
رئيس الكونغو الديمقراطية يعيّن شخصيتين معارضتين في الحكومة الجديدة
واحتفظت رئيسة الوزراء جوديث سومينوا تولوكا بمنصبها، بينما عُيّن الزعيم المعارض ورئيس الوزراء الأسبق (2008-2012) أدولف موزيتو نائبا لرئيسة الوزراء ووزيرا للميزانية، وفلوريبر أنزولوني، زعيم حزب سياسي معارض صغير، وزيرا للتكامل الإقليمي.
وتضمّ التشكيلة الجديدة 53 وزيرا مقابل 54 في التشكيلة السابقة، واحتفظ ثلاثة أرباع الوزراء بمناصبهم، من بينهم وزير الاتصالات والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، باتريك مويايا، ووزيرة الخارجية تيريز كاييكوامبا.
ومن بين الوزراء الذين شملهم التعديل إيف بازيبا التي انتقلت من وزارة البيئة إلى الشؤون الاجتماعية، وحلت محلها ماري نيانغي، بينما انتقلت إيمي بوجي من وزارة الميزانية إلى وزارة التخطيط.
وانتظر الشعب الكونغولي بصبر نافد هذا التعديل الوزاري الذي حصل في أعقاب "مشاورات سياسية" جرت سابقا هذا العام، في فترة اتسمت بأزمة أمنية خطرة شرقي البلاد.
ويعاني شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالموارد الطبيعية ، خاصة المعادن، من نزاعات منذ أكثر من 30 عاما.
ويتولى تشيسيكيدي السلطة منذ كانون الثاني/يناير 2019، وأعيد انتخابه بأكثر من 73% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفازت أحزاب "الاتحاد المقدس" التي ينتمي إليها الرئيس بنحو 90% من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت في اليوم نفسه.
وترشح للانتخابات الرئاسية في 2023 أدولف موزيتو وفلوريبير أنزولوني، وحصلا على 1.13% و0,08% من الأصوات على التوالي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
رامافوزا يؤكد انعقاد المؤتمر الوطني في موعده رغم الانسحابات
جدد الرئيس سيريل رامافوزا تأكيده على أن المؤتمر الوطني سيعقد في 15 أغسطس/آب الجاري كما كان مقررا، رغم الانسحابات التي أعلنتها بعض المؤسسات على خلفية انقسامات داخلية. وفي السياق، أعلنت رئاسة الجمهورية في جنوب أفريقيا عن إعادة هيكلة الفريق المكلف بالإشراف على تنظيم المؤتمر، إذ أضافت شركاء من ضمنهم هيئات من المجتمع المدني بهدف الالتزام بالموعد الذي تم تحديده مسبقا وإزالة جميع العوائق والمطبات لبدء عملية الحوار الوطني. ورغم دعوات بعض الأطراف لتأجيل الموعد، شدد الرئيس على أن المؤتمر سيمضي قدما وأنه فرصة لجميع أبناء دولة جنوب أفريقيا للمشاركة في رسم مستقبل بلادهم. وخلال الأسبوع الجاري، التقى الرئيس بممثلي الأطراف المشرفة على المؤتمر، لمعالجة المخاوف بشأن الانقسامات الداخلية وجاهزية الفريق لتنظيم الحوار الذي تعول عليه الحكومة في حل العديد من الإشكالات الوطنية. وشدد المتحدث باسم الرئاسة، فينسنت ماغوينيا، على ضرورة انعقاد المؤتمر حتى يتمكن الجنوب أفريقيون من السيطرة على مسار الحوار الوطني، مؤكدا أنه تم إرسال الدعوات لجميع المعنيين من دون استثناء. والأسبوع الماضي، انسحبت بعض المؤسسات التي كانت قد أعلنت أنها ستشارك، وبررت ذلك بمخاوف تتعلق بتراجع دور القيادة الشعبية، ونقص التمويل، وضعف منصات الحوار، وانعدام التوافق الداخلي، وضيق الجدول الزمني. من جانبه، أعرب رامافوزا عن أسفه لتلك الانسحابات، لكنه أعلن أنها لن تؤثر في الجدول الزمني، ورحّب بانضمام الجميع في أي لحظة من مسار الحوار.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
شبكة أمنية معقدة تساعد رئيس الكاميرون في حكم استمر 40 عاما
