيفهم أمام عيني. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة خبرك نت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من خبرك نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
مفتى الجمهورية: الشعب المصرى متدين فى أقواله وأفعاله وسلوكه
قال فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية لدينا قنوات متعددة للفتوى "إلكترونية وهاتفية وشفهية ومكتوبة"، مؤكدًا أن الإقبال الكبير على طلب الفتوى دليل ثقة في دار الإفتاء وحرص من المواطنين على دينهم، وأن المواطنين يأتون إلى دار الإفتاء للسؤال عن أمور الدين والدنيا، فالشعب المصري متدين في أقواله وأفعاله وسلوكه. وخلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" على قناة dmc، قال مفتي الجمهورية د. نظير عياد، إن طلب الفتوى مرتبط بالثقافة والوعي والبيئة والتنشئة، مشيرا إلى بعض البيئات تتمسك بالأعراف والعادات والتقاليد وترفض توريث المرأة، وهناك من يأت لدار الإفتاء يسأل عن ميراث المرأة ليس ليقتنع ولكن ليرضي نفسه أو ليعترض على مراد ربه، أو يطلب الفتوى ليسمع ما يصادف هواه، وعندما لا يجد الإجابة التي يريدها يعترض على مراد الله، خاصة في ميراث المرأة، وهذا أمر مرتبط بالأعراف والعادات والتقاليد.وأوضح مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية جمعت بين الثبات والمرونة والصلاحية للزمان والمكان، فهي وضعت قواعد عامة وتترك للناس تحقيقها وفق الزمان والآليات ولهذا تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التجديد هو المحافظة على الثابت والانفتاح على العلوم الحياتية والاستفادة منها، وعلى المفتي ألا يتوقف جهده وتحصيله على العلوم الشرعية، وإنما يدرس العلوم الأخرى كالمنطق والفلسفة والاقتصاد وعلم النفس.كما أكد أيضًا أن التجديد هو القراءة المتأنية والتفرقة بين النص المقدس وفهم العلماء له، ولذلك يجب أن نفرق بين الكتاب المسطور والكتاب المنظور، لأن الإسلام أمرنا في الكتاب المنظور أن نبحث ونفتش ولم يضع لنا حداً إلا الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي. في الكتاب المسطور أودع الله الأوامر والنواهي وأمر الناظرين فيه بالتسلح بالأدوات والوسائل التي تعينهم على الفهم.