
الجارديان: إسرائيل تستخدم مايكروسوفت لمراقبة مكالمات الفلسطينيين وقتلهم
واعتمد المشروع أساسا على تقنيات 'أزور' للتخزين السحابي التي تقدمها مايكروسوفت، إذ تَقابل المدير التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا مع قائد وكالة المراقبة العسكرية الإسرائيلية المعروفة عالميا باسم الوحدة 8200 يوسي سارييل في عام 2021 بمقر الشركة.
ويؤكد التقرير أن ناديلا منح الوحدة 8200 وصولا إلى منطقة منفصلة ومخصصة داخل منصة 'أزور' السحابية لتخزين كل مكالمات الهواتف التي تتم من قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء ومراقبتها وتحليلها لاستخدامها بشكل مباشر في العلميات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يتحكم كاملا بقطاع الاتصالات التي تجري داخل قطاع غزة والضفة الغربية، فإن تعاونه مع 'أزور' مكّنه من تسجيل ومراقبة كل المكالمات التي تجري سواء أكانت من جهات مدنية أم عسكرية وبشكل يومي، فكيف حدث ذلك؟
تسهيل الغارات الجوية والضربات العسكرية
أظهر التقرير المشترك الذي نشرته غارديان مع مجلة '+972' والمنصة العبرية 'لوكال كول'، أن منظومة مراقبة المكالمات بدأت نشاطها في عام 2022، ومنذ تلك الفترة تمكنت من تسجيل ملايين المكالمات الصوتية من المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وتشير ثلاثة مصادر مختلفة داخل الوحدة 8200 إلى أن خدمات 'أزور' السحابية ساهمت في تسهيل الغارات الجوية القاتلة على قطاع غزة والضفة الغربية، فضلا عن مساهمتها في تشكيل العمليات العسكرية وتحديد الأهداف بدقة.
كما أكدت المصادر أن الوحدة 8200 تدخلت بشكل مباشر لتأمين خوادم مايكروسوفت التي تضم المنظومة الجديدة، إذ وجهت الوحدة تعليماتها لمهندسي الشركة لتطوير نظم الأمن الخاصة بهذه الخوادم تحديدا، ويتوقع بأن تكون البيانات حاليا مخزنة في خوادم الشركة الواقعة في هولندا وأيرلندا.
واعتمدت الوحدة 8200 بشكل مباشر على المعلومات والأدلة المستخرجة من المكالمات المسجلة في خوادم 'أزور' للبحث والتعرف على الأهداف التي ترغب في قصفها داخل غزة، إذ وضح أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على هذه البيانات عند البحث عن الأهداف ضمن المناطق السكنية الكثيفة، وذلك في محاولة منهم لتأكيد وجود الهدف بالمنطقة عبر التصنت على المكالمات التي تجري من قبل المدنيين في المناطق المحيطة به، كما ارتفع معدل استخدام المنظومة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتشير بعض المصادر في حديثها مع غارديان إلى أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع -بحسب ادعائهم- كان حماية الإسرائيليين، إذ كان المشروع سببا في إيقاف عدد كبير من الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين، رغم فشله في إيقاف هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
الضفة الغربية هي الهدف الرئيسي
ورغم استخدام المنظومة الجديدة في العمليات العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة، فإن الهدف الرئيسي كله كان مراقبة فلسطينيي الضفة الغربية الذين يبلغ عددهم 3 ملايين مواطن يعيشون تحت سطوة الجيش الإسرائيلي.
ومثّلت المكالمات المسجلة في خوادم 'أزور' مخزنا غنيا بالمعلومات الاستخباراتية التي يمكن للجيش الإسرائيلي استخدامها ضد سكان الضفة الغربية، وادعت بعض المصادر في الوحدة 8200 أن هذه البيانات استخدمت لابتزاز الأفراد أو وضعهم في الاحتجاز وتبرير قتلهم لاحقا.
