
اكتشفي أسباب تساقط الشعر وطرق علاجه
تعرفي على أبرز أسباب تساقط الشعر، أعراضه، وتأثيره النفسي والصحي، بالإضافة إلى طرق العلاج الطبية والطبيعية الفعالة.
تتنوع أنماط تساقط الشعر من شخص إلى آخر، فقد يكون مؤقتًا ويزول بزوال السبب، أو مزمناً يتطلب علاجاً متخصصاً. كما تختلف طريقة التساقط، إذ قد يكون منتشرًا في كامل فروة الرأس أو مركزًا في مناطق معينة.
اضافة اعلان
أسباب تساقط الشعر
تتعدد الأسباب المؤدية إلى تساقط الشعر، منها الوراثية، الهرمونية، النفسية، الغذائية، والمرتبطة ببعض الحالات الصحية أو الأدوية.
- العوامل الوراثية والهرمونية: يُعد الصلع الوراثي (الثعلبة الأندروجينية) من أكثر الأسباب شيوعًا، وينتج عن حساسية بصيلات الشعر لهرمون ديهدروتستوستيرون.
كما تساهم اضطرابات الغدة الدرقية، متلازمة تكيس المبايض، وانخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث في حدوث التساقط.
- الحالات الطبية: تتضمن أمراض المناعة الذاتية كالثعلبة البقعية، الالتهابات الفطرية في فروة الرأس، الذئبة الحمراء، فقر الدم، والصدفية.
- العوامل النفسية والبدنية: الإجهاد النفسي الشديد أو التعرض لصدمة جسدية مثل الجراحة أو الحمى المرتفعة قد يؤدي إلى حالة تُعرف بتساقط الشعر الكربي.
- نقص التغذية: يؤثر نقص البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين D، الحديد، الزنك، البيوتين، وفيتامينات B بشكل مباشر على صحة الشعر.
- الأدوية: بعض العلاجات، مثل أدوية السرطان، مضادات الاكتئاب، مميعات الدم، وبعض أدوية ضغط الدم، قد تُسبب تساقط الشعر كأثر جانبي.
- العلاجات الكيميائية للشعر: الاستخدام المتكرر للصبغات، الفرد الكيميائي، وأدوات التصفيف الحراري يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه.
- الحمل والولادة: تُسبب التغيرات الهرمونية بعد الولادة تساقطًا مؤقتًا للشعر لدى كثير من النساء.
- التقدم في العمر: تضعف بصيلات الشعر تدريجيًا مع التقدم في العمر، وتنتج شعراً أقل كثافة.
- تصفيف الشعر الضاغط: التسريحات المشدودة كالضفائر والذيل المشدود تُعرض الشعر للشد المستمر مما يُضعف جذوره.
أعراض تساقط الشعر
- تظهر أعراض تساقط الشعر بعدة صور
- ترقق تدريجي في مقدمة الرأس أو تاجه، وهو النمط الأكثر شيوعًا.
- ظهور بقع دائرية خالية من الشعر (الثعلبة البقعية).
- تساقط شامل يؤدي إلى انخفاض عام في كثافة الشعر.
- ملاحظة كميات كبيرة من الشعر على الوسادة أو أثناء الاستحمام.
- الحكة أو الالتهاب في فروة الرأس، وقد تُصاحبها قشرة أو احمرار.
- التأثير النفسي والاجتماعي: يسبب تساقط الشعر آثارًا نفسية عميقة لدى كثير من الأشخاص، تتراوح بين القلق والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس.
وقد يؤثر على العلاقات الاجتماعية والمهنية، لا سيما لدى الشباب أو في البيئات التي يُمنح فيها المظهر الخارجي أهمية خاصة.
طرق علاج تساقط الشعر: يعتمد علاج تساقط الشعر على تحديد السبب واختيار الأسلوب الأنسب للعلاج.
العلاجات الطبية:
- المينوكسيديل: يُستخدم موضعيًا مرتين يوميًا.- فيناسترايد: يُؤخذ عن طريق الفم، ويظهر تأثيره بعد عدة أشهر.- دوتاستيرايد: يُستخدم في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة.
العلاجات الحديثة:
- العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP).
- العلاج بالليزر منخفض المستوى.
زراعة الشعر.
اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات (اللحوم، الأسماك، البيض، البقوليات) والفيتامينات والمعادن مثل A، B، C، D، E، الحديد، الزنك، وأوميغا 3 و6، يُسهم في تقوية الشعر.: استخدام الشامبو المناسب، غسل الشعر مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا، تجنب الماء الساخن، تسريحات الشعر المشدودة، والحد من استخدام أدوات التصفيف الحرارية.: ممارسة التمارين، تقنيات الاسترخاء، النوم الجيد، الإقلاع عن التدخين والكحول، واستخدام منتجات تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.: تناول البيوتين، الفيتامينات المتعددة، ومكملات أوميغا 3 قد يساعد في تعزيز صحة الشعر.
الخطوات العلاجية المتكاملة:
- استشارة طبيب جلدية لتحديد السبب.
- إجراء فحوصات للهرمونات والفيتامينات.
- علاج الأسباب العضوية كالغدة الدرقية أو نقص الحديد.
- استخدام الكريمات أو الحقن الموضعية للثعلبة.
- الشامبو العلاجي المحتوي على الكيتوكونازول.
- تدليك فروة الرأس لمدة 5–10 دقائق يوميًا.
- أقنعة أسبوعية مثل البيض والزبادي، زيت جوز الهند والعسل، أو جل الألوفيرا.
يُعد تساقط الشعر مشكلة معقدة تتداخل فيها العوامل الصحية والنفسية. ومن خلال التشخيص الدقيق واتباع خطة علاج شاملة، يمكن استعادة حيوية الشعر وتعزيز الثقة بالنفس وجودة الحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 23 دقائق
- رؤيا نيوز
ماذا تأكل بعد المضادات الحيوية ؟
يحذر أطباء وخبراء تغذية من إهمال النظام الغذائي بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية، مؤكدين أن هذه المرحلة لا تقل أهمية عن فترة العلاج نفسها، بل تُعد امتدادًا ضروريًا له لضمان فعالية التعافي واستعادة التوازن الداخلي للجسم. فالمضادات الحيوية، رغم قدرتها العالية على القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى، تؤثر في المقابل على البكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي، وتشكّل خط الدفاع الأول للمناعة، والهضم السليم، وامتصاص المغذيات. ويؤدي اختلال هذا التوازن الميكروبي إلى ظهور مشكلات هضمية مثل الانتفاخ، الإسهال، أو حتى التهابات فطرية مزعجة. وينصح الأطباء، بضرورة إدخال أطعمة غنية بالبروبيوتيك إلى النظام الغذائي، مثل الزبادي الطبيعي، الكفير، المخللات المخمرة، وبعض أنواع الجبن الطري، لدعم نمو البكتيريا النافعة. كما ينبغي تعزيز الألياف الطبيعية من مصادرها النباتية، كالبقول، الشوفان، الحبوب الكاملة، والخضراوات الورقية، كونها تُمثّل الغذاء المثالي للبروبيوتيك. ومن جانب آخر، يُنصح بالابتعاد عن الأغذية المسببة للالتهاب أو التي تُضعف الامتصاص، كالكحول، الجريب فروت، السكريات المكررة، والمنتجات التي تحتوي على الخميرة الزائدة. إن التعامل الواعي مع هذه الفترة، عبر التغذية المدروسة، يسرّع من التعافي، ويعيد للجسم توازنه البيولوجي، ويحميه من المضاعفات.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
إسرائيل خرجت عن السيطرة
ترجمة: علاء الدين أبو زينة ديس فريدمان* - (ديكلاسيفايد يو. كيه) 29/5/2025 لم تكن المواقف المنتقدة لإسرائيل تصرفًا سياسيًا شجاعًا يصدر عن حكومات متواطئة بقدر ما كان علامة واضحة على أن قادة الغرب السياسيين، الذين مهدوا الطريق مرارًا لأفعال إسرائيل الإبادية، أصبحوا الآن قلقين من أن تكون إسرائيل قد خرجت تمامًا عن السيطرة، وأنها تقوض بشكل كبير الاستقرار الإقليمي. * * * بعد 19 شهرًا من دعم "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، وتوجيه انتقادات خجولة لأفعالها (غالبًا عند قيام الجنود الإسرائيليين بقتل عاملين في مجال الإغاثة والأطباء)، وتجنب الإشارة إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية، يبدو أن وسائل الإعلام البريطانية البارزة قد انعطفت نحو اتجاه جديد. اضافة اعلان وشهد شهر أيار (مايو) نشر العديد من المقالات الافتتاحية في الصحف البريطانية واسعة الانتشار، التي تدين بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتطالب باستئناف إيصال المساعدات ووقف إطلاق نار فوري. كما أشارت هذه المقالات مرارًا إلى "معاناة" سكان غزة والحاجة الملحة إلى لجم القوات الإسرائيلية. من المدهش أن يصدر هذا الخطاب عن قطاع إعلامي متهم على نطاق واسع بتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وبالفشل في تحميل الحكومة البريطانية المسؤولية عن دعمها الشامل لأهداف الحرب الإسرائيلية، لكنّ ثمة نبرة مختلفة تمامًا أصبحت واضحة الآن. كتبت "الفايننشال تايمز" في افتتاحيتها البارزة بتاريخ 6 أيار (مايو) لتهاجم "صمت الغرب المخزي تجاه غزة"، بينما كتبت صحيفة "الغارديان" في 20 أيار (مايو) بغضب أن "الفلسطينيين في حاجة إلى أفعال لا أقوال". وصرخت "الإندبندنت" في 10 أيار (مايو): "أنهوا الصمت المدوي تجاه غزة". وحتى صحيفة "التايمز" المؤيدة بشدة لإسرائيل رأت في 21 أيار (مايو) أن "أصدقاء إسرائيل لا يمكنهم أن يظلوا عميانًا أمام المعاناة التي تُلحق بالفلسطينيين". فما الذي يحدث؟ هل اكتشفت وسائل الإعلام البريطانية، التي غالبًا ما تكون مترددة في انتقاد إسرائيل، ضميرًا مفاجئًا؟ هل تحولت فرق التحرير فجأة إلى مناصرين مخلصين للسيادة الفلسطينية ومعارضين للصهيونية؟ إجماع متصدع الإجابة: كلا على الإطلاق. لكن هذا التغير الدراماتيكي في النبرة يظل تطورًا ذا دلالة حقيقية، ويكشف عن أمرين:أولًا، يُظهر أن تصعيد إسرائيل لحملتها الدموية وخططها لتطهير غزة عرقيًا من سكانها قد اختبر بشدة صبر حلفائها، الذين أصبحوا يخشون أن الوضع الراهن بشأن إسرائيل أصبح مهددًا بشكل خطير. ثانيًا، يُظهر أن 19 شهرًا من المقاومة والاحتجاج -بما في ذلك بعض من أكبر المسيرات في تاريخ المملكة المتحدة- مزّقت الإجماع الذي كان موجودًا حول دور إسرائيل كشرطي موثوق في الشرق الأوسط. جاء البيان الذي صدر عن حكومات المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، والذي انتقد بشدة الخطط العسكرية الإسرائيلية، بعد توالي الصور المفجعة لأطفال يتضورون جوعًا، وتكاثر المؤشرات على أن حكومة نتنياهو لا تنوي تخفيف الهجوم على غزة. ولم يكن هذا تصرفًا سياسيًا شجاعًا يصدر عن حكومات متواطئة بقدر ما كان علامة واضحة على أن قادة الغرب السياسيين، الذين مهدوا الطريق مرارًا لأفعال إسرائيل الإبادية، أصبحوا الآن قلقين من أن إسرائيل خرجت تمامًا عن السيطرة وأنها تقوض بشكل كبير الاستقرار الإقليمي. سمعة إسرائيل تعكس الصحافة البريطانية واسعة الانتشار هذا القلق. وقد أظهرت تحليلات "ديكلاسيفايد يو. كيه" أن هناك ثماني افتتاحيات نُشرت بين 1 و25 أيار (مايو) في صحف "الغارديان" و"التايمز" و"الفايننشال تايمز" و"الإندبندنت" -كانت كلها شديدة الانتقاد لأفعال نتنياهو. وخلال هذه الفترة، لم يُنشر أي مقال افتتاحي عن هذا الموضوع في صحيفة "التلغراف" -التي وجدت وقتًا لنشر أربع افتتاحيات عما زعمت أنه خضوع الحكومة البريطانية للاتحاد الأوروبي- كما لم يُنشر أي مقال افتتاحي في نسختها الإلكترونية أيضًا. تعكس الافتتاحيات الانقسامات داخل الرأي النخبوي حول إسرائيل، إلى جانب استمرار الدعم الأساسي لدورها الجيوسياسي في الشرق الأوسط. ربما تكون حدة النقد جديدة، لكن الكثير من اللغة ما تزال مألوفة. على سبيل المثال، انتقدت "الفايننشال تايمز" صمت الغرب وأدانت خطة إسرائيل لإفراغ غزة من سكانها، لكنها لم تذكر التطهير العرقي أو الإبادة الجماعية. وقد أعربت عن قلقها حيال حياة الفلسطينيين، لكنها أبدت قلقًا خاصًا على سمعة إسرائيل، ورأت أن التوسع في الهجوم "سيزيد من تلطيخ صورة إسرائيل ويعمّق الانقسامات الداخلية فيها". استيقاظ "الإندبندنت" يبدو أن صحيفة "الإندبندنت" ترى أن المشكلة تكمن أساسًا في "التحدث بصوت عالٍ". في 10 أيار (مايو)، استندت دعوتها إلى إنهاء "الصمت المدوي تجاه غزة" إلى فكرة أن "المبرر الأخلاقي الأولي" للحرب قد ضاع. والمثير للدهشة أنها تجاهلت ملايين الأشخاص الذين شاركوا في المسيرات واتخذوا إجراءات تضامنية لتسليط الضوء على الإبادة، وكتبت بدلًا من ذلك: "لقد آن الأوان للعالم أن يستيقظ على ما يحدث، ويطالب بإنهاء معاناة الفلسطينيين المحاصرين في القطاع". وفي 17 أيار (مايو)، كررت الصحيفة إصرارها على أن "على العالم أن يرفع صوته ضد الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل ومعاناة غزة"، وحثت رئيس الوزراء كير ستارمر؛ الداعم القوي لأهداف إسرائيل العسكرية، على "أن يجد صوته" (على الرغم من أن صوته كان قد قضى العام ونصف العام الماضيين وهو يدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها). وبحلول 22 أيار (مايو)، عندما صدر البيان المشترك عن المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، دعت صحيفة "الإندبندنت" إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات، لكنها أوضحت سبب ضرورة ذلك: لأن أي شيء خلاف ذلك سيكون من شأنه أن يقوّض قدرة دونالد ترامب على توسيع "اتفاقيات أبراهام" (اعتراف دول الخليج بإسرائيل). ثم مضت الصحيفة في مقالها الافتتاحي لتجادل بأن "الضغط الاقتصادي الأكثر حزماً على حكومة نتنياهو هو أيضاً خيار، وإن كان لا ينبغي أبداً استخدامه بطريقة تعرض حق إسرائيل في الوجود للخطر". أصدقاء إسرائيل اتخذت صحيفة "التايمز" موقفًا مشابهًا في 21 أيار (مايو). وكتبت: "لا يمكن لأصدقاء إسرائيل أن يظلوا غافلين عن المعاناة التي تُلحق بالفلسطينيين"، ولكن أكثر من شيء آخر بسبب تأثير أفعال إسرائيل على الاستقرار الجيوسياسي. كل ما يشغل كُتاب الافتتاحيات في صحيفة "التايمز" هو ببساطة افتقار إسرائيل إلى "استراتيجية خروج"، والطبيعة التي قد تأتي بنتائج عكسية لعدوانها الوحشي: "من خلال شيطنة نفسها، فإنها تخدم مصالح حماس". أما حقوق الفلسطينيين العاديين، فلا تبدو ذات أهمية تُذكر. كانت "الغارديان" هي الصحيفة التي شهدت التحول الأكبر، حيث انتقدت في ثلاث افتتاحيات حتى تاريخ كتابة هذه السطور في أيار (مايو) استخدام "الجوع كسلاح في الحرب"، وأشارت إلى "المعاناة البشعة والدعوات الصريحة من الوزراء للتطهير العرقي". لكن الأكثر إثارة للدهشة، والذي أراه لأول مرة في افتتاحية، هو أن صحيفة "الغارديان" وصفت الوضع صراحة بأنه إبادة جماعية: "الآن تخطط (إسرائيل) لغزة بلا فلسطينيين. ماذا يكون هذا إن لم يكن إبادة جماعية"؟ كان هذا مختلفًا بوضوح عن المقالات الافتتاحية السابقة التي كانت تتجنب الموضوع. ففي افتتاحيتها بتاريخ 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024 بشأن دعوة البابا فرنسيس إلى التحقيق في مزاعم الإبادة الجماعية، رفضت الصحيفة بشكل واضح اتخاذ موقف. وفي 11 كانون الثاني (يناير) 2024، في مقالها الافتتاحي عن تحقيق "محكمة العدل الدولية" في مزاعم الإبادة، كانت مترددة بالقدر نفسه، واختتمت بقول إنه "مهما كان قرار القضاة، فإن عدد القتلى من المدنيين والمعاناة الإنسانية في غزة، وكلمات وزراء إسرائيل، هي أمور لا تُغتفر". شرعنة الفظائع لا تُظهر أي من افتتاحيات الصحف -من إشارة صحيفة "الغارديان" إلى الإبادة الجماعية، إلى إدانة "الفايننشال تايمز" لـ"الصمت"- أي قدر من النقد الذاتي. لم تُظهر أي من الصحف تأملًا في دورها -منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بل ومن قبل ذلك بكثير- في تضخيم الدعاية الإسرائيلية، وفشلها في توجيه أسئلة صعبة للسياسيين البريطانيين، على سبيل المثال حول ما يتعلق بالتعاون العسكري بين المملكة المتحدة وإسرائيل، وبيع الأسلحة الفتاكة للقوات الإسرائيلية. ولا أظهرت حتى أدنى قدر من التواضع الأخلاقي وتحمل المسؤولية بشأن أدوارها في شرعنة الفظائع. قد يكون من الإفراط في التبسيط القول إن دموع التماسيح التي يذرفها أصدقاء إسرائيل السابقون، الذين كانوا لا ينتقدونها، وشجاعتهم "المكتشفة حديثًا" في إدانة الصمت، هي ببساطة "قليلة جدًا، ومتأخرة جدًا" (على الرغم من أنها كذلك). ليست الصدوع في دعم كل من الإعلام البريطاني والحكومة البريطانية لإسرائيل سطحية، وإنما هي مأزق حقيقي للمصالح الإمبريالية الغربية. لا يمكن الاعتماد أبدًا على وسائل الإعلام ذات الروابط القوية بالحكومة والمقاومة الضعيفة للضغط الإسرائيلي في قول الحقيقة بشأن فلسطين، لكن هذا لا يعني أن اللهجة الجديدة في افتتاحياتها ليست ذات دلالة. بدلًا من ذلك، ينبغي أن يكون الدرس الذي يجب استخلاصه من هذه الافتتاحيات الأخيرة هو هشاشة موقف إسرائيل المتزايدة، وضعف الحكومات الغربية بسبب دعمها التقليدي غير المشروط لما يُسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ويجب أن يكون هذا حافزًا لتعزيز التضامن مع شعب غزة، سواء في الشوارع أو عبر وسائل الإعلام المستقلة. *ديس فريدمان Des Freedman: أستاذ الإعلام والاتصالات في جامعة غولدسميث بلندن، وعضو مؤسس في "ائتلاف إصلاح الإعلام". *نشر هذا المقال في "ديسكلاسيفايد يو. كيه" Declassified UK تحت عنوان: Israel Is off the Leash اقرأ المزيد في ترجمات: توماس فريدمان: الإشارات التحذيرية التي رأيتها للتو في إسرائيل


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
قيم العيد.. كيف نغرسها في نفوس الصغار وسط ضغوط الحياة السريعة؟
ربى الرياحي اضافة اعلان عمان - في هذا العصر المتسارع؛ حيث تستبدل الأحاديث الدافئة برسائل مختصرة مقتضبة، وتختصر العلاقات في رموز عابرة على الشاشات، تبقى الأعياد نوافذ مشرعة على قيم إنسانية، هدفها أن تظل حاضرة، لتعميق الانتماء بين أفراد العائلة.توريث هذه القيم للأبناء مسؤولية؛ فعندما يرى الطفل والده يقطع المسافات لزيارة خاله المسن، أو يشارك أبناء عمومته الضحك حول مائدة واحدة، فهو لا يتعلم مجرد عادة اجتماعية، بل يشعر بأمان تلك الجذور التي تقوى بالحب والتقارب.صلة الرحم هنا ليست مجرد زيارات موسمية، إنها جسر يربط الماضي بالحاضر، وتجديد للعهد بين الأجيال. أما الأضحية، فهي درس في الإيثار، في السخاء، في أن تعطي الآخر مما تحب. وحين يشرك الأب أبناءه في اختيار الأضحية، وفي توزيعها وشرح رمزيتها، فإنه يوقظ فيهم شعورا بالمسؤولية تجاه الآخر، ويعلمهم الرحمة والعطاء.بهذه الطقوس يحضر الدفء العائلي، وتكون للقاءات تفاصيلها التي لا تنسى؛ كصوت الجد وهو يحكي قصة أضحيته الأولى، وضحكة الأم في المطبخ ولهفة الأطفال فرحا بالعيدية. كلها تفاصيل صغيرة، لكنها تبني في داخل الطفل شعورا بالقداسة نحو العيد والعائلة.يأتي العيد، بكل ما فيه من لحظات حقيقية صادقة ليعيد ضبط إيقاع الروح، وترتيب الفوضى الداخلية التي تحدثها الحياة السريعة على مدار العام. فتتوقف عجلة الركض خلف العمل والمسؤوليات التي تستهلكنا من دون أن تترك لنا وقتا لنلتفت إلى ما غفلنا عنه من مشاعر ولحظات لن تتكرر.العيد يذكرنا بحاجتنا إلى القرب، إلى تذوق الفرح كما هو، بعفويته، بعيدا عن فخ التعقيدات. فنتعلم أن الفرح لا يصنع في لحظة، بل في تفاصيل تحضر ببطء، لتظل قادرة على مقاومة التراكمات التي تتشكل مع الأيام والضغوطات اليومية.ويبين الاختصاصي الاجتماعي الأسري مفيد سرحان، أن المسلمين في مختلف بقاع العالم ينتظرون قدوم عيد الأضحى المبارك، ويعد العيد تتويجا للعبادة، وموسما للفرح والسرور. كما أنه يشكل فرصة للتواصل الاجتماعي وصلة الأرحام والتزاور، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية التي أضعفت من فرص التواصل المباشر بين الناس بسبب الانشغال الدائم بمتطلبات الحياة، والاكتفاء بالتواصل عبر الوسائل الحديثة.وإلى جانب كونه مناسبة دينية واجتماعية، فإن العيد أيضا فرحة وفسحة للخروج من روتين الحياة اليومي وبرنامج العمل المعتاد. فهو فرصة لكسر الرتابة والترفيه عن النفس، إذ إن الإنسان بحاجة إلى التغيير، لأن الرتابة تولد الملل، وتضعف الإنتاجية، وتفقد الإنسان متعة الحياة ودافعيته. ولتتمكن الأسرة من الاستفادة القصوى من إجازة العيد، سواء في زيارات الأرحام والأقارب أو تخصيص وقت للترفيه، فمن المهم وضع برنامج يراعي احتياجات جميع أفراد الأسرة قدر الإمكان.ووفق سرحان، الزيارات الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة، إلى جانب كونها صلة رحم وتواصلا اجتماعيا، تعد نوعا من التغيير وكسر الروتين. وكما يحتاج الصغار إلى الترفيه، فإن الكبار أيضا بحاجة إليه.ينتظر الأطفال العيد بفارغ الصبر، فلكلمة "العيد" وقع خاص في مسامعهم. وهو بالنسبة لهم يعني مجموعة من الأشياء الجميلة؛ اللباس الجديد، الحلوى، الألعاب، الترفيه، الفرح، المرح، الزيارات، العيدية، واجتماع الأسرة بلمة العائلة الكبيرة.العيد أيضا مناسبة تربوية يجب أن يغتنمها الوالدان والكبار، فهي فرصة لغرس الكثير من القيم الدينية والاجتماعية، مثل التماسك الأسري، والتكافل، والود، وصلة الرحم، واحترام الكبير. كما أنها فرصة لتدريب الأبناء وتعويدهم على التواصل مع الآخرين، من خلال القدوة الحسنة، وهي من أنجح وسائل التربية وأكثرها تأثيراً.اصطحاب الأبناء في زيارات العيد يعزز لديهم الشعور بأهمية التواصل، وخاصة مع الأرحام والأقارب. وما يقوم به الكبار خلال العيد يترسخ في أذهان الصغار باعتباره سلوكا مهما، فالعيد مناسبة يحتفي بها الجميع. وبما أن الطفل بطبعه يحب تقليد الكبار، فإن مشاركته في هذه الزيارات تعني أنه سيكتسب هذا السلوك ويستمر عليه مستقبلا، وهو سلوك شرعي واجتماعي وخلق رفيع ينبغي أن يحرص الآباء على ترسيخه في نفوس أبنائهم. هذا كله يعزز لدى الأطفال الشعور بالمسؤولية، ويسهم في تنشئتهم تنشئة سليمة، ويزيد من حبهم للأقارب، ويقوي الروابط والعلاقات العائلية، ويحبب إليهم التواصل الأسري، ما يعد ممارسة لترسيخ قيم الترابط وصلة الرحم.يعني أيضا انتقال هذه العادات الأصيلة إلى الأجيال المقبلة، وهو ما يجب على الأهل الحرص عليه، وأن تشمل دائرة العلاقات الأجداد والجدات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والأقارب. وهذا يغرس لدى الأبناء أهمية الأسرة الكبيرة الممتدة، وأن لديهم واجبات خارج الأسرة الصغيرة التي يعيشون فيها.ومشاركة الأبناء في الزيارات تسهم في تعليمهم مهارات اجتماعية ضرورية، منها احترام الآخرين، وآداب الزيارة، والجلوس، والاستماع، والكلام، والسلام، والتهنئة بالعيد. وهي آداب تغرس لدى الأبناء الأخلاق الحميدة الفاضلة، وتتيح لهم فرصة التعرف على أقرانهم من أبناء الأقارب، وإقامة علاقات معهم، وهو ما يحببهم أكثر في استمرار التواصل الأسري.ويمتنع بعض الأهل عن اصطحاب الأبناء خشية أن يسبب ذلك إزعاجا للآخرين، وهذا التفكير لا يسهم في تدريب الأبناء ولا في إكسابهم المهارات العملية، بل يبعدهم عن الأجواء الأسرية والعائلية. فالممارسة العملية هي الأفضل للتعليم وتقويم السلوك ومعالجة الأخطاء.وبحسب سرحان، يمكن للأهل الذين لديهم عدد من الأبناء التناوب في اصطحاب أحدهم في كل زيارة للأقارب. أما زيارات الأشقاء والشقيقات، فمن الضروري مشاركة الأبناء فيها، حتى لو أدى ذلك "لبعض الإزعاج" للكبار، ففرحة العيد بالنسبة للصغار تعني الفرح والمرح.والسعادة الحقيقية للآباء هي في إسعاد الأبناء، وفي أن يشاهدوا الفرح في عيونهم. فمدرسة الحياة هي التي تصقل شخصية الأبناء.ويبدأ الناس أول أيام العيد بصلاة العيد التي يخرج إليها الرجال والنساء والأطفال، حيث يلتقون في تظاهرة كبيرة. وبعد انتهاء الصلاة، يتبادلون التهاني بالعيد.وفي كثير من مصليات العيد والمساجد، دأب البعض على تقديم الحلوى والهدايا للأطفال، وهو ما يدخل الفرح والبهجة إلى قلوبهم، ويحببهم بشعائر الإسلام العظيم.ويقدم كثير من المسلمين في العيد الأضحية، حيث يأكلون منها، ويوزعون على الأرحام والفقراء، ليتحقق في هذا اليوم معنى التكافل الحقيقي.