
لطيفة الدروبي: ماذا نعرف عن سيدة سوريا الأولى؟
Getty Images
لطيفة الشرع ترافق زوجها رئيس المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع في رحلة عمرة في مكة المكرمة.
ظهر اسم لطيفة سمير الدروبي، زوجة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، للمرة الأولى أوائل شباط/فبراير الحالي عندما شوهدت برفقة أحمد الشرع في زيارتين رسميتين إلى السعودية وتركيا.
وأثار ظهورها اهتماماً إعلامياً، خاصة وأنها لم تكن معروفة في الأوساط العامة قبل ذلك.
وفي وقت سابق، كشف أحمد الشرع في مقابلة مع قناة "العربية" أن حياته لم تكن مستقرة؛ إذ تنقل بين أماكن إقامة متعددة، بما في ذلك العيش في الجبال مع زوجته، بسبب الظروف التي مر بها.
وقبل الظهور العلني للطيفة الدروبي، تحدّثت الطبيبة السوريّة-الأمريكيّة والناشطة السياسيّة ريم البزم في لقاء لها مع قناة "الشرق" عن اجتماع عقد مؤخرا في دمشق بين وفد من نساء سوريات مقيمات في الولايات المتحدة وأحمد الشرع قبيل تولّيه منصب الرئاسة.
وذكرت أن النساء تعرّفن يومها على زوجة الشرع، لكن الدروبي لم تشارك بالنقاش.
ونقلت البزم عن الشرع قوله إن "لطيفة زوجته الوحيدة وإنه يحبها كثيراً".
الظهور العلني الأول
Getty Images
خلال استقبال عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان نظيرتها السورية لطيفة الدروبي
أثار أول ظهور علني للطيفة الدروبي اهتمام وسائل الإعلام عندما كانت برفقة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في مكة المكرمة خلال زيارتهما السعودية؛ حيث أديا مناسك العمرة، وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثّقت تلك اللحظات.
بعد ذلك، اتجه الزوجان إلى أنقرة، حيث التقت لطيفة الدروبي بأمينة أردوغان، زوجة الرئيس التركي، ونشرت الأخيرة صورة لهما على حسابها على منصة "إكس".
وكتبت أمينة أردوغان أنهما ناقشتا قضايا تتعلق بالمساعدات الإنسانية وتمكين المرأة والتضامن الاجتماعي والتعليم.
ويُعتبر هذا اللقاء جزءاً من أول زيارتين رسميتين قام بها الشرع منذ توليه منصبه كرئيس للفترة الانتقالية في سوريا أواخر كانون الثاني/يناير من العام الحالي 2025.
الخلفية العائلية والتعليم
ليست هناك معلومات مؤكدّة بعد عن السيدة الأولى في سوريا، لكن بعض الصحف وسائل الإعلام بدأت تنشر بعض التفاصيل عن عائلتها وحياتها.
تشير صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن لطيفة سمير الدروبي تنحدر من بلدة القريتين بمحافظة حمص، وهي أم لثلاثة أبناء ذكور.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر غير رسمية" أنها تحمل شهادة ماجستير في اللغة العربية وآدابها.
وينحدر من نفس العائلة التي تنتمي لها لطيفة الدروبي، شخصيات دينية معروفة مثل الشيخ عبد الغفار الدروبي، أحد قرّاء القرآن السوريين، الذي توفي في جدة عام 2009.
صحيفة المونيتور - التي تُعد من أبرز وسائل الإعلام الأميركية المتخصصة في تحليل شؤون الشرق الأوسط - تشير إلى أن "جذور عائلة الدروبي في سوريا تمتد إلى الحقبة العثمانية، حيث شغل علاء الدين الدروبي، أحد أجدادها، منصب سفير للدولة العثمانية، كما أصبح ثاني رئيس وزراء لسوريا عام 1920، لكنه اغتيل بعد 26 يومًا فقط من توليه المنصب".