ومن جانبها، أكد المتحدث الرسمي لمايكروسوفت أن الشركة لا تعلم شيئا عن نوعية البيانات المخزنة في حواسيبها فضلا عن تعاونها مع الوحدة 8200 كان فقط لتعزيز الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي.
ويشير التقرير إلى أن سارييل قائد الوحدة 8200 الذي تولى منصبه في الفترة بين عامي 2021 و2024 كان السبب الرئيسي وراء هذا المشروع، وذلك بعد ملاحظته ازدياد معدل الهجمات الفردية التي نفذها شباب فلسطينيون غير معروفين لأجهزة الأمن.
لذلك اقترح سارييل مراقبة الجميع طوال الوقت بدلا من مراقبة أهداف بعينها في أوقات محددة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لاستخراج المعلومات من هذه التسجيلات، وذلك حسب وصف أحد أفراد الوحدة 8200.
وأشارت المصادر إلى أن الوحدة طورت في الوقت ذاته منظومة ذكاء اصطناعي قادرة على مراقبة وتحليل جميع الرسائل النصية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ثم تقييمها بناء على معدل الخطر الوارد فيها بشكل آلي.
هل كانت مايكروسوفت تعرف؟
تَقابل سارييل وناديلا أكثر من مرة لاحقا في عام 2021، إلا أنه لم يُشر بشكل مباشر إلى خطة الوحدة لتخزين مكالمات الفلسطينيين، وأشار إلى أن هذه البيانات أعمال حساسة وسرية، وفقا لتسجيلات داخلية للاجتماع اطلعت غارديان عليها.
ولكن التقارير الداخلية تشير إلى أن مهندسي مايكروسوفت كانوا على علم بوجود ملفات صوتية ومعلومات استخباراتية خام في خوادم 'أزور' واستخدام المنصة فيه، أما موظفو مايكروسوفت في إسرائيل فكانوا على علم كامل بما تُستخدم المنصة فيه.
وعلق أحد المصادر على هذا الأمر قائلا: 'ليس عليك أن تكون عبقريًا لتكتشف ذلك. فقد أخبرت مايكروسوفت أنه لم يعد لديك أي مساحة على الخوادم، وأنك تحتاج لتخزين ملفات صوتية. الأمر واضح تمامًا'.
كما تعاون مهندسو الشركة مع مهندسي الوحدة 8200 من أجل تطوير المنظومة الأمنية لهذه الخوادم تحديدا، وكان التعاون بينهم بشكل يومي وفق ما جاء في أحد المستندات التي اطلعت عليها الصحيفة، وذلك على الرغم من أن الشركة وجهت تعليمات لموظفيها بعدم ذكر الوحدة 8200.
وعند سؤال المتحدث الرسمي عن موقف ناديلا من المشروع ودعمه لسارييل، أوضح أن ناديلا لم يقدم دعمه الشخصي للمشروع خاصة أن الاجتماع كان قصيرا ولم يتضمن أي معلومات عن نوعية البيانات المخزنة كما جاء في تقرير غارديان. ولكن المستندات التي اطلعت الصحيفة عليها تشير إلى أن ناديلا قدم دعما كاملا لمشروع سارييل من أجل نقل البيانات الحساسة للوحدة 8200 إلى خوادم 'أزور' السحابية حتى تنقل 70% من إجمالي البيانات إلى خوادم الشركة، وقال ناديلا: إن مايكروسوفت ملتزمة بتقديم الموارد اللازمة لدعم هذا المشروع.
ما حجم البيانات المخزنة في خوادم مايكروسوفت السحابية؟
وتشير المستندات التي اطلعت عليها الصحيفة إلى أن حجم البيانات المخزنة في خوادم 'أزور' السحابية وصل في يوليو/حزيران الماضي إلى أكثر من 11 ألف تيرابايت، أو ما يصل إلى 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية.
