
«كاسبرسكي»: 21% زيادة في اكتشاف هجمات سرقة كلمات المرور
تُظهر قراءات «كاسبرسكي»، أن هناك نمواً بنسبة 21% في عدد اكتشافات هجمات سرقة كلمات المرور على مستوى العالم بين عامي 2023 و2024.
وأصبحت برامج التجسس وسرقة المعلومات من أكثر التهديدات الإلكترونية انتشاراً، حيث تستهدف ملايين الأجهزة حول العالم وتعرض البيانات الشخصية والشركات الحساسة للخطر. تم تصميم هذه البرامج الخبيثة لاستخراج بيانات تسجيل الدخول وملفات تعريف الارتباط (Cookies) ومعلومات مهمة أخرى، ثم تُجمع هذه البيانات في ملفات سجلات ويتم تداولها على الإنترنت المظلم.
قالت ألكسندرا فيدوسيموفا، محللة البصمة الرقمية في كاسبرسكي: «إن رقم 16 مليار سجل هو رقم يفوق تقريباً ضعف عدد سكان الأرض، ومن الصعب تصديق أن هذا الكم الهائل من المعلومات قد تم تسريبه. يشير هذا «التسريب» إلى تجميع لـ30 خرقاً لبيانات المستخدمين من مصادر مختلفة. وقد تم الحصول على هذه البيانات (أو السجلات) بشكل أساسي من قبل مجرمي الإنترنت عبر أدوات سرقة المعلومات -وهي تطبيقات خبيثة تسرق البيانات- وتحدث مثل هذه الحوادث بشكل يومي.
وقام باحثو Cybernews بجمع هذه البيانات على مدى ستة أشهر منذ بداية العام. ومن المحتمل أن تحتوي مجموعتهم على سجلات مكررة، بسبب مشكلة إعادة استخدام كلمات المرور من قبل المستخدمين. لذلك، وعلى الرغم من أنه تمت الإشارة إلى أن أياً من قواعد البيانات المكتشفة لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، إلا أن هذا لا يعني أن هذه البيانات لم تتسرب سابقاً من خدمات أخرى أو تم جمعها بواسطة أدوات سرقة بيانات أخرى. وهذا يقلل بشكل كبير من عدد البيانات الفريدة والجديدة في هذا التجميع».
قوائم دمج
قال دميتري جالوف، رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي (GReAT) في روسيا ورابطة الدول المستقلة: «تشير أبحاث Cybernews إلى تجميع عدة تسريبات للبيانات على مدى فترة طويلة منذ بداية العام.
وهذا يعكس اقتصاد الجرائم الإلكترونية المزدهر، الذي أصبح فيه سرقة بيانات الاعتماد عملية صناعية. ما نشهده هو جزء من سوق إلكتروني إجرامي راسخ، حيث تُجمع بيانات الدخول من خلال أدوات سرقة المعلومات، وهجمات التصيد الإلكتروني، وبرمجيات خبيثة أخرى، ثم يتم جمعها، وإثراؤها، وبيعها، وغالباً ما تُباع عدة مرات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
الإمارات تؤسس لأول حكومة في العالم تعمل بالذكاء الاصطناعي
مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اعتماد «منظومة الذكاء الاصطناعي الوطنية» عضواً استشارياً دائماً في مجلس الوزراء والمجالس الحكومية بدءاً من يناير 2026، تدخل الإمارات مرحلة جديدة من الحوكمة الذكية، حيث تُسند إلى الأنظمة الذكية مهام تحليلية واستشارية لدعم كفاءة السياسات في مختلف القطاعات. هذا التوجه يضع شركات التكنولوجيا الكبرى العاملة في الدولة أمام فرصة جديدة للمشاركة الفعلية في بناء نموذج عالمي لحكومة المستقبل. ويشير المحللون إلى أن دمج نظام الذكاء الاصطناعي على مستوى الوزارات والشركات الاتحادية من شأنه أن يُسرّع الحوكمة القائمة على البيانات، ويُقلّل من التأخر البيروقراطي، ويُعزز الترابط بين الإدارات، ويرفع كفاءة السياسات الحكومية المُعتمدة في جميع القطاعات. وأشادت صحيفة «ذا صن» البريطانية بالقرار قائلة: «ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ العالم التي يحظى فيها الذكاء الاصطناعي بمكانة بارزة في قمة دولة». استراتيجية طموحة ويقول حيدر نظام، رئيس شركة «زوهو» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «في ظل تبنّي الذكاء الاصطناعي، ترسم دولة الإمارات ملامح مستقبل ذكي وريادي على المستويين الإقليمي والعالمي؛ فهي لا تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد أداة تقنية، بل كركيزة استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة الخدمات الحكومية، وتعزيز التنافسية الاقتصادية، ودعم الاستدامة. ولقد برزت دبي كمركز عالمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعة برؤية استراتيجية طموحة وبيئة أعمال داعمة للابتكار والتكنولوجيا. وهذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة التزام حكومي واضح بتعزيز مكانة المدينة كمحور عالمي للتقنيات المتقدمة؛ فقد كانت حكومة دبي القوة المحرّكة لهذا التحول النوعي، من خلال تبنّي سياسات وتشريعات متقدمة تشجع على البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي وتوفّر أرضاً صلبة لنمو هذا القطاع الحيوي». ويضيف: «تتجاوز المبادرات الحكومية حدود الأطر التنظيمية، لتشمل استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية الرقمية، وإنشاء مراكز أبحاث متخصصة، إلى جانب تأسيس جامعات ومؤسسات تعليمية رائدة تعنى بتطوير الكفاءات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية». ومن خلال رؤية طموحة تقودها قيادة مؤمنة بالعلم والابتكار، أصبحت الإمارات من أولى الدول التي أطلقت وزارة متخصصة بالذكاء الاصطناعي، واستثمرت في البنية التحتية الرقمية، والكوادر البشرية، ومراكز البحث والتطوير، ما يعكس التزاماً واضحاً بتحويل التحديات إلى فرص، وقد أسهم هذا التركيز الاستراتيجي على البحث والتطوير في استقطاب كبرى شركات التكنولوجيا العالمية والمواهب المتخصصة من مختلف أنحاء العالم، ما عزّز من مكانة دبي كمركز متقدم في مجال الذكاء الاصطناعي. العصر الرقمي يقول مهند العزه، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات IDCentriq Group: «عوّدتنا دولة الإمارات أن تكون دائماً سباقة في مختلف مجالات التطور والتميز على جميع الأصعدة. وليس من الغريب أن تتجه دولة الإمارات إلى تبني الذكاء الاصطناعي كعضو استشاري دائم في صنع القرار الحكومي، والذي يساعد على إعادة تعريف نموذج الحكومة المتطور في العصر الرقمي. الذكاء الاصطناعي هنا ليس مجرد أداة تقنية، بل شريك استراتيجي في تحليل البيانات، ورصد الاتجاهات، وصياغة السياسات الاستباقية، ما يؤدي إلى قرارات أكثر دقة وكفاءة وشفافية». ويضيف: «إن الإمارات مرشّحة بقوة لأن تتحوّل إلى نموذج عالمي للحكومة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مستفيدة من بنية تحتية رقمية متطورة، واستراتيجية وطنية واضحة، وبيئة تشريعية مرنة. ما يميز النهج الإماراتي هو أنه لا يكتفي بالاستخدام، بل يسعى إلى تصميم وتصدير نموذج حوكمة ذكي عالمي الطابع. وهذا ما يجعل من الإمارات اليوم مختبراً عملياً لمستقبل الحوكمة الرقمية، يقود العالم في مجالات مثل المدن الذكية، وحلول الأمن السيبراني، وتكامل الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم، الصحة، والاقتصاد. أما جمانة كرم، رئيسة قسم التسويق لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «أيسر» فقالت: «كانت الإمارات من أولى الدول التي رأت أن قطاع التكنولوجيا هو من أهم عوامل التطور والتحضير لعالم المستقبل ابتداءً من القطاع العام إلى القطاع الخاص؛ فقد عينت أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي منذ عام 2017، وضمت ملفات الاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد إلى مهامه منذ عام 2020؛ حيث إن قيادة الإمارات تؤمن بأن التكنولوجيا عند استخدامها الصحيح تسهم بتسهيل أعمال المؤسسات وتحسينها وتمكينها، من تحليل وتغيير وابتكار وكل ما هو جديد ومفيد في أقل وقت ممكن للدولة ولسكانها وللمقيمين فيها. ولا يفاجئني هذا القرار، فالإمارات تعمل باستمرار على تحفيز كل ما هو جديد ومفيد في مجالي الاقتصاد المعرفي والرقمي، كما تتمتع بمكانة رائدة بين الدول في هذا المجال. نموذج عالمي بينما يقول جوني كرم، المدير العام ونائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة الدولية في شركة كوهيزيتي: «تواصل دولة الإمارات ريادتها في دمج الابتكار في منظومة الحوكمة، عبر قرار اعتماد الذكاء الاصطناعي كعضو استشاري رسمي في الجهات الحكومية والذي يعد خطوة سباقة، وتشكل أساساً لبناء منظومة مرنة وآمنة للبيانات على المدى الطويل». ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في صميم عملية صنع القرار، تضع الإمارات أسس نظام ذكي ومرن في آنٍ واحد، يعتمد على تحليلات لحظية لاتخاذ قرارات أفضل، وتوقّع أدق للمخاطر، واستباق التهديدات مهما تطورت، وإذا نُفذت هذه المبادرة بالشكل الصحيح، فإنها تؤهل الإمارات لتكون نموذجاً عالمياً للحكومات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حكومات تجمع بين الابتكار والثقة والقدرة على التكيف. في صدارة المشهد من جانبه يقول مريغانك تريباثي، رئيس قطاع النمو في شركة «بيبول سترونج»: «تتصدّر دولة الإمارات مشهد الذكاء الاصطناعي في المنطقة بفضل رؤية استراتيجية طموحة واستثمارات واسعة في هذا القطاع الحيوي؛ ما جعلها نموذجاً يُحتذى به في التحول الرقمي والتبني الحكومي للتقنيات المستقبلية. ويعود هذا التميز إلى مجموعة من العوامل المتكاملة، أبرزها إطلاق «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031» وتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم، إلى جانب توفير بنية تحتية رقمية متطورة تتيح تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. كما اهتمت الدولة اهتماماً خاصاً ببناء القدرات البشرية من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية وبحثية متخصصة، مثل«جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، وعقد شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية. الإمارات هي من رسم السياسات إلى التطبيق العملي، حيث تم دمج الذكاء الاصطناعي في العديد من الخدمات الحكومية والقطاعات الحيوية مثل الصحة، والنقل، والتعليم؛ ما عزّز من جودة الحياة وأسهم في ترسيخ مكانة الدولة كمركز إقليمي وعالمي للابتكار في الذكاء الاصطناعي». ويضيف: «تسير الإمارات بخطى ثابتة نحو أن تصبح نموذجاً عالمياً رائداً للحكومات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بفضل رؤيتها الاستشرافية واستراتيجياتها الطموحة في هذا المجال؛ فقد كانت من أولى الدول التي تبنت الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري في تطوير العمل الحكومي، ليس فقط من خلال إنشاء أول وزارة للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بل أيضاً عبر إطلاق استراتيجيات وطنية متكاملة تهدف إلى تعزيز الكفاءة وجودة الحياة وتقديم خدمات ذكية استباقية. كما أن البيئة التشريعية المرنة، والدعم الحكومي اللامحدود للبحث والتطوير، وتوافر الكفاءات الوطنية والدولية، كلها عوامل تسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كنموذج يُحتذى به في مجال الحوكمة الذكية.. وإذا استمرّت الإمارات بهذا الزخم، فمن المرجّح أن تتحول إلى معيار عالمي يُستند إليه عند الحديث عن مستقبل الحكومات المدعومة بالتقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي.


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«كاسبرسكي»: 21% زيادة في اكتشاف هجمات سرقة كلمات المرور
تُظهر قراءات «كاسبرسكي»، أن هناك نمواً بنسبة 21% في عدد اكتشافات هجمات سرقة كلمات المرور على مستوى العالم بين عامي 2023 و2024. وأصبحت برامج التجسس وسرقة المعلومات من أكثر التهديدات الإلكترونية انتشاراً، حيث تستهدف ملايين الأجهزة حول العالم وتعرض البيانات الشخصية والشركات الحساسة للخطر. تم تصميم هذه البرامج الخبيثة لاستخراج بيانات تسجيل الدخول وملفات تعريف الارتباط (Cookies) ومعلومات مهمة أخرى، ثم تُجمع هذه البيانات في ملفات سجلات ويتم تداولها على الإنترنت المظلم. قالت ألكسندرا فيدوسيموفا، محللة البصمة الرقمية في كاسبرسكي: «إن رقم 16 مليار سجل هو رقم يفوق تقريباً ضعف عدد سكان الأرض، ومن الصعب تصديق أن هذا الكم الهائل من المعلومات قد تم تسريبه. يشير هذا «التسريب» إلى تجميع لـ30 خرقاً لبيانات المستخدمين من مصادر مختلفة. وقد تم الحصول على هذه البيانات (أو السجلات) بشكل أساسي من قبل مجرمي الإنترنت عبر أدوات سرقة المعلومات -وهي تطبيقات خبيثة تسرق البيانات- وتحدث مثل هذه الحوادث بشكل يومي. وقام باحثو Cybernews بجمع هذه البيانات على مدى ستة أشهر منذ بداية العام. ومن المحتمل أن تحتوي مجموعتهم على سجلات مكررة، بسبب مشكلة إعادة استخدام كلمات المرور من قبل المستخدمين. لذلك، وعلى الرغم من أنه تمت الإشارة إلى أن أياً من قواعد البيانات المكتشفة لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، إلا أن هذا لا يعني أن هذه البيانات لم تتسرب سابقاً من خدمات أخرى أو تم جمعها بواسطة أدوات سرقة بيانات أخرى. وهذا يقلل بشكل كبير من عدد البيانات الفريدة والجديدة في هذا التجميع». قوائم دمج قال دميتري جالوف، رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي (GReAT) في روسيا ورابطة الدول المستقلة: «تشير أبحاث Cybernews إلى تجميع عدة تسريبات للبيانات على مدى فترة طويلة منذ بداية العام. وهذا يعكس اقتصاد الجرائم الإلكترونية المزدهر، الذي أصبح فيه سرقة بيانات الاعتماد عملية صناعية. ما نشهده هو جزء من سوق إلكتروني إجرامي راسخ، حيث تُجمع بيانات الدخول من خلال أدوات سرقة المعلومات، وهجمات التصيد الإلكتروني، وبرمجيات خبيثة أخرى، ثم يتم جمعها، وإثراؤها، وبيعها، وغالباً ما تُباع عدة مرات.


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
ذكاء اصطناعي.. تمكين بلا تفريط
في خضم التحولات التكنولوجية المتسارعة، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج عالمي ريادي، في تبني وتطوير تقنيات المستقبل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية طموحة تتجلى في «نحن الإمارات 2031»، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في رسم ملامح الاقتصاد المعرفي والمجتمع المتطور. لقد أحدثت هذه التقنية ثورة في مختلف القطاعات، من تحليل البيانات إلى إنتاج المحتوى، مروراً بالتصميم، والتعليم، والصناعة، فما كان يتطلب أياماً من الجهد اليدوي، أصبح اليوم يُنجز في دقائق معدودة بدقة تفوق في بعض الأحيان العمل البشري التقليدي. باتت هذه الأدوات تتيح للمعلم إعداد تقرير، وللمصمم إنتاج مواد احترافية، وللكاتب جمع وتحليل مصادر معرفية.. وكل ذلك بكفاءة مذهلة وكلفة منخفضة. لكن هذا التقدم، ورغم ضرورته، يفرض علينا وقفة تأملية، فثمة قلق متزايد من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع قدرات الإنسان الذهنية، ففي المجال التعليمي، يلاحظ بعض المعلمين أن الطلبة ينجزون مشاريعهم، عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، من دون فهم حقيقي لما يكتبون، ما يؤدي إلى ضعف في التفكير التحليلي والتعبير الكتابي. حدثني أحدهم عن طالب أخفق في كتابة فقرة واحدة بالامتحان رغم تفوقه في الأبحاث، قائلاً: «لم يكن ضعيفاً.. فقط اعتاد ألا يفكر». تشبيه العقل بالعضلة ليس مجازاً إنشائياً، بل حقيقة علمية. التفكير، التخيل، النقد، التقييم، والاستنتاج، هي تمارين عقلية أساسية لا يمكن إغفالها من دون عواقب. وإذا تحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى بديل ذهني، فإننا نخسر جوهر ما يجعل الإنسان مبدعاً ومفكراً. ولا يقتصر الخطر على «هلوسة الذكاء الاصطناعي» — أي تقديمه لمعلومات غير دقيقة — بل يمتد إلى إضعاف الحافز العقلي لدى الفرد، وقد عبّر عن ذلك سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»، بقوله: «الذكاء الاصطناعي هو آخر اختراعات البشر»، مشيراً إلى أن الإنسان قد يتخلى طوعاً عن دوره في التفكير والابتكار، تاركاً المهمة للخوارزميات. استشعاراً لهذا التحول، بدأت دول ومؤسسات باتخاذ خطوات تنظيمية حكيمة. على سبيل المثال، أقرت جامعة هارفارد سياسة تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث دون تصريح، وأطلقت سنغافورة منصات لتدريب الطلبة على التمييز بين المحتوى البشري والآلي، وتوصي «اليونسكو» بإدماج التربية الأخلاقية الرقمية ضمن المناهج التعليمية. أما في الإمارات، فريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لا تعني فقط التفوق التكنولوجي، بل تحمل أيضاً مسؤولية بناء نموذج أخلاقي وتربوي متكامل. نحن بحاجة إلى ميثاق وطني للاستخدام المسؤول، يحدد متى وأين وكيف نستخدم هذه الأدوات، وخاصة في قطاعات مثل التعليم، الصحافة، والبحث العلمي. ولتجنب الانزلاق نحو الاعتمادية الذهنية، يمكن تبني ممارسات بسيطة لكنها فعالة، مثل تخصيص وقت يومي للتفكير أو الكتابة من دون أدوات ذكية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في المهام التكميلية فقط، كتجميع البيانات أو التلخيص، لا في صياغة الرأي أو اتخاذ القرار. ختاماً، الذكاء الاصطناعي قادم بقوة، وهو بلا شك منجز بشري عظيم، لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في تطوره، بل في كيفية تعاملنا معه. فلنحرص أن يكون أداة تمكين لا استبدال، وأن نظل مفكرين لا متلقين، ليظل الإبداع البشري في قلب المعادلة، لا على هامشها. *مدرب ومحاضر في القيادة والابتكار وريادة الأعمال