
إصابة فلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة وهجمات للمستوطنين
الضفة – «القدس العربي»: اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موقع «ترسلة» قرب بلدة جبع جنوب جنين في خطوة لتعزيز الاستيطان، فيما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات ومداهمات واسعة طاولت عدداً من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن إصابات واعتقالات، بالتزامن مع هجمات للمستوطنين في مناطق متفرقة في الضفة.
وفي التفاصيل، اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ظهر الجمعة، موقع «ترسلة» قرب بلدة جبع جنوب جنين.
وقالت مصادر محلية إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الموقع مصحوبة بطائرتي هليكوبتر، والتي هبطت في منطقة سهل بلدة عجة (جنوب جنين) قرب الموقع، فيما نصبت قوات الاحتلال حاجزاً على مدخل بلدة عجة قرب جبع وأعاقت حركة المركبات وفتشتها.
وأشارت إلى أن موقع «ترسلة» الذي كان مقام عندها مستوطنة «سانور»، قد أخليت عام 2005، بالإضافة إلى مستوطنات «حومش» و»جانيم» و»كادي»م ومعسكر « دوتان- عرابة».
رسالة لماكرون
ونقلت صحف عبرية عن كاتس تصريحه عقب اقتحامه الموقع، إن «توسيع الاستيطان في الضفة رسالة لـ(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون وأصدقائه بأنهم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، وأن هذا الورق سينتهي في سلة مهملات التاريخ، والاستيطان في الضفة سيقوى، وإسرائيل ستزدهر وتنتعش، لا تهددونا بالعقوبات، لن تركعونا، ولن نخضع أمام التهديدات».
وجاء الاقتحام بعد يوم من مصادقة «الكابينيت» الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين على خطة لإقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ومن ضمنها مستوطنة «سانور» المخلاة التي اقتحمت اليوم من أرفع مسؤول إسرائيلي.
وفي وقت سابق، تضمنت خطة الاحتلال، المصادقة على «تسوية الوضع القانوني لتسعة مواقع استيطانية قائمة وتحويلها إلى مستوطنات معترف بها رسميا إلى جانب إنشاء مستوطنات جديدة في مناطق تعتبر معزولة في عمق الضفة الغربية»، ومن بين المواقع المستهدفة جبل عيبال في نابلس، بالإضافة إلى مناطق في شمال الضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية صانور جنوب جنين حيث داهمت عددا من المنازل وفتشتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه مركبة، دون أن يبلغ عن إصابات.
ميدانيا، أصيب 6 فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، ووصفت إصابات بعضهم بالمتوسطة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
ونظم مستوطنون من مستوطنتي «تيلم و»ادورا» المقامتين على أراضي المواطنين شمال غرب الخليل، مسيرة استفزازية على ما يسمى بشارع «35» الاستعماري، وصولا إلى مدخل بلدة إذنا غرب الخليل، علما أن الاحتلال أغلق الخميس، كافة الطرق الفرعية للبلدة بالسواتر الترابية، وأعاق تنقل المواطنين.
وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي علار وصيدا شمال المدينة، ونفذت عمليات دهم وتفتيش للمنازل، وسط انتشار مكثف لعناصرها في الشوارع والأزقة.
وفي نابلس، توغلت قوات الاحتلال من جهة حاجز دير شرف باتجاه منطقة خلة الإيمان في الجبل الشمالي، وامتد الاقتحام إلى قرية اللبن الشرقية جنوب المدينة.
كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة قلقيلية واعتقلت الشاب أنس قرعان بعد اقتحام منزله. وفي نابلس أيضاً، اعتقلت القوات والدة وشقيقة وخالة المطارد عبد الكريم صنوبر، خلال اقتحام منزل العائلة.
وفي جنين، اقتحم جيش الاحتلال بلدة سيريس الواقعة جنوب المدينة، ضمن سياسة يومية تستهدف قرى وبلدات الضفة، وترافقها في الغالب عمليات اعتقال وتخريب للمنازل والممتلكات الفلسطينية.
هجمات للمستوطنين
على صعيد موازٍ، شرعت مجموعات من المستوطنين بتنفيذ هجمات في مناطق متفرقة في الضفة كما اعترضت مجموعات منهم طريق دخول شاحنات المساعدات لقطاع غزة.
ففي رام الله، تجمهر مئات المستوطنين عند المدخل الشرقي لقرية أم صفا شمال غرب رام الله، تحت حماية قوات الاحتلال انطلقت من مستوطنتي «عطيرت» حتى مستوطنة «حلميش» شمال غرب رام الله.
وقال رئيس مجلس قروي أم صفا مروان صباح إن عشرات المستوطنين يحملون أعلام دولة الاحتلال تجمعوا منذ ساعات الصباح عند مدخل مستوطنة «عطيرت»، قبل أن ينطلقوا بمسيرة بحماية جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، نحو مستوطنة «حلميش»، مرورا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا.
وأشار إلى أن الاحتلال أغلق الشارع الواصل بين قرية النبي صالح ودوار روابي أمام مركبات المواطنين، الأمر الذي اضطرهم لسلوك طرق طويلة والتفافية. وردد المستوطنون شعارات استفزازية وسط مخاوف من تنفيذ اعتداءات على منازل وممتلكات الفلسطينيين، فيما انطلقت نداءات عاجلة عبر مكبرات الصوت ووسائل التواصل الاجتماعي تدعو الأهالي للتوجه إلى مدخل القرية للتصدي لأي محاولة اقتحام. ويُشار إلى أن قرية أم صفا شهدت في الأشهر الماضية اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، شملت إحراق مركبات واقتحام منازل وتخريب ممتلكات، دون تدخل حقيقي من جيش الاحتلال لوقف هذه الهجمات، ما يجعل أي تجمهر للمستوطنين مؤشراً خطيراً على احتمال تصعيد جديد.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة العنف الاستيطاني في عموم مناطق الضفة الغربية، إذ وثق مركز المعلومات الفلسطيني «معطى» نحو 900 اعتداء للمستوطنين منذ بداية عام 2025 وحتى 24 أيار/مايو من العام ذاته، في مؤشر واضح على تنامي حجم الانتهاكات المنظمة بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة.
بؤرة جديدة
وفي أريحا دشن أقام مستوطنون بؤرة استيطانية في الأغوار الشمالية عززوها بحظيرة وقطيع أبقار، وصهاريج مياه، في سهل أم القبا بالأغوار الشمالية.
وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن البؤرة الجديدة تعني أن آلاف الدونمات الرعوية والسهلية ستغلق أمام المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة.وفي السياق ذاته، أقدم مستوطنون على تسييج مزيد من الأراضي في عين الحلوة في الأغوار الشمالية.
وأفادت مصادر محلية من المنطقة، أن مستوطنين سيجوا أراضي على مقربة من خيامهم، الأمر الذي يعني فقدانهم مزيداً من الأراضي الرعوية.
وفي سياق مواز، شارك عشرات المستوطنين، في قطع طريق شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة، في تحرك نظمته حركة ما يسمى «تساف 9».
ومن بين المشاركين في هذا التحرك، شاي وينكرت، والد عمر الذي كان قد أُطلق سراحه من أسر حركة «حماس».
وفي تصريح له خلال الفعالية، قال وينكرت: «نحن هنا للضغط على «حماس». يجب علينا وقف إمدادات الوقود لـ»حماس». هذا هو السبيل لإنقاذ الرهائن وإنقاذ أمن إسرائيل. نطالب: لن تدخل أي مساعدات لحماس، نقطة».
وفي القدس المحتلة، أدى منع الاحتلال الإسرائيلي لشاحنات النظافة من عبور حاجز قلنديا العسكري، إلى تراكم النفايات في شوارع وأحياء بلدة كفر عقب، شمال القدس المحتلة.