وعلى الرغم من أن جزءا من هذه الملفات قد يعود لوحدات استخباراتية أخرى في الجيش الإسرائيلي، فإن غالبيتها العظمى تعود للوحدة 8200 كما أشارت المستندات السابقة، وهي جميعا مخزنة في خوادم 'أزور' بهولندا.
يوسي سارييل.. نصير التقنية والذكاء الاصطناعي في القتل
ويُعرف سارييل في أوساط الجيش الإسرائيلي بأنه مؤمن بالتقنية السحابية ويدعو لها بشكل مباشر، فضلا عن إيمانه المطلق بأهمية الذكاء الاصطناعي في الدفاع العسكري.
ويتباهى سارييل دوما بعلاقته الجيدة والحميمة مع المدير التنفيذي لمايكروسوفت ستايا ناديلا، وهو الأمر الذي أنكرته الشركة رسميا موضحة أنه لا توجد وجود علاقة شخصية بين الطرفين.
ومن جانبه لم يستجب سارييل لأسئلة غارديان المختلفة، وأحال الأسئلة جميعا إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي وضح بأن اتفاقات الوحدة العسكرية مع مايكروسوفت خاضعة للإشراف القانوني ولا يمكن الحديث عنها.
وتوضح المستندات التي اطلعت عليها غارديان أن مايكروسوفت كانت تنظر لعلاقتها مع الجيش الإسرائيلي على أنها علاقة مربحة للغاية تجاريا، إذ تُدر على الشركة مئات الملايين من الأرباح وساهمت في تعزيز مكانة 'أزور' كخدمة سحابية رائدة.
وتجدر الإشارة إلى أن مايكروسوفت تواجه معارضة داخلية من موظفيها عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول والهجوم الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، إذ بدأت حركة 'لا لاستخدام أزور للفصل العنصري' (No Azure for Apartheid) بالتواجد بكثافة بعد تلك الأحداث.
وقامت الحركة التي تعتمد على موظفي مايكروسوفت المعارضين لتصرفات الشركة بتنظيم أكثر من فعالية احتجاجية فضلا عن الاحتجاجات المباشرة داخل فعاليات الشركة التي يحضرها كبار الرؤساء التنفيذيين بها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
مايكروسوفت تغزو وحدة الذكاء الاصطناعي لإمبراطورية «غوغل»
عمون - بدأت شركة مايكروسوفت حملة مكثفة لاستقطاب أبرز العقول من وحدة الذكاء الاصطناعي (DeepMind) التابعة لغوغل، بقيادة أحد مؤسسيها، مصطفى سليمان، الذي أصبح الآن رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، وهو رجل أعمال بريطاني وخبير تقني من أصل عربي حيث كان والده يعمل سائقاً في سوريا ثم انتقل إلى لندن حيث ولد مصطفى من أم بريطانية. بعد سنوات قضاها في وحدة الذكاء الاصطناعي العميق، التي شارك في تأسيسها ثم باعها لغوغل، عاد مصطفى سليمان ليتحول إلى خصم شرس لوحدته السابقة. وفقا إفادات مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت جورنال، بدأ سليمان يتبع أسلوباً مشابهاً لما يقوم به مارك زوكربيرغ، حيث يقوم بالاتصال مباشرة بالمرشحين، مقدماً لهم وعداً بـ«بيئة عمل تشبه الشركات الناشئة» داخل فريق الذكاء الاصطناعي الجديد لمايكروسوفت، على عكس ما أصبحت عليه DeepMind اليوم من بيروقراطية وخمول تنظيمي تحت مظلة غوغل. سليمان، الذي يدير الآن وحدة الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي في مايكروسوفت، عرض على العديد من المرشحين رواتب أعلى وفرصة للعمل على تطوير روبوت «كوبايلوت» Copilot لمنافسة تشات جي بي تي. نجحت مايكروسوفت خلال الأشهر الأخيرة في استقطاب أكثر من 24 مسؤولاً وموظفاً من غوغل، معظمهم من وحدة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك آدم سادوفسكي، وهو مهندس متميز سابق في غوغل، وأمار سوبرامانيا، نائب رئيس قسم الهندسة السابق. وقال سوبرامانيا في منشور على لينكدإن: «ثقافة الأنا هنا منخفضة ولكنها متفجرة بالطموح». ميزانيات ورواتب مع احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا – غوغل، مايكروسوفت، ميتا، وأوبن إيه آي – أصبح المهندسون الخبراء في التعلم العميق عملة نادرة. بعض الشركات تعرض عقود تصل إلى 300 مليون دولار للأفراد، بينما تتدفق عشرات المليارات من الدولارات نحو مراكز البيانات لتحقيق حلم بناء أول آلة ذات ذكاء شبيه بالبشر. وفي حين أن رواتب مايكروسوفت لا تصل لمستويات عروض ميتا الفلكية، فإنها تتفوق بشكل كبير على ما تقدمه غوغل، خاصة للموظفين القدامى. وتشير بيانات إلى أن متوسط الرواتب في غوغل أعلى من نظيرتها في مايكروسوفت، لكن البيئة البيروقراطية في غوغل باتت تدفع العديد نحو المغادرة. معظم الموظفين الجدد القادمين من غوغل سيعملون على تطوير النسخة الاستهلاكية من روبوت الذكاء الاصطناعي Copilot، الذي تطرحه مايكروسوفت كمنافس مباشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الكبرى، مثل تشات جي بي تي وجيمني. كما يتيح سليمان لفريقه العامل من كاليفورنيا ولندن في بيئة عمل أكثر مرونة، ويمنحهم الحرية لاتخاذ قرارات مستقلة بعيدا عن مركزية الشركة الأم في ريدموند – واشنطن. ووفق متحدث باسم مايكروسوفت، فإن جميع قادة الشركة «لديهم صلاحيات متساوية لتجنيد الكفاءات وإدارة فرقهم بطريقة تناسب أهداف أعمالهم واحتياجات موظفيهم». غوغل تفقد روح المغامرة في السنوات الماضية، تضخم فريق الذكاء الاصطناعي في غوغل ليصل إلى حوالي 6000 موظف، بعد أن تحوّلت من مختبر صغير إلى العمود الفقري لمشروع الذكاء الاصطناعي. بعض الموظفين الجدد لمايكروسوفت قالوا إنهم غادروا لأنهم سئموا من البيروقراطية الثقيلة في الشركة الأم. لازلو بوك، نائب الرئيس السابق للموارد البشرية في غوغل، علّق بأن الوضع انقلب: «قبل عشرين عاماً، كانت غوغل تجذب موظفي مايكروسوفت بوعد حركة أقل وبيروقراطية أقل، أما اليوم فقد أصبحت غوغل أقرب إلى مايكروسوفت القديمة». وأضاف: «غوغل اليوم تُدار كأنها شركة يقودها رجل مالي، لا مهندس». من جانبها، أكدت غوغل أن معدلات مغادرة موظفيها أقل من المعدل الصناعي، مشيرة إلى أنها استقطبت أيضا عدداً من موظفي مايكروسوفت. وأضاف متحدث رسمي: «نحن فخورون بأننا قادرون على جذب أبرز المواهب في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك باحثون ومهندسون من مختبرات منافسة». وأظهرت تقارير الأرباح الأخيرة مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على نمو مايكروسوفت وغوغل. كلا الشركتين سجلتا قفزات في الإيرادات مدفوعة بزيادة الطلب على خدمات الحوسبة السحابية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. البيان


خبرني
منذ 3 ساعات
- خبرني
بقيادة مهندس من أصل عربي.. مايكروسوفت تغزو وحدة الذكاء الاصطناعي لإمبراطورية (غوغل)
خبرني - بدأت شركة مايكروسوفت حملة مكثفة لاستقطاب أبرز العقول من وحدة الذكاء الاصطناعي (DeepMind) التابعة لغوغل، بقيادة أحد مؤسسيها، مصطفى سليمان، الذي أصبح الآن رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، وهو رجل أعمال بريطاني وخبير تقني من أصل عربي حيث كان والده يعمل سائقاً في سوريا ثم انتقل إلى لندن حيث ولد مصطفى من أم بريطانية. بعد سنوات قضاها في وحدة الذكاء الاصطناعي العميق، التي شارك في تأسيسها ثم باعها لغوغل، عاد مصطفى سليمان ليتحول إلى خصم شرس لوحدته السابقة. وفقا إفادات مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت جورنال، بدأ سليمان يتبع أسلوباً مشابهاً لما يقوم به مارك زوكربيرغ، حيث يقوم بالاتصال مباشرة بالمرشحين، مقدماً لهم وعداً بـ«بيئة عمل تشبه الشركات الناشئة» داخل فريق الذكاء الاصطناعي الجديد لمايكروسوفت، على عكس ما أصبحت عليه DeepMind اليوم من بيروقراطية وخمول تنظيمي تحت مظلة غوغل. سليمان، الذي يدير الآن وحدة الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي في مايكروسوفت، عرض على العديد من المرشحين رواتب أعلى وفرصة للعمل على تطوير روبوت «كوبايلوت» Copilot لمنافسة تشات جي بي تي. نجحت مايكروسوفت خلال الأشهر الأخيرة في استقطاب أكثر من 24 مسؤولاً وموظفاً من غوغل، معظمهم من وحدة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك آدم سادوفسكي، وهو مهندس متميز سابق في غوغل، وأمار سوبرامانيا، نائب رئيس قسم الهندسة السابق. وقال سوبرامانيا في منشور على لينكدإن: «ثقافة الأنا هنا منخفضة ولكنها متفجرة بالطموح». ميزانيات ورواتب مع احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا – غوغل، مايكروسوفت، ميتا، وأوبن إيه آي – أصبح المهندسون الخبراء في التعلم العميق عملة نادرة. بعض الشركات تعرض عقود تصل إلى 300 مليون دولار للأفراد، بينما تتدفق عشرات المليارات من الدولارات نحو مراكز البيانات لتحقيق حلم بناء أول آلة ذات ذكاء شبيه بالبشر. وفي حين أن رواتب مايكروسوفت لا تصل لمستويات عروض ميتا الفلكية، فإنها تتفوق بشكل كبير على ما تقدمه غوغل، خاصة للموظفين القدامى. وتشير بيانات إلى أن متوسط الرواتب في غوغل أعلى من نظيرتها في مايكروسوفت، لكن البيئة البيروقراطية في غوغل باتت تدفع العديد نحو المغادرة. معظم الموظفين الجدد القادمين من غوغل سيعملون على تطوير النسخة الاستهلاكية من روبوت الذكاء الاصطناعي Copilot، الذي تطرحه مايكروسوفت كمنافس مباشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الكبرى، مثل تشات جي بي تي وجيمني. كما يتيح سليمان لفريقه العامل من كاليفورنيا ولندن في بيئة عمل أكثر مرونة، ويمنحهم الحرية لاتخاذ قرارات مستقلة بعيدا عن مركزية الشركة الأم في ريدموند – واشنطن. ووفق متحدث باسم مايكروسوفت، فإن جميع قادة الشركة «لديهم صلاحيات متساوية لتجنيد الكفاءات وإدارة فرقهم بطريقة تناسب أهداف أعمالهم واحتياجات موظفيهم». غوغل تفقد روح المغامرة في السنوات الماضية، تضخم فريق الذكاء الاصطناعي في غوغل ليصل إلى حوالي 6000 موظف، بعد أن تحوّلت من مختبر صغير إلى العمود الفقري لمشروع الذكاء الاصطناعي. بعض الموظفين الجدد لمايكروسوفت قالوا إنهم غادروا لأنهم سئموا من البيروقراطية الثقيلة في الشركة الأم. لازلو بوك، نائب الرئيس السابق للموارد البشرية في غوغل، علّق بأن الوضع انقلب: «قبل عشرين عاماً، كانت غوغل تجذب موظفي مايكروسوفت بوعد حركة أقل وبيروقراطية أقل، أما اليوم فقد أصبحت غوغل أقرب إلى مايكروسوفت القديمة». وأضاف: «غوغل اليوم تُدار كأنها شركة يقودها رجل مالي، لا مهندس». من جانبها، أكدت غوغل أن معدلات مغادرة موظفيها أقل من المعدل الصناعي، مشيرة إلى أنها استقطبت أيضا عدداً من موظفي مايكروسوفت. وأضاف متحدث رسمي: «نحن فخورون بأننا قادرون على جذب أبرز المواهب في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك باحثون ومهندسون من مختبرات منافسة». وأظهرت تقارير الأرباح الأخيرة مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على نمو مايكروسوفت وغوغل. كلا الشركتين سجلتا قفزات في الإيرادات مدفوعة بزيادة الطلب على خدمات الحوسبة السحابية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.


