
"مقترح جديد" في مفاوضات غزة.. "هدنة مؤقتة" و"صفقة شاملة" لتبادل الأسرى
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس "حماس"، في تصريحات لـ"الشرق"، إن وفد الحركة برئاسة خليل الحية، سيلتقي، الأربعاء، بمدير المخابرات المصرية اللواء، حسن محمود رشاد، مشيراً إلى أن اللقاءات مع المسؤولين المصريين "تناقش سبل وقف حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجهود استئناف المفاوضات وإدخال المساعدات بكميات كافية"، لافتاً إلى أن "المشاورات التي يجريها الوفد في مصر ستتناول أيضاً العلاقات الفلسطينية الداخلية، من أجل التوصل إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية".
وثمن النونو ما وصفه بـ"الدور العظيم" الذي تقوم به مصر باتجاه القضية الفلسطينية، لا سيما "جهودها لوقف العدوان في غزة والضفة الغربية والقدس"، وجهودها في "إدخال المساعدات إلى قطاع غزة".
ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني
وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ"الشرق"، إن القاهرة ستستضيف اجتماعات للفصائل الفلسطينية "قريباً"، لبحث "ترتيب الوضع الداخلي"، خصوصاً ما يتعلق بـ"اليوم التالي للحرب"، وإدارة شؤون القطاع بعد انتهاء الحرب.
وأضاف المصدر، أن "مصر تجري اتصالات للدفع باتجاه ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".
وفي وقت سابق، الأربعاء، ذكرت "حماس" في بيان، أن وفد الحركة المفاوض، برئاسة خليل الحية، سيبحث في القاهرة، "المحادثات التمهيدية"، و"سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، والعلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها".
وانهارت أحدث جولة من المحادثات غير المباشرة في قطر بعدما وصلت إلى طريق مسدود في أواخر يوليو الماضي، بعد الفشل في إحراز تقدم بشأن اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
في المقابل، تدرس إسرائيل إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، للاجتماع مع مسؤولين قطريين كبار، في إطار جهود استئناف المفاوضات، حسبما أفاد مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصدرين مطلعين.
وذكر مراسل الموقع الأميركي، عبر منصة "إكس"، أن هذه المحادثات المرتقبة، ستتناول الجهود الرامية إلى صياغة "اتفاق شامل ينهي الحرب" على غزة، ويضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لن توافق على اتفاق يتم بموجبه الإفراج عن بعض المحتجزين فقط في قطاع غزة، وأضاف في مقابلة مع تلفزيون I24 NEWS الإسرائيلي، الثلاثاء: "لن أعود إلى الاتفاقات الجزئية... أريدهم (المحتجزين الإسرائيليين) جميعاً"، فيما تضغط الولايات المتحدة لإبرام "صفقة شاملة".
خطة إسرائيلية جديدة لاجتياح غزة
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مصادقة رئيس الأركان، إيال زمير، على "الفكرة المركزية والأساسية لخطة الهجوم على غزة"، والتي أقرتها حكومة نتنياهو.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان، عبر منصة "إكس"، أن "رئيس الأركان طالب برفع جاهزية القوات، والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط".
وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، في وقت سابق، إن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) يجرون "اتصالات ماراثونية حثيثة" مع إسرائيل وحركة "حماس"، في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل حدوث اجتياح إسرائيلي شامل جديد لمدينة غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية وهجماته على القطاع، إذ شن خلال الساعات الماضية قصفاً مكثفاً على مناطق عدة في قطاع غزة، وقتل منذ فجر الأربعاء إلى منتصف النهار، نحو 41 فلسطينياً.
وبحسب السلطات الصحية في قطاع غزة، فقد قتل الجوع، 5 أشخاص آخرين، بينهم طفلان، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الغذاء والماء والدواء إلى القطاع.
وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن الوفيات الجديدة ترفع عدد ضحايا التجويع إلى 227، بينهم 103 أطفال، منذ اندلاع الحرب.