وقالت محافظة القدس إن «تراكم النفايات في شوارع كفر عقب يعكس أزمة حادة تعيشها البلدة منذ أسابيع؛ بسبب منع الاحتلال شاحنات النظافة من عبور حاجز قلنديا، حيث تراكمت النفايات بنسبة 150%، ما تسبب في تلوث بيئي كبير وأضرار صحية خطيرة».
وأفاد مصدر محلي أن «سبب الأزمة يعود إلى منع سلطات الاحتلال مرور شاحنات جمع النفايات عبر حاجز قلنديا العسكري، ما يمنعها من الوصول إلى مكب النفايات الرئيسي الذي يقع على بعد أمتار خلف الحاجز».
وأضاف المصدر أنه «بسبب هذا المنع، تضطر شاحنات جمع النفايات إلى اتخاذ مسار بديل وطويل، يمر عبر حاجز جبع العسكري، ومن ثم الانتظار لساعات على حاجز حزما العسكري، قبل الوصول إلى مكب النفايات»، موضحا أن هذا المسار البديل يتسبب في تأخيرات يومية ويعطل جدول تفريغ الحاويات، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل مستمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
غارات إسرائيلية تستهدف مباني في الضاحية الجنوبية لبيروت
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن مساء الخميس غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد سلسلة غارات تحذيرية. وسجلت الوكالة ست غارات لجيش الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت. جاء ذلك بعد إنذار عاجل أصدره جيش الاحتلال للموجودين في بعض أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت لإخلائها. وقال متحدث باسم الجيش في تغريدة على منصة إكس تضمنت فيديو يعرض الخرائط والمباني المراد إخلاؤها: "إنذار عاجل للموجودين في الضاحية الجنوبية في بيروت، وخاصة في الأحياء التالية: الحدث، حارة حريك، برج البراجنة في المباني المحددة بالأحمر، وفق ما يُعرض في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها"، زاعماً أن سكان هذه المناطق موجودون بالقرب من مبان أو منشآت أو مسارح أو أسلحة تابعة لحزب الله. وقال جيش الاحتلال إنه يستهدف "أهدافاً تابعة للوحدة الجوية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت". وفي موازاة ذلك، شهدت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم الخميس ازدحام سير خانق، حسبما أفاد مصوّر في وكالة فرانس برس، وذلك بعد إنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد المصور عن حركة نزوح كثيفة للسكان، ترافقت مع إطلاق نيران في الهواء لتحذير السكان بوجوب مغادرة المنطقة، وهو ما فعله كثيرون. من جهته، دان الرئيس اللبناني جوزاف عون بشدة العدوان الإسرائيلي على محيط العاصمة بيروت، وقال في بيان: "رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات إلى الولايات المتحدة الأميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها، وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً". بدوره، صرح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل لن تسمح لأي جهة بتهديد مستوطنات الشمال أو مواطني دولة الاحتلال. وأضاف كاتس في بيان "أنا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجّهنا الجيش الإسرائيلي لضرب وتدمير مبانٍ تُستخدم لإنتاج وتخزين الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله في قلب الضاحية في ببيروت". وزعم كاتس أنه "تلقّى سكان المباني إشعارات إخلاء. سنواصل فرض قواعد وقف إطلاق النار دون هوادة. نحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن منع انتهاك وقف إطلاق النار وأي نشاط إرهابي (على حد تعبيره) ضد إسرائيل". إلى ذلك، أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال إنذاراً آخر إلى سكان قرية عين قانا في جنوب لبنان، قال فيه إنهم موجودون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله. وأضاف: "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر". سلام: الجيش فكّك أكثر من 500 موقع عسكري جنوب نهر الليطاني إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الخميس، أن الجيش فكّك أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت. وكانت هذه المنطقة تعتبر معقلاً لحزب الله الذي خاض مواجهة دامية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي استمرّت عاماً كاملاً، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار نصّ على تفكيك البنى التحتية للتنظيم وسلاحه. وقال سلام: "الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره، وحتى الآن فكّك في جنوب الليطاني أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن"، إلا أنه أضاف "إنما دعوني أكون واضحاً: لا يمكن أن نحقّق الأمن والاستقرار طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية، واستمر احتلال أجزاء من أرضنا وعدم الإفراج عن أسرانا". ونصّ الاتفاق أيضاً على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال المواجهة التي اندلعت على خلفية الحرب على قطاع غزة. إلا أن الاحتلال أبقى على خمسة مواقع على مرتفعات تعتبر استراتيجية. ويطالب لبنان بأن تنسحب منها. ويواصل الاحتلال منذ انتهاء الحرب تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، زاعماً أنها تستهدف بنى تحتية وقيادات في حزب الله. أخبار التحديثات الحية قائد الجيش اللبناني: العدو يعرقل انتشارنا الكامل في الجنوب وقال سلام: "سنواصل الضغوط لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من كل شبر من أراضينا تطبيقاً للقرار 1701، وسنعمل على توفير كل ظروف إعادة أهلنا إلى أرضهم بكرامة وإعمار ما دمّره الإسرائيلي". وفي الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص. ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكب الاحتلال آلاف الخروقات التي خلّفت ما لا يقل عن 208 شهداء و501 جريح. وكان آخر هذه الخروقات اليوم الخميس، حيث أصيب شخص بغارة شنتها مسيرة إسرائيلية على سيارة في إحدى القرى بمحافظة صور، جنوب لبنان، فيما استحدثت قوة مشاة إسرائيلية خندقاً ورفعت حواجز ترابية. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان "إصابة مواطن بجروح في غارة شنها العدو الإسرائيلي، واستهدفت سيارة في بلدة برج قلاويه، قضاء بنت جبيل". وفي سياق متصل، أفادت الوكالة بأن "قوة مشاة معادية (إسرائيلية) مؤلفة من 20 جندياً، تجاوزت بعد منتصف الليل الخط الأزرق، شرق بلدة ميس الجبل، في منطقة كروم المراح في قضاء مرجعيون".


القدس العربي
٣٠-٠٥-٢٠٢٥
- القدس العربي
إصابة فلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة وهجمات للمستوطنين
الضفة – «القدس العربي»: اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موقع «ترسلة» قرب بلدة جبع جنوب جنين في خطوة لتعزيز الاستيطان، فيما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات ومداهمات واسعة طاولت عدداً من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن إصابات واعتقالات، بالتزامن مع هجمات للمستوطنين في مناطق متفرقة في الضفة. وفي التفاصيل، اقتحم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ظهر الجمعة، موقع «ترسلة» قرب بلدة جبع جنوب جنين. وقالت مصادر محلية إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الموقع مصحوبة بطائرتي هليكوبتر، والتي هبطت في منطقة سهل بلدة عجة (جنوب جنين) قرب الموقع، فيما نصبت قوات الاحتلال حاجزاً على مدخل بلدة عجة قرب جبع وأعاقت حركة المركبات وفتشتها. وأشارت إلى أن موقع «ترسلة» الذي كان مقام عندها مستوطنة «سانور»، قد أخليت عام 2005، بالإضافة إلى مستوطنات «حومش» و»جانيم» و»كادي»م ومعسكر « دوتان- عرابة». رسالة لماكرون ونقلت صحف عبرية عن كاتس تصريحه عقب اقتحامه الموقع، إن «توسيع الاستيطان في الضفة رسالة لـ(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون وأصدقائه بأنهم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، وأن هذا الورق سينتهي في سلة مهملات التاريخ، والاستيطان في الضفة سيقوى، وإسرائيل ستزدهر وتنتعش، لا تهددونا بالعقوبات، لن تركعونا، ولن نخضع أمام التهديدات». وجاء الاقتحام بعد يوم من مصادقة «الكابينيت» الإسرائيلي، قبل نحو أسبوعين على خطة لإقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ومن ضمنها مستوطنة «سانور» المخلاة التي اقتحمت اليوم من أرفع مسؤول إسرائيلي. وفي وقت سابق، تضمنت خطة الاحتلال، المصادقة على «تسوية الوضع القانوني لتسعة مواقع استيطانية قائمة وتحويلها إلى مستوطنات معترف بها رسميا إلى جانب إنشاء مستوطنات جديدة في مناطق تعتبر معزولة في عمق الضفة الغربية»، ومن بين المواقع المستهدفة جبل عيبال في نابلس، بالإضافة إلى مناطق في شمال الضفة الغربية. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية صانور جنوب جنين حيث داهمت عددا من المنازل وفتشتها، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه مركبة، دون أن يبلغ عن إصابات. ميدانيا، أصيب 6 فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، ووصفت إصابات بعضهم بالمتوسطة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ونظم مستوطنون من مستوطنتي «تيلم و»ادورا» المقامتين على أراضي المواطنين شمال غرب الخليل، مسيرة استفزازية على ما يسمى بشارع «35» الاستعماري، وصولا إلى مدخل بلدة إذنا غرب الخليل، علما أن الاحتلال أغلق الخميس، كافة الطرق الفرعية للبلدة بالسواتر الترابية، وأعاق تنقل المواطنين. وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي علار وصيدا شمال المدينة، ونفذت عمليات دهم وتفتيش للمنازل، وسط انتشار مكثف لعناصرها في الشوارع والأزقة. وفي نابلس، توغلت قوات الاحتلال من جهة حاجز دير شرف باتجاه منطقة خلة الإيمان في الجبل الشمالي، وامتد الاقتحام إلى قرية اللبن الشرقية جنوب المدينة. كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة قلقيلية واعتقلت الشاب أنس قرعان بعد اقتحام منزله. وفي نابلس أيضاً، اعتقلت القوات والدة وشقيقة وخالة المطارد عبد الكريم صنوبر، خلال اقتحام منزل العائلة. وفي جنين، اقتحم جيش الاحتلال بلدة سيريس الواقعة جنوب المدينة، ضمن سياسة يومية تستهدف قرى وبلدات الضفة، وترافقها في الغالب عمليات اعتقال وتخريب للمنازل والممتلكات الفلسطينية. هجمات للمستوطنين على صعيد موازٍ، شرعت مجموعات من المستوطنين بتنفيذ هجمات في مناطق متفرقة في الضفة كما اعترضت مجموعات منهم طريق دخول شاحنات المساعدات لقطاع غزة. ففي رام الله، تجمهر مئات المستوطنين عند المدخل الشرقي لقرية أم صفا شمال غرب رام الله، تحت حماية قوات الاحتلال انطلقت من مستوطنتي «عطيرت» حتى مستوطنة «حلميش» شمال غرب رام الله. وقال رئيس مجلس قروي أم صفا مروان صباح إن عشرات المستوطنين يحملون أعلام دولة الاحتلال تجمعوا منذ ساعات الصباح عند مدخل مستوطنة «عطيرت»، قبل أن ينطلقوا بمسيرة بحماية جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، نحو مستوطنة «حلميش»، مرورا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا. وأشار إلى أن الاحتلال أغلق الشارع الواصل بين قرية النبي صالح ودوار روابي أمام مركبات المواطنين، الأمر الذي اضطرهم لسلوك طرق طويلة والتفافية. وردد المستوطنون شعارات استفزازية وسط مخاوف من تنفيذ اعتداءات على منازل وممتلكات الفلسطينيين، فيما انطلقت نداءات عاجلة عبر مكبرات الصوت ووسائل التواصل الاجتماعي تدعو الأهالي للتوجه إلى مدخل القرية للتصدي لأي محاولة اقتحام. ويُشار إلى أن قرية أم صفا شهدت في الأشهر الماضية اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، شملت إحراق مركبات واقتحام منازل وتخريب ممتلكات، دون تدخل حقيقي من جيش الاحتلال لوقف هذه الهجمات، ما يجعل أي تجمهر للمستوطنين مؤشراً خطيراً على احتمال تصعيد جديد. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة العنف الاستيطاني في عموم مناطق الضفة الغربية، إذ وثق مركز المعلومات الفلسطيني «معطى» نحو 900 اعتداء للمستوطنين منذ بداية عام 2025 وحتى 24 أيار/مايو من العام ذاته، في مؤشر واضح على تنامي حجم الانتهاكات المنظمة بحق الفلسطينيين في الضفة المحتلة. بؤرة جديدة وفي أريحا دشن أقام مستوطنون بؤرة استيطانية في الأغوار الشمالية عززوها بحظيرة وقطيع أبقار، وصهاريج مياه، في سهل أم القبا بالأغوار الشمالية. وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن البؤرة الجديدة تعني أن آلاف الدونمات الرعوية والسهلية ستغلق أمام المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة.وفي السياق ذاته، أقدم مستوطنون على تسييج مزيد من الأراضي في عين الحلوة في الأغوار الشمالية. وأفادت مصادر محلية من المنطقة، أن مستوطنين سيجوا أراضي على مقربة من خيامهم، الأمر الذي يعني فقدانهم مزيداً من الأراضي الرعوية. وفي سياق مواز، شارك عشرات المستوطنين، في قطع طريق شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة، في تحرك نظمته حركة ما يسمى «تساف 9». ومن بين المشاركين في هذا التحرك، شاي وينكرت، والد عمر الذي كان قد أُطلق سراحه من أسر حركة «حماس». وفي تصريح له خلال الفعالية، قال وينكرت: «نحن هنا للضغط على «حماس». يجب علينا وقف إمدادات الوقود لـ»حماس». هذا هو السبيل لإنقاذ الرهائن وإنقاذ أمن إسرائيل. نطالب: لن تدخل أي مساعدات لحماس، نقطة». وفي القدس المحتلة، أدى منع الاحتلال الإسرائيلي لشاحنات النظافة من عبور حاجز قلنديا العسكري، إلى تراكم النفايات في شوارع وأحياء بلدة كفر عقب، شمال القدس المحتلة. وقالت محافظة القدس إن «تراكم النفايات في شوارع كفر عقب يعكس أزمة حادة تعيشها البلدة منذ أسابيع؛ بسبب منع الاحتلال شاحنات النظافة من عبور حاجز قلنديا، حيث تراكمت النفايات بنسبة 150%، ما تسبب في تلوث بيئي كبير وأضرار صحية خطيرة». وأفاد مصدر محلي أن «سبب الأزمة يعود إلى منع سلطات الاحتلال مرور شاحنات جمع النفايات عبر حاجز قلنديا العسكري، ما يمنعها من الوصول إلى مكب النفايات الرئيسي الذي يقع على بعد أمتار خلف الحاجز». وأضاف المصدر أنه «بسبب هذا المنع، تضطر شاحنات جمع النفايات إلى اتخاذ مسار بديل وطويل، يمر عبر حاجز جبع العسكري، ومن ثم الانتظار لساعات على حاجز حزما العسكري، قبل الوصول إلى مكب النفايات»، موضحا أن هذا المسار البديل يتسبب في تأخيرات يومية ويعطل جدول تفريغ الحاويات، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل مستمر.


العربي الجديد
٣٠-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
إسرائيل تتهم ماكرون بشنّ حرب صليبية ضدها بسبب غزة والدولة الفلسطينية
هاجمت دولة الاحتلال الإسرائيلي بشدّة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعمت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أنه يقود "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، وذلك عقب تصريحاته التي اعتبر فيها أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، وتأكيده خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة أن على الأوروبيين "تشديد الموقف الجماعي" حيال إسرائيل "في حال لم تقدّم رداً بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة" في قطاع غزة، فضلاً عن قوله "سنفقد كل مصداقيتنا في حال تخلينا عن غزة". وزعمت الخارجية بأن "الحقائق لا تهمّ ماكرون"، وأنه "لا يوجد حصار إنساني (في غزة). هذا كذب صارخ. إسرائيل تسهل حالياً دخول المساعدات إلى غزة من خلال جهدين متوازيين. في الجهد الأول، دخلت ما يقرب من 900 شاحنة مساعدات إلى غزة من إسرائيل هذا الأسبوع. هذه المئات من الشاحنات لا تزال تنتظر أن تجمعها الأمم المتحدة وتوزعها في غزة". وأضافت أنه "وفي الجهد الثاني، قام الصندوق الإنساني لغزة، الذي بدأ العمل هذا الأسبوع، بتوزيع مليوني وجبة وعشرات الآلاف من رزم المساعدات. هذا الدعم المباشر لسكان غزة - مع تجاوز حركة حماس - بدأ في تغيير الوضع على الأرض، ولديه إمكانية لإلحاق ضرر جسيم بالإرهابيين (على حد وصف البيان) وتقصير مدة الحرب". وواصلت الخارجية الإسرائيلية مزاعمها: "لكن بدلاً من ممارسة الضغط على الإرهابيين الجهاديين، يريد ماكرون مكافأتهم بدولة فلسطينية. لا شك أن يومها الوطني سيكون في 7 أكتوبر. ويسعى ماكرون إلى فرض عقوبات ضد إسرائيل، التي تتعرض لهجوم على جبهات متعددة في محاولة لتدميرها. ومن جهتها، أشادت حماس بالفعل بتصريحات ماكرون. وحماس تعرف السبب". أخبار التحديثات الحية ماكرون يهدد بتشديد الموقف حيال إسرائيل: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب وخلال زيارته في وقت سابق من اليوم، لمستوطنة سانور التي تم إخلاؤها قبل نحو عقدين في إطار خطة فك الارتباط، هاجم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الرئيس الفرنسي. وقال كاتس من المستوطنة التي قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) إقامتها من جديد، إلى جانب 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية أخرى: "هذه لحظة تاريخية للاستيطان في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة)، والتي ستعززه بصفته جداراً واقياً لإسرائيل، كما ستعزز الأمن في هذه المنطقة". وأضاف كاتس: "هذا رد ساحق على المنظمات الإرهابية التي تحاول المساس بوجودنا وإضعاف سيطرتنا على هذه المنطقة، وهو أيضاً رسالة واضحة لماكرون وأصدقائه: سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني هنا الدولة اليهودية - الإسرائيلية على الأرض. سيتم إلقاء الورق إلى مزبلة التاريخ، وستزدهر دولة إسرائيل وتنتعش. لا تهددونا بالعقوبات، لأنكم لن تجعلونا نركع، فدولة إسرائيل لن تنحني أمام التهديدات. نحن شعب ذو تاريخ طويل وعظيم. سنقف شامخين ونواصل قيادة دولة إسرائيل بطريقة آمنة وقوية، حتى النصر". وشكر كاتس شركاءه بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة: "أشكر شركائي في المبادرة، الوزير بتسلئيل سموتريتش، ورئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، ووزراء الكابنيت، الذين دعموا القرار ووافقوا عليه، وأهنئ رئيس المجلس الإقليمي (الاستيطاني) شومرون، يوسي داغان، الذي اقتُلع من مستوطنة سانور (بعد فك الارتباط)، واليوم يعود إليها رئيساً للمجلس".