موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران
وقال الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي: "إنّ توجيه ضربات عسكرية غير مبررة ضد دولة عضو ذات سيادة في الأمم المتحدة ، ومواطنيها، ومدنها الهادئة النائمة، ومنشآت بنيتها التحتية للطاقة النووية، أمرٌ مرفوضٌ رفضًا قاطعًا".
وشددت وزارة الخارجية الروسية على أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل هذه الفظائع التي تُقوّض السلام وتُلحق الضرر بالأمن الإقليمي والدولي".
ودعت الوزارة الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران ، وذلك لمنع المزيد من تصعيد التوتر والانزلاق إلى حرب واسعة النطاق.
ندعو الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس من أجل منع المزيد من تصعيد التوتر وانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
وأكدت الوزارة أن الضربات الإسرائيلية على إيران ومواطنيها ومدنها ومنشآت البنية التحتية للطاقة النووية غير مبررة وغير مقبولة.
وأضافت أن التسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني لا تتضمن حلا عسكريا بل حلا دبلوماسيا فقط.
وأشارت إلى استعداد الولايات المتحدة لعقد جولة أخرى من المفاوضات مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني في عُمان.وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد أكد في وقت سابق من اليوم الجمعة، أن روسيا تشعر بقلق بالغ وتدين التصعيد في مستوى التوتر بين إسرائيل وإيران.
ووصفت الوزارة، الهجوم العسكري على إيران بأنه انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأضافت الوزارة أنه "يجب على السلطات الإسرائيلية التي اختارت التصعيد بشكل واعٍ تحمل مسؤولية عواقب الضربات على إيران".
وجاء في بيان الوزارة: "ننتظر ردة فعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الوضع الصعب، تعرض موظفو الوكالة، إلى جانب مواطنين من جمهورية إيران الإسلامية، أيضًا لقصف إسرائيلي، نتوقع من المدير العام للوكالة تقييمات متوازنة وموضوعية لما يحدث، بما في ذلك تحليلا شاملا لعواقب الخطر الإشعاعي المحتمل جراء الهجمات على المنشآت النووية في إيران".
يتلقى الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين تقارير فورية من وزارة الدفاع الروسية وجهاز الاستخبارات الخارجية، ووزارة الخارجية حول الأحداث التي تجري في المنطقة.
بناء على تعليمات رئيس الدولة، ستصدر وزارة الخارجية بيانا مفصلا في القريب العاجل، وسيتم توزيعه بعد ذلك على الأمم المتحدة.
وياتي هذا في وقت، أعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، أنها ضربت أهدافا نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات تهدف إلى تقويض البنية التحتية النووية ومصانع الصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية لإيران.
وبدوره، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، مقتل قائد القوات المسلحة الإيرانية ، محمد باقري في الهجوم الإسرائيلي الأخير ضد البلاد، قائلا: إن "رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري استشهد في العدوان الإسرائيلي".
