
ترمب أمام خيارين: النموذج الليبي أم قصف المنشآت النووية الإيرانية؟
بعد مرور أسبوعين على المفاوضات بين ممثلي النظام الإيراني والولايات المتحدة الأميركية، لا يزال الغموض يكتنف الجولة الرابعة من المفاوضات، فيما لم تتضح بعد معالم قرارات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأعضاء حكومته في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وكان الرئيس الأميركي منذ اليوم الأول أعلن للإعلام أنه لم يتخذ قراراً بعد في شأن موضوع تخصيب اليورانيوم في إيران، وفي رده على سؤال المذيع المعروف هيو هيويت الذي طرح عليه التالي "هل خيرت أميركا إيران بين تسليم أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب وبين القصف؟"، قال ترمب "إنها بهذه البساطة، لكني أفضل إبرام اتفاق قوي لنصل إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي أو نقضي على برنامجهم النووي، هناك خياران: إما تدمير المنشآت بأسلوب هادئ أم بالقوة".
بالتزامن قال ترمب في تصريح آخر إنه يتفق مع مبعوث الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في ما يتعلق بالمفاوضات النووية، أما في ما يتعلق بالتخصيب داخل إيران قال الرئيس الأميركي إنه لم يتخذ قراراً بعد.
هذا التصريح يلمح إلى إمكان احتمال الموافقة على تخصيب اليورانيوم بنسبة منخفضة داخل إيران.
"تصفير التخصيب"
وبعد الجولة الأولى من المفاوضات قال ويتكوف إن النظام الإيراني ليس بحاجة إلى التخصيب بنسبة 3.67 في المئة، هذا التصريح يفهم على أنه من الممكن الموافقة على تخصيب اليورانيوم بنسبة متدنية، لكنه بعدما تصاعدت الانتقادات من الجمهوريين الذي أكدوا أن ترمب يتجه إلى إبرام اتفاق مثل الاتفاق السابق، أخذ يتحدث ويتكوف عن إنهاء النشاط النووي.
هذا الموضوع أثاره دونالد ترمب في حديثه الأخير مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، وقال "إنه يقبل إنهاء النشاط النووي الإيراني".
من جانب آخر أشار ماركو روبيو الذي يتولى منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، إضافة إلى وزارة الخارجية، إلى موضوع "تصفير التخصيب". وقال روبيو إن النظام الإيراني بإمكانه امتلاك منشآت نووية، لكن عليه إنهاء التخصيب وبإمكانه استيراد اليورانيوم من الخارج.
وكان موضوع تصفير التخصيب طرح خلال المفاوضات الأميركية - الإيرانية في عهد باراك أوباما، الأمر الذي رفضته طهران، وأدى في نهاية المطاف إلى قبول إدارة أوباما سحب موضوع التخصيب في إيران والنشاط الصاروخي ودعم الميليشيات الإقليمية من طاولة المفاوضات الثنائية، من أجل التعجيل بإبرام اتفاق مع إيران.
ويشير نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى الخيارين نفسهما اللذين طرحهما ترمب، أي الاتفاق أو المواجهة العسكرية. وقال فانس يوم الأربعاء الماضي "مثلما قال الرئيس هنالك خيار 'أ' وخيار 'ب'، والخيار الثاني سيئ للغاية. إنه سيئ للجميع ولا نريد الوصول إليه، لكنه أفضل من الخيار 'سي'"، أي وصول إيران إلى أسلحة نووية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شراء الوقت
كما طرح بعضهم مثل المستشار السابق للأمن القومي الأميركي مايك والتز موضوع النموذج الليبي، أي أن تقدم إيران بصورة طوعية على إنهاء نشاطها النووي والتسليحي، ويشرف المفتشون الأميركيون على كيفية التخلص منه.
على رغم أنه أقال والتز بسبب قضية "سيغنال غيت"، لكن الرئيس الأميركي نفسه طرح مرات عدة موضوع إنهاء النشاط النووي الإيراني. ويرحب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالنموذج الليبي، إذا ما قبلت إيران السير في هذا الاتجاه.
قد تبدو الخيارات بين تصفير التخصيب وإنهاء النشاط النووي والنموذج الليبي مضللة، لكن في نظرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يوصف "بصاحب الصفقات الكبيرة"، ستكون هذه التكتيكات مقدمة من أجل الوصول إلى اتفاق.
أما النظام الإيراني الذي يساوره القلق من سقوط النظام في فترة يمر بأزمات داخلية وخارجية كبيرة، يتمسك بحبل المفاوضات الذي يمسك ترمب طرفه الآخر.
وهذه المرة الأولى التي يقبل بها مسؤولو النظام الإيراني التفاوض مع فريق لا يشبه بقية الحكومات الديموقراطية أو الجمهورية، وأنهم لا يعرفون فيما إذا تجدي مع هذا الفريق الأساليب القديمة التي ساروا بها خلال المفاوضات المختلفة. راهن النظام الإيراني خلال العقدين الماضيين على شراء الوقت في المفاوضات النووية، لكن هذه المرة يأخذ ترمب زمام المبادرة، وهو يكرر دائماً "يجب منع إيران من الوصول إلى أسلحة نووية".
