
مؤسسة الحريري نظمت 'يوم الإقتصاد الدائري' في صيدا: معرض بيئي وجلسة حول خطة العمل المحلية واختتام 'رالي السفراء الخضر 2025'
وحضر فعاليات هذا اليوم : رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، رئيس بلدية بقسطا الأستاذ ابراهيم مزهر، رئيس بلدية صيدا بالإنابة الدكتور احمد عكرة، واعضاء المجلس البلدي " الأستاذ حسن الزعتري، الأستاذ يوسف طعمة، الاستاذة براء الحريري والأستاذة أنجي عطروني" ، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف، ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب الأستاذ عبد اللطيف الترياقي ومديرو مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار الرسمية والخاصة المشاركة في برنامج السفراء الخضر وفاعليات بيئية واقتصادية وتربوية وأهلية والطلاب المشاركون واهاليهم وفريق عمل مؤسسة الحريري.
معرض الإقتصاد الدائري
انطلقت فعاليات اليوم بإفتتاح معرض الإقتصاد الدائري لأكاديمية التواصل والقيادة والذي شارك فيه طلاب الأندية البيئية في 18 مدرسة رسمية وخاصة بالإضافة الى جناحين لـ Plastc Lab وأناملنا. وتناولت المشاريع المعروضة مواضيع "الطاقة ، المياه، التنوع البيولوجي، واعادة تدوير البلاستيك ..." . كما استقبل المعرض حافلة مرفق إستعادة المواد غير العضوية في بقسطا.
وبعد جولة قامت بها الحريري والحضور على اجنحة المعرض استمعوا خلالها الى شروحات من الطلاب حول مشاريعه وابتكاراتهم البيئية ، افتتحت جلسة حول خطة العمل المحلية للإقتصاد الدائري في صيدا بالنشيد الوطني اللبناني ، وترحيب وعرض من قبل مسؤولة تخضير التعليم في مؤسسة الحريري والمشرفة على تنظيم رالي أندية السفراء الخضر2025 المهندسة مروة أبو عاصي حول خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً بحيث تأتي فعاليات هذا اليوم في إطارها وضمن سياق أهدافها ومجالاتها.
الحريري
وألقت السيدة الحريري كلمة اعتبرت فيها أن" القضايا البيئية لم تعد شأناً محلياً أو قطاعياً فحسب، بل باتت في صلب النقاشات حول مستقبل البشرية ونموذج الحضارة القادمة" وأنّ "البيئة ليست مجرد قطاع بل هي إطار شامل يعاد من خلاله صياغة الإقتصاد والتّعليم والطاقة والنّقل والصّحة العامة". وقالت: إنّها لغة جديدة تتحدّث بها الدول وتُبنى على أساسها التّحالفات والشراكات وتُقيّم عبرها الحكومات والمؤسسات. من هنا، فإنّ انخراط لبنان في هذا المسار العالمي ليس خياراً، بل ضرورة وجودية، وشراكاتنا المحلية والدولية تندرج ضمن هذا السياق الأوسع، حيث نؤكّد مجدداً أنّ لبنان رغم أزماته قادر على أن يكون شريكاً فاعلاً في صياغة عدالة مناخية لأجياله الصاعدة..
وتابعت الحريري: إنّ هذا اللقاء هو تجسيد حيّ لشراكة علمية وإنسانية راقية أسهمت بشكل ملموس في تعزيز الوعي البيئي لدى أجيالنا الصاعدة. ورأت أن "المطلوب اليوم هو وعي مستدام وسلوك مسؤول وسياسات بيئية رشيدة يكون فيها الإنسان شريكاً في حماية الطبيعة لا خصماً لها. وقالت: من هنا، نؤكّد إلتزامنا الجماعي بتعزيز المعارف والمهارات البيئية وبدعم المبادرات الشبابية والمدرسية والمجتمعية، التي تُشكّل اللبنة الأولى في مسار بناء لبنان الأخضر لبنان الذي نريده، وطناً يحتضن بيئته كما يحتضن أبناءه، وطن يعرف كيف يصون ترابه وهواءه ومياهه، ويورّث أبناءه مستقبلاً يليق بأجيال لبنان. شكراً لكلّ يدٍ إمتدّت لتزرع الأمل وتبني الوعي..
عاكوم
ثم قدم المنسق الفني لبرنامج الإستدامة والعمل من اجل المناخ في مؤسسة الحريري ومنسق برامج التدريب في اكاديمية التواصل والقيادة المهندس جهاد عاكوم عرضاً حول أكاديمية التواصل والقيادة (OLA) التي "تهدف لتثقيف وتمكين وإشراك المجتمعات المحلية، من خلال توفير برامج تدريب لبناء القدرات، حيث دربت الأكاديمية حتى اليوم أكثر من 7000 طالب وطالبة من مختلف المناطق اللبنانية. ومع خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً، تم تطوير برامج الأكاديمية لتصبح متخصصة بمجالات العمل من أجل "المناخ، دبلوماسية المناخ، الاستدامة الحضرية والممارسات الدائرية". واشار الى أن برنامج السفراء الخضر هو أول برامج الأكاديمية الخضراء ويهدف لـ"تعزيز التعليم الأخضر، تنمية القدرات القيادية والتحول الرقمي، تعزيز مفاهيم دبلوماسية المناخ والعمل التفاوضي، التمكين وبناء القدرات على المستوى الفردي والمؤسساتي". وقال: أما البرنامج الثاني فهو برنامج الاقتصاد الدائري الذي يتمحور حول تعميم مفاهيم الاقتصاد الدائري والممارسات المستدامة في الفرز من المصدر، وإعادة التدوير إلى الأفضل، والإنتاج والاستهلاك المستدامين وتعزيز التعاون بين الشركاء (المؤسسات والأفراد) لتحفيز المبادرات ذات الصلة.
وعدد عاكوم المجالات الأخرى لبرنامج الإقتصاد الدائري في أكاديمية التواصل والقيادة متوقفاً عند الشراكات والأهداف في كل مجال:
* الإبتكار الدائري بالشراكة مع Plastc-Lab بهدف الإبتكار في التصميم وإعادة التدوير نحو الأفضل .
* مرفق إستعادة المواد غير العضوية في بقسطا بالشراكة مع بلدية بقسطا وبالتعاون مع الشبكة المدرسية لصيدا والجوار لتفعيل المشاركة والمسؤولية الجماعية في تفعيل عملية الفرز من المصدر .
* إعادة تدوير المنسوجات من خلال مركز أناملنا المعني بتدريب المرأة وتأمين فرص العمل لها في مجالات الحرف اليدوية والمنسوجات .
* دائرية المياه عبر مشروع التكيف مع التغير المناخي من خلال الحلول القائمة على الطبيعة لتدوير المياه وإعادة إستخدامها بالشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي AECID .
* أندية السفراء الخضر في الشبكة المدرسية والتي تضمنت 18 نادياً مدرسياً معنية بتفعيل خطط عمل بيئية في المجتمع المدرسي.
صبيح
وقدم الخبير في الاقتصاد الدائري المهندس رالف صبيح عرضاً عن " الخطة المحلية للإقتصاد الدائري في صيدا" بالشراكة مع الإتحاد الأوروبي وUNEP . وتمحور العرض حول الإقتصاد الدائري ومفاهيم خطة العمل المحلية وآلياتها وتوجهاتها وتحليلاتها، مع تسليط الضوء على المجالات التي تم العمل عليها في القطاعات الأساسية الثلاثة: التعليم، المأكولات والمشروبات، والصناعات المحلية، كما وتم إطلاق تقرير خطة العمل المحلية للإقتصاد الدائري عبر الموقع الإلكتروني لبرنامج الإقتصاد الدائري OLACircles.com. .
رالي السفراء الخضر
ثم قدمت مروة ابو عاصي خلاصات برنامج ورالي أندية السفراء الخضر 2025 والتي تهدف لتمكين الطلاب من المواضيع البيئية والمناخ والدائرية ليكونوا سفراء حقيقيين للبيئة. واشارت الى أن البرنامج تركز هذه السنة على مسارين : العمل من اجل المناخ، وشارك فيه 88 طالباً من 18 مدرسة تناولوا التغير المناخي وسبل التخفيف من تأثيراته والتأقلم معه، والإقتصاد الدائري والاستهلاك المستدام وكيفية التخطيط للمشاريع وتقنيات التواصل وقيادة خطط لعمل البيئية. والمسار الثاني شارك فيه 30 طالبا من 9 مدارس وتناول الإقتصاد الأزرق الإرث الثقافي والعمل التفاوضي .
واستعرضت ابو عاصي مراحل رالي السفراء الخضر الذي ركز على "ثقافة الدولة ، المرسوم التنظيمي لوزارة البيئة ، دبلوماسية المناخ، والتعامل مع المؤشرات والأولويات المناخية ، وثقافة السؤال والتعامل مع الذكاء الإصطناعي والإستخدام الصحيح له ".
وفي الختام ، قامت السيدة الحريري بتوزيع شهادات مشاركة لطلاب أندية السفراء الخضر في 18 مدرسة رسمية وخاصة ، ودروع وجوائز لأندية المدارس الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 2 أيام
- ليبانون ديبايت
فضيحة من العيار الثقيل تضرب بيت "الحريري"... صفقة مشبوهة في قلب بيروت وأيام تفصلنا عن "حدث كبير"!
فضيحة مالية جديدة بطلها هذه المرة رجل الأعمال نادر الحريري، الذي يواجه دعوى قضائية أمام النيابة العامة المالية، تتضمّن اتهامات خطيرة تشمل الإفلاس الاحتيالي، والاختلاس، وإساءة الأمانة. اذ تشير معلومات "سبوت شوت"، إلى تورّط مباشر لمصرف "الاعتماد الوطني" في القضية، وهو المصرف الذي يملك الحريري حصة كبيرة فيه. وبحسب المعلومات، فإن الحريري يملك عددًا من العقارات في منطقة الباشورة – بيروت، كان قد عرضها للبيع على مجموعة من رجال الأعمال الذين أسّسوا صندوقًا استثماريًا بمشاركة شخصين وشركتين. وقد جرى إبرام صفقة البيع بموجب اتفاق يتيح للحريري استعادة الملكية بعد سنة ونصف من تاريخ البيع. لمزيد من التفاصيل تابعوا هذا التقرير!


القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
فضيحة مالية جديدة تهزّ القطاع المصرفي: دعوى ضد نادر الحريري ومصرفه
ليبانون ديبايت' في وقتٍ يحاول فيه لبنان الخروج من أعمق أزماته المالية والنقدية، ويكافح من أجل استعادة الحد الأدنى من ثقة المودعين بالقطاع المصرفي، تنفجر فضيحة مالية جديدة بطلها هذه المرّة رجل الأعمال نادر الحريري، الذي يواجه دعوى قضائية أمام النيابة العامة المالية تتضمّن اتهامات خطيرة بـ الإفلاس الاحتيالي والاحتيال والاختلاس وإساءة الأمانة، إلى جانب تورّط مباشر لمصرف 'الاعتماد الوطني' في القضية، وهو المصرف الذي يملك الحريري جزءًا كبيرًا منه. القضية ليست تفصيلًا قانونيًا عابرًا، بل نموذج صارخ عن كيفية التلاعب بعقود الاستثمار، وتوظيف شبكة المصارف الخاصة لاحتجاز أموال الغير والتصرّف بها خلافًا للاتفاقات، ما يُنذر بضرب ما تبقّى من الثقة المتآكلة أصلًا بين المودعين والمصارف، ويستدعي تدخّلًا عاجلًا من حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، قبل أن تتحوّل هذه السوابق إلى نمط خطير في بيئة مالية هشّة. فبحسب معلومات 'ليبانون ديبايت'، كان نادر الحريري يملك مجموعة من العقارات في منطقة الباشورة – بيروت، وقد عرضها للبيع على مجموعة من رجال الأعمال الذين أسّسوا صندوقًا استثماريًا بمشاركة شخصين وشركتين، وتمّت الصفقة بموجب اتفاق يتيح للحريري استرداد الملكية بعد سنة ونصف من تاريخ البيع. إلا أنّ الحريري عاد بعد نحو سنة وشهرين، طالبًا استرداد العقارات لصالح مصرف 'الاعتماد الوطني'، على أن يقوم المصرف ببيعها لاحقًا لمصرف لبنان، ثم تُودع عائدات البيع في حسابات الشركاء الأربعة. وفي الفترة الممتدة بين بيع العقارات للمصرف وإيداع ثمنها في حسابات الشركاء الأربعة داخل 'الاعتماد الوطني'، جرى اتفاق جديد بطلب من نادر الحريري، وافق بموجبه الشركاء على إبقاء الأموال في حساباتهم داخل المصرف، ووقّعوا اتفاقًا تعهّد فيه الحريري بتسديد المبلغ شخصيًا على الشكل الآتي: 10% فور دخول الأموال إلى الحسابات، والباقي على دفعتين خلال ثلاثة أشهر، على أن يقوم الشركاء الأربعة بتحويل المبالغ إلى حساب نادر الحريري عند تسلّم كل دفعة. وتضمّن الاتفاق أيضًا التنازل عن حق استعادة العقارات لصالح نادر الحريري، والأهم أنه نصّ صراحةً على أنه في حال الإخلال بدفع الأقساط في مواعيدها، يصبح الشركاء الأربعة في حلّ من التزامهم بعدم التصرّف بودائعهم. غير أنّ نادر الحريري نكث بالاتفاق، وماطل مرارًا، متذرّعًا بظروف استثنائية، ورفض تسديد الدفعة الأولى، ما دفع أحد الشركاء إلى التوجّه إلى المصرف وسحب مبلغ 200 ألف دولار من حسابه، في خطوة اعتُبرت إقرارًا ضمنيًا بحقوق المودعين على الأموال. الأخطر من ذلك، أن المصرف، وبالتواطؤ مع الحريري، استدرج المستثمرين بشخص مستشارته القانونية لتوقيع كتب يُقرّون بأن نادر الحريري هو صاحب "الحق الاقتصادي" على العقارات كونهم تنازلوا لصالحه عن حق استرداد العقارات، وبذريعة تبرير التحويلات المالية تماشيًا مع متطلبات الامتثال المصرفي. ثم استُخدمت هذه الوثيقة لاحقًا كذريعة لاحتجاز الأموال داخل 'الاعتماد الوطني'، بحجّة أنّ الحق الاقتصادي انتقل إلى نادر الحريري، وبالتالي لم يعد يحقّ لأصحاب الحسابات التصرّف بها. وعندما ذهب الشركاء لسحب أموالهم بعد إخلال الحريري بالتزاماته، جوبهوا برفض المصرف، الذي برّر الموقف بدايةً بـ'أزمة السيولة'، ثم عاد ليؤكّد أنّ نادر الحريري بات فعليًا صاحب الحق الاقتصادي على هذه الحسابات. ويُشار إلى أن المستشارة القانونية للمصرف كانت قد وقّعت على جميع الأوراق والاتفاقيات بين المصرف والمستثمرين من جهة، وبين نادر الحريري والمستثمرين من جهة أخرى، ما يعني أنها والمصرف كانا مطّلعَين بشكل كامل على كافة جوانب العملية، وهو ما يُثبت تورّطهما المباشر. وبهذا يكون المصرف قد تحوّل إلى شريك فعلي في تجميد أموال 'فريش' تخص مودعين شرعيين، لأسباب مرفوضة قانونًا وأخلاقيًا. الملف بات الآن في عهدة النيابة العامة المالية، التي حدّدت جلسة استماع يوم الثلاثاء المقبل لكل من المدير التنفيذي للمصرف، ونادر الحريري نفسه، في دعوى تنطوي على تهم الإفلاس الاحتيالي، وإساءة الأمانة، والاختلاس، والاحتيال بحق نادر الحريري والمصرف. وإذ يضع 'ليبانون ديبايت' هذه الوقائع أمام الرأي العام والجهات المعنية، فإنه يدقّ ناقوس الخطر إزاء الاستخدام الانتقائي للنفوذ المصرفي لحجز أموال المودعين وتجاوز القوانين التجارية والمصرفية، ويدعو صراحةً: • حاكم مصرف لبنان إلى التدخّل الفوري ومباشرة التحقيق الرقابي في سلوك مصرف 'الاعتماد الوطني'؛ • جمعية المصارف إلى إصدار موقف واضح وصريح من هذه الممارسات التي تهدّد مجمل الاستقرار النقدي والائتماني في البلاد. فما يحصل ليس مجرّد خلاف تجاري، بل قضية تمسّ النظام المالي برمّته، وتفتح الباب أمام سابقة خطيرة قد تُستخدم لاحقًا لتبرير احتجاز أموال مودعين بحجج 'اقتصادية' مصطنعة، ما يُعيد البلاد خطوات إلى الوراء في مسار الثقة المفقودة انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون ديبايت
منذ 2 أيام
- ليبانون ديبايت
فضيحة مالية جديدة تهزّ القطاع المصرفي: دعوى ضد نادر الحريري ومصرفه
'ليبانون ديبايت' في وقتٍ يحاول فيه لبنان الخروج من أعمق أزماته المالية والنقدية، ويكافح من أجل استعادة الحد الأدنى من ثقة المودعين بالقطاع المصرفي، تنفجر فضيحة مالية جديدة بطلها هذه المرّة رجل الأعمال نادر الحريري، الذي يواجه دعوى قضائية أمام النيابة العامة المالية تتضمّن اتهامات خطيرة بـ الإفلاس الاحتيالي والاحتيال والاختلاس وإساءة الأمانة، إلى جانب تورّط مباشر لمصرف 'الاعتماد الوطني' في القضية، وهو المصرف الذي يملك الحريري جزءًا كبيرًا منه. القضية ليست تفصيلًا قانونيًا عابرًا، بل نموذج صارخ عن كيفية التلاعب بعقود الاستثمار، وتوظيف شبكة المصارف الخاصة لاحتجاز أموال الغير والتصرّف بها خلافًا للاتفاقات، ما يُنذر بضرب ما تبقّى من الثقة المتآكلة أصلًا بين المودعين والمصارف، ويستدعي تدخّلًا عاجلًا من حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، قبل أن تتحوّل هذه السوابق إلى نمط خطير في بيئة مالية هشّة. فبحسب معلومات 'ليبانون ديبايت'، كان نادر الحريري يملك مجموعة من العقارات في منطقة الباشورة – بيروت، وقد عرضها للبيع على مجموعة من رجال الأعمال الذين أسّسوا صندوقًا استثماريًا بمشاركة شخصين وشركتين، وتمّت الصفقة بموجب اتفاق يتيح للحريري استرداد الملكية بعد سنة ونصف من تاريخ البيع. إلا أنّ الحريري عاد بعد نحو سنة وشهرين، طالبًا استرداد العقارات لصالح مصرف 'الاعتماد الوطني'، على أن يقوم المصرف ببيعها لاحقًا لمصرف لبنان، ثم تُودع عائدات البيع في حسابات الشركاء الأربعة. وفي الفترة الممتدة بين بيع العقارات للمصرف وإيداع ثمنها في حسابات الشركاء الأربعة داخل 'الاعتماد الوطني'، جرى اتفاق جديد بطلب من نادر الحريري، وافق بموجبه الشركاء على إبقاء الأموال في حساباتهم داخل المصرف، ووقّعوا اتفاقًا تعهّد فيه الحريري بتسديد المبلغ شخصيًا على الشكل الآتي: 10% فور دخول الأموال إلى الحسابات، والباقي على دفعتين خلال ثلاثة أشهر، على أن يقوم الشركاء الأربعة بتحويل المبالغ إلى حساب نادر الحريري عند تسلّم كل دفعة. وتضمّن الاتفاق أيضًا التنازل عن حق استعادة العقارات لصالح نادر الحريري، والأهم أنه نصّ صراحةً على أنه في حال الإخلال بدفع الأقساط في مواعيدها، يصبح الشركاء الأربعة في حلّ من التزامهم بعدم التصرّف بودائعهم. غير أنّ نادر الحريري نكث بالاتفاق، وماطل مرارًا، متذرّعًا بظروف استثنائية، ورفض تسديد الدفعة الأولى، ما دفع أحد الشركاء إلى التوجّه إلى المصرف وسحب مبلغ 200 ألف دولار من حسابه، في خطوة اعتُبرت إقرارًا ضمنيًا بحقوق المودعين على الأموال. الأخطر من ذلك، أن المصرف، وبالتواطؤ مع الحريري، استدرج المستثمرين بشخص مستشارته القانونية لتوقيع كتب يُقرّون بأن نادر الحريري هو صاحب "الحق الاقتصادي" على العقارات كونهم تنازلوا لصالحه عن حق استرداد العقارات، وبذريعة تبرير التحويلات المالية تماشيًا مع متطلبات الامتثال المصرفي. ثم استُخدمت هذه الوثيقة لاحقًا كذريعة لاحتجاز الأموال داخل 'الاعتماد الوطني'، بحجّة أنّ الحق الاقتصادي انتقل إلى نادر الحريري، وبالتالي لم يعد يحقّ لأصحاب الحسابات التصرّف بها. وعندما ذهب الشركاء لسحب أموالهم بعد إخلال الحريري بالتزاماته، جوبهوا برفض المصرف، الذي برّر الموقف بدايةً بـ'أزمة السيولة'، ثم عاد ليؤكّد أنّ نادر الحريري بات فعليًا صاحب الحق الاقتصادي على هذه الحسابات. ويُشار إلى أن المستشارة القانونية للمصرف كانت قد وقّعت على جميع الأوراق والاتفاقيات بين المصرف والمستثمرين من جهة، وبين نادر الحريري والمستثمرين من جهة أخرى، ما يعني أنها والمصرف كانا مطّلعَين بشكل كامل على كافة جوانب العملية، وهو ما يُثبت تورّطهما المباشر. وبهذا يكون المصرف قد تحوّل إلى شريك فعلي في تجميد أموال 'فريش' تخص مودعين شرعيين، لأسباب مرفوضة قانونًا وأخلاقيًا. الملف بات الآن في عهدة النيابة العامة المالية، التي حدّدت جلسة استماع يوم الثلاثاء المقبل لكل من المدير التنفيذي للمصرف، ونادر الحريري نفسه، في دعوى تنطوي على تهم الإفلاس الاحتيالي، وإساءة الأمانة، والاختلاس، والاحتيال بحق نادر الحريري والمصرف. وإذ يضع 'ليبانون ديبايت' هذه الوقائع أمام الرأي العام والجهات المعنية، فإنه يدقّ ناقوس الخطر إزاء الاستخدام الانتقائي للنفوذ المصرفي لحجز أموال المودعين وتجاوز القوانين التجارية والمصرفية، ويدعو صراحةً: • حاكم مصرف لبنان إلى التدخّل الفوري ومباشرة التحقيق الرقابي في سلوك مصرف 'الاعتماد الوطني'؛ • جمعية المصارف إلى إصدار موقف واضح وصريح من هذه الممارسات التي تهدّد مجمل الاستقرار النقدي والائتماني في البلاد. فما يحصل ليس مجرّد خلاف تجاري، بل قضية تمسّ النظام المالي برمّته، وتفتح الباب أمام سابقة خطيرة قد تُستخدم لاحقًا لتبرير احتجاز أموال مودعين بحجج 'اقتصادية' مصطنعة، ما يُعيد البلاد خطوات إلى الوراء في مسار الثقة المفقودة.