
صحيفة أمريكية: روسيا وأوكرانيا تُصعدان الحرب.. ووقف القتال بات بعيد المنال
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن روسيا وأوكرانيا تصعدان الحرب المستمرة بينهما منذ 2022 حيث بات وقف القتال بعيد المنال في الوقت الحالي بعدما تحدث الجانبان لأقل من ساعة في إسطنبول.
وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري إن الهجمات الأوكرانية الأيام الماضية على روسيا تشير إلى أن الحرب المُتعثرة منذ فترة طويلة تدخل مرحلة خطيرة، حيث يبدو أن كلا الجانبين مُصران على التصعيد، وتتراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بوساطة أمريكية.
وأضافت الصحيفة أنه بعد هذه الهجمات، التقى الجانبان في جولة ثانية من المحادثات في إسطنبول بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا رغبته في التوصل إلى اتفاق سريع لوقف القتال.
وتابعت الصحيفة أن الاجتماع استمر ساعة بالكاد، وأسفر عن اتفاقٍ لتبادل الأسرى لا أكثر، وبدلا من أن تهدأ الحرب الطاحنة التي استمرت 40 شهرا، يبدو أنها تزداد سخونة - مع أدنى حد من رد فعل ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا شنت أيضا هجوما كاسحا على أوكرانيا بسيل من الصواريخ والطائرات المسيرة خلال الأسابيع الأخيرة، ما أسفر عن تدمير مواقع مدنية ومقتل وإصابة العديد من المدنيين. ومن المرجح أن تكثف روسيا هذه الهجمات ردا على الهجمات الأوكرانية الأخيرة.
ووفقا للصحيفة، اعتمدت أوكرانيا على إنتاج طائرات هجومية مسيرة قادرة على التحليق مئات الأميال داخل روسيا، على أمل تعويض عجزها الميداني وتعويض المساعدات الأمريكية التي يتوقع أن تتضاءل في الأشهر المقبلة.
ونوهت الصحيفة أنه بعد هذا التصعيد بين الجانبين، يبقى السؤال هو هل ستدفع هذه الهجمات المتصاعدة الإدارة الأمريكية إلى الانخراط بشكل أعمق في عملية السلام أم ستتراجع، كما هدد المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا.
ويرى بعض المحللين أن تعهد ترامب بالانسحاب من الحرب غير واقعي حيث صرح ويليام تايلور، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا خلال إدارتي جورج دبليو بوش وترامب الأولى، قائلًا: "الانسحاب يُطيل أمد القتال. سيكون بمثابة اعتراف بالفشل".
ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين يبدو أنه لا يزال يعتقد أن ترامب لا يرغب في الانحياز بشكل أوثق إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأنه يُفضل الانسحاب من الصراع على فرض عقوبات إضافية طالما هدد بها.
ويواجه زيلينسكي موقفًا أكثر صعوبة نظرا لعلاقته المتوترة أحيانًا مع ترامب، والتي أدت إلى قطع مؤقت للدعم الاستخباراتي والعسكري الأمريكي بعد اجتماع كارثي في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي عندما سعى إلى إظهار استعداده للبيت الأبيض لهدنة، حتى في الوقت الذي رفض فيه مطالب بوتين القاسية.
وقال الصحيفة إنه إذا كانت لدى إدارة ترامب استراتيجية تتجاوز مناشدة بوتين وقف القتال مقابل تنازلات إقليمية وحوافز أخرى، فإنها لم توضحها بعد. ومع ذلك، سعى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى احتواء الصراع بفرض عقوبات على روسيا ووضع قيود على كيفية استخدام أوكرانيا لبعض الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة.
لكن ترامب لم يسع إلى تصعيد الضغط الاقتصادي والعسكري على روسيا، ولم يُشارك بعد بفعالية في التخطيط للدفاع عن أوكرانيا، بما في ذلك التنسيق بشأن احتياجاتها المستقبلية من الأسلحة.
وقال زيلينسكي للصحفيين يوم أمس الاثنين إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقترح عقد قمة رباعية في وقت لاحق من هذا الشهر، تضمه شخصيًا وترامب وبوتين وأردوغان لكن الإدارة لم تُعلن بعد ما إذا كان ترامب سيحضر مثل هذا الاجتماع.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما كان مرشحًا، تعهد ترامب بإنهاء الحرب في غضون يوم واحد، وهو وصف يدعي الآن أنه مجرد سخرية، ومع ذلك في مارس الماضي، التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي آنذاك مايك والتز بمسؤولين أوكرانيين في المملكة العربية السعودية. ونجحا في تأمين موافقة كييف على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، على أمل أن تحذو روسيا حذوها قريبًا، مما يُمهد الطريق لمحادثات تُنهي الحرب لكن موسكو رفضت الموافقة على الهدنة، مطالبةً بمعالجة ما تُسميه "الأسباب الجذرية" للصراع.
