logo
كيف تعاونت إيران وروسيا في نقل الأسلحة عبر سوريا؟

كيف تعاونت إيران وروسيا في نقل الأسلحة عبر سوريا؟

مصرس١٤-٠٢-٢٠٢٥

أدت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أواخر العام الماضي إلى زوال واحدة من أهم دعائم نفوذ روسيا في الشرق الأوسط بين عشية وضحاها.
وأدى ذلك أيضاً إلى الإضرار بالبيئة الغامضة التي عملت فيها موسكو وطهران على تعميق علاقاتهما في الوقت الذي كانتا تعملان فيه على توصيل الإمدادات السرية من الأسلحة إلى مختلف أنحاء المنطقة.وتسلط بي بي سي في هذا التقرير الضوء على التفاصيل اللوجستية المتعلقة بتجارة الأسلحة المشبوهة أثناء حكم الأسد، وتتساءل عما قد يحدث الآن بعد رحيله.بطانيات متفجرةبثت قناة الدعاية الروسية آر تي، مقطع فيديو غير عادي، في الأول من أكتوبر 2024، مدته خمس دقائق. وكان الفيديو يعرض تسجيلاً بدون أي تعليق لأحداث تجري في مطار مدينة اللاذقية الساحلية السورية.وحملت هذه المنشأة اسم شقيق الأسد الأكبر، باسل، ومنذ عام 2015 أصبحت القاعدة الرئيسية للقوات المسلحة الروسية المنتشرة في البلاد.ويبدأ الفيديو بلقطة طويلة تظهر اسم المطار قبل أن تظهر طائرة شحن من طراز بوينغ تحمل شعار شركة الطيران الإيرانية "قشم فارس إير" وهي تهبط على المدرج. ثم تظهر اللقطات الطائرة وهي تُفرغ حمولتها.وأظهر الفيديو أيضاً إنزال عدد كبير من الأكياس من الطائرة بينما يصور رجلان، يرتديان زياً مموهاً يحمل شعار الشرطة العسكرية الروسية، العملية بكاميرات هواتفهم. وعندما قطعت تلك الأكياس كشفت الكاميرا عن من مجموعات من البطانيات الخضراء، وانتهت اللقطات عند هذا الحد.وفي تقرير بُث بعد ذلك، قال مسؤول إن سوريا رحبت بالشحنة باعتبارها مساعدات إنسانية من روسيا "للاجئين ونازحين".وبعد يومين من بث ذلك الفيديو، تناقلت وسائل إعلام دولية أنباء عن غارة جوية إسرائيلية على مستودع بالقرب من قاعدة حميميم العسكرية الروسية. وبثت القناة الروسية فيديو لما أسفر عنه الحادث، والذي لم يظهر فقط الحريق الناتج عن الغارة، لكنه أظهر أيضاً ما يُعرف بانفجارات ثانوية. ويعتقد البعض أن هناك علاقة بين الفيديو الذي بثته قناة أر تي والغارة الجوية التي جاءت في إثره.وقال مصدر من بي بي سي مطلع على مجريات الأمور في حميميم: "الجميع يعلمون أن البطانيات يمكن أن تنفجر أيضاً". وعندما سألناه عما إذا كانت إيران تشحن الأسلحة باستخدام القنوات العسكرية الروسية المسؤولة عن توزيع "المساعدات"، قال مصدرنا، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "ماذا تتوقعون مني أن أقول؟ لقد انفجرت تلك "البطانيات" بقوة لدرجة أنها كادت تقضي على حميميم بالكامل".ولا تشكل حميميم مركز العبور الرئيسي لإيران إلى لبنان، وفقاً لنيكيتا سماغين، الخبير في شؤون المنطقة الذي قال: "كانت إيران تمتلك ممراً لوجستياً برياً هاجمته إسرائيل بانتظام. لكن معظم ما مر عبره وصل إلى سوريا ولبنان على أي حال، ولكن ليس عبر القواعد الروسية". ويرى سماغين أن هذه الأخيرة طرق غير مهمة نسبياً لمثل هذه الشحنات، والتي - مع التغيير في القيادة السورية - قد تصبح أكثر أهمية.