سواليف احمد الزعبي
منذ 17 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
'مليون مكالمة بالساعة'.. مايكروسوفت تساعد جيش إسرائيل في التجسس على الفلسطينيين
#سواليف كشف تقرير نشرته غارديان عن تعاون وثيق بين الوحدة 8200 الإسرائيلية وشركة #مايكروسوفت لمراقبة وتخزين كل #المكالمات_الهاتفية التي تُجرى من قبل الشعب الفلسطيني في قطاع #غزة والضفة الغربية، وهو ما يعد أحد أكبر #مشاريع_التجسس العالمية. واعتمد المشروع أساسا على تقنيات 'أزور' للتخزين السحابي التي تقدمها مايكروسوفت، إذ تَقابل المدير التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا مع قائد وكالة المراقبة العسكرية الإسرائيلية المعروفة عالميا باسم الوحدة 8200 يوسي سارييل في عام 2021 بمقر الشركة. ويؤكد التقرير أن ناديلا منح الوحدة 8200 وصولا إلى منطقة منفصلة ومخصصة داخل منصة 'أزور' السحابية لتخزين كل مكالمات الهواتف التي تتم من قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء ومراقبتها وتحليلها لاستخدامها بشكل مباشر في العلميات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يتحكم كاملا بقطاع الاتصالات التي تجري داخل قطاع غزة و #الضفة_الغربية، فإن تعاونه مع 'أزور' مكّنه من تسجيل ومراقبة كل المكالمات التي تجري سواء أكانت من جهات مدنية أم عسكرية وبشكل يومي، فكيف حدث ذلك؟ تسهيل الغارات الجوية والضربات العسكرية أظهر التقرير المشترك الذي نشرته غارديان مع مجلة '+972' والمنصة العبرية 'لوكال كول'، أن منظومة مراقبة المكالمات بدأت نشاطها في عام 2022، ومنذ تلك الفترة تمكنت من تسجيل ملايين المكالمات الصوتية من المدنيين والعسكريين على حد سواء. وتشير ثلاثة مصادر مختلفة داخل الوحدة 8200 إلى أن خدمات 'أزور' السحابية ساهمت في تسهيل الغارات الجوية القاتلة على قطاع غزة والضفة الغربية، فضلا عن مساهمتها في تشكيل العمليات العسكرية وتحديد الأهداف بدقة. كما أكدت المصادر أن الوحدة 8200 تدخلت بشكل مباشر لتأمين خوادم مايكروسوفت التي تضم المنظومة الجديدة، إذ وجهت الوحدة تعليماتها لمهندسي الشركة لتطوير نظم الأمن الخاصة بهذه الخوادم تحديدا، ويتوقع بأن تكون البيانات حاليا مخزنة في خوادم الشركة الواقعة في هولندا وأيرلندا. واعتمدت الوحدة 8200 بشكل مباشر على المعلومات والأدلة المستخرجة من المكالمات المسجلة في خوادم 'أزور' للبحث والتعرف على الأهداف التي ترغب في قصفها داخل غزة، إذ وضح أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على هذه البيانات عند البحث عن الأهداف ضمن المناطق السكنية الكثيفة، وذلك في محاولة منهم لتأكيد وجود الهدف بالمنطقة عبر التصنت على المكالمات التي تجري من قبل المدنيين في المناطق المحيطة به، كما ارتفع معدل استخدام المنظومة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وتشير بعض المصادر في حديثها مع غارديان إلى أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع -بحسب ادعائهم- كان حماية الإسرائيليين، إذ كان المشروع سببا في إيقاف عدد كبير من الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين، رغم فشله في إيقاف هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.الضفة الغربية هي الهدف الرئيسي ورغم استخدام المنظومة الجديدة في العمليات العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة، فإن الهدف الرئيسي كله كان مراقبة فلسطينيي الضفة الغربية الذين يبلغ عددهم 3 ملايين مواطن يعيشون تحت سطوة الجيش الإسرائيلي. ومثّلت المكالمات المسجلة في خوادم 'أزور' مخزنا غنيا بالمعلومات الاستخباراتية التي يمكن للجيش الإسرائيلي استخدامها ضد سكان الضفة الغربية، وادعت بعض المصادر في الوحدة 8200 أن هذه البيانات استخدمت لابتزاز الأفراد أو وضعهم في الاحتجاز وتبرير قتلهم لاحقا.وجّه خمسة موظفين من مايكروسوفت، ضمن حملة 'لا لأزور للفصل العنصري' من حساب noazureforapartheid على الانستغرام ومن جانبها، أكد المتحدث الرسمي لمايكروسوفت أن الشركة لا تعلم شيئا عن نوعية البيانات المخزنة في حواسيبها فضلا عن تعاونها مع الوحدة 8200 كان فقط لتعزيز الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي. ويشير التقرير إلى أن سارييل قائد الوحدة 8200 الذي تولى منصبه في الفترة بين عامي 2021 و2024 كان السبب الرئيسي وراء هذا المشروع، وذلك بعد ملاحظته ازدياد معدل الهجمات الفردية التي نفذها شباب فلسطينيون غير معروفين لأجهزة الأمن. لذلك اقترح سارييل مراقبة الجميع طوال الوقت بدلا من مراقبة أهداف بعينها في أوقات محددة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لاستخراج المعلومات من هذه التسجيلات، وذلك حسب وصف أحد أفراد الوحدة 8200. وأشارت المصادر إلى أن الوحدة طورت في الوقت ذاته منظومة ذكاء اصطناعي قادرة على مراقبة وتحليل جميع الرسائل النصية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ثم تقييمها بناء على معدل الخطر الوارد فيها بشكل آلي. هل كانت مايكروسوفت تعرف؟ تَقابل سارييل وناديلا أكثر من مرة لاحقا في عام 2021، إلا أنه لم يُشر بشكل مباشر إلى خطة الوحدة لتخزين مكالمات الفلسطينيين، وأشار إلى أن هذه البيانات أعمال حساسة وسرية، وفقا لتسجيلات داخلية للاجتماع اطلعت غارديان عليها. ولكن التقارير الداخلية تشير إلى أن مهندسي مايكروسوفت كانوا على علم بوجود ملفات صوتية ومعلومات استخباراتية خام في خوادم 'أزور' واستخدام المنصة فيه، أما موظفو مايكروسوفت في إسرائيل فكانوا على علم كامل بما تُستخدم المنصة فيه. وعلق أحد المصادر على هذا الأمر قائلا: 'ليس عليك أن تكون عبقريًا لتكتشف ذلك. فقد أخبرت مايكروسوفت أنه لم يعد لديك أي مساحة على الخوادم، وأنك تحتاج لتخزين ملفات صوتية. الأمر واضح تمامًا'. كما تعاون مهندسو الشركة مع مهندسي الوحدة 8200 من أجل تطوير المنظومة الأمنية لهذه الخوادم تحديدا، وكان التعاون بينهم بشكل يومي وفق ما جاء في