وفي واشنطن، يبدو أن الضغط الوحيد يأتي من الكونجرس حيث يخطط السيناتور ليندسي غراهام والسيناتور ريتشارد بلومنثال لتقديم تشريع الأسبوع المقبل يفرض رسومًا جمركية باهظة على الدول التي تشتري الطاقة واليورانيوم الروسيين. إذا أُقرّ هذا الإجراء، ولم يستخدم ترامب حق النقض (الفيتو)، فستتوافق هذه العقوبة مع مشروع قانون عقوبات جديد يُعده الاتحاد الأوروبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 39 دقائق
- البوابة
صراع ترامب ضد ماسك يهدد تماسك الجمهوريين
يشهد الحزب الجمهوري الأمريكي حالة غير مسبوقة من الانقسام الداخلي، على خلفية صراع علني متصاعد بين الرئيس دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، حول مشروع قانون ضخم للضرائب والإنفاق يُروَّج له ضمن أجندة ترمب الاقتصادية. وقد كشف هذا الخلاف عن توترات كامنة في صفوف الجمهوريين، وأثار تساؤلات حول ولاء القيادات، ومستقبل الأغلبية الهشة في الكونجرس، ومدى تأثير المال والتكنولوجيا على التوازنات السياسية التقليدية. قانون الضرائب الكبير يرتكز الخلاف على ما يُعرف إعلامياً بمشروع القانون "الكبير الجميل"، وهو حزمة ضريبية وإنفاقية ضخمة يسعى ترامب لتمريرها كجزء من أجندته الاقتصادية للعودة إلى البيت الأبيض. لكن ماسك، الذي كان سابقاً من أبرز داعمي ترمب، وجّه انتقادات شديدة لهذا المشروع، معتبراً أنه يعمّق الدين الفيدرالي ويُثقل كاهل دافعي الضرائب. انسحاب ماسك من دعم المشروع جاء في لحظة حرجة، إذ يواجه الجمهوريون تحدياً كبيراً في الحفاظ على أغلبيتهم الهشة في مجلس النواب (بفارق 3 مقاعد فقط)، ومعارضة شخصية بمكانة ماسك تهدد بتقويض تماسك الكتلة الجمهورية، خاصة في مجلس الشيوخ، حيث يُعد تمرير أي قانون دون إجماع داخلي شبه مستحيل. الاشتباك الشخصي تحوّل الخلاف السياسي بسرعة إلى هجوم شخصي حاد، إذ لم يكتف ماسك برفض دعم القانون، بل أعاد نشر تصريحات قديمة تنتقد ترامب وتربطه بشخصيات مثيرة للجدل مثل جيفري إبستين. ورداً على ذلك، شنّ أنصار ترامب، وعلى رأسهم مستشاره السابق ستيف بانون، هجوماً لاذعاً ضد ماسك، مطالبين بفتح تحقيقات حول ملفاته الأمنية، وهجرته، وعلاقاته بالصين، بل ودعوا إلى سحب العقود الحكومية من شركاته. هذا التصعيد أخرج النزاع من إطاره التشريعي، ليصبح معركة نفوذ بين "الرئيس القائد" و"الملياردير المتمرّد"، في مشهد يُشبّه سياسياً بـ"طلاق سياسي شرس"، على حد وصف شبكة NBC News. ولاء القيادة والخوف من فقدان المقاعد أظهر عدد من المشرعين الجمهوريين حرجهم من الانحياز الواضح لأي من الطرفين. بعضهم، مثل النائب دون بيكون، أعلن صراحة رغبته في الابتعاد عن النزاع، بينما اتخذ آخرون موقفاً موالياً لترامب، مثل تيم بورشيت، الذي وصف ترمب بـ"القائد الأعلى"، واعتبر أن تمرير مشروع القانون ضروري لتفادي زيادة الضرائب. لكن هذا الانقسام يعكس قلقاً أعمق في صفوف الجمهوريين: فهم يعلمون أن الدخول في صراع مع أي من الطرفين قد يكلفهم مستقبلهم السياسي. فترامب لا يزال يمتلك قاعدة شعبية صلبة، بينما ماسك يُعد مؤثراً جماهيرياً ضخماً يمتلك أدوات إعلامية واقتصادية قد تعيد رسم المشهد الانتخابي. شماتة سياسية واستثمار استراتيجي في المقابل، فضّل الديمقراطيون مراقبة الصراع من بعيد، مستخدمين الموقف لصالحهم. إذ اعتبر بعضهم، مثل سايمون روزنبرج، أن تصدي ماسك لمشروع ترامب يُعد خدمة غير متوقعة في توقيت حساس. كما ركز نواب ديمقراطيون على محتوى القانون نفسه، متهمين الجمهوريين بمحاولة تمرير قانون "يُفقر الأمريكيين"، عبر تقليص برامج الرعاية الصحية والمساعدات الغذائية. السيناتور آندي كيم والنائب فيسينتي جونزاليس وجّها تركيزهما نحو ما اعتبراه "الخطر الحقيقي" وهو تأثير القانون على نحو 16 مليون أميركي قد يفقدون تغطيتهم الصحية، مؤكدين أن ما يحدث ليس مجرد صراع بين نخب، بل معركة تمس جوهر العدالة الاجتماعية. نقاشات خفض الإنفاق في محاولة لخفض التكلفة المتوقعة للقانون، التي قد تُضيف 2.4 تريليون دولار للدين الوطني خلال عقد، يقترح الجمهوريون تقليص الإنفاق على برامج مثل Medicaid وMedicare، بحجة مكافحة "الهدر والاحتيال". غير أن هذه الخطوة تُعد سيفاً ذا حدين: فهي قد تروق للناخبين المحافظين من حيث ضبط الميزانية، لكنها تهدد بإثارة موجات رفض شعبي عارم، خصوصاً من الفئات المتوسطة والمسنين الذين يعتمدون على هذه البرامج. السيناتور الجمهوري كيفن كرامر دافع عن هذا الاتجاه قائلاً: "لماذا لا نستهدف الهدر في ميديكير؟ البعض يخشى هذه المواضيع، أنا لا أخشى ذلك"، بينما شدد الرئيس ترامب، حسب البيت الأبيض، على رفضه المساس بمستحقات المواطنين، حاصراً الإصلاح في "مكافحة الفساد والسرقة من المال العام".


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
أبوبكر الديب يكتب: "خناقة" ترامب وماسك تهوي بالدولار
تسبب الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، في خسارة الدولار، بعد معارضة ماسك العلنية لمشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الشامل الذي يقع في قلب جدول أعمال ترامب. ويتجه الدولار نحو خسارة أسبوعية، اليوم الجمعة، متأثرا بمؤشرات على تراجع الاقتصاد الأمريكي في وقت لم تشهد المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها التجاريين تقدما يذكر رغم اقتراب الموعد النهائي. فيما تترقب الأسواق تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع هذا الأسبوع، والتي أكدت الرياح المعاكسة الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب مع توقعات بخفض آخر لسعر الفائدة في سبتمبر لتصل الفائدة على الودائع إلى 1.75%. واندلع خلاف علني بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، بعد تصريحات نارية من الطرفين عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف ترامب ماسك بأنه شخص مجنون، واتهمه بأنه ناكر للجميل، وأكد أنه لولاه لما كان ماسك ليحقق هذا النجاح الكبير في شركاته. أما ماسك فرد بأن ترامب غير مؤهل للرئاسة، وألمح إلى أنه لن يدعمه في الانتخابات المقبلة بل وربما يدعم طرفا ثالثا مما فجر حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية، زادت حدة التوتر بعد أن انتقد ماسك سياسات ترامب الاقتصادية خاصة المتعلقة بالسيارات الكهربائية والضرائب، وهو ما دفع ترامب للتهديد بإلغاء العقود الحكومية الموقعة مع شركات ماسك، هذا الصدام أثر مباشرة على أسهم شركات ماسك التي تراجعت بنسبة كبيرة مما أفقدها عشرات المليارات من قيمتها السوقية. ورغم محاولات التهدئة لاحقا عبر مستشارين من الطرفين، إلا أن العلاقة بين الرجلين لا تزال متوترة وتثير الكثير من التساؤلات حول تأثير هذا الصراع على مستقبل التكنولوجيا والاقتصاد في أمريكا خصوصا في ظل اقتراب الانتخابات التشؤيعية المقبلة. وهذا الصراع بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، له تأثير كبير على الاقتصاد الامريكي لأن ترامب يمثل الجانب السياسي والقرارات الحكومية، بينما ماسك يمثل قطاع التكنولوجيا والابتكار والشركات الكبرى، وهذا الصراع ادى الى تراجع في اسهم شركات ماسك خاصة بعد تهديد ترامب بإلغاء العقود الحكومية واتهامه لماسك بعدم الولاء، اما ماسك فقد انتقد سياسات ترامب الاقتصادية وخاصة تجاه السيارات الكهربائية والضرائب هذا الخلاف العلني خلق حالة من عدم الاستقرار في السوق وخوف عند المستثمرين من التأثيرات السلبية على بيئة الاعمال في امريكا كما ان الانقسام بين جمهور ترامب وماسك قد ينعكس على توجهات انتخابية واقتصادية تؤثر على الاستثمارات والابتكار في المستقبل. هذه الأزمة ستؤثر على صورة امريكا أمام المستثمرين الاجانب وتجعلهم أكثر ترددا في ضخ اموالهم في السوق الامريكي وهذا يبطئ عجلة النمو الاقتصادي بشكل عام. وفي عام 2025 تأثر الاقتصاد الامريكي بشكل واضح من سياسات ترامب الاقتصادية حيث ادى فرض الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات من مختلف الدول الى ارتفاع كبير في الاسعار، ما زاد العبء على المستهلكين وأدى الى تباطؤ في نمو الاقتصاد، كما انخفض الناتج المحلي الاجمالي وظهرت مؤشرات انكماش. وتركز سياسات ترامب على تخفيض الضرائب على الشركات الكبرى ما أدي الى زيادة عجز الميزانية بشكل كبير حيث توقعت تقارير رسمية ان العجز سيصل الى اكثر من تريليوني دولار خلال عشر سنوات، وزادت مدفوعات الفائدة على الدين العام مما قلل من قدرة الحكومة على الانفاق على البرامج الاجتماعية، كما اثرت هذه السياسات على سوق العمل حيث تباطأ التوظيف بشكل ملحوظ وتراجعت ثقة الشركات في ضخ استثمارات جديدة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي، والاقتصادي اضافة الى تراجع سوق الأسهم بشكل حاد بعد اعلان سياسات ترامب الجديدة مما زاد المخاوف من دخول الاقتصاد في مرحلة ركود حذر منها عدد من الاقتصاديين والمستثمرين من بينهم ايلون ماسك الذي اعتبر ان سياسات ترامب قد تقود البلاد الى ازمة اقتصادية حادة خلال النصف الثاني من العام. كل هذه العوامل تسببت في ضغط كبير على الاسر الامريكية التي واجهت ارتفاعا في تكاليف المعيشة وتراجعا في القدرة الشرائية وسط تصاعد القلق من المستقبل الاقتصادي للبلاد.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
الخلاف بين إيلون ماسك وترامب يُسبب واحدة من أسوأ خسائر ثروته على الإطلاق
دقيقةً بدقيقة، ومنشورًا بمنشور، تأثرت العلاقة بين إيلون ماسك و والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يُفاخر بها كأغنى رجل في العالم. الخسائر الأخيرة في نهاية اليوم، 34 مليار دولار تُمحى من صافي ثروته الشخصية، وهي ثاني أكبر خسارة في تاريخ مؤشر بلومبرج للمليارديرات لأغنى 500 شخص في العالم. أما الخسارة الأكبر فكانت رحيله هو في نوفمبر 2021. كانت هذه المعاملة بالمثل سريالية، بل وربما حتمية، من بعض النواحي، لرئيس أمريكي استخدم المكتب البيضاوي لتوبيخ قادة العالم، ورئيس تنفيذي له تاريخ في إطلاق حملات تلو الأخرى. كان الدافع وراء ذلك هو سعي ماسك المفاجئ، بعد أيام قليلة من مغادرته واشنطن، لحشد ما يكفي من الدعم لـ'إسقاط' مشروع قانون ترامب الشهير 'الجميل الضخم'. ماسك، الذي لا يزال أغنى رجل في العالم بثروة طائلة تبلغ 334.5 مليار دولار، قد عانى من هزائم عديدة من قبل. لكن المخاطر أكبر من أي وقت مضى في مواجهة ترامب، حيث كشف الرئيس عن ذلك عندما اقترح إنهاء عقود ماسك الحكومية، في ضربة محتملة لإيرادات