في خطوة لم تكن مفاجئة لكثير من المراقبين، أعلن الرئيس الكاميروني الذي يتجاوز عمره 90 عاما ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول القادم. وفي خرجاته السياسية الجديدة، حافظ بيا على التقاليد التي دأب عليها، حيث ظهر محاطا بدائرته السياسية والأمنية التي ساعدته في حكم البلاد منذ أكثر من 40 عاما، مثل السيدة الأولى شانتال بيا، ومدير ديوانه سامويل مفوندو، وفريدناند نغوه نغوه الأمين العام للرئاسة، إلى جانب ضباط كبار في الجيش والشرطة. ورغم أن نظام بيا يستمد الكثير من قوته السياسية من حزب التجمع الديمقراطي الشعبي الكاميروني الحاكم، فإنه يرتكز بالقدر ذاته على دعائم أمنية خاصة لا يفهم تفاصيل عملها وتشابكها كثير من الموظفين. ومنذ محاولة الإطاحة به في انقلاب 6 أبريل/نيسان 1984، أعاد الرئيس بيا تشكيل القوات المسلحة واستبدل الحرس الجمهوري بـ"الحرس الرئاسي"، ووضع الموالين في مناصب مهمة بقيادة الأمن الرئاسي، ومديرية الأمن الوطني، والأركان العامة للجيش. شخصيات نظام بول بيا الأمنية البارزة 1 – إيمانويل أمونغو يشغل العميد إيمانويل أمونوغو رئيس الأركان الشخصية لرئيس الجمهورية، وهو أحد أقرب مساعديه، ويلعب دورا رئيسيا في تنظيم وتنسيق الأنشطة العسكرية والبروتوكولية المرتبطة بالرئاسة. ويتولى هذا العميد الإشراف على الجوانب العسكرية والأمنية المرتبطة برحلات رئيس الجمهورية، كما ينسق أمنه المباشر مع مختلف فروع القوات المسلحة، بالتعاون مع إدارة الأمن الرئاسي. 2 – ريمون جان شارل بيكو أوبوندو عقيد في القوات المسلحة، ويشغل منصب قائد وحدة الحرس الرئاسي التي تعززت قدراتها تحت قيادته، وأسند إليه الرئيس بول بيا مهمة تحقيق داخلية. وفي فبراير/شباط 2024، أشرف على تدريب وحدة عسكرية خاصة من 700 فرد للانضمام إلى فريق الحرس الرئاسي الذي يتم اختيار العاملين فيه بعناية فائقة. إعلان أدميرال في القوات المسلحة، سبق أن تم تهميشه إثر اكتشاف قضايا فساد واحتيال في الجيش، لكنه عاد مؤخرا ليشغل منصب المستشار الخاص للرئيس، ومكلف بشؤون الدفاع والأمن، ويتولّى أيضا مهمة إدارة الاتصالات الآمنة للرئيس. 4 – إيفو ديسانسيو ينوا يتولى قيادة إدارة الأمن الرئاسي منذ عام 2004، وهو مسؤول عن الحماية المباشرة للرئيس وزوجته شانتال بيا، وكذلك أمن المقرات الرئاسية. وفي عام 1984، كان من الضباط الذين عملوا على إحباط المحاولة الانقلابية ضد الرئيس بول بيا، ومنذ ذلك الحين وهو يحظى بمكانة خاصة. قادة في الميدان بالإضافة إلى الشخصيات الأمنية المحورية التي لها نفوذ في السياسية والأمن على حد سواء، وتتولّى تسيير شؤون الرئيس في قصره، وكذلك رحلاته الخارجية، تبرز بعض القيادات المهمة التي تعتمد على بول بيا في تثبيت الحكم، والتي من أهمها: 5 – رينيه كلود ميكا الفريق رينيه كلود ميكا يشغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة منذ عام 2001، وتلقى تدريبه في المدرسة العسكرية المشتركة بالكاميرون وعدة مدارس أجنبية، خاصة في فرنسا. وينسق عمل جميع القوات البرية والجوية والبحرية في البلاد، وتخضع له وحدة القوات الخاصة، ويتميز بتكتمه وابتعاده عن الأضواء. 6 – فرنسوا بلين العقيد فرنسوا بلين هو المنسق العام لكتيبة التدخل السريع، وهي وحدة نخبوية تتبع مباشرة للرئاسة، بتمويل مستقل عن الجيش، مما يثير انتقادات تنظيمية، لكن ذلك مخطط له، لكونها تتيح لبيا قيادة قوة عسكرية خاصة تحت سيطرته المباشرة. 