
عبد الساتر ممثلا الراعي ترأس صلاة جنازة بو حبيب.. وعون منحه وسام الاستحقاق اللبناني المذهب
الرقيم البطريركي
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، تلي الرقيم البطريركي وجاء فيه:
البَرَكَةُ الرَّسُولِيَّةُ، تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزّاء: جوليا سيبروك كول، زوجة المرحوم الدكتور عبدالله رشيد بوحبيب، وأولاده وشقيقيه وشقيقته، وعائلاتهم، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.
عجّل الموت وفاة عزيزكم وعزيزنا المأسوف عليه الدكتور عبدالله بتوقّف قلبه الكبير والمحبّ، بعد رحلة إلى أميركا تفقّد بها عائلته، فنودّعه معكم بالأسى الشديد، ونرافقه بصلاة الرجاء في عبوره إلى بيت الآب في السماء، الذي تهيّأ له بإيمانه وثقافته ونشاطاته وأبوّته المسؤولة. فكانت تعليقات الشخصيّات اللبنانيّة في الصحف عن خسارته وشخصيّته الديبلوماسيّة والسياسيّة الهادئة والفاعلة، في أدقّ المراحل الساخنة من حياة لبنان.
ولد في بيت كريم في بلدة رومية العزيزة. والداه المرحوم رشيد بوحبيب وميليا ساسين عون. تربّى على أيديهما تربية روحيّة وأخلاقيّة وعلميّة، مع شقيقيه المرحومين أنطوان وعادل رئيس بلديّة رومية سابقًا، وشقيقته ليديا أطال الله بعمرها.
تخصّص في الاقتصاد من الجامعة الأميركية وإحدى جامعات الولايات المتّحدة، فندربيلتVanderbilt بولاية تينيسي، متخرّجًا بشهادة الدكتوراه في الإقتصاد. بدأ حياته المهنيّة في البنك الدوليّ مستشارًا لنائب الرئيس، ورئيس وحدة الشؤون الخارجيّة الإقليميّة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تعيّن بعدها سفيرًا للبنان لدى الولايات المتّحدة الأميريكيّة بين سنة 1983 و 1990 في إحدى أحلك مراحل الحرب الأهليّة اللبنانيّة فحافظ على الوجدان اللبنانيّ في الديبلوماسيّة الأميركيّة. وكان أحد الأصوات اللبنانيّة القليلة التي جمعت بين الخبرة الديبلوماسيّة والرؤيا الإقتصاديّة.
إرتبط في سرّ الزواج المقدّس بشريكة حياته السيّدة جوليا سيبروك كول. فعاشا معًا حياة زوجيّة رضيّة ومتعاونة، باركها الله بثمرة الأبناء الثلاثة: إبن وابنتان، وساهما في تربيتهم روحيًّا وأخلاقيًّا وعلميًّا جامعيًّا. وسرّا بهم يؤسّسون عائلات رضيّة، كان فيها الأحفاد محطّ حبّهما وحنانهما.
مارس التعليم الجامعيّ في جامعة الحكمة وسيّدة اللويزة، وفي جامعة فندربيلت الأميركيّة حوالي ست عشرة سنة. ونشر ثلاثة كتب وعدّة مقالات في السلطة والإقتصاد.
سنة 2021 عُيّن وزيرًا للخارجيّة والمغتربين في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فكان حريصًا على الوحدة الداخليّة، وحسن العلاقات مع الدول. وعمل مستشارًا لنائب رئيس مجلس الوزراء. وأسّس مركز عصام فارس في لبنان وتولّى إدارته مدّة ثماني سنوات. وانتسب إلى الرابطة المارونيّة، وانتخب نائبًا لرئيسها سابقًا. كما أسّس مركز الدراسات الأميركيّة في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة (LAU) الذي شكّل منصّة لتحليل السياسات الأميركّية وتداعياتها على لبنان والمنطقة.
