
مساعٍ سعودية يابانية لرفع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الشاملة والتكاملية»
وقال بن زقر لـ«الشرق الأوسط» من طوكيو إن «الشراكة السعودية اليابانية تتجه نحو أفق جديد، يتجاوز التجارة والتقنية إلى الإنسان، ويجعل من الحوار الحضاري أساساً لبناء مستقبل آمن، ومزدهر، ومستدام».
وأضاف أن «العلاقات السعودية اليابانية، تنتقل اليوم إلى مستوى جديد من النضج والعمق، يتجاوز الإطار التقليدي للتعاون الاقتصادي إلى ما نُسميه (الشراكات الحضارية)، وهو مفهوم يشمل الأبعاد السياسية والدبلوماسية والثقافية والاجتماعية، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية».
وتابع بن زقر قائلاً: «لعل أبرز شاهد على هذا التحول هو ما تشهده العلاقات الثنائية من حراك مشترك منظم، توّج أخيراً بتوقيع مذكرة تفاهم لتأسيس (مجلس شراكة سعودي - ياباني شامل)، وهو ما يعكس إرادة سياسية واضحة لدى الجانبين للارتقاء بالتعاون إلى مستوى مؤسسي دائم ومتكامل، يقوم على رؤية مشتركة للمستقبل».
الدكتور غازي بن فيصل بن زقر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان (الشرق الأوسط)
ولفت إلى أن السعودية واليابان حققتا خلال العقود الماضية، نجاحات كبيرة في مجالات الطاقة، والصناعة، والابتكار، إلا أن المرحلة المقبلة برأيه تتطلب أفقاً أوسع، إذ لم يعد البُعد الاقتصادي كافياً وحده لتعزيز العلاقات ومدّ الجسور بين الشعوب.
وأكد بن زقر أن التعاون السعودي الياباني، يبني شراكته، من خلال استيعاب أن الاستقرار العالمي، والتنمية المستدامة، وصياغة عالم أكثر إنسانية، تتطلب اليوم تبادلاً حضارياً أعمق، تتقاطع فيه القيم والثقافات والرؤى.
وشدّد بن زقر على أن نجاح جناح المملكة في «إكسبو أوساكا 2025»، الذي حظي بإشادة واسعة، ليس مجرد إنجاز تنظيمي، بل هو دليل على قدرة المملكة على مخاطبة العالم من خلال روايتها الحضارية، و«تأكيد على أننا دخلنا مرحلة جديدة من الحضور الدولي».
ووفقاً للسفير السعودي لدى اليابان، فإن استضافة المملكة لـ«إكسبو الرياض 2030»، تأتي استكمالاً لمسار المرحلة الجديدة من التعاون الثنائي، برؤية تؤمن أن الاقتصاد لا يمكن أن يزدهر بمعزل عن الثقافة والهوية والانفتاح الحضاري.
ولفت بن زقر إلى أن الشراكة السعودية اليابانية تتجه نحو أفق جديد يتجاوز التجارة والتقنية إلى الإنسان، ويجعل من الحوار الحضاري أساساً لبناء مستقبل آمن، ومزدهر، ومستدام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
الدوسري: «قادة الإعلام» يستثمر في كوادر وطنية يُلهمون ويُؤثّرون
عدّ وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، النسخة الأولى من مسار «قادة الإعلام»، استثماراً في الكوادر الوطنية لتأهيل قادة يُلهمون ويُؤثّرون. وأكد الوزير عبر حسابه على منصة «إكس» إطلاق مسار قادة الإعلام عبر أكاديمية الإعلام السعودية، ضمن برامجها النوعية؛ لدعم القيادات الإعلامية وتمكينها في القطاعات الحكومية والخاصة، لتدريب 240 متدرباً من الكفاءات الوطنية حتى 2030، على 6 دفعات عبر 4 برامج حضورية بالتعاون مع نخبة من الجامعات العالمية. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
«الثقافة» تُطلق منحة لدعم الأبحاث المرتبطة بالحِرف اليدوية
أطلقت وزارة الثقافة بالشراكة مع هيئة التراث منحة «الحِرف اليدوية»، ضمن مبادرة عام الحِرف اليدوية 2025، التي ستقدم دعمها للأبحاث المتخصصة التي تُبرز أهمية الحرف اليدوية في المملكة باعتبارها مادةً حيّة تحمل دلالات ثقافية على وظائف اجتماعية، ومهارات ومعارف متوارثة، ومضامين اقتصادية وفكرية للمجتمع السعودي على مدى تاريخه الطويل، خلال الفترة من 14 يوليو الجاري وحتى الأول من سبتمبر المقبل. وتُغطي هذه المنحة محاور متعددة من بينها محور «تاريخ الحِرف اليدوية» الذي يشمل دراسة تطوّر هذه الحِرف عبر العصور المختلفة سواءً الحيّة منها والمندثرة، ومدى تأثرها بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومحور «تعزيز الحِرف اليدوية» الذي يسعى إلى الكشف عن الجهود المبذولة لدعم الحرف اليدوية وترسيخها، وأما محور «الأثر الاقتصادي للحِرف اليدوية، وتنمية القدرة التنافسية للاقتصاد الإبداعي»، فَيَدرُس كيفية تأثيرها على الاقتصاد، بما في ذلك مقارنة الأسواق المحلية والدولية للمنتجات الثقافية اليدوية. ويتناول محور «التكنولوجيا، واستخداماتها في الحِرف اليدوية»، دمج استخدام التقنيات الحديثة والتصاميم العصرية مع الحِرف اليدوية؛ لخلق منتجات جديدة تتلاءم مع احتياجات السوق المعاصر. من جانبه يتطرق محور «المجتمع والحِرف اليدوية» للمفاهيم المجتمعية المرتبطة بالحِرف اليدوية بأنواعها المختلفة، والدور الاجتماعي، ومدى تأثيره على تطور القطاع واستدامته، في حين يُركز محور «مفاهيم الحِرف والصناعات الثقافية اليدوية» على الدراسة النقدية للمصطلحات المتصلة بالحِرف اليدوية من منظورٍ تاريخي وثقافي، وتحليل دلالاته المفاهيمية، إضافة إلى مقارنة هذا المصطلح بمسمياتٍ أخرى ذات صلة مثل: الصناعات الثقافية اليدوية، والجدل المعني بالحِرف مقابل الفنون، والحِرفي مقابل الفنان؛ لتوضيح الفروقات والسياقات التي تُستخدم فيها هذه المفاهيم. وقد وضعت الوزارة شروطًا للمشاركة في المنحة؛ من أهمها أن يكون المتقدم حاصلًا على شهادة الماجستير أو الدكتوراه، أو لديه رصيدٌ من الأبحاث الرصينة السابقة، والتقيّد بتاريخ التقديم حيث لن يتم النظر في أيّ طلبٍ بعد انتهاء مدة التقديم، والالتزام بعدم تقديم المقترح البحثي لأي جهة أخرى، إلا في حال تم الاعتذار عن طلب التقديم، والالتزام بتقديم ورقةٍ بحثية أكاديمية قابلة للنشر في مجلات مُحَكّمة، إلى جانب استيفاء متطلبات التقديم وإرشاداته، والمستندات المطلوبة الموضّحة في الموقع الرسمي للمنحة. وتهدف وزارة الثقافة من خلال هذه المنحة إلى دعم الأبحاث المعرفية المرتبطة بالحِرف اليدوية باعتبارها عنصرًا بارزًا في الثقافة السعودية، إضافة إلى تعزيز المعرفة المحلية ذات الصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للحِرف اليدوية، وتسهيل التواصل بين الخبراء والمهتمين بأبحاثها، ويمكن للباحثين الراغبين في التقديم على المنحة زيارة الموقع الإلكتروني: .


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
السعودية تعيد تعريف السفر العالمي
تُجسّد الأرقام واقعاً لا يُمكن دحضه، فها هي المملكة تُحقق إنجازات استثنائية تُبرهن على رؤيتها الطموحة وخطواتها الواثقة نحو المستقبل. في تحوّل مذهل، كشف تقرير باروميتر السياحة العالمية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن المملكة اعتلت المركز الأول عالمياً في نسبة نمو إيرادات السياح الدوليين خلال الربع الأول من عام 2025 وتبوأت أيضاً المركز الثالث عالمياً في نمو أعداد السياح. هذا الأداء المذهل يُعد تفوقاً رقمياً وشهادة حية على التحول الجذري الذي تشهده المملكة، لتصبح إحدى أسرع الوجهات السياحية نمواً في العالم خلال سنوات قليلة، متجاوزةً بذلك المعدلات العالمية والإقليمية بشكل لافت. منذ انطلاق رؤية السعودية 2030 الطموحة، كان الهدف محدداً بوضوح: تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. في هذا السياق المحوري، برز قطاع السياحة كإحدى الركائز الأساسية للتنمية الجديدة، وهو اليوم يشهد جني ثمار سنوات من العمل الدؤوب والتخطيط المُحكم، والتي بدأت بإطلاق التأشيرات السياحية الإلكترونية الميسرة وتطوير البنية التحتية الضخمة التي باتت تُنافس عالمياً، وصولاً إلى إطلاق المشاريع السياحية العملاقة التي أعادت تعريف المشهد السياحي العالمي، وأصبحت كل منطقة في المملكة تمثل وجهة فريدة ومميزة للزوار والسياح، مما أسهم بشكل مباشر في استقطاب أعداد متزايدة من الزوار من مختلف أنحاء العالم. لا يمكن اختزال هذا النمو اللافت في عامل واحد؛ بل هو حصيلة مجموعة متكاملة من السياسات والمبادرات. فالاستثمار في مشاريع سياحية نوعية يُقدم تجارب فريدة تجمع بين الترفيه، الثقافة، البيئة، والمغامرة. كما أن حملات الترويج العالمية الفعالة سلطت الضوء على الوجه الحقيقي والجمالي للمملكة، من طبيعتها البكر إلى تراثها العريق. إلى جانب ذلك، جعلت التسهيلات وإجراءات الدخول المبسطة من المملكة وجهة أكثر سهولة وانفتاحاً، مما رفع من جاذبيتها كمقصد سياحي عالمي. ولعل هذا النجاح لم يقتصر على الأرقام فحسب، بل حظي بشهادات عديدة من السياح والزوار واعتراف دولي متزايد. وعلى أرض الواقع، يتجسد هذا التوجه بوضوح في الانطباعات المباشرة للزوار أنفسهم، الذين عبّروا عن إعجابهم العميق خلال زيارتهم للمعالم السياحية بكلمات مؤثرة تعكس واقع التجربة. تقول إحدى الزائرات، وهي تصف انطباعاتها: "لم أكن أتوقع هذا الكم من الدفء والاحترافية من لحظة وصولي وحتى مغادرتي، شعرت أن كل التفاصيل مُعدة لتجعلني أعيش تجربة لا تُنسى. لم أرَ هذا المزيج بين التاريخ والحداثة في أي مكان آخر." تتمتع المملكة بتنوع جغرافي وبيئي نادر، فمن الشواطئ البكر على البحر الأحمر والخليج العربي، إلى الكثبان الرملية المترامية، مروراً بمرتفعات ذات الطبيعة الخضراء والمناخ المعتدل، تقدم السعودية طيفاً واسعاً من التجارب التي تلبي مختلف الأذواق، هذا التنوع يتيح استقطاب السياح طوال العام، سواء للباحثين عن الاستجمام، أو المغامرات، أو استكشاف التراث والتعرف على عمقها الثقافي والإنساني. ومعالمها التاريخية تروي قصص حضارات سادت هذه الأرض منذ آلاف السنين. إلى جانب ذلك، تظل الضيافة السعودية، والأطباق المحلية الشهية، وتقاليد المجتمع السعودي عناصر فريدة لا يمكن تكرارها، ما يضفي طابعاً إنسانياً ووجدانياً، وكرم الضيافة والترحيب على تجربة السائح. الأرقام تتحدث بوضوح: تحقيق نمو مذهل بنسبة 102 % في أعداد السياح الدوليين خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، يبعث برسالة واضحة بأن المملكة أصبحت مركزاً سياحياً عالمياً بارزاً يجمع ببراعة بين الأصالة والحداثة، وبين التاريخ والمستقبل. هذا النمو أنعش قطاع السياحة وأسهم بفاعلية في توفير فرص عمل جديدة، وتنمية المجتمعات المحلية، ودعم القطاع الخاص، وتعزيز التبادل الثقافي. إن ما تحققه السعودية اليوم في قطاع السياحة هو واقع ملموس يتجلى بوضوح في مطاراتها المكتظة بالزوار، ومواقعها الأثرية التي تعج بالحياة، ومدنها التي ترتسم ملامحها بثقة وطموح لا يتوقف. ومع هذه الخطوات المتسارعة والمدروسة، تضع المملكة نفسها على أعتاب تحقيق مكانتها المستحقة، لتصبح الوجهة الأولى لعشاق السفر والتجربة الفريدة حول العالم.