7 – شارل ألان ماتيانغ يقود لواء القيادة الذي يعد عنصرا أساسيا في أمن العاصمة ياوندي ومؤسساتها، وقبل توليه هذا المنصب قاد عدة عمليات عسكرية، خاصة في المناطق الناطقة بالإنجليزية على رأس اللواء 51 للمشاة الميكانيكية. مشاركة الحرس القديم ويشرك بول بيا بعض القادة الذين هم من جيله في قيادة البلاد أمنيا، بهدف تثبيت حكمه والعمل على توازن المؤسسات العسكرية المختلفة، ومن ضمن هؤلاء: 8 – مارتن مبارغا نغيلي يشغل منصب المندوب العام للأمن الوطني منذ أغسطس/آب 2010، وهو في 92 من العمر، وهو من أسن الضباط النشطين في العالم، وكان في السابق سفيرا للكاميرون لدى إسبانيا، وبالإضافة إلى منصبه الحالي يشرف على إدارة مراقبة الإقليم والاستخبارات العامة، ويرفع تقارير استخباراتية يومية للرئيس. 9 – باسيفيك ميلينغي نكولو عقيد في الجيش، تم تعيينه في 5 أبريل/نيسان رئيسا للأمن العسكري الذي يتجاوز دوره جهاز الشرطة العسكرية، ليشمل مهام استخباراتية، وهو ما أكسبه سمعة مثيرة للجدل. وبالإضافة إلى هذه الشخصيات المثيرة التي تتداخل مهامها، توجد أيضا بعض القيادات الأمنية التي تقوم بدور فعال في حماية حكم الرئيس بيا، مثل الوزير المنتدب المكلف بالدفاع ووزير الإدارة الإقليمية وقائد الدرك الوطني.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين ترامب وأفورقي
كشف الدبلوماسي الإريتري السابق، فتحي عثمان، في مقال نشره في يوليو/تموز 2024، أن الرئيس أسياس أفورقي أحد أبرز خصوم السياسات الأميركية في أفريقيا ، وخلال عقدين من حكمه، بعث برسالتين فقط لرؤساء أميركيين. كانت الرسالة الأولى بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، عزى فيها الشعب الأميركي وأكد وقوف بلاده إلى جانب الولايات المتحدة في "حملتها ضد الإرهاب"، وأما الثانية فكانت رسالة تهنئة لدونالد ترامب بفوزه في انتخابات 2016. وفي الأول من أغسطس/آب 2024، أضاف وزير الإعلام الإريتري يماني غبريمسقل، عبر تغريدة، رسالة ثالثة إلى القائمة، كاشفا أن أفورقي بعث بتهنئة "حارة" لترامب بمناسبة "عودته التاريخية"، وأن الأخير رد عليها بترحيب لافت. هذه اللفتة تثير التساؤلات حول المكانة الخاصة التي يحظى بها ترامب في أروقة "عدي هالو"، المقر الذي اعتاد أفورقي المكوث فيه. يزداد هذا التساؤل وجاهة عند النظر إلى أنه عبر ما يزيد على عقدين من العلاقات المتوترة بين واشنطن وأسمرة شهدت ولاية ترامب الأولى نمطا مختلفا من التعاطي بين الطرفين، حتى وصفها الرئيس الإريتري بأنها كانت "فرصة سانحة" لانخراط أسمرة في حوار جوهري ومفتوح قوبل "برد فعل إيجابي" من واشنطن. الرجل القوي وفي سبيل البحث عن إجابة، يشير بعض المراقبين إلى أنه رغم التباين الكبير بين موقفي إريتريا والولايات المتحدة من العديد من القضايا ومؤشر العلاقة الذي يتذبذب منذ عقدين بين البرود والعداء الصريح، فإن من المفارقات اللافتة للنظر وجود سمات شخصية وفكرية مشتركة تجمع بين كل من أفورقي وترامب، والتي تمهد الأرضية للتقارب بينهما. يأتي على رأس هذه السمات النزعة الواضحة نحو نموذج "الرجل القوي" وما يرتبط به من شخصنة السياسات، حيث يصف العديد من الدبلوماسيين الإريتريين السابقين عملية صنع السياسة الخارجية في إريتريا بأنها شديدة المركزية ومرتبطة بمكتب أفورقي مباشرة والذي يضع خططها العامة والتفصيلية في بعض الملفات. من جانبه، ورغم عمله في نظام ديمقراطي، فغالبا ما دأب الرئيس الأميركي على النقد المرير لمؤسسات الدولة