
الخفافيش تتحدى السرطان.. دراسة تكشف أسراراً جينية مذهلة قد تساعد البشر
في حين أن السرطان يُعد أحد أخطر الأمراض التي تهدد حياة البشر، هناك مخلوق صغير الحجم، يعيش في الظلام ويتغذى على الحشرات، يكاد يكون محصّناً بالكامل منه..إنه الخفاش.
رغم حياتها الطويلة مقارنة بحجمها الصغير، واحتكاكها المستمر ببيئات قاسية وفيروسات قاتلة، فإن الخفافيش نادراً ما تُصاب بالأورام.
فما هو السر؟
كشفت دراسة علمية جديدة صادرة عن جامعة روتشستر الأمريكية مفاجآت مذهلة في جينات الخفافيش قد تقود العالم إلى ثورة في فهم مناعة السرطان وطرق علاجه.
عمر طويل بلا أورام..معجزة الخفاش البني الصغير
بينما يواصل العلماء حول العالم البحث عن علاج فعال للسرطان، تأتي الخفافيش لتفاجئ الجميع بقدرتها الطبيعية على مقاومة هذا المرض القاتل.
الدراسة الجديدة من جامعة روتشستر الأمريكية التي نشرتها مجلة Nature Communications أشارت لأول مرة كيف تحارب هذه الكائنات السرطان بطريقة فريدة، وتُقدم دلائل قد تُسهم في تطوير علاجات جديدة للبشر.
تعيش الخفافيش البنية الصغيرة بالكهوف لعقود في شمال ولاية نيويورك، وتعرف باسم Myotis lucifugus، وقد وُثّقت حالات تعيش لأكثر من 30 عاماً أي ما يعادل 180 سنة بشرية.
ولكن نادراً ما تظهر بينها حالات إصابة بالسرطان، وهو أمر يُعد استثنائياً مقارنة بالثدييات الأخرى.
طفرات قليلة للسرطان..لكن الخفافيش تنجو
أظهرت الدراسة أن خلايا الخفافيش تتحول إلى خلايا سرطانية في المختبر بعد حدوث طفرتين فقط:
•تنشيط جين سرطاني (oncogene)
•تعطيل الجينات المسؤولة عن وقف الأورام
لكن هذا التفاعل الذي يحدث في المختبر، لا يحدث داخل أجسام الخفافيش في الطبيعة، مما دفع العلماء للتساؤل: لماذا لا تُصاب بالسرطان رغم هذه القابلية الجينية؟
جين p53..الحارس الخارق للحمض النووي
السر يكمن في جين p53، الذي يُعد حارس الخلية المسؤول عن كشف أي تلف في الحمض النووي وإجبار الخلية على الموت قبل أن تتحول إلى خلية سرطانية.
لا تملك الخفافيش نسخة واحدة فحسب، بل نوعها البني الصغير Myotis lucifugus يمتلك نسختين كاملتين من هذا الجين، مما يجعله أكثر قوة وفاعلية.
ويشبه هذا التضاعف في p53 ما تمتلكه الفيلة، وهي أيضاً من الحيوانات المقاومة للسرطان.
وفي حين أن ضعف جين p53 يؤدي إلى السرطان، فإن فرط نشاطه قد يُسبب تدمير الخلايا السليمة.
وتحقق الخفافيش توازناً فريداً ودقيقاً بفضل:
•تنظيم مستقر لإنتاج جزيئي MDM2 وWRAP53
•الحفاظ على فاعلية p53 حتى عند التعرض للإشعاع
وأكدت الدراسة أن هذا التوازن لا يتحقق بنفس الكفاءة في البشر أو الفئران.
مناعة صامتة لكنها تراقب كل شيء
تمتلك الخفافيش نظاماً مناعياً مذهلاً بحسب الآتي:
•تتعايش مع فيروسات خطيرة كإيبولا وسارس دون أن تمرض
•تحتوي أجسامها على خلايا CD8+ T وخلايا قاتلة طبيعية (NK) أكثر من الإنسان، وهي المسؤولة عن القضاء على الأورام
•وتتمتع بـ«مناعة صامتة» تعمل دون أن تُسبب التهابات أو استجابات عنيفة.
تحميها تلك الدرع المناعية من الالتهابات المزمنة التي تُعد بيئة مثالية لنمو الأورام في البشر.
إنزيم التيلوميراز..الحامي الخفي من الشيخوخة
تحتفظ الخفافيش بإنزيم التيلوميراز وهو نشطٌ طوال حياتها، وهو المسؤول عن حماية نهايات الكروموسومات (التيلوميرات) من التآكل، مما يُبطئ الشيخوخة.
بينما يتوقف هذا الإنزيم في معظم الكائنات الأخرى مع التقدم في السن، إلا أن الخفافيش تواصل إنتاجه دون أن تُصاب بالأورام، بفضل تدخل p53 عند الضرورة.
ماذا تعني هذه النتائج للبشر؟
تقول الباحثة فيرا غوربونوفا، المؤلفة المشاركة في الدراسة:«الخفافيش طورت نظاماً متكاملاً يحميها من أمراض الشيخوخة والسرطان، وقد يُساعدنا على تصميم علاجات فعالة في المستقبل».
التطبيقات المحتملة:
•تطوير أدوية تُنشط جين p53 بشكل آمن في البشر
•تنظيم عمل التيلوميراز بطريقة تمنع الشيخوخة المبكرة
•الاستفادة من مناعة الخفافيش الصامتة في تعزيز المناعة البشرية ضد الأورام
تُعد هذه الدراسة جزءاً من فرع متطور من الطب يُعرف باسم «علم الأورام المقارن»، والذي يدرس الحيوانات المقاومة للسرطان مثل:
•الفيلة
•الحيتان
•الجرذان العمياء
والآن تنضم إليهم الخفافيش بقوة، ورغم أنها كائنات صغيرة، إلا أن الخفافيش قد تحمل أسراراً كبيرة تُغير مستقبل الطب ومقاومة السرطان لدى الإنسان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 11 ساعات
- البوابة
حملة «من بدري أمان» قدمت التوعية بأهمية الكشف المبكر عن الأورام لـ190 ألف مواطن خلال 4 أيام
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم الخدمات التوعوية لـ189 ألفا و338 مواطنا، و6 آلاف و568 ندوة توعوية، ضمن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام السرطانية، والتي استهدفت في مرحلتها الأولى محافظات 'الدقهلية، الغربية، الشرقية، كفر الشيخ، المنوفية' على مدار 4 أيام. وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن إجمالي عدد الزيارات التي استقبلتها الحملة لتقديم خدمات مبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة بلغت 53 ألفاً و821 زيارة، بينما بلغ عدد المواطنين المحولين لإجراء فحوصات أورام القولون 16 ألف و969 حالة، بالإضافة إلى تقديم اختبارات عنق الرحم لـ946 مواطنة، وسحب عينة لتحليل PSA الخاص بفحص البروستاتا لـ 1826، وملء 46 ألفاً و192 استبيانًا، للمواطنين الذين لديهم عوامل خطورة تتعلق بالتعرض للإصابة بالأورام، وذلك بإجمالي خدمات بلغ 119 ألفا و754 خدمة . وقال «عبدالغفار» إن حملة «من بدري أمان» تستهدف الكشف عن خمسة أنواع رئيسية من الأورام، وتشمل سرطان (الثدي، والرئة، والقولون، والبروستاتا، وعنق الرحم) وذلك في إطار تعزيز الوعي بأهمية الفحص المبكر وتوفير خدمات تشخيصية وعلاجية شاملة، مما يعزز فرص الاكتشاف المبكر ويُحسن من نتائج العلاج. وأضاف الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مبادرات الصحة العامة، أن الحملة تعكس اهتمام الدولة برفع وعي المواطنين بأهمية الفحص المبكر، وتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية شاملة، باستخدام أحدث البروتوكولات العلاجية والتكنولوجية المتطورة، بما في ذلك توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص. ومن جانبه، أشار الدكتور حاتم أمين المدير التنفيذي للمبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، أن جميع الإجراءات تمت وفق أعلى معايير الجودة، وبما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، حيث تم تأهيل وحدات الرعاية الأولية لضمان تقديم خدمات فحص شاملة وآمنة للمواطنين، مع التأكد من تطبيق إجراءات مكافحة العدوى، وضمان سلامة الأجهزة، وتهيئة بيئة صحية تحترم خصوصية المرضى. IMG-20250630-WA0031 IMG-20250630-WA0029 IMG-20250630-WA0030 IMG-20250630-WA0028 IMG-20250630-WA0027 IMG-20250630-WA0026 IMG-20250630-WA0025


سكاي نيوز عربية
منذ يوم واحد
- سكاي نيوز عربية
دراسة جديدة تكشف 3 عوامل ترفع خطر الإصابة بالخرف
وأظهرت نتائج الدراسة، المنشورة حديثا في دورية الجمعية الطبية الأميركية، وجود صلة بين بعض عوامل الخطر الوعائية في منتصف العمر، خاصة ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين، وبين الإصابة بالخرف. ويعتمد الجسم على الجهاز الوعائي في نقل الأوكسجين والتخلص من الفضلات عبر الأوعية الدموية. وحلل الباحثون بيانات طبية لما يقارب 7700 مشارك في دراسة ARIC (مخاطر التصلب العصيدي في المجتمعات)، واستمرت دراسة 33 عاما، من سنة 1987 إلى سنة 2020. وقام فريق البحث بقياس عوامل الخطر لدى المشاركين في أعمار 45 إلى 54، ومن 55 إلى 64، ومن 65 إلى 74 عاما، وركزوا على ضغط الدم والسكري والتدخين. وتوصّل الباحثون إلى أن ما بين 22 و44 في المئة من حالات الخرف التي أُبلغ عنها عند بلوغ المشاركين سن الـ80، يمكن إرجاعها إلى الأخطار الوعائية التي ظهرت في منتصف أو أواخر العمر. وكشفت الدراسة أن خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالعوامل الوعائية كان أعلى لدى الإناث ، وذوي البشرة السوداء، وغير حاملي جين APOE. وفي تعليق له على الدراسة، قال الدكتور كريستوفر يي، جراح أوعية دموية في مركز "ميموريال كير" في كاليفورنيا، إن ارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية يمكن أن يضرّ بالدماغ ويؤدي إلى سكتة دماغية. ألزهايمر.


صحيفة الخليج
منذ يوم واحد
- صحيفة الخليج
الخفافيش تتحدى السرطان.. دراسة تكشف أسراراً جينية مذهلة قد تساعد البشر
في حين أن السرطان يُعد أحد أخطر الأمراض التي تهدد حياة البشر، هناك مخلوق صغير الحجم، يعيش في الظلام ويتغذى على الحشرات، يكاد يكون محصّناً بالكامل منه..إنه الخفاش. رغم حياتها الطويلة مقارنة بحجمها الصغير، واحتكاكها المستمر ببيئات قاسية وفيروسات قاتلة، فإن الخفافيش نادراً ما تُصاب بالأورام. فما هو السر؟ كشفت دراسة علمية جديدة صادرة عن جامعة روتشستر الأمريكية مفاجآت مذهلة في جينات الخفافيش قد تقود العالم إلى ثورة في فهم مناعة السرطان وطرق علاجه. عمر طويل بلا أورام..معجزة الخفاش البني الصغير بينما يواصل العلماء حول العالم البحث عن علاج فعال للسرطان، تأتي الخفافيش لتفاجئ الجميع بقدرتها الطبيعية على مقاومة هذا المرض القاتل. الدراسة الجديدة من جامعة روتشستر الأمريكية التي نشرتها مجلة Nature Communications أشارت لأول مرة كيف تحارب هذه الكائنات السرطان بطريقة فريدة، وتُقدم دلائل قد تُسهم في تطوير علاجات جديدة للبشر. تعيش الخفافيش البنية الصغيرة بالكهوف لعقود في شمال ولاية نيويورك، وتعرف باسم Myotis lucifugus، وقد وُثّقت حالات تعيش لأكثر من 30 عاماً أي ما يعادل 180 سنة بشرية. ولكن نادراً ما تظهر بينها حالات إصابة بالسرطان، وهو أمر يُعد استثنائياً مقارنة بالثدييات الأخرى. طفرات قليلة للسرطان..لكن الخفافيش تنجو أظهرت الدراسة أن خلايا الخفافيش تتحول إلى خلايا سرطانية في المختبر بعد حدوث طفرتين فقط: •تنشيط جين سرطاني (oncogene) •تعطيل الجينات المسؤولة عن وقف الأورام لكن هذا التفاعل الذي يحدث في المختبر، لا يحدث داخل أجسام الخفافيش في الطبيعة، مما دفع العلماء للتساؤل: لماذا لا تُصاب بالسرطان رغم هذه القابلية الجينية؟ جين p53..الحارس الخارق للحمض النووي السر يكمن في جين p53، الذي يُعد حارس الخلية المسؤول عن كشف أي تلف في الحمض النووي وإجبار الخلية على الموت قبل أن تتحول إلى خلية سرطانية. لا تملك الخفافيش نسخة واحدة فحسب، بل نوعها البني الصغير Myotis lucifugus يمتلك نسختين كاملتين من هذا الجين، مما يجعله أكثر قوة وفاعلية. ويشبه هذا التضاعف في p53 ما تمتلكه الفيلة، وهي أيضاً من الحيوانات المقاومة للسرطان. وفي حين أن ضعف جين p53 يؤدي إلى السرطان، فإن فرط نشاطه قد يُسبب تدمير الخلايا السليمة. وتحقق الخفافيش توازناً فريداً ودقيقاً بفضل: •تنظيم مستقر لإنتاج جزيئي MDM2 وWRAP53 •الحفاظ على فاعلية p53 حتى عند التعرض للإشعاع وأكدت الدراسة أن هذا التوازن لا يتحقق بنفس الكفاءة في البشر أو الفئران. مناعة صامتة لكنها تراقب كل شيء تمتلك الخفافيش نظاماً مناعياً مذهلاً بحسب الآتي: •تتعايش مع فيروسات خطيرة كإيبولا وسارس دون أن تمرض •تحتوي أجسامها على خلايا CD8+ T وخلايا قاتلة طبيعية (NK) أكثر من الإنسان، وهي المسؤولة عن القضاء على الأورام •وتتمتع بـ«مناعة صامتة» تعمل دون أن تُسبب التهابات أو استجابات عنيفة. تحميها تلك الدرع المناعية من الالتهابات المزمنة التي تُعد بيئة مثالية لنمو الأورام في البشر. إنزيم التيلوميراز..الحامي الخفي من الشيخوخة تحتفظ الخفافيش بإنزيم التيلوميراز وهو نشطٌ طوال حياتها، وهو المسؤول عن حماية نهايات الكروموسومات (التيلوميرات) من التآكل، مما يُبطئ الشيخوخة. بينما يتوقف هذا الإنزيم في معظم الكائنات الأخرى مع التقدم في السن، إلا أن الخفافيش تواصل إنتاجه دون أن تُصاب بالأورام، بفضل تدخل p53 عند الضرورة. ماذا تعني هذه النتائج للبشر؟ تقول الباحثة فيرا غوربونوفا، المؤلفة المشاركة في الدراسة:«الخفافيش طورت نظاماً متكاملاً يحميها من أمراض الشيخوخة والسرطان، وقد يُساعدنا على تصميم علاجات فعالة في المستقبل». التطبيقات المحتملة: •تطوير أدوية تُنشط جين p53 بشكل آمن في البشر •تنظيم عمل التيلوميراز بطريقة تمنع الشيخوخة المبكرة •الاستفادة من مناعة الخفافيش الصامتة في تعزيز المناعة البشرية ضد الأورام تُعد هذه الدراسة جزءاً من فرع متطور من الطب يُعرف باسم «علم الأورام المقارن»، والذي يدرس الحيوانات المقاومة للسرطان مثل: •الفيلة •الحيتان •الجرذان العمياء والآن تنضم إليهم الخفافيش بقوة، ورغم أنها كائنات صغيرة، إلا أن الخفافيش قد تحمل أسراراً كبيرة تُغير مستقبل الطب ومقاومة السرطان لدى الإنسان.