logo
صواريخ إيران وطائرات أمريكا.. سماء مشتعلة وصراع إرادات في حلبة الشرق الأوسط

صواريخ إيران وطائرات أمريكا.. سماء مشتعلة وصراع إرادات في حلبة الشرق الأوسط

البوابةمنذ 3 ساعات

في تصعيد غير مسبوق، أظهرت الاشتباكات الأخيرة بين إيران وإسرائيل تطورًا لافتًا في تكتيكات الردع والضربات المتبادلة، خاصة مع دخول صاروخ "فتاح" الإيراني من الجيل الأول إلى مسرح العمليات.
مشاركة هذا الصاروخ في الرشقات الصاروخية الأخيرة تشير بوضوح إلى أن سماء إسرائيل لم تعد حصنًا منيعًا، بل تحولت إلى ساحة اختراق متكررة للصواريخ الإيرانية، في حين لا تزال سماء إيران تحت الهيمنة الجوية للطيران الحربي الإسرائيلي-الأمريكي المشترك.
حقيقة "التفوق الجوي المتبادل" تترنح تحت ضغط الواقع الميداني.
رغم تفوق إسرائيل الجوي، فإن صور الحرائق التي اجتاحت تل أبيب وحيفا – رغم الرقابة الأمنية الصارمة – تعكس شللاً نسبياً في منظومة الدفاع الجوي، وتؤكد صدق تصريحات الحرس الثوري الإيراني حول اختراق الأجواء الإسرائيلية.
وعجز القبة الحديدية عن التصدي للضربات الأخيرة يُظهر أن إسرائيل، رغم التكنولوجيا المتقدمة، تبدو في وضع يشبه "ملاكم مترنّح" يتلقى الضربات دون قدرة حقيقية على الردع.
في المقابل، لجأت السلطات الإسرائيلية إلى حملة قمع معلوماتي غير مسبوقة، حيث اعتقلت أجهزة الأمن الداخلي (الشاباك) مستوطنين لمجرد توثيقهم مشاهد الدمار على هواتفهم، ما يكشف عن مستوى الحرج الرسمي من كشف حجم الخسائر أمام الرأي العام.
مقارنة إعلامية.. بين غزة وإيران
في الحروب السابقة، خاصة مع غزة، أدركت المقاومة أهمية المعركة الإعلامية فوثّقت هجماتها ومواقع استهدافها، مدركةً أن إسرائيل تُجيد استخدام أسلوب "جوبلز" النازي في الحرب النفسية: اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس.
إيران، من جهة أخرى، تبدو أقل براعة إعلاميًا، لكن الطبيعة الجغرافية الضيقة لإسرائيل تجعل من المستحيل التعتيم على نتائج الضربات الدقيقة، خصوصًا حين تستهدف مواقع حساسة في الليل وتخلف دمارًا يصعب إخفاؤه.
صدمة أمنية وأزمة استخباراتية
الهجوم على مديرية الاستخبارات العسكرية "أمان" وسط تل أبيب شكّل نقطة تحول حرجة. ليس فقط لأن الموقع محصن ويقع داخل ما يعرف بـ"الغابة الدفاعية" متعددة الطبقات، بل لأن الصدمة كانت في دقة الاستهداف. ما أثار تساؤلات ملحة: من أين حصلت إيران أو حلفاؤها على معلومات بهذا المستوى من الحساسية؟ وكيف فشلت هذه المنظومة الدفاعية المتقدمة في الحماية؟
تغير نبرة الإعلام الصهيوني والأمريكي
تبدل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي فجأة؛ فبعد أن كانت التصريحات تتحدث عن أسبوع من المناورة، خرجت تقارير في "فورين بوليسي" وصحف أخرى لتقول إن "الـ48 ساعة القادمة حاسمة".
هذا التحول يعكس حالة من الذعر والتخبط، وضغوطًا متزايدة على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحرك، في وقت تشير فيه تقارير مسرّبة إلى أن ترامب – بعد خروجه من اجتماع الأمن القومي – بدا مترددًا بشكل غير معتاد.
بل إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمح إلى أن ترامب تراجع عن قرارات كانت تُدرس بجدية، ما يشير إلى احتمال وجود تحذيرات استخباراتية وصلت إليه بشأن عواقب التدخل المباشر، خصوصًا أن السيناريوهات المقترحة قد تعيد إلى الأذهان فشل أمريكا في فيتنام، حيث لم تُجْدِ الضربات الجوية ولا الاجتياح البري، وانتهت المعركة بانهيار الحليف المحلي وسقوط سايغون.
نتنياهو يستغيث بالنار
ضمن هذا السياق، يُنظر إلى استغاثة نتنياهو بالحرب على أنها محاولة يائسة للهروب من أزماته الداخلية، وربما لإنقاذ مستقبله السياسي، على حساب زجّ إسرائيل في مواجهة إقليمية مفتوحة. لكن الرسالة التي تلقاها ترامب، كما نُقل عنه، تلخص المأزق: "نتنياهو يستجير من الرمضاء بالنار"، إذ إن أي تدخل أمريكي مباشر في ظل فاعلية الصواريخ الإيرانية قد يقود إلى استنزاف مشابه لما عاشته أمريكا في جنوب شرق آسيا.
عقيدة "الراية" بدل "المخبأ"
من جانب آخر، فإن اغتيال القادة الإيرانيين لم يعد ورقة فعالة، فالنظام الإيراني بنى منظومة قيادية مرنة وطبقية، تتيح استبدال كل قائد مستهدف بـ11 بديلاً جاهزًا.
وهي فلسفة مستوحاة من المعارك الإسلامية القديمة: الراية لا تسقط، بل تنتقل إلى من يلي القائد فورًا، ما يعكس عقلية تنظيمية تقاتل من الميدان وليس من المخابئ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يهاجم رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" قبل ساعات من قرار الفائدة ويصفه بـ"الغبي"
ترامب يهاجم رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" قبل ساعات من قرار الفائدة ويصفه بـ"الغبي"

البوابة

timeمنذ 20 دقائق

  • البوابة

ترامب يهاجم رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" قبل ساعات من قرار الفائدة ويصفه بـ"الغبي"

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، انتقادات حادة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، وذلك على خلفية القرارات المرتقبة بشأن أسعار الفائدة، معربًا عن عدم رضاه عن أداء باول في قيادة البنك المركزي الأمريكي. وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب إن باول كان "متأخرًا جدًا" في استجابته لمطلب خفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى خيبة أمله في أداء باول، رغم كونه من عينه في المنصب خلال ولايته الرئاسية السابقة، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. وخلال تصريحاته، مازح ترامب الحضور بالإشارة إلى إمكانية تعيين نفسه لقيادة الاحتياطي الفيدرالي، في تعليق ساخر يعكس استياءه من توجهات السياسة النقدية الحالية، كما وصف باول بأنه "شخص غبي". وقال ترامب إن الولايات المتحدة جمعت نحو 88 مليار دولار من الرسوم الجمركية الدولية، مشددًا على أن البلاد لا تشهد تضخمًا، وهو ما اعتبره دافعًا قويًا لخفض أسعار الفائدة. وجدد ترامب دعوته لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة، لكنه عبّر عن تشاؤمه من اتخاذ هذا القرار، قائلًا: "لدينا، بصراحة، شخص غبي في الاحتياطي الفيدرالي.. على الأرجح، لن يخفض الفائدة اليوم". وتأتي تصريحات ترامب في وقت ترقب شديد في الأسواق العالمية لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بشأن الفائدة، وسط نقاشات محتدمة حول توقيت وجدوى أي خفض محتمل في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية القائمة.

ترامب: لا أستطيع الجزم بشأن قصف إيران
ترامب: لا أستطيع الجزم بشأن قصف إيران

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 26 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

ترامب: لا أستطيع الجزم بشأن قصف إيران

وقال ترامب: " إيران تواصلت معنا. إيران تواجه مشكلات كثيرة وتريد أن تتفاوض. هناك فارق كبير بين الوضع الآن وقبل أسبوع". وأضاف: "لقد اقترحوا أن يأتوا إلى البيت الأبيض. إنهم عاجزون تماما وليس لديهم أي دفاع جوي". وذكر ترامب: "الأسبوع المقبل سيكون حاسما، ربما لن نستكمل الأسبوع". وقال ترامب ردا على سؤال عن الزعيم الإيراني علي خامنئي: "حظا سعيدا". وأوضح: "على إيران أن تستسلم وأن تتخلى عن برنامجها النووي. لا أعلم كم ستصمد إيران. تضررت قدرات إيران العسكرية بشكل كبير". وتابع: "أبلغت نتنياهو أن يستمر". وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأميركي إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، قائلا إن صبره بدأ ينفذ وهو يعلم أين يختبئ مرشد إيران، على حد قوله.

عسكري أردني سابق: صواريخ إيران انتقلت من الخطاب إلى التنفيذ.. وإسرائيل تواجه أزمة دفاعية
عسكري أردني سابق: صواريخ إيران انتقلت من الخطاب إلى التنفيذ.. وإسرائيل تواجه أزمة دفاعية

البوابة

timeمنذ 36 دقائق

  • البوابة

عسكري أردني سابق: صواريخ إيران انتقلت من الخطاب إلى التنفيذ.. وإسرائيل تواجه أزمة دفاعية

قال الفريق ركن الدكتور قاصد محمود، نائب رئيس أركان الجيش الأردني سابقًا، إن الترسانة الصاروخية الإيرانية لم تعد مجرد تهديد نظري أو إعلامي، بل انتقلت فعليًا إلى مرحلة الاستخدام، مشيرًا إلى أن ما شهدناه خلال الأسبوع الماضي، وما سُمِّي بعمليتي "الوعد الصادق 1 و2"، يُعد بمثابة رسائل واضحة وتجريب عملي لقدرات إيران الصاروخية. وأضاف في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، على قناة القاهرة الإخبارية، أن إيران تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة قد تتجاوز 3000 صاروخ، وهو عدد يكفي تمامًا لمواجهة جغرافيا صغيرة وهشة مثل إسرائيل، مؤكدًا أن بنك الأهداف الإيراني أكثر اتساعًا وتعقيدًا من نظيره الإسرائيلي. وتابع الفريق قاصد: "نظرًا للتفوق الجوي الكبير الذي تتمتع به إسرائيل، سعت إيران إلى بناء قدرات دفاعية وهجومية متطورة لمعادلة هذا التفوق، ونجحت إلى حد كبير في ذلك، وقد باتت قادرة على إطلاق صواريخ من أنواع مختلفة، بعضها متطور جدًا مثل صاروخ 'فتاح'، والذي لم يُستخدم حتى الآن على الأرجح." أجيال متقدمة من الصواريخ الباليستية لم تُكشف بعد وحول ما إذا كانت إيران تحتفظ بصواريخ أكثر فتكًا لم تُعلن عنها، قال: "بالتأكيد. هناك أجيال متقدمة من الصواريخ الباليستية لم تُكشف بعد، وتتميز هذه الصواريخ برؤوس تفجيرية تصل إلى نحو طنين من المتفجرات، أي ما يعادل ضعف أكبر قذيفة لدى إسرائيل، كما أن هذه الصواريخ تتمتع بقدرة عالية على المناورة والذكاء، ما يصعّب مهمة اعتراضها، إذ يمكنها تغيير مسارها أفقيًا وعموديًا، خلافًا للمسار التقليدي المعروف عن الصواريخ الباليستية". وأوضح الفريق محمود أن إيران تستخدم أيضًا صواريخ خداعية لا تحمل متفجرات، الهدف منها استنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، مضيفًا: 'نحن أمام مشكلة حقيقية تواجهها إسرائيل، إذ يوجد نقص واضح في مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي، وعلى جميع المستويات، وهو ما يجعلها في موقف دفاعي بالغ الحرج في حال استمرار التصعيد'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store