شركتي تيسلا وسبيس إكس. وبأسلوب ماسك الأصيل، رد الملياردير على برنامج 'إكس' بخمس كلمات نطق بها كلينت إيستوود في فيلم 'التأثير المفاجئ': 'هيا، أسعدني'. ثم زعم، دون دليل، أن اسم ترامب يظهر في الملفات المتعلقة بالممول النيويوركي الراحل جيفري إبستين. ثم قال إن سبيس إكس ستبدأ في إيقاف تشغيل مركبة دراغون الفضائية - وهي حلقة وصل حيوية بالفضاء بالنسبة للولايات المتحدة، التي تعتمد على شركة ماسك لنقل البضائع ورواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. بعد حوالي خمس ساعات، تراجع عن قراره. تُمثل هذه الحرب الكلامية تحولاً حاداً عن الأشهر التي تلت فوز ترامب في الانتخابات، عندما وصلت ثروة ماسك الصافية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مقتربةً من 500 مليار دولار. وارتفعت تقييمات شركاته، مدعومةً بتوقعاتٍ باستفادتها من علاقة الملياردير بترامب ودوره كرئيسٍ لوزارة كفاءة الحكومة. غادر ماسك واشنطن رسمياً الأسبوع الماضي. مسار تيسلا يثير هذا الخلاف المتصاعد تساؤلاتٍ حول مستقبل تيسلا، التي جذبت في السابق السائقين المهتمين بالمناخ، لكنها أصبحت منذ ذلك الحين مرادفةً لأولويات ترامب 'لنجعل أمريكا عظيمةً مجدداً'، مما أدى إلى نفور المستهلكين التقليديين ذوي الميول اليسارية. انخفضت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 14% يوم الخميس لتصل إلى 284.70 دولاراً. من جانبه، أجرى ماسك استطلاعاً لآراء متابعيه على 'إكس' يوم الخميس حول ما إذا كان الوقت قد حان 'لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يمثل فعلياً نسبة 80% من الطبقة الوسطى'. على الرغم من ضخامة الخسارة التي مُني بها ماسك يوم الخميس، إلا أنها قد لا تشمل الضرر الكامل الذي لحق بثروته، إذ لا تعكس أي ضرر يلحق بقيمة مشاريعه الخاصة - وهي مصدر متزايد الأهمية لصافي ثروته. قُدّرت قيمة سبيس إكس، الشركة الناشئة الخاصة الأكثر قيمة في العالم، بـ 350 مليار دولار في عملية بيع أسهم داخلية في ديسمبر، مما أضاف 50 مليار دولار إلى ثروة ماسك. وعكست الصفقة جزئيًا التفاؤل بإمكانية استفادتها من علاقات ماسك بإدارة ترامب؛ إذ بلغ إجمالي إيرادات سبيس إكس وتيسلا من العقود الفيدرالية غير السرية منذ السنة المالية 2000، 22.5 مليار دولار، وفقًا لبيانات بلومبرج الحكومية. قد تعاني شركات ماسك الأخرى، بما في ذلك شركة إكس إيه آي القابضة للذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، من هذا الخلاف، لا سيما وأن ثروة ترامب مرتبطة بشركته المنافسة، ترامب ميديا آند تكنولوجي. حتى شركة 'نيورالينك الناشئة لزراعة الدماغ، والتي جمعت في الأسابيع الأخيرة 650 مليون دولار في جولة تمويلية قيّمتها بتسعة مليارات دولار، قد تواجه صعوبات مالية كبيرة إذا قرر ترامب استهدافها من خلال وكالات مثل إدارة الغذاء والدواء. بدأ ماسك في وقت سابق من هذا الأسبوع انتقاد مشروع قانون الإنفاق الذي أقره مجلس النواب بفارق ضئيل، بحجة أنه سيزيد من عبء ديون الحكومة بشكل كبير، ووصفه بأنه 'عمل مشين ومثير للاشمئزاز'. ويتوقع مكتب الميزانية في الكونجرس أن يضيف 2.42 تريليون دولار إلى العجز خلال العقد المقبل. يدعو مشروع القانون إلى إلغاء الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية، والتي وصفها ترامب بأنها السبب الجذري لإحباط ماسك. وقدّر محللو جي بي مورغان تشيس أن هذه الإجراءات ستخفض حوالي 1.2 مليار دولار من أرباح تيسلا السنوية.