
توحيد الصف الكردي خطوة تاريخية نحو حلم طال انتظاره
إيمان العليان ــ
لطالما كانت الوحدة الكردية حلمًا يراود أجيالًا متعاقبة من الشعب الكردي، الذي عانى من انقسامات داخلية وخلافات سياسية أثقلت كاهله على مر العقود. لكن اليوم، وبعد سنوات طويلة من النزاعات والتحديات، شهِدت الساحة الكردية حدثًا تاريخيًا يبشر بمستقبل جديد: مؤتمر وطني وحَّدَ الكلمة الكردية تحت مظلة واحدة، ليضع حدًا لسنوات من التشتت، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والعمل المشترك.
هذا المؤتمر لم يكن مجرد اجتماع سياسي عابر، بل كان نقطة تحول حقيقية ترسم ملامح مستقبل قائم على الوحدة والتضامن، ليس فقط للشعب الكردي، بل أيضًا كخطوة يُؤمل أن تكون بداية لوحدة كافة مكونات الشعب السوري دون أي تفرقة أو طائفية.
عقود من الانقسامات والتحديات
لقد مرَّت القضية الكردية بمنعطفات تاريخية صعبة، بدءًا من تقسيم أراضي كردستان عَقِبَ اتفاقية سايكس بيكو، وصولًا إلى القمع السياسي والثقافي الذي تعرَّض له الأكراد في العديد من الدول.
هذه الظروف الصعبة أضعفت الموقف الكردي بشكل كبير، خاصة في ظل الانقسامات التي عمَّقَت الشرخ الداخلي بين الأحزاب والتنظيمات الكردية.
كانت هذه الانقسامات في كثير من الأحيان نتيجة لتضارب المصالح الحزبية أو الأيديولوجيات المختلفة، كما لعِبت التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في تغذية هذه الخلافات، حيث حاولت بعض القوى الإقليمية استغلالها لإضعاف الموقف الكردي ومنع تحقيق تطلعاته المشروعة.
لكن ورغم هذه التحديات، ظل الحلم بالوحدة حاضرًا في وجدان كل كردي، ليأتي هذا المؤتمر الوطني كإجابة على هذا الحلم، وكخطوة جادة نحو طي صفحة الماضي والعمل من أجل المستقبل.
المؤتمر الوطني: ميلاد جديد للوحدة
انعقد المؤتمر الوطني الكردي في لحظة حاسمة من تاريخ الشعب الكردي، وجَمَعَ تحت سقفه كافة الأطياف السياسية والشخصيات الوطنية التي تمثل مختلف شرائح المجتمع الكردي.
هدف المؤتمر كان واضحًا: تجاوز الخلافات القديمة، وبناء رؤية موحدة تخدم مصالح الشعب الكردي، وتعزز من مكانته على المستويين الإقليمي والدولي.
ما يميز هذا المؤتمر هو أنه لم يركز فقط على القضايا السياسية، بل تناول أيضًا الجوانب الاجتماعية والثقافية التي تعزز من الهوية الكردية. تم الاتفاق على وضع استراتيجية شاملة تهدف إلى حماية حقوق الأكراد والعمل على تحقيق تطلعاتهم في الحرية والمساواة، مع التأكيد على أهمية التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق هذه الأهداف.
وهذا الإنجاز لا يقتصر على الأكراد وحدهم، بل يعكس إرادة شاملة لبناء نموذج يمكن أن يحتذى به في سوريا بأكملها، حيث يتم تجاوز كل الانقسامات الطائفية والعرقية.
إن وحدة الصف الكردي اليوم تُرسل رسالة أمل بأن جميع مكونات الشعب السوري قادرة على التوحد والعمل معًا من أجل بناء وطن يضمن العدالة والمساواة للجميع.
الوحدة في مواجهة التحديات
إن توحيد الصف الكردي لم يكن مهمة سهلة، خاصة في ظل التحديات الكثيرة التي تواجه الشعب الكردي. فهناك قوى إقليمية ودولية ترى في هذه الوحدة تهديدًا لمصالحها، وتسعى بكل الوسائل إلى عرقلتها.
ولكن ما يميز هذه الخطوة التاريخية هو أنها جاءت من إرادة داخلية صادقة، بعيدًا عن أي ضغوط خارجية. لقد أدرك الجميع أن الانقسامات لم تخدم سوى أعداء القضية الكردية، وأن الوحدة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل.
كما أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الكردي، إلى جانب التهديدات الأمنية المستمرة، تتطلب وجود موقف موحد ورؤية مشتركة لمواجهتها، وهذا ما أكد عليه المؤتمر الوطني، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون الداخلي والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة هذه التحديات.
نظرات الإعجاب من المجتمع الدولي
لم يمر هذا الحدث التاريخي دون أن يلفت أنظار المجتمع الدولي، الذي طالما تابع القضية الكردية بمزيج من الاهتمام والتردد. اليوم، ينظر العالم بإعجاب إلى قدرة الأكراد على تجاوز خلافاتهم وتوحيد كلمتهم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشرق الأوسط.
هذه الوحدة الجديدة تعطي الأكراد فرصة ذهبية لتعزيز مكانتهم على الساحة الدولية، ولعب دور أكثر فعالية في حل الأزمات الإقليمية. كما أنها ترسل رسالة واضحة إلى العالم
بأن الشعب الكردي قادر على تنظيم نفسه، والعمل من أجل تحقيق أهدافه، رغم كل التحديات.
نحو مستقبل مشترك
إن ما حدث ليس مجرد لحظة سياسية عابرة، بل هو بداية لمرحلة جديدة من العمل الجماعي والتعاون المشترك. الوحدة التي تحققت في هذا المؤتمر الوطني ليست نهاية الطريق، بل هي خطوة أولى نحو تحقيق الحلم الكردي في بناء مجتمع حر وديمقراطي يضمن حقوق جميع أبنائه.
لكن هذه الوحدة تتطلب الكثير من العمل للحفاظ عليها وتعزيزها.
يجب على الأطراف الكردية أن تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وأن تعمل معًا بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف المشتركة. كما أن بناء الثقة بين مختلف الأطراف سيكون عاملًا حاسمًا في نجاح هذه الوحدة.
وهذه التجربة، إذا استمرت ونجحت، يمكن أن تكون نموذجًا يُحتذى به على مستوى سوريا بأكملها.
إن توحيد الصف الكردي هو خطوة نحو توحيد جميع مكونات الشعب السوري، بعيدًا عن أي انقسامات طائفية أو عرقية. فالشعب السوري بمختلف أطيافه عانى بما فيه الكفاية من الصراعات، وحان الوقت لبناء وطن موحد يجمع الجميع تحت راية واحدة.
رسالة أمل للأجيال القادمة
إن توحيد الصف الكردي يعكس إرادة شعب لا يعرف الاستسلام، وشجاعة قيادة أدركت أن المستقبل لا يمكن بناؤه إلا بالتعاون والتضامن. هذا الحدث التاريخي يحمل رسالة أمل ليس فقط للشعب الكردي، بل لكل الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها وحريتها.
لقد أثبت الأكراد أن الوحدة ليست حلمًا بعيد المنال، بل هي خيار قابل للتحقيق إذا توفرت الإرادة الصادقة والقيادة الحكيمة. واليوم، يقف الشعب الكردي على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه، مرحلة مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا مليئة بالفُرص لتحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة.
ختامًا، يبقى الأمل بأن يكون هذا المؤتمر الوطني بداية لعصر جديد من العمل المشترك، ليس فقط من أجل الشعب الكردي، بل من أجل توحيد الشعب السوري بأكمله، ليعيش الجميع في وطن تسوده العدالة والمساواة، بعيدًا عن الطائفية والانقسامات، ولتكون سوريا نموذجًا للسلام والتعايش في المنطقة بأسرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
قمة بغداد العربية…والتحولات الاقليمية
ينظر بعض حكام العرب وشعوبهم الى ان العراق منذ العام 2003 يدور في فلك ايران,فهي من وجهة نظر هؤلاء تحكم القبضة على العراق من خلال بعض الزعماء الشيعة الذين آلت اليهم رئاسة الحكومة على مدى ربع قرن تقريبا. حاول بعض رؤساء الحكومات العراقية لعب دور المصالحة بين السعودية وايران ,ربما تم تقريب وجهات النظر بين القوتين اللتين تمثلان طرفي النزاع الفكري ومحاولة نزع فتيل ازمة سياسية قبل ان تتحول الى ازمة عسكرية يحاول زعماء الغرب تاجيجها,لاضعاف الطرفين ليحلوا له بعد ذلك التصرف بهدوء, ودون خسائر تذكر لمصلحة الصهاينة الآخذون في التمدد بسبب الوهن الذي اصاب العرب خلال العقدين الماضيين, حيث اصبح كل نظام يسعى الى تثبيت اركان حكمه وان على حساب القضايا الجوهرية ,وطلب حماية امريكا واغداق الاموال لها, خاصة في عهدي ترامب الذي لا يبالي بابتزاز الحكام العرب, وتحصيل الجزية نظير حماية عروشهم من السقوط, وتعود بنا الذاكرة الى مقولة عبد المطلب بن هاشم الكعبة في محاولة منه بتغيير مكان الحج الى بلده, بان للبيت رب يحميه,حكامنا الميامين يقولون: لــــــ'بيوتنا/عروشنا.. بيت ابيض يحميها. تحولات اقليمية تشهدها المنطقة ,القمة جاءت في وقت حرج تمر به الامة العربية من تشرذم, واملاءات خارجية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني, الأمة العربية مستهدفه في كيانها ويعمل الغرب الاستعماري على استحداث سايكس بيكو جديد,يشمل اذكاء الفتنة بين مكونات الامة العربية وبالأخص الاقليات وتشجيعها على الانفصال وجعلها دول مستقلة,ولهذا آثر بعض الزعماء العرب على عدم الحضور لأنها لن تكون ذات جدوى, ولن تتعدى المعهود منها الشجب والادانة والاستنكار, في حين تباد غزة على مرأى ومسمع العالم, ونجد بعض قادة العالم يرفعون الصوت بوجه الصهاينة ويصفونها بالإجرامية, وهددوا صراحة بانهم سيعترفون بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 . في جانب اخر أثارت المحكمة الاتحادية العراقية الجدل بإلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله مع الكويت، ما اعتبرته الأخيرة تنصلاً من التزامات دولية. هذا الخلاف قد يفسر، غياب بعض قادة دول الخليج عن القمة. وعلى الجانب الداخلي ارتأى بعض الساسة العراقيين ان لقاء السوداني مع الشرع بالخارج (الدوحة) وتوجيه الدعوة اليه لحضور القمة يعتبر استخفافا بعقول العراقيين لان الشرع الذي كان يعرف بالجولاني احد قادة تنظيم الدولة (داعش) عاث في العراق فسادا وقتّلا, وشرد العديد من العراقيين…وتساءل البعض كيف لمجرم مطارد ان يدخل البلد بصفة رئيس دولة؟ وتفرش له البسط الحمراء…لكن القمة عقدت بحضور خمس رؤساء فقط ,ولم يحضر الشرع لأنه آثر مبدأ السلامة على حياته. القمة لم تأتي بجديد, فكل شيء على حاله بل اسوأ مما كان, المهم ان المسؤولين العرب اجتمعوا ولو لبرهة من الوقت اطمأنوا على انفسهم, وفي قرارة انفسهم بانهم ربما لن يلتقوا مستقبلا ,لان قرارهم ليس بأيديهم, بل هم وللأسف مجرد دمى يحركها الغرب كيف يشاء , في احسن الاحوال آثر بعض الحكام العرب عدم الحضور لآنه يدركون انهم ليس بمقدورهم فعل شيء.


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
نخب عراقية تستبعد انتهاء الوجود التركي في البلاد بعد حلّ حزب العمال!عادل الجبوري
نخب عراقية تستبعد انتهاء الوجود التركي في البلاد بعد حلّ حزب العمال! عادل الجبوري بعد نحو شهرين ونصف من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني التركي المعارض (PKK) عبد الله أوجلان إلى حلّ الحزب وإلقاء السلاح، أصدر الحزب، في الثالث عشر من أيار/مايو الجاري، قرارًا وصف بالتاريخي، قضى بإنهاء العمل المسلح بأشكاله ومظاهره كافة، والشروع بمرحلة جديدة تهدف إلى إرساء السلم وترسيخ التعايش مع الدولة التركية. أثارت هذه التطورات المتسارعة ردود فعل واسعة، من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، وكان العراق من بين أكثر الأطراف المعنية بتداعيات وانعكاسات القرار، نظرًا إلى أن الحزب يتخذ، منذ حوالي أربعين عامًا، من الأراضي العراقية منطلقًا لنشاطه العسكري المسلح والسياسي لاحقًا. وهذا ما شكّل ذريعة دائمة لانتهاك تركيا السيادة العراقية، من خلال إنشاء عشرات القواعد والمقرات العسكرية والاستخباراتية داخل الأراضي العراقية. وتشير تقارير متعددة إلى وجود آلاف العسكريين الأتراك في معسكرات دائمة وغير دائمة، في محافظات دهوك وأربيل والموصل. والتساؤل الذي يطرح نفسه في خضم هذه المتغيرات: هل ستنسحب تركيا فعليًا من العراق بعد حلّ حزب العمال؟ وما الذي ينبغي على الحكومة العراقية فعله حيال هذا الملف؟ على الحكومة العراقية التحرك لإخراج القوات التركية في هذا الصدد، يشير عضو الرابطة الدولية للكتاب والمحللين السياسيين قاسم سلمان العبودي إلى أنَّ: 'حجة الوجود التركي، في شمال العراق، لطالما كانت مرتبطة بوجود حزب العمال الكردستاني المصنّف تنظيمًا إرهابيًا بحسب القانون التركي، والآن وبعد حلّ الحزب نفسه، ينبغي على الحكومة العراقية أن تتحرك لإخراج القوات التركية استنادًا إلى القانون الدولي، وإلا سيكون وجود تلك القوات قوات احتلال، ما لم يُثبت أنه يستند إلى اتفاقيات رسمية مبرمة بين العراق وتركيا'. يضيف العبودي، في تصريح خاص لموقع 'العهد' الإخباري، أن: 'المعطيات الإقليمية والدولية تشير إلى أن القوات التركية لن تنسحب من شمال العراق، في انسجام مع المخطط الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية'، موضحًا أنَّ: 'تركيا لا تُخفي أطماعها، في شمال العراق وشمال سوريا، وتسعى إلى أخذ حصتها من الاستراتيجية الأميركية الجديدة المعنونة بــــ'الشرق الأوسط الجديد'، ولذلك من الصعب عليها التفريط بالمناطق التي احتلتها في شمال العراق'. يتابع العبودي بالقول: 'نعتقد أن على الدبلوماسية العراقية أن تنشط في هذا الملف، وإلا فإن الفصائل المسلحة العراقية سيكون لها موقف آخر، وهو موقف لن يُرضي الجانب التركي بالتأكيد'. لتركيا ثوابت جيوسياسية في العراق وسوريا من جهته، يرى الباحث في الشأن السياسي عدنان آل ردام، في حديثه لموقع 'العهد' الإخباري، أن: 'الوجود العسكري التركي في العراق ليس مرتبطًا أساسًا بأنشطة حزب العمال، وإن استُخدمت هذه الأنشطة ذريعةً لذلك، لأن لتركيا ثوابت جيوسياسية في العراق وسوريا منذ توقيع معاهدة سايكس بيكو'. كما يوضح آل ردام أن: 'تركيا، ومنذ مئة عام، تدرج في موازنتها السنوية ليرة تركية واحدة في إيرادات افتراضية من نفط كركوك، في إشارة رمزية تؤكد تمسكها بأن كركوك والموصل جزء من الكيان الجيوسياسي التركي. ومنذ عهد مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك وحتى عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، تؤكد أنقرة سعيها إلى استعادة ما تعده أراضيها التي اقتطعتها المعاهدة المذكورة، وترى في المتغيرات الحالية فرصة لتحقيق ذلك، خصوصًا في ظل تصاعد نفوذ 'الإخوان المسلمين' في سوريا'. إلى ذلك؛ يشير آل ردام إلى أن: 'حلّ حزب العمال سيضع تركيا في موقع متقدم لترسيخ نفوذها السياسي، في العراق وسوريا، من خلال ما يتيحه لها وجودها العسكري من فرص جديدة'. حلّ حزب العمال قد يخلق مشكلات داخل المجتمع الكردي في تركيا أما رئيس تحرير موقع 'ألواح طينية' الإلكتروني قاسم العجرش، فقد نظر إلى القضية من زاوية مختلفة، وقال لموقع 'العهد' إن: 'مشهد نزول آلاف المقاتلين والمقاتلات من حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل العراقية يثير الاستغراب والتساؤلات، خصوصًا بشأن مكاسب الحزب بعد أربعة عقود من الكفاح المسلح، وما إذا كان سيتخلى نهائيًا عن هذا النهج، وماذا سيفعل عناصره لاحقًا؟'. ويعرب العجرش عن خشيته من انضمام مقاتلي الحزب السابقين إلى جيوش المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها المجتمع التركي، لافتًا إلى: 'السلطة الحزبية الكبيرة التي يتمتع بها زعيم الحزب عبد الله أوجلان'، متسائلًا عن: 'آفاق توظيف هذه الشخصية في المستقبل السياسي التركي'. يختم العجرش بالقول: 'إن حلّ حزب العمال قد يخلق مشكلات جديدة داخل المجتمع الكردي في تركيا، وستمتد تأثيراتها إلى العراق أيضًا، خصوصًا في المناطق التي يتواجد فيها الحزب بشكل كبير'. 2025-05-22 The post نخب عراقية تستبعد انتهاء الوجود التركي في البلاد بعد حلّ حزب العمال!عادل الجبوري first appeared on ساحة التحرير.


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
كُردستان ضحية الخلاصات الضحلة ! فلا تستفزوها أكثر؟
إن الكتابة رسم بالكلمات وهي رحلة بين عالم الحقائق وخواطر الفكر بالخطوط والاشارات وجولة بين المفردات ومأزق الكلمات وهي ليست جمل عشوائية نطيّرها في السماء عبثاً. وقد تتحول دقة المعاني أحيانا الى غضب تطال أظافرنا وتمزق أعصابنا وما أجبن الكتابة إن لم تركب الغضبا ؟ حتى تخرج الحقائق من دائرة النفاق السياسي ومغارة التواريخ المزيفة آنذاك نقول بكل حرية للاخوة لأبعاض الساسة في بغداد ممن أوصلوا الامور مع كُردستان الى نفق مسدود معتم و نقطة اللارجوع بعدما أصابهم عمى الالوان في وحشة الدرب وهم يهاجموننا كل يوم بنوبات الهلوسة والتناقضات وتشويه الحقائق وهكذا إعتديتم على جميع الشرائع ؟ لكن هيهات ونحن على مستوى النزيف والاستشهاد نمارس حريتنا وطقوسنا لنقول مانشاء لمن نشاء وفي الوقت الذي نشاء؟ . فالدروب التي مشيناها لايمكن أن تسكت أبداً ؟ والشمس فتحت نوافذها من جديد وماأشبه الليلة بالبارحة . ومعلوم إن مقوّمات النهوض لكل الشعوب تستمد قوتها من خلال ثرواتهم المعنوية وعمقهم الحضاري تأريخياًوإرادتهم وعزمهم على بلوغ الاهداف بخطوات مدروسة متأنية فضلا عن ثرواتهم المادية ومدى ثباتهم أمام كلالتحديات والمؤامرات التي تحاك ضدهم داخليا وخارجيا فضلا عن ماهية تكوين فسيفساء التنوع المجتمعي والعرقي داخل بلدهم . وهذا التأويل والتفسير العقلاني إن صح التعبير لو أخذناه بمحمل الجد كعينة على وقائع الاحداث السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية باعتبارها محكاً عميقاً لقراءة ماجرى سابقاً كشرط للتعامل مع واقع المسألة الكُردية في العراق لتوصلنا الى الاعتقاد السائد بأن حجم الامتداد السياسي و التأريخي والثقافي بين حكومتي بغداد و اقليم كُردستان يعكس آثاراً ارتجاعية لكل حدث سياسي فكري أو متغير جيوسياسي في ساحة أيّ منهما على الآخر الأمر الذي يجعل من أية محاولة طارئة لاستيعاب مفردات ما ترتب من تطورات على المسار الثنائي لعلاقات بغداد وحكومة اقليم كُردستان باعتبارهما أحيانا ندّين ينتظرون بعضهم البعض في كل مالا ينتظر ؟ أو خصمين لدودين؟ يتراشقان بوابل التصريحات الناريةً في غضب الوعد والوعيد كخطوة ليس بالسهل فهمها . وغالباً ما يقع المتسرعون في تشخيص دوافع القضية ضحية التحليل السطحي و خلاصاته الضحلة الى درجة يتفق المهتمون بالملف الكُردي على ما تكتنف هذه المسألة والمشكلة المزمنة من اخطار جسيمة وما يحيط بها من تحديات من النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية وعلى الصُعُد المحلية والإقليميةوالدولية بالذات. وعلى مدى اكثر من مئة عام مضت خاصة بعد اتفاقية سايكس بيكو السرية عام 1916 ( اتفاقية الغدر والخيانة) ضد مستقبل الامة الكُردية . لذا فمن الطبيعي جداً أن ننعت هذا الاتفاق ونقول بأنه لا توجد مجموعة عرقية واحدة في منطقة الشرق الاوسط تبغض هذه الاتفاقية المشؤومة اكثر من الاكراد والتي بموجبها قسمت الامة الكُردية بين أربعة دول مارسوا ضدهم شتى أنواع الإضطهاد الثقافي والقومي والسياسي والاجتماعي والتغير الديموغرافي وحتى البنيوي ضد نفسية الانسان الكُردي لذا فاليوم فان كل كُردي يعتبر في قرارة نفسه صياغة الدول العظمى لهذه المعاهدة المشينة والمحمية بحماية القانون التعسفي !؟ السبب الأول والعامل الجوهري في تعليق حلم قيام دولة كردية مستقلة على أرض كُردستان وتعطيله إلى يومنا هذا. لكننا باقون في دفاتر الايام وفي خربشة الاقلام و لنا موعد حين يجيء المغيب . ونصر من الله وفتح قريب… واستناداً على المصادر والشهود التي تتحدث عن تاريخ الصراع العسكري المسلح بين بغداد والحركة التحررية الكُردية فان كُردستان ومنذ ما يزيد على سبعة عقود وحتى الوقت الراهن باتت مجالا للاستنزاف والتجاذبات كما حدث أخيراً عام 2017 في مدينة كركوك عندما لجأت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي وبخلاف قوانين و مواد الدستور العراقي بزج الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي في اتون المعارك والاصطدامات المسلحة ضد قوات البيشمركة المرابطة في اطراف كركوك في خضم قيام اقليم كُردستان بإجراء الاستفتاء على الاستقلال في وقت قدمت قوات البيشمركة في وقت سابق كل انواع الدعم العسكري واللوجستي والتسهيلات الممكنة للقوات العراقية لتحرير مدينة الموصل من الدواعش اضافة الى قيام البيشمركة بحماية مدينة كركوك من هجمات داعش اثناء انسحاب القوات العراقية منها عقب سقوط الموصل بيد الدواعش في عهد السيد نوري المالكي اضافة الى أن الدستور العراقي ينص حرفيا على أنه لايجوز بأي حالٍ من الاحوال ولأي سبب كان استخدام قطعات الجيش العراقي والقوات العراقية المسلحة في الصراعات الداخلية بين مكونات الشعب العراقي . ومن المضحك جداً أن عملية عسكرية مخالفة كلياً للدستور والقانون اطلق عليها اسم ( عملية فرض الامن و القانون في كركوك!! ) وهكذا هتكتم وطناً بعدما صادرتم الالوف من بيوتنا ونصبتم مأتماً في كل بيت وصفق الغادرون للمغامرة ؟لكن تذكروا دائماً وأبداً : مابيننا وبينكم لاينتهي بعام او بالف عام ؟ وطويلة هي معارك التحرير ونحن باقون على صدوركم وفي ذاكرة الشمس ؟ … والأكثر صحة اليوم أن نقول لبعض الجهات والاخوة ممن يحكمون عراق اليوم بعيداً عن القسطاس المستقيم؟ نقول لهم أن من يرفضون التجربة الكُردية في اقليم كُردستان يرفضون في الحقيقة كل تغيير ولايقبلون بواقع العراق الجديد بعد عام 2003..صحيح أن هذه القضية المزمنة في العراق لا يمكن إرجاعه فقط إلى عوامله المحلية 'الوطنية' بمعزل عن مناخه الدولي العام لكن لو تمعنا قليلاً في تاريخ العراق منذ العهد الملكي وكيفية قمعهم للثورات والانتفاضات الكُردية كحركة بارزان الاولى عام 1931-1932 وثورة بارزان الثانية عام 1943 التي قادها المرحوم مصطفى البارزاني اضافة الى ثورة الشيخ محمود الحفيد في مناطق السليمانية عام 1919-1931 وما أعقب ذلك من قمع هذه الحركات الثورية بمساعدة السلطات البريطانية المحتلة للعراق ومروراً بكل الانظمة السياسية التي حكمت العراق حتى سقوط النظام العراقي في نيسان 2003 وما أعقبت هذه الحقبة الفاصلة من أحداث اليمة يؤسف لها مابعد سنة 2003 والمتمثلة بتصرفات ابرز وجوه الحكم في العراق مابعد سقوط نظام صدام حسين واعتمادهم على نظام شمولي طائفي ورؤية شمولية ضيقة تعتمد الاقصاء والتهميش ضد المكونات الاساسية في العراق خاصة ضد اقليم كُردستان والعرب السنة وبقية المكونات الاخرى.. ولكي نضع النقاط على الحروف يجب القول بكل جرأة أن العرب السنة في العراق بعد عام 2003 مورس ضدهم كل اشكال البطش و القتل والترهيب والتهجير والاغتيالات حتى اظطر الغالبية منهم إما لمغادرة العراق او السكن في اقليم كُردستان والقلة القليلة الباقية الان في مناطقهم فهم وعوائلهم تحت رحمة وسيطرة أجندات الحشد الشعبي الموالي لايران أي بمعنى أن العرب السنة قد أزيحوا عن المشهد السياسي نهائياً بعد عام 2003 وأبعدوا غصباً من دائرة النفوذ السياسي والسلطة الفعلية في العراق و وجودهم الان فقط وجود شكلي وهامشي جداً ولم يبق الان في العراق غير اقليم كُردستان والحزب الديمقراطي الكُردستاني وبعض الشخصيات الوطنية في العراق في مواجهة سياسات وهيمنة الاحزاب الموالية للتوجه الايراني في العراق والوقوف أمامهم كحائط صدٍ ضد توجهاتم الطائفية الصرفة واستحواذهم بشكل مطلق على دوائر القرار السياسي في العراق . ويمثل الرئيس مسعود بارزاني السد المنيع والحصن الحصين ضد كل السياسات الهوجاء التي عصفت وتعصف بالعراق مابعد عام 2003 لذا فهو صمام الامان لاقليم كُردستان والعراق. ومقابل هذا حاولت بغداد جاهدة ومازالت تحاول بكل إمكاناتها السياسية وحتى العسكرية تحجيم حكومة اقليم كُردستان وحصر نفوذها وخلق المشاكل الاقتصادية لها خاصة في موضوع الميزانية ورواتب موظفي الاقليم وتقليل الدور السياسي والتمثيل الدبلوماسي لحكومة الاقليم داخل وخارج العراق وتصغير حجمها و طاقاتها بشتى الطرق والوسائل لهدف واحد وأمنية واحدة تتمناها بعض ساسة بغداد بعدما صارت غصةً في قلبهم وهي إلغاء اقليم كُردستان كلياً ككيان فدرالي في العراق!!؟ وهكذا يخلو لهم البلاد بطولها وعرضها وينجح المشروع الايراني في العراق ويقطع السيف لحم خاصرة كل وطنيّ غيور على أرضه وبلده ويا قبراً يسافر في الغمام !!.. وهنا من المفيد جداً أن نذكر بعض الاخوة في بغداد بحقيقة دامغة جداً قد يسخرون منها ! وهي أن نظام صدام حسين لو اتفق مع الجانب الكُردي وأقر بحقوقهم لما سقط هذا النظام !؟… لأن اكراد العراق يمتازون بثقلهم السياسي داخل العراق وعلى مستوى المنطقة برمتها بعكس الاحزاب الشيعية الداخلة في المحور الايراني . لذا رأينا صدام حسين كثيراً مايفاوض الاحزاب الكُردية ولم يتفاوض مع الاحزاب الشيعية ولو لمرة واحدة ؟!.. ( فاعتبروا ياأولي الالباب ) ؟… والسقوط في الهاوية مصير كل الانظمة العراقية السابقة التي قمعت الشعب الكُردي ولم تعترف بحقوقهم المشروعة والسبب هو أن الاكراد إضافة الى كونهم القومية الثانية في العراق و واحد من أكبر المجموعات العرقية في العالم التي لا تملك دولة خاصة بها فهم العامل الرئيسي والضمانة الحقيقة لاستقرار العراق إضافة الى امتلاك القيادات الكُردية شبكة واسعة جداً من الاتصالات والعلاقات الدولية الحصينة خاصة مع الدول العظمى وذلك نتيجة لتراكم خبرات الماضي فضلا عن اعتراف واشنطن وغالبية الدول الاوروبية ودول المنطقة بنجاح حكومة الاقليم في مسألة ترسيخ مباديء الديمقراطية وتوفير ومراعاة حقوق كافة الاديان والقوميات والمكونات الموجودة في كُردستان . لذا فليس غريبا عندما تتوجه قادة الاقليم في زيارات رسمية الى خارج العراق يكون مستوى الاستقبال الرسمي والدبلوماسي لهم رفيعاً جداً واكثر بكثير مقارنة باقرانهم في الحكومة العراقية؟!.. ومن عجب العجاب عندما نشاهدحكام العراق الحالي يروجون للعالم ويطبلون بشكل دائم بأن العراق الجديد يحافظ على كرامة الفرد العراقي بعض النظر عن انتمائه القومي والديني والمذهبي ويصون عزته وسيادته وكامل حقوقه الدستورية في حين لمسنا عكس ذلك من خلال تصرفات الكثيرين من صناع القرار في الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط النظام وهم يتحايلون على الذاكرة التاريخية وصولا الى الظرف الراهن في عهد رئيس الوزراء الحالي السيد محمد شياع السوداني بالشكل الذي يبدو ان صناع القرار في بغداد كانوا دائماً وعبر جميع الانظمة يتقنون فن العيش بين الالغاز السياسية ضد شعب كُردستان؟.( باستثناء طفيف في عهد الرئيس الراحل عبدالرحمن عارف) فعلى الرغم من أن عبد الرحمن عارف لم يتمتع بخبرة واسعة في السياسة الدولية ولم تكن خلال فترة حكمه هنالك أي سياسة مميزة للدولة العراقية إلا بعض الإنجازات المحدودة لكن يمكن القول أن فترة حكمه كانت من أهدأ الفترات في تاريخ العراق. وأكثر ما عرف عن الراحل عبدالرحمن عارف سعة صدره ومرونته ومحاولاته في فسح المجال لمعارضيه بنوع من الديمقراطية فأسس مثلاً ما يعرف بالمجلس الرئاسي الاستشاري الذي ضم عدداً من رؤساء الوزارات السابقين في حين كان اليعض منهم يُعد من الخصوم… أم اليوم فقد برهنت التجارب التاريخية لنا أن بغداد لا تتفاوض بل تمارس دور المفاوضات بلهجة الصدق الكاذب و اخبرتنا أن السلطة الاتحادية مختصة بشنق الخطاب الكُردي على أسوار بغداد إن لزم الأمر ذلك!! ومن الغريب جداً أن الحليف دائماً كان عندهم لغزاً والخصم كذلك وهذه الحالة ليست وليدة اللحظة او المرحلة فهي متأصلة الى الحد الذي يصعب تحديد بداياتها وان طفت ملامحها على مفاصل تاريخية من فصول المؤامرة ضد الحركة الكُردية . واذا كانت هناك قواسم مشتركة بين المفاصل التاريخيية بحيث يصعب استبعاد وخروج اقليم كُردستان بـ ' خفي حنين 'من المعادلة السياسية ومن كل أزمة حدثت في الماضي وبما في ذلك الازمات الحالية والمشاكل العالقة التي ستبقى دائماً عالقة بين بغداد وأربيل ؟ لعدم إمتلاك سلطات بغداد النية والجرأة الحقيقية و الدافع الوطني الخالص بعيدا عن الاملاءات الخارجية وخاصة الايرانية في بلد منزوع السيادة وهو مجاز جرت العادة على استخدامه في خداع الذات للتنصل من تحمل مسؤولية الخطأ والتقليل من تداعيات كل الازمات الموجودة على الساحة العراقية حتى اكتشفت بغداد لكن بعد فوات الاوان أن منطق 'الفهلوي' في التعامل مع سلطات كردستان لم يكن مجديا لخياراتهم المعلقة والبحث عن الانتصارات السهلة جعلت من الابرياء رمادا لنياتهم كما حدث على مدى كل الحوادث التاريخية الاليمة بين ابناء الشعب الواحد داخل الوطن الواحد وبكل أسف؟ وأخيراً نخاطب الاخوة الاحباب الاعزاء القدماء ؟ في بغداد الحبيبة ونقول لهم : من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لاتكلف شيئاً ؟ غداً سوف يظطر مرغماً الى شراء الاسف بأغلى الاثمان ؟؟ بغداد عاصمتنا خدمناها وعشقناها وكتبنا الشعر فيها ورجعنا البسمة الى تاريخها وازقتها والحبر والطبشور والصور الى جدرانها خاصة بعد سقوط النظام في 2003 وها هي اليوم تفتك بلقمتنا وأرزاقنا و تذبحنا من الوريد الى الوريد وتجلدنا بالدقائق والثواني والتفاصيل الصغيرة! وهي تجهل انها قتلت أحبابها وناسها وأغمرت خصومها ؟ بامطار الحنان كعادتها !! وسوف تظل أجيال من الاطفال تسألكم : لماذا تورطم في تجويعنا ؟ فلاتستفزوا كُردستان أكثر ؟ فللحالاتِ ضِيقٌ وَ اِتِّسَاعٌ وَ لِلدُّنيا اِنغِلاقٌ وَ اِنفِتاحُ وإن غداً لناظره لقريب والله المستعان . آريان ابراهيم شوكت