
وزير الخارجية الصيني : زيارة شي إلى روسيا تعزز الصداقات والدفاع عن الإنصاف الدولي
شفا – قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم، إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا ساهمت في زيادة توطيد شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد وقيادة العالم في الحفاظ بشكل مشترك على النظام الدولي لما بعد الحرب وتعزيز التعددية القطبية في العالم وإعادة بناء المشهد السياسي الدولي.
وتلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجرى شي زيارة دولة إلى روسيا وحضر احتفالات إحياء الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى، وذلك خلال الفترة من الأربعاء حتى اليوم (السبت).
وخلال مؤتمر صحفي، أضاف وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن زيارة شي تحمل أهمية تاريخية كبيرة.
خلال الزيارة، أجرى شي وبوتين تواصلا معمقا استمر لنحو عشر ساعات بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن النتيجة السياسية الأكثر أهمية للزيارة هي توقيع رئيسي البلدين على بيان مشترك بشأن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد، وفقا لما قال وانغ.
وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة توسيع التعاون، وتدعيم أساس التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة، مضيفا أن الجانبين وقعا نسخة جديدة من اتفاقية حماية الاستثمارات، وذلك بهدف المواجهة الفعالة للتيار المعاكس المتمثل في الحمائية.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أشار شي إلى أن الصين ترحب بكافة الجهود المؤدية إلى السلام، وتؤمن بأهمية استيعاب الشواغل الأمنية المشروعة لجميع الدول، ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
ومضى وانغ قائلا إن حضور شي مرة أخرى احتفالات عيد النصر في 9 مايو، أظهر التزام الصين بالعمل مع الدول الأخرى للتمسك بمنظور تاريخي صحيح بشأن الحرب العالمية الثانية والحماية المشتركة للنظام الدولي لما بعد الحرب.
وأردف شي قائلا إنه في ظل مشهد دولي يتسم بالتعقيد والاضطراب، فإنه يجب على الصين وروسيا التمسك القوي بالنظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والقائم على القانون الدولي.
وشدد وانغ على أن عودة تايوان إلى الصين من نتائج الانتصار في الحرب العالمية الثانية وجزء لا يتجزأ من النظام الدولي لما بعد الحرب.
وأكد شي أنه بغض النظر عن كيفية تطور الوضع في جزيرة تايوان، وبغض النظر عن الاضطرابات التي تحاول القوى الخارجية إثارتها، فإنه لا يمكن وقف الاتجاه التاريخي المتمثل في تحقيق إعادة التوحيد بصورة نهائية وحتمية.
وخلال زيارته، أجرى شي أيضا تواصلا مكثفا مع زعماء سياسيين من مختلف الدول التي شاركت في الاحتفالات، وعقد اجتماعات ثنائية مع عدد من القادة الوطنيين من ثلاث قارات، ما أسهم في التوصل إلى توافقات واسعة النطاق بشأن دعم بعضهم البعض بقوة والدفاع عن التعددية ومعارضة سياسات القوة والتنمر.
وفي أثناء اجتماعه مع زعيم ميانمار مين أونغ هلاينغ، أكد شي أن الجانب الصيني يدعم ميانمار في حماية سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها واستقراها الوطني، ودفع أجندتها السياسية الداخلية بشكل مطرد.
وخلال لقائه الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على التوالي، أشار شي إلى أن دول أمريكا اللاتينية والكاريبي هي دول ذات سيادة ومستقلة، وليست فناءً خلفيا لأحد.
وأثنى دياز كانيل ومادورو على رؤية شي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية. كما أعربا عن استعدادهما للعمل مع الصين في معارضة الأحادية والحمائية.
وخلال اجتماعه مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو على التوالي، أكد شي أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي السعي بقوة نحو التعددية والمعارضة المشتركة للتنمر الأحادي وحماية إنجازات العولمة الاقتصادية والحفاظ على نظام التجارة الحرة العالمي والنظام الاقتصادي والتجاري الدولي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 3 ساعات
- فلسطين أون لاين
المحرقة في غزة أضاءت ضمير العالم
لم تقتصر الصحوة العالمية على الشعوب الأوروبية، وهم يستنكرون الكارثة الإنسانية التي يقترفها العدو الإسرائيلي ضد اهل غزة، بل تحول حراك المدن الأوربية إلى حراك سياسي لقادة تلك الدول، فصدر البيان الصاخب ضد العدوان الإسرائيلي من ثلاث دول مركزية في أوروبا، هي فرنسا وبريطانيا وكندا، تهدد بأنها ستتخذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم توقف هجومها العسكري الجديد في قطاع غزة ولم ترفع القيود عن المساعدات الإنسانية. كما عارضت هذه الدول أي محاولات لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مهددة إسرائيل بفرض عقوبات مستهدفة. وجاء في البيان أيضا عزم حكومات هذه الدول على الاعتراف بدولة فلسطينية. هذا التصعيد الجريء واللافت من قادة الدول الثلاث فرنسا وبريطانيا وكندا ضد العدوان الإسرائيلي ما كان ليخرج إلى العلن إلا بعد أن تأكد لقادة تلك الدول بأنها تحاكي وجدان ومشاعر الشعوب التي انتخبتهم، وأن طريقهم لمواصلة فوز أحزابهم في الانتخابات القادمة لن يتحقق إلا إذا تساوقوا مع مواقف شعوبهم، وهي تخرج بمئات آلاف المتظاهرين في المدن الفرنسية والبريطانية والكندية ضد العدوان الإسرائيلي، وهذا الحراك الشعبي المتعاطف مع القضية الفلسطينية في أوروبا يشكل ضربة قاضية للوجود الإسرائيلي نفسه، الذي نجح في ترويج الأكاذيب لأكثر من سبعين سنة عن حق إسرائيل بالوجود، وحقها في التوسع، وحقها في السيطرة على شعب آخر، تذبحه متى تشاء، وتستنزف طاقاته وقدراته وفق مصالحها. بيان الدول الغربية الثلاث جاء لاحقا ًلبيان سبعة دول اوربية كان على رأسها إسبانيا ومالطة وهولندا وإيرلندا والنرويج وأيسلندا ولكسمبورغ وسلوفينيا، التي طالبت بوقف العدوان على أهل غزة، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ليأتي البيان المشترك الذي وقعه وزراء خارجية 22 دولة أوروبية، تتويجاً للرفض المطلق للسياسة الإسرائيلية، وللعدوان ضد أهل غزة، وهم يطالبون العدو الإسرائيلي أن يسمح باستئناف كامل للمساعدات إلى غزة على الفور، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من العمل بشكل مستقل ونزيه لإنقاذ الأرواح والحد من المعاناة والحفاظ على الكرامة". هذا التطور الجديد في المزاج الشعبي الأوربي فرض نفسه قرارات سياسية ملزمة للحكومات، وهذا الذي أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو يردد على مسامع الدول الأوربية الأكذوبة نفسها عن الدفاع عن النفس، وعن حق إسرائيل في الوجود، بل تمادى في أكاذيبه، حين اعتبر المطلب الإنساني لقادة لندن وأوتاوا وباريس بمثابه مكافأة ضخمة للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأنهم يشجعون على هجمات مماثلة، دون أن يحمل الجيش الإسرائيلي أي مسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية ضد أهل غزة، والتي اسفرت حتى يومها 592 عن استشهاد وجرح أكثر من 180 ألف فلسطيني. غزة المكلومة أيقظت العالم، وأضاءت بدمائها شمعة للحرية أمام الشعوب، وحررت التاريخ المعاصر من أكذوبة الهولوكوست والمحرقة النازية، فالذي يمارس المحرقة هم الصهاينة، وهذا ما اعترف به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، زعم حزب الديمقراطيين يائير جولان، وهو يشبه دولة إسرائيل بدولة جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، وان تصرفات إسرائيل ضد المدنيين في غزة، وقتل الأطفال، وترحيل السكان ستجعل منها دول معزولة على الساحة الدولية إنها الحقائق التي أضحى يدركها كل العالم، ويرددها الصهاينة أنفسهم، ومنهم زعيم حزب الديمقراطيين الذي اعترف بأن حكومة العدو الإسرائيلي الحالية تتكون من أشخاص مدفوعين بالانتقام، ويفتقرون إلى الأخلاق، ولا يملكون الأدوات اللازمة لإدارة حالة الطوارئ. المصدر / فلسطين اون لاين


معا الاخبارية
منذ 4 ساعات
- معا الاخبارية
الأمم المتحدة: 14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة
بيت لحم معا- حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، من أن نحو 14 ألف رضيع في قطاع غزة يواجهون خطر الموت خلال الساعات الـ48 المقبلة، إذا لم يُسمح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع المحاصر. وقال فليتشر إن خمس شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة يوم الاثنين، واصفاً هذا الرقم بأنه "نقطة في بحر" بعد حصار استمر 11 أسبوعاً فرضته إسرائيل. وأوضح أن تلك الشاحنات لم تصل بعد إلى المجتمعات الأشد حاجة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمهات غير قادرات على إطعام أطفالهن بسبب تفشي سوء التغذية. وأضاف المسؤول الأممي: "نخاطر بكل شيء لإيصال طعام الأطفال. هناك 14 ألف رضيع معرضون للموت، ونأمل أن نتمكن من إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم خلال اليومين المقبلين". تصريحات فليتشر جاءت بعد بيان مشترك أصدرته المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، دانت فيه سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، واعتبرت أن المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها "غير كافية تماماً". وهددت الدول الثلاث باتخاذ "إجراءات ملموسة" ما لم تُرفع القيود المفروضة على إدخال الإمدادات الإنسانية. وأعرب فليتشر عن ترحيبه بما وصفه بـ"التصعيد الواضح في المواقف الدولية"، مؤكداً أن الأمم المتحدة تسعى إلى إدخال 100 شاحنة مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع اليوم، محملة بأغذية أطفال ومواد غذائية أساسية، مشدداً على ضرورة "إغراق غزة بالمساعدات لإنقاذ الأرواح"


فلسطين اليوم
منذ 7 ساعات
- فلسطين اليوم
لماذا يُكثّف الاحتلال من أحزمته النارية في قطاع غزة؟
فلسطين اليوم الكاتب: أحمد عبد الرحمن منذ السنوات الأولى لإنشاء "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في العام 1948، والذي كانت عصابات الأرجون والهاجاناه وشتيرن وغيرها نواته الأولى، لجأ هذا "الجيش" إلى استخدام القوة المفرطة وغير المتكافئة ضد كل أعدائه سواء كانوا دولاً أم جماعات ،وقد اعتمد في كل معاركة القديمة والحديثة على ما يتوفّر له من إمكانيات عسكرية هائلة، يأتي معظمها من حليفه الأهم في واشنطن ،ومن الكثير من دول العالم الأخرى، والتي تنظر إلى "دولة" الاحتلال بأنها عبارة عن رأس حربتها المتقدّم في منطقة الشرق الأوسط، وأنها سوطها الغليظ وذراعها الضارب الذي تؤدّب به كل مناوئيها ومخالفيها من دول وشعوب المنطقة. في كل حروب "إسرائيل" السابقة ضد دول الإقليم، وما تلاها من حروب ومعارك مع جماعات وفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية، اعتمد "جيش" الاحتلال بصورة خاصة واستثنائية على قواته الجوّية، والتي تُعتبر من الأحدث والأكفأ على مستوى العالم، وهي تملك من الإمكانيات والقدرات ما يؤهّلها لتحقيق تفوّق كاسح على كل أعدائها في المنطقة خصوصاً، وعلى كثير من دول العالم عموماً. في أيّار/ مايو من العام2021، والذي شهد اشتعال معركة "سيف القدس" بين المقاومة في غزة وجيش الاحتلال الصهيوني، قام سلاح الجو الإسرائيلي باستخدام أسلوب قتالي جديد لم يكن معتاداً من قبل، حيث نفّذ غارة جوية جنوب غرب مدينة غزة بشكل وأسلوب عُرفا لاحقاً باسم "الحزام الناري"، والذي أدّى في ذلك الوقت إلى استشهاد قائد كتائب القسّام في لواء غزة الشهيد "باسم عيسى"، إضافة إلى مجموعة كبيرة من قيادات وكوادر القسّام الآخرين. منذ تلك اللحظة بات أسلوب الأحزمة النارية يتكرّر وإن بشكل أوسع وأشمل، ولا سيّما منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، والتي شهدت مئات العمليات من هذا النوع، أسفرت عن سقوط أعداد هائلة من الشهداء والمصابين، إلى جانب دمار غير مسبوق في الأحياء السكنية، والمناطق العمرانية والصناعية والتجارية في قطاع غزة. خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة ازدادت وتيرة هذه الأحزمة في مختلف مناطق القطاع، كان من أبرزها ما جرى شرق مدينة غزة، ولا سيّما في حيَّي الشجاعية والتفاح، وهو ما يتكرّر منذ عدّة أيام شرق مدينة خان يونس، وشمال منطقة بيت لاهيا أقصى شمال غرب القطاع، الأمر الذي يشير إلى تصاعد واسع في عمليات "جيش" الاحتلال، والذي كما يبدو بدأ عمليته المسمّاة "عربات جدعون "وإن من دون إعلان رسمي حتى كتابة هذا المقال. تعريف عام بالمفاهيم العسكرية تُصنّف "الأحزمة النارية" بأنها عبارة عن أسلوب عسكري يتم الاعتماد عليه بهدف إخلاء المدن من السكّان، من خلال قصف جوي عنيف ومركّز، يسهم في حدوث دمار هائل في البنى والمنشآت، وفي سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين، حيث جرى اللجوء إليه للمرة الأولى إبّان الحرب العالمية الثانية من قِبل الجيش الألماني، الذي قام بقصف مدينة وارسو البولندية بهذه الطريقة. في الحرب على غزة اختلفت الأحزمة النارية عن سابقاتها شكلاً وموضوعاً، إذ باتت تُستخدم لتحقيق أهداف أوسع من مجرد الإخلاء أو فرض الحصار على منطقة معيّنة، بل تجاوزت ذلك لتحقيق مروحة أوسع من الأهداف سنشير إلى بعضها بعد قليل. في العدوان على غزة تحديداً يمكن النظر إلى "الحزام الناري" بأنه عبارة عن غارة أو غارات جوية متتالية وعنيفة، تقوم بتنفيذها مجموعة من الطائرات الحربية في الوقت نفسه، وتستهدف منطقة جغرافية محدّدة، بحيث تؤدي هذه الغارات إلى تدمير مساحة واسعة من المنشآت أو البيوت، إلى جانب قتل أكبر عدد ممكن من الموجودين في هذه المنطقة. في أوقات أخرى يقتصر "الحزام الناري" على غارة واحدة فقط تنتهي في ثوان معدودة، ويتم خلالها إطلاق عدد من القنابل الثقيلة ضد هدف معيّن سواء تحت الأرض أم فوقها، وهذه العمليات في العادة يكون الهدف منها تنفيذ عمليات اغتيال نوعية كما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت أكثر من مرة، أو كما جرى في عمليات اغتيال أخرى في قطاع غزة. يمكن للقصف الذي يجرى خلال تنفيذ الحزام الناري أن يكون بشكل طولي أو عرضي، أي من الشمال باتجاه الجنوب مثلاً في خط مستقيم، ويمكنه أيضاً أن يكون بشكل دائري، في حال كان الهدف منه فرض حصار على منطقة معينة، وفي حالات أخرى يمكن له أن يكون بشكل متعرّج، في حال كان الهدف عبارة عن استحكامات دفاعية للطرف الآخر مُقامة بشكل هندسي متعرّج ،أو نفق تحت الأرض مُقام بالطريقة نفسها. الأدوات تُعتبر الطائرات الحربية الوسيلة الفُضلى لتنفيذ الأحزمة النارية بأشكالها كافة، وإن كان هناك إمكانية لتنفيذ جزء منها بواسطة المدفعية الثقيلة، والتي تُستخدم عادة في المناطق المفتوحة، او في حال القيام بتشكيل جدار ناري يؤمن الحماية للقوات أثناء الانسحاب أو الهجوم، أو في حالات إخلاء القتلى والجرحى من ميدان القتال. في "جيش" الاحتلال يعتمدون بشكل شبه كامل على الطائرات المقاتلة بشتّى أنواعها، إذ يملك "الجيش" الإسرائيلي مجموعة متقدّمة وحديثة من هذه الطائرات، وهي لديها المرونة التكتيكية، والقدرات العملانية لتنفيذ هذا النوع من الغارات بكل كفاءة واقتدار، ولا سيّما في ظل عدم وجود سلاح دفاع جوّي مناسب وفعّال لدى فصائل المقاومة في غزة، والتي لا تملك سوى بعض المضادات القديمة المحمولة على الكتف مثل صواريخ سام7 وستريللا، وكلاهما لا يملك أي فرصة للتصدّي للطائرات الحربية الإسرائيلية. من أهم الطائرات الحربية التي يستخدمها "جيش" الاحتلال لتنفيذ أحزمته النارية هي طائرات (F-15)، والتي وإن كانت تُعتبر أقدم مقاتلاته الجوية، إلا أنها تتميّز عن باقي الطائرات بقدرتها على حمل قنابل ثقيلة يزن بعضها ألفي رطل، أي ما يعادل 900 كجم تقريبا، وفي مقدمة هذه القنابل التي اُستخدمت بكثافة في غزة قنبلة (أم كى84-)، التي تحتوي على 430 كجم من المتفجرات شديدة الانفجار، وتتسبّب عند إسقاطها بإحداث حفرة يبلغ قطرها 15 مترا، وعمق يصل إلى 12 متراً، وبإمكانها اختراق 40 سنتيمتراً من المعدن، وحوالي 3.4 أمتار من الخرسانة المسلّحة، إضافة إلى قنبلة (GBU-28) والتي لم يثبُت حتى الآن أنه جرى استخدامها في العدوان على القطاع، وهي قنبلة ذكية تزن أكثر من 2000 كجم، وتُوَجّه بأشعة الليزر، وتملك هذه القنبلة خاصية النفاذ عميقاً في باطن الأرض بعمق قد يصل إلى ثلاثين متراً، و6 أمتار من الباطون المسلّح . الطائرة الثانية التي تنفّذ أحزمة نارية هي الـ (F-16)، وهي مقاتلة ذات مواصفات عالية، وتملك إمكانية مهاجمة الأهداف الأرضية من خلال استخدامها صواريخ جو-أرض، أو من خلال القنابل الموجّهة بأشعة الليزر. في غاراتها على غزة والتي تُطلق فيها الصواريخ من علوٍّ منخفض، تستخدم طائرات (F-16) قنابل من طراز GBU-39" "، والتي تُعتبر من أهم القنابل الذكية والموجّهة التي يملكها جيش الاحتلال، وهي ذات جيل متقدّم مخصّصة لاختراق التحصينات والثكنات العسكرية، ونسفها من الداخل مثل المستودعات والملاجئ الخرسانية، ومع أنها ذات قطر صغير نسبيا قياسا بالقنابل الكبيرة، إلا أنها ذات فعالية تدميرية عالية. ثالث الطائرات الحربية الإسرائيلية المُستخدمة هي الـ (F-35)، وهي تستطيع التخفّي بشكل كامل عن الرادارات، وتبلغ سرعتها حوالي 1200 ميل في الساعة، ولديها إمكانية لتحديد الأخطار المحيطة بها بزاوية 360 درجة، وتطير على ارتفاع خمسين ألف قدم، تملك الطائرة إلى جانب صواريخ الجو- جو ، قنبلتين موجهتين من طراز ((GBU-31 يبلغ وزن كل واحدة منهما حوالى 900 كجم، وهي مخصصة لاستهداف المواقع الأرضية المحصّنة. الأهداف هناك عدّة أهداف يسعى "جيش" الاحتلال لتحقيقها من خلال استخدامه أسلوب "الأحزمة النارية"، وهي في العادة تكون أهدافاً حسّاسة ومهمة، ومن أجل النجاح في الوصول إليها يستخدم هذا النوع من الغارات، والتي تستنفد جزءً كبيرا من إمكانياته العسكرية وتحديداً من القنابل والصواريخ، إضافة إلى الجهد العملياتي المتواصل خلال تنفيذ العملية أو الفترة التي تسبقها، والتي تتركّز عادة على جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة، ووضع الخطة المناسبة للتنفيذ. 1/استهداف الأنفاق والممرّات تحت الأرضية: يسعى العدو على الدوام إلى إفقاد خصمه عوامل القوة التي يتمتّع بها أو يمتلكها، ومن أهم تلك العوامل هي مراكز القيادة والسيطرة، وغرف العمليات، إلى جانب مخازن السلاح، ومرابض إطلاق الصواريخ، وهذه كلها يعتقد الاحتلال أنها موجودة تحت الأرض في أنفاق محصّنة أنشأتها المقاومة خلال سنوات طوال، وهو يحاول من خلال استخدام "الأحزمة النارية " القضاء عليها وتدميرها، ولا سيّما، وهو يعرف أكثر من غيره، فشل عمليات القصف التقليدية في إنجاز هذه المهمة، لذلك يلجأ إلى هذه الطريقة المستحدثة لعلّه يحقّق نتائج أفضل. 2/تنفيذ عمليات الاغتيال: يعتمد العدو خلال السنوات الأخيرة على عمليات القصف الجوي في تنفيذ معظم عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة المقاومة، سواء في فلسطين أم خارجها، وبما أن الإجراءات الأمنية التي باتت فصائل المقاومة وقادتها ينتهجونها أصبحت أكثر تعقيداً من ذي قبل، وهو ما تسبب في فشل الكثير من عمليات الاغتيال الإسرائيلية، خصوصاً إذا كان الهدف موجوداً في مكان محصّن، أو لا يُعرف مكانه بدقة، لجأت "إسرائيل" إلى أسلوب الحزام الناري، والذي يستهدف في بعض الأحيان مربعات كاملة، أو مجموعة من الأبنية الكبيرة، بحيث يحرم الهدف المراد قتله أي فرصة للنجاة حتى لو لم يُصب بشكل مباشر . 3/ تهيئة مسرح العمليات: يستخدم "جيش" الاحتلال في كثير من الأحيان أسلوب "الأحزمة النارية " لتهيئة مسرح العمليات لنشاط عسكري مُحتمل، وهو ما يجري كما يبدو حالياً شرق خان يونس وشمال بيت لاهيا، إذ يقوم العدو من خلال هذا الأسلوب بالتمهيد للتوغّل البري الذي يتطلّب تمهيد ساحة القتال، بما يُعطي أفضلية للقوات المهاجمة على حساب المدافعة. هذا الأمر يتطلّب تدمير العقد القتالية التي يوجد فيها المدافعون، والتي تسبّب عادة خسائر كبيرة لجيش الاحتلال، إضافة إلى استهداف ما يُعتقد بأنها فتحات للأنفاق الدفاعية، والتي تُستخدم للمناورة من قبل المقاومين سواء للهجوم أم الانسحاب، إلى جانب تدمير المنازل المرتفعة، والتي يمكن أن تُستخدم لرصد ومراقبة القوات المهاجمة. ما سبق من أهداف يحاول العدو تحقيقه من خلال اللجوء إلى أسلوب الأحزمة النارية، إضافة إلى أساليب أخرى من قبيل تأثيرها النفسي على السكّان، ودفعهم إلى إخلاء مناطقهم على وجه السرعة بسبب شدة القصف، لم ينجح خلال شهور الحرب الطويلة في تحقيق الأهداف المرجوّة من ورائه، وعلى الرغم من حجم الضرر الذي يلحق بالمواطنين من جرّاء هذا النوع من الاستهدافات، إلا أن إصرارهم على تمسّكهم بأرضهم لم يتزحزح، وهم باتوا يفضّلون الموت على الرحيل أو النزوح إلى المجهول. على كل حال، نحن على ثقة بأن كل ما يسعى إليه العدو من وراء استخدامه وسائل وأساليب يعاقب عليها القانون الدولي، وتُعتبر جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين العزّل، لن تنجح في تحقيق ما يسعى إليه، وأن كل هذا القتل والإجرام اللذين يرتكبهما أمام سمع وبصر هذا العالم العاجز والظالم سيرتد عليه وبالاً من دون أدنى شك. صحيح أن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون في غزة كبير، وصحيح أن فاتورة الدم قد ارتفعت إلى مستويات قياسية، إلا أن هذا الشعب الصابر والشجاع سيصل في نهاية المشوار إلى ما يصبو إليه، ولن يكون مصير القتلة والمجرمين أحسن حالاً من أمثالهم عبر التاريخ، هذا التاريخ الذي سيكتب بأحرف من نور قصة شعب صنع المستحيل، واجترح المعجزات، ولم يألُ جهداً في تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.