logo
علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوء خافت أثناء التفكير

علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوء خافت أثناء التفكير

جريدة أكاديميا٠٤-٠٧-٢٠٢٥
ويفسر العلماء هذه الظاهرة بما يطلق عليه اسم 'الفوتونات الحيوية' وهي جسيمات مضيئة تنبعث كناتج للعمليات الكيميائية الحيوية وتقترن بتوليد الطاقة داخل الخلايا الحية.
وكلما زادت كمية الطاقة التي تستهلكها الخلايا، كلما زادت كمية الضوء التي تنبعث من الأنسجة الحية.
وفي هذا الإطار، توصل فريق بحثي كندي إلى أن المخ البشري يشع بضوء خافت أثناء عملية التفكير، بل وأن انبعاث الفوتونات الحيوية تتغير طبيعته أثناء أداء العمليات المعرفية المختلفة داخل العقل.
ورغم أن العلاقة بين انبعاث هذا الضوء الخافت داخل المخ وبين الأنشطة المعرفية ليست واضحة تماما، يعتقد الباحثون من جامعة ويلفريد لاورير في مدينة أونتاريو الكندية أن تلك الجسيمات المضيئة تلعب دورا مهما في وظائف المخ المختلفة.
وتقول رئيسة فريق الدراسة نيروشا موروجان المتخصصة في علوم الفيزياء الحيوية أن علماء معنيين بدراسة الأنسجة الحية، بما في ذلك الخلايا العصبية، رصدوا انبعاثات ضعيفة من الضوء ناجمة عن تكون بضع عشرات إلى عدة مئات من الفوتونات داخل عينات من الأنسجة الحية بحجم سنتيمتر مربع في الثانية الواحدة داخل أوعية الاختبار المعملية.
ومنذ القرن الماضي، يعتقد علماء الأحياء أن الجسيمات المضيئة الحيوية تلعب دورا في التواصل بين الخلايا، وفي عام 1923، أثبت العالم الروسي ألكسندر جورويتش أن وضع حواجر لحجب الفوتونات داخل جذور البصل يمنع نمو النبات، وقد أكدت العديد من الدراسات خلال العقود الماضية أن الفوتونات الحيوية تلعب بالفعل دورا في التواصل الخلوي، وتؤثر على نمو وتطور الكائنات الحية.
ومن هذا المنطلق، شرعت موروجان وفريقها البحثي في تتبع هذه الظاهرة في العقل البشري وتقصي أسبابها عن طريق قياس كمية الفوتونات التي تبعث من المخ أثناء العمل.
وفي إطار التجربة التي نشرتها الدورية العلمية iScience، ارتدى عشرون متطوعا أغطية رأس مزودة بأقطاب لتسجيل النشاط الكهربائي للمخ، وتثبيت أنابيب خاصة على الرأس لتضخيم أي انبعاث للجسيمات الضوئية أثناء التفكير، مما يتيح إمكانية رصدها.
ووجد الباحثون أن عناقيد الفوتونات المضيئة تتركز في منطقتين أساسيتين من المخ وهما الفصوص القذالية في الجزء الخلفي من الرأس، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة الصور البصرية داخل المخ، وفي الفصوص الصدغية على جانبي الرأس، وهي الجزء المسؤول عن معالجة الأصوات.
وحسبما قالت موروجان في تصريحات للموقع الإلكتروني 'ساينتفيك أميركان' المتخصص في الأبحاث العلمية فإن 'أول نتيجة لهذه التجربة هي أن الفوتونات تنبعث فعلا من المخ، وتحدث هذه العملية بشكل مستقل، وهي ليست خداع بصري ولا عملية عشوائية'.
واتجهت موروجان بعد ذلك لقياس ما إذا كانت كثافة هذه الانبعاثات تتغير مع اختلاف العملية المعرفية التي يقوم بها المخ.
ونظرا لأن المخ عضو يتسم بالشراهة من ناحية التمثيل الغذائي، فقد افترضت أن كثافة الجسيمات المضيئة التي تنبعث منه سوف تزداد كلما انخرط المخ في أنشطة معرفية تتطلب كميات أكبر من الطاقة مثل معالجة الصور البصرية.
كذلك وجد الباحثون أن التغيرات في كمية الجسيمات المضيئة ترتبط بتغير الوظيفة المعرفية التي يقوم بها المخ، مثلما ما يحدث عند إغلاق العين ثم فتحها مرة أخرى على سبيل المثال، وهو ما يشير إلى وجود علاقة ما بين التحولات في العمليات المعرفية التي يقوم بها العقل وبين كميات الفوتونات الحيوية التي تنبعث منه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوء خافت أثناء التفكير
علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوء خافت أثناء التفكير

جريدة أكاديميا

time٠٤-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة أكاديميا

علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوء خافت أثناء التفكير

ويفسر العلماء هذه الظاهرة بما يطلق عليه اسم 'الفوتونات الحيوية' وهي جسيمات مضيئة تنبعث كناتج للعمليات الكيميائية الحيوية وتقترن بتوليد الطاقة داخل الخلايا الحية. وكلما زادت كمية الطاقة التي تستهلكها الخلايا، كلما زادت كمية الضوء التي تنبعث من الأنسجة الحية. وفي هذا الإطار، توصل فريق بحثي كندي إلى أن المخ البشري يشع بضوء خافت أثناء عملية التفكير، بل وأن انبعاث الفوتونات الحيوية تتغير طبيعته أثناء أداء العمليات المعرفية المختلفة داخل العقل. ورغم أن العلاقة بين انبعاث هذا الضوء الخافت داخل المخ وبين الأنشطة المعرفية ليست واضحة تماما، يعتقد الباحثون من جامعة ويلفريد لاورير في مدينة أونتاريو الكندية أن تلك الجسيمات المضيئة تلعب دورا مهما في وظائف المخ المختلفة. وتقول رئيسة فريق الدراسة نيروشا موروجان المتخصصة في علوم الفيزياء الحيوية أن علماء معنيين بدراسة الأنسجة الحية، بما في ذلك الخلايا العصبية، رصدوا انبعاثات ضعيفة من الضوء ناجمة عن تكون بضع عشرات إلى عدة مئات من الفوتونات داخل عينات من الأنسجة الحية بحجم سنتيمتر مربع في الثانية الواحدة داخل أوعية الاختبار المعملية. ومنذ القرن الماضي، يعتقد علماء الأحياء أن الجسيمات المضيئة الحيوية تلعب دورا في التواصل بين الخلايا، وفي عام 1923، أثبت العالم الروسي ألكسندر جورويتش أن وضع حواجر لحجب الفوتونات داخل جذور البصل يمنع نمو النبات، وقد أكدت العديد من الدراسات خلال العقود الماضية أن الفوتونات الحيوية تلعب بالفعل دورا في التواصل الخلوي، وتؤثر على نمو وتطور الكائنات الحية. ومن هذا المنطلق، شرعت موروجان وفريقها البحثي في تتبع هذه الظاهرة في العقل البشري وتقصي أسبابها عن طريق قياس كمية الفوتونات التي تبعث من المخ أثناء العمل. وفي إطار التجربة التي نشرتها الدورية العلمية iScience، ارتدى عشرون متطوعا أغطية رأس مزودة بأقطاب لتسجيل النشاط الكهربائي للمخ، وتثبيت أنابيب خاصة على الرأس لتضخيم أي انبعاث للجسيمات الضوئية أثناء التفكير، مما يتيح إمكانية رصدها. ووجد الباحثون أن عناقيد الفوتونات المضيئة تتركز في منطقتين أساسيتين من المخ وهما الفصوص القذالية في الجزء الخلفي من الرأس، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة الصور البصرية داخل المخ، وفي الفصوص الصدغية على جانبي الرأس، وهي الجزء المسؤول عن معالجة الأصوات. وحسبما قالت موروجان في تصريحات للموقع الإلكتروني 'ساينتفيك أميركان' المتخصص في الأبحاث العلمية فإن 'أول نتيجة لهذه التجربة هي أن الفوتونات تنبعث فعلا من المخ، وتحدث هذه العملية بشكل مستقل، وهي ليست خداع بصري ولا عملية عشوائية'. واتجهت موروجان بعد ذلك لقياس ما إذا كانت كثافة هذه الانبعاثات تتغير مع اختلاف العملية المعرفية التي يقوم بها المخ. ونظرا لأن المخ عضو يتسم بالشراهة من ناحية التمثيل الغذائي، فقد افترضت أن كثافة الجسيمات المضيئة التي تنبعث منه سوف تزداد كلما انخرط المخ في أنشطة معرفية تتطلب كميات أكبر من الطاقة مثل معالجة الصور البصرية. كذلك وجد الباحثون أن التغيرات في كمية الجسيمات المضيئة ترتبط بتغير الوظيفة المعرفية التي يقوم بها المخ، مثلما ما يحدث عند إغلاق العين ثم فتحها مرة أخرى على سبيل المثال، وهو ما يشير إلى وجود علاقة ما بين التحولات في العمليات المعرفية التي يقوم بها العقل وبين كميات الفوتونات الحيوية التي تنبعث منه.

«بيرسيفيرانس» ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة لأول مرة على المريخ
«بيرسيفيرانس» ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة لأول مرة على المريخ

الرأي

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الرأي

«بيرسيفيرانس» ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة لأول مرة على المريخ

رصدت مركبة بيرسيفيرانس التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» ظاهرة الشفق على المريخ في شكل ضوء مرئي بالعين المجردة، وتألقت السماء في نعومة باللون الأخضر في أول مشاهدة للشفق على سطح أي كوكب آخر غير الأرض. وقال علماء إن الشفق ظهر في 18 مارس 2024، حين واجهت جسيمات فائقة الطاقة من الشمس الغلاف الجوي للمريخ، مما أدى إلى تفاعل أسفر عن توهج خافت عبر سماء الليل بالكامل. ورصدت أقمار اصطناعية الشفق سابقا على المريخ من مدار في نطاق الأطوال الموجية فوق البنفسجية، لكن ليس في شكل الضوء المرئي. وأطلقت الشمس قبل ذلك بثلاثة أيام توهجا شمسيا رافقه انبعاث للكتلة في شكل إكليل وهو انفجار ضخم من الغاز والطاقة المغناطيسية يجلب معه كميات كبيرة من الجسيمات الشمسية النشطة التي انطلقت إلى الخارج عبر النظام الشمسي. والمريخ هو رابع الكواكب بعدا من الشمس، بعد عطارد والزهرة والأرض. وحاكى العلماء الحدث سلفا وأعدوا أدوات على المركبة لتكون جاهزة لرصد الشفق المتوقع. وعلى متن «بيرسيفيرانس» جهازان حساسان للأطوال الموجية في النطاق المرئي، مما يعني أنهما يرصدان الألوان التي يمكن للعين البشرية رؤيتها. ويتشكل الشفق على المريخ بالطريقة نفسها التي يتشكل بها على الأرض، حيث تتصادم الجسيمات المشحونة النشطة مع الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى إثارة هذه الجسيمات دون الذرية التي تسمى الإلكترونات لتبعث جسيمات ضوئية تسمى الفوتونات. وقالت إليزا رايت كنوتسن، الباحثة لما بعد الدكتوراه في مركز مستشعرات وأنظمة الفضاء بجامعة أوسلو والمؤلفة الرئيسية للدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة ساينس أدفانسز «لكن على الأرض، تتوجه الجسيمات المشحونة إلى المناطق القطبية نتيجة المجال المغناطيسي الكلي لكوكبنا». وأضافت كنوتسن «ليس للمريخ مجال مغناطيسي كلي، لذا قصفت الجسيمات المشحونة المريخ كله في نفس الوقت، مما أدى إلى هذا الشفق على مستوى الكوكب». وظهر اللون الأخضر بسبب التفاعل بين الجسيمات المشحونة من الشمس والأكسجين في الغلاف الجوي للمريخ. لكن الشفق قد يكون متوهجا كحاله في المناطق الشمالية والجنوبية من الأرض، لكن الشفق الذي تم رصده على المريخ كان باهتا جدا. وإذا تمكن رواد الفضاء من الأرض ذات يوم من الإقامة على سطح المريخ لفترة طويلة، فقد يستمتعون بعرض ضوئي ليلي. وتابعت كنوتسن: «أثناء عاصفة شمسية أكثر كثافة، تنتج شفقا أكثر إشراقا، أعتقد أن السماء التي تتوهج باللون الأخضر من الأفق إلى الأفق سيكون جمالها ساحرا».

الدول باتت مهووسة بـ"الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي"
الدول باتت مهووسة بـ"الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي"

الأنباء

time١٨-١١-٢٠٢٤

  • الأنباء

الدول باتت مهووسة بـ"الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي"

في جولة الصحافة اليوم، نُسلِّط الضوء على مقالٍ يتناول سباق الدول نحو التفوق العسكري عبر الذكاء الاصطناعي، وتأثير ذلك على مستقبل الحروب، كما نتابع تعليقاً مثيراً لرئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة حول شخصية وزير الصحة العامة الأمريكي المقبل، حيث تصف آراءه بأنها "مليئة بنظريات المؤامرة"، وختاماً، نُلقي نظرة على إيلون ماسك، الذي لم يعد يكتفي بنجاحاته في عالم المال والأعمال، بل بدأ يقتحم المشهد السياسي بقوة. نبدأ جولتنا من صحيفة "فورين أفيرز" التي نشرت مقالاً بارزاً يستعرض كتاباً مشتركاً أعدّه كل من هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وإريك شميدت، الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة جوجل، وكريغ موندي، المستشار الأول السابق للرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت. الكتاب، الذي يحمل عنوان "الذكاء الاصطناعي والأمل والروح البشرية"، يناقش كيف أصبح الذكاء الاصطناعي محوراً لسباق عالمي محموم بين الدول. يُشير المقال إلى أن الكثير من الدول باتت مهووسة بـ"الفوز في سباق الذكاء الاصطناعي"، وهو هوس له مبرراته بحسب المقال، فالدول باتت ترى أن التفوق في الذكاء الاصطناعي قد يمنح ميزة تكتيكية حاسمة في أي صراع مستقبلي. ويضيف المقال أن الرغبة الطبيعية لأي جهة تملك ذكاءً اصطناعياً متقدماً يضمن عدم وصول هذا النوع من التكنولوجيا إلى منافسيها، وفي الوقت نفسه، ستفترض تلك الجهة أن منافسيها سيعملون على اتخاذ الخطوة ذاتها لضمان تفوقهم. أما في حالات السلم، فإن الذكاء الاصطناعي المتقدم قد يكون قادراً على تقويض برامج المنافسين بطرق غير مرئية، كتعطيل تقدمهم التكنولوجي أو استغلال وسائل الإعلام في تلك الدول لإغراقها بمعلومات مضللة. مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإثارة المعارضة الجماهيرية داخل الدول المستهدفة. "نموذج جديد للحرب" يحذر الكتاب من أن الحروب عبر التاريخ كانت تُخاض ضمن فضاء يمكن فيه للطرفين المتحاربين تحديد قدرات ومواقع بعضهما البعض، هذا الوضوح، الذي منح شعوراً بالأمان النفسي وضبط النفس، بدأ يتلاشى مع تطور مفهوم "الحرب الخاطفة" في عصر الحروب الرقمية. في الحروب الرقمية، أصبحت السرعة عاملاً حاسماً والهجمات فورية، حيث لم تعد الجغرافيا عائقاً أمام المهاجمين، ولم يعد الهجوم بحاجة للتضحية بالقوة التدميرية للحفاظ على القدرة على الحركة، ما أدى إلى تفضيل الهجوم على الدفاع، ومع ذلك، فإن عصر الذكاء الاصطناعي قد يُعيد التوازن من خلال تعزيز الدفاعات السيبرانية لتضاهي سرعة ودقة الهجمات. أما في الحروب التقليدية، فإن الذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يُحدث قفزة نوعية، على سبيل المثال، ستصبح الطائرات بدون طيار أسرع وأكثر مرونة، وقادرة على العمل كأساطيل متزامنة تتكيف مع أي موقف عسكري. وباستخدام الذكاء الاصطناعي، ستتمكن هذه الطائرات من تشكيل مجموعات ديناميكية، تُحلل وتُعاد تنظيمها وفق الحاجة، مشابهة لمرونة وحدات القوات الخاصة. من جهة أخرى، سيوفر الذكاء الاصطناعي دفاعات متطورة لمواجهة هذه التطورات، فبينما قد يكون إسقاط أسراب الطائرات باستخدام الذخائر التقليدية أمراً غير عملي، فإن أنظمة الدفاع القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تستخدم طاقة الفوتونات والإلكترونات بدلاً من الذخيرة قد تحدث ثورة في الدفاعات العسكرية، بقدرات مشابهة للعواصف الشمسية التي تتلف الدوائر الكهربائية للأقمار الصناعية المكشوفة. ووفق المقال، فإن الدّقة ستكون السمة الأبرز لأسلحة الذكاء الاصطناعي، حيث سيُتيح الجمع بين العلم والحرب أدوات أكثر فعالية وفتكاً، لكن الحروب المستقبلية قد لا تُحسم بإرهاق الخصم أو استنزاف موارده، بل بتحييد القدرات التكنولوجية التي تحمي الأصول البشرية والبنية التحتية. ويشير المقال إلى العامل الحاسم هو القوة النفسية للإنسان (أو الذكاء الاصطناعي) الذي يتعين عليه أن يخوض المجازفة، أو يخسر، لمنع لحظة حاسمة من الدمار الشامل. "تعيين روبرت كينيدي يثير رعب خبراء الصحة العامة" إلى صحيفة الغارديان البريطانية، والتي نشرت مقالاً تناول ردود الفعل بعد تعيين روبرت ف كيندي وزيراً للصحة في الولايات المتحدة. ويشير المقال الذي كتبته رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة ديفي سريدهار إلى عدّة عناوين رئيسة قد تكون على أجندة الوزير الجديد بعد أن عبر عن آرائه الشخصية تجاهها سابقاً. ومن هذه الملفات التي تتناولها الكاتبة: تقول الكاتبة إن كينيدي عُرف بموقفه الرافض للقاحات، حيث زعم أنها تسبب التوحد، وأكد أنه "لا يوجد لقاح آمن وفعال"، ووصف لقاح كوفيد-19 بأنه "الأكثر فتكاً على الإطلاق". وتعلق الكاتبة على "هذه الادعاءات" بأنه لا أساس لها من الصحة؛ وتضيف "أثبتت الدراسات المتكررة أن لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) لا تسبب التوحد، وأن اللقاحات المخصصة للأطفال فعالة في القضاء على أمراض مثل السعال الديكي والحصبة، وأن لقاحات كوفيد-19 أنقذت ملايين الأرواح حول العالم. متحور جديد من فيروس كورونا ينتشر حول العالم أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لفيروس كورونا من جميع أنحاء العالم وترى الكاتبة بأن الخطاب المناهض للقاحات أصبح وسيلة لبناء قاعدة جماهيرية، وقد ظهر ذلك جلياً في دعم مشاهير مثل راسل براند وأندرو ويكفيلد لمثل هذه الأفكار. ونوهت بأن التحدي يكمن في حجم الضرر الذي يمكن أن يسببه كينيدي خلال السنوات القادمة إذا أصبح مسؤولاً عن وكالات الصحة الأمريكية وإن كان سيقوم بتقليص ميزانيات حملات التطعيم؟ أو منع البحث في لقاحات جديدة؟ هذا التساؤل يثير قلق الخبراء، الذين يعتبرون أن اللقاحات ستكون على رأس جدول أعماله. الترويج لـ "فوائد" الحليب الخام تقول الكاتبة إن كينيدي أشار مراراً إلى فوائد الحليب الخام، لكنها تعلق بأن استهلاكه يمثل خطراً صحياً، حيث يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، وأن ما يحدث من تفشي لعدوى أنفلونزا الطيور بين قطعان الماشية في الولايات المتحدة، يزيد من حدة هذا الخطر. وتضيف الكاتبة بأن الدراسات أظهرت أن البسترة تقضي على فيروس H5N1 في الحليب، بينما يحتفظ الحليب الخام بالعوامل الممرضة. وتبين بأن الطلب على الحليب الخام ارتفع في الفترة الماضية وادعى بعض البائعين أنه يساعد على تعزيز المناعة ضد H5N1، وهي مفارقة ساخرة بالنظر إلى أن مبدأ تعزيز المناعة يشبه فكرة اللقاحات، وفق الكاتبة. نظريات المؤامرة حول شركات الأدوية وفي بندٍ آخر، تقول رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة إن كينيدي تبنى مشاكل حقيقية متعلقة بارتفاع أسعار الأدوية في الولايات المتحدة، لكن بدلاً من معالجة المشكلة بطرق سليمة كما فعلت دول مثل المملكة المتحدة في التفاوض على أسعار عادلة، يُروِّج كينيدي لروايات تتهم شركات الأدوية بالتآمر للإضرار بالصحة العامة. مشيرة إلى أن "شيطنة قطاع صناعة الأدوية" ككل يعوق جهود تحسين النظام الصحي. وترى الكاتبة ختاماً بأن الولايات المتحدة تواجه أزمة صحية حادة؛ إذ تراجعت معدلات العمر المتوقع بشكل كبير، وأودى كوفيد-19 بحياة أعداد هائلة من الأمريكيين في سن العمل، في حين تراجعت الثقة بالحكومة إلى 23 %. وبينت أن الحلول تكمن في تعزيز التدخلات الصحية الأساسية، وتوفير الرعاية الطبية بأسعار معقولة، وبناء الثقة في الحكومة، وليس في شرب الحليب الخام. إيلون ماسك هو رئيس الظل لأمريكا إلى صحيفة يديعوت أحرونوت، ومقال للكاتبة تسيبي شميلوفيتز حول اقتحام الملياردير إيلون ماسك عالم السياسة والتأثير في الولايات المتحدة. تقول الكاتبة إن ماسك حين اشترى تويتر قبل عامين (الذي أصبح إكس لاحقاً)، مقابل مبلغ باهظ بلغ 44 مليار دولار، بدا وكأنه نزوة لرجل لا يملك أكثر من المال سوى النرجسية. وتشكك الكاتبة، في أن ماسك كان يخطط لاستخدام هذه المنصة ليصبح المواطن الأكثر نفوذاً في تاريخ السياسة الأمريكية، وحتى لو خطط لذلك، فمن غير المؤكد إن كان حينها يعتقد بأنه سيصبح فعالاً إلى هذا الحد، حيث إن علاقته بترامب كانت باردة للغاية. لقد كان اللقاء بين إيلون ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة، والذي ينفي الإيرانيون حدوثه، مثيرا للدهشة حقاً، وفق الكاتبة، ويضيف أن هذا اللقاء لا ينبغي أن يكون مفاجئاً؛ فقد عمل ماسك بجد واستثمر موارده لمساعدة ترامب على الفوز، ولا شيء يأتي بالمجان. وتشير إلى أن ماسك أعاد ترامب إلى منصة إكس، التي بات يمتلكها، وعمل على عقد اجتماعات دورية معه واكتسب نفوذاً طوال الفترات الماضية. وتتابع الكاتبة بأن ترامب اختار جيه دي فانس نائباً له، بضغط من ماسك (وملياردير مؤثر آخر، هو بيتر ثيل)، موضحاً بأن الرئيس الأمريكي الذي فاز في الانتخابات لم يكن ليختار -لولا هذه الضغوط- شخصاً أطلق عليه قبل بضع سنوات لقب "هتلر الأمريكي". تضيف بأن ماسك استثمر عشرات الملايين من الدولارات في حملة ترامب، ليتمّ بذلك أكبر صفقة في حياته. وتُعلّق الكاتبة على الحضور المستمر لماسك رفقةَ ترامب "جلس بجانب ترامب في كل اجتماع عقده، ولم يحدث أي موعد دون موافقة ماسك"، والحقيقة، وفق الكاتبة، الأكثر أهمية هي أنه شارك في المحادثات الأولى التي أجراها ترامب مع زعماء أجانب، بما في ذلك فولوديمير زيلينسكي. تروي الكاتبة مشهداً من إحدى حفلات العشاء في مار إيه لاغو الأسبوع الماضي، إذ تقول: دخل ماسك غرفة الطعام بعد ترامب، ووقف الحاضرون على أقدامهم وصفقوا له بنفس الشدة التي استقبلوا بها ترامب قبل 30 دقيقة. وتتساءل إن كان غرور ترامب الهش سيحتمل مزيداً من مثل هذه المشاهد؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store