" يد على المسدس ، ويد على الكاميرا " ... رويترز تكشف ماذا حدث في السويداء
بدأت اضطرابات السويداء في 13 يوليو/تموز عندما تصاعدت التوترات المحلية القائمة منذ فترة طويلة حول الأراضي والموارد في المحافظة إلى اشتباكات بين ميليشيات درزية محلية ومقاتلين من القبائل البدوية، الذين يلتزمون إلى حد كبير، مثل القوات الحكومية، بالطائفة السنية ذات الأغلبية السنية في البلاد.
تفاقم العنف بشكل ملحوظ بعد نشر الجيش السوري في المحافظة في 14 يوليو/تموز لقمع الاشتباكات، ودخوله مدينة السويداء نفسها في 15 يوليو/تموز، وفقًا لسكان ومراقبين للحرب ومراسلين ميدانيين.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 1013 شخصًا في أعمال العنف منذ 13 يوليو/تموز، من بينهم 47 امرأة و26 طفلاً وستة من العاملين في المجال الطبي. قالت المنظمة إن معظم الضحايا من الدروز، مضيفةً أنه لم يتضح عدد المقاتلين أو المدنيين. وقالت الشبكة إن الغالبية العظمى لقوا حتفهم بعد أن أدى وصول الجيش إلى تصعيد حاد في القتال.
صرَّح رئيس المنظمة، فضل عبد الغني، لرويترز بأنها وثقت عمليات قتل على غرار الإعدام شنتها القوات السورية ومقاتلون بدو وجماعات درزية.
كما صرَّح طبيب شرعي في مدينة السويداء، طلب عدم الكشف عن هويته للحديث عن أمور حساسة، لرويترز بأنه فحص 502 جثة وصلت إلى مستشفى السويداء الوطني خلال أعمال العنف هذا الشهر.
ونُقل العديد من القتلى إلى مستشفى السويداء الوطني. وقال طبيب شرعي لرويترز إنه فحص 502 جثة وصلت بعد أعمال العنف الطائفي. (رويترز/سترينجر)
كان أحدهم مقطوع الرأس، واثنتان، بينهما فتاة مراهقة، ذبحتا. وقال إن معظم الآخرين أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة. لم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الأرقام أو الفظائع المحددة التي رواها كل من الشبكة السورية والطبيب الشرعي.
"هل أنت مسلم أم درزي؟"
تعرّف ابن رجمة، حارس بئر المياه البالغ من العمر 60 عامًا، على والده في مقطع فيديو تحققت رويترز من صحته، حيث صُوّر في 15 يوليو/تموز خارج مدرسة محمد صالح نصر في بلدة ثعلة، على بُعد أقل من ميل من منزلهم.
شوهد رجمة جالسًا على درجات مدخل المدرسة، بينما سُمع ثلاثة شبان على الأقل يحملون بنادق ويرتدون ملابس عسكرية، وهم يصرخون عليه مرارًا وتكرارًا: "هل أنت مسلم أم درزي؟". صُوّر المشهد من قِبل شخص يقف بجوار المقاتلين مباشرةً، ومن غير الواضح ما إذا كان الشخص مسلحًا أيضًا.
عندما أجاب الرجل الأكبر سنًا: "أنا سوري"، ردّ أحد المقاتلين: "ماذا يعني سوري؟ مسلم أم درزي؟"
قال رجمة: "أخي، أنا درزي".
أطلق ثلاثة من المقاتلين النار على الفور.
يقول أحدهم: "هذا مصير كل كلب بينكم يا خنازير".
وفي مقطع فيديو آخر، تحققت منه رويترز، شوهدت مجموعة من سبعة مقاتلين يرتدون زيًا عسكريًا ويحملون بنادق، وهم يرشدون ثمانية رجال بملابس مدنية على رصيف. واستنادًا إلى لافتات المتاجر ومخطط الطريق، حددت رويترز الشارع بأنه يقع غرب ساحة تشرين مباشرة في قلب مدينة السويداء.
الشارة الوحيدة الظاهرة على الزي العسكري هي رقعة سوداء صغيرة على الذراع اليمنى لأحد المقاتلين تحمل شهادة الإسلام بتصميم روّج له تنظيم الدولة الإسلامية. كما شاهد مراسلو رويترز بعض الجنود عند نقاط التفتيش في المناطق الحكومية يرتدونها.
في فيديو آخر، تحققت منه رويترز، تظهر مجموعة من سبعة مقاتلين يرتدون زيًا عسكريًا ويحملون بنادق، وهم يرشدون ثمانية رجال بملابس مدنية على رصيف. واستنادًا إلى لافتات المتاجر ومخطط الطريق، حددت رويترز الشارع غرب ساحة تشرين مباشرة في قلب مدينة السويداء.
الشارة الوحيدة الظاهرة على الزي العسكري هي رقعة سوداء صغيرة على الذراع اليمنى لأحد المقاتلين تحمل شهادة الولاء، بتصميم روّج له تنظيم الدولة الإسلامية. كما شاهد مراسلو رويترز بعض الجنود عند نقاط التفتيش في المناطق الحكومية يرتدونها.
لم ترد وزارتا الدفاع والداخلية السوريتان على أسئلة حول ما إذا كانت قواتهما ترتدي هذه الشارات.
ولم يذكر تنظيم الدولة الإسلامية السويداء في أي من منشوراته على قنواته الدعائية على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك في الفترة التي تلت 13 يوليو/تموز. ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى ممثل عن الجماعة.
بعد ثوانٍ قليلة من بدء الفيديو، يُدير المقاتل الذي يُصوّر كاميرا هاتفه إلى وجهه: إنه رجل ملتحٍ يرتدي زيًا عسكريًا، مع وشاح أحمر ملفوف حول رأسه ومؤخرة بندقية ظاهرة على صدره.
يسير الضحايا الثمانية في صف واحد، كلٌّ منهم يضع يديه على أكتاف الرجل الذي أمامه. تعرّف صديق شاهد الفيديو على الرجل الأخير في الصف، الذي كان يرتدي قميصًا بنيًا وصندلًا، على أنه حسام سرايا، وهو مواطن سوري أمريكي يبلغ من العمر 35 عامًا. قال الصديق إن الرجل الأكبر سنًا الذي كان أمامه مباشرة في الصف هو والد حسام، والرجل التالي هو كريم شقيق حسام. وأضاف الصديق أن معظم الآخرين كانوا من نفس العائلة الممتدة.
قالت ديما سرايا، زوجة علي سرايا - وهو رجل آخر من بين الموقوفين في الطابور - لرويترز إن مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا حاصروا المبنى السكني الذي كانت تسكنه عائلة سرايا الموسعة غرب ساحة تشرين في 16 يوليو/تموز، وطالبوا الرجال الموجودين في الداخل بتسليم أنفسهم، ووعدوا باستجوابهم لبضع ساعات وإعادتهم إلى منازلهم سالمين.
وأكد السيناتور الأمريكي جيمس لانكفورد من أوكلاهوما أن حسام، الذي كان يعيش في أوكلاهوما، "أُعدم بشكل مأساوي مع أفراد آخرين من عائلته في سوريا". ولم يُدلِ بمزيد من التفاصيل.
ويُظهر مقطع فيديو منفصل الرجال الثمانية العزل أنفسهم راكعين على تراب دوار في ساحة تشرين. وقد تمكنت رويترز من التحقق من موقع الفيديو من خلال التمثال الموجود في الدوار وبرج سكني يظهر خلفه مباشرة.
وتعرف الصديق نفسه على حسام وشقيقه ووالده من بين الرجال الراكعين في الفيديو الثاني. وأطلق مقاتلان على الأقل النار من بنادقهما مباشرة على المجموعة الراكعة، من مسافة قريبة ولمدة لا تقل عن سبع ثوانٍ. الرجال الراكعون ينهارون على التراب ويرقدون بلا حراك بينما يصرخ الرجال المسلحون "الله أكبر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
السويد تسجن جهادياً مدى الحياة لمشاركته في قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة
قضت محكمة في ستوكهولم الخميس بسجن الجهادي السويدي أسامة كريم مدى الحياة بعد إدانته بالمشاركة في قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرقه حيّا تنظيم داعش في سوريا في 2015، في حُكم رحّبت به عمّان ورأت فيه عائلة الطيّار "شفاء للصدور". وقالت القاضية في محكمة ستوكهولم آنا ليلينبرغ غوليسيو في بيان إنّ "المتهم كان موجودا في مكان الإعدام بزيّ عسكري ومسلّحا ووافق على تصويره (...) وساهم بشكل حاسم في مقتل الضحية ويجب أن يعتبر مشاركا في تنفيذ الوقائع". والمحكمة السويدية هي أول جهة تحاكم شخصا على خلفية هذه الجريمة التي أثارت استنكارا دوليا عام 2015. وبينما أشارت القاضية إلى أنّ أدلة الفيديو أظهرت أنّ رجلا آخر هو من أشعل النار "ما تسبّب بشكل مباشر في وفاة الطيار الأردني"، قالت إنّ "أفعال المدّعى عليه ساهمت بشكل كبير في وفاة الضحية، ما يستدعي اعتباره مرتكبا للجريمة". وتعليقا على الحُكم، قال جودت الكساسبة، شقيق الطيّار، لفرانس برس إنّ "الفيديو الذي أصدرته داعش عام 2015 كان اسمه شفاء صدور المؤمنين وهذا الحكم نوعا ما جاء يشفي صدورنا كعائلة فهذه أشد عقوبة يمكن صدورها في أوروبا". وأضاف "لدينا نوع من الرضى عن القرار، وباسم عائلة معاذ الكساسبة وباسم الشعب الأردني نشكر السويد وقضاءها النزيه على متابعة القضية وندعو الدول الاخرى إلى عقد محاكمات مدنية في حال التعرّف على الإرهابيين الذين شاركوا في الجريمة ضد الشهيد". وأشار إلى أن العائلة كانت "تتوقع هذا الحكم، فالمدان إرهابي لديه احكام سابقة في باريس وبروكسل وأقدم على عمليات قتل جماعي وعمليات إرهابية ضد الإنسانية بالعموم، فهذا الحكم نوعا ما يريح العائلة". بدوره، عبّر وزير الإعلام والاتصال الأردني محمد المومني عن ترحيب المملكة بالحُكم. وقال الوزير لفرانس برس إنّ "هذه الجريمة النكراء ستبقى حاضرة في وجدان الأردنيين، والحكم الصادر اليوم يُشكّل خطوة مهمّة نحو إحقاق العدالة ومُلاحقة كلّ من كان له دور في هذه الجريمة الوحشية". وفي 24 كانون الأول/ديسمبر 2014، أُسقطت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني في سوريا بالقرب من الرقة، وأُسر الطيّار في اليوم نفسه. وفي مقطع فيديو نُشر في 3 شباط/فبراير 2015 لعملية الإعدام، وُضع الطيار معاذ الكساسبة الذي كان يرتدي ملابس برتقالية اللون في قفص ثم أشعل أحد المسلحين الثلاثة عشر الذين ظهروا في الفيديو النار في القفص، ما أسفر عن مقتله. ولم يتمكّن المدعون من تحديد التاريخ الدقيق للجريمة، لكن التحقيق حدد موقعها. وأثارت الجريمة صدمة في الأردن الذي شارك مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في ضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في سوريا. وأضافت غوليسيو أن أفعال كريم تمثلت في "حراسة الضحية قبل وأثناء الإعدام، ونقله إلى القفص حيث أُحرق وهو لا يزال حيا". وقضت المحكمة بتعويض والديّ وإخوة الطيار الأردني بمبلغ قدره 80 ألف كرونة سويدية (8200 دولار) لكل منهم. ويقضي المتهم أسامة كريم، السويدي البالغ من العمر 32 عاما، بالأساس أحكاما بالسجن لفترات طويلة لدوره في هجمات باريس وبروكسل عامي 2015 و2016. وخلال جلسات المحاكمة التي عقدت بين 4 و26 حزيران/يونيو طلب الادّعاء من المحكمة الحكم على كريم بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب "جرائم حرب خطرة وجرائم إرهابية" لدوره في قتل الطيار. وطوال جلسات الاستماع لزم كريم الصمت. وقالت غوليسيو لفرانس برس إنّ حقيقة أن المتهم لم يتحدّث لم "تؤثر بشكل كبير على الحكم إذ إنّ الادّعاء قدّم أدلة ملموسة وكان التحقيق دقيقا". لا تعاطف ولا ندم ووفقا لمحاميه، أقر كريم بوجوده وقت الجريمة في الموقع لكنه أصر على أنه لم يمضِ سوى 15 إلى 20 دقيقة هناك، وأنه لم يكن لديه أيّ علم بما سيحدث. من جهته، قال ميكائيل ويسترلوند، محامي الطرف المدني في هذه القضية، إن كريم لم يبد أيّ تعاطف أو ندم في المحكمة على ما ارتكب. وأضاف أنّ "معظم من شهدوا ما مرّ به معاذ سيحتاجون على الأرجح إلى علاج مدى الحياة - أو على الأقل طويل الأمد - للتغلب على الصدمة النفسية التي يتسبب بها أمر كهذا لأي شخص طبيعي". وكان شقيق الطيار انتقل من الأردن إلى السويد لحضور بعض جلسات المحاكمة والإدلاء بشهادته عن الألم الذي لا يزال يتشاركه مع أحبائه. وقال ويسترلوند "يبدو أنّ كريم لم يُصَب بصدمة نفسية، بل أُلهِم. لقد أُلهِم لمواصلة مشروعه الإرهابي، مما دفعه للمشاركة في أعمال إرهابية في أوروبا أدين لاحقا بها". وحُكم على كريم بالسجن 30 عاما بتهمة التواطؤ في هجمات باريس عام 2015، وبالسجن مدى الحياة في بلجيكا بتهمة الهجمات على مطار بروكسل الرئيسي ومترو الأنفاق عام 2016. وصوّرت عملية قتل الكساسبة حرقا ونشرت في الثالث من شباط/فبراير 2015 في مقطع مصور مدته 22 دقيقة مرفقة بنشيد أُلِّف خصيصا للحادثة. وتعذّر تحديد تاريخ عملية القتل إلا أنّ التحقيق سمح بتحديد المكان الذي تمّت فيه. ويعتقد أن الجهاديين الآخرين الذين ظهروا في مقطع الفيديو قد قتلوا.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب: ما تفعله روسيا في أوكرانيا مثير للاشمئزاز وسنعاقبها
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، بشدة سلوك روسيا "المثير للاشمئزاز" تجاه أوكرانيا، قائلاً إنه يعتزم فرض عقوبات على موسكو في حال عدم التوصل إلى اتفاق. فيما أضاف ترامب، للصحافيين في المكتب البيضاوي، أنه غير متأكد مما إذا كانت العقوبات ستردع روسيا، وفق رويترز. كما أردف أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيزور روسيا بعد زيارته الحالية لإسرائيل. وسبق أن أجرى ويتكوف محادثات مكثفة في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. مقتل 16 وإصابة 155 يأتي ذلك بعد أن أسفر هجوم روسي صاروخي وبالطيران المسيّر على كييف ليل الأربعاء-الخميس عن مقتل 16 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان، وإصابة 155 شخصاً، بينهم 16 طفلاً حسب آخر حصيلة لأجهزة الإسعاف. ودمرت الضربات أجزاء من مبنى سكني من 9 طوابق في الأحياء الغربية لكييف. يذكر أن موسكو كثفت هجماتها الجوية على أوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية، متجاهلة ضغوطاً أميركية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 3 سنوات ونصف سنة، في حين تواصل قواتها التقدم ميدانياً، حسب فرانس برس. فيما أمهل ترامب بوتين حتى الثامن من أغسطس للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في أوكرانيا، وإلا فإنه سيفرض عقوبات اقتصادية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


سيدر نيوز
منذ 11 ساعات
- سيدر نيوز
حماس تشترط إنهاء 'المجاعة' في غزة للعودة للمفاوضات، والمبعوث الأمريكي سيزور القطاع ويلتقي بعضاً من سكانه #عاجل
قالت حركة حماس إن استمرار المفاوضات الساعية للتوصل إلى اتفاق إلى وقف إطلاق النار في غزة في ظل 'التجويع' في القطاع 'يفقدها مضمونها وجدواها'. وأكدت الحركة الفلسطينية في بيان، أن ما وصفته بـ 'حرب التجويع' التي تمارسها إسرائيل في القطاع بلغت 'حداً لا يُحتمل، وأصبحت تشكّل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني'، داعية المجتمع الدولي إلى 'التحرّك الفوري لوقف هذه المجزرة الجماعية… وإيصال المواد الغذائية فوراً' إلى سكان القطاع، 'دون قيد أو شرط، وضمان حمايتها'. بيد أنها أوضحت أنها جاهزة لـ 'الانخراط الفوري في المفاوضات مجدّداً حال وصول المساعدات إلى مستحقّيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة'، معتبرةً أنَّ إسرائيل انسحبت من المفاوضات الأسبوع الماضي 'دون مبرّر'، في الوقت الذي كانوا فيه على وشك التوصّل إلى اتفاق، على حد قول حماس. ويأتي ذلك، فيما التقى مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، في إطار مساعٍ لإحياء محادثات التهدئة في القطاع، وفق وكالة رويترز. ويتكوف إلى غزة في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ويتكوف، سيتوجه الجمعة، إلى قطاع غزة، برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، وذلك لمتابعة جهود توزيع المساعدات الإنسانية ولقاء سكان متضررين من الحرب. وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لصحافيين، 'سيتوجه كل من المبعوث الخاص ويتكوف والسفير هاكابي غداً (الجمعة) إلى غزة لتفقد مواقع توزيع المساعدات القائمة، ووضع خطة لتعزيز إيصال المواد الغذائية، إضافة إلى لقاء عدد من سكان القطاع للاطلاع بشكل مباشر على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية'. ويتزامن وصول ويتكوف إلى إسرائيل مع تصاعد الضغوط الدولية على الأخيرة، في ظل الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية في غزة، واستمرار القيود على دخول المساعدات الإنسانية. من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة، يوم الخميس، فرض عقوبات على عدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، متهمة الجهتين بالسعي إلى 'تدويل نزاعهما مع إسرائيل'، وذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية. واتهمت واشنطن السلطة والمنظمة بـ'الاستمرار في دعم الإرهاب، من خلال التحريض على العنف وتمجيده'، وأوضحت أن هذه العقوبات تشمل منع إصدار تأشيرات دخول لأعضاء من المؤسستين. من جانبه، أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، معتبراً أنها تعبّر عن 'وضوح أخلاقي'. EPA فرنسا: نظام المساعدات في غزة أدى إلى 'مذبحة' ونقلت وكالة 'رويترز' عن هيئة البث الإسرائيلية 'كان' أن ويتكوف يعتزم زيارة إحدى نقاط توزيع المساعدات داخل القطاع خلال زيارته. وصرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الخميس، بأن نظام توزيع المساعدات في غزة، والمدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، أدى إلى 'مذبحة' ويجب وقفه فوراً، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز. وقال بارو للصحفيين عقب لقائه نظيره القبرصي في العاصمة نيقوسيا: 'أدعو إلى وقف أنشطة مؤسسة غزة الإنسانية، ووقف التوزيع العسكري للمساعدات الإنسانية، الذي أدى إلى مذبحة في صفوف المنتظرين في طوابير التوزيع بغزة، هذا أمر مخزٍ ويجب أن يتوقف'. ونشر ترامب على منصته 'تروث سوشيال': 'أسرع طريقة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هي أن تستسلم حماس وتفرج عن الرهائن'. وفي السياق، وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس، بأن 104 شاحنات تحمل مساعدات دخلت إلى قطاع غزة الخميس، لكن 'غالبيتها تعرضت لعمليات نهب وسرقة' محملاً إسرائيل مسؤولية ذلك، وهو أمر كرره المكتب منذ أن سمحت الأخيرة باستئناف دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر. 'شهدتُ جرائم حرب' في غزة، يقول عامل سابق في موقع مؤسسة غزة الإنسانية لبي بي سي 'لم يقتلني السرطان، ولكني قد أموت جوعاً'، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة ثلاجة الموتى 'ممتلئة' في مستشفى الشفاء أفاد مراسل وكالة فرانس برس، الخميس، بأن ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة امتلأت بعشرات الجثث، أغلبها لرجال لقوا مصرعهم جراء إطلاق النار أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات، بحسب ما أفادت به عائلاتهم. وقال جميل عاشور، وهو أحد أقارب الضحايا، لوكالة فرانس برس من داخل المشرحة المزدحمة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بعدما 'شاهد الناس لصوصاً ينهبون الطعام ويلقونه على الأرض، فسارع الجوعى نحوه أملاً في الحصول على شيء يسد رمقهم'. من جهته، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة أن ما لا يقل عن 90 فلسطينياً قُتلوا ليلة أمس، بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم نحو 58 شخصاً أُصيبوا بالرصاص أثناء محاولة وكالات الإغاثة إيصال قافلة مساعدات غذائية للسكان. وصرح الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت 'طلقات تحذيرية' بينما كان الغزيون يتجمعون حول شاحنات المساعدات. وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' اليوم الخميس مقتل 4 أشخاص برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز الشاكوش شمال مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وأوضحت 'وفا' أن القوات الإسرائيلية استهدفت تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، ما أسفر عن مقتل 15 فلسطينياً وإصابة 65 آخرين، أغلبهم من الأطفال. ونقلت الوكالة عن مصادر طبية فلسطينية أن عدد القتلى من منتظري المساعدات الذين وصلوا إلى المستشفيات ارتفع إلى 1,320 قتيلاً، بالإضافة إلى أكثر من 8.818 مصاباً. وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 60.249 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب ما أفادت به 'وفا'. ونقلت رويترز عن مصدر مطّلع إن إسرائيل أرسلت يوم الأربعاء رداً على تعديلات حماس الأخيرة على مقترح أمريكي لتهدئة مدتها 60 يوماً، تتضمن إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. ولم تُصدر حماس تعليقاً فورياً على الرد. وفي الأيام الأخيرة، فيما لوّح مسؤولون إسرائيليون بإمكانية إعلان ضم أجزاء من غزة إذا استمر الجمود في المفاوضات، وفق رويترز. وكانت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة قد انتهت الأسبوع الماضي دون تحقيق تقدم، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن الجمود، مع استمرار الخلافات بشأن حجم الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة.