
تقرير جديد يكشف أن أوروبا تواجه تأثيرات كارثية لتغير المناخ
اعلان
كانت السنة الماضية الأحر على الإطلاق في أوروبا، حيث سجلت درجات حرارة سنوية قياسية في نحو نصف القارة.
وفقًا لأحدث تقرير "
الوضع المناخي الأوروبي
" الصادر عن خدمة كوبرنيكوس التابعة للاتحاد الأوروبي (C3S)، شهدت 45٪ من الأيام حرارة أعلى بكثير من المعدل الطبيعي، بينما كانت 12٪ من الأيام الأكثر حرارة على الإطلاق.
وأكد أكثر من 100 خبير علمي أن تأثيرات تغير المناخ في أوروبا - التي ترتفع درجات الحرارة فيها بمعدل ضعف المتوسط العالمي - باتت واضحة بشكل جلي في عام 2024.
وتميزت السنة الماضية بالعواصف الشديدة والفيضانات الواسعة، كما شهدت مناطق عدة موجات حرارية قياسية غير مسبوقة.
ويحذر خبراء من C3S والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن "كل جزء إضافي من درجة الحرارة يرتفع يُسهم في زيادة المخاطر على حياة البشر، الاقتصادات، وكوكب الأرض".
كيف تعاني أوروبا من "الآثار الخطيرة" لتغير المناخ؟
وأشارت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيلستي ساولو، إلى أن تقرير 2024 "يكشف أن أوروبا هي القارة الأسرع
ارتفاعًا في درجات الحرارة
،
وتواجه تأثيرات خطيرة نتيجة الطقس المتطرف وتغير المناخ."
وشهدت جميع المناطق الأوروبية فقدانًا في كميات الجليد خلال العام الماضي، حيث سجلت الأنهار الجليدية في سكاندينافيا وسفالبارد أعلى معدلات فقدان للكتلة الجليدية على الإطلاق.
وفي البرتغال، التهمت حرائق الغابات في سبتمبر ما يقارب 110 آلاف هكتار من الأراضي خلال أسبوع واحد، وهو ما يعادل ربع إجمالي المساحة المحترقة في أوروبا لعام 2024. وأثرت الحرائق في أنحاء القارة على 42 ألف شخص.
وكما تسببت الفيضانات بتأثيرات كارثية على المجتمعات الأوروبية. وفي سبتمبر، أدت العاصفة بوريس إلى فيضانات واسعة، مع حالات وفاة وأضرار مادية في ألمانيا، بولندا، النمسا، المجر، التشيك، سلوفاكيا، رومانيا وإيطاليا، حيث تأثر بها مئات الآلاف من الأشخاص.
يسير الناس في شارع به أثاث مكدس وقمامة على الجانبين في منطقة متأثرة بالفيضانات في بايبورتا ، فالنسيا ، إسبانيا.
AP Photo/Emilio Morenatti
وفي نهاية أكتوبر الماضي، تسببت أمطار غزيرة في إسبانيا بفيضانات مدمرة وأسفرت عن سقوط ضحايا في منطقة بلنسية والمناطق المجاورة.
ولقي 232 شخصًا على الأقل حتفهم في بلنسية، بالإضافة إلى وفيات في محافظات الباسيتي وكوينكا وملقة. وبلغت أضرار البنية التحتية والخسائر الاقتصادية حوالي 16.5 مليار يورو.
وأدت العواصف والفيضانات في أوروبا العام الماضي إلى تأثير نحو 413,000 شخص، ووفاة ما لا يقل عن 335 شخصًا، مع خسائر مادية قُدرت بنحو 18 مليار يورو.
وفي يوليو، شهدت جنوب شرق أوروبا أطول موجة حر في سجلاتها، استمرت 13 يومًا متتاليًا وطال تأثيرها 55٪ من المنطقة.
يهدأ الناس في أثينا خلال موجة حر الصيف الماضي.
AP Photo/Petros Giannakouris
وسجلت جنوب شرق أوروبا خلال الصيف أعدادًا قياسية من الأيام التي شهدت إجهادًا حراريًا شديدًا (66 يومًا) وأيام الليالي الاستوائية (23 ليلة).