وأضاف: "خسرت إيران كل شيء تقريباً في سوريا، لأن البلاد خرجت من دائرة نفوذها. ومن الناحية النظرية، لا يزال من الممكن أن تمر شحنات قليلة عبر حميميم. ولكن إذا سمحت روسيا بذلك، فقد تتراجع فرص توصلها إلى اتفاق مع السلطات السورية الجديدة إلى حدٍ كبيرٍ".والتقينا ساريت زهافي، المتخصصة في شؤون المخابرات الحربية حملت رتبة عقيد قبل تقاعدها من الجيش الإسرائيلي، وتدير مركز "ألما" للأبحاث والتعليم في إسرائيل. وقالت: زهافي: "لاحظنا للمرة الأولى وجود طائرات إيرانية يُعرف عنها أنها تستخدم في نقل الأسلحة في جميع أنحاء المنطقة في قاعدة حميميم الجوية في أوائل 2023"."دروع بشرية روسية"وأضافت زيهافي: "لقد ضربت إسرائيل مطارات أخرى في سوريا، في دمشق وحلب، ولم تتمكن (إيران) من الهبوط هناك. لذلك وجدت بديلاً".وأشارت إلى أن مركز الأبحاث الذي تديره حذر عندما هبطت الطائرات الإيرانية لأول مرة في حميميم من أنها قد تصبح مركزاً لشحنات الأسلحة مع استغلال الروس كدروع بشرية ضد الهجوم الإسرائيلي.صواريخ كورنيت في غرفة اللعبفي نوفمبر، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، قيل إنه صُور في جنوب لبنان. وفي هذا المقطع، يمكن رؤية غرفة غير مرتبة بها أكياس وصناديق وألعاب متناثرة في كل مكان- وكأن أصحابها قد غادروا المكان على عجل. ويظهر في اللقطة جندي ثم تنتقل الكاميرا إلى حاجز مكسور في إحدى زوايا الغرفة.وقال أحد المشاركين في هذه المداهمة لبي بي سي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "دخلنا غرفة طفل بها جدار وهمي. هدمنا الجدار، بعدها اكتشفنا أول شيء".كان المكان عبارة عن مخبأ للأسلحة روسية الصنع، ولم يعثر جنود الجيش الإسرائيلي على بنادق كلاشينكوف فحسب، بل عثروا أيضاً على رؤوس حربية لنظام صواريخ كورنيت المضادة للدبابات. كما عثروا على نتائج مماثلة في منازل أخرى في المنطقة.وأضاف الجندي "هذا النوع من الأسلحة مخصص لمهاجمة المدن وليس للاشتباك مع القوات الإسرائيلية. وفي المتوسط، ربما كان كل منزل يحتوي على ما يكفي من الأسلحة لفرقة من خمسة أو ستة مقاتلين". وكان المسلحون الذين انسحبوا من هذا المنزل قد أخذوا قاذفة كورنيت، مخلفين وراءهم الصندوق الذي جاءت فيه. ويمكن رؤية ذلك في الصور التي شاهدتها عبر شبكة بي بي سي.وتظهر الصور نوعين من نظام كورنيت. الأول يستخدم كرؤوس حربية مزدوجة يخترق الدروع وينفجر مرة ثانية داخل المركبة. والثاني، مزود بصاروخ شديد الانفجار يستهدف المشاة. وفي كلتا الحالتين، يمكن أن يصل المدى إلى أكثر من خمسة كيلومترات. وعلى خط مستقيم، تبلغ المسافة من هذه القرى إلى المدن الإسرائيلية ثلاثة كيلومترات، وفقاً للجندي الإسرائيلي الذي تحدثنا معه.وأشار إلى أن صواريخ كورنيت تم التخلي عنها بسبب صعوبة نقلها سراً. ومن المحتمل أن ترسانة الأسلحة نُقلت من سوريا إلى جنوب لبنان براً. وبحلول الخريف، كانت الطرق المذكورة مستهدفة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.مسار صواريخ الكورنيتيرى الجندي الذي تحدثنا معه أن الأسلحة وصلت إلى لبنان من سوريا. وعثر جنود إسرائيليون على أموال سورية في المنازل التي داهموها، مما يدعم تحليله للموقف.لكن الأختام التي عثر عليها مع الأسلحة، الصادرة عن وكالة تصدير الذخيرة الروسية، تعني أن صواريخ كورنيت بيعت إلى منظمة رسمية مصرح لها باستيرادها، وفقاً لمصدر بي بي سي الذي تحدث إلينا.وقال المصدر: "أول منظمة تتبادر إلى الذهن وسط هذه الأوضاع هي الجيش السوري، جيش الأسد. وكما نعلم، كانت له علاقات وثيقة مع حزب الله السوري، الذي بدوره لديه علاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني".وأكد مصدر مخابراتي غربي، تحدث لبي بي سي شريطة عدم الكشف عن هويته، أن معظم الأسلحة الروسية التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي في لبنان وصلت إلى هناك بمعرفة الجيش الوطني السوري.وذكر تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر مجهولة، أن بعض صواريخ كورنيت التي عُثر عليها في جنوب لبنان صُنعت في 2020 وكانت ضمن مخزونات سلاح روسية في سوريا. وقبل العثور عليها، كانت القيادة العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله يمتلك مخزوناً قديماً من الحقبة السوفيتية فقط.وقال سماغين إن نظام الأسد كان يزود حزب الله السوري بالأسلحة الروسية حتى سقوطه، ثم ينقلها إلى لبنان. أما روسيا فقد غضت الطرف عن ذلك.وأضاف: "لا أعتقد أنهم لم يكونوا على علم بأنهم يفقدون كميات من هذه الأسلحة، وهو ما قد يرجع إلى عجزهم عن منع ذلك أو لعدم توافر الإرادة لديهم لمنعه".وأشار إلى أنه حتى عام 2022، كانت روسيا تقدر علاقتها مع إسرائيل إلى حدٍ كبيرٍ لدرجة أنها لم تبدأ في السماح علناً بإمدادات الأسلحة لحزب الله.وأضاف: "تغير الوضع بشكل واضح، وأصبح رأي إسرائيل أقل أهمية. ولكن مع ذلك، لا يوجد تأكيد على أن روسيا زودت حزب الله بالأسلحة بشكل مباشر".وكان حزب الله حليفاً رئيسياً للجيش السوري، وكان يتصرف بالتنسيق مع القوات الروسية المتمركزة في سوريا. لكن الخسائر الفادحة التي تكبدها جراء الضربات الإسرائيلية أضعفت الحركة بشكل خطير. وفي المقابل، كان هذا أحد العوامل التي أدت إلى الإطاحة المفاجئة ببشار الأسد نفسه.بعد ذلك، تحركت القوات الجوية الإسرائيلية بسرعة لاستهداف مستودعات الأسلحة المتبقية في سوريا. ويقال إن ما يصل إلى 80 في المئة من ترسانة الأسلحة السورية قد تم تدميرها. ولم يتبق سوى القليل مما يمكن للسلطات الجديدة في البلاد نقله إلى حزب الله، حتى لو أرادت ذلك.كما انتقلت السلطة في سوريا الآن إلى الفصائل العسكرية المعادية لإيران. وما قد يحدث للقواعد الروسية ووسائل طهران الأخرى للتوزيع في سوريا يظل سؤالا بالغ الأهمية يبقى بلا إجابة حتى الآن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : الخزانة الأمريكية تعلن تخفيفا فوريا للعقوبات على سوريا
أخبار العالم : الخزانة الأمريكية تعلن تخفيفا فوريا للعقوبات على سوريا

نافذة على العالم

timeمنذ 11 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الخزانة الأمريكية تعلن تخفيفا فوريا للعقوبات على سوريا

السبت 24 مايو 2025 04:00 مساءً أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية، الجمعة، ترخيصا عاما يوفر "تخفيفا فوريا" من العقوبات المفروضة على سوريا، تماشيا مع قرار الرئيس دونالد ترامب. جاء ذلك وفق ما أوردته الوزارة عبر حسابها على منصة "إكس". وأشارت وزارة الخزانة، إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لها، أصدر "اليوم (الجمعة) الترخيص العام السوري رقم 25 الذي يوفر تخفيفا فوريا للعقوبات المفروضة على سوريا". وأضافت أن ذلك يأتي "تماشيا مع إعلان الرئيس (عزمه) رفع جميع العقوبات على سوريا". وأوضحت الوزارة، أن الترخيص "يسمح بالمعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات السورية، وهو ما يعني من الناحية العملية رفع العقوبات عن سوريا". وسيتيح الترخيص، وفق الوزارة، "إطلاق استثمارات جديدة وتنشيط دور القطاع الخاص (الأمريكي بسوريا)، بما ينسجم مع استراتيجية (أمريكا أولا) التي يتبناها الرئيس". ولفتت الوزارة إلى أن "هذه الخطوة تُعد جزءا من مسار أوسع تتبعه الحكومة الأمريكية لإزالة الهيكل الكامل لنظام العقوبات المفروضة على سوريا، على خلفية انتهاكات نظام بشار الأسد". بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في بيان: "بناءً على توجيهات الرئيس دونالد ترامب بشأن تخفيف العقوبات على سوريا، قررت منح إعفاء من عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يوماً، وذلك بهدف دعم جهود التعافي وإعادة البناء". وأوضح أن الإعفاء المؤقت يهدف إلى "توفير خدمات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، وتُمكّن من استجابة إنسانية أكثر فعالية في جميع أنحاء سوريا". وأشار روبيو إلى أن هذه الخطوة تُعد "خطوة مهمة في تنفيذ رؤية الرئيس ترامب لإقامة علاقة جديدة بين الولايات المتحدة وسوريا". وفي 14 مايو/ أيار الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال "منتدى الاستثمار السعودي ـ الأمريكي 2025" في الرياض، اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وأوضح أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتتطلع السلطات السورية إلى دعم دولي وإقليمي لمساعدتها في معالجة تداعيات 24 سنة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (2000-2024). وعلى خلفية انتهاكات نظام الأسد ومجازره في قمع الثورة بسوريا منذ 2011، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بينها بريطانيا عقوبات على هذا البلد العربي، شملت تجميد أصول، ووقف التحويلات المالية، والحرمان من التكنولوجيا، وحظر التعامل مع نظامه. ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، تطالب الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، برفع تلك العقوبات، لأنها تعرقل جهود إعادة الإعمار. وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

تصل بوينغ إلى 1.1 مليار دولار مع وزارة العدل لتجنب المقاضاة أكثر من 737 كحد أقصى
تصل بوينغ إلى 1.1 مليار دولار مع وزارة العدل لتجنب المقاضاة أكثر من 737 كحد أقصى

وكالة نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • وكالة نيوز

تصل بوينغ إلى 1.1 مليار دولار مع وزارة العدل لتجنب المقاضاة أكثر من 737 كحد أقصى

وصلت بوينج إلى صفقة بقيمة 1.1 مليار دولار مع وزارة العدل التي ستسمح لها بتجنب المقاضاة للاشتعالين التي تنطوي على 737 Max Jetliners التي قتلت ما مجموعه 346 شخصًا. وقالت وزارة العدل إن شركة بوينغ ستُطلب من بوينغ استثمار هذه الأموال في تحسين برنامج امتثال عملاق الطيران وسلامته وجودةها ، بينما سيتم تخصيص 445 مليون دولار لتقديم تعويض لعائلات الضحايا الذين قتلوا في الحوادث. تنبع الاتفاقية من حوادث Lion Air Flight 610 في عام 2018 ورحلة الخطوط الجوية الإثيوبية 302 في عام 2019. ستسمح الصفقة للشركة بتجنب الادعاء الجنائي بزعم ضلال المنظمين الأمريكيين بشأن 737 ماكس جيتلينر قبل الحوادث ، وفقا لأوراق المحكمة المقدمة يوم الجمعة. بيان صدر نيابة عن بعض أقارب القتالين الذين قتلوا في الحوادث انتقد صفقة الحكومة مع بوينج ، قائلاً إن العائلات شعرت 'بالحزن الهائل وحتى الغضب' في الاتفاقية. وقال بول كاسيل ، أستاذ في كلية سي جي كويني في جامعة يوتا التي تمثل العائلات ، في البيان: 'هذا النوع من الصفقة غير المحتملة غير مسبوق ومن الواضح أنه مخطئ في أكثر جرائم الشركات في تاريخ الولايات المتحدة. سوف تعترض أسرتي على إقناع المحكمة برفضها'. دافعت وزارة العدل عن الاتفاقية. 'بعد النظر بعناية في آراء العائلات ، والحقائق والقانون ، ومبادئ الوزارة المتمثلة في الادعاء الفيدرالي والالتزامات المهنية والأخلاقية للمدعين العامين ، فإن حكم الحكومة هو أن الاتفاق هو قرار عادل وعادل يخدم المصلحة العامة ،' ذكرت أوراق المحكمة. ورفض بوينغ التعليق. قضى العديد من أقارب الركاب الذين ماتوا في الحوادث سنوات في دفع محاكمة علنية ، ومحاكمة مسؤولي الشركة السابقين والعقاب المالي الأكثر شدة على بوينغ. وقالت وزارة العدل في بيان 'لا شيء لن يقلل من خسائر الضحايا ، لكن هذا القرار يتحمل مسؤولية مالياً ، ويوفر نهائيًا وتعويضًا للعائلات ويؤثر على سلامة المسافرين الجويين في المستقبل'. وكالة أسوشيتيد برس ساهم في هذا التقرير.

كيف يمكن لسوريا الاستفادة من التجربة التركية في الأمن والدفاع والتعليم والاقتصاد؟ (تقرير)
كيف يمكن لسوريا الاستفادة من التجربة التركية في الأمن والدفاع والتعليم والاقتصاد؟ (تقرير)

وكالة أنباء تركيا

timeمنذ 16 ساعات

  • وكالة أنباء تركيا

كيف يمكن لسوريا الاستفادة من التجربة التركية في الأمن والدفاع والتعليم والاقتصاد؟ (تقرير)

تشهد العلاقات بين تركيا وسوريا الجديدة تطورات ملحوظة، حيث تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى الاستفادة من الخبرات التركية في عدة مجالات حيوية لإعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحرب. وبفضل الحدود المشتركة التي تمتد على مسافة تزيد عن 900 كيلومتر، والتاريخ الطويل من العلاقات بين البلدين، تبرز تركيا كشريك استراتيجي رئيسي في دعم إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا. العلاقات التركية السورية.. أسس تاريخية ومصالح مشتركة تتمتع تركيا وسوريا بعلاقات تاريخية تمتد لقرون، وتطورت هذه العلاقات بشكل كبير منذ بداية الثورة السورية عام 2011. فقد قدمت تركيا دعماً سياسياً واقتصادياً وإنسانياً للشعب السوري، حيث استضافت أكثر من 4 مليون لاجئ سوري، ودعمت المعارضة السورية السياسية والعسكرية. وبعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في كانون الأول/ديسمبر 2024، برزت تركيا كلاعب رئيسي في دعم الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، مع التركيز على إعادة بناء الدولة السورية وتعزيز استقرارها. الكاتب والمحلل السياسي مأمون سيد عيسى، قال في حديث لـ 'وكالة أنباء تركيا'، إنه 'أولاً يجب أن نؤكد أن العلاقات بين الشعبين التركي والسوري تمتد لمئات السنين، وتركيا وقفت ولا تزال إلى جانب الشعب السوري منذ عام 2011 وحتى الآن، ونؤكد على وجود مصالح مشتركة بين الدولتين في الوقت الحاضر والمستقبل'. وأضاف أن 'تركيا تمتلك إمكانيات كبيرة يمكنها توظيفها لدعم إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا بعد الحرب، خاصة مع وجود حدود مشتركة تمتد لمئات الكيلومترات بين البلدين، حيث يمكن أن تلعب دوراً مهماً في عدة مجالات'. وتابع سيد عيسى أنه 'يمكن أن تساعد تركيا في إعادة بناء الأجهزة الأمنية والجيش السوريين، وتقديم تدريب وخبرات لتعزيز الاستقرار والأمن وتسهيل التعاون في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة، ودعم جهود المصالحة الوطنية والحفاظ على السلام داخل سوريا، ويمكن أن تلعب الاستثمارات التركية في سوريا دوراً مهماً في تشغيل المصانع والشركات وتسهيل التجارة عبر الحدود، وتقديم الدعم الفني والتقني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والأهم المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار المدن والقرى المدمرة أو المتضررة وإعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية، فلدى تركيا شركات ذات خبرات عالمية في مشاريع الإسكان، الطرق، والمرافق العامة'. الأمن والدفاع.. بناء جيش سوري حديث بدعم تركي تُعد تركيا رائدة في مجال الأمن والدفاع، حيث طورت صناعات دفاعية متقدمة، خاصة في مجال الطائرات المسيرة مثل 'بيرقدار' التي أثبتت فعاليتها في نزاعات عديدة. وفي سياق التعاون مع سوريا، أعلنت وزارة الدفاع التركية في كانون الثاني/يناير 2025 عن زيارة وفد عسكري إلى دمشق لمناقشة قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، مع التأكيد على إعداد خارطة طريق مشتركة لتحسين قدرات الجيش السوري. كما أرسلت تركيا قافلة عسكرية إلى مطار منغ شمالي حلب في آذار/مارس 2025، مع خطط لإنشاء قواعد عسكرية مشتركة. تشير تقارير إلى أن تركيا قد تزود الجيش السوري بمنتجات دفاعية تركية متطورة، وتوفر مستشارين عسكريين لإعادة هيكلة الجيش السوري بعد انهيار الجيش السابق الموالي للأسد المخلوع. ويُنظر إلى هذا التعاون كوسيلة لتعزيز الأمن القومي السوري ومكافحة التهديدات، خاصة من التنظيمات الانفصالية مثل PKK الإرهابي وPKK/PYD الإرهابي. الباحث الاقتصادي محمد غزال، قال في حديثه لـ 'وكالة أنباء تركيا'، إن 'تركيا رائدة في مجال الأمن والدفاع، خاصة في الطائرات المسيرة، الاتصالات، والتشفير، ويمكن أن تسهم الخبرات التركية في تدريب الكوادر السورية، مما يوفر وقتاً كبيراً ويحقق نقلة نوعية في التخطيط العسكري وترتيب الجيش السوري، فتركيا تمتلك شركات رائدة في هذا القطاع، ومنتجاتها مثل مسيرات 'بيرقدار' حققت شهرة عالمية، حيث أحدثت نقلة نوعية في نزاعات مثل الحرب الروسية على أوكرانيا'. التعليم.. سد الفجوة التعليمية في مجال التعليم، وقّعت سوريا وتركيا في أيار/مايو الجاري اتفاقية تعاون تشمل الاعتراف المتبادل بالمؤهلات الجامعية، وإطلاق مشروع الجامعة التركية السورية في دمشق، وتقديم دعم فني لتطوير البنية التحتية المعلوماتية في الجامعات السورية. وتستضيف تركيا حالياً نحو 40 ألف خريج سوري و16 ألف طالب سوري، ما يجعلها قاعدة قوية لنقل الخبرات التعليمية إلى سوريا. وتتميز تركيا بنظام تعليمي متقدم، خاصة في مجال التعليم العالي، حيث أدخلت إصلاحات كبيرة عليه منذ عام 2002، ما ساعد في تطوير المناهج وتحسين جودة التعليم. يمكن لسوريا الاستفادة من هذه التجربة لسد الفجوة التعليمية الناتجة عن سنوات الحرب، من خلال فتح فروع للجامعات التركية في سوريا، وتفعيل برامج تبادل للكوادر التدريسية. وقال غزال، إن 'تركيا رائدة في التعليم، حيث تستضيف عدداً كبيراً من الطلاب السوريين في جامعاتها، ومن الضروري فتح فروع للجامعات التركية في سوريا لمواكبة التعليم الحديث، خاصة أن هناك فجوة زمنية تعليمية بين سوريا وباقي الدول، إذ أن التجربة التركية في التعليم، خاصة في النظام المهني والتطبيقي، يمكن أن تساعد في تقليص هذه الفجوة'. الاقتصاد.. شراكات لإعادة الإعمار اقتصادياً، تُعد تركيا إحدى الدول العشرين الأكبر في العالم، حيث تمتلك اقتصاداً متنوعاً يعتمد على الزراعة، الصناعة، والتصدير. وقد وقّعت سوريا وتركيا اتفاقيات تجارة حرة منذ عام 2004، مما ساهم في زيادة حجم التجارة بينهما إلى 2.3 مليار دولار بحلول عام 2010. ومع بدء مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، يمكن للاستثمارات التركية أن تلعب دوراً مهماً في تشغيل المصانع، دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية. كما يمكن لسوريا الاستفادة من التجربة التركية في إدارة السياسات النقدية والمالية، خاصة من خلال تدريب الكوادر السورية على أدوات السياسة النقدية في البنك المركزي التركي، الذي يتمتع باستقلالية نسبية مقارنة بالنظام السوري السابق. وأوضح غزال أن 'تركيا إحدى الدول العشرين الكبرى اقتصادياً، وهي تنتج، تزرع، وتصدر، وإنشاء شراكات اقتصادية بين سوريا وتركيا أمر بالغ الأهمية، خاصة من خلال بناء مؤسسات اقتصادية مستفيدة من التجربة التركية في البنك المركزي ووزارة الخزانة، إضافة إلى أن تدريب الكوادر السورية على أدوات السياسة النقدية والمالية يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الاقتصاد السوري'. العمران.. إعادة بناء المدن السورية وفي مجال العمران، أثبتت تركيا كفاءتها في إعادة الإعمار بعد كارثة الزلزال عام 2023، حيث طورت نماذج حضرية مقاومة للزلازل، وأنشأت مجمعات سكنية حديثة، وقللت الضغط على المدن الكبرى من خلال التخطيط الحضري المنظم. ويمكن لسوريا الاستفادة من هذه التجربة لإعادة بناء مدنها المدمرة، مثل حلب وحمص، من خلال التعاون مع شركات تركية متخصصة في الإسكان، الطرق، والمرافق العامة. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغريدة على حسابه في منصة 'إكس' في شباط/فبراير 2025، استعداد تركيا لتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار المدن المدمرة والبنية التحتية الحيوية في سوريا. وشدد غزال أن 'تركيا أحدثت نقلة نوعية في التخطيط الحضري بعد زلزال 2023، من خلال إنشاء مجمعات سكنية مقاومة للزلازل، وتطوير البنية التحتية، والانتقال من العشوائية إلى التنظيم. يمكن لسوريا الاستفادة من هذه التجربة لإنشاء مجمعات سكنية بتعاون سوري تركي، مما يساعد في تسريع إعادة الإعمار وتقليل الضغط على المدن الكبرى'. يمثل التعاون بين تركيا وسوريا الجديدة فرصة تاريخية لإعادة بناء سوريا على أسس متينة، مستفيدة من الخبرات التركية في الأمن، التعليم، الاقتصاد، والعمران. ومع وجود حدود مشتركة ومصالح استراتيجية، يمكن لهذا التعاون أن يعزز الاستقرار الإقليمي، ويسهم في عودة سوريا كدولة قوية ومستقرة، ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الأهداف تنسيقاً دبلوماسياً دقيقاً لتجنب التحديات الإقليمية والدولية، حسب مراقبين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store