logo
إيران: النساء، المقاومة الحرية.. معركة من أجل المساواة والعدالة

إيران: النساء، المقاومة الحرية.. معركة من أجل المساواة والعدالة

اليوم الثامن١٥-٠٣-٢٠٢٥

إيران اليوم هي رمز لنضال شرس من أجل الحرية والمساواة، تقوده النساء بشجاعة وإصرار. فمنذ اندلاع الانتفاضة في سبتمبر 2022، إثر مقتل مهسا أميني، شهد العالم بأسره عزيمة الإيرانيات التي لا تتزعزع. لقد أصبح شعارهنّ "النساء، المقاومة، الحرية" نداءً عابراً للحدود، يجسد سعيًا عميقًا نحو العدالة والتحرر. هذه المعركة لا تتعلق فقط بفرض الحجاب الإجباري، بل هي معركة شاملة من أجل المساواة بين الجنسين، والكرامة، والعدالة الاجتماعية.
انتفاضة 2022: حلقة في سلسلة طويلة من النضال
لم تكن انتفاضة 2022 حدثًا منفصلًا، بل كانت امتدادًا لـ 44 عامًا من المقاومة ضد نظامٍ دينيٍّ قائم على التمييز المنهجي ضد النساء. فمنذ وصول الملالي إلى السلطة عام 1979، فرض النظام سياسات قمعية ممنهجة تهدف إلى استعباد النساء والتحكم في المجتمع بأكمله.
منذ البداية، تصدّت النساء لهذا القمع، وخاصة الناشطات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، اللواتي رفضن الانصياع لسلطة النظام الذكورية. لقد دفعن ثمنًا باهظًا، حيث تعرضت الآلاف منهنّ للسجن والتعذيب والإعدام، لكن رغم ذلك لم يتوقف نضالهن. واليوم، تواصل جيل جديد من الشابات حمل راية المقاومة بكل بسالة.
واشنطن تحتضن مظاهرة حاشدة دعماً للمرأة الإيرانية
في اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس، احتشد الآلاف في العاصمة الأمريكية واشنطن في مظاهرة حاشدة دعمًا لنضال المرأة الإيرانية ضد نظام الملالي. نظّمت هذه التظاهرة منظمة الجاليات الإيرانية الأمريكية (OIAC)، حيث شارك فيها إيرانيون أمريكيون ومدافعون عن حقوق الإنسان ومؤيدون للمعارضة الإيرانية، مرددين شعارات تطالب بـ**"إيران حرة"**.
انطلقت المظاهرة من أمام Capitol Reflecting Pool، ثم سار المتظاهرون باتجاه البيت الأبيض، مطالبين بسياسات أمريكية أكثر حزمًا ضد النظام الإيراني. وأكد المتظاهرون أن القضية ليست فقط قضية حقوق المرأة، بل قضية حرية شعب بأكمله، حيث لا يمكن تحقيق العدالة والمساواة في ظل حكم قائم على القمع والاستبداد.
رفعت المشاركات لافتات كتب عليها "لا لحجاب إجباري، لا لدين مفروض، لا لحكومة قمعية"، فيما أكد قادة المظاهرة أن المرأة الإيرانية تقف اليوم في طليعة الانتفاضة ضد النظام الديكتاتوري، وأن تضامن العالم مع نضالهن أمر حتمي لتحقيق التغيير المنشود.
نظام يقوم على التمييز والقمع
يُكرّس الدستور الإيراني عدم المساواة بين الرجال والنساء، حيث تُعتبر النساء أدنى منزلة قانونيًا، سواء في الشهادة أمام القضاء، أو حقوق الميراث، أو حتى أبسط الحقوق الأساسية مثل السكن، والطلاق، والجنسية، والتعليم، والسفر، وجميعها خاضعة لموافقة الرجل. أما الحجاب الإجباري، الذي يُفرض بتهديد النساء بعقوبات قاسية، فهو مجرد أداة واحدة ضمن منظومة قمع شاملة.
في سبتمبر 2024، أقرّ البرلمان الإيراني قانونًا جديدًا يُشدد العقوبات على المخالفات للحجاب الإجباري، حيث فُرضت غرامات تصل إلى 4000 يورو، وأحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا، بل وحتى الإعدام تحت ذريعة "الإفساد في الأرض". لكن أمام رد الفعل الشعبي العنيف، اضطر النظام إلى تعليق تنفيذ القانون، رغم أن القمع لا يزال مستمرًا.
رغم القمع.. المقاومة مستمرة والنظام يترنح
على الرغم من القمع الوحشي، فإن شرارة المقاومة لم تنطفئ. فالشعب الإيراني يرفض كل أشكال الديكتاتورية، سواء تلك التي فرضها الشاه أو تلك التي يحكم بها الملالي اليوم. والنظام الإيراني اليوم أضعف من أي وقت مضى، إذ يواجه أزمة اقتصادية خانقة، وفسادًا مستشريًا، وعزلة دولية متزايدة، مما يجعل قبضته على السلطة أكثر هشاشة.
تُواصل وحدات المقاومة، إلى جانب الشبكات السرية للمعارضة، تنفيذ عمليات جريئة تستهدف رموز النظام. إذ يتم تسريب مشاهد من داخل السجون، وتنظيم احتجاجات سرية، وإيصال رسائل التحدي إلى قلب السلطة. حتى داخل السجون، باتت حركة المقاومة أكثر تنظيمًا، حيث ينفّذ السجناء السياسيون إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الإعدامات الجماعية.
بديل ديمقراطي تقوده النساء
لم يكن النضال ضد النظام مجرد رفض للاستبداد، بل هو أيضًا بناءٌ لمستقبل ديمقراطي جديد. ويجسد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، بقيادة السيدة مريم رجوي، هذا البديل السياسي.
يُشكّل النساء أكثر من 50% من أعضاء هذا المجلس، الذي يطرح برنامجًا من عشرة بنود يقوم على انتخابات حرة، والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، والفصل بين الدين والدولة، وهي المبادئ الأساسية التي تُمهد الطريق لإيران حرة وديمقراطية.
المرأة الإيرانية اليوم تقول كلمتها بكل وضوح: "لا لدينٍ مفروض، لا لحجابٍ مفروض، لا لحكومةٍ مفروضة!" هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو صرخة حرية تهدف إلى تحرير المجتمع الإيراني بأسره.
إيران عند مفترق طرق.. هل آن أوان التغيير؟
نحن اليوم أمام لحظة فارقة في تاريخ إيران، حيث أصبح نظام الملالي في حالة ترنحٍ غير مسبوقة. إن بزوغ مجتمعٍ حر ومتساوٍ لم يعد مجرد حلم، بل واقع يقترب يومًا بعد يوم.
مع النساء في طليعة النضال، وبدعم من الشباب والشعب الإيراني، نرفع صوتنا عاليًا:
"النساء، المقاومة، الحرية – معركة من أجل المساواة والعدالة"

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: القبة الذهبية ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51
ترامب: القبة الذهبية ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51

كويت نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • كويت نيوز

ترامب: القبة الذهبية ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعوته لكندا لأن تصبح الولاية الأميركية الحادية والخمسين، واعدا بحمايتها مجانا عندئذ بواسطة 'القبة الذهبية'، مشروعه للدرع الصاروخية، وذلك بعد إلقاء الملك تشارلز الثالث خطابا دافع فيه عن سيادة هذا البلد. وعلى صفحته في موقعه للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشل' كتب ترامب: 'لقد أبلغتُ كندا، التي ترغب بشدّة في أن تكون جزءا من قبّتنا الذهبية الرائعة، بأنّ بقاءها بلدا مستقلا سيكلّفها 61 مليار دولار لكنّها لن تتكلّف شيئا إذا ما أصبحت ولايتنا الحبيبة الحادية والخمسين'. وأضاف 'إنّهم (الكنديين) يدرسون العرض!'. ومنذ عودته إلى السلطة، وحتى قبل ذلك خلال حملته الرئاسية، تحدث ترامب علنا عن رغبته بضمّ جارته الشمالية قبل أن يستهدفها برسوم جمركية وتهديدات تجارية. وكان موقف ترامب محوريا في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيرا في كندا وفاز فيها الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني. وفي مارس حلّ كارني محلّ جاستن ترودو الذي كان ترامب يطلق عليه اسم 'الحاكم ترودو' كناية عن أنّه يعتبره 'حاكم ولاية' وليس رئيس وزراء. ورفض كارني مرارا محاولات ترامب لضمّ بلده، وبلغ به الأمر حدّ مواجهة الملياردير الجمهوري داخل البيت الأبيض حين أكّد على مسامع ترامب عندما استقبله في المكتب البيضوي في وقت سابق من مايو الجاري أنّ كندا 'لن تكون أبدا للبيع'. وخلال إلقائه خطابا أمام البرلمان الكندي الجديد في أوتاوا بصفته رئيس الدولة، دافع الملك تشارلز الثالث عن سيادة كندا. وأكد الملك بشكل خاص أنّ 'الديموقراطية والتعددية وسيادة القانون وتقرير المصير والحرية هي قيم عزيزة على الكنديين'، وأنّ كندا 'قوية وحرة'. وكان كارني أعلن الأسبوع الماضي أنّ بلاده تُجري مناقشات 'رفيعة المستوى' مع الولايات المتحدة بشأن إمكانية المشاركة في 'القبة الذهبية'. والقبة الذهبية مشروع طرحه أخيرا الرئيس ترامب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال ضدّ مجموعة واسعة من الأسلحة، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ المجنحة والمفرطة السرعة، مرورا بالطائرات المسيّرة.

ترامب: «القبة الذهبية» ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51
ترامب: «القبة الذهبية» ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51

الجريدة

timeمنذ 21 ساعات

  • الجريدة

ترامب: «القبة الذهبية» ستحمي كندا مجاناً إذا أصبحت الولاية الأميركية الـ51

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء دعوته لكندا لأن تصبح الولاية الأميركية الحادية والخمسين، واعداً بحمايتها مجاناً عندئذ بواسطة «القبة الذهبية»، مشروعه للدرع الصاروخية، وذلك بعيد إلقاء الملك تشارلز الثالث خطاباً دافع فيه عن سيادة هذا البلد. وعلى صفحته في موقعه للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل» كتب ترامب «لقد أبلغتُ كندا، التي ترغب بشدّة في أن تكون جزءاً من قبّتنا الذهبية الرائعة، بأنّ بقاءها بلداً مستقلاً سيكلّفها 61 مليار دولار... لكنّها لن تتكلّف شيئاً إذا ما أصبحت ولايتنا الحبيبة الحادية والخمسين». وأضاف «إنّهم (الكنديين) يدرسون العرض!». ومنذ عودته إلى السلطة، وحتى قبل ذلك خلال حملته الرئاسية، تحدث ترامب علنا عن رغبته بضمّ جارته الشمالية قبل أن يستهدفها برسوم جمركية وتهديدات تجارية. وكان موقف ترامب محورياً في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً في كندا وفاز فيها الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني. وفي مارس حلّ كارني محلّ جاستن ترودو الذي كان ترامب يطلق عليه اسم «الحاكم ترودو» كناية عن أنّه يعتبره «حاكم ولاية» وليس رئيس وزراء. ورفض كارني مراراً محاولات ترامب لضمّ بلده، وبلغ به الأمر حدّ مواجهة الملياردير الجمهوري داخل البيت الأبيض حين أكّد على مسامع ترامب عندما استقبله في المكتب البيضوي في وقت سابق من مايو الجاري أنّ كندا «لن تكون أبداً للبيع». وخلال إلقائه خطاباً أمام البرلمان الكندي الجديد في أوتاوا بصفته رئيس الدولة، دافع الملك تشارلز الثالث عن سيادة كندا. وأكد الملك بشكل خاص أنّ «الديموقراطية والتعددية وسيادة القانون وتقرير المصير والحرية هي قيم عزيزة على الكنديين»، وأنّ كندا «قوية وحرة». وكان كارني أعلن الأسبوع الماضي أنّ بلاده تُجري مناقشات «رفيعة المستوى» مع الولايات المتحدة بشأن إمكانية المشاركة في «القبة الذهبية». والقبة الذهبية مشروع طرحه أخيراً الرئيس ترامب لتوفير نظام دفاع صاروخي فعّال ضدّ مجموعة واسعة من الأسلحة، من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى الصواريخ المجنحة والمفرطة السرعة، مروراً بالطائرات المسيّرة.

بوليتيكو: إدارة ترامب تقوّض صورة الولايات المتحدة كداعم للديمقراطية حول العالم
بوليتيكو: إدارة ترامب تقوّض صورة الولايات المتحدة كداعم للديمقراطية حول العالم

الوطن الخليجية

timeمنذ يوم واحد

  • الوطن الخليجية

بوليتيكو: إدارة ترامب تقوّض صورة الولايات المتحدة كداعم للديمقراطية حول العالم

في تقرير تحليلي نشره موقع 'بوليتيكو' الأميركي، أشار كاتب المقال توماس كاروذرس إلى أن الدعم الأميركي التقليدي للديمقراطية وحقوق الإنسان بات يشهد تراجعًا غير مسبوق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اتسمت سياسته الخارجية بتناقض صارخ بين مهادنة الأنظمة الاستبدادية من جهة، ومهاجمة الديمقراطيات الناشئة من جهة أخرى. وركّز التقرير على مشهدين متناقضين في مايو: الأول، خطاب ترامب في الرياض أمام قادة سعوديين تعهد خلاله بعدم 'إلقاء المحاضرات حول كيفية العيش'، وهو تصريح استقبله المسؤولون السعوديون بترحيب كبير. والثاني، بعد ثمانية أيام فقط، خلال لقائه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في البيت الأبيض، حيث شنّ عليه ترامب هجومًا علنيًا، متهمًا حكومة بلاده زيفًا بممارسات 'إبادة جماعية' ضد المزارعين البيض. واعتبر التقرير أن هذه الازدواجية تعكس تراجعًا خطيرًا في التزام واشنطن بمبادئ الديمقراطية، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب لم تكتفِ بتجاهل الانتهاكات في دول حليفة، بل استخدمت معلومات مضللة في مواجهات مع حكومات ديمقراطية. وقد عرض ترامب على رامافوزا، خلال اللقاء، فيديو غير احترافي يدّعي مقتل 'أكثر من ألف' مزارع أبيض، في محاولة لاتهام حكومة جنوب أفريقيا بممارسات عنصرية، وهو ما وصفه كاتب المقال بـ'المسرحية الهزلية التي قوضت ما تبقى من مصداقية أميركا في هذا المجال'. كما لفت المقال إلى أن الإدارة الأميركية حينها فككت معظم المساعدات الخارجية المرتبطة بدعم الديمقراطية، بما في ذلك تقليص 90% من هذه المساعدات وإلغاء إدارة مجلس الأمن القومي المختصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ووقف المساعدات لجنوب أفريقيا في فبراير السابق، والتي كانت تشمل دعمًا حيويًا لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. وأشار 'بوليتيكو' إلى أن غياب أدوات النفوذ التقليدية مثل برامج المساعدات جعل من محاولات التأثير على حكومات مثل حكومة رامافوزا أقل فاعلية. كما أن هذا التحوّل في السياسة الخارجية الأميركية منح أنظمة استبدادية حول العالم مساحة أوسع لتعزيز قبضتها الداخلية وتوسيع نفوذها، بينما ترك الديمقراطيات الناشئة في حالة من القلق والتخبط. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن ما وصفه بـ'الصفقات المجانية' التي قدمها ترامب لحكام مستبدين في الخليج، يقابلها تصعيد غير مبرر تجاه شركاء ديمقراطيين في الجنوب العالمي، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الدولي ويقوّض الدور التاريخي الذي لعبته الولايات المتحدة كمدافع عن القيم الديمقراطية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store