
بقصد أو بغير قصد.. إنه يفعله
لا بد أن يوم ٢٠ من هذا الشهر كان يوماً سعيداً بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية في مقرها في مدينة جنيف السويسرية. ولا بد في المقابل أن هذا اليوم قد خفف بعض الشيء من وطأة يوم آخر مرّت به المنظمة في يناير من هذه السنة.
ففي ٢٠ يناير، دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مكتبه في البيت الأبيض باعتباره المرشح الرئاسي الفائز على المرشح الخاسر بايدن. وما كاد ترمب يستقر في مكتبه حتى كان قد سارع الى الإعلان عن انسحاب بلاده من المنظمة التي هي إحدى المنظمات الفرعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة كمنظمة أم في مقرها في نيويورك.
وكان معنى قرار ترمب أن المنظمة سوف تجد مشكلة كبيرة في ميزانيتها، لأن الولايات المتحدة هي صاحبة النصيب الأكبر فيها، ولأن انسحابها يعني أنها لن تسدد نصيبها في الميزانية.. وهكذا سوف تجد "الصحة العالمية" مشكلة في القيام بما تقوم به في مجالها على امتداد العالم.
ولا تعرف ما إذا كانت الصدفة وحدها قد ربطت بين ٢٠ من هذا الشهر، وبين ٢٠ من يناير، أم أن الصينيين قد قصدوا الربط بين التاريخين؟
ففي العشرين من هذا الشهر تلقت المنظمة رسالة من الحكومة الصينية تقول فيها إنها سوف تتبرع لها بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار، وإن ذلك سيكون على امتداد السنوات الخمس المقبلة، وبما يعني أن الصين تطرح نفسها لتكون هي الدولة الأكبر في المنظمة من حيث مساهمتها في الميزانية.
لا تعرف كيف حسبها ترمب وهو ينسحب من المنظمة في يناير، ولا تعرف كيف حسبها وهو ينسحب وقتها بالتوازي من اتفاقية المناخ التي كانت بلاده قد وقعت عليها في باريس أيام الرئيس باراك أوباما.. لا تعرف.. ولكن ما تعرفه وتراه أن الصينيين لا يدخرون جهداً في الحلول مكان الأمريكيين في أي موقع يخلو منهم حول العالم.
الرئيس الأمريكي مشغول منذ جاء بالبُعد الاقتصادي دون سواه، وإذا انشغل بالبُعد السياسي فإلى جانب الاقتصادي بالأساس.. أما منظمات الدولية التي كانت أمريكا صاحبة اليد العليا فيها من نوعية منظمة الصحة العالمية، أو حتى منظمة اليونسكو، فهي ليست من بين الأولويات على مكتبه في هذه الفترة على الأقل.
ونحن نعرف أن من بين أسباب انسحاب ترمب أنه يؤمن بأن هذه المنظمة تواطأت مع الصين على العالم في أيام وباء كورونا.. ورغم الكلام الكثير الذي قيل في هذا الموضوع أيام كورونا وبعدها، إلا أنه لا يزال كلاماً غير مؤكد.. ومع ذلك، فإن ترمب تصرف على أساس أنه كلام مؤكد، وأن واشنطون يجب أن تعاقب منظمة الصحة العالمية.
والحقيقة أنه يعاقب بلاده بإبعادها عن منطقة من مناطق نفوذها عالمياً، ويعاقب العالم مع بلاده بحرمان الناس في أنحاء الأرض من الخدمات التي تقدمها منظمة بحجم هذه المنظمة في جنيف.. يفعل هو ذلك بقصد أو بغير قصد ولكنه يفعله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 2 ساعات
- المشهد العربي
تراجع سهم يونايتد هيلث بعد دفع مبالغ لدور رعاية مسنين
تراجع سهم شركة "يونايتد هيلث" خلال تعاملات وول ستريت، بعد أن أفاد تقرير بأن شركة الرعاية الصحية الأمريكية دفعت سراً آلاف الدولارات لدور رعاية المسنين بهدف المساعدة في خفض تكاليف نقل المرضى إلى المستشفيات. انخفض السهم المدرج في بورصة "نيويورك" تحت الرمز (UNH) بنسبة 5% ليصل إلى 306.31 دولار، بعد أن شهد انخفاضًا تجاوز 8% في وقت سابق من التعاملات. وكشف تقرير صادر عن صحيفة "الجارديان" أن "يونايتد هيلث" دفعت آلاف الدولارات لدور رعاية المسنين لخفض التكاليف، وهي مبالغ وفرت للشركة ملايين الدولارات، على الرغم من أنها خاطرت بصحة المرضى. وصُرفت المكافآت السرية كجزء من برنامج تابع للشركة يركز على الفرق الطبية العاملة لديها في دور رعاية المسنين، ويهدف إلى دفعها نحو خفض نفقات الرعاية للنزلاء الذين تغطيهم شركة التأمين الأمريكية.


مصراوي
منذ 4 ساعات
- مصراوي
بقصد أو بغير قصد.. إنه يفعله
لا بد أن يوم ٢٠ من هذا الشهر كان يوماً سعيداً بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية في مقرها في مدينة جنيف السويسرية. ولا بد في المقابل أن هذا اليوم قد خفف بعض الشيء من وطأة يوم آخر مرّت به المنظمة في يناير من هذه السنة. ففي ٢٠ يناير، دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مكتبه في البيت الأبيض باعتباره المرشح الرئاسي الفائز على المرشح الخاسر بايدن. وما كاد ترمب يستقر في مكتبه حتى كان قد سارع الى الإعلان عن انسحاب بلاده من المنظمة التي هي إحدى المنظمات الفرعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة كمنظمة أم في مقرها في نيويورك. وكان معنى قرار ترمب أن المنظمة سوف تجد مشكلة كبيرة في ميزانيتها، لأن الولايات المتحدة هي صاحبة النصيب الأكبر فيها، ولأن انسحابها يعني أنها لن تسدد نصيبها في الميزانية.. وهكذا سوف تجد "الصحة العالمية" مشكلة في القيام بما تقوم به في مجالها على امتداد العالم. ولا تعرف ما إذا كانت الصدفة وحدها قد ربطت بين ٢٠ من هذا الشهر، وبين ٢٠ من يناير، أم أن الصينيين قد قصدوا الربط بين التاريخين؟ ففي العشرين من هذا الشهر تلقت المنظمة رسالة من الحكومة الصينية تقول فيها إنها سوف تتبرع لها بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار، وإن ذلك سيكون على امتداد السنوات الخمس المقبلة، وبما يعني أن الصين تطرح نفسها لتكون هي الدولة الأكبر في المنظمة من حيث مساهمتها في الميزانية. لا تعرف كيف حسبها ترمب وهو ينسحب من المنظمة في يناير، ولا تعرف كيف حسبها وهو ينسحب وقتها بالتوازي من اتفاقية المناخ التي كانت بلاده قد وقعت عليها في باريس أيام الرئيس باراك أوباما.. لا تعرف.. ولكن ما تعرفه وتراه أن الصينيين لا يدخرون جهداً في الحلول مكان الأمريكيين في أي موقع يخلو منهم حول العالم. الرئيس الأمريكي مشغول منذ جاء بالبُعد الاقتصادي دون سواه، وإذا انشغل بالبُعد السياسي فإلى جانب الاقتصادي بالأساس.. أما منظمات الدولية التي كانت أمريكا صاحبة اليد العليا فيها من نوعية منظمة الصحة العالمية، أو حتى منظمة اليونسكو، فهي ليست من بين الأولويات على مكتبه في هذه الفترة على الأقل. ونحن نعرف أن من بين أسباب انسحاب ترمب أنه يؤمن بأن هذه المنظمة تواطأت مع الصين على العالم في أيام وباء كورونا.. ورغم الكلام الكثير الذي قيل في هذا الموضوع أيام كورونا وبعدها، إلا أنه لا يزال كلاماً غير مؤكد.. ومع ذلك، فإن ترمب تصرف على أساس أنه كلام مؤكد، وأن واشنطون يجب أن تعاقب منظمة الصحة العالمية. والحقيقة أنه يعاقب بلاده بإبعادها عن منطقة من مناطق نفوذها عالمياً، ويعاقب العالم مع بلاده بحرمان الناس في أنحاء الأرض من الخدمات التي تقدمها منظمة بحجم هذه المنظمة في جنيف.. يفعل هو ذلك بقصد أو بغير قصد ولكنه يفعله.


أخبار مصر
منذ 5 ساعات
- أخبار مصر
كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الجراحة الروبوتية؟ #تقنية #الذكاء_الاصطناعي
استُخدمت الروبوتات الطبية في مجال الجراحة أول مرة خلال الثمانينيات، عندما بدأ الجراحون باستخدام أدوات التنظير الداخلي التي ساعدت في إجراء عمليات بأقل تدخل جراحي ممكن؛ مما قلل حجم الشقوق وسرّع عملية التعافي. وقد ساهمت هذه الابتكارات المبكرة في توسيع قدرات الجراحين، وأحدثت تحولًا كبيرًا في مجال الجراحة الطبية.واليوم، يشكل الذكاء الاصطناعي نقطة تحول جديدة في هذا المجال؛ إذ يعزز الدقة والتحكم في الإجراءات الجراحية. ولكن حتى مع هذا التقدم، ما تزال الأنظمة الروبوتية مقتصرة على نطاق محدود من العمليات، وتعتمد الغالبية العظمى من الجراحات على الطرق التقليدية، مما يحرم العديد من المرضى من فوائد الدقة والاستقرار في النتائج.فكيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تنقل الجراحة الروبوتية إلى آفاق أوسع، وتُحدث نقلة شاملة في الرعاية الصحية؟الروبوتات الجراحية.. فرص نمو كبيرة في السوقتشهد صناعة الروبوتات نموًا متسارعًا، مدفوعة بزيادة الاستثمارات في هذا القطاع والتحول الرقمي الكبير خلال السنوات الأخيرة. فقد أعلنت شركة Nvidia آخرًا نيتها توسيع استثماراتها في مجال الروبوتات، مما يعكس الثقة المتزايدة بمستقبل هذه التكنولوجيا. كما تساهم استثمارات الشركات الكبرى في تسريع وتيرة الابتكار، من خلال تعزيز طرق جمع البيانات وتحسين خوارزميات التعلم الآلي.وقد رسخت شركات مثل Intuitive Surgical و Medtronic و Stryker مكانتها رائدة في مجال الجراحة بمساعدة الروبوتات عبر إطلاق نظام Da Vinci عام 2000، الذي توسعت استخداماته لتشمل عمليات القلب والسُمنة والصدر وغيرها. ونتيجة لذلك، تسارعت وتيرة اعتماد الجراحة الروبوتية، وزادت نسبة استخدام هذه التقنية إلى 738% بين عامي 2012 و 2018 في مجال الجراحة العامة فقط.وتُشير التوقعات إلى أن هذا السوق سيواصل النمو، ليصل إلى أكثر من 14 مليار دولار بحلول عام 2026، مقارنة بنحو 10 مليارات دولار في عام 2023. ويعود هذا التوسع إلى التطورات التكنولوجية، وتحسن الوصول إلى الخدمات الجراحية الروبوتية، وظهور منافسين جدد يقدمون حلولًا متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي.نهج التقنية العميقة (Deep Tech).. مستقبل الجراحة الذكيةتُبنى التقنية العميقة على التفاعل بين مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والتكنولوجيا الحيوية والروبوتات؛ مما يفتح الباب لعصر جديد من الابتكار. وتعمل الشركات الناشئة التي تتبنى هذا النهج على تطوير حلول مبتكرة يمكن أن توسّع إمكانية إجراء العمليات الجراحية، خصوصًا في المناطق التي تعاني نقص الخدمات الطبية.ومع وجود نحو 5 مليارات شخص حول العالم يفتقرون إلى الخدمات الجراحية الأساسية، يمكن أن تُحدث الجراحة الروبوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تأثيرًا عالميًا، من خلال تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة وتوفير الرعاية في المناطق النائية.استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الجراحة الروبوتيةخلال السنوات القليلة الماضية، سرّع الذكاء الاصطناعي تطور الروبوتات وفتح آفاقًا جديدة لتطبيقاته، خاصة في مجال الجراحة الروبوتية. وفيما يلي ثلاث طرق رئيسية يُحدث بها الذكاء الاصطناعي تأثيرًا سريعًا وعميقًا في…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه