
أبوبكر الديب يكتب: "خناقة" ترامب وماسك تهوي بالدولار
تسبب الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، في خسارة الدولار، بعد معارضة ماسك العلنية لمشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الشامل الذي يقع في قلب جدول أعمال ترامب.
ويتجه الدولار نحو خسارة أسبوعية، اليوم الجمعة، متأثرا بمؤشرات على تراجع الاقتصاد الأمريكي في وقت لم تشهد المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها التجاريين تقدما يذكر رغم اقتراب الموعد النهائي.
فيما تترقب الأسواق تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع هذا الأسبوع، والتي أكدت الرياح المعاكسة الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب مع توقعات بخفض آخر لسعر الفائدة في سبتمبر لتصل الفائدة على الودائع إلى 1.75%.
واندلع خلاف علني بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، بعد تصريحات نارية من الطرفين عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف ترامب ماسك بأنه شخص مجنون، واتهمه بأنه ناكر للجميل، وأكد أنه لولاه لما كان ماسك ليحقق هذا النجاح الكبير في شركاته.
أما ماسك فرد بأن ترامب غير مؤهل للرئاسة، وألمح إلى أنه لن يدعمه في الانتخابات المقبلة بل وربما يدعم طرفا ثالثا مما فجر حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية، زادت حدة التوتر بعد أن انتقد ماسك سياسات ترامب الاقتصادية خاصة المتعلقة بالسيارات الكهربائية والضرائب، وهو ما دفع ترامب للتهديد بإلغاء العقود الحكومية الموقعة مع شركات ماسك، هذا الصدام أثر مباشرة على أسهم شركات ماسك التي تراجعت بنسبة كبيرة مما أفقدها عشرات المليارات من قيمتها السوقية.
ورغم محاولات التهدئة لاحقا عبر مستشارين من الطرفين، إلا أن العلاقة بين الرجلين لا تزال متوترة وتثير الكثير من التساؤلات حول تأثير هذا الصراع على مستقبل التكنولوجيا والاقتصاد في أمريكا خصوصا في ظل اقتراب الانتخابات التشؤيعية المقبلة.
وهذا الصراع بين دونالد ترامب وإيلون ماسك، له تأثير كبير على الاقتصاد الامريكي لأن ترامب يمثل الجانب السياسي والقرارات الحكومية، بينما ماسك يمثل قطاع التكنولوجيا والابتكار والشركات الكبرى، وهذا الصراع ادى الى تراجع في اسهم شركات ماسك خاصة بعد تهديد ترامب بإلغاء العقود الحكومية واتهامه لماسك بعدم الولاء، اما ماسك فقد انتقد سياسات ترامب الاقتصادية وخاصة تجاه السيارات الكهربائية والضرائب هذا الخلاف العلني خلق حالة من عدم الاستقرار في السوق وخوف عند المستثمرين من التأثيرات السلبية على بيئة الاعمال في امريكا كما ان الانقسام بين جمهور ترامب وماسك قد ينعكس على توجهات انتخابية واقتصادية تؤثر على الاستثمارات والابتكار في المستقبل.
هذه الأزمة ستؤثر على صورة امريكا أمام المستثمرين الاجانب وتجعلهم أكثر ترددا في ضخ اموالهم في السوق الامريكي وهذا يبطئ عجلة النمو الاقتصادي بشكل عام.
وفي عام 2025 تأثر الاقتصاد الامريكي بشكل واضح من سياسات ترامب الاقتصادية حيث ادى فرض الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات من مختلف الدول الى ارتفاع كبير في الاسعار، ما زاد العبء على المستهلكين وأدى الى تباطؤ في نمو الاقتصاد، كما انخفض الناتج المحلي الاجمالي وظهرت مؤشرات انكماش. وتركز سياسات ترامب على تخفيض الضرائب على الشركات الكبرى ما أدي الى زيادة عجز الميزانية بشكل كبير حيث توقعت تقارير رسمية ان العجز سيصل الى اكثر من تريليوني دولار خلال عشر سنوات، وزادت مدفوعات الفائدة على الدين العام مما قلل من قدرة الحكومة على الانفاق على البرامج الاجتماعية، كما اثرت هذه السياسات على سوق العمل حيث تباطأ التوظيف بشكل ملحوظ وتراجعت ثقة الشركات في ضخ استثمارات جديدة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي، والاقتصادي اضافة الى تراجع سوق الأسهم بشكل حاد بعد اعلان سياسات ترامب الجديدة مما زاد المخاوف من دخول الاقتصاد في مرحلة ركود حذر منها عدد من الاقتصاديين والمستثمرين من بينهم ايلون ماسك الذي اعتبر ان سياسات ترامب قد تقود البلاد الى ازمة اقتصادية حادة خلال النصف الثاني من العام.
كل هذه العوامل تسببت في ضغط كبير على الاسر الامريكية التي واجهت ارتفاعا في تكاليف المعيشة وتراجعا في القدرة الشرائية وسط تصاعد القلق من المستقبل الاقتصادي للبلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 37 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
رئيس صندوق الاستثمار الروسي يدعم دعوة للمصالحة بين ترامب وماسك
رئيس صندوق الاستثمار الروسي يدعم دعوة للمصالحة بين ترامب وماسك رئيس صندوق الاستثمار الروسي يدعم دعوة للمصالحة بين ترامب وماسك سبوتنيك عربي أعرب كيريل دميترييف، رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة والممثل الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية، عن دعمه لدعوة... 06.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-06T22:08+0000 2025-06-06T22:08+0000 2025-06-06T22:08+0000 ترامب الولايات المتحدة الأمريكية العالم إيلون ماسك وكان آيزيكمان قد نشر في وقت سابق منشورًا عبر منصة "إكس"، دعا فيه ترامب وماسك إلى تجاوز الخلافات والتصالح، مشيرًا إلى أن "هذه المصالحة لا تحتاجها الولايات المتحدة وحدها، بل العالم بأسره".دميترييف ردّ على المنشور باستخدام رموز تعبيرية تدل على التأييد، منها علامة الإعجاب وتصفيق.يُذكر أن خلافًا علنيًا اندلع مؤخرًا بين ترامب وماسك على خلفية مشروع موازنة اقترحه الرئيس الأمريكي، ووصفه ماسك في منشور على "إكس" يوم الثلاثاء بأنه "حقير ومقزز"، داعيًا إلى "قتل مشروع القانون".من جانبه، قال ترامب إنه يشعر بخيبة أمل من ماسك رغم "كل ما قدّمه له"، فيما ردّ الأخير بأن ترامب لم يكن ليصبح رئيسًا لولا دعمه، مشيرًا إلى أنه ساعد الجمهوريين في السيطرة على مجلسي الكونغرس.وعلى إثر هذا الخلاف، تراجعت أسهم شركة تسلا، المملوكة لماسك، بنسبة 14% في تداولات الخميس، قبل أن ترتفع بنحو 5% مع افتتاح تداولات الجمعة، ما عوّض جزءًا من الخسائر. الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي ترامب, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم, إيلون ماسك


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
ترامب يأمر بدعم تطوير الطيران فوق الصوتي وتوسيع إنتاج المسيرات الجوية
أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقع يوم الجمعة، على أمر تنفيذي حول دعم تطوير الطيران الأسرع من الصوت في الولايات المتحدة. وجاء في الوثيقة المنشورة على موقع الإدارة الأمريكية أن القرار يهدف إلى إزالة الحواجز التنظيمية من أجل ضمان "هيمنة" الشركات الأمريكية في المجال المذكور. ويأمر القرار إلى رئيس إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) برفع الحظر المفروض على التحليقات الأسرع من الصوت، وبوضع معيار لإصدار شهادات الضوضاء للطائرات الأسرع من الصوت، والذي يجب أن يكون مقبولًا من قبل الجمهور ومبررا اقتصاديا وممكنا من الناحية التكنولوجية، وإلغاء القواعد الأخرى التي تعيق الرحلات الأسرع من الصوت. وأضافت الوثيقة: "يساعد هذا القرار على تعزيز التعاون الدولي من خلال إدارة الطيران الفيدرالية وغيرها من الوكالات لتوحيد لوائح الطيران الأسرع من الصوت العالمية وإنشاء اتفاقيات ثنائية للعمليات الدولية في هذا المجال". ووقع ترامب كذلك على قرار "يهدف إلى تعزيز ريادة الولايات المتحدة في تطوير وإنتاج وتسويق وتصدير الطائرات بدون طيار". ووفقا للوثيقة، ينبغي على رئيس إدارة الطيران الفيدرالية توسيع إمكانيات استثمار الطيران المسيّر، بما في ذلك السماح بالطيران خارج مجال الرؤية خلال تنفيذ المهام التجارية وعمليات الإنقاذ. كما أُمر بتسريع تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار، بما في ذلك أنظمة الإقلاع والهبوط العمودي، بالإضافة إلى الرحلات الجوية الذاتية القيادة. وتم تكليف إدارة الطيران الفيدرالية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة الطلبات المتعلقة باستخدام الطائرات بدون طيار وتحديث خارطة الطريق الخاصة بها لدمج الطائرات بدون طيار في المجال الجوي الوطني للولايات المتحدة. وقال البيت الأبيض إن "الرئيس ترامب يعمل على تعزيز الأمن القومي من خلال تعزيز التكنولوجيا الأمريكية وتقليل الاعتماد على الإمدادات الأجنبية وتشجيع تصدير الطائرات بدون طيار المصنعة في الولايات المتحدة".


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
مفاوضات غزة وأوكرانيا.. رهانات خاسرة
مفاوضات غزة وأوكرانيا.. رهانات خاسرة بصرف النظر عما ستؤول إليه المفاوضات الراهنة والخاصة بملفي غزة والمفاوضات الأوكرانية- الروسية، فإن ثمة مؤشرات على أن الإدارة الأميركية لا تملك مقاربة حقيقية، وأن التحرك الأميركي يعتمد دبلوماسية تقليدية، وليست دبلوماسية واقعية تعتمد مبدأ الصفقة والتكلفة والعائد، والتي من المفترض أن تتحرك من خلالها الإدارة الأميركية وعناصرها التي جاءت للبيت الأبيض مع الرئيس الأميركي ترامب ولديهم تصور بتغيير إطار الدبلوماسية الأميركية العتيقة وأسلوبها البيرقراطي. ومع ذلك وبعد مرور عدة أشهر من عمر ولاية ترامب، لم يتم تغيير أي رؤية أو مقاربة للتعامل مع الصراعات في العالم، واتجهت هذه الإدارة إلى العمل على جزئيات مرحلية في الأزمتين غزة/ أوكرانيا لتعقد مسارات التوصل لحلول أو وقف المواجهات الراهنة في ظل ما يجري من صراع ممتد تتواجد فيه أطراف عدة، وارتباطه بالسياق التي يجري فيه الصراع بدرجة أو بأخرى. وفي ظل تنامي المواجهات، واتجاه كل طرف إلى القيام بإجراءات انفرادية حقيقية للتعامل بالنسبة لإسرائيل في غزة، وروسيا في أوكرانيا ما أدى إلى الدوران في حلقة مفرغة، ولهذا لم تستطع الإدارة الأميركية حتى الآن تفكيك أبعاد الصراع أو تجاوزه بصورة أو بأخرى في الفترة الراهنة. ولكن الإشكالية الراهنة بالنسبة للإدارة الأميركية أنها عجزت حتى الآن في إقرار الحل أو فرضه على الأطراف المعنية لأسباب عدة، وهو ما يؤكد أن الإدارة الأميركية في حاجة إلى استراتيجية حقيقية وليس مجرد إجراء اتصالات حول مفاوضات قد تطول. وبرغم بعض الرهانات بأن الرئيس الأميركي ترامب قد يتدخل ويحسم الأمر، وهو أمر مستبعد خاصة، وأنه سيطرح تساؤلات حول ما هو دور الولايات المتحدة فيما هو قادم من تطورات من بينها: هل ستشارك بقوة أمنية ضمن قوات دولية في غزة لتنفذ الإدارة الأميركية مشروعها المعلن في غزة؟ وهل يمكن أن تذهب الولايات المتحدة لإقرار ترتيبات أمنية في أوكرانيا بعد فصل القوات على الأرض؟ وكيف سيتم في ظل ما يجري من مواقف قد يشارك فيها أيضاً قوات أوروبية من حلف «الناتو» أو خارجه؟ هذه التساؤلات قد يفتح الباب أمام أخرى أكبر تتعلق بالدور الاستراتيجي والأمني للولايات المتحدة، أي عكس ما يدعو الرئيس ترامب الذي يريد وقف الصراعات الراهنة وفقاً لمقاربة قد تبدو حالمة في عالم جديد يتشكل على أسس ومقومات مختلفة ربما سيكون في مرحلة انتقالية، وفي اتجاه عالم متعدد الأقطاب سيكون له تأثيره الأكبر على السياسات الأميركية في العالم في الوقت الراهن والمنتظر. لا تزال الإدارة الأميركية تتلمس خطواتها الحقيقية، وفي ظل خيارات صعبة ومعقدة لا تتماشى مع الطرح الخاص بالرئيس الأميركي ترامب، والذي يضطر للعودة إلى فكر الدبلوماسية الأميركية العتيقة لاعتبارات متعلقة بحدود الصراعات في العالم. وإبرام الصفقات التجارية لا يمكن أن يكون صالحاً في الدخول في مفاوضات حول مستقبل الدول، وحياة شعوبها في ظل خطاب إعلامي وسياسي غير واقعي، وهو ما اتضح في جملة تصريحات الرئيس ترامب بشأن شراء غزة، وامتلاك الجذر وإدارة الممرات وغيرها من التصريحات التي تكشف عن عدم إلمام بالكثير من وقائع الأمور وخبرات الدول، وبقواعد القانون الدولي وغيرها من الثوابت والمعطيات التي تتعامل بها الأمم. الإدارة الأميركية لن تكون قادرة على فرض الحلول من أعلى، سواء في ملف غزة، وكذلك المفاوضات مع إيران إضافة إلى ما يجري في تفاصيل المفاوضات الخاصة بالأزمة الروسية الأوكرانية التي دخلت منعطفاً مهماً للتوصل إلى حالة الهدنة المقترحة. الإدارة الأميركية الراهنة ليس لديها حلول سحرية، أو إمكانيات خلاقة للتعامل أو الحسم، وما يجري من محاولات أميركية يفهم في سياق البحث عن دور مركزي وموجه بناء على توجيهات الرئيس ترامب والداعية فعلياً إلى العمل وفق مقاربة متعجلة، وفقاً لتصوراته التي لم تتفهم هيكلية ومفصلية الصراعات في العالم عامة، وفي أزمتي غزة وأوكرانيا خاصة، وهو ما يتطلب مراجعة الإدارة الأميركية لنهج الحلول المقترحة. الأمر يستوجب إدراك أن تفكيك عناصر الأزمات تباعاً سيؤدي إلى إمكانية التوصل لحلول، مع مراعاة أن أي تسوية/ حل لن يكون سهلاً، بل سيمضي في إطار من الخيارات الصعبة التي ستواجه إدارة ترامب في حال تمسكها بآليات التفاوض الحالي ما قد يعوق التوصل إلى حلول حقيقية متماسكة يمكن الارتكان عليها في أي تسوية، وهو ما ينطبق على الترتيبات المقبلة في غزة والتفاهمات الأمنية المقترحة في أوكرانيا، والتي قد تشارك فيها دول «الناتو»، وهو ما يجب تفهم أبعاده من قبل الإدارة الأميركية التي ستدرك أنها لا تملك عصا سحرية في فرض الحل. *أكاديمي متخصص في الشؤون الاستراتيجية.