بغياب الدكتور عبدالله بوحبيب يفقد لبنان وجهًا إنسانيًّا محبوبًا في بيئته، وديبلوماسيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا عُرف بنهجه الهادئ والمنهجيّ في إيصال الصوت اللبنانيّ إلى أروقة الإدارة الأميركيّة في قضايا الدعم السياسيّ والإقتصاديّ، وبنشاطه الهادئ في تخفيف التوتّر بين لبنان ودول الخليج، وببحثه الدائم عن الحلول في محيط متقلّب، وبصوته البراغماتيّ الساعي إلى التهدئة والتواصل، لا إلى التصعيد والمواجهة.
بهذا الهدوء أسلم الروح راجيًا من رحمة الله المشاهدة السعيدة في السماء حيث يكون لدى العرش الإلهيّ شفيعًا لكلّ من أحبّ.
على هذا الأمل، وإعرابًا لكم عن عواطفنا الأبوية وإكرامًا لدفنته، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت السامي الإحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة.
رحمه الله بوافر رحمته، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.
عن كرسينا في الديمان، في 27 تمّوز 2025.
الكاردينال بشاره بطرس الراعي" .
وسام الاستحقاق اللبناني المذهب
ومنح الرئيس عون الراحل وسام الاستحقاق اللبناني المذهب ووضعه على نعشه الوزير رجي الذي قال: "كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن امثله في وداع فقيد لبنان معالي وزير الخارجية السابق المرحوم الدكتور عبدالله ابو حبيب، وان القي باسمه الكلمة الاتية: بأسى بالغ وحزن عميق تلقى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون نبأ رحيل رجل الدولة والديبلوماسي المخضرم وزير الخارجية والمغتربين السابق الدكتور عبدالله بو حبيب الذي خدم لبنان باخلاص في مختلف المحطات والمناصب، وكان صوتا وطنيا حكيما، وصورة مشرقة للديبلوماسية اللبنانية على الساحتين الإقليمية والدولية. لقد شكل الفقيد نموذجا للألتزام الوطني ورمزا من رموز الدولة التي سعت دائما الى توطيد علاقاتها مع العالم واحتضان المنتشرين في بلاد الاغتراب. وكان خلال مسيرته، سواء في السلك الديبلوماسي أو المواقع التي حل فيها أمينا على السيادة والمصلحة الوطنية، وداعما لوحدة لبنان واستقراره، لقد قاد الوزير الراحل الديبلوماسية اللبنانية خلال العام الماضي في ظروف صعبة ودقيقة للغاية، لا سيما خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتمكن بفضل حكمته وسعة اطلاعه من اتخاذ المواقف التي حمت لبنان وحافظت على سيادته.
برحيله يفقد الوطن أحد رجالاته الأقوياء الذين عملوا بصمت وجدية وظلوا على الثبات في المبادىء وعلى التزام في اداء الواجب العام.
وتقديرا لعطاءات الراحل الكبير وما قدمه لوطنه، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منحه وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، وكلفني بأن أضعه على نعشه في يوم وداعه. وأن أتقدم من عائلة الفقيد الكريمة ومن جميع اللبنانيين بأحر التعازي سائلا الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته، وان يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان".
كلمة العائلة
وتحدثت باسم العائلة ابنة الراحل ميليا امال بوحبيب، فشكرت رئيس الجمهورية على الوسام وكل المشاركين في الصلاة عن نفس والدها. وتطرقت لمزايا الراحل في بناء الجسور والعمل على التفاهم والحوار. وقالت:" كان لامعا ذات فكر استراتيجي يسعى دائما للحلول الأفضل للبنان، لديه قدرة على فهم الناس والاستماع اليهم وكان صاحب خطاب واضح ومقنع".
واشارت الى انه كان مخلصا لبلده ولعائلته، ولم يتخل طيلة حياته عن تواضعه.
وبعدها تقبلت العائلة التعازي، وانطلق موكب الراحل الى بلدته رومية حيث وري في الثرى.
وكانت العائلة تقبلت التعازي قبل الدفن من: نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ووزراء الخارجية يوسف رجي، الدفاع العميد ميشال منسى، الصناعة دجو عيسى الخوري، سفيري مصر وكندا، النواب: غسان سكاف، سليم عون، أمين شري، نجاة عون، ندى بستاني، فريد الخازن، علي عسيران، ملحم خلف وسجيع عطية، وزير خارجية الكويت الأسبق الشيخ الدكتور أحمد ناصر محمد الاحمر جابر الصباح، نائب رئيس الوزراء السابق سعادة الشامي والوزراء السابقين: غازي وزني، نجلا الرياشي عساكر, فراس الأبيض، زياد مكاري، جو سركيس، النواب السابقين: أميل اميل لحود، فادي الهبر، أميل رحمة، مروان أبو فاضل، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، الأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي، رئيس الروابط المسيحية حبيب افرام، رئيس مكتب الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا الناطقة باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين، وعدد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأخبار كندا
منذ 8 ساعات
- الأخبار كندا
تجربة العودة الطوعية المنظمة لبنانيّاً بغطاء دولي... ناجحة تنظيميّاً وخجولة عددياً
تمت المغادرة اليوم، وسط تنسيق عال ما بين الأمن العام اللبناني، الذي أشرف على العملية من الجانب اللبناني، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. انطلقت اليوم من البقاع التجربة الأولى لبرنامج "العودة الطوّعية المنظّم ذاتياً" للاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، في إطار خطة رسمية لبنانية بغطاء دولي تتمثل بدعم الأمم المتحدة والدول المانحة لها. العودة الطوعية للسوريين (النهار). وتقضي الخطة بأن يحصل كل فرد من العائدين على مبلغ 100 دولار في لبنان على أن تحصل العائلة المخوّلة على 400 دولار بعد عودتها إلى سوريا، إلى جانب المساعدة القانونية المتعلقة بالأوراق الثبوتية، تأمين النقليات، وإعفاء الأمن العام اللبناني الأشخاص المشاركين في البرنامج من الرسوم الإدارية عند المغادرة، بما في ذلك رسوم تجاوز مدة الإقامة ورسوم الخروج. وقد عاد بموجب البرنامج اليوم 71 شخصاً موزعين على 14 عائلة، أقلتّهم ثلاث حافلات، ونقلت أمتعتهم شاحنتان، عبر الحدود اللبنانية – السورية. وكان 77 شخصاً سجّلوا للمغادرة، فآثر شخصان منهم الرحيل من تلقاء نفسيهما، وتراجع 4 عن قرارهم العودة، علماً أنه بمجرد إصدار ملف "نموذج العودة"، يتم تجهيز المبلغ المالي تلقائياً، وبالتالي يغلق ملف مقدم الطلب لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الللاجئين، فلا يعود يتلقى المساعدات منها. وقد تمت المغادرة اليوم، وسط تنسيق عال ما بين الأمن العام اللبناني، الذي أشرف على العملية من الجانب اللبناني، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي كانت قد توّلت الجانب الإداري من تسجيل طلبات الراغبين في العودة، وتأمين الأوراق اللازمة، وإصدار "ملف العودة"، وإتمام عملية دفع الأموال لمن أتموا شروط المغادرة، فيما تولّت "المنظمة الدولية للهجرة" الأمور اللوجستية للعودة. استهلت الإجراءات من متوسطة بر إلياس الرسمية المختلطة حيث توافد المغادرون من بلدات بقاعية مختلفة، بدءاً من السادسة صباحاً، وجنّد لها الأمن العام جمهرة من عناصره وضبّاطه، ومن الموظفين الأممين، بحضور ممثل مكتب مفوضية اللاجئين في لبنان إيفو فرايجسن، وممثل المنظمة الدولية للهجرة ماثيو لوسيانو، كما رافق رئيس بلدية بر إلياس رضا الميس وأعضاء من نادي النهضة – بر إلياس العملية، وواكبها الجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني، وحظيت بتغطية إعلامية لبنانية وعربية، فأضحى المغادرون أقليّة بين جمهور المواكبين لعودتهم بـ"طنة ورنة". العودة الطوعية للسوريين (النهار). تلقى المغادرون معاملة 5 نجوم، غير مألوفة في محطات العودة الطوعية، بدءاً من استقبالهم حتى مغادرتهم الأراضي اللبنانية. خصص حمّالون لنقل أمتعتهم، وجرى جمعها بشكل منظمّ وتغليفها داخل الشاحنة مع ملصقات بأسماء أصحابها وتحت إشرافهم، مع تخييرهم بين ما يريدون نقله بالشاحنة وما يرغبون في نقله معهم في حافلة الركاب، بعد أن كان الأمن العام قام بتفتيشها بواسطة كلب مدرّب. وقد اتّسمت المعاملة باللطف والإنسانية، بدءاً من تأكّد عناصر الأمن العام، عند مدخل المدرسة، من ورود أسماء العائدين على اللوائح، ليتولاهم من بعدها موظفو منظمة الهجرة ويضعوا أساور ورقية حول معاصمهم، قبل أن يدخلوا إلى مكتب للأمن العام، استُحدث ظرفيّاً للمناسبة في داخل المبنى، لتسجيل أسمائهم والكشف على أوراقهم. وقد وضعت خارجه كراس بلاستيكية للاستراحة، ووفّرت الكراسي المتحركة لكبار السنّ. وبعد انتهاء الإجراءات انتقل العائدون إلى صالة انتظار، وخضعوا لفحص طبي. وقبل صعودهم إلى الحافلة، وزّعت عليهم عدّة نظافة شخصية ووجبة غداء. وتوزع العائدون بين عائلات من 3 أجيال: الأجداد والأولاد والأحفاد، وعائلات فتيّة، عبرّوا أمام الكاميرات والميكروفونات عن فرحتهم بالعودة إلى بلادهم. ولكن الحديث معهم بعيداً من الإعلام أفصح عن قلق، وخصوصاً لدى العائلات الفتية، لمغادرة حياة كاملة ألفوها إلى عالم جديد يكتشفونه اسمه الوطن. وقد وضبوا في أكياس وما توافر من حقائب 14 سنة من اللجوء، مما خفّ حمله وثمنه، وعلت قيمته لكونه سيساعدهم في تأسيس حياتهم الجديدة في سوريا. من جهة ثانية، أوضحت المتحدثة باسم مكتب لبنان في مفوضية اللاجئين، ليزا أبو خالد، لـ"النهار" أن هذه التجربة هي الأولى لبرنامج "العودة الطوّعية المنظّم ذاتياً"، وستعمم لاحقاً على بقية المناطق اللبنانية. وشرحت رداً على سؤال أن على الراغبين في الإفادة من البرنامج التواصل مع المفوضية التي تجري مقابلات معهم وتقيّم أوضاعهم، كما تساعدهم في تأمين الأوراق الثبوتية والمستندات التي سيحتاجونها لتسجيل الولادات، وتسجيل أولادهم في المدارس بعد عودتهم؛ ذلك أن الغاية هي أن تكون هذه العودة مستدامة. العودة الطوعية للسوريين (النهار). وأشارت إلى أنه بعد سقوط حكومة الأسد عبّر مزيد من اللاجئين عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم، وأنه في عام 2025 جرى شطب 120 ألف شخص من ملفات المفوضية، بعد التأكد من أنهم عادوا إلى بلادهم، من خارج البرنامج المذكور. العودة الطوعية للسوريين (النهار). العودة الطوعية للسوريين (النهار). المصدر: "دانيال خياط المصدر: البقاع- النهار"


الأخبار كندا
منذ 16 ساعات
- الأخبار كندا
سلام يقلد زياد الرحباني وسام الأرز الوطني: ستبقى صوت الجمال والتمرد والحق والحقيقة
ودع لبنان اليوم الفنان الكبير زياد الرحباني في مأتم رسمي وشعبي مهيب أقيم في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة - بكفيا، في أجواء حزينة ومؤثرة، حضره رئيس الحكومة نواف سلام ممثلاً رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلاً رئيس المجلس نبيه بري، الرئيس أمين الجميل، وزيرا الثقافة الدكتور غسان سلامة والإعلام المحامي بول مرقص، والدة الراحل السيدة فيروز وشقيقته ريما والعائلة. كما حضر النواب ابراهيم منيمنة، فراس، حليمة قعقور، نجاة صليبا وابراهيم الموسوي، النائب السابق غسان مخيبر، رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميل، الامين العام للحزب الشيوعي حنا الغريب، وشخصيات رسمية وسياسية وحشد كبير من أهل الفن والفكر والثقافة منهم: السيدة ماجدة الرومي، راغب علامة، مادونا، نقولا الأسطا، هبة طوجي وكارمن لبس، بالإضافة إلى محبي زياد الرحباني وجمهوره وفي حضور إعلامي كبير. ترأس صلاة الجنازة راعي ابرشية جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران سلوان موسى عاونه رئيس دير مار الياس - شويا المطران كوستا كيال ولفيف من الكهنة. المطران موسى وبعد تلاوة الانجيل القى المطران موسى كلمة تحدث فيها عن "زياد الرحباني المبدع الذي ضحى من أجل الانسان في لبنان"، واشار الى أن "زياد الرحباني رأى آلام الناس وأوجعته، وحمل هذا الوجع صليبا في حياته، وعبر عنه بطريقته لمقاومة هذا الوجع والاتجاه نحو النور. هذا الانسان خدم في حقل الله فانتفض على كل شيء وحمل وزر كلمته لانه تألم من أجل الحقيقة التي يراها". أضاف: "زياد كان يحمل جرحا بنفسه وهذا الجرح جعله مبتكرا وأخرج من الوجع نورا لحياة الإنسان، هكذا فعل بمشوار حياته معنا وللاجيال المقبلة، فحقق فرقا وتغييرا في حياتنا وفي كل مجتمع، وفي العمق زياد غير في واقعنا ولم يجعلنا ننكسر حتى النهاية، فعاش معنا قيامة النفوس، ففجر ذلك بكلمات وألحان.". وتوجه المطران موسى الى السيدة فيروز قائلا:"اليوم غادرك زياد، ولكن أولادك كثر فاولاد هذه العائلة في كل مكان، ينامون ويستيقظون على هذا الصوت وهذه الكلمة والمعنى الذي يقدح حجر الصوان ويخلق بالنفوس وفي كل مكان أملا ورجاء جديدين. التعزية للسيدة فيروز ولكل العائلة، انكم اسستم عائلة لكل الوطن على مر العقود التي مرت والآتية، أصبحنا عائلة لوطن اسمه لبنان وكلنا لهذا الوطن ليكون هذا الوطن دائما لنا ونصونه ونذود عنه ونضحك من أجله". وختم: "زياد ضحى بنفسه من أجل لبنان ومن أجل الوعي في هذا الشرق المجروح والمظلوم كي لا يبقى في السجن وليخرج من المعاناة"، سلاحه الإيمان بالإنسان وصدقه، زياد كان بشيرا لعالم أفضل، حمل صليبه حتى النهاية، فكان مغواراً ذهب إلى الخطوط الامامية في هذا الوجود من دون أن يخاف على نفسه من أجل حماية الآخرين". وسام الارز بعد ذلك منح الرئيس سلام باسم رئيس الجمهورية الراحل زياد الرحباني "وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور"، وقال:" اتكلم حيث تختنق الكلمات. أقف بخشوع امام الأم الحزينة والعائلة والأصدقاء ولبنان كله شريك في هذا الحفل الكبير. زياد المبع العبقري، كنت ايضا صرخة جيلنا الصادقة الملتزم قضايا الإنسان والوطن، وقد قلت ما لم يجرؤ الكثيرون منا على قوله. أما "بالنسبة لبكرا شو"، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد صوت الجمال والتمرد، صوت الحق والحقيقة، حين يصير السكوت خيانة". اضاف:" ايها الاحباء، قرر السيد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الفقيد الغالي وسام الارز الوطني من رتبة كومندور، وقد كلفني فتشرفت أن اسلمه اليوم الى العائلة الكريمة متقدما منها باسم السيد الرئيس وباسمي الشخصي بأحر التعازي سائلا القدير أن يتغمده بغالي رحمته ويسكنه فسيح عليائه وأن يلهم عائلته ومحبيه الصبر والعزاء". وبعد الصلاة، تقبلت السيدة فيروز محاطة بالعائلة التعازي في صالون الكنيسة. ثم نقل جثمان الراحل إلى مدافن السيدة فيروز في شويا ليوارى في الثرى بجانب شقيقته ليال. وكان صالون الكنيسة غص منذ وصول نعش الراحل قبل الظهر، بالمعزين وأبرزهم: اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون ممثلة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الرئيس ميشال سليمان، السيدة رندة بري، الوزيران السابقان هكتور حجار وبشارة مرهج، السيدة جويس الجميل، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، النائب كميل شمعون، النائب السابق اميل رحمة، نقيب الفنانين المحترفين جورج شلهوب، مصمم الازياء ايلي صعب، الشاعر طلال حيدر، الفنان مارسيل خليفة، رئيس مجلس ادارة مصرف الاسكان انطوان حبيب، وعدد كبير من رجال الدين، وشخصيات فنية وسياسية وحزبية ونقابية واجتماعية واصدقاء زياد الرحباني والعائلة. وصول فيروز بعدها وصلت السيدة فيروز، وجلست بصمت مؤلم أمام نعش ابنها، تودّعه بنظرات أم أحرقتها الخسارة. إلى جانبها، جلست ابنتها ريما الرحباني، التي بدت عليها ملامح الحزن العميق. ومن ثم انتقلت الى صالون الكنيسة لتقبّل التعازي. كما حرصت الفنانة كارمن لبس، على الحضور إلى كنيسة رقاد السيدة شمال شرق بيروت، لوداع الموسيقار الراحل زياد الرحبانى. وانهارت بالبكاء وبدت على ملامحها الصدمة والشعور بالحزن. وكانت رحلة الوداع الاخير بدأت من منطقة الحمرا في بيروت، التي كانت تحتل مكانة خاصة في قلب الفنان زياد الرحباني، جثمانه، في مشهد مهيب، كما أراده له أصدقاؤه ومحبوه ورفاق دربه. منذ ساعات الصباح الأولى، تجمع المئات من محبي زياد، أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في انتظار خروج نعش من وضع بصمة مميزة في الفن اللبناني عموما، وفي إبداعات الرحابنة وفيروز خصوصا. كان الوداع مهيبا على باب المستشفى، وكانت الدموع حاضرة في مقل الحشود، في أجواء من الحزن الشديد، مترافقة مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، الذي وضع في سيارة رباعية الدفع، من بوابة الطوارىء، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل، هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى. بعدها شق موكب التشييع، طريقه بصعوبة، في شارع الحمرا الرئيسي، وسط رفع أعلام الحزب الشيوعي اللبناني والأعلام الفلسطينية، بمشاركة النائبين ابراهيم الموسوي وعلي فياض، بالاضافة الى عدد كبير من الفنانين ورفاق درب الراحل، فيما احتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل. وسار الموكب وسط الحشود، تقدمه دراجو قوى الأمن الداخلي، على طول خط الحمرا، ليتجه بعدها الى منطقة الصنائع، ومن ثم شارع سبيرز - برج المر، من ثم الأشرفية، لينطلق بعدها باتجاه بلدة المحيدثة في بكفيا، للاحتفال بالصلاة على راحة نفسه عند الرابعة من بعد الظهر في كنيسة رقاد السيدة. وتُقبَل التعازي يوم غد الثلاثاء في صالون الكنيسة، بدءاً من الحادية عشرة من قبل الظهر لغاية السادسة مساء. المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"


الأخبار كندا
منذ 16 ساعات
- الأخبار كندا
بكلمة سعودية.. انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين
انطلقت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الاثنين، أعمال "المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين" برئاسة مشتركة سعودية- فرنسية. بن فرحان وافتتح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المؤتمر قائلا: "المملكة تؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة "، مشيراً إلى أن "مؤتمر نيويورك محطة مفصلية نحو تنفيذ حل الدولتين". وأضاف: "تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه"، متابعاً: "المملكة تؤمن بأن حل الدولتين مفتاح لاستقرار المنطقة"، مثمناً إعلان الرئيس الفرنسي نيته الاعتراف بدولة فلسطين. ولفت بن فرحان إلى أن "الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فوراً"، موضحاً أن المملكة أمنت مع فرنسا تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي لفلسطين. وأشار إلى أن مبادرة السلام العربية أساس لأي حل عادل وشامل، مضيفاً: "نؤكد على أهمية دعم التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين". فرنسا من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: "لا يمكن القبول باستهداف المدنيين في غزة"، مشيراً إلى أن الحرب في القطاع دامت لفترة طويلة ويجب أن تتوقف. وتابع في كلمته بالمؤتمر: "علينا أن نعمل على جعل حل الدولتين واقعاً ملموساً"، مبيناً أن حل الدولتين يلبي الطموحات المشروعة للفلسطينيين. كذلك أردف: "مؤتمر حل الدولتين يجب أن يكون نقطة تحول لتنفيذ الحل"، وأضاف: "أطلقنا زخما لا يمكن إيقافه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط". غوتيريش بدوره، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته الشكر للسعودية وفرنسا على تنظيمهما مؤتمر حل الدولتين وقال: "فرصة فريدة من نوعها وعلينا استغلال هذا الزخم". كما أضاف: "يمكن وقف هذا النزاع بإرادة سياسية حقيقية"، مبيناً أن حل الدولتين يجب أن يتحقق. وتابع غوتيريش: "ضم الضفة الغربية غير قانوني ويجب أن يتوقف"، مشيراً إلى أن الأفعال التي تقوض حل الدولتين مرفوضة بالكامل ويجب أن تتوقف. فلسطين وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إنَّ "حل الدولتين فرصة تاريخية للجميع"، مضيفاً ممتنون للسعودية وفرنسا على قيادة هذا المؤتمر التاريخي". وتابع في كلمته بالقول أم=ن مؤتمر حل الدولتين يؤكد للشعب الفلسطيني أن العالم يقف إلى جانبه. وشدد مصطفى على أهمية علينا العمل على توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، داعياً حركة حماس لتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية. كذلك، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى نشر قوات دولية بالتنسيق مع السلطة لحماية الشعب. وتابع: "مستعدون لتنفيذ كل التزاماتنا في غزة"، مشيرا إلى أن السلام هو الطريق الوحيد للمضي قدما. يذكر أن المؤتمر يهدف إلى إيجاد حل فوري للانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، وإنهاء أمد الصراع بتحقيق حل الدولتين. وبحسب تقارير صحافية، يضم المؤتمر 8 لجان بدأت أعمالها منذ حزيران/ يونيو الماضي لبلورة رؤى اقتصادية وسياسية وأمنية للإطار الخاص بدولة فلسطين. وتتكون اللجان من: إسبانيا، والأردن، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والنرويج، ومصر، وبريطانيا، وتركيا، والمكسيك، والبرازيل، والسنغال، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي (بمجموعة حول جهود يوم السلام). وتتنوع مهام اللجان في قضايا مختلفة، منها محور الدولة الفلسطينية الموحدة ذات السيادة، وتعزيز الأمن، ولغة السلام، وإمكانية نجاح فلسطين اقتصادياً، وإعادة التعمير، بالإضافة إلى الحفاظ على حل الدولتين، ونشر الاحترام للقانون الدولي، وجهود يوم السلام. المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"