وقتلت إسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، أكثر من 61 ألف فلسطيني، فيما تشير إحصاءات أممية إلى أن 70% من الضحايا أطفال ونساء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 24 دقائق
- الوئام
قمة القطبين في ألاسكا.. 'ترمب'.. عين على نوبل.. والأخرى على بوتين
كتب: فهيم حامد الحامد محلل استراتيجي في مشهدٍ جيوستراتيجي عالمي لن يخلو من المكاسب السياسية الشخصية سواء على المستوى الداخلي والخارجي، يُنظر إلى اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيعقد غدا ، في ألاسكا بالقاعدة العسكرية في مدينة أنكوراج، كأكثر من مجرد اجتماع بين زعيمي قوتين نوويتين متنافستين على جميع الصُعد بامتياز، كونه لقاءً يجمع بين طموح شخصي أمريكي جامح لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية والعسكرية السريعة، ورغبة روسية تقليدية كامنة في استعادة مكانتها كندٍ موازٍ للغرب وداعم الصين والهند في معركته مع مراوغات البيت الأبيض.. ترمب ولقاء تحقيق الأمنيات وفيما يسعى الكرملين من الخروج من عزلته، يضع ترامب نصب عينيه عندما يلتقى نظيره بوتين على جائزة نوبل للسلام بعد تحقيقه السلام بين الهند وباكستان واتفاق أذربيجان وأرمينيا، ووقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند بوساطة أمريكية؛ وينافح من أجل تحقيق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويطمح في تحقيق اختراق كبير في مسار القضية الأوكرانية ليصبح صانع السلام.. ترمب المعروف بنزعته في مسار المسرحيات السياسية، يرى في مثل هذه القمم منصة لحصد المكاسب المعنوية السياسية، والترويج لنفسه كصانع سلام عالمي يطمح من خلاله لنيل 'جائزة نوبل للسلام'، وهي فكرة لم يُخفِ إعجابه بها في مناسبات سابقة، وعينه على جائزة نوبل ليست خفية، بل يلوّح بها دائمًا ضمن سردية 'الرئيس المختلف' القادر على فتح قنوات حوار حتى مع الخصوم التاريخيين وينهي صراعات دامت عقودًا على حد زعمه. منطلقات البراغماتية السياسية وينظر ترمب للزعيم الروسي بوتين، ليس بمنظور الإعجاب، بل من منطلق البراغماتية السياسية كونه لا يرى في روسيا مجرد خصم جيوسياسي، بل ورقة تفاوضية يمكن توظيفها في الضغط على الحلفاء الأوروبيين، أو في موازنة النفوذ الصيني الصاعد أو إنهاء الأزمة الأوكرانية. قيصر روسيا واوراق التأثير أما بالنسبة لقيصر روسيا، فهو يدرك أن أي انفتاح على ترمب قد يُعيد لموسكو بعض أوراق التأثير السياسية التي فُقدت، خاصة في ظل العزلة الغربية المتزايدة. ولذلك، يُعد هذا اللقاء المحتمل محاولة لإعادة تشكيل محاور القوة السياسية وربما الاقتصادية، وربما أيضا يعد اختبارًا مبكرًا لمستقبل التوازنات الدولية. ترمب والترشيحات لنوبل ويُعدّ أحدث ترشيح لجائزة نوبل للسلام مؤشرًا جديدًا آخر على الدور الذي لعبه ترامب في محاولة التدخل في الأزمات العالمية، ويأتي بعد الترشيحات التي قُدّمت أو وعدت بها دول أخرى مثل باكستان وأذربيجان ولا يُمكن أخذ هذه الترشيحات المُجاملة بمعزل عن محاولاتٍ لكسب معاملة تفضيلية من زعيم أكبر اقتصاد وأقوى جيش في العالم. وفي حال فوزه، سيصبح ترامب خامس رئيس أمريكي ينال جائزة نوبل بعد تيودور روزفلت وودرو ويلسون وجيمي كارتر وباراك أوباما. وسيتم الإعلان عن الجائزة في أكتوبر. ورغم الترشيحات التي قُدّمت لترمب، إلا هناك منتقدين له؛ بيد أنه في حالة نجاح ترامب في قمة ألاسكا في الوصول لوقف الحرب الروسية الأوكرانية فإن ترامب يكون قد رشّح نفسه بامتياز لنيل جائزة نوبل والتي يطمح للحصول عليها أسوة بالرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي فاز بها عام 2009 بعد عام واحد من ولايته الأولى، وربما لسبب 'كيدي'، إذ كان ترامب قد سخر من فوز أوباما بالجائزة، وقال آنذاك إنه لا يعرف 'لماذا حصل عليها'. ترمب والجدليات السياسية ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، لم