والدعوة إلى إعادة تنظيمها وفقا لرؤيته الخاصة، وتشير دراسة صادرة عن مجلة "أوروبا الوسطى للدراسات الدولية والأمنية" إلى تعزيز ترامب مركزية القرار في يده وحده عند إدارته للسياسة الخارجية مبتعدا عن الهياكل الرسمية التقليدية. هذا الإعجاب بنموذج الرجل القوي أشار إليه أستاذ التاريخ بجامعة نورث كارولينا بنيامين سي. ووترهاوس، متحدثا عن أن منتقدي ترامب لاحظوا أنه كان يُشيد باستمرار بالحكام المستبدين والدكتاتوريين الأجانب، بينما يبدو أنه يُسيء إلى حلفائه التقليديين والقادة الأجانب المنتخبين ديمقراطيا، مُعتبرا إياهم ضعفاء وغير فعالين. سمات فكرية مشتركة هذا الموقف من المؤسسات الداخلية نجد أصداء شبيهة له في ما يتعلق بموقف الزعيمين من "الخلل" في النظام الدولي ومؤسساته، فأفورقي عرف بانتقاده اللاذع لما يراه هيمنة غربية، واعتباره المؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي، غير فعالة في معالجة قضايا التنمية أو الأمن في أفريقيا بشكل عادل. أما ترامب، فإنه لم يتردد في وصف هذه المؤسسات بأنها "بالية" أو "منحازة" ضد الولايات المتحدة، متهما إياها باستنزاف موارد بلاده دون مردود حقيقي. جانب آخر من التوافق بين الرئيسين يتمثل في موقفهما من سياسات الحزب الديمقراطي ولا سيما الثنائي أوباما وبايدن، حيث شهدت أسمرة في عهد الأول المساهمة الأميركية في تعرضها لعقوبات دولية لمرتين في حين فرضت إدارة بايدن عقوبات أخرى عام 2021 طالت عددا من كبار الشخصيات في المؤسسات العسكرية والاقتصادية والحزب الحاكم في إريتريا. هذا الموقف الإريتري من إدارتي أوباما وبايدن يعزوه تحليل على موقع "ديموكراسي إن أفريكا" إلى محاولتها فرض الأجندة المتعلقة بالديمقراطية و حقوق الإنسان من خلال أدوات الدبلوماسية الخارجية، في حين يشير البروفيسور إندرجيت بارمر إلى رفض إدارة ترامب "القاطع" منهجية الليبراليين في تغيير الأنظمة، رغم الانتقائية التي وسمت جهودها. الخطاب المفعم بالحديث عن أهمية السيادة الوطنية يمثل عاملا مشتركا آخر يربط بين الرجلين، حيث يؤكد أفورقي في مقابلاته وخطاباته على أهمية السيادة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية، في حين يمثل "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" جوهر خطاب ترامب القائم على إعادة تمركز السياسة الأميركية حول المصالح الوطنية والأمن الاقتصادي والسياسي. نوبل للسلام.. حلم قديم تبدو دوافع ترامب للتعاطي الإيجابي مع الرسالة الإريترية متعددة ومتشابكة، وفي مقال له يشير قائد فريق أفريقيا لمشروع التهديدات الحرجة في معهد "أميركان إنتربرايز"، وليام كار، إلى أن تصاعد التوترات في شمال إثيوبيا ينذر باندلاع صراع جديد قد يُعرّض أولويات واشنطن في منطقة القرن الأفريقي للخطر. وقد يمثل إحداث اختراق في جدار الأزمة الإريترية الإثيوبية الصلب بطاقة الفوز بجائزة نوبل للسلام التي طالما تطلع إليها ترامب، والتي عبرت عنها صراحة المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قائلة "حان الوقت كي ينال دونالد ترامب نوبل السلام"، موضحة أن ترامب أشرف منذ 20 يناير/كانون الثاني على إبرام " وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام في الشهر الواحد". هذه التطلعات تتجاوب مع "خيبة أمل" قديمة عبر عنها ترامب بنفسه في يناير/كانون الثاني 2020 تعليقا على فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام في العام السابق قائلا "لقد عقدتُ صفقة، وأنقذتُ بلدا، وسمعتُ للتو أن رئيس ذلك البلد سيحصل الآن على جائزة نوبل للسلام لإنقاذه البلاد. فقلتُ ماذا! هل لي علاقة بالأمر؟ نعم، لكن كما تعلمون، هكذا تجري الأمور". من الجدير بالذكر أن اتفاق السلام الإريتري الإثيوبي المبرم عام 2018 تم إبان ولاية ترامب الأولى وهو المعني بكلامه السابق حول جائزة نوبل للسلام. وكان من المثير للانتباه أن تلميحات لدور ما لترامب في السلام وردت في تهنئة أفورقي للرئيس الأميركي، واصفا انتخابه بأنه "جاء في مرحلة حرجة، حيث أصبح السلام العالمي أكثر أهمية من أي وقت مضى". بوادر سياسة أميركية لاحتواء أسمرة مثلت المواجهة مع الصين ملمحا بارزا في تشكيل إستراتيجيات الشؤون الخارجية لإدارة ترامب الأولى، حيث شكل القرن الأفريقي إحدى الساحات المحتدمة لهذه المواجهة، عندما أطلقت استضافة جيبوتي للقاعدة العسكرية الأولى لبكين بالخارج عام 2017 أجراس الإنذار في واشنطن ودفعت إدارة الرئيس الأميركي إلى إصدار إستراتيجيتها الأفريقية عام 2018. وبالنظر إلى استحواذ العمل على الحد من النفوذ الصيني في المناطق الإستراتيجية، ومنها القرن الأفريقي، على جانب رئيسي من سياسات ترامب الدولية، فإن العمل على احتواء أسمرة قد يعد إستراتيجية بديلة عن عصا العقوبات التي رفعتها إدارة جو بايدن في وجه النظام الإريتري، الذي وقع عام 2021 على مذكرة تفاهم مع بكين للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق عقب مغادرة ترامب البيت الأبيض وبعد تأجيل لسنوات. هذا التوجه الأميركي نحو محاولة احتواء أسمرة والابتعاد عن سياسة العقوبات التي اتبعتها الإدارة الديمقراطية السابقة تجسده تعبيرات رسالة ترامب التي ركزت على "عكس الضرر السلبي والضار الذي أحدثته إدارة بايدن في جميع أنحاء العالم". في حين أبرزت تداعيات طوفان الأقصى الأهمية الأمنية المركبة للقرن الأفريقي فيما يتعلق بمجموعة من الملفات الإستراتيجية لواشنطن، على رأسها أمن الملاحة الدولية مع الاضطراب الذي أثاره استهداف الحوثيين للمصالح الإسرائيلية العابرة من باب المندب، ومن جهة أخرى كشف استهداف الحوثيين لإسرائيل مباشرة عن التشابك الأمني الوثيق بين جنوب البحر الأحمر والشرق الأوسط. وفي هذا السياق، كان لافتا إشارة ترامب في رسالته إلى أفورقي إلى استعداد إدارته لإعادة تأسيس علاقة وطنية محترمة ومنتجة بين الولايات المتحدة وإريتريا "على أساس الصدق والاحترام والفرص لتحسين السلام والازدهار في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر". دوافع أفورقي رغم الغموض الذي يحيط بالدوافع المحركة للرئيس الإريتري في محاولة التقارب مع الولايات المتحدة، فإن العديد من المراقبين يرون أن أسمرة قادرة على طرح نفسها كشريك يوصف بأنه جزيرة مستقرة في محيط مضطرب تهدد الحروب فيه الوحدة الترابية لأكبر دولتين في الجوار إثيوبيا والسودان. ويعيش جنوب البحر الأحمر حالة من القلقلة الأمنية على وقع الهجمات الحوثية، ووسط كل ذلك تنخرط أسمرة بعمق في ملفات المنطقة الساخنة في السودان والصومال وإثيوبيا وحوض النيل. كما أن هذه المرحلة تعد فرصة للتواصل مع واشنطن التي لم تتضح بعد ملامح إستراتيجيتها تجاه القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر، حيث تواردت الأنباء عن نشاطات دبلوماسية للعديد من الأطراف في المنطقة ساعية لموضعة نفسها ضمن الرؤية الأميركية للمنطقة. وبالنظر إلى الصراع الإريتري الإثيوبي المزمن والذي تراقص فيه الخصمان