
لا بد من الوضوح في اسبوع الوئام بين الأديان !!
إيطاليا تلغراف
د. ربيع العايدي
محاضر في الجامعة الأردنية / كلية الشريعة
محاضر في جامعة الزرقاء / كلية الاداب
قال تعالى : 'يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ '
في عام ٢٠١٠ ميلادي يعني قبل خمسة عشر عاما من الان جلالة الملك عبدالله الثاني وفي مقر الأمم المتحده يطلب القبول بمبادرة ' الوئام بين الأديان ، وقد وافق مقر الأمم المتحدة على المقترح بالإجماع ، بأن يكون الأسبوع الأول من فبراير اسبوعاً للوئام بين الأديان .
في وقت تتعالى فيه أصوات الكراهية والعنصرية والتفتيت العرقي والديني والمذهبي لا بد من صوت الإنسان صوت الحب والكرامة والعدل والعفة والرحمة .
إنما جعل الدين لكي يزيد الإنسان طمأنينة وراحة وهدى .
لكن دعوات التطرف تأبى إلا أن تجعل من الدين محلا لإشعال الحروب والفتن .
إن الحديث عن الوئام بين الأديان لا يعني أبدا
' وحدة الاديان ' أو ذوبانها مع بعضها ، وإنما المقصود بكل صراحة ووضوح بناء علاقة من الاحترام المتبادل وقبول الآخر لبناء الأوطان والإنسان .
إن التمايز بين بني آدم في أديانهم ومذاهبهم لا يعني التنكر لهم ولوحدتهم الإنسانية التي أقرها القرآن مرارا وتكرارا عندما قال تعالى :' يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ'
هذه النظرة الشمولية القرآنية للإنسان ، تدعو إلى منهجية متوازنة في التعامل مع الآخر .
لا يجوز أن نربط التعايش مع الآخر بمدى توافقه مع ديني ومذهبي او فكري ، بل إن التعايش مصطلح إنساني بمعنى حيثما وجد الإنسان لا بد ان نؤمن بالتعايش معه ضمن القيم الأخلاقية الدينية .
لذا اهتمّ العلماء قديما وحديثا بتزكية النفس البشرية ، ومعرفتها ، كما فعل ابن حزم في كتاب الفصل ' ثم كتب رسالة بعنوان ' معرفة النفس بغيرها وجهلها بذاتها ' ثم كتابه ' مداواة النفوس ' وجهود الغزالي جبارة في هذا الباب ، والرازي ، والتفتازاني ، وابن رشد .
وقد ارتبطت المشكلة العقدية عند المتكلمين بالنتاج الأخلاقي ، لذا لا تستغرب عندما تجد بعضا من المفكرين قد افردوا أبحاثا عن الفلسفة الأخلاقية عند المتكلمين سواء كانوا أشاعرة او معتزلة ، فيرون أن الحديث عن الإرادة والحرية والعدل والتكليف والوعد والوعيد في نهاية المطاف لها علاقة وطيدة بالحديث عن الأخلاق .
وكما لا يخفى فإن الاهتمام بالنفس والتزكية ومعرفة أغوارها وكيفية إصلاحها صار علما خاصا في الإسلام تحت مفهوم تزكية النفس .
لم نسرد لك ما مضى إلا لنقول :
إن الإسلام بجميع مذاهبه وفرقه يدعو إلى الأنسنة ، ويمكننا أن نرتكز عليها للعمل على أنسنة الخطاب الديني سواء كان كلاميا ناهيك عن الوعظي منه !!! وهذا قد يكون مشروعا تقدميا للعمل عليه ان شاء الله تعالى .
إن الدعوة إلى الوئام الديني هي نداء للتعايش مع الآخر فهو إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق .
وما دمنا نتحدث بوضوح علينا ان نقول :
إن الاعتراف بين الاديان لا يجعلنا نقول بتساويها ، وإن كان هناك بعض الباحثين يرون الاديان أخلاق ، وعليه هي متساوية !!!
وهذا غير صحيح !
اذ الدين فيه ركن أساسي هو الأخلاق ولكن ليس كل الدين أخلاق ، ففيه عقيدة وشريعة ، لكن علينا ان ندرك هنا أن التفاضل بين الاديان لا يستلزم التفاوت في التعامل بين اتباع الاديان .
في الختام :
إن القرآن الكريم اعترف بوجود اتباع الاديان
قال تعالى '. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ'
بعيدا عن كونهم على حق او باطل ، فالقرآن اعترف بوجودهم ، والاعتراف بالوجود يتبعه الاعتراف بالحقوق والواجبات .
وقال تعالى ' لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ'
والرسول عليه الصلاة والسلام كان معه في المدينة المنوره آخرين ومع ذلك كانت محفوظة أموالهم وأعراضهم .
وطرده لفئة منهم من المدينة لم يكن سببها الدين وإنما ما تلبسوا به من الخيانة .
نؤكد وبكل وضوح ' الوئام بين الاديان ' ليس دعوة لوحدتها وذوبانها ، وليس دعوة لمساواتها فيما بينها ، وإنما هي دعوة للاحترام والتعاون والعمل على المشتركات في ظل ما يشهده العالم من تزايد وتيرة الكراهية والأحقاد .
إيطاليا تلغراف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 41 دقائق
- الجمهورية
وفاة المجاهد بلمدني محمد عن عمر ناهز 86 سنة
ببالغ الحزن والأسى تلقت أسرة جريدة الجمهورية نبأ وفاة المجاهد بلمدني محمد عن عمر ناهز 86 سنة . المجاهد كانت له رابطة قوية بجريدة الجمهورية حيث وثق عبر صفحاتها الكثير من الشهادات الحية وأرخ لكثير من الوقائع والمعارك التي تحاكي مجد الثوار البواسل .. كما اشتغل المجاهد الراحل أستاذا للغة العرية والتربية الإسلامية بمدارس وهران وهو ما ساعده في الكتابة والتأريخ ،ناهيك أنه ساهم في تكوين أجيال ستذكره بخير دونما شك . وإثر هذا المصاب الجلل تتقدم الرئيسة المديرة العامة لجريدة الجمهورية السيدة ليلى زرقيط نيابة عن كافة الصحفيين والعمال بتعازيها القلبة الخالصة لعائلة الفقيد راجية من الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة رفقة المجاهدين والشهداء الأبرار .. رحم الله المجاهد البطل عمي بلمدني محمد تشييع جنازة الفقيد ستكون غدا انطلاقا من المنزل الجنائزي بحي الأمير خالد بوهران نحو مقبرة عين البيضاء ..


الشروق
منذ 12 ساعات
- الشروق
رد فعل متأخر على أفعال متقدمة
في خضم الإبادة الجماعية في غزة، وفي غمرة رد فعل متأخر من طرف الدول الغربية، يتجه الوضع نحو تدهور أكثر في القطاع وفي الضفة، نتيجة سياسية الهروب إلى الأمام التي تنتهجها حكومة اليمين في الكيان وعلى رأسها رئيس وزرائه المتابَع بكل القضايا بما فيها الجنائية الدولية. هذه السياسية التي تمعن في 'امتهان قتل الأطفال والمدنيين كهواية'، كما شهد بها شاهدٌ من أهلها. هروب نحو مزيد من التغوّل والتوغّل، بات واضحا الهدف من ورائه: احتلال قطاع غزة بالكامل، قد يكون لفترة غير قصيرة. المخطط الذي يُرسم ويُنفَّذ تحت النار، هو حشد ما تبقى من سكان غزة في محتشدات وسط القطاع وجنوبه، بعد تفريغ الشمال، نزوحا نحو الوسط والجنوب، تسمّى 'تجمعات إنسانية'، توزَّع فيها 'المساعدات' التي تسيِّرها شركة أمنية أمريكية أنشِئت في فبراير الماضي في سويسرا، كبديل عن الأنوروا، التي لا يريدها الكيان ولا الإدارة الأمريكية، كونها وكالة أممية، والكيان لا يريد للأمم المتحدة أن يكون لها أي دور داخل غزة ولا في الضفة ولا في القدس. شركة أمنية خاصة، ترفض الأمم المتحدة التعاون والتعامل معها، لفقدانها للشفافية والحياد ولارتباطها بسياسة التجويع كأداة دعم عسكري للاحتلال والإبادة. هذه الشركة، بدأت العمل مع شركات خاصة أمريكية أيضا على تأمين إيصال 'المساعدات' من المعابر التي يتحكم فيها الكيان إلى المحتشدات. الهدف من هذه الخطة بات اليوم معروفا ومعلنا: عزل الشعب عن المقاومة، تماما كما فعل الاحتلال الفرنسي في الجزائر في أثناء الثورة المسلحة عبر سياسة تجويع الثورة وتجويع الشعب وترويعه وحشده في محتشدات عسكرية تحت المراقبة الدائمة. من شأن هذا في عمل المخطط التي وُضع بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، أن يدفع حماس والمقاومة إلى الانفصال عن قاعدتها وحاضنتها الشعبية وإفقارها ومنعها من التموين والتسلّح، والصمود، ومن ثمّ الاضطرار إلى الاستسلام. هذا، في حين سيساهم هذا المخطط، في نظر من خططوا له، ويضعونه محل تطبيق الآن، في دفع سكان غزة إلى الهجرة 'الطوعية'، تباعا، وبذلك يكونون قد نفَّذوا مخطط التهجير قسريا تحت غطاء الهجرة الطوعية. هذا ما يحدث اليوم في غزة، وليس الضفة، بأرحم مما يحدث في الجنوب الغربي. أمام كل هذا، صحوة الضمير الغربي، ولو البعيدة إلى حد الآن عن موقف حاسم وصارم في معاقبة الكيان، تبدو جد مقلقة للكيان، لأن كومة الثلج قد تتدحرج أكثر وتكبر وتتضخّم لتنذر بعزلة كبرى للكيان لم يشهد لها مثيلا، كما قد ينذر ذلك بعزلته وكشفه أمام الرأي العامّ الغربي ومن ثمة تبخر صورته التي استثمرها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ضمن إطار 'معاداة السامية'. ساسة الكيان المخضرمون، لا يتوقفون عن دق أجراس الخطر الداهم لكيانهم الغاصب، ومعارضة ما يحصل من تحوّل مريع يهدد بنهاية كيان بسبب سياسية الهروب إلى الأمام التي تنتهجها حكومة التطرّف الديني اليمني التي يتشبّث بها بنيامين نتنياهو، ضمانا لمصالحه الشخصية، أكثر من رغبته في ضمان أمن كيانه الزائل لا محالة. إزاء كل هذا، يبقى موقف العرب والمسلمين أخف أثرا: صوت مبحوح لا يكاد يُسمع، في حين تعمل كياناتٌ مطبِّعة مع المجرم وكيان الإجرام وحكومة الإجرام على الأجندة ذاتها: نزع سلاح المقاومة والاستسلام، وتحرير 'الرهائن' من دون قيد ولا شرط، كما لو كانوا مجنَّدين في صفوف العدو، وهذا واقع الحال للأسف، رغم أن الكيان لا يقيم لهم وزنا ولا قافية، والدليل: إطلاق النار على وفد دولي في الضفة، بينهم عرب مطبِّعون، بالطبع.


حدث كم
منذ 20 ساعات
- حدث كم
رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد يجري مباحثات مع رئيس مجلس النواب البحريني و رئيس برلمان مقدونيا الشمالية
اجرى رئيس مجلس المستشارين، السيد محمد ولد الرشيد، يومه الجمعة 23 ماي 2025، محادثات مع السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين الشقيقة. وخلال هذا اللقاء الذي جرى بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة من منتدى مراكش الاقتصادي البرلماني للمنطقة الأورومتوسطية والخليج بمراكش تحت الرعاية الملكية السامية،تم التأكيد على متانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين المملكة المغربية ومملكة البحرين تحت القيادة الرشيدة لعاهلي البلدين جلالة الملك محمد السادس وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظهما الله. و جدد الطرفان إرادتهما المشتركة وعزمهما الأكيد على تعزيز التعاون البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف ، وتكثيف تبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين الشقيقتين. كما تم التطرق أيضا إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك المسجلة على جدول أعمال المنتدى ، ولا سيما التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجه المنطقتين المتوسطة والخليجية ، ودور البرلمانات الوطنية والمنظمات البرلمانية في مواكبة التحولات الكبرى على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال تطوير التشريعات والأطر التنظيمية والمؤسساتية، وتشجيع المبادرات الهادفة، وتعزيز التواصل بين الفاعلين البرلمانيين والاقتصاديين وممثلين الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. ذوبالمناسبة ايضا، اجرى السيد رئيس مجلس المستشارين، محادثات مع رئيس برلمان جمهورية مقدونيا الشمالية، السيد أفربم غاشي. وقد شكل هذا اللقاء فرصة للتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين المغرب وجمهورية مقدونيا الشمالية، بما يسهم في تطوير سبل التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل تفاقم التحديات التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية والعالم. وأشاد الجانبان أيضا بمبادرة مجلس المستشارين في تنظيم هذا المنتدى الذي أضحى، مع توالي السنوات، منصة برلمانية رفيعة المستوى لتعزيز الحوار والتنسيق بين البرلمانات الوطنية والإقليمية في المنطقتين الأورو-متوسطية والخليجية خدمة للسلم والاستقرار والتنمية المستدامة. س.ح/ح