وكالة سبوتنيك
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سودارس
منذ 37 دقائق
- سودارس
بعد الهجمات بين إسرائيل وإيران.. غوتيريش: كفى تصعيدا حان الوقت لكي يتوقف ذلك
وجاء في منشور لغوتيريش على منصة إكس "قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيدا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية". جريدة الرياض script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


Independent عربية
منذ 39 دقائق
- Independent عربية
قادة أدمنوا الحروب... سلسلة دموية من هتلر إلى نتنياهو
كان البعض يتصور أن إدمان الحروب والاعتداءات هي عادة بدائية، لم تعد تليق بتطور مسيرة الإنسانية في العصور الحديثة، وأن مأساة الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان كانت آخر العهد بالحروب الكبيرة المتواصلة التي غزتها رغبات دموية لدى بعض القادة الذين يؤمنون أن الحرب هي اللغة الوحيدة لحماية بلدانهم، لكن على ما يبدو أن السلام يظل طريقاً أقل جذباً ربما بالنسبة إلى زعماء كان من المفترض أن ينتموا لجيل سياسي مختلف يؤمن بدور المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضع الحرب كخيار أخير لحل النزاعات. عشرات القادة السياسيين على مدار التاريخ ارتبط اسمهم بالسعي لتخليد أسمائهم كزعماء حرب، وتعددت الدوافع ما بين غايات استعمارية صريحة، أو الدفاع عن الحدود، فيما آخرون كانوا يهدفون إلى إبادة غيرهم تماماً، بغرض تحقيق طموح الزعامة والتخلص من تهديدات تؤرق مجدهم الشخصي وسيادة دولهم ـ كما يتصورون - ولكن بعد تطور المجتمعات وأدبيات السياسة ودرس الحرب العالمية القاسي، وتطور هيكل ونظام الأمم المتحدة عام 1945، اتفق الجميع على اللجوء إلى بدائل متنوعة تجنب العالم ويلات الحروب، ومن ثم تم تحجيم رغبات بعض السياسيين في خوض المعارك الطاحنة، مع الجيران وغير الجيران. إلا أنه مع ذلك استمرت فئة من هؤلاء السياسيين في البحث عن دوافع وتبريرات للإغارة على الشعوب، وحتى محاربة بعض المجتمعات في دولهم، وليس خارجياً فحسب، وبدا هؤلاء كتلاميذ مخلصين لقادة مثل هتلر وموسوليني ونابليون بونابرت وغيرهم ممن ارتبطت أسماؤهم بملايين الضحايا، فما هي الدوافع النفسية والاجتماعية والسياسية التي تجعل المعارك الدموية رديفاً وحيداً للقوة والسيطرة والحماية والاستقرار في نظر فئة من رجال السياسة. عقليات عدائية بالفطرة المفكر والباحث في علم الاجتماع السياسي الأميركي هربرت كيلمان (1927 ـ 2022) من أشهر من تحدثوا عن مصطلح التحيز العدائي فيما يتعلق بإدارة العلاقات بين الكيانات والدول، فالتعبير في علم النفس يشير إلى عقلية تعتبر الآخرين مصدر تهديد طوال الوقت، وتفسر المواقف على أنها توجهات عدوانية، ومن ثم تستدعي تصرفاً مضاداً قوياً. فكيلمان الذي تخصص في دراسة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يجد أن أهم ما يميز أصحاب هذه الصفة أنهم ينزعون صفة الإنسانية عن الآخر تماماً. وبالبحث في سمات أخرى تتميز بها الشخصيات ذات العقلية أو الذهنية العدائية، فهناك أيضاً الخوف الوجودي وشيطنة الآخر والشعور بالتهديد طوال الوقت، ورفض الحقائق طالما أنها تخالف توجهات الشخص العدائي، مقابل تضخيم مظلوميته، وعلى ذكر الصراعات التي تخوضها إسرائيل منذ إقامة دولتها في الشرق الأوسط، فقد دأبت الدوائر الموالية لإسرائيل على مدى عقود على رفض أي ربط بين نهجها العسكري وبين ما قام به الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، فهو تاريخياً العدو الأكبر لليهود بسبب ابتكاره للمحرقة التي راح ضحيتها وفق بعض التقديرات 6 ملايين شخص، حيث كان يراهم سبباً لتأخر بلاده، وعائقاً لمجده، وقرر إبادتهم، ولهذا فأي محاولة لتشبيه ما يفعله نتنياهو حالياً في غزة على أنه دمار وإبادة للفلسطينيين جميعاً من دون استثناء، تقابل بدعاية غاضبة ورفض قطعي، وشعور عظيم بالإهانة لدى سياسيي إسرائيل. هتلر ونتنياهو معاً لكن وفقاً للمتخصص في مجال العلوم السياسية محمد عبدالعظيم الشيمي، فإن نتنياهو لا شك يذكر في نفس قائمة القادة الأكثر ميلاً للحروب على مدار التاريخ، وبينهم هتلر بالطبع وموسوليني وصدام حسين، مشيراً إلى أن هؤلاء ارتبطت أسماؤهم بالرغبة في إشعال الحروب طويلة الأمد والمتكررة، تجاه أطراف متعددة، مؤكداً أن علوم السياسة تشير إلى أن بعض الزعماء يعتمدون بصورة أساسية على الحرب كأداة لتحقيق مكاسب ومطامع وليس فقط لاستعراض القوة، سواء رغبة في استغلال موارد طرف آخر وإخضاعه أو التخلص منه، لافتاً إلى أن القانون الدولي يمنح حق الدول في اللجوء للقوة العسكرية كخيار لحماية حدودها ومقدراتها، ولكن استخدام القوة المفرط بصورة انتقامية ترتبط عادةً بظروف أخرى. الشيمي ينوه أيضاً إلى أن التعمق في دراسة دوافع هذا النوع من الزعماء أمر شغل الباحثين في مجالات السياسة وعلم النفس، وما بينهما، موضحاً أن الدراسات عزت هذا النمط من السلوك العدائي الذي يلجأ للقوة العسكرية دوماً، إلى جوانب سيكولوجية فردية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية الأولى، وصولاً إلى الظروف المحيطة بصانع القرار، وكذلك الدوافع الأيديولوجية. ويتابع الشيمي، "الاهتمام بتحليل هذه الشخصيات أثبت أن هناك بالطبع عوامل مشتركة كثيرة تغذي لديهم الدوافع الدموية، وذلك على رغم وجود بعض الاختلافات بين طبيعة عصر وظروف وشخصية كل قائد منهم، سواء قديماً أو في التاريخ الحديث، ولكن بصورة عامة الجوانب النفسية لها دور رئيس، إضافة إلى العوامل الاجتماعية أيضاً، فنتنياهو على سبيل المثال بات يرفع من وتيرة العنف بلا سقف لاكتساب الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي مع رفع نبرة خطاب إشعال الحروب بأكثر من جبهة، فهي وسيلته لتوطيد اسمه والحصول على المزيد من الشرعية والشعبية، وإقناع الناخب بوقته وقدراته، من خلال استعراض تأثيرات العنف الذي يتبناه، فهو يروج سياسياً لنفسه مستنداً إلى أساليب تتواءم مع شخصيته وأيديولوجيته وتنشئته وتؤثر في المجتمع الذي يوجه له خطابه ورسالته". حروب مقدسة ودوافع شخصية ارتبطت الدعوات للحروب أيضاً بعبارات رنانة تلهب حماسة الجماهير المؤيدة وتعتبر أن هذا السلوك بمثابة واجب وطني في حرب إلهية مقدسة، لمواجهة الشرور، حيث يجري تبريرها للحصول على دعم ومباركة الجماهير المتحمسة، والنتيجة على سبيل المثال أن هناك ما يقارب 200 ألف راحوا ضحية لحرب غزة التي شنها نتنياهو وأوشكت على إتمام عامها الثاني، بينهم جرحى بإصابات بليغة وأطراف مبتورة وكذلك من فقدوا حياتهم. هذه فقط حصيلة مواجهة عسكرية واحدة من التي يزخر بها تاريخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى جانب الأيديولوجية السياسية التي يتمتع بها قادة إسرائيل التي تقوم على استعراض القوة العسكرية واستقطاع الأراضي المجاورة من لبنان وفلسطين وسوريا وفيما سبق مصر، فإن لدى نتنياهو رغبة أكبر في شن الحروب، لأسباب خاصة أيضاً إذ إن لديه ثأراً شخصياً، وذلك تأثراً بمقتل شقيقه، يوناتان نتنياهو عام 1976، حينما كان في الثلاثينيات من عمره. كان شقيق نتنياهو ضابطاً شارك في تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي بأوغندا، ومثلاً أعلى له، والذي كان في العشرينيات من عمره وقتها. وعملية اختطاف الرهائن قام بها مجموعة من الفلسطينيين ماتوا خلال تحرير المختطفين. وإلى جانب ذلك ووفقاً لشهادات من جيران طفولة ومراهقة رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد كان منزوياً ومنعزلاً ولم يكن لديه أصدقاء حتى إن عائلته كانت تتوسل للمعارف كيف يجعلوا أبناءهم يصادقوه. قد يكون هذا اعتلالاً اجتماعياً معترفاً به، ولكن بالطبع ليس كل من يعاني اضطراباً نفسياً أو إقصاءً اجتماعياً سيتحول إلى محترف حرب، إلا أن على ما يبدو أن الظروف تتوافق معاً لتصنع تلك الحالة، فهتلر أيضاً كان يعاني عنف أبيه وبطشه به، فبات عدوانياً ومتوتراً يعاني اضطرابات نفسية عميقة وربما عقلية. أما الديكتاتور الإيطالي زعيم الحزب الفاشي بينيتو موسوليني الذي قاد بلاده إلى الهاوية في الحرب العالمية الثانية وعرف بمعاركه المستمرة في مستعمرات إيطاليا، إضافة إلى تحالفه مع هتلر، فقد كان وفقاً لمراجع طفلاً عدوانياً وعصبياً يقود حملات من التمرد على زملاء المدرسة، ويتعامل بحدة في منزله المتواضع حيث نشأ في عائلة شديدة الفقر. بيئة معتلة السؤال الآن، هل كان لسمات النشأة سبباً في عدم اكتساب هؤلاء الزعماء أو "أمراء الحرب" لقيم مثل التعاطف والسلام، حيث لا تبدو مصطلحات مثل الدبلوماسية والمفاوضات حاضرة في قاموسهم السياسي؟ إضافة إلى أنهم يجدون أنفسهم كمنقذين لشعوبهم، بالتالي مخول لهم ارتكاب أفعال تخلف مثل هذه الضحايا. يعتقد أستاذ علم النفس الإكلينيكي الدكتور حمدي أبو سنة أن الاعتلال النفسي يظهر في سمات الشخصيات العدائية في صورة مجموعة من الاضطرابات التي يمكن ملاحظتها، وبينها النرجسية، والقدرة على التلاعب وتغذية استخدام العنف دون رادع أخلاقي، بل اعتبار التراجع عن هذا النهج نوعاً من الضعف. بينما يصف المؤرخون طفولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خاض ثلاثة حروب، وآخرها في أوكرانيا التي دخلت عامه الرابع، بالجائعة والبشعة نتيجة لضيق ذات يد أسرته، كما أن تعرضه للتنمر والسخرية من زملائه جعله يدخل في تعلم فنون القتال والدفاع عن النفس بشراسة، كذلك عرف جوزيف ستالين الذي ظل زعيماً للاتحاد السوفياتي مدة ثلاثة عقود انتهت في 1953، بطفولته الصعبة حيث نشأ يتيماً ووجد ضالته في الحزب البلشفي والذي انضم إليه في مقتبل حياته، وهو الزعيم الذي قاد حملات قمع وتطهير عرقي وقاد حروباً شتى وغزا بولندا وفنلندا وشارك في تأجيج الحرب الأهلية الإسبانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ثم القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت (1769 ـ 1821) الذي قال المؤرخون إنه كان يعوض نقطة ضعفه المتعلقة بقصر قامته بالنسبة إلى كونه ضابطاً متحدراً من طبقة أرستقراطية في ذلك الحين، بالدخول في حروب لتأكيد تفوقه كقائد، وسميت هذه الحالة عقدة نابليون. خاض نابليون عشرات المعارك وأبرز حروبه كانت في مصر وسوريا من خلال الحملة الفرنسية، إضافة إلى غزو روسيا، كذلك عاش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طفولة غير مستقرة بعد وفاة والده، وهو في سنته الأولى في الحياة، وكان حسين قاد الحرب العراقية - الإيرانية، وغزا الكويت، أما الحرب الثالثة فلم تكن لصالحه، حيث غزت الولايات المتحدة بلاده عام 2003، بسبب مزاعم امتلاكه أسلحة نووية، وهي الحرب التي قادها جورج بوش وسبقها بحربه على أفغانستان تحت عنوان عريض وهو الحرب على الإرهاب. منظومة مشجعة انتظمت الولايات المتحدة مع التحالف الدولي خلال 10 سنوات في هذه الورطة العسكرية التي أسقطت مئات الآلاف من الضحايا، وعلى رغم الطفولة المدللة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، فقد كان والده أيضاً هو الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، إلا أنه عانى اعتلالات نفسية في مراهقته وشبابه، جعلته مدمناً للخمور، وفيما بعد مدمناً للحروب. وتشير المراجع النفسية إلى أنه عانى شعوراً بالاضطهاد أدى فيما بعد لاعتماده آلية دفاع عن النفس تتسم بالنزعة الهجومية، وهو ما أثر حتماً في سلوكه السياسي الصاخب والعنيف. ويشدد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس في مصر على أن بعض البيئات تكون محفزة على ظهور هذه السمات، لا سيما فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية المبكرة، ولكن قد يجري تحجيم هذا السلوك حينما يدخل الشخص في المجتمع، إلا أنه في حالات قادة الحروب فإن المنظومة المحيطة قد تشجع الشخص على إظهار عدائيته بوحشية، من طريق منحه تبريرات لأفعاله، وتشجيعاً مرضياً لسلوكه. ويلفت الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي إلى أنه فيما يتعلق بجورج دبليو بوش على وجه التحديد، فهو يتمتع بنفس أفكار نظيره الجمهوري دونالد ترمب، مع الفرق أن كلاً منهما لديه طريقته في استعراض القوة، فأفكارهما التوسعية تتعلق بالهيمنة ومحاولات فرض القوة على الأطراف الدولية، واعتماد سياسة الأمر الواقع. ويختم بالقول، "الظرف السياسي تغير، بالتالي لدى ترمب، حسابات مختلفة لأنه يلجأ لاستخدام مفهوم القوة الأميركية بصورة مغايرة تماماً، ودوماً يفكر في عاملي العائد والإنفاق فيما يتعلق بالتحركات العسكرية، ولهذا فهو يحاول كبح جماح القوة والعنف، من خلال توافقات وتفاهمات مع الجانب الروسي".


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
قادة أدمنوا الحروب... سلسة دموية من هتلر إلى نتنياهو
كان البعض يتصور أن إدمان الحروب والاعتداءات هي عادة بدائية، لم تعد تليق بتطور مسيرة الإنسانية في العصور الحديثة، وأن مأساة الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 60 مليون إنسان كانت آخر العهد بالحروب الكبيرة المتواصلة التي غزتها رغبات دموية لدى بعض القادة الذين يؤمنون أن الحرب هي اللغة الوحيدة لحماية بلدانهم، لكن على ما يبدو أن السلام يظل طريقاً أقل جذباً ربما بالنسبة إلى زعماء كان من المفترض أن ينتموا لجيل سياسي مختلف يؤمن بدور المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضع الحرب كخيار أخير لحل النزاعات. عشرات القادة السياسيين على مدار التاريخ ارتبط اسمهم بالسعي لتخليد أسمائهم كزعماء حرب، وتعددت الدوافع ما بين غايات استعمارية صريحة، أو الدفاع عن الحدود، فيما آخرون كانوا يهدفون إلى إبادة غيرهم تماماً، بغرض تحقيق طموح الزعامة والتخلص من تهديدات تؤرق مجدهم الشخصي وسيادة دولهم ـ كما يتصورون - ولكن بعد تطور المجتمعات وأدبيات السياسة ودرس الحرب العالمية القاسي، وتطور هيكل ونظام الأمم المتحدة عام 1945، اتفق الجميع على اللجوء إلى بدائل متنوعة تجنب العالم ويلات الحروب، ومن ثم تم تحجيم رغبات بعض السياسيين في خوض المعارك الطاحنة، مع الجيران وغير الجيران. إلا أنه مع ذلك استمرت فئة من هؤلاء السياسيين في البحث عن دوافع وتبريرات للإغارة على الشعوب، وحتى محاربة بعض المجتمعات في دولهم، وليس خارجياً فحسب، وبدا هؤلاء كتلاميذ مخلصين لقادة مثل هتلر وموسوليني ونابليون بونابرت وغيرهم ممن ارتبطت أسماؤهم بملايين الضحايا، فما هي الدوافع النفسية والاجتماعية والسياسية التي تجعل المعارك الدموية رديفاً وحيداً للقوة والسيطرة والحماية والاستقرار في نظر فئة من رجال السياسة. عقليات عدائية بالفطرة المفكر والباحث في علم الاجتماع السياسي الأميركي هربرت كيلمان (1927 ـ 2022) من أشهر من تحدثوا عن مصطلح التحيز العدائي فيما يتعلق بإدارة العلاقات بين الكيانات والدول، فالتعبير في علم النفس يشير إلى عقلية تعتبر الآخرين مصدر تهديد طوال الوقت، وتفسر المواقف على أنها توجهات عدوانية، ومن ثم تستدعي تصرفاً مضاداً قوياً. فكيلمان الذي تخصص في دراسة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يجد أن أهم ما يميز أصحاب هذه الصفة أنهم ينزعون صفة الإنسانية عن الآخر تماماً. وبالبحث في سمات أخرى تتميز بها الشخصيات ذات العقلية أو الذهنية العدائية، فهناك أيضاً الخوف الوجودي وشيطنة الآخر والشعور بالتهديد طوال الوقت، ورفض الحقائق طالما أنها تخالف توجهات الشخص العدائي، مقابل تضخيم مظلوميته، وعلى ذكر الصراعات التي تخوضها إسرائيل منذ إقامة دولتها في الشرق الأوسط، فقد دأبت الدوائر الموالية لإسرائيل على مدى عقود على رفض أي ربط بين نهجها العسكري وبين ما قام به الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، فهو تاريخياً العدو الأكبر لليهود بسبب ابتكاره للمحرقة التي راح ضحيتها وفق بعض التقديرات 6 ملايين شخص، حيث كان يراهم سبباً لتأخر بلاده، وعائقاً لمجده، وقرر إبادتهم، ولهذا فأي محاولة لتشبيه ما يفعله نتنياهو حالياً في غزة على أنه دمار وإبادة للفلسطينيين جميعاً من دون استثناء، تقابل بدعاية غاضبة ورفض قطعي، وشعور عظيم بالإهانة لدى سياسيي إسرائيل. هتلر ونتنياهو معاً لكن وفقاً للمتخصص في مجال العلوم السياسية محمد عبدالعظيم الشيمي، فإن نتنياهو لا شك يذكر في نفس قائمة القادة الأكثر ميلاً للحروب على مدار التاريخ، وبينهم هتلر بالطبع وموسوليني وصدام حسين، مشيراً إلى أن هؤلاء ارتبطت أسماؤهم بالرغبة في إشعال الحروب طويلة الأمد والمتكررة، تجاه أطراف متعددة، مؤكداً أن علوم السياسة تشير إلى أن بعض الزعماء يعتمدون بصورة أساسية على الحرب كأداة لتحقيق مكاسب ومطامع وليس فقط لاستعراض القوة، سواء رغبة في استغلال موارد طرف آخر وإخضاعه أو التخلص منه، لافتاً إلى أن القانون الدولي يمنح حق الدول في اللجوء للقوة العسكرية كخيار لحماية حدودها ومقدراتها، ولكن استخدام القوة المفرط بصورة انتقامية ترتبط عادةً بظروف أخرى. الشيمي ينوه أيضاً إلى أن التعمق في دراسة دوافع هذا النوع من الزعماء أمر شغل الباحثين في مجالات السياسة وعلم النفس، وما بينهما، موضحاً أن الدراسات عزت هذا النمط من السلوك العدائي الذي يلجأ للقوة العسكرية دوماً، إلى جوانب سيكولوجية فردية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية الأولى، وصولاً إلى الظروف المحيطة بصانع القرار، وكذلك الدوافع الأيديولوجية. ويتابع الشيمي، "الاهتمام بتحليل هذه الشخصيات أثبت أن هناك بالطبع عوامل مشتركة كثيرة تغذي لديهم الدوافع الدموية، وذلك على رغم وجود بعض الاختلافات بين طبيعة عصر وظروف وشخصية كل قائد منهم، سواء قديماً أو في التاريخ الحديث، ولكن بصورة عامة الجوانب النفسية لها دور رئيس، إضافة إلى العوامل الاجتماعية أيضاً، فنتنياهو على سبيل المثال بات يرفع من وتيرة العنف بلا سقف لاكتساب الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي مع رفع نبرة خطاب إشعال الحروب بأكثر من جبهة، فهي وسيلته لتوطيد اسمه والحصول على المزيد من الشرعية والشعبية، وإقناع الناخب بوقته وقدراته، من خلال استعراض تأثيرات العنف الذي يتبناه، فهو يروج سياسياً لنفسه مستنداً إلى أساليب تتواءم مع شخصيته وأيديولوجيته وتنشئته وتؤثر في المجتمع الذي يوجه له خطابه ورسالته". حروب مقدسة ودوافع شخصية ارتبطت الدعوات للحروب أيضاً بعبارات رنانة تلهب حماسة الجماهير المؤيدة وتعتبر أن هذا السلوك بمثابة واجب وطني في حرب إلهية مقدسة، لمواجهة الشرور، حيث يجري تبريرها للحصول على دعم ومباركة الجماهير المتحمسة، والنتيجة على سبيل المثال أن هناك ما يقارب 200 ألف راحوا ضحية لحرب غزة التي شنها نتنياهو وأوشكت على إتمام عامها الثاني، بينهم جرحى بإصابات بليغة وأطراف مبتورة وكذلك من فقدوا حياتهم. هذه فقط حصيلة مواجهة عسكرية واحدة من التي يزخر بها تاريخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى جانب الأيديولوجية السياسية التي يتمتع بها قادة إسرائيل التي تقوم على استعراض القوة العسكرية واستقطاع الأراضي المجاورة من لبنان وفلسطين وسوريا وفيما سبق مصر، فإن لدى نتنياهو رغبة أكبر في شن الحروب، لأسباب خاصة أيضاً إذ إن لديه ثأراً شخصياً، وذلك تأثراً بمقتل شقيقه، يوناتان نتنياهو عام 1976، حينما كان في الثلاثينيات من عمره. كان شقيق نتنياهو ضابطاً شارك في تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي بأوغندا، ومثلاً أعلى له، والذي كان في العشرينيات من عمره وقتها. وعملية اختطاف الرهائن قام بها مجموعة من الفلسطينيين ماتوا خلال تحرير المختطفين. وإلى جانب ذلك ووفقاً لشهادات من جيران طفولة ومراهقة رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد كان منزوياً ومنعزلاً ولم يكن لديه أصدقاء حتى إن عائلته كانت تتوسل للمعارف كيف يجعلوا أبناءهم يصادقوه. قد يكون هذا اعتلالاً اجتماعياً معترفاً به، ولكن بالطبع ليس كل من يعاني اضطراباً نفسياً أو إقصاءً اجتماعياً سيتحول إلى محترف حرب، إلا أن على ما يبدو أن الظروف تتوافق معاً لتصنع تلك الحالة، فهتلر أيضاً كان يعاني عنف أبيه وبطشه به، فبات عدوانياً ومتوتراً يعاني اضطرابات نفسية عميقة وربما عقلية. أما الديكتاتور الإيطالي زعيم الحزب الفاشي بينيتو موسوليني الذي قاد بلاده إلى الهاوية في الحرب العالمية الثانية وعرف بمعاركه المستمرة في مستعمرات إيطاليا، إضافة إلى تحالفه مع هتلر، فقد كان وفقاً لمراجع طفلاً عدوانياً وعصبياً يقود حملات من التمرد على زملاء المدرسة، ويتعامل بحدة في منزله المتواضع حيث نشأ في عائلة شديدة الفقر. بيئة معتلة السؤال الآن، هل كان لسمات النشأة سبباً في عدم اكتساب هؤلاء الزعماء أو "أمراء الحرب" لقيم مثل التعاطف والسلام، حيث لا تبدو مصطلحات مثل الدبلوماسية والمفاوضات حاضرة في قاموسهم السياسي؟ إضافة إلى أنهم يجدون أنفسهم كمنقذين لشعوبهم، بالتالي مخول لهم ارتكاب أفعال تخلف مثل هذه الضحايا. يعتقد أستاذ علم النفس الإكلينيكي الدكتور حمدي أبو سنة أن الاعتلال النفسي يظهر في سمات الشخصيات العدائية في صورة مجموعة من الاضطرابات التي يمكن ملاحظتها، وبينها النرجسية، والقدرة على التلاعب وتغذية استخدام العنف دون رادع أخلاقي، بل اعتبار التراجع عن هذا النهج نوعاً من الضعف. بينما يصف المؤرخون طفولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خاض ثلاثة حروب، وآخرها في أوكرانيا التي دخلت عامه الرابع، بالجائعة والبشعة نتيجة لضيق ذات يد أسرته، كما أن تعرضه للتنمر والسخرية من زملائه جعله يدخل في تعلم فنون القتال والدفاع عن النفس بشراسة، كذلك عرف جوزيف ستالين الذي ظل زعيماً للاتحاد السوفياتي مدة ثلاثة عقود انتهت في 1953، بطفولته الصعبة حيث نشأ يتيماً ووجد ضالته في الحزب البلشفي والذي انضم إليه في مقتبل حياته، وهو الزعيم الذي قاد حملات قمع وتطهير عرقي وقاد حروباً شتى وغزا بولندا وفنلندا وشارك في تأجيج الحرب الأهلية الإسبانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ثم القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت (1769 ـ 1821) الذي قال المؤرخون إنه كان يعوض نقطة ضعفه المتعلقة بقصر قامته بالنسبة إلى كونه ضابطاً متحدراً من طبقة أرستقراطية في ذلك الحين، بالدخول في حروب لتأكيد تفوقه كقائد، وسميت هذه الحالة عقدة نابليون. خاض نابليون عشرات المعارك وأبرز حروبه كانت في مصر وسوريا من خلال الحملة الفرنسية، إضافة إلى غزو روسيا، كذلك عاش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين طفولة غير مستقرة بعد وفاة والده، وهو في سنته الأولى في الحياة، وكان حسين قاد الحرب العراقية - الإيرانية، وغزا الكويت، أما الحرب الثالثة فلم تكن لصالحه، حيث غزت الولايات المتحدة بلاده عام 2003، بسبب مزاعم امتلاكه أسلحة نووية، وهي الحرب التي قادها جورج بوش وسبقها بحربه على أفغانستان تحت عنوان عريض وهو الحرب على الإرهاب. منظومة مشجعة انتظمت الولايات المتحدة مع التحالف الدولي خلال 10 سنوات في هذه الورطة العسكرية التي أسقطت مئات الآلاف من الضحايا، وعلى رغم الطفولة المدللة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، فقد كان والده أيضاً هو الرئيس الـ41 للولايات المتحدة، إلا أنه عانى اعتلالات نفسية في مراهقته وشبابه، جعلته مدمناً للخمور، وفيما بعد مدمناً للحروب. وتشير المراجع النفسية إلى أنه عانى شعوراً بالاضطهاد أدى فيما بعد لاعتماده آلية دفاع عن النفس تتسم بالنزعة الهجومية، وهو ما أثر حتماً في سلوكه السياسي الصاخب والعنيف. ويشدد أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس في مصر على أن بعض البيئات تكون محفزة على ظهور هذه السمات، لا سيما فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية المبكرة، ولكن قد يجري تحجيم هذا السلوك حينما يدخل الشخص في المجتمع، إلا أنه في حالات قادة الحروب فإن المنظومة المحيطة قد تشجع الشخص على إظهار عدائيته بوحشية، من طريق منحه تبريرات لأفعاله، وتشجيعاً مرضياً لسلوكه. ويلفت الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي إلى أنه فيما يتعلق بجورج دبليو بوش على وجه التحديد، فهو يتمتع بنفس أفكار نظيره الجمهوري دونالد ترمب، مع الفرق أن كلاً منهما لديه طريقته في استعراض القوة، فأفكارهما التوسعية تتعلق بالهيمنة ومحاولات فرض القوة على الأطراف الدولية، واعتماد سياسة الأمر الواقع. ويختم بالقول، "الظرف السياسي تغير، بالتالي لدى ترمب، حسابات مختلفة لأنه يلجأ لاستخدام مفهوم القوة الأميركية بصورة مغايرة تماماً، ودوماً يفكر في عاملي العائد والإنفاق فيما يتعلق بالتحركات العسكرية، ولهذا فهو يحاول كبح جماح القوة والعنف، من خلال توافقات وتفاهمات مع الجانب الروسي".