
عراقجي يفاوض ويتكوف في بيروت
غير صحيح أن وزير خارجية إيران عباس عراقجي قد تفاجأ مما سمعه في لبنان من المسؤولين اللبنانيين. لم تكن مواقف رئيس الجمهورية جوزف عون منذ خطاب قسمه الشهير مفاجئة. ولم تكن مواقف رئيس الحكومة نواف سلام، وهو الذي أعلن انتهاء تصدير الثورة في إيران، مفاجئة. ولم تكن مواقف وزير الخارجية يوسف رجي، وهي سليلة أدبيات "القوات اللبنانية"، مفاجئة. جاء الوزير الإيراني خصيصاً ليسمع ذلك الكلام ويدلي بدلو عاجل.
لا تخرج زيارة الوزير الإيراني عن الهندسات المطلوبة على طاولة مفاوضات إيران مع الولايات المتحدة. يوزّع الوزير على العواصم العربية بين جلسات التفاوض المواقف ويستدرج من زياراته ودّ بيئة إقليمية تحتاجها إيران في مواجهة المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف. ولئن تنصت واشنطن بعناية للجلبة في بيروت بشأن جدل نزع سلاح "حزب الله"، وهو سلاح قراره في إيران، فإن عراقجي حمل معه مجموعة من العبارات ليلقي بها أمام الأميركيين وفي وجه ويتكوف بالذات قبل الجلسة السادسة التي لم يتحدد موعدها.
يعرف الوزير الإيراني أن "هلال" بلاده في المنطقة قد أفَلَ وانقطع "إلى الأبد" حبل الوصل الاستراتيجي بين طهران وبيروت. قضى التحوّل السوري على إمبراطورية الوليّ الفقيه. لم تعد بيروت عاصمة من عواصم إيران في المنطقة. لا يُخرج وزير طهران كلماته في بيروت من جعبة ودّ هابط، بل لأن موازين القوى لا تسمح إلا بالمتاح والمسموح وقد استنتج ذلك جيداً وهو القادم من زيارة للقاهرة ولقاء مع الرئيس المصري.
عرض عراقجي بضاعته على عجل ومنذ أن وطأت قدماه أرض مطار "رفيق الحريري". بالغ حتى بدا الأمر مصطنعاً ثقيلاً في الوعد بفتح صفحة جديدة مع لبنان تُحترم فيها سيادته ووحدته واستقلاله. كاد يقسم أن إيران لن تتدخل في شؤون لبنان وستحترم وتقبل ما يتوافق اللبنانيون عليه. من لم يؤمن بمضمون الكلام هزّ رأسه واعياً لما تمتلكه إيران من نفوذ لدى بعض اللبنانيين لكي تعطّل من خلالهم نعمة التوافق.
وفق عراقجي، فإن حلّ أزمة سلاح الحزب شأن لبناني. كلام حقّ ملتبس يوحي لويتكوف وصحبه بنفوذ تتعفّف إيران عن استخدامه. تقدم طهران لواشنطن أوراق اعتماد في ملفات المنطقة. كان ذلك مخطّطها منذ أن تمدد نفوذها في المنطقة وانتشرت أذرعها تفرض إيران حاملة لمفاتيح الربط والحلّ. فقدت مونتها في غزّة. خفُت وهجها في العراق. أضاعت نهائياً سوريا، وهي ما زالت تتحسّس ما تبقى لها من نفوذ في لبنان لبيع المفاوض الأميركي سلّة من النوايا الحسنة توحي بجهود "معلّقة" لتنفيد القرار الأممي 1701 العزيز على قلب واشنطن وبيروت طبعاً.
شتّان بين زيارة عراقجي الأخيرة وزيارات مستشار المرشد علي لاريجاني ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف في خريف العام الماضي. بدا المسؤولون الإيرانيون المتناوبون على زيارة بيروت يفرضون بغطرسة على حكومة البلد قرار وقف الحرب من عدمه ويمنعون عن لبنان سلماً إذا لم يترافق مع سلم في قطاع غزّة. كانت طهران تعلن عن تموضعها في ذلك الحين من بيروت، وهو تماماً ما يفعله عراقجي هذه الأيام في الإعراب عن تموضع إيراني جديد، أيضاً من بيروت.
قبل أيام نقل إعلام فرنسي عن مصادر في العراق أنها سمعت من مسؤولين إيرانيين كلاماً "سودوياً" بشأن "حزب الله". قالت المصادر إن طهران عاجزة عن ردّ قدر دولي يقضي بنزع سلاح الحزب. بدا الوزير في بيروت ينقل مناخاً ربما فهمه الحزب نفسه حين لم يُسمع على لسان عراقجي لا ذكراً للحزب ولا ذكراً للمقاومة ولا حتى حقّها في الديمومة والبقاء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 36 دقائق
- بيروت نيوز
إعلان حرب ليلة العيد.. كيف يقرَأ التصعيد الإسرائيليّ الأخطر؟!
فيما كان اللبنانيون، ومن ضمنهم سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، يتحضّرون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، شأنهم شأن سائر المسلمين في مختلف المناطق، رغم كلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد منذ الحرب الإسرائيلية التي لم تنتهِ فصولاً بعد، أطلّ أفيخاي أدرعي عبر حسابه على موقع 'إكس' ليعلن أولاً، على طريقته 'التشويقية'، التي ينشد منها بث الذعر والرعب بين المواطنين، عن 'بيان مهمّ وعاجل' إلى سكان الضاحية. ]]> سرعان ما أقرن أدرعي إعلانه 'التشويقيّ'، بإنذار بالإخلاء بدا 'صادمًا' من حيث حجمه، وقد شمل ثمانية مبانٍ في أربع مناطق مختلفة من الضاحية، في آنٍ واحدٍ، ما جعله التصعيد 'الأوسع' على الإطلاق، منذ ما سُمّي باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي، وزعمت إسرائيل أنّها احتفظت بموجبه بما تسمّيه 'حرية حركة' في لبنان، للردّ على ما تعتبره 'مصادر تهديد'، مع كلّ ما ينطوي على ذلك من 'استنسابيّة'. وعلى الرغم من التسريبات التي تحدّثت عن اتصالات ووساطات من أجل محاولة وقف العدوان الإسرائيلي الذي جاء من دون مقدّمات، نفّذت إسرائيل وعيدها، وشنّت سلسلة من الغارات على ما أسمتها بـ'الوحدة الجوية' التابعة لـ'حزب الله'، وما ادّعت أنّها مصانع 'مسيّرات' أقامها الحزب تحت الأرض، بل إنّها 'وسّعته' بإنذار مناطق في الجنوب أيضًا، قبل أن تنهي هجومها على الضاحية، فكيف يُقرَأ هذا التصعيد غير المسبوق منذ اتفاق وقف إطلاق النار؟ التصعيد الأوسع والأخطر.. صحيح أنّ الهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت ليس الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، إذ سبق أن استهدف العدو الإسرائيلي الضاحية لثلاث مرّات، تذرّع في أولها فقط بأسباب 'دفاعية'، وربما 'ردعية'، باعتبار أنّ الاستهداف جاء بعد حادثة إطلاق صواريخ من الجانب اللبناني، لتُضاف الضاحية بعد ذلك إلى 'بنك الأهداف'، ويصبح استهدافها بين الفينة والأخرى، أمرًا 'مألوفًا' لا يحتاج إلى ذرائع، ولو كانت 'واهية' عمليًا. إلا أنّ هجوم ليلة عيد الأضحى يبدو عمليًا مختلفًا عن كلّ الهجمات السابقة، بل عن كلّ خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، سواء تلك التي استهدفت الضاحية الجنوبية أو غيرها، وذلك للعديد من الأسباب، فهو أولاً الهجوم الأوسع على الإطلاق، إذ إنّ الضربات على الضاحية سابقًا، كانت تقتصر على مبنى معيّن، أو منطقة محدّدة، في حين أنّها هذه المرّة شملت أحياء متفرّقة في وقت واحد، وهو ما أعاد إلى الأذهان ذكريات أيام الحرب المشؤومة. ويمكن اعتبار الهجوم على الضاحية 'الأخطر' أيضًا، ليس من حيث الشكل فحسب، ولكن أيضًا من حيث التوقيت، فاختيار ليلة عيد الأضحى تحديدًا لتنفيذه، بدا متعمّدًا وغير عبثي، خصوصًا أنّ أحدًا لا يمكن أن يصدّق، حتى لو أراد مثلاً أن يتبنّى الرواية الإسرائيلية، أنّ العدو اكتشف أنّ 'حزب الله' يصنّع المسيّرات والأسلحة في كلّ هذه المواقع، فجأة في ليلة عيد الأضحى، وهو ما يؤكد أنّ الهدف كان 'تنغيص' فرحة العيد، 'المنغّصة' أصلاً. 'إعلان حرب' لكلّ هذه الأسباب، يعتقد العارفون أنّ التصعيد الإسرائيلي العنيف ليلة عيد الأضحى، يشكّل 'إعلان حرب' بأتمّ معنى الكلمة، خصوصًا أنّ هناك من اعتبر أنّ إسرائيل 'تستدرج' من خلاله 'حزب الله' إلى الحرب مرّة أخرى، وتدعوه ضمنًا إلى الردّ، بما يفتح الباب أمام 'جولة جديدة' من الحرب، إن صحّ التعبير، باعتبار أنّ سكوته على مثل هذه الاعتداءات، والاكتفاء بالتلويح بـ'نفاد الصبر' سيشكّل إحراجًا له في مكانٍ ما. أكثر من ذلك، يشدّد العارفون على أنّ أخطر ما في 'إعلان الحرب' الإسرائيلي هذا، بعيدًا عن تكرار رسالة إسرائيل بأنّها 'صاحبة القول الفصل'، وبأنّها 'تفعل ما تشاء ووقتما تشاء' على الأراضي اللبنانية، هو أنه يضرب بعرض الحائط كلّ ما تقوم به الحكومة اللبنانية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وقد جاء بعد ساعات فقط على إعلان رئيس الحكومة نواف سلام مثلاً، أنّ الجيش فكّك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني. ويندرج في الخانة نفسها، ضرب إسرائيل بعرض الحائط محاولات الجيش الدخول على الخطّ، تنفيذًا لاتفاق بوقف إطلاق النار، عبر الكشف على المباني المهدّدة، والتنسيق مع اللجنة الدولية الموكلة بضمان اتفاق وقف إطلاق النار، من أجل ردع العدو عن تنفيذ تهديداته، ليسارع الجيش الإسرائيلي إلى شنّ غارات تحذيرية، حتى ينسحب الجيش من هذه المباني، وهو ما يدحض عمليًا كلّ 'البروباغندا' التي قام عليها الهجوم. سريعًا، جاءت الردود الرسمية على العدوان الإسرائيلي، الذي اعتبره الرئيس جوزاف عون 'استباحة سافرة لاتفاق دولي، ولبديهيات القوانين، عشية مناسبة دينية مقدسة'، فيما وصفه رئيس الحكومة نواف سلام بأنه 'استهداف ممنهج ومتعمد للبنان وأمنه واستقراره واقتصاده عشية الأعياد والموسم السياحي'.. لكن ماذا بعد هذه الإدانة، التي لم تعد تقدّم وتؤخّر فيما تتمادى إسرائيل أكثر فأكثر، وصولاً إلى 'إعلان الحرب' بهذا الشكل الخطير؟!


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
إيران تحذّر أوروبا من "خطأ استراتيجي كبير"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن طهران سترد بحزم على أي انتهاك لحقوقها، وأن أوروبا تقترب من ارتكاب "خطأ استراتيجي كبير آخر". وقال عراقجي في تصريحات صحفية إنه "في الوقت الذي تقترب فيه أوروبا من ارتكاب خطأ استراتيجي كبير، تذكروا كلامي: إيران لن تتردد في الرد على أي انتهاك". وأضاف أن "المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الجهات غير المسؤولة التي تدفع نحو التصعيد". ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه عراقجي قبل يومين أن طهران ستعلن ردها على المقترح النووي الأمريكي خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن "استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه". كما وصف المقترح الأمريكي المقدم بشأن البرنامج النووي بأنه "غامض". وفي سياق متصل، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "دعم موسكو في الملف النووي الإيراني". ومن جانبه، أعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن استعداد بوتين للمشاركة في مفاوضات بين طهران وواشنطن "إذا دعت الحاجة إلى ذلك".


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
في صحف اليوم: ملف إعادة الاعمار سوف يتحرك بعد عيد الاضحى
نقلت صحيفة "الديار" عن مصادر سياسية مطلعة في كلام رئيس الحكومة نواف سلام الأخير "عودة إلى الواقعية"، بعد الاقرار بأن لبنان في مرحلة مفصلية وامام تحولات تاريخية في المنطقة، ويحتاج إلى اكثر من مئة يوم لتحقيق الانجازات المطلوبة، وقد برر التباطؤ بثقل تراكمات الماضي. وفي هذا السياق، أشارت مصادر الصحيفة إلى أنّ "ملف اعادة الاعمار سوف يتحرك عمليا بعد عيد الاضحى، وذلك من وحي اللقاء بين وفد حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، ويمكن اعتبار المرحلة المقبلة مرحلة الانتقال من الاقوال الى الافعال وستستفيد الحكومة من المسح الذي قام به حزب الله في كافة المناطق اللبنانية، للاستفادة من مبلغ 20 مليون دولار من العراق، و75 مليون يورو من فرنسا و250 مليون من البنك الدولي، وسيتم البدء بالمباشرة رفع الانقاذ والترميم الجزئي والانشائي". وبحسب ارقام الحزب التي قدمت لسلام فإن تكلفة الترميم الجزئي 37 مليون دولار تسمح بعودة نحو 7 آلاف عائلة، و20 الفا سيعودون الى منازلهم في حال انجزت الدولة الترميم الانشائي، وتكون الانطلاقة في المؤتمر المزمع عقده للدولة المانحة في 10 حزيران، وستنطلق اولى الاجتماعات الوزارية بعد عيد الاضحى وسيكون الوزير السابق علي حمية ممثلا لرئيس الجمهورية في تلك الاجتماعات بصفته مستشاره لشؤون اعادة الاعمار.