logo
«بدأت اللعبة»... كيف تتابع واشنطن التصعيد العسكري الإسرائيلي - الإيراني؟

«بدأت اللعبة»... كيف تتابع واشنطن التصعيد العسكري الإسرائيلي - الإيراني؟

الشرق الأوسطمنذ 16 ساعات

«بدأت اللعبة»... بهذه الكلمات، علّق السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على الضربات الإسرائيلية ضدّ إيران، متصدّراً بذلك سلسلة تصريحات جمهورية داعمة لإسرائيل، وتلوحّ بـ«رد أميركي ساحق» على البنى التحتية النفطية لطهران في حال قررت مهاجمة المصالح الأميركية.
ويعكس ردّ فعل غراهام موقف غالبية زملائه الجمهوريين، ولا سيّما بعد تعبيرهم عن مخاوف حقيقية من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، واحتمال احتفاظ الأخيرة بحق التخصيب.
ولم يُخفِ السيناتور جيم ريش ارتياحه للضربات الإسرائيلية؛ إذ قال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران كانت شوكة في خاصرة الشرق الأوسط لسنوات».
السيناتور الجمهوري جيم ريش (رويترز)
وأضاف السيناتور، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن «إسرائيل اتّخذت، الليلة الماضية، إجراءً حاسماً للدفاع عن نفسها ضد العدوان المستمر من قبل النظام الإيراني». وتابع: «لقد كنت على اتصال وثيق مع إدارة ترمب بشأن هذه الضربات، ولديّ أقصى درجات الثقة بأنه سيضمن حماية المصالح الأميركية في الأيام والأسابيع المقبلة.
Game on.Pray for Israel.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) June 13, 2025
لكن زميلته، كبيرة الديمقراطيين في اللجنة، جين شاهين تعارضه الرأي، وتُحذّر من أن الضربات الإسرائيلية تُمثّل تصعيداً مقلقاً للغاية، وأنها تُعرّض المفاوضات النووية والأميركيين في المنطقة للخطر. وفي مفارقة لافتة، دعم الديمقراطيون جهود ترمب في الحرص على فصل المسارين الإسرائيلي والأميركي في هذا الإطار، فقالت شاهين: «أنا أتفق مع الرئيس ترمب في إبعاد الولايات المتحدة عن تصرفات إسرائيل، لكن من غير المرجح أن تميز إيران ووكلاؤها بينهما. هذه لحظة خطيرة للمنطقة والعالم. يجب على إدارة ترمب التحرك بسرعة لتهدئة الوضع».
Read ⬇️@SenatorShaheen's statement on Israel's strikes against Iran pic.twitter.com/monqzh1u80
— Senate Foreign Relations Committee (@SFRCdems) June 13, 2025
وتقول دانا ستراول، نائبة وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط سابقاً، إنه ورغم وجود «بعض الارتباك في الرسائل الواردة من واشنطن»، فإن الجيش الأميركي سيدعم الدفاع عن إسرائيل إذا حاولت إيران الرد».
نتنياهو وترمب ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وخلفه يبدو ويتكوف خلال اجتماع ثنائي في المكتب البيضاوي فبراير الماضي (غيتي)
وأضافت ستراول في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «قرارات ترمب في الأيام المقبلة ستختبر بالتأكيد تحالفه الواسع. فهناك أصوات تدعو ضد المزيد من التورط العسكري في الشرق الأوسط. هو قال إن إيران لا يمكن أن يكون لها برنامج تخصيب محلي، وهناك تحرك في الكونغرس لدعم هذا الموقف. وقد وصلت المفاوضات النووية إلى طريق مسدود مع عدم تغيير إيران لموقفها بضرورة الاحتفاظ بقدرة التخصيب. ويبدو أن ترمب كان مرتاحاً لكسر الإسرائيليين الجمود».
من ناحيته، يشدد غابرييل نورونا، المستشار الخاص السابق لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو، على وجود دعم واسع من الحزبين لإصرار الرئيس الأميركي على عدم استمرار إيران بالتخصيب. وقال نورونا لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون هناك عدد قليل من أعضاء مجلس النواب الذين لا يوافقون، لكن هؤلاء قلّة مقارنة بالغالبية العظمى من الجمهوريين الذين يدعمون إسرائيل بقوة».
رئيس مجلس النواب مايك جونسون في مؤتمر صحافي في 10 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
من جانبه، يتحدّث الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، آري أراميش، عن اختلاف الآراء بين «صقور» الجمهوريين وترمب في هذه المسألة. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن أعضاء الكونغرس، و«خاصة أعضاء مجلس الشيوخ مثل ليندسي غراهام وتوم كوتون، من الجناح المتشدد للحزب الجمهوري، كانوا معارضين إلى حد ما للمفاوضات المستمرة بين ترمب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف من جهة، وإيران من جهة أخرى. لكنهم لم يرغبوا في التدخل أو تقويض الرئيس، لأنه رئيسهم». وأضاف: «إنه رئيس حزبهم، لكن من الواضح أنهم كانوا غير راضين».
من ناحيته، يُرجّح جايسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة «متحدون ضد إيران النووية»، دخول الولايات المتحدة في النزاع، «خاصة في ظل تقارير تشير إلى انسحاب الإيرانيين من المفاوضات النووية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا يزيد من احتمالية اتخاذنا إجراءات مباشرة ضد المواقع النووية في إيران. أعتقد أن الجمهوريين سيدعمون ذلك. أعتقد أيضاً أن الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل من المحتمل أن يدعموه. ربما يكون هناك بعض العناصر الأكثر ليبرالية، بين العناصر التقدمية في الحزب الديمقراطي، الذين سيعارضون ذلك. لكن معظم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين سيدعمونه، والوضع هو نفسه في مجلس النواب».
وفي خضمّ التصعيد السريع في الشرق الأوسط، أعرب مشرّعون عن قلقهم من تأخّر اكتمال فريق ترمب في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية للتعاطي مع أزمات من هذا النوع، في ظل غياب تعيينات رئاسية وبطء المصادقة على بعض التعيينات في مجلس الشيوخ.
ترمب وروبيو وجي دي فانس في البيت الأبيض في 5 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
وتشارك هولي داغرس، كبيرة الباحثين في معهد الشرق الأدنى، هذا القلق. وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ما يقلقني بشأن (عدم اكتمال) مجلس الأمن القومي وشغور المناصب الرئيسية في وزارة الخارجية في إدارة ترمب، هو أن هناك خطراً متزايداً من تصعيد كبير بين إيران وإسرائيل. بعض الأعضاء المؤقتين (الحاليين) هم جدد في الملف الإيراني، والعديد منهم يديرون ملفات متعددة في آن واحد. هذا النقص في الخبرة بمجال إيران يزيد من احتمالات الخطأ في الحسابات عند تحديد الخطوات التالية».
ويخُصّ أرامش بالذكر مايك والتز، مستشار الأمن القومي السابق، ويُذكّر بقرار إقالته من منصبه، قائلاً: «ما كان السبب؟ السبب هو أنه كان يعمل ويتبادل المعلومات الاستخباراتية وينسق مع الإسرائيليين حول هجوم محتمل. نحن نعلم أنه يأتي من جناح أكثر تشدداً في الحزب الجمهوري. كان دائماً يتخذ موقفاً أكثر صرامة تجاه إيران، وكان مؤيداً جداً لإسرائيل. كان ينسق بين المؤسسة الأمنية الأميركية والإسرائيليين، وهذا شيء لم يرغب فيه الجناح الأكثر انعزالية في الحزب، مثل نائب ترمب، جي دي فانس، ومديرة الاستخبارات الوطنية تلسي غابارد».
ترمب وروبيو في نيوجرسي في 8 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
ورغم أن أرامش أعرب عن قلقه العميق من وجود الكثير من الوظائف الشاغرة في المناصب الرئيسية في الإدارة، لكنه اعتبر أن «الأسوأ من ذلك هو وجود الكثير من الأشخاص غير الأكفاء في مناصب مهمة». وخصّ بالذكر وزير الدفاع بيت هيغسيث وغابارد، على خلاف روبيو الذي يعدّه مؤهلاً للتعاطي مع الأزمة، لكنه «يُسحب في أربعة اتجاهات مختلفة بوصفه مستشاراً للأمن القومي، ووزير الخارجية، بالإضافة إلى أدواره الأخرى».
ويوافق نورونا، الذي عمل مع بومبيو والمبعوث الخاص السابق لإيران براين هوك، على أهمية وجود فريق كامل في إدارة ترمب للتعامل مع الأزمة. وأوضح: «أعتقد بالتأكيد أنه من المهم أن يكون لدينا أشخاص يفهمون الطبيعة الحقيقية للتهديد الإيراني. وأعتقد في النهاية أن بقية الوزراء سيتعين عليهم الانصياع لما يريده الرئيس ترمب. يبدو أنه كان بصراحة أكثر تشدداً مما توقعه آخرون بشأن إيران».
ويخفف برودسكي من أهمية غياب وجوه بارزة في فريق ترمب لمعالجة هذه الأزمة، مشدداً على أن الرئيس هو من يتخذ القرارات. وأضاف: «لا أعتقد أن نقص الأشخاص في وزارة الخارجية، أو في بعض المناصب، له تأثير حقيقي. فقد تمّ تضخيم الانقسامات بشكل مفرط. ورغم وجود اختلافات صادقة في الرأي، ففي نهاية المطاف سيكون القرار بيد الرئيس وسيصطف الجميع وراءه».
نقطة شكّك فيها أرامش، الذي اعتبر أن «ترمب تورط في لعبة لم يبداها، لكنه مضطر للعبها». ويفسر: «أجبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ذلك. لا يمكن للولايات المتحدة ألا تدعم إسرائيل، ولا يمكنها ألا ترد إذا هاجم الإيرانيون مصالحنا والأصول الأميركية، ليس فقط في المنطقة، ولكن في أي مكان في العالم».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طائرات "آرش" الإيرانية تضرب أهدافًا دقيقة في إسرائيل وسط تصعيد عسكري غير مسبوق
طائرات "آرش" الإيرانية تضرب أهدافًا دقيقة في إسرائيل وسط تصعيد عسكري غير مسبوق

صحيفة سبق

timeمنذ 24 دقائق

  • صحيفة سبق

طائرات "آرش" الإيرانية تضرب أهدافًا دقيقة في إسرائيل وسط تصعيد عسكري غير مسبوق

أعلن التلفزيون الإيراني اليوم السبت أن طائرات انتحارية من طراز "آرش"، تابعة للجيش الإيراني، أصابت أهدافًا محددة داخل إسرائيل، وذلك في إطار عملية مسيّرات نفذتها طهران ردًا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية وعسكرية في إيران ليلة أمس. وبحسب التلفزيون الرسمي، فقد تمكنت هذه المسيّرات من اختراق العمق الإسرائيلي وتدمير أهدافها "بدقة"، فيما أكدت وكالة "فارس" نقلاً عن القوات المسلحة الإيرانية أن العملية حققت نجاحًا كاملًا في استهداف مواقع داخل الأراضي الإسرائيلية. وتُعد طائرة "آرش" واحدة من أبرز الطائرات الانتحارية في الترسانة الإيرانية، بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، وقد صُمّمت لتكون قادرة على الإقلاع من منصات متنقلة دون الحاجة إلى مدرج، ما يمنحها قدرة عالية على المناورة والانتشار في بيئات مختلفة. وتُطلق الطائرة بواسطة وحدة دفع "جيتو" وتتميز بهيكلها الأسطواني وجناحين خلفيين مع محرك مكبسي. وجاء الهجوم بالطائرات المسيرة بعد ساعات من إطلاق إيران 6 موجات من الصواريخ باتجاه إسرائيل، امتدت من الشمال إلى الجنوب، كرد مباشر على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت حيوية في إيران، وأدت إلى مقتل قادة عسكريين بارزين وعدد من العلماء النوويين. وأسفرت الضربات الإيرانية، وفق تقارير أولية، عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة العشرات، إلى جانب دمار كبير في عدة مواقع أبرزها وسط تل أبيب، في مؤشر على أن المواجهة بين الجانبين دخلت مرحلة أكثر عنفًا وخطورة.

60 قتيلاً بينهم 20 طفلاً في قصف إسرائيلي استهدف مجمعًا سكنيًا بطهران
60 قتيلاً بينهم 20 طفلاً في قصف إسرائيلي استهدف مجمعًا سكنيًا بطهران

صحيفة سبق

timeمنذ 24 دقائق

  • صحيفة سبق

60 قتيلاً بينهم 20 طفلاً في قصف إسرائيلي استهدف مجمعًا سكنيًا بطهران

أعلن التلفزيون الإيراني مقتل 60 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، إثر قصف إسرائيلي استهدف مجمعاً سكنياً وسط العاصمة طهران مساء الجمعة، ضمن الهجمات الجوية الواسعة التي بدأتها إسرائيل فجر اليوم نفسه ضد مواقع داخل إيران. وبحسب التقرير الرسمي، فقد تم حتى الآن انتشال 38 جثة من تحت الأنقاض، بينهم عشرة أطفال، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في الموقع وسط ظروف بالغة التعقيد، على أمل العثور على ناجين أو انتشال بقية الضحايا. وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد شنّ، فجر الجمعة، عملية عسكرية كبرى استهدفت منشآت حيوية في إيران، بينها مواقع نووية، مصانع صواريخ، ومقار عسكرية، ضمن عملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد". واعتُبرت هذه الضربات الأعنف منذ بدء التصعيد بين الجانبين.

إيران: مقتل مديري المخابرات بهيئة الأركان والعمليات العسكرية في القصف الإسرائيلي
إيران: مقتل مديري المخابرات بهيئة الأركان والعمليات العسكرية في القصف الإسرائيلي

مباشر

timeمنذ 26 دقائق

  • مباشر

إيران: مقتل مديري المخابرات بهيئة الأركان والعمليات العسكرية في القصف الإسرائيلي

مباشر: أعلن التلفزيون الإيراني، مقتل اثنين من قادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلال الهجوم الإسرائيلي على العاصمة طهران. وذكر التلفزيون، في خبر عاجل، أنه "خلال الهجوم الإسرائيلي على إيران، استشهد العميد غلام رضا محرابي مسؤول شؤون الاستخبارات بهيئة الأركان، واستشهد العميد مهدي رباني مسؤول العمليات في هيئة الأركان العامة". وشنت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025 هجومًا على إيران، مستهدفة منشآتها النووية، ومصانع الصواريخ الباليستية، وقيادات عسكرية، في عملية أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store