Related
إيطاليا تستعد لموجة حر قاسية بعد العواصف: درجات الحرارة قد تصل إلى 39 درجة
شاهد: تقرير جديد يكشف عن تزايد مخاطر تغير المناخ في أوروبا
10 دول تتصدر القائمة... أوروبا تسجل أسرع زيادة في درجات الحرارة عالمياً
وتقول الدكتورة فريدريك أوتو، المحاضرة في مركز السياسات البيئية وزميلة قائد في مشروع "الإسناد المناخي العالمي" بجامعة إمبريال كوليدج لندن: "هل تعتقد أن ارتفاع الحرارة بمقدار 1.3°C آمن؟ هذا التقرير يكشف عن المعاناة التي تعيشها شعوب أوروبا بالفعل بسبب
الظروف الجوية القاسية
"
اعلان
وفقًا لبيانات الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، تعد أوروبا من أكثر المناطق تضررًا بزيادة مخاطر الفيضانات، وقد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.5°C إلى وفاة 30,000 شخص سنويًا في أوروبا بسبب الحر الشديد.
وتضيف أوتو، التي لم تشارك في التقرير: "لكننا نتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3°C بحلول عام 2100."
وأوضحت، "يكفي ان نتذكر الفيضانات في إسبانيا، والحرائق في البرتغال، أو موجات الحر في الصيف الماضي لندرك حجم الدمار الذي سيتسبب به هذا المستوى من الاحترار."
هل يمكن لأوروبا أن تتكيف مع المخاطر المتزايدة الناجمة عن الطقس القاسي؟
وتقول فلورنس رابيير، المديرة العامة للمركز الأوروبي للتنبؤات الجوية على المدى المتوسط، إن التأثيرات المناخية الواسعة تؤكد "أهمية تعزيز المرونة بشكل أكبر".
اعلان
ومن المتوقع أن
يتضاعف الضرر
الناجم عن الأحداث الجوية القاسية وأثرها على العمران بنسبة عشر مرات بحلول نهاية القرن بسبب تغير المناخ فقط. وتم تحديد الفيضانات كأكثر المخاطر المناخية إلحاحًا التي تتطلب تدخلًا سريعًا.
ويشير التقرير إلى إحراز تقدم في بعض المجالات. ويذكر أمثلة على بعض المبادرات في مدن أوروبية، بدءا من تقنية "ربط البلاط" في هولندا إلى زيادة المساحات الخضراء في باريس.
وتشير رابيير إلى أن 51٪ من المدن لديها الآن خطط مخصصة للتكيف مع المناخ، بينما كان النسبة لا تتعدى 26٪ في عام 2018، مما يعكس قيمة المعلومات التي يقدمها التقرير.
نحقق تقدمًا، لكن يجب أن نتقدم أكثر وأن نسرع الخطى، وعلينا أن نعمل معًا
سيلستي ساولو
الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية
وتقول ساولو أيضًا إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "تكثف جهودها" لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر للأحداث الجوية المتطرفة والخدمات المناخية، بهدف مساعدة صناع القرار والمجتمع على تعزيز القدرة على التكيف.
اعلان
ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مواصلة الجهود لمواجهة التحديات المناخية الحالية في أوروبا والاستعداد للمخاطر المستقبلية.
وأضافت ساولو: "نحقق تقدمًا، لكن يجب أن نتقدم أكثر وأن نسرع الخطى، وعلينا أن نعمل معًا".
هل حان الوقت للتخلي عن الوقود الأحفوري؟
ويشكل التكيف مع التغيرات جانبًا واحدًا من القضية، إذ يؤكد خبراء المناخ أن تزايد المخاطر الناتجة عن الظروف الجوية القاسية يبرز الحاجة لمعالجة أحد الأسباب الرئيسية لهذا الاحترار.
ويقول البروفيسور ستيفان رامستورف من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، الذي لم يشارك في التقرير: "المعاناة والخسائر الكبيرة التي شهدتها أوروبا العام الماضي تجعل من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن يتم التخلص من الوقود الأحفوري بأسرع وقت ممكن."
اعلان
وأضاف، "ارتفاع حصة الطاقة المتجددة إلى 45 في المئة من إنتاج الكهرباء يُعد أمرًا مشجعًا، ومن الضروري من أجل مستقبل القارة مقاومة ضغوط لوبي الوقود الأحفوري قصير النظر وتنفيذ أهداف المناخ الأوروبية دون تأخير."