على حافة الحرب طوال العام الماضي فإن تحسين العلاقات مع واشنطن وسيلة لإقناع الأخيرة بصحة موقف أسمرة ولقطع الطريق على الأطراف ذات الخصومة معها التي تمارس، وفقا لأفورقي، "ضغوطا نشطة ضد أهدافنا المنشودة، وتُروّج للتشويهات، وتسعى إلى عرقلة أي مشاركة جادة" لبلاده مع الولايات المتحدة. وكانت صحيفة أديس ستاندارد الإثيوبية نشرت في مطلع يوليو/تموز نداء دبلوماسيا من وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثوس إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو اتهم فيه إريتريا بـ"الاستفزازات المتكررة" و"الاحتلال الإقليمي" ورعاية وكلاء من الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار إثيوبيا، فيما وصفته وزارة الإعلام الإريترية بأنه "خدعة مكشوفة" لتبرير "أجندة حرب طويلة الأمد". وفي مقابلته مع التلفزيون المحلي قبل أيام من الكشف عن الرسائل المتبادلة بينه وبين ترامب، شن أفورقي هجوما غير مسبوق على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد واصفا تصريحاته بـ"الطفولية" وبالهرب من أزماته الداخلية. وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن أسمرة ستعمل على إقناع واشنطن ببذل الجهود للحيلولة دون لجوء إثيوبيا إلى أي خيارات عسكرية ضد إريتريا، حيث أشار أفورقي إلى أن الروايات الإثيوبية عن دعم واشنطن لمساعي أديس أبابا في الوصول إلى منفذ بحري "مضللة وبعيدة كل البعد عن الموقف الأميركي الفعلي". وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد أكد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 22 يوليو/تموز على "أهمية الحوار والاستقرار الإقليمي" للاستثمارات الأميركية المحتملة في بلاده. الرقص وسط حقل من الألغام بعد كل ما سبق، تبدو التحركات الأميركية الإريترية في مرحلتها الأولى، حيث وضح أفورقي أن خطته هي استئناف التعامل مع الإدارة الأميركية في العام القادم في مخاض يبدو أنه لن يكون يسيرا، وهو ما يستشف من وصفه للمناخ السياسي في واشنطن بأنه "في حالة من التقلب"، وأن التطورات عرضة للتأثر بالعديد من الشكوك. وقد رجحت ورقة بحثية بعنوان "سياسة ترامب المحتملة تجاه القرن الأفريقي: أولوية المصالح الأميركية وسط الرهانات الإقليمية" نشرت مطلع هذا العام، تشديد إدارة ترامب العزلة على أسمرة لأسباب منها تزايد تقاربها مع المحور الصيني الروسي وتراجع حماسة حلفاء واشنطن الإقليميين لأداء أدوار فاعلة لجهة إعادة إدماج إريتريا مع محيطها الإقليمي، وتأزُّم علاقاتها مع جارتها الإثيوبية. وفي هذا السياق، تبدو العلاقة مع بكين وموسكو حقلا من الألغام تسير عليه هذه المحاولات الوليدة، حيث يشير الدبلوماسي الإريتري السابق فتحي عثمان إلى أن المقابل الذي سيطلبه ترامب سيكون التخلي عن الحليف الصيني وطرد الشركات الصينية من البلاد، إضافة إلى تجاهل مبادرة طريق الحرير الصينية، مع إمكانية غض النظر عن علاقات إريترية روسية بسقف محدود. ويرى مراقبون إريتريون أن هذا الثمن سيكون من الصعب على أسمرة تقبله نظرا لعدم الثقة العميقة بينها وبين واشنطن، و"العقيدة" الرسمية المتكررة في كل مقابلات الرئيس الإريتري والتي تنص على استهداف الولايات المتحدة للكيان الإريتري منذ خمسينيات القرن الـ20، وانحيازها الدائم طوال تلك الأعوام إلى جانب إثيوبيا حليفها التقليدي في المنطقة، وهو اختبار قد يتكرر من جديد في حال اتخاذ التوتر بين أسمرة وأديس أبابا منحى دمويا من جديد.