أحد المستندات التي اطلعت عليها الصحيفة، وذلك على الرغم من أن الشركة وجهت تعليمات لموظفيها بعدم ذكر الوحدة 8200. وعند سؤال المتحدث الرسمي عن موقف ناديلا من المشروع ودعمه لسارييل، أوضح أن ناديلا لم يقدم دعمه الشخصي للمشروع خاصة أن الاجتماع كان قصيرا ولم يتضمن أي معلومات عن نوعية البيانات المخزنة كما جاء في تقرير غارديان. ولكن المستندات التي اطلعت الصحيفة عليها تشير إلى أن ناديلا قدم دعما كاملا لمشروع سارييل من أجل نقل البيانات الحساسة للوحدة 8200 إلى خوادم 'أزور' السحابية حتى تنقل 70% من إجمالي البيانات إلى خوادم الشركة، وقال ناديلا: إن مايكروسوفت ملتزمة بتقديم الموارد اللازمة لدعم هذا المشروع. ما حجم البيانات المخزنة في خوادم مايكروسوفت السحابية؟ وتشير المستندات التي اطلعت عليها الصحيفة إلى أن حجم البيانات المخزنة في خوادم 'أزور' السحابية وصل في يوليو/حزيران الماضي إلى أكثر من 11 ألف تيرابايت، أو ما يصل إلى 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية. وعلى الرغم من أن جزءا من هذه الملفات قد يعود لوحدات استخباراتية أخرى في الجيش الإسرائيلي، فإن غالبيتها العظمى تعود للوحدة 8200 كما أشارت المستندات السابقة، وهي جميعا مخزنة في خوادم 'أزور' بهولندا.يوسي سارييل.. نصير التقنية والذكاء الاصطناعي في القتل ويُعرف سارييل في أوساط الجيش الإسرائيلي بأنه مؤمن بالتقنية السحابية ويدعو لها بشكل مباشر، فضلا عن إيمانه المطلق بأهمية الذكاء الاصطناعي في الدفاع العسكري. ويتباهى سارييل دوما بعلاقته الجيدة والحميمة مع المدير التنفيذي لمايكروسوفت ستايا ناديلا، وهو الأمر الذي أنكرته الشركة رسميا موضحة أنه لا توجد وجود علاقة شخصية بين الطرفين. ومن جانبه لم يستجب سارييل لأسئلة غارديان المختلفة، وأحال الأسئلة جميعا إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي وضح بأن اتفاقات الوحدة العسكرية مع مايكروسوفت خاضعة للإشراف القانوني ولا يمكن الحديث عنها. وتوضح المستندات التي اطلعت عليها غارديان أن مايكروسوفت كانت تنظر لعلاقتها مع الجيش الإسرائيلي على أنها علاقة مربحة للغاية تجاريا، إذ تُدر على الشركة مئات الملايين من الأرباح وساهمت في تعزيز مكانة 'أزور' كخدمة سحابية رائدة. وتجدر الإشارة إلى أن مايكروسوفت تواجه معارضة داخلية من موظفيها عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول والهجوم الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، إذ بدأت حركة 'لا لاستخدام أزور للفصل العنصري' (No Azure for Apartheid) بالتواجد بكثافة بعد تلك الأحداث. وقامت الحركة التي تعتمد على موظفي مايكروسوفت المعارضين لتصرفات الشركة بتنظيم أكثر من فعالية احتجاجية فضلا عن الاحتجاجات المباشرة داخل فعاليات الشركة التي يحضرها كبار الرؤساء التنفيذيين بها. هذا المحتوى 'مليون مكالمة بالساعة'.. مايكروسوفت تساعد جيش إسرائيل في التجسس على الفلسطينيين ظهر أولاً في سواليف.