وازداد عدد الدول في أوروبا التي تُنتج فيها مصادر الطاقة المتجددة كهرباء أكثر من الوقود الأحفوري ليصل إلى 20 دولة، مقارنة بـ12 دولة فقط في عام 2019. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة واستهلاكها لا يزالان عرضةً لتقلبات الظروف الجوية.
وتصف الدكتورة أوتو أن الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري في ظل اقتصاد عالمي متقلب بأنه "جنون صريح". حيث "لا يمكن للاتحاد الأوروبي تأجيل التزاماته المناخية. يجب أن يقود الجهود ويُسرّع الانتقال إلى سياسات تعتمد على الأدلة، بهدف دعم الفئات ذات الدخل المنخفض وليس خدمة مصالح أرباب المال."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 8 دقائق
- صحيفة الشرق
أريدُ تطلق باقة هوم+ Go الترفيهية
أعلنت أريدُ، رائدة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر، عن إطلاق باقة هوم+ Go الترفيهية في خطوة جديدة ضمن مساعيها المستمرة لتطوير باقات هوم+؛ إذ تندرج هذه الباقة الجديدة ضمن رؤية أوسع تهدف إلى إرساء معايير جديدة للتجربة المنزلية الرقمية، من خلال توفير مزيج متكامل من الإنترنت فائق السرعة وخيارات الترفيه المرنة والمتميزة. وتقدّم الباقة عرضًا رئيسيًا يشمل خدمة الإنترنت المنزلي عبر الألياف الضوئية بسرعة 1 غيغابايت/الثانية، لتوفير اتصال فائق السرعة وتجربة مشاهدة سلسة دون انقطاع. كما تتيح الباقة للمشتركين الوصول إلى باقة مرحبا التلفزيونية عبر Ooredoo TV، والتي تضم 28 قناة مجانية تُلبي مختلف الأذواق. إلى جانب ذلك، سيحصل المشتركون الجدد على عرض خاص لأول تسعة أشهر ويقدم لهم تجربة ترفيه مميزة بأسعار مخفضة توفر ما يصل إلى 615 ريالا. وضمن إطار تعزيز التجربة الترفيهية المقدّمة، توفّر باقة هوم+ Go الترفيهية خمس نقاط رصيد تُمكّن المشتركين من تخصيص خيارات المشاهدة بما يتناسب مع تفضيلاتهم. ويُمكن استبدال هذه الأرصدة بالاشتراك في منصات بارزة مثل شاهد وOSN+ وSTARZPLAY، مع إمكانية تغيير الخدمة المختارة شهريًا، ما يضمن للمستخدمين متابعة أحدث إصدارات الأفلام والمسلسلات والمحتوى الترفيهي الرائج. وفي تعليقه على إطلاق الباقة الجديدة، صرّح السيد صباح ربيعة الكواري، مدير إدارة أول اتصالات التسويق في أريدُ قطر، قائلًا: "نحن في أريدُ ملتزمون بتقديم حلول مبتكرة تواكب تطلعات عملائنا وتلبّي متطلباتهم المتغيرة. وقد تم التخطيط لباقة هوم+ Go الترفيهية بعناية لتوفّر تجربة شاملة ومتكاملة تجمع بين تقنيات اتصال فائقة التطور وخيارات ترفيهية مصمّمة لتناسب تفضيلات المستخدمين المتنوعة". تهدف الباقة الجديدة إلى تقديم تجربة ترفيهية متكاملة ترتكز على السلاسة والتوجّه المستقبلي، في تجسيد واضح لالتزام أريدُ بالابتكار وتقديم تجربة استثنائية للعملاء. ومن خلال الدمج بين المرونة وخدمات البث عالية الجودة والاتصال فائق السرعة، تقدم أريدُ مفاهيم جديدة في عالم الترفيه المنزلي وتواصل ريادتها لمسيرة التحول الرقمي في قطر.