كيف تفاعل سوريون مع ظهورها الأول؟
أثار الظهور العلني الأول للسيدة لطيفة الدروبي تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث أصبح اسمها من أكثر الكلمات بحثاً على بعض المواقع.
المخرجة السورية وعد الخطيب - مخرجة فيلم "من أجل سما"- عبرت عن إعجابها بها قائلة: "حبيتها جداً.. في شي غريب.. وحلو كتير.. بتشبهنا وما بتشبهنا، بتمثلنا وما بتمثلنا، ليش في حدا بيمثل الكل؟"
وأضافت أن المرحلة المقبلة "لن تكون سهلة عليها وعلى الجميع"، داعية إلى عدم تحميلها توقعات غير واقعية قبل أن تتحدث أو تتخذ موقفاً علنياً.
أما المخرج زياد كلثوم - صاحب فيلم "الرقيب الخالد"- فقد رأى في سرعة التفاعل مع صورها ومقطع الفيديو المتداول انعكاساً لواقع المجتمع السوري، إذ قال: "صورتان فوتوغرافيتان ومقطع فيديو وحيد جعلت المجتمع الهش يسرد الحكايات عن السيدة لطيفة، يتحدث عن أخلاقها وثقافتها، رغم أنها لم تنطق بعد بحرف واحد."
بدورها، تطرقت خولة برغوث إلى النقاش حول مظهرها، قائلة: "نحن نؤمن بحقوق النساء، ولذلك لم يكن لباسها بالنسبة لنا قضية.. حقها أن ترتدي ما يناسبها، لكن تخيلوا لو كانت ظهرت بالنقاب؟"
أما ريم أصيل فاعتبرت أن ما جعل كثيرين يرون في لطيفة الدروبي صورة "تمثل المرأة السورية" هو أنها تعكس، بحسب تعبيرها، "النساء العاديات، اللواتي يراهن السوريون في الشوارع والأسواق والمواصلات كل يوم، دون أن يجدن تمثيلًا بصريًا لهن في مواقع السلطة".
وأضافت أن هذه الفئة غالبًا ما كانت تُصوَّر في المسلسلات ضمن أدوار النساء المضطهدات أو "المتخلفات".
"جذور عثمانية"
Getty Images
لطيفة الشرع ترافق زوجها رئيس المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع في رحلة عمرة في مكة المكرمة
بعض الصحف التركية تحدثت عن "جذور عثمانية" لزوجة الشرع، فوفقًا لصحيفة تركيا غازيتيسي، فإن لطيفة الدروبي - التي صارت تنادى أيضاً في وسائل الإعلام بلطيفة الشرع - تنحدر من عائلة سورية و"هي حفيدة البيروقراطي العثماني علاء الدين الدروبي" كما تقول الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن لطيفة الدروبي وُلدت عام 1984، وتقول أيضا أنها تنتمي إلى عائلة الدروبي التي تقيم في بلدة القريتين بريف حمص، فيما تمتد صلات عائلتها بالعمل السياسي إلى الحقبة العثمانية.
فجدها الأكبر، علاء الدين الدروبي، شغل عدة مناصب في الإدارة العثمانية. وُلد في سبعينيات القرن التاسع عشر في حمص لعائلة ثرية، وكان والده رئيساً لبلدية المدينة لعدة دورات. أكمل تعليمه الأساسي في طرابلس وبيروت، ثم التحق بالمدرسة الملكية في إسطنبول، والتي تُعرف اليوم باسم كلية الطب في جامعة إسطنبول، حيث درس الطب والسياسة معاً، وفقا للصحيفة.
وتضيف الصحيفة - التي تُعرف بتوجهها المحافظ ودعمها للسياسات الحكومية - أن علاء الدين الدروبي أصبح أحد كبار المسؤولين في الدولة العثمانية، حيث بدأ حياته المهنية في وزارة الداخلية، ثم عمل متدرباً في ولاية سوريا. لاحقاً، تدرج في المناصب ليشغل مناصب منها والي كوسوفو والبصرة، كما خدم كسفير في البلقان واليمن.
وبعد انسحاب العثمانيين من سوريا (عقب خسارتهم في الحرب العالمية الأولى)، عاد علاء الدين الدروبي إلى دمشق، حيث أعلن ولاءه للملك فيصل الأول في عشرينيات القرن الماضي. عيّنه فيصل وزيرا للداخلية، ثم أصبح لاحقا ثاني رئيس وزراء لسوريا خلال فترة الانتداب الفرنسي، لكنه لم يمكث في منصبه سوى شهر واحد، حيث اُغتيل في 21 أغسطس 1920.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 7 ساعات
- الوسط
من سعد آباد إلى مسقط: محطات استضافة مفاوضات إيران النووية
Getty Images منذ ثمانينيات القرن الماضي، ظلّ البرنامج النووي لجمهورية إيران الإسلامية محوراً رئيسياً في علاقاتها الخارجية، اتسم غالباً بالتوتر والقلق الدولي. ومنذ الكشف عن منشآت نطنز وآراك في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحتى تصعيد العقوبات الدولية، تحوّل الملف النووي الإيراني تدريجياً إلى قضية محورية في دبلوماسيتها. وبينما بدأت المفاوضات الرسمية مع ثلاث دول أوروبية عام 2003، فإن جذور التوتر النووي والتدقيق تعود إلى ما هو أبعد من ذلك. عقد الوفدان الإيراني والأمريكي جولة خامسة من المفاوضات في روما الأسبوع الماضي. ورغم ظهور بوادر تقدم محدود، إلا أن هناك العديد من نقاط الخلاف التي يصعب تجاوزها، لا سيما مسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني. فيما يلي، نلقي نظرةً على المدن الرئيسية التي استضافت هذه المفاوضات النووية على مدى العقدين الماضيين، حيث لعبت كل منها دوراً فريداً في المشهد المتطور للدبلوماسية النووية. طهران: بداية المحادثات الرسمية (2003) في عام 2003، زار وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، طهران، ووقعوا ما عُرف لاحقاً بإعلان سعد آباد مع المسؤولين الإيرانيين. في ذلك الوقت، علّقت إيران طواعيةً تخصيب اليورانيوم، بينما تعهّدت الأطراف الأوروبية بعدم إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي. خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، استضافت طهران أيضاً مبادرة دبلوماسية مشتركة ضمّت إيران والبرازيل وتركيا. وأفضى هذا الجهد إلى اتفاق محدود لم يُخفّف العقوبات الدولية في نهاية المطاف. Getty Images في عام 2003، وفي خطوة غير مسبوقة، سافر وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى إيران بهدف حل النزاعات النووية المتنامية مع إيران، ووضع الأساس للمفاوضات النووية. بروكسل: تعليق تصنيع أجهزة الطرد المركزي (2004) عُقدت هذه الجولة من المحادثات في مقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كانت نتيجتها الرئيسية اتفاقاً على وقف تصنيع واختبار أجهزة الطرد المركزي المتطورة. باريس: وقف أنشطة البلوتونيوم (2004) في اتفاق بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، وافقت إيران على تعليق الأنشطة المتعلقة بفصل البلوتونيوم. في المقابل، تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم انضمام إيران إلى منظمة التجارة العالمية. جنيف: اتفاق مؤقت لتخفيف العقوبات (2013) في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توصلت إيران ودول مجموعة 5+1 إلى اتفاق مؤقت أوقفت بموجبه إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وأُفرج عن بعض أصولها المجمدة. شكل هذا الاتفاق خطوةً نحو الاتفاق النووي النهائي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. بون: التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (2005) في الأشهر الأخيرة من رئاسة محمد خاتمي، استضافت مدينة بون الألمانية محادثات ركزت على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية المشتبه بها. لندن: إعلان نهاية المحادثات (2005) في الجولة الأخيرة من المفاوضات في عهد الرئيس خاتمي، استضافت لندن محادثات أعلنت خلالها إيران عزمها استئناف تخصيب اليورانيوم. شكّل هذا الموقف بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع الغرب. مدريد ولشبونة: جولات عقيمة استضافت عاصمتا إسبانيا والبرتغال جولات من المحادثات في مراحل مختلفة، إلا أن هذه الاجتماعات اختتمت دون أي نتائج ملموسة أو اتفاقات نهائية. Getty Images كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون يحضران اجتماعاً بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد وصولهما إلى القنصلية الإيرانية في إسطنبول. إسطنبول: محاولات فاشلة (2011 و2012) على الرغم من جولات المفاوضات المتعددة بين إيران ومجموعة 5+1، فشلت محادثات إسطنبول في تحقيق نتائج بسبب الخلافات العميقة حول تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات. بغداد: التركيز على التخصيب بنسبة 20 في المئة (2012) وسط التوترات الإقليمية، استضافت بغداد مفاوضات ركزت على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية بنسبة 20 في المئة والمخاوف الدولية ذات الصلة. ثم نُقلت المحادثات إلى موسكو. موسكو: دعوة لإغلاق فوردو (2012) خلال المحادثات في موسكو، طالب مفاوضو مجموعة 5+1 بإغلاق منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم ووقف تخصيبها بنسبة 20 في المئة. مع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق. ألماتي: اقتراح لتخفيف العقوبات (2013) في ألماتي، كازاخستان، عرضت مجموعة 5+1 تخفيضاً للعقوبات مقابل وقف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. اعتبرت إيران العرض غير كافٍ، وانتهت المفاوضات دون نتائج. مسقط: من المحادثات السرية إلى المفاوضات الرسمية (2013-2014) قبل الاتفاق النهائي، استضافت عُمان، بوساطة السلطان قابوس، مفاوضات سرية بين إيران والولايات المتحدة. مهّدَت هذه الاجتماعات الطريق لمحادثات رسمية بين إيران ومجموعة 5+1. Getty Images محمد جواد ظريف وجون كيري وكاثرين أشتون يجتمعون في نيويورك نيويورك: اجتماع تاريخي لوزراء الخارجية (2013) على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، علناً لأول مرة منذ ثورة 1979. لوزان: الإطار السياسي قبل خطة العمل الشاملة المشتركة (2015) في آذار/مارس 2015، توصلت إيران ومجموعة 5+1 إلى تفاهم سياسي في لوزان حول الشروط الأساسية للاتفاق النهائي. شكّل هذا التفاهم الأساس القانوني والفني لخطة العمل الشاملة المشتركة. Getty Images في تموز/يوليو 2015، فيينا، توصلت جولتان من المحادثات إلى اتفاق فيينا: محادثات توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة وإحيائها (2015-2022) في تموز/يوليو 2015، وُقّع الاتفاق النووي الشامل المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا. بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، بُذلت معظم الجهود لإحياء الاتفاق في هذه المدينة أيضاً. الدوحة: المفاوضات غير المباشرة (2022-2023) خلال فترة انقطاع المحادثات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تولّت قطر دور الوسيط، حيث نقل ممثلو الاتحاد الأوروبي المقترحات بين الجانبين. Getty Images وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري (يمين) يصافح وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في مسقط في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 هل تؤثر المدينة المضيّفة على نتائج المحادثات النووية؟ يكشف استعراض المدن التي استضافت المفاوضات النووية الإيرانية على مدى العقدين الماضيين عن رحلة دبلوماسية اتسمت بالاختراقات والتعثرات والحوارات المبدئية. تمثل كل مدينة مرحلة مميزة في علاقة إيران المعقّدة بالقوى العالمية - من طهران إلى مسقط، إذ أسفر بعضها عن اتفاقات مؤقتة، بينما انتهى بعضها الآخر إلى طريق مسدود، واكتفى بعضها الآخر بإبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة. وفي حين لعبت المدن المضيفة دوراً في تشكيل مسار المحادثات وإطارها، إلا أن النتائج النهائية اعتمدت إلى حد كبير على الديناميكيات الجيوسياسية والإرادة السياسية للأطراف المعنية.


أخبار ليبيا
منذ 10 ساعات
- أخبار ليبيا
وزير الاقتصاد السوري: نعيد بناء الدولة الجديدة بـ«تريليونات الدولارات»
أكد وزير الاقتصاد والصناعة السوري، الدكتور نضال الشعار، أن سوريا تدخل مرحلة اقتصادية نوعية تتجاوز فكرة 'إعادة الإعمار'، لتنتقل إلى تأسيس 'سوريا جديدة' تقوم على بنية تشريعية واستثمارية متطورة. وقال إن البلاد مفتوحة الآن أمام استثمارات قد تصل إلى تريليونات الدولارات، في ظل رفع العقوبات الغربية عن الاقتصاد السوري. وخلال مشاركته في قمة الإعلام العربي 2025، أوضح الشعار أن المرحلة القادمة لا تعتمد على 'ترقيع ما كان'، بل على إعادة صياغة شاملة للبنية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الاستثمارات المرتقبة خلال المرحلة الأولى قد تبلغ 100 مليار دولار، مع توقيع اتفاقيات استراتيجية، أبرزها مذكرة تفاهم مع 'موانئ دبي العالمية' بقيمة 800 مليون دولار لتطوير محطة متعددة الأغراض في ميناء طرطوس. وفيما يتعلق بملف الخصخصة، قال الوزير: 'الخصخصة مصطلح فضفاض لا يعكس بدقة ما نقوم به. نحن لا نبيع ممتلكات السوريين، بل نديرها بشكل ممنهج لخدمتهم'. وأوضح أن ما يجري هو إعادة هيكلة للأصول العامة من خلال نماذج مثل B.O.T وP.P.P، ويتم التخلي عن بعض الأصول فقط إذا كانت عبئًا على الدولة وبالتالي على المواطن. كما كشف عن خطة لعرض عدد من المصانع على المستثمرين عبر آلية المزايدة، ضمن رؤية جديدة تقوم على فكرة 'حُسن إدارة أموال الشعب'، وليس بيعها. وفي جانب آخر، أكد الشعار أن العمل الحكومي يتم بتنسيق مباشر ومستمر مع الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا الرئيس بأنه 'مستمع جيد ومتواضع، ويشارك في القرار دون فرضه'. ولفت إلى أن هذا الأسلوب خلق بيئة مرنة داخل المؤسسات، وساهم في تسريع اتخاذ القرار، خاصة في الملفات الصناعية والاقتصادية الحيوية. وأضاف: 'نتمتع بحرية شبه مطلقة في إصدار وتنفيذ القرارات، وهذا أعطى دفعة قوية للأداء الاقتصادي'. وكشف الشعار عن إعادة تشغيل أكثر من 300 مصنع حكومي، بعضها يعمل جزئيًا، فيما استأنف أكثر من 400 مصنع خاص في حلب نشاطه، بينها 70 منشأة نقلت معداتها من الشمال السوري إلى داخل المدينة، ما يدل على عودة تدريجية للحياة الصناعية. وقال الوزير إن الحكومة تعمل حاليًا على إعداد خارطة استثمارية شفافة تشمل قطاعات السياحة والصناعة، مؤكدًا أن السياحة ستكون أحد أعمدة الاقتصاد السوري الجديد. كما أشار إلى التعاون مع خبراء دوليين لإعادة صياغة القطاع بما يتماشى مع الهوية السورية الحضارية، مستشهداً بتجربة دبي كنموذج ناجح. وأضاف: 'نتلقى عروضًا من شركات متعددة لتطوير السياحة، والباب مفتوح للجميع'. وشدد الشعار على أن دور الدولة لم يعد إنتاجيًا مباشراً، وقال: 'لا يجوز أن تنتج الدولة الألبان أو الأحذية، بل عليها تيسير الأمور للقطاع الخاص'. وأكد أن أكثر من 1200 مصنع حكومي، معظمها في الصناعات الاستهلاكية، سيتم إعادة هيكلتها بالشراكة مع القطاع الخاص، مع ضمان احتفاظ الشعب بحصته. وكشف عن قرب صدور قانون استثمار جديد يهدف إلى تهيئة بيئة أكثر جاذبية وشفافية للمستثمرين، قائلاً: 'نريد بيئة آمنة وفعّالة للاستثمار، ونحرص على أن تكون القوانين عادلة للجميع'. وحول الوضع المعيشي، أشار الوزير إلى تحسن واضح خلال الأشهر الستة الماضية في توفر السلع الأساسية واستقرار الأسعار، لافتًا إلى أن ذلك يعود لزيادة الإنتاج المحلي، وتشغيل المصانع الصغيرة، وتمكين الورشات الحرفية. وأضاف: 'محاربة الفقر تبدأ من تمكين السوريين من الإنتاج، من أصغر حرفي إلى أكبر مستثمر، وهذا هو جوهر توجيهات الرئيس السوري'. وختم الوزير حديثه بالقول: 'سوريا اليوم تدخل مرحلة ذهبية، ولدينا طاقات محلية هائلة بحاجة فقط إلى من يحررها، الشباب العائدون من الخارج، والمستثمرون الجدد، هم من سيقودون بناء سوريا المستقبل.. وكل من يؤمن بفرصتنا فليأتِ، فالأبواب مفتوحة'. يذكر أن قمة الإعلام العربي 2025 تُعقد في مركز دبي التجاري العالمي، برعاية محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتوجيهات أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي ورئيس مجلس دبي للإعلام. وتُعد القمة منصة استراتيجية تهدف إلى ترسيخ أسس إعلام عربي قادر على التفاعل مع متغيرات العصر، ومؤهل لصياغة محتوى مؤثر يُعبّر عن واقع المنطقة وتطلعاتها المستقبلية. وتستقطب القمة نحو 8000 مشارك من الإعلاميين وصنّاع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا الإعلامية والأكاديميين من داخل الإمارات ومختلف أنحاء الوطن العربي. وتتضمن فعاليات القمة أكثر من 175 جلسة رئيسية و35 ورشة عمل، بالإضافة إلى إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية لأول مرة، وتقديم النسخة المطورة من تقرير 'نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية'. The post وزير الاقتصاد السوري: نعيد بناء الدولة الجديدة بـ«تريليونات الدولارات» appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
"الكنديون سعداء بالملك تشارلز لحمايتهم من ترامب"
AFP via Getty Images وصل ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى ساحة مجلس الشيوخ الكندي في أوتاوا، كندا، في 27 مايو/أيار 2025 نستعرض في جولة عرض الصحف اليوم مقالا من صحيفة الغارديان عن زيارة الملك تشارلز الثالث لكندا، ومقالا من "وول ستريت جورنال" عن الكيفية التي تحدد بها الإدارة الأمريكية خصومها، ومقالا من صحيفة لوموند الفرنسية عن ماذا يحدث للشخص إذا نجا من صاعقة كهربية. نبدأ جولتنا الصحفية من صحيفة الغارديان ومقال لجين غيرسون بعنوان "الكنديون سعداء بالملك تشارلز طالما أنه يحمينا من ترامب". وذكّرت غيرسون، بإجراءات الرئيس الأمريكي "العقابية" ضد كندا منذ انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. تقول الصحيفة: "إذا كان الملك الذي يتسم بالفخامة يستطيع أن يهدئ من غرور جارنا الصاخب، فهذه أخبار جيدة حتى بالنسبة للجمهوريين". وتقول غيرسون إن ترامب فرض "رسوماً جمركية عقابية على قطاع السيارات الكندي، القطاع المتميز بتكامله الكبير مع الولايات المتحدة، مما قوض علاقة تجارية حيوية شكلت حجر الأساس لاقتصاد هذا البلد لعقود". لم يكتف ترامب بذلك بل فكر أيضا في جعل كندا الولاية 51 وهدد باستخدام القوة الاقتصادية لإجبار الكنديين على الموافقة على هذه الفكرة، حسب الكاتبة. تشير الكاتبة إلى أن الكنديين ليسوا معحبين بالملكية، لكن الظروف فرضت القبول بالملك تشارلز الثالث في ظل ما ينويه ترامب. وبحسبها فإن "الملكية، في نهاية المطاف، نظام غير منطقي ومكلف. وبالطبع، في مجتمع حديث، لماذا ينبغي أن يُمنح أي شخص مكانة أو سلطة فقط لأنه وُلد في عائلة معينة؟ وعندما نضيف إلى هذا العبث فكرة وجود ملك لكندا – وهي دولة مستقلة تماماً وعضو في مجموعة السبع – يعيش على بُعد محيط كامل، تزداد السخرية من هذا النظام الحكومي!" وترى أنه في الظروف العادية، لا يبدي الملك البريطاني اهتماماً كبيراً بمستعمرة سابقة وبعيدة، "فمكاتب الجوازات لدينا ستواصل عملها سواء وُجدت صورته الرسمية على جدران البيروقراطية الرمادية أم لا. لكن البشر ليسوا دائماً عقلانيين، كما أن ظروفنا الحالية ليست عادية". وتلفت الكاتبة إلى أن الكنديين أخذوا التحول في المسار الأمريكي على محمل الجد، وظهر ذلك جلياً في اختيارهم مارك كارني رئيساً للوزراء، إذ يشجع الأخير الكنديين على التفكير في التهديد الذي تشكله الولايات المتحدة على وجود بلاده. ويشير مقال الغارديان إلى أن "افتتاح رئيس الوزراء الجديد للبرلمان بخطاب العرش الذي ألقاه الملك ليس مجرد انقلاب مذهل، بل هو أيضاً جانب جيوسياسي دقيق للغاية". وتشير الكاتبة إلى أن الملك تشارلز الثالث يعتبر "رمزاً قوياً لتاريخ كندا ونظام حكمها؛ نظام وحكومة يتناقضان مع النظام الجمهوري المتعثر في الولايات المتحدة". Getty Images "مفترق طرق" يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحظات حاسمة فيما يتعلق باتخاذ القرار بشأن خصوم الولايات المتحدة، وفق مقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. المقال الذي حمل عنوان "مفترق طرق في السياسة الخارجية لترامب" يقول إن "السياسة الخارجية للرئيس ترامب تعتمد حتى الآن على تهديداته اللفظية ومحاولاته العلنية للضغط". لكن سياسة ترامب هذه ستواجه قريباً بلحظات حاسمة بشأن خصوم الولايات المتحدة. ويشير المقال إلى أن هذه القرارات ستترك صدىً يمتد على طول فترته الرئاسية الثانية، وقد تسهم في رسم إرثه السياسي. وتلفت الصحيفة إلى أن العالم تغير في غضون ثماني سنوات، بينما يواجه ترامب حالياً قرارات حاسمة بشأن روسيا وإيران والصين. وتتساءل الصحيفة: "بينما يتعاون الخصوم بشكل متزايد ضد المصالح الأمريكية، فهل سيرسل الرئيس رسالة ردع أم ضعف؟" يأتي سؤال الصحيفة بعد أن استذكرت في مقالها نماذج رئاسية سبقت ترامب، فمثلاً أدى انسحاب جو بايدن من أفغانستان إلى إضعاف الردع الأمريكي، وأقنع روسيا وإيران أنهما لن يواجها مقاومة تذكر. وسمح باراك أوباما للصين باحتلال جزر في بحر الصين الجنوبي وسرقة أسرار أمريكية دون مقاومة تُذكر. بينما أعاد رونالد ريغان بناء الدفاعات الأمريكية، وبدأ حملة الردع ضد السوفييت التي أدت إلى النصر في الحرب الباردة، وفق المقال. وتشير الصحيفة إلى أن ملفات مثل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والتوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، والملف الصيني وفرض التعريفات الجمركية، كلها على طاولة ترامب في رئاسته الثانية. ويقول المقال إنه يتعين على ترامب أن يقرر شكل علاقته مع الصين و"في مجالات تتجاوز التجارة بكثير. إذ سيرغب الرئيس الصيني شي جين بينغ في استغلال أي تنازلات تجارية يُقدمها لكي يكسب تنازلات من ترامب بشأن تايوان أو دور أمريكا في المحيط الهادئ". لكن حتى الآن، لم يتضح ما يريده ترامب، سوى تقليل العجز التجاري الأمريكي، حسب الصحيفة. وتختم "وول ستريت جورنال" مقالها بالقول: "يتمتع الرئيس بوقت أطول لاتخاذ قرار بشأن الصين مقارنةً بإيران أو روسيا. لكن ما سيتخذه بشأن الأخيرتين سيؤثر على ما ما يمكن القيام به مع بكين. قد تكون الأشهر القليلة المقبلة بالغة الأهمية بالنسبة لدور أمريكا في العالم، كما كانت عليه الحال منذ نهاية الحرب الباردة". الحياة بعد الإصابة بصاعقة AFP via Getty Images صاعقة برق في منطقة الأعمال التجارية لا ديفونس خارج باريس، في وقت مبكر من يوم 21 يوليو/تموز 2024 تروي رافاييل مانسو في صحيفة لوموند تجربتها بعد أن تعرضت لصاعقة برق في عام 2017، قوتها "ملايين الفولتات"، مع 13 شخصاً. يشار إلى أن الحادثة التي تعرضت لها مانسو وقعت خلال مهرجان في أزيراي، شرقي فرنسا. وعلى مدار بضعة أسابيع بعد الحادثة، أصبح نشاط مانسو الذهني مرتفعاً، إذ كان بإمكانها إجراء عمليات حسابية معقدة واسترجاع ذكريات الطفولة لعدة أسابيع، لكن بعد ذلك تدهورت حالتها الصحية وأصبحت تعاني من إرهاق شديد وآلام مختلفة ومشاكل في التوازن، حتى أنها كادت تفقد قدرتها على الكلام. وكما تروي في المقال الذي حمل عنوان "الحياة بعد التعرض للصعق الكهربائي: أشارك قصتي حتى لا يشعر الناجون في المستقبل بالوحدة"، تقول مانسو، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية وتبلغ من العمر 52 عاماً: "بدأت جميع وظائفي بالتوقف، كنتُ مُنعزلة عن نفسي. تساءلتُ إن كنتُ سأتمكن من التفكير مجددًا. كان ذلك صعبًا. أُشارك قصتي حتى لا يشعر الناجون من الصواعق في المستقبل بالوحدة". وتلفت أيضاً إلى أنها واجهت سنوات عصيبة ووجدت نفسها تكتب كطفلة تُنهي مرحلة ما قبل المدرسة. تجربة مانسو أصبحت قصة في سلسلة الوثائقي الفرنسي "الناجون من الصواعق عندما لا تميتهم الصاعقة". تعاني مانسو إلى اليوم من مشاكل في الذاكرة وآلام في الساقين والقدمين وكأنها "لسعات دبور"، لا تهدأ دون مسكنات. استعادت أيضاً مشاعر قديمة قبل ثماني سنوات مثل شعورها بالحزن على وفاة والدتها. تلقت مانسو دعماً من زوجها لمواجهة آثار الحادث، لكن ما حدث معها ساهم في بعض الأبحاث العلمية. الطبيب ريمي فوسات، الذي كان آنذاك طبيباً مقيماً في قسم الطوارئ في مستشفى أورياك، تواصل مع المجموعة التي تعرضت للصعق. كان يعمل على أطروحة دكتوراه حول الاضطرابات العصبية للناجين من الصواعق، بعد أن أثارت ظاهرة الصواعق الجماعية النادرة فضوله. وفي أوائل عام 2018، أطلق دراسة سريرية على المجموعة. وبفضل ذلك تمكن من إثبات فرضية طرحتها الخبيرة الرائدة، ماري أنييس كورتي، وهي جيولوجية في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، تقول: "يترك البرق أثراً بيوفيزيائياً في جسم الإنسان: المركبات النانوية. توجد بكميات كبيرة في الدم والبول".