logo
لماذا رفعت الراية الحمراء فوق مسجد جمكران في قم؟

لماذا رفعت الراية الحمراء فوق مسجد جمكران في قم؟

BBC عربيةمنذ 2 أيام

رفعت الراية الحمراء فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم، التي تحظى بمكانة دينية خاصة في المذهب الشيعي، وذلك عقب هجوم إسرائيلي واسع النطاق فجر اليوم استهدف مواقع نووية في إيران، وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين.
وبثّت عبر وسائل الإعلام مشاهد لعشرات الإيرانيين يتجمّعون في باحة المسجد عقب رفع الراية.
فما دلالات هذا الحدث على الصعيد العسكري؟ وما رمزيته في الفقه الشيعي؟
لماذا ترفع الراية الحمراء؟
سبق أن رفعت هذه الراية بعد اغتيال القيادي في حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران العام الماضي.
كما رفعت بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، في ضربة أمريكية ببغداد في يناير/كانون الثاني 2020.
ويعدّ اللون الأحمر رمزاً لدماء الشهداء في الثقافة الشيعية، وترفع الرايات الحمراء عادةً فوق المساجد أو في المواكب الدينية، خصوصاً خلال شهر محرم.
وبحسب حجة الإسلام ياسين حسين آبادي، أحد القائمين على الشؤون الثقافية في مسجد جمكران، فإن استخدام هذه الراية في المسجد يعد حديثاً نسبياً.
ما الذي نعرفه عن القادة العسكريين الإيرانيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي؟
ماذا نعرف عن المنشآت النووية الإيرانية؟ وما التي استهدفتها إسرائيل؟
من يمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟
ففي مقابلة مع وكالة فرانس برس عام 2020، قال إن الراية ترفع منذ ثلاث سنوات خلال أيام الحداد العشرة الأولى من محرم، والتي يحيي خلالها المسلمون الشيعة ذكرى مقتل الحسين بن علي، حفيد النبي محمد.
وبعد اغتيال سليماني، صرّح آبادي: "بسبب استشهاد الجنرال قاسم سليماني ورفاقه، وبعد سماعنا دعوة المرشد الأعلى للانتقام الشديد، رفعنا هذه الراية ليجتمع حولها جميع المؤمنين الشيعة في العالم، وكل مناضل من أجل الحرية، للانتقام لدم قاسم سليماني الذي أريق ظلماً".
ما رمزية هذه الراية؟
تحمل الراية عبارة: "يا لثارات الحسين"، والحسين يعدّ من أقدس الشخصيات لدى الشيعة، ويُجسّد مبدأ العدالة في العقيدة الشيعية. وقد قتل عام 680 ميلادية في معركة كربلاء على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
ويعتبر مقتل الحسين من اللحظات التأسيسية في التاريخ الشيعي، ويمثل مفترقاً بين المذهبين الشيعي والسنّي.
ووفق بعض التقاليد الشيعية، فإن عبارة "يا لثارات الحسين" تعدّ نداءً تعبوياً يطلقه المؤمنون عند عودة "الإمام الغائب" المهدي المنتظر، آخر الأئمة الاثني عشر في المذهب الإمامي.
ونقلت وكالة "كربلاء الآن" أن الإمام علي بن أبي طالب، بعد أن أخذ بثأره من قاتله، وضعت راية خضراء على قبره، بينما لم يؤخذ بثأر الإمام الحسين بعد، لذا تبقى الراية الحمراء فوق مرقده، وتستبدل بالسوداء فقط خلال أيام محرم وحتى ظهور الإمام المهدي، بحسب المعتقد الشيعي.
ما أهمية مسجد جمكران؟
ويرتبط تأسيس مسجد جمكران بأسطورة. وبحسب المعتقدات الشائعة، فقد ظهر الإمام الثاني عشر، الإمام المهدي، لحسن بن مُثلة جمكران، وهو رجلٌ مُتقي، عام 393 هجري (عام 1002 ميلادي)، وأمره ببناء مسجد في الموقع، مُحدداً إياه كمكان تلتقي فيه الناس للدعاء لظهوره.
وفي أول رد للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على الهجوم، قال إن على إسرائيل أن تتوقع عقاباً شديداً في أعقاب الغارات الجوية التي استهدفت مواقع نووية وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين.
وأضاف أن إسرائيل "ارتكبت جريمة في بلدنا العزيز اليوم"، وأن قواته العسكرية "لن تدعها تفلت من العقاب".
وأضاف: "بهذه الجريمة، أعد النظام الصهيوني لنفسه مصيراً مريراً ومؤلماً، سيشهده حتماً".
يقع مسجد جمكران في إحدى ضواحي مدينة قم، التي تعدّ مدينة مقدّسة لدى الشيعة والمركز الرئيسي لتعليم الفقه في إيران.
وقد اكتسب المسجد أهمية رسمية متزايدة في الجمهورية الإسلامية بعد تولّي آية الله علي خامنئي منصب المرشد الأعلى عام 1989.
وبحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن الموقع الإلكتروني للمسجد، كان الجنرال قاسم سليماني يتردّد إلى الموقع لأداء الصلاة.
وشهد المسجد توسعة كبيرة على مدى العقود الثلاثة الماضية، ليضم اليوم خمس قباب، في سابقة نادرة ضمن العمارة الشيعية، حيث تكتفي معظم المساجد عادةً بقبة واحدة فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قتلى قرب مواقع توزيع مساعدات في غزة، والأمم المتحدة تدعو إلى "الضغط على إسرائيل"
قتلى قرب مواقع توزيع مساعدات في غزة، والأمم المتحدة تدعو إلى "الضغط على إسرائيل"

BBC عربية

timeمنذ 16 دقائق

  • BBC عربية

قتلى قرب مواقع توزيع مساعدات في غزة، والأمم المتحدة تدعو إلى "الضغط على إسرائيل"

قالت السلطات الصحية في غزة إن النيران والغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 25 فلسطينياً على الأقل، يوم الأحد، في أنحاء القطاع، خمسة منهم على الأقل بالقرب من موقعين لتوزيع المساعدات تديرهما مؤسسة غزة الإنسانية. وقال مسعفون في مستشفى العودة بوسط القطاع إن ثلاثة على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بنيران إسرائيلية في أثناء محاولتهم الاقتراب من موقع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية بالقرب من محور نتساريم. وقُتل اثنان آخران وهما في طريقهما إلى موقع آخر للمساعدات في رفح بجنوب القطاع. وذكر مسعفون أن غارة جوية قتلت سبعة آخرين في بيت لاهيا شمالي غزة، وأضافوا أن البقية قتلوا في غارات جوية منفصلة جنوب قطاع غزة. ولم يصدر أي تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع المساعدات الغذائية في غزة في نهاية مايو/أيار بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا حصارا كاملا استمر قرابة ثلاثة أشهر. وقُتل عشرات الفلسطينيين في عمليات إطلاق نار شبه يومية خلال محاولاتهم الوصول إلى الطعام، حسب السلطات الصحية في غزة. وترفض الأمم المتحدة نظام التوزيع الجديد المدعوم من إسرائيل وتصفه بأنه غير كاف وخطير ويشكل انتهاكا لمبادئ حياد المنظمات الإنسانية. وفي ذات الوقت، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل أحد جنوده في جنوب قطاع غزة، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها العشرين. وأوضح الجيش في بيان أن الجندي القتيل يُدعى نوعام شيمش، ويبلغ من العمر 21 عاماً وينحدر من مدينة القدس. وبذلك، يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 430 جندياً. عودة خدمات الإنترنت بعد انقطاع دام ثلاثة أيام وعادت خدمات الإنترنت إلى قطاع غزة بعد انقطاع دام ثلاثة أيام، بحسب ما أفاد ليث دراغمة، المدير التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، لوكالة فرانس برس يوم السبت. وقال دراغمة إن "الشبكة تعمل الآن في جميع أنحاء قطاع غزة"، مشيراً إلى استئناف خدمات الاتصالات الأرضية وخطوط الألياف البصرية (فايبر أوبتك). وكانت وزارة الاتصالات التابعة للسلطة الفلسطينية قد أعلنت، يوم الخميس، عن انقطاع تام لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في القطاع، نتيجة استهداف آخر مسار للألياف الضوئية، متهمة إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم، في حين لم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي. وفي حينه، قالت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات إن "كل خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة انقطعت بالكامل في قطاع غزة، بعد استهداف المسار الرئيسي الأخير للفايبر"، متهمة إسرائيل بمحاولة "عزل غزة عن العالم الخارجي". وأشارت الهيئة إلى أن القوات الإسرائيلية منعت الفرق الفنية من إصلاح الكابلات، وعرقلت محاولات الوصول إلى مسارات بديلة. من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، إن انقطاع الإنترنت أعاق عمل فرق الطوارئ، إذ تسبب في تعطيل التواصل مع فرق الاستجابة الأولية المنتشرة في الميدان. وتسببت الحرب في غزة في أضرار جسيمة للبنية التحتية في مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والطرقات. دعوة أممية للضغط على إسرائيل اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، قراراً غير ملزم يدعو إلى اتخاذ "جميع التدابير اللازمة" للضغط على إسرائيل، في تصويت أثار انتقادات من الولايات المتحدة وإسرائيل. القرار، الذي جاء على غرار النص الذي عرقلته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لحماية حليفتها إسرائيل، يطالب بوقف "فوري وغير مشروط ودائم" لإطلاق النار، إلى جانب الإفراج عن الرهائن، وقد تم اعتماده بـ 149 صوتاً مؤيداً، مقابل معارضة 12 دولة، بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وامتناع 19 دولة عن التصويت. ويُحمّل القرار إسرائيل، بصفتها "السلطة القائمة بالاحتلال"، مسؤولية مباشرة عن استمرار الحرب، مطالباً بإنهاء الحصار على غزة فوراً، وفتح جميع المعابر الحدودية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع "بشكل فوري وواسع النطاق". كما يدين القرار "بشدة" استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، و"المنع غير القانوني" لوصول المساعدات الإنسانية. وفي نهاية مايو/أيار، وبعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل، سمحت إسرائيل بفتح مراكز توزيع للمساعدات تديرها منظمة "غزة الإنسانية"، غير أن هذه العمليات شابتها حوادث دامية، دفعت الأمم المتحدة إلى رفض التعاون مع المنظمة بسبب "التمويل الغامض" ومخاوف تتعلق بالحياد والمهنية. القرار يدعو كذلك الدول الأعضاء إلى "اتخاذ جميع التدابير اللازمة، بشكل فردي أو جماعي، وفقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها"، من دون أن يستخدم مصطلح "عقوبات". ودعا المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الدول إلى ترجمة تصويتها إلى "أفعال"، مطالباً باتخاذ "إجراءات حقيقية وفورية" لردع إسرائيل عن مواصلة عدوانها. وقال منصور: "التدابير التي تتخذ اليوم ستحدد عدد الأطفال الفلسطينيين الذين سيموتون غداً"، مشيراً إلى القتل والتهجير والتجويع المستمر في القطاع. كما جدّد القرار التأكيد على "الالتزام الثابت" بحل الدولتين، وضرورة أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب بأمان وسلام.

مباشر, إسرائيل تنذر الإيرانيين بإخلاء كافة "منشآت الأسلحة"، وإيران تقول إن لديها "أدلة قاطعة" على دعم أمريكي للهجمات الإسرائيلية
مباشر, إسرائيل تنذر الإيرانيين بإخلاء كافة "منشآت الأسلحة"، وإيران تقول إن لديها "أدلة قاطعة" على دعم أمريكي للهجمات الإسرائيلية

BBC عربية

timeمنذ 37 دقائق

  • BBC عربية

مباشر, إسرائيل تنذر الإيرانيين بإخلاء كافة "منشآت الأسلحة"، وإيران تقول إن لديها "أدلة قاطعة" على دعم أمريكي للهجمات الإسرائيلية

تغطية مباشرة إيران تقول إنها لم ترسل أي رسائل إلى إسرائيل عبر أي دولة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إنه لم يتم إرسال أي رسائل إلى إسرائيل عبر أي دولة، مشيراً إلى أن هذه الادعاءات "مبنية على أكاذيب". قبل 14 دقيقة قالت السفارة الروسية في طهران، اليوم الأحد، إنها تعمل على إجلاء المواطنين الروس من إيران براً، وفقاً لوكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء. السفارة الأمريكية في إسرائيل تطلب من موظفيها الاحتماء وتتيح مغادرة العائلات صدر الصورة، طلبت السفارة الأمريكية في إسرائيل من جميع موظفيها وعائلاتهم البقاء في أماكنهم والاحتماء، في ظل التصعيد الأمني الراهن. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها سمحت بمغادرة أفراد عائلات الموظفين، وبعض الموظفين غير الأساسيين، بشكل طوعي في حال رغبوا بذلك. وفي ظل إغلاق مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، يبقى الطريق البري عبر الدول المجاورة، مثل الأردن، هو خيار الخروج الوحيد حالياً. وتقع السفارة الأمريكية لدى إسرائيل في القدس، ما يجعل الولايات المتحدة واحدة من قلة من الدول التي تتخذ هذا الموقف. وأكدت الخارجية أن السفارة في القدس ومكتبها في تل أبيب ما زالا مفتوحين لتقديم الخدمات القنصلية الطارئة. نتنياهو: مواجهتنا مع إيران ذات "طابع وجودي" اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن المواجهة الحالية مع إيران ذات "طابع وجودي"، متوعداً طهران بدفع "ثمن باهظ للغاية"، لما وصفه بقتلها المتعمد للمدنيين الإسرائيليين، بمن فيهم النساء والأطفال. جاءت تصريحات نتنياهو خلال تفقده منطقة تعرضت أمس السبت للقصف الإيراني، في مدينة "بات يام" إلى الجنوب من تل أبيب، ما أدى لسقوط عدد من القتلى. وقال نتنياهو: "إننا هنا لأننا في حملة وجودية، وهو ما بات الآن مفهوماً لجميع الإسرائيليين"، مضيفاً "تخيلوا ما الذي كان يمكن أن يحدث، لو أنه كان لدى إيران أسلحة نووية لتلقيها على المدن الإسرائيلية. تخيلوا لو كان لدى إيران 20 ألف صاروخ من هذا النوع (الذي سقط على بات يام)، وليس صاروخاً واحداً". ووصف نتنياهو ذلك بـ "التهديد الوجودي" لإسرائيل، قائلاً: إن هذا هو ما حدا بإسرائيل لإطلاق ما وصفه بـ "حرب خلاص ضد تهديد بالإبادة، ونحن نخوضها بكل قوة"، على حد تعبيره. ومضى رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً "طيارونا في أجواء إيران.. سنحقق هدفنا وسنضربهم بقوة مضاعفة". أطلقت إيران، اليوم الأحد، دفعة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي، في ثالث يوم من التصعيد غير المسبوق بين البلدين. وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بدورها بدء إطلاق "موجة جديدة من الصواريخ" نحو إسرائيل. قبرص: إيران طلبت منا نقل "بعض الرسائل" إلى إسرائيل قال الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس، اليوم الأحد، إن إيران طلبت من قبرص نقل "بعض الرسائل" إلى إسرائيل، مضيفاً أنه يتوقع التحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقاً اليوم. كما عبّر كريستودوليديس عن استيائه مما وصفه بالتباطؤ من الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط. وأضاف أن قبرص، أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى منطقة الشرق الأوسط، طلبت عقد اجتماع استثنائي لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي. قبل 49 دقيقةعاجل, إيران تفتح المساجد ومحطات المترو والمدارس كملاجئ من الهجمات الإسرائيلية أعلنت الحكومة الإيرانية، الأحد، أن المساجد ومحطات المترو والمدارس ستُستخدم اعتباراً من مساء الأحد، كملاجئ من القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الثالث. وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني عبر التلفزيون الرسمي إن "المساجد هي من ضمن الملاجئ المتوافرة للشعب، وسيتم تجهيز محطات المترو الليلة وفتحها للاستخدام"، مشيرة الى أن المدارس هي أيضاً "أماكن آمنة". ألمانيا وسلطنة عُمان تؤكدان رفض تصعيد الصراع في الشرق الأوسط صرّح متحدث باسم الحكومة الألمانية بأن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحدث مع سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد صباح الأحد، واتفقا على أهمية عدم تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. وقال المتحدث في بيان: "شكر المستشار السلطان على جهود الوساطة التي تبذلها عُمان لإنهاء البرنامج النووي الإيراني. وأكّد على ضرورة ألا تمتلك إيران أسلحة نووية أبداً". وأضاف البيان أن الزعيمين أكدا استعدادهما للمساعدة في إنهاء الصراع بالطرق الدبلوماسية. قبل ساعة واحدةعاجل, تفيد الأنباء الواردة من إسرائيل بأن أشخاصاً لا يزالون عالقين تحت أنقاض مبنى في مدينة بات يام إلى الجنوب من تل أبيب، حيث قُتل ستة أشخاص جراء القصف الصاروخي الإيراني. مركز إدارة الأزمات في الأردن: لدينا مراكز إيواء جاهزة تستوعب الآلاف كشف نائب رئيس مركز الأمن وإدارة الأزمات في الأردن العميد حاتم الزعبي، عن وجود مراكز إيواء قادرة على استيعاب الآلاف من المواطنين، مع ضمان توفير جميع احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء. وأشار الزعبي في تصريحات صحفية، في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني، إلى أن تلك المراكز يتم اختبارها باستمرار، لافتاً إلى أن المركز يمتلك عدداً من الخطط جاهزة للتنفيذ في حال دعت الحاجة لذلك. بدوره، أوضح مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني أحمد النعيمات، أن مراكز الإيواء هي مزيج من مرافق تابعة لوزارات التنمية الاجتماعية والشباب والأوقاف، بالإضافة إلى مخيمات إيواء تم تجهيزها مسبقاً. وفيما يتعلق بالوضع الراهن، أكد النعيمات أن الاحتماء داخل المنازل واتباع التعليمات التحذيرية الصادرة عن الجهات الرسمية يعد كافياً في الوقت الحالي لتفادي أية مخاطر. صدر الصورة، NCSCM المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: نحن في حالة حرب، ومقتل نحو 30 امرأة وطفلاً في الهجوم الإسرائيلي قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، إن "ما لا يقل عن 30 امرأة وطفلاً قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي". وأضافت مهاجراني "دعوني أقول بصراحة، نحن في حالة حرب فُرضت علينا، لم نرغب في الحرب، وحاولنا تجنبها". وتحدثت عن استخدام المساجد ومحطات المترو والمدارس اعتباراً من مساء الأحد، كملاجئ. وقالت مهاجراني إن "المساجد هي من ضمن الملاجئ المتوافرة للشعب، وسيتم تجهيز محطات المترو الليلة وفتحها للاستخدام"، مشيرة إلى أن المدارس هي أيضاً "أماكن آمنة". سكان بات يام في حالة صدمة بعد أن تعهد وزراء إسرائيليون بشن المزيد من الضربات على إيران, قضى رجال الإنقاذ ساعات صباح الأحد في البحث عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمره صاروخ، وسط حالة من الصدمة لا تزال تسيطر على سكان مدينة بات يام جنوب تل أبيب. عاد بعض السكان لتفقد منازلهم المتضررة ومحاولة إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم، بينما لا تزال المدينة تستوعب هول الهجوم الذي أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات وطفلة في الثامنة. وخلال زيارة للمدينة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الحملة العسكرية على إيران ستتواصل، متوعداً بأن إسرائيل "ستُركع كل من يهاجمها". من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن "من حق إيران الدفاع عن نفسها في وجه أي عدوان"، ودعت إسرائيل إلى وقف هجماتها. لم تتضح بعد حصيلة الضحايا في إيران، لكن السلطات هناك أشارت إلى أن غالبية القتلى من المدنيين. أما الهدف النهائي لإسرائيل من الحملة، فلا يزال غير معلن، وسط تصريحات رسمية تؤكد السعي لمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وأخرى تلمّح إلى احتمال استهداف النظام نفسه. بغداد: جهود عراقية تركية لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران أفاد مكتب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الأحد، بأن حكومتي العراق وتركيا تبذلان "جهوداً مكثفة" لوقف المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، مؤكداً أن الحوار يبقى الخيار الأمثل لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق نحو حرب شاملة، بحسب بيان للمكتب. جاء ذلك، خلال استقبال الأعرجي السفير التركي في العراق أنيل بورا انان. وشدد الجانبان على "أهمية اعتماد الحوار وسيلة لحل النزاعات وإنهاء الصراعات، معتبرين أن التصعيد العسكري يهدف إلى عرقلة المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني، ومؤكدين أن بغداد وأنقرة تعملان بشكل مشترك لوقف هذه الحرب". وجدد الأعرجي موقف "الحكومة العراقية الرافض لاستخدام أراضي البلاد منطلقاً لأي اعتداء على دول الجوار". "لا يمكنني مغادرة طهران"، إيرانيون يردّون على أوامر الإخلاء الإسرائيلية, غنجة حبيبي زاد- بي بي سي فارسي يتحدث إيرانيون عن تلقيهم رسائل تحذيرية من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بإخلاء المناطق القريبة من المواقع العسكرية. "نعم، للأسف رأيت التحذير بالفعل"، هكذا ردّ أحدهم حين أُرسلت له تنبيه الجيش الإسرائيلي، الذي يطالب الإيرانيين بمغادرة المناطق المحيطة بالمواقع العسكرية. وأضاف آخر: "كيف لنا أن نعرف أين تقع هذه المواقع وأين لا؟". أكثر من عبّروا عن قلقهم، بحسب من تحدثت إليهم، كانوا من سكان العاصمة طهران. وقال أحدهم: "لا يمكنني ببساطة مغادرة طهران. لا أستطيع ترك والديّ المسنين، فهما لا يستطيعان السفر لمسافات طويلة، كما أن عليّ الذهاب إلى عملي.. ماذا أفعل الآن؟". ورغم أن المسؤولين الإيرانيين صرّحوا مراراً بأن البلاد في حالة حرب، لم تعلن الحكومة رسمياً عن إغلاق المؤسسات أو تعليق الأعمال. قبل 2 ساعةالجيش الإسرائيلي يقول إنه هاجم ودمر منصات صواريخ في إيران قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو هاجم، خلال ساعات الليلة الماضية، منصات صواريخ جاهزة للإطلاق، ودمر منصات صاروخية استخدمت لإطلاق صواريخ أرض-أرض نحو إسرائيل. وتحدث الجيش في بيان عن "مهاجمة صواريخ أرض-جو ورادارات رصد" في إيران. صدر الصورة، Reuters قبل 2 ساعةعاجل, كتائب حزب الله في العراق "تهدد" باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة، في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في ظل تصاعد المواجهة الإسرائيلية الإيرانية. هددت كتائب حزب الله في العراق، اليوم الأحد، باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة، في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران. وقال الأمين العام للكتائب، أبو حسين الحميداوي في بيان، إن إيران لا تحتاج إلى دعم عسكري من أي طرف، مؤكداً أنها "تمتلك من القدرات والرجال ما يكفي للرد على إسرائيل ووقف عدوانها"، على حد تعبيره. وأضاف الحميداوي أن كتائب حزب الله تراقب "عن كثب" تحركات القوات الأمريكية في المنطقة، محذراً من أن أي تدخل عسكري أمريكي في الحرب "سيقابل برد مباشر على قواعد ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة دون تردد". ودعا الحميداوي الحكومة العراقية، إلى اتخاذ "موقف شجاع" لمنع تصاعد التوترات، مطالباً بإغلاق سفارة الولايات المتحدة في بغداد وطرد القوات الأمريكية من البلاد. واعتبر أن وجود هذه القوات يمثل "تهديداً مباشراً لأمن العراق واستقرار المنطقة". سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة: ضربات إسرائيل على إيران ستوفر "فرصة أفضل" لإنهاء حرب غزة تحدثت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة، تسيبي حوتوفلي، مع الصحفية لورا كوينسبيرغ في بي بي سي هذا الصباح. تتحداها كوينسبيرغ بشأن توقيت الهجوم الإسرائيلي، قبل أيام قليلة من استئناف المحادثات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. "رأينا أن إيران لا تنوي التوصل إلى حل دبلوماسي هنا"، وفق كوينسبيرغ. وترد حوتوفلي قائلةً: "لقد دأبوا على فعل ما يفعلونه على مدار العشرين عامًاً الماضية"، مضيفةً أن على أوروبا أن تكون ممتنةً لإسرائيل على ما تفعله. وتقول السفيرة إنها تعتقد أن ضربات إسرائيل على إيران ستوفر أيضاً "فرصة أفضل" لإنهاء الحرب في غزة. "أعتقد أننا نقترب من فرصة أن تفهم حماس ضرورة إعادة رهائننا والتأكد من توقف الحرب في غزة"، بحسب سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة.

كيف تصور إيران أكبر مفاجأة عسكرية تعرضت لها على أنها "انتصار"؟
كيف تصور إيران أكبر مفاجأة عسكرية تعرضت لها على أنها "انتصار"؟

BBC عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • BBC عربية

كيف تصور إيران أكبر مفاجأة عسكرية تعرضت لها على أنها "انتصار"؟

في هجمات إسرائيل على إيران، ربما كان الأمر الأكثر إثارة للصدمة من الهجوم على المنشآت النووية والقواعد الجوية الإيرانية هو تدمير المباني السكنية، وهو ما لم يتوقعه الشعب ولا المسؤولون الحكوميون. ولم يكن نشر صور لطفل صريع تحت الأنقاض، ودبّ لعبة مغبرّ ملقى في الشارع، ودفتر رسومات، من المشاهد التي اعتاد الإيرانيون رؤيتها، على الأقل منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية، خصوصاً في شوارع العاصمة طهران. وفي التلفزيون الإيراني، عرض مراسلٌ كان يغطّي انهيار مبنى من 14 طابقاً في مجمع الشهيد جمران في ساحة نوبنياد بطهران، ملابس أطفال وصوراً لهم قال إنهم قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، وقد بثّ التقرير مشاهد صادمة لجثث أطفال داخل أكياس الموتى، أو بوجوه مضرجة بالدماء داخل ثلاجات الموتى، أمام أعين المشاهدين. لقد جعل هذا الهجوم على العاصمة الإيرانية المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في "خط الجبهة الأمامي"، يبحثون عن معلومات تشرح لهم ما الذي يحدث، ومدى اتساعه، وكيف يمكنهم النجاة من هذه الضربات. كما برز سؤال كبير في أذهان الجميع وهو كيف تمكّنت إسرائيل من التخطيط وتنفيذ هجمات بهذه الدقة والاتساع، واستهداف كبار المسؤولين في أهم مؤسسات الدولة، وفي عمق الأراضي الإيرانية؟ ومع ذلك، وحتى بعد مرور ساعات طويلة على الهجوم، بل وحتى بعد مضي أكثر من يوم، لم يصدر عن أي جهة رسمية في البلاد أي بيان توضيحي، ولم تُقدَّم للناس معلومات تساعدهم على فهم الحجم الحقيقي لهجوم إسرائيل على إيران، أو كيفية التصرف في ظل مواجهة عسكرية بهذا الاتساع. وتساءل الناس: هل دخلت البلاد في حالة حرب؟ وكتب أحد المستخدمين على منصة "إكس": "أكثر من 30 ساعة مضت على بداية الاشتباك العسكري بين إسرائيل وإيران، ومع ذلك لم يتم بعد تشكيل غرفة إعلامية للحرب، ولا يوجد ناطق رسمي أو مكتب للتأكيد أو النفي أو لتزويد وسائل الإعلام والجمهور بالمعلومات، وتنتشر الأخبار والصور المزيفة مثل الفيروس، وكأن شيئاً لم يحدث". واستخدم جميع المسؤولين الرسميين تقريباً الذين تحدّثوا عبر القنوات التلفزيونية نبرة توحي بأن "الأمر ليس خطيرا"، و"كل شيء تحت السيطرة"، و"أوضاع المدن آمنة وهادئة"، مطمئنين الناس بأنه لا داعي للقلق أو الذعر. لكن لم يوضح أي جهاز رسمي كيف تمكنت الطائرات الإسرائيلية من التحليق بحرية ودون مقاومة حتى وصلت إلى طهران ومدن أخرى، ونفذت ضربات دقيقة على أهدافها. وكانت البيانات الصادرة عن مختلف المنظمات، والتي نُشرت في الوكالات الرسمية، مليئة بالعبارات الخطابية التي تحدّثت عن "المقاومة" و"المظلومية" و"الانتقام الوطني القاسي". أما فيما يخص وسائل الإعلام الرسمية، فكان على الناس إما أن يبحثوا عن المعلومات وسط بيانات مليئة بعبارات مثل: "لا ينبغي التحدث مع هذا النظام المتوحش إلا بلغة القوة"، و"العدو كان سبباً في أن تُثبت مظلوميتنا وعدالة قضيتنا"، أو أن يتنقلوا بين قنوات التلفزيون الإيراني ليستمعوا إلى أناشيد وخطب حماسية مصحوبة بصور العلم الإيراني و"الشهداء". المظلومية والمقاومة والانتقام القاسي بدأت التغطية الرسمية صباح يوم الجمعة بنشر أخبار وصور عن القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا، ثم شرع التلفزيون الإيراني في بث أناشيد وطنية وإسلامية ترافقت مع هذه الأخبار والصور، إلى جانب اقتباسات من شخصيات بارزة في الجمهورية الإسلامية، وأناشيد النصر، والتأكيد على مواصلة طريق "جبهة المقاومة". لكن منذ ساعات ما بعد الظهر، وبعد صدور بيانين عن المرشد الإيراني، أحدهما مكتوب والآخر مصوّر، بدأ المذيعون والخبراء في البرامج التلفزيونية بالدقّ على طبول "الانتقام القاسي". وقال آية الله علي خامنئي في بيانه المصوّر إن "القوات المسلحة ستتحرك بقوة، وستجعل النظام الصهيوني الخبيث في مأزق"، وهي العبارة التي أعادت تشكيل أسلوب التغطية الرسمية، ونفخت في بوق الانتقام. ومع حلول المساء، انطلقت الصواريخ الباليستية الإيرانية نحو تل أبيب، وبدأت القناة الأولى في التلفزيون الإيراني بثا مباشراً لصور مدينة تل أبيب ليلاً، ولقطات تُظهر صواريخ تضرب قلب المدينة، وتحولت هذه الصور إلى خلفية لحوارات مع خبراء يشرحون كيف تجاوزت صواريخ إيران الطبقات الدفاعية الإسرائيلية و"القبة الحديدية"، لتلقن إسرائيل "درساً قاسياً" وتعطيها "رداً ساحقاً". وهكذا، تبلورت "سردية النصر"، وحتى دوي صفارات الإنذار في تل أبيب اعتُبر دليلاً على الخوف. وكل ذلك كان يحدث في وقت كانت فيه الهجمات الإسرائيلية على القواعد الجوية الإيرانية ومنشآت نطنز وفوردو وأصفهان النووية مستمرة، بينما ظلّت الطائرات المسيّرة المهاجمة تحلّق في سماء طهران حتى ساعات ما قبل ظهر يوم السبت. ما مدى خطورة الوضع؟ عندما تسقط الصواريخ، تصبح المسألة مسألة حياة أو موت، حيث يريد الناس أن يعرفوا ما الذي حدث، وكيف يمكنهم حماية أنفسهم وأحبّائهم، وتتطلب الإجابة عن هذين السؤالين معلومات دقيقة، وأي نوع من الرقابة أو التقييد في نقل المعلومات قد يؤدي إلى نجاة البعض أو إلى وفاة آخرين. ونشر يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، السبت رسالة على منصة "إكس" دوّت كالقنبلة في إيران حيث كتب يقول: "إذا واصل خامنئي إطلاق الصواريخ على المناطق السكنية في إسرائيل، فإن طهران ستحترق"، وجاءت هذه التغريدة ردًّا على سقوط صواريخ إيرانية في إسرائيل وبمثابة تهديد بردّ انتقامي، ومن الطبيعي أن تثير تغريدة كهذه قلق سكان طهران، بل وقد تؤدي إلى اضطرابات في المدينة، أو على الأقل إلى ازدحام مروري خانق في الطرق المؤدية إلى خارجها. لكن، أليس من حق الناس أن يعرفوا ما الذي يحدث؟ وإلى أي مدى وصلت خطورة الوضع؟ وكثيرًا ما يحاول المسؤولون الإيرانيون عرض الحقائق بالطريقة التي يرونها "صائبة" لمنع ما يسمونه "اضطرابات" و"حربًا نفسية" و"إثارة البلبلة"، ولذلك نسمع باستمرار عبارات مثل "الأضرار طفيفة"، و"المدن آمنة"، و"لقد لقّنا العدو الآن درساً قاسياً". لكن، هل المدن فعلاً آمنة؟ وهل جرى حقاً تلقين "العدو" درساً قاسياً؟ لذلك، خلال تغطية الجولة الجديدة من الهجمات الإسرائيلية على إيران، لم تُنشر عبر القنوات الرسمية سوى حصيلة القتلى من كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني وعدد من العلماء النوويين مع بيانات مجتزأة حول استهداف المنشآت العسكرية والنووية، وأرقام متفرقة عن القتلى والجرحى أعلنها بعض المحافظين، أو نوابهم، أو في بعض الأحيان مسؤولو الهلال الأحمر في المدن الصغيرة حيث قيل مثلاً إن شخصين قُتلا في تبريز وأصيب 6، أو أن شخصاً قُتل وأُصيب 4 في محافظة لرستان. وبدلا من نشر معلومات دقيقة، امتلأت وكالات الأنباء بالبيانات الصادرة عن المسؤولين، وأئمة المساجد يوم الجمعة، والجمعيات الدينية، ومختلف أنواع المؤسسات وجميعها كانت تتحدث عن "مظلومية الشعب الإيراني"، واستمرار "جبهة المقاومة"، وتطالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بـ "الانتقام القاسي". لكن، حتى بعد متابعة هذه الأخبار واحدا تلو الآخر، بقيت الأسئلة الأساسية من دون إجابة وهي: وحتى مساء 14 يونيو/حزيران تقريبًا، لم يُنشر أي خبر عن مدى نجاح إيران في التصدي لهذه الهجمات، وما إذا كانت قد نجحت في اعتراض طائرة مسيرة أو مقاتلة أو صاروخ، حتى أن إسرائيل نفت خبر "إسقاط" مقاتلتين من طراز إف 35 وأسر طيار، ولم تُنشر أي صور للطائرتين المقاتلتين اللتين تم إسقاطهما ولا للطيار الأسير. في حالة المواجهة العسكرية ماذا يجب أن يفعل الناس في الشوارع؟ وبالنسبة لكبار السن الذين عايشوا الحرب العراقية الإيرانية، كان صوت الانفجارات في طهران يُذكرهم بوابل الصواريخ في سنوات الحرب، والذي بحسب أحد مستخدمي منصة إكس "يفتح الجراح القديمة"، إلا أن الفارق هذه المرة كان في تساؤل كثيرين: "لماذا لم تُطلق صفارات الإنذار؟" ذلك الصوت الذي كان يتردد صداه في الأزقة الخلفية والطرقات كلما ظهرت طائرات ميغ العراقية خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، مما يعطي للناس فرصة للهروب إلى الأقبية أو الملاجئ أو أيّ مأوى. وكان الزحام على محطات الوقود والمخاوف من نقص المواد الغذائية دليلاً على حاجة الناس إلى معلومات دقيقة وموثوقة ليتمكنوا من اتخاذ قرارات مناسبة في مواجهة وضعٍ طارئ. وفي عتمة الفجر وغموض الأخبار المتضاربة بين الصحيح والمغلوط، خرج في نهاية المطاف وزير الداخلية الإيراني بعد ساعات طويلة ووجّه توصيات إلى الناس، طالبًا منهم أن: لكن هذه العبارات بدت كأنها مطالب أكثر من كونها توصيات، حيث صيغت بهدف "السيطرة على الاضطرابات والرأي العام"، فبدلاً من تقديم إجابات، بدأ المسؤولون الإيرانيون منذ الفجر، حوالي الساعة 5 صباحاً، بتهديد من "ينشرون الأكاذيب"، وهي عبارة قانونية ذات تبعات جنائية، ومن بين هذه التهديدات، دعت النيابة العامة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى الامتناع عن التطرق إلى مواضيع "تُخلّ بالأمن النفسي للمجتمع"، وأكدت أنها ستتخذ إجراءات قضائية بحق من يخالف. ثم ذهبت منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني أبعد من ذلك، وأصدرت بياناً أعلنت فيه أنها "وضعت على جدول أعمالها تحديد واتخاذ إجراءات وقائية بحق العناصر التي تزرع الاضطراب النفسي وتخلّ بالنظام العام". وتُعد هذه المنظمة جهازاً استخباراتياً يعمل بالتوازي مع وزارة الاستخبارات الإيرانية، كما دعت المنظمة المواطنين إلى تزويدها بالمعلومات "في حال وقوع أي تحركات أو أحداث مشبوهة". وفي اليوم التالي، السبت، أفاد التلفزيون الرسمي بأن 5 أشخاص اعتقلوا في يزد بتهمة "إثارة الرأي العام". المعلومات "الضرورية" بدلا من الإعلام غالبًا ما يكتفي مسؤولو الجمهورية الإسلامية بنشر "المعلومات الضرورية" بدلًا من "الإعلام". وهذا التقييد هو ما يحدّ من نشر المعلومات، ويدفع الجمهور إلى اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن إجابات، والبحث عن معلومات يصعب أو يستحيل التحقق من دقتها، على الأقل من وجهة نظر من يفتقرون إلى الخبرة في مجال المعلومات والمعرفة الإعلامية. وفي الوقت نفسه، وتماشيًا مع جهود الحكومة الإيرانية "لمنع تقويض الأمن النفسي للمجتمع" و"إثارة الرأي العام"، تُقلّل وسائل الإعلام التابعة لها من شأن الأحداث المؤسفة، فعلى سبيل المثال، صرّح أكبر صالحي، معاون محافظ أصفهان للشؤون الأمنية، عن انفجار نطنز، قائلا: "هذا الصباح، تعرّض موقع نطنز النووي للهجوم، لكن الهدوء عاد ولا داعي للقلق" بينما قال مسؤول آخر: "تعرّضت منشآت نطنز للهجوم، لكن يبدو أن الأضرار سطحية"، وقال خبير آخر: "العديد من الطائرات المسيرة التي حلّقت فوق طهران ليلًا كانت تابعة لنا، ولا داعي للقلق". وهناك مشكلة أخرى وهي أنّ المسؤولين غالبًا ما يتحدثون بعبارات عامة ويقولون: "سيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقًا"، ولكن هذه التفاصيل لا تظهر أبدًا. على سبيل المثال، شدد محافظ سنندج على ضرورة توخي الحذر من "وسائل الإعلام الأجنبية" وعدم الالتفات إلى "شائعاتها وإثارة الأجواء"، والحذر من "الحرب النفسية". وتعني هذه النصيحة في هذا السياق أن المسؤولين غالبًا ما يتجنبون تقديم المعلومات بدعوى أن "تقديم هذه المعلومات سيساعد العدو"، وبالتالي، غالبًا ما تُعتبر الشفافية في المعلومات تهديدًا للأمن القومي يُبرر التكتّم عليها. وهناك مبرر آخر يذهب إلى أبعد من ذلك، وهو أن بعض المسؤولين يقولون رداً على سؤال عما حدث بالضبط: "هل تريدون منا أن نعطي أسراراً عسكرية للعدو؟". وفي الوقت الذي تسعى فيه السلطات إلى حجب المعلومات، تسعى كذلك إلى نزع المصداقية عن أي معلومات أخرى متداولة. فعلى سبيل المثال، قال حسن عابديني، نائب مدير القسم السياسي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قرابة الساعة الخامسة والنصف من صباح الجمعة، إن على الناس توخي الحذر في التعامل مع المعلومات على مواقع التواصل لأن العدو "ينشر تلوثًا معلوماتيًا" عبر الأكاذيب، مثل نشر أسماء مزيفة للضحايا، مما يثير "القلق" في المجتمع. كما حذّر من الذكاء الاصطناعي، ودعا الناس لعدم تصديق كل ما يرونه. وفي السياق ذاته، دعا مقدم برنامج "جهت" التلفزيوني المشاهدين إلى متابعة الأخبار فقط من خلال الإعلام الرسمي، وأن يتروّوا لبضع ثوانٍ قبل إعادة نشر أي خبر على مواقع التواصل للتأكّد من صحته. ورغم صحة هذه النصائح التي تعكس إدراكًا لمفهوم "الثقافة الإعلامية"، إلا أنّ عدم قيام القنوات الرسمية بدورها في نقل المعلومات بدقة، لا يترك للناس خيارًا سوى البحث عن مصادر بديلة، وهو ما قد يؤدي إلى "قلق عام أكبر" واتخاذ قرارات لا تستند بالضرورة إلى الواقع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store