يُخفِ الرئيس الأمريكي ترمب طموحه الواضح في نيل جائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن مبادراته السياسية تستحق هذا التكريم العالمي. فالرجل الذي أحدث جدلاً واسعاً خلال فترته الرئاسية الأولى، عاد ليطرح نفسه من جديد كصانع سلام، مستندًا إلى سجله في قضايا دولية شائكة. زخم اتفاقيات ابراهام يرى ترمب أن اتفاقيات 'أبراهام' التي وقّعتها إدارته بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في فترته الأولى، تشكّل علامة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط وإنهاء الصراع مع اسرائيل ، وتمثّل اختراقًا سياسيًا لم يتحقق منذ عقود. هذه الاتفاقيات بالفعل أكسبته بعض الترشيحات لجائزة نوبل، لكنها لم تُترجم إلى فوز فعلي، وسط تشكيك في دوافعها واستمراريتها وجوانبها الانتخابية . ديمومة الاستمرار في الواجهة ويبدو أن ترمب يُراهن الآن على مسارات جديدة تعيد اسمه إلى الواجهة السياسية ، منها التقارب المفاجئ مع باكستان، ودعوته للتهدئة في غزة، والترويج لدبلوماسية 'السلام عبر الضغط الاقتصادي'، وهي نظرية جديدة يسوّقها كمزيج بين الردع والتهدئة ودخوله على خط تحقيق الهدنة بين الهند وباكستان وأذربيجان وأرمينيا. نوبل والشعارات والمصالحات لكن طريق نوبل ليس معبّداً بالشعارات والمصالحات فحسب. فالمجتمع الدولي يُقيّم السلام بناءً على نتائجه المستدامة، لا صفقات اللحظة أو تحقيق الصفقات للوصول إلى المصالح. وتظل مسألة منح ترمب نوبل للسلام خاضعة لتوازنات السياسة، ولجنة الجائزة المستقلة، التي تأخذ في الاعتبار الأثر الحقيقي على الشعوب، لا مجرد تحركات تكتيكية أو إعلامية. الأسكا .. مصالح وطموحات في المحصلة، فإن قمة ألاسكا هي لقاء القطبين العالميين ومرتبط ما بين الطموحات الشخصية بالمصالح الإستراتيجية، بين زعيم يرى نفسه مستحقًا لـ'نوبل'، وآخر لا يمانع منحها إذا أعادت لروسيا مجدها الضائع. كلمة السر..أوكرانيا إذًا قمة ألاسكا هي قمة مصالح بامتياز، وقد يوافق ترمب بإعطاء بوتين ما يريده في أوكرانيا لكي يدخل التاريخ من بوابة نوبل، لكن السلام الحقيقي لا يُصنع فقط بتوقيعات على الورق أو وعود انتخابية. السباق نحو نوبل يتطلب مصداقية، وديمومة، وأثرًا إنسانيًا، وهو ما لا يزال موضع جدل في تجربة ترمب السياسية حتى الآن. خصوصًا في ظل ضياع حقوق الفلسطينيين المشروعة، فلا سلام حقيقي ولا أمن مستدام ولا منح جائزة نوبل لأي شخص حتى عودة الحقوق الشرعية للفلسطينيين والإعلان عن دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس. وأخيرا تظل قمة ألاسكا ذات طعم سياسي خاص؛ لاسيما أن عين ترمب في الأسكا ستكون على جائزة نوبل.. والأخرى على الداهية فلاديمير بوتين.


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
روسيا وأوكرانيا تُجريان تبادلاً جديداً لأسرى الحرب
تبادلت موسكو وكييف 84 أسير حرب من كل طرف، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الخميس)، عشية قمة مرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب، ستبحث مسألة النزاع في أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان: «عاد 84 عسكرياً روسياً من الأراضي الواقعة تحت سيطرة نظام كييف. في المقابل تمّ تسليم 84 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية». ويشكل تبادل أسرى الحرب وجثث العسكريين، أحد المجالات القليلة التي ما زالت كييف وموسكو تتعاونان فيها، بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. وأجرى الطرفان عمليات تبادل عدة هذا العام شملت آلاف الأسرى، كانت ثمرة محادثات مباشرة بينهما في ثلاث جولات استضافتها مدينة إسطنبول التركية بين مايو (أيار) ويوليو (تموز). وكانت عمليات التبادل هذه هي الثمرة الوحيدة لجولات التفاوض، علماً بأن الطرفين أقرَّا الشهر الماضي بتباعد مواقفهما بشأن تسوية محتملة للنزاع.


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
قصف وغارات وتقدم برّي... كأن إسرائيل بدأت «احتلال غزة»
تشير العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة إلى أن إسرائيل بدأت فعلياً تنفيذ خطتها المتعلقة بالسيطرة على مدينة غزة بشكل أساسي، وذلك من دون أن تعلن رسمياً عن هذه الخطوة، التي بدأت تأخذ منحنى جديداً من خلال توسيع هجماتها في جنوب المدينة. وفعلياً لليوم الرابع على التوالي، يشهد حيّا الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، توسيعاً واضحاً للعمليات العسكرية، من خلال قصف أصاب مباني ومنازل وغير ذلك من المناطق، لكن الساعات الأخيرة وتحديداً فجر الخميس، بدأت القوات البرية الإسرائيلية تتقدم في (شارع 8) الرئيسي القريب من الحيين، وهو شارع يمتد من المناطق الشرقية وصولاً لشارع الرشيد الساحلي غرباً. فلسطينيون يسيرون فيما الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على خان يونس الخميس (رويترز) وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن القوات الإسرائيلية تركز حالياً على تهجير سكان ما تبقى من حي الزيتون، خصوصاً من أجزائها الغربية، إلى جانب حي الصبرة بالكامل، بما في ذلك منطقة المجمع الإسلامي والمناطق القريبة من حي تل الهوى، حيث تسيطر نارياً على تلك المنطقة بالكامل بما فيها منطقة الكلية الجامعية. وبينت المصادر الميدانية أن الهدف من ذلك السيطرة على طول هذه الطريق، بهدف تمكين قواتها البرية من الوصول إليها بسهولة، مشيرةً إلى أن القوات البرية الإسرائيلية فعلياً باتت توجد في أجزاء (شارع 8) الرئيسي مع حيي الزيتون والصبرة في منطقة الصالات ومحيطها، وتسيطر على الشارع نارياً من بعد حتى دوار الدحدوح في تل الهوى، الأمر الذي يؤكد بدء تنفيذ خطة السيطرة على مدينة غزة تدريجياً، بفصلها عن مناطق وسط وجنوب القطاع. ورجحت المصادر أن تبدأ إسرائيل قريباً بالطلب من سكان حي تل الهوى، القريب من الحيين المذكورين، إلى جانب مناطق أخرى من غرب مدينة غزة، النزوح إلى وسط القطاع وجنوبه، ما يشير إلى نيتها السيطرة على أجزاء أخرى من (شارع 8) وصولاً لشارع الرشيد في مراحل مقبلة، وهو أمر يمكن أن يتحقق بسرعة أكبر في حال تم إخلاء تلك المناطق بالسكان، وهو ما تنفذه بالعادة ليس فقط بالمناشير أو الاتصالات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على السكان، وإنما بالقصف الجوي والمدفعي، خصوصاً الأحزمة النارية كما يجري في حيي الصبرة والزيتون خلال الأيام الماضية. دخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على خان يونس الخميس (رويترز) ويبدو أن إسرائيل تهدف للضغط على «حماس» أكثر من خلال مثل هذه التحركات الميدانية، خصوصاً مع استئناف الاتصالات لمحاولة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار من جديد، ووجود وفد من الحركة في القاهرة، ووصول وفد إسرائيلي إلى الدوحة. ويوجد في مناطق غرب مدينة غزة وجنوبها ما لا يقل عن 950 ألف فلسطيني، لا يجدون أمامهم أي خيار للتنقل داخل المدينة أو في شمال القطاع، إذ إن الأجزاء الشرقية من المدينة إلى جانب أن بلدات ومخيمات المنطقة الشمالية للقطاع باتت تحت السيطرة الإسرائيلية رغم تراجع القوات البرية منها. وسيفرض الواقع الأمني الجديد على السكان مغادرة تلك المناطق، على عكس المرة الأولى من عملية اقتحام مدينة غزة وشمال القطاع في نهايات أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبدايات نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، حيث بقي في تلك المناطق ما يقرب من نصف مليون فلسطيني تنقلوا في عدة مناطق من مكان إلى آخر مع توغل القوات الإسرائيلية في كل منطقة كانوا يوجدون فيها. فلسطينيون يحملون جثمان قتيل قُتل بنيران إسرائيلية خارج مستشفى الشفاء بمدينة غزة الخميس (د.ب.أ) وتتم هذه الخطوات على الأرض، تزامناً مع إلقاء طائرات مسيرة إسرائيلية، مناشير عبارة عن تقارير تحريضية ضد قيادة «حركة حماس»، تتهمها بالعيش في الأنفاق في ظروف فاخرة، بينما يعيش السكان في ظروف قاسية فوق الأرض، رغم أن إسرائيل في كل مرة تدعي أنها دمرت كل هذه الأنفاق. ويتزامن ذلك مع استمرار الغارات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وهي أدت منذ فجر الخميس، إلى مقتل 15 فلسطينياً، بعضهم انتشلت جثامينهم من مناطق بحيي الزيتون والشجاعية إثر قصف وقع الأربعاء. وبحسب إحصائية وزارة الصحة بغزة، فإن ما وصل إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال آخر 24 ساعة (من ظهيرة الأربعاء إلى الخميس)، هو 54 قتيلاً، و831 إصابة. ما يرفع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 61776 قتيلاً، و154906جريحاً. جنود إسرائيليون يوجهون دبابة قرب الحدود مع غزة الأربعاء (رويترز) ومن بين مجمل الضحايا، 10251 قتلوا منذ فجر الثامن عشر من مارس (آذار) الماضي، بعد استئناف إسرائيل للحرب على غزة، في أعقاب وقف إطلاق نار مؤقت استمر نحو شهرين. فيما بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، من ضحايا منتظري المساعدات، 22 قتيلاً، و269 إصابة، ليرتفع إجمالي الضحايا ممن وصلوا إلى المستشفيات 1881 قتيلاً وأكثر من 13863 إصابة، منذ نهاية مايو (أيار) الماضي. وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 4 حالات وفاة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 239 حالة وفاة، منهم 106 أطفال.