صحيفة الشرق
منذ 8 دقائق
- صحيفة الشرق
مجموعة QNB تحصد جوائز يوروموني
نالت مجموعة QNB خمس جوائز مرموقة في حفل توزيع جوائز يوروموني للتميز لعام 2025، مما يؤكد ريادتها والتزامها بقيم الابتكار والتميز المصرفي. وحصد QNB جوائز «أفضل بنك في الشرق الأوسط للتنوع والشمول»، و»أفضل بنك في قطر»، و»أفضل بنك رقمي في قطر»، و»أفضل بنك في قطر للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية»، بالإضافة إلى جائزة «أفضل بنك استثماري في قطر»، والتي مُنحت لشركة QNB كابيتال. تبرز هذه الجوائز أداء QNB الاستثنائي وتركيزه الإستراتيجي في مجالات رئيسية، بما في ذلك الاستدامة، والتحول الرقمي، وثقافة العمل الشاملة، والخدمات المصرفية الاستثمارية. كما تؤكد هذه الجوائز التزام QNB بتعزيز تجربة الخدمات المصرفية الرقمية من تقديم أحدث التقنيات والخدمات التي تتمحور حول راحة العميل، عبر خدمات رقمية ومبتكرة وسهلة الاستخدام. جدير بالذكر أنه تم اختيار QNB كابيتال، الذراع المصرفية الاستثمارية لمجموعة QNB، كأفضل بنك استثماري في قطر، اعترافاً بريادتها في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، والتزامها بالتميز، ودورها في تشكيل المشهد المالي في دولة قطر وخارجها. تمثل هذه الجوائز شهادة على التزام البنك المستمر بتقديم خدمات مالية عالمية المستوى، وتعزيز الابتكار الرقمي، والتمسك بقيم الشمولية والاستدامة، وريادته على مختلف الأصعدة. تعد جوائز يوروموني للتميز من بين أبرز الجوائز المرموقة في قطاع الخدمات المصرفية العالمية، حيث يتم تكريم المؤسسات التي تُظهر أداءً متميزاً وابتكاراً ومساهمات في تطوير القطاع المالي.


صحيفة الشرق
منذ 8 دقائق
- صحيفة الشرق
يوسف الجيدة: المنطقة تتمتع بمكانة متميزة لقيادة مستقبل الابتكار
ساهم مركز قطر للمال، المركز المالي والتجاري الرائد في المنطقة، باستضافة ملتقى سيتي واير الشرق الأوسط 2025، الذي نُظم بالتعاون مع منصة سيتي واير المتخصصة بتغطيتها الشاملة لقطاع إدارة الثروات حول العالم من خلال مقرها في لندن. وقد جمع هذا الحدث البارز، نخبةً من خبراء الاستثمار وقادة القطاع، مما يعزز مكانة الدوحة كمركز متنامٍ لاستقطاب الاستثمار والثروات. وشكل هذا الملتقى، الذي عُقد لأول مرة في الدوحة، واستمر ليومين، فرصة استثنائية جمعت بين 12 من أبرز مدراء الأصول وأكثر من 70 مستثمرًا محليًا وإقليميًا، أجروا خلالها مناقشات عميقة ومكثفة حول المشهد الاستثماري المتنامي في المنطقة. كما شاركوا في ورش عمل واجتماعات مصغرة ضمّت خبراء اختيار الصناديق الاستثمارية، ورؤساء الاستثمارات الدولية، والمستشارين، والمدراء التنفيذيين لعدد من المؤسسات المرموقة، إلى جانب مدراء الأصول الذين يمثلون إجمالي أصول مُدارة تقدر بنحو 11 تريليون دولار أمريكي. وبهذه المناسبة، صرّح السيد يوسف محمد الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، قائلاً: "تعزز منطقة الشرق الأوسط مكانتها كمركز إستراتيجي في النظام المالي العالمي. وبفضل تركيزها على التنويع الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الانفتاح والتعاون الدولي، تتمتع المنطقة بمكانة متميزة لقيادة مستقبل الابتكار والنمو المالي". وأضاف: "تلعب الفعاليات المؤثرة مثل ملتقى سيتي واير للشرق الأوسط دورًا محوريًا في ترسيخ هذا الواقع، من خلال تفعيل الحوار، وتبادل الخبرات، ودعم مستقبل الاستثمار". وتعليقًا على الملتقى، قال السيد نيك كولارد، الرئيس التنفيذي لشركة سيتي واير: "سعدنا باستضافة ملتقى سيتي واير الشرق الأوسط لأول مرة في الدوحة، وبالشراكة مع مركز قطر المالي بصفته الراعي الرئيسي لهذه الفعالية. يُعد مؤتمرًا استثماريًا رائدًا، انطلق لأول مرة عام 2018، وجمع هذا العام اثني عشر من مدراء الأصول العالميين مع أكثر من ٧٠ خبيرًا متخصصًا في تقييم واختيار الصناديق الاستثمارية من جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي".