logo
ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية

ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية

الجزيرة٠٣-٠٦-٢٠٢٥
على خطى كثير من الباحثين والمحللين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين، يسير الباحث العسكري والضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية الدكتور مايكل ميليشتاين في التحذير من أن إسرائيل تسلك مسارا انتحاريا على الساحة الدولية.
ويؤكد ميليشتاين أن إسرائيل تدفع بنفسها نحو عزلة متزايدة تهدد موقعها الإستراتيجي، وتضعها في مواجهة مع أصدقائها التقليديين، في ظل غياب أي رؤية سياسية أو إستراتيجية واضحة للخروج من الحرب المستمرة في غزة.
ويحمل المقال الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عنوانا لافتا: "هكذا تصبح إسرائيل دولة منبوذة"، ويقول فيه ميليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب، إن إسرائيل لم تعد قادرة على مواصلة تعليق التدهور في صورتها الدولية على مشاجب "العلاقات العامة السيئة" أو "معاداة السامية"، بل باتت تواجه انهيارا إستراتيجيا ناتجا عن غياب البوصلة وغياب القيادة، وسط شعارات لا تنتهي عن "النصر الكامل" و"الحرب الأبدية".
عزلة متزايدة
ويشير ميليشتاين إلى أن إسرائيل ترد على التحديات الدولية المتزايدة بسلوك يشبه "الانتحار"، خاصة في ظل المداولات الدولية المرتقبة، وعلى رأسها الاجتماع المشترك الفرنسي-السعودي في الأمم المتحدة في 17 يونيو/حزيران الحالي، والذي يُتوقع أن يشهد توجها واسعا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويقول: "رد إسرائيل هو التهديد باتخاذ خطوات أحادية الجانب، مثل ضم أراض في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ما لا يؤدي فقط إلى تقويض ما تبقى من علاقاتها مع الدول العربية ودفن إمكانية التطبيع مع المملكة العربية السعودية، بل يفتح الباب لسيناريو الدولة الواحدة"، وهو الذي يعتبره الضابط الإسرائيلي "الخطر الأكبر على الرؤية الصهيونية نفسها".
وفي وصفه لحال إسرائيل في المحافل الدولية، يلفت ميليشتاين إلى أن دولا حليفة مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا تجد صعوبة متزايدة في الدفاع عن إسرائيل، خاصة في ظل حربها على غزة، والتي لا يراها أحد -بحسب تعبيره – كحرب ذات هدف إستراتيجي واضح، بل كحملة مفتوحة تصاحبها تصريحات "مهووسة بالدمار والسحق" تصدر عن وزراء الحكومة.
ويضيف: "هذه الصورة تولّد انطباعا عن إسرائيل كدولة متطرفة لا تعبأ بالرأي الدولي، وتندفع خلف رؤى مسيحانية، ونتيجة لذلك يزداد الزخم في أروقة السياسة الدولية حول فكرة مقاطعة إسرائيل وتقليص العلاقات معها".
وفي هذا السياق، يرى ميليشتاين أن إسرائيل ترفض الاعتراف بأن ذكرى هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تتآكل وتنسى دوليا، ولم تعد كافية لتبرير استمرار الحرب في غزة، خاصة أن الصور التي تصل إلى الجمهور العالمي من دمار ودماء أصبحت المعيار الذي يتم عبره الحكم على إسرائيل وليس ما تزعمه من دوافع أمنية.
ويضيف: "لا يمكن مواصلة اتهام تراجع الدعم الدولي للدعاية ضد الفلسطينيين أو معاداة السامية، لأن العالم يرى بوضوح دولة تتحرك بلا إستراتيجية منظمة، وتتمسك فقط بشعارات القوة والغلبة".
وينتقد الضابط الإسرائيلي ما يسميه "الوهم الخطير" بأن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في كل سيناريو. ويذكّر بمفاجآت سابقة تمثلت في حوارات أجرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران، وتفاهماتها مع الحوثيين، وحتى المحادثات غير الرسمية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويشير إلى أن إسرائيل لا تزال تؤمن بأن حل قضية غزة يكمن في "ترحيل" سكانها، بينما هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتشبث بهذه الفكرة!
ويقول: "هذا التوجه لا يُقوّض فقط علاقات إسرائيل الدولية، بل يثبت أنها لم تستوعب بعد حجم التغير في المزاج الدولي".
تحذير ودعوات
من ناحية ثانية، يحذر ميليشتاين من أن الوضع في الضفة الغربية يتجه أيضا نحو انفجار سياسي ودبلوماسي، خاصة في ظل تنامي الاعتراف الدولي بفلسطين، وهو ما يعكس استمرار الفكر الإسرائيلي القديم الذي انهار في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي يقوم على إمكانية "إدارة" الصراع الفلسطيني من دون حله.
كما يحذر من غياب التركيز على التهديد الإيراني، ويقول إن إسرائيل قد تحقق مكاسب ميدانية في غزة لكنها ستخسر في المواجهة الأهم: "إسرائيل قد تحتل غزة، لكنها ستواجه ترسانة نووية إيرانية تشكّل التهديد الوجودي الأكبر الذي كان يجب أن تنصب عليه كل جهودها"، وفق تعبيره.
ويختم الضابط الإسرائيلي مقاله بدعوة صريحة لوقف "دوامة الحرب الأبدية"، مشددا على أن على إسرائيل أن تبدأ بمراجعة ذاتها، والاعتراف بضرورة إعادة تأهيل العلاقة مع العالم، وصياغة إستراتيجية طويلة الأمد تجاه غزة.
كما يدعو إلى معالجة "الصدمة المجتمعية" التي تعيشها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتوجه نحو مرحلة من التعافي الداخلي تتضمن إطلاق سراح المختطفين، وفتح حوار داخلي حول قضايا شائكة مثل العلاقة بين الدولة والحريديم، وبين العرب واليهود، وكذلك البدء بتحقيق وطني شامل في إخفاقات الحرب، مؤكدا أن الوقت يمرّ، وكل تأخير يجعل الفشل التالي أكثر خطورة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكنيست يقر مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وغور الأردن
الكنيست يقر مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وغور الأردن

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

الكنيست يقر مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وغور الأردن

أيد الكنيست الإسرائيلي مقترحا يقضي بضم الضفة الغربية وذلك بأغلبية 71 نائبا من إجمالي 120. وقد بدأ الكنيست الإسرائيلي مداولات تهدف إلى التصويت على مشروع قرار يتبنى دعوة تدعم فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة. وقدّم مشروع القرار عدد من أعضاء الائتلاف الحاكم قبيل خروج الكنيست للعطلة الصيفية. ودعم مشروع القرار جميع أحزاب الائتلاف الحاكم وحزب "إسرائيل بيتنا" المعارض. وعبر وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين عن دعمه لمشروع القرار؛ وقال إنه سيصوّت من أجل اعتماده. كما دعا يسرائيل غانتس رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات بنيامين، الحكومة إلى تنفيذ القرار وتحويله إلى واقع ملموس. وأضاف غانتس أن السيادة على هذه المناطق خطوة ضرورية لتعزيز أمن إسرائيل، بحسب تعبيره. كما أعلن أعضاء الكنيست من أحزاب "الصهيونية الدينية" و"الليكود" و"شاس" و"إسرائيل بيتنا" المعارض دعمهم لمشروع القرار. ولا يعد مشروع القرار قانونا نافذا، بل هو إعلان موقف، كما لا يعد ملزما للحكومة الإسرائيلية المخولة باتخاذ قرارات من هذا النوع. وطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في كلمة له بالكنيست بسيطرة إسرائيلية كاملة ومطلقة على قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب. انتقادات عربية بالكنيست في المقابل، انتقدت المعارضة الإسرائيلية مشروع القرار، وقال ممثل حزب العمل إن الهدف منه هو التغطية على فشل حكومة بنيامين نتنياهو "الدموية" على كافة الصعد والتستر على فشلها في إدارة الحرب على غزة، وتمكين المتزمتين من التهرب من الخدمة العسكرية. واقترحت القائمة العربية الموحدة باسم رئيسها منصور عباس مشروع قرار مضاد يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تعيش بأمن وسلام وشراكة. واقترح عضو الكنيست عن القائمة العربية المشتركة أحمد الطبيب مشروعا بديلا يطالب باحترام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وقال الطيب إن مشاريع الاحتلال في الضفة الغربية هي بمثابة تطهير عرقي، كما دعا إلى إنهاء الحرب على غزة، ووقف التجويع فيها والاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.

أمنستي: تجويع غزة سياسة إسرائيلية ممنهجة وجريمة حرب تتطلب تحركا دوليا عاجلا
أمنستي: تجويع غزة سياسة إسرائيلية ممنهجة وجريمة حرب تتطلب تحركا دوليا عاجلا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

أمنستي: تجويع غزة سياسة إسرائيلية ممنهجة وجريمة حرب تتطلب تحركا دوليا عاجلا

حذرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) من خطورة استمرار إسرائيل في سياسة التجويع الجماعي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ، وهي ما وصفتها بأنها تنطوي على جريمة إبادة جماعية وفقا للقانون الدولي. وأشارت أمنستي إلى أن ما تقوم به إسرائيل جريمة حرب متعمدة تفرضها إسرائيل كأداة للعقاب الجماعي ووسيلة ضغط عسكرية، في واحدة من أكثر جرائم الحرب وضوحًا أمام العالم منذ عقود. وقال عمر شاكر مدير منظمة العفو الدولية في إسرائيل وفلسطين إن النداءات اليائسة من الفلسطينيين الجائعين في غزة لا ينبغي للعالم أن يتجاهلها، داعيا الدول لاستخدام نفوذها فورا من أجل وقف سياسة التجويع الجماعي وإنقاذ الأرواح، عبر فرض حظر السلاح على إسرائيل وفرض عقوبات محددة على مسؤولين إسرائيليين ووقف أي امتيازات تجارية معها حتى رفع الحصار. وفي مقال مؤثر، أشار شاكر إلى معاناة طفلته عندما تعرضت لمرض خطير كاد يودي بحياتها، قبل أن تنقذها الإمكانيات الطبية المتوفرة في الولايات المتحدة. وشدد على أن أطفال غزة، في ظل العدوان والحصار الإسرائيلي المستمر، لا يحظون بأي فرصة مشابهة للعلاج، حيث تفتك المجاعة والأمراض وآثار القصف بآلاف الأطفال والرضع في ظل غياب الغذاء والرعاية الأساسية. وتوثق تقارير وزارة الصحة في غزة وفاة 33 مدنيا بسبب سوء التغذية خلال يوليو/تموز فقط، في حين تؤكد بيانات أممية أن القطاع الفلسطيني المنكوب يواجه مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات المجاعة لا سيما بين الأطفال، مع توقع بتفاقم الأزمة في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. وأكدت أمنستي أن سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل ليست نتيجة ظروف طارئة، بل هي نتاج قرار مدروس لاستخدام سلاح الجوع لإخضاع السكان، مما يرقى لجريمة إبادة جماعية وفقا للقانون الدولي. ورغم دعوات 28 دولة مؤخراً لرفع الحصار وتدفق المساعدات الإنسانية، شدد شاكر على أن المواقف الدولية وحدها غير كافية، وأنه بات واجبًا عمليًا على الحكومات فرض عقوبات وإجراءات رادعة ضد إسرائيل حتى تلتزم بواجباتها القانونية وتسمح بدخول الإغاثة دون قيود. واختتم شاكر بالقول "تخيل أنك تشاهد أطفالك يبكون بحرقة من الجوع ولا تقوى على فعل شيء. هذه هي صرخات غزة التي يجب أن تصغي لها الإنسانية، فالتاريخ لن يغفر تقاعس العالم عن مواجهة جريمة بهذا الوضوح".

41 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم وجيش الاحتلال ينهي عملياته بدير البلح
41 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم وجيش الاحتلال ينهي عملياته بدير البلح

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

41 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم وجيش الاحتلال ينهي عملياته بدير البلح

أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 41 فلسطينيا، بينهم اثنان من طالبي المساعدات، في الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم الأربعاء، ليرتفع إلى 113 شهيدا و534 مصابا خلال الـساعات الـ24 الماضية. وقالت مصادر في مستشفى العودة إن 4 من طالبي المساعدات استُشهدوا اليوم بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة. وأظهرت صور على مواقع التواصل انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات من تحت أنقاض منزل وسط القطاع، قصفته قوات الاحتلال. وذكر مصدر في مستشفى الأقصى أنه جرى انتشال جثماني شهيدين من منطقة البركة في مدينة دير البلح وسط القطاع. كما استُشهد فلسطيني وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات. وفي مدينة غزة شمالا، أفادت مصادر في مستشفى الشفاء باستشهاد الصحفية ولاء الجعبري وخمسة من أطفالها في غارة إسرائيلية على حي تل الهوا بالمدينة. أما جنوبي القطاع، فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن البحرية الإسرائيلية هاجمت مركب صيد واعتقلت صيادين قبالة مدينة خان يونس. وأفادت مصادر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد عدد من الفلسطينيين، وإصابة آخرين، إثر قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية واستهدف مجموعة من الفلسطينيين في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة. كما أعلنت مصادر طبية استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 40 آخرين بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح. من جهتها، قالت وزارة الصحة في القطاع إن مستشفيات غزة استقبلت 113 شهيدا و534 مصابا خلال الـساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 59 ألفا و219 شهيدا، و143 ألفا و45 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. يأتي ذلك فيما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش أنهى عملياته في دير البلح، وانسحب منها صباح اليوم الأربعاء، كما نقلت عن ضابط كبير أنه من غير المستبعد أن يعود الجيش للعمل في وسط القطاع. كما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته مستمرة في تدمير البنى العسكرية في شمال قطاع غزة. يشار إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية -بدعم أميركي- على قطاع غزة خلفت أكثر من 201 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store