وكانت الحكومات السابقة تحدثت عن هذا الهدف، لكن هذه المرة مختلفة، فإيران تمر بأسوأ حالاتها وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تضررت كثيراً، كما أن دول المنطقة تبحث عن استقرار وثبات إقليميين من أجل تنفيذ مشاريعها الاقتصادية الكبيرة. وإسرائيل تروج أكثر مما مضى عن خطر النظام الإيراني، وأن الإدارة الأميركية ترى الوقت الراهن يمثل أفضل فترة من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
نجل ترمب: ربما أسعى إلى الترشح للرئاسة يوما ما
قال دونالد ترمب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، أمس الأربعاء، إنه ربما يسعى إلى الترشح لانتخابات الرئاسة يوماً ما. وتلقى ترمب البالغ (47 سنة) سؤالاً في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب، وقال "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام، سأكون دائماً من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترمب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت "رويترز" في نوفمبر (تشرين الثاني) أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذاً في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة لـ البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غالياً صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وذكرت مصادر أن دونالد ترمب الابن أسهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جي دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية، ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترمب الابن "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقاً، أعتقد أنه أصبح حزب أميركا أولاً، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وأضاف "للمرة الأولى على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولاً". وعلى صعيد منفصل قال ترمب الابن أمس الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترمب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترمب اتفاقات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي، على إبرام اتفاقات تجارية كبرى.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
«فخاخ» المكتب البيضاوي قد تدفع القادة الأجانب بالتفكير مرتين قبل دخوله
خفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأضواء في المكتب البيضاوي أمس الأربعاء وجعل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا هدفا لأحدث فخ جيوسياسي يعده لزعيم أجنبي أمام كاميرات التلفزيون. وفي مشهد استثنائي بدا واضحا أن البيت الأبيض أعده لتحقيق أقصى قدر من التأثير وأعاد للذاكرة زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير (شباط)، واجه ترمب رامابوسا باتهامات زائفة حول الإبادة الجماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، بما في ذلك مزاعم تتعلق بقتل جماعي واستيلاء على الأراضي. وأظهر الموقف مرة أخرى استعداد ترمب الواضح لاستخدام المكتب البيضاوي، الذي كان تاريخيا مكانا للتعبير عن تقدير كبار الشخصيات الأجنبية، لإحراج الزوار من الدول الأقل قوة أو الضغط عليهم في الأمور التي يركز عليها بشدة. وقد يدفع استخدام ترمب غير المسبوق للمقر الرئاسي لمثل هذه العروض، القادة الأجانب إلى التفكير مرتين قبل قبول دعواته لما قد تحمله من احتمالات تعرضهم لإذلال علني، وهو ترددٌ قد يجعل من الصعب تعزيز العلاقات مع الأصدقاء والشركاء الذين تسعى الصين للتقارب معهم. وقال باتريك جاسبارد السفير الأميركي السابق لدى جنوب أفريقيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما إن ترمب حول الاجتماع مع رامابوسا إلى «مشهد مخز». وكتب جاسبارد، وهو الآن زميل بارز في مركز أميركان بروجرس في واشنطن، في منشور على إكس «التعامل بشروط ترمب لا يسير على ما يرام بالنسبة لأي شخص». وكان من المفترض أن يكون اجتماع المكتب البيضاوي فرصة لإعادة ضبط العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، خصوصا بعد فرض ترمب لرسومه الجمركية. كما كان يهدف لتهدئة التوتر المتصاعد بشأن اتهاماته التي لا أساس لها من الصحة «بإبادة جماعية ضد البيض» وعرضه إعادة توطين الأقلية البيضاء. وبعد بداية ودية للاجتماع، أمر ترمب، نجم تلفزيون الواقع السابق، بتخفيف الأضواء وعرض مقطع فيديو ومقالات مطبوعة قُصد بها إظهار أن البيض في جنوب أفريقيا يتعرضون للاضطهاد. وبدا أن رامابوسا كان مستعدا للرد على اتهامات ترمب لكن من غير المرجح أنه كان يتوقع مثل هذا المسرح السياسي. وظهر منتبها وهادئا بينما كان يسعى إلى دحض ما قدمه مضيفه، لكنه لم يوجه انتقادا مباشرا للرئيس الأميركي. وقال رامابوسا مازحا «أنا آسف ليس لدي طائرة أقدمها لك»، في إشارة إلى الطائرة الفاخرة التي قدمتها قطر لترمب كبديل لطائرة الرئاسة الأميركية (إير فورس وان). ولم يرد البيت الأبيض على الفور على سؤال بشأن ما إذا كان الاجتماع تم إعداده لوضع رامابوسا في موقف محرج أو ما إذا كان هذا الأسلوب قد يثني القادة الأجانب عن القيام بمثل هذه الزيارات. ولم يتطور الاجتماع مع رامابوسا لمثل ما حدث خلال اجتماع ترمب قبل أشهر فقط مع زيلينسكي، والذي تحول إلى مواجهة صاخبة مع الرئيس ونائب الرئيس جيه.دي فانس.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
نجل ترمب: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوما ما
قال دونالد ترمب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، أمس الأربعاء، إنه ربما يسعى للترشح لانتخابات الرئاسة يوماً ما. وتلقى ترمب البالغ (47 سنة) سؤالاً في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام، سأكون دائماً من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترمب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت "رويترز" في نوفمبر (تشرين الثاني) أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذاً في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غالياً صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وذكرت مصادر أن دونالد ترمب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جي دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترمب الابن "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقاً، أعتقد أنه أصبح حزب أميركا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وأضاف "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترمب الابن أمس الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترمب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترمب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى.