logo
قضايا ومسائل فقهية حول الأضحية 2

قضايا ومسائل فقهية حول الأضحية 2

صحيفة الشرقمنذ 2 أيام

243
ونتناول فيما يلي المسألة الخامسة: صحة الدفع للجمعيات الخيرية ونقول : إن ما تقوم به الجمعيات الخيرية من جمْع أثمان الأضاحي، ثم هي تقوم بذبحها من خلال فروعها في البلاد المحتاجة أمر مشروع بالإجماع، لا يجوز الاعتراض عليه أو الشك فيه ما دامت الجمعية ثقة معروفة بحُسن التنفيذ.
المسألة السادسة: أضحية واحدة لكل أهل بيت:
تكفي أضحية واحدة لكل أهل بيت واحد حيث روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بكبش ليضحّي به، فأضجعه ثم قال: ( بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد) ثم ضحَّى به[ رواه مسلم في صحيحه (1967)]، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أقرنين أملحين) [ رواه أبو داود وسكت عنه، الحديث رقم (2794)] وفي رواية: (قال عند ذبح الثاني: عن مَنْ آمن وصدّقني من أمتي) [ قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (4/25): (ورجاله رجال الصحيح) ].
ولكن لمن هو قادر فالأفضل أن يكثر من الأضاحي.
المسألة السابعة: مقاصد الشريعة من الأضحية:
للأضحية مقاصد كثيرة وحِكم متنوعة وفوائد عظيمة من أهمها:
(1) تحقيق العبودية لله تعالى في مجال المال، وتعظيم شعائره، فالأضحية عبادة مالية لله تعالى، ووسيلة للتقرب إلى الله تعالى من خلال صرف جزء من الأموال لتنفيذ أوامر الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(2) أداء الشكر على نعمة المال، ولذلك لا يشرع إلاّ لمن له مال وقدرة على الأضحية.
(3) أداء حق الاخوة الايمانية والمساهمة في التكافل الاجتماعي المطلوب تحقيقه بكل الوسائل الممكنة.
(4) إدخال السرور في قلوب الفقراء حتى يحسّوا بفرحة العيد ويشاركوا غيرهم فيها.
(5) التوسيع على النفس والعيال في العيد.
(6) إحياء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وإبقاء هذه السنّة في الذاكرة والتطبيق، حيث أراد أن يضحي بابنه إسماعيل عليه السلام، ولكن الله تعالى فداه بذبح عظيم.
وفي ذلك قدوة للكبار والشباب والنساء، وتربية على طاعة الله تعالى بأغلى ما لدى الإنسان.
المسألة الثامنة: كيفية تقسيم الأضحية:
يقسم المضحي الأضحية على الفقراء والمحتاجين، ويترك جزءاً منها لنفسه وأهله إن لم يكن ناذراً، ولو قسمها أثلاثاً فلا حرج حيث ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه من الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث)[ رواه الأصفهاني وقال: (حديث حسن)، هكذا ذكره صاحب كشاف القناع (3/22)].
المسألة التاسعة: إعطاء جزء منها لغير المسلمين:
ويجوز أن يعطي جزءاً منها لغير المسلمين ممن يعيش في بلادنا من الأصدقاء، والخدم والسواق والعمال ونحوهم؛ لأن ذلك من باب البر المطلوب في سورة الممتحنة قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [ سورة الممتحنة / الآية 8]، وصحّ عن ابن عمر رضي الله عنهما انه ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال: (أهديتم لجارنا اليهودي؟) (مرتين)، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)[ رواه الترمذي (1943) وصححه الألباني، ويراجع: المغني لابن قدامة (9/450)].

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حجاج قطر يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية غدا
حجاج قطر يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية غدا

صحيفة الشرق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الشرق

حجاج قطر يتوجهون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية غدا

44 A+ A- مكة المكرمة - قنا يتوجه صباح يوم غد، عدد من حجاج دولة قطر ضمن حملاتهم المعتمدة تحت مظلة بعثة الحج القطرية إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية والمبيت فيه، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واستعداداً للتوجه في صباح اليوم التالي إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، الذي يمثل ذروة مناسك الحج، ويستمر حتى مغيب شمس يوم الخميس 9 من ذي الحجة. أتمّت بعثة الحج القطرية كافة الترتيبات التنظيمية والفنية الخاصة بانتقال الحجاج إلى مشعر منى، حيث تم تجهيز جميع المخيمات المخصصة لحملات حجاج الدولة وفق أعلى المواصفات، وذلك ضمن خطة تفويج دقيقة تراعي الانسيابية، والسلامة، والراحة، وتضمن تقديم أفضل الخدمات أثناء التواجد في منى. وأكدت البعثة أن هذا التحرك يأتي ضمن خطة متكاملة وُضعت سلفًا بالتنسيق بين وحدة الاتصال والدعم، ووحدة خدمات المشاعر، والجهات ذات الصلة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، لضمان أن يكون يوم التروية بداية منظمة وآمنة لموسم أداء المناسك في المشاعر المقدسة. ويستعد حجاج قطر، بعد مبيتهم في منى، للتوجه صباح يوم الخميس 9 من ذي الحجة إلى عرفات، في حين يتوجه جميع الحجاج الآخرين مباشرة من مقار سكنهم بمكة المكرمة إلى صعيد عرفة، حيث يؤدون الركن الأعظم للحج، ومع غروب شمس يوم عرفة، يبدأ الحجاج النفير إلى مشعر مزدلفة، لأداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، وجمع الحصى، ومن ثم التوجه إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، والقيام بـطواف الإفاضة وذبح الهدي أو توكيل الجهات المعتمدة لدى المملكة بذلك. ويقضي الحجاج في منى بعد التحلل من إحرامهم أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، أو التعجل بعد قضاء يومين عملاً بقوله سبحانه وتعالى:" فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه .." سورة البقرة الآية 203. جدير بالذكر أن بعثة الحج القطرية قامت بتجهيز كافة مخيمات حجاج الدولة في جميع الحملات بالمشاعر المقدسة في منى وعرفة ومزدلفة، وذلك وسط تكامل كافة وحداتها الخدمية والفنية المساندة لمرافقة حجاج دولة قطر خلال أداء المناسك، وتسخير كافة الإمكانات التي تكفل خدمتهم وسلامتهم، ومنها تقديم الرعاية الصحية والإرشادات والفتاوى الشرعية، إلى جانب جهود وحدة مركز الاتصال والدعم ووحدة الرقابة والتفتيش والتي تعمل جميعها على مدار اليوم وفق منظومة خدمية متكاملة، من أجل رعاية وخدمة وسلامة حجاج الدولة. مساحة إعلانية

عشر ذي الحجة.. أيام مباركة لتطهير النفس
عشر ذي الحجة.. أيام مباركة لتطهير النفس

صحيفة الشرق

timeمنذ 14 ساعات

  • صحيفة الشرق

عشر ذي الحجة.. أيام مباركة لتطهير النفس

27 A+ A- تمرّ على الأمة الإسلامية مواسم للطاعات، تحمل في طياتها فرصًا عظيمة لتزكية النفس والتقرب إلى الله، ومن أعظم هذه المواسم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، التي أقسم الله بها في كتابه الكريم: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2]، دلالة على عظيم فضلها ورفعة منزلتها. وفي كل عام، ومع اقتراب هذا الشهر العظيم، تتجه أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى مكة المكرمة، حيث يؤدي الحجاج مناسكهم في مشهد إيماني مهيب. ولكن بعيدًا عن مشهد الحجيج، فإن العشر الأوائل من ذي الحجة لا تقل أهمية لغير الحاج، فهي أيام عظيمة أقسم الله بها، مما يدل على علوّ قدرها ورفعة مكانتها. في هذه الأيام المباركة، تتهيأ القلوب لتوبة صادقة، وتنشط النفوس في ميادين الطاعة، ويجد المؤمن في كل يوم منها فرصة لتطهير روحه من أدران الغفلة والذنوب. إنها ليست فقط فرصة لجمع الحسنات، بل هي أيضًا فرصة نادرة للتطهر من الذنوب والآثام التي أثقلت أرواحنا على مدار العام. العشر الأوائل من ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، "ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيام"، يعني: العشر [رواه البخاري]. تجتمع فيها أعظم العبادات: الصلاة، الصيام، الصدقة، الذكر، والحج. وتطهير النفس لا يقتصر على ترك الذنوب الظاهرة فقط، بل يشمل مشروعًا إيمانيًا متكاملًا، يبدأ من أعماق القلب ويمتد إلى السلوك والمعاملة. فأول ما ينبغي تطهيره هو القلب من الحسد، ذلك الداء القاتل الذي يُفسد الإيمان ويأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ولعلاج الحسد، علينا بالإكثار من الاستغفار، والرضا بقضاء الله، والتأمل في نعمه علينا. ثم يأتي الحقد، وهو نار خفية تحرق العلاقات وتؤجج الخلافات. لقد علّمني ديني أن العفو سبيل الشرف، وأن التسامح قوة لا ضعف، وقد قال الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}. وإنني أحب أن أمد يدي لمن خاصمني، وأدعو كل من يحمل في قلبه غلًّا أن يسامح قبل فوات الأوان. أما الظلم، فهو من أعظم الكبائر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة". في هذه الأيام المباركة، تعلو الأصوات بالدعاء، وتُرفع الأكفّ إلى السماء من قلوب مكسورة، وأرواح أنهكها الظلم، تتوجه إلى الله وحده، القادر العادل، في العشر الأوائل من ذي الحجة، تشكو قلة الحيلة وضعف النفس، وتناجيه: "يا رب، أنت حسبي، وأنت نصيري، خذ لي حقي ممن ظلمني". فيا من تظلم، ويا من تجحد المعروف، ويا من تتقوّى على الناس بسلطانك أو مالك أو منصبك أو لسانك، أما تخاف من دعوة مظلوم تصادف ساعة استجابة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" [رواه البخاري ومسلم]. كيف تستطيع أن تنام مرتاحًا، وقد جُرح فلان بسببك؟ كيف تهنأ وأنت تعلم أنك أسأت لفلان، وأخذت حقه، أو بهتّه، أو ظلمته في عرضه أو رزقه أو مكانته؟ أين الخوف من الله؟ وأين حساب الآخرة؟ وأين احترام حرمة هذه الأيام المباركة؟ تذكّر أن الأيام دُوَل، والقلوب بين يدي الله، وأن ما تزرعه اليوم من ظلم، قد تحصده غدًا في صحتك، أو رزقك، أو أحبّتك، أو في نفسك. تذكّر أن من ظلمته قد يكون أقرب إلى الله منك، وأكثر صدقًا، وأن دعوته قد تقلب موازين حياتك. فإن كنت ظلمت أحدًا، أو آذيته، أو استغبت، أو بهتّ، فهذه الأيام المباركة فرصتك: ارجع إلى الله بتوبة صادقة. ردّ الحقوق إلى أصحابها، اعتذر بصدق، واطلب السماح. وتذكّر أن ما عند الله لا يُنال بالظلم، بل بالعدل والإحسان. من المؤسف أن يظن البعض أن فضل هذه الأيام مقصور على الحجاج فقط. كلا، فغير الحاج أمامه أبواب واسعة من الخير: الصيام، خاصة يوم عرفة، والتكبير والتهليل، والصدقة، وصلة الأرحام، وتلاوة القرآن، بل وحتى الكلمة الطيبة والبشاشة في وجه الناس. هذه الأيام، يكثر فيها الذاكرون، والمتصدقون، والمستغفرون، ولكن هناك من هو في ركن بعيد، لا يملك لا مالًا ولا لسانًا، ولا نصيرًا... يملك فقط دمعة صادقة، ودعوة تنطلق من قلب منكسر، يرفع يديه في ليل عرفة، أو فجر يوم مبارك، ويقول: "اللهم إنهم آلموني، وظلموني، فأنصفني يا أعدل العادلين". إنني أحب هذه الأيام لأنها تعيد إليَّ صفاء القلب ونقاء النية، وتمنحني فرصة لأكون إنسانًا أفضل، وأؤمن بأن من يغتنمها، سيكون بإذن الله من الفائزين في الدنيا والآخرة. في هذه الأيام، نحن أحوج ما نكون لقلوب نقية، وضمائر حية، وتوبة نصوح. اتقوا الله في عباده، وراقبوا خالقكم، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم، ولا يُقبل فيه اعتذار. فالمظلوم قد سلّم أمره لله، والدعاء سهام الليل لا تخطئ، وإن تأخر وقتها. اللهم طهر قلوبنا من الحسد والغل والحقد والظلم، واغفر لنا تقصيرنا، واجعلنا ممن يُنصف لا يظلم، ويعفو لا يؤذي، ويخشاك في كل حال. اللهم وفقنا في هذه الأيام المباركة لعملٍ ترضى به عنا، وبلغناها ونحن في أحسن حال، واجعلنا من عتقائك من النار.

قضايا ومسائل فقهية حول الأضحية 4- 6
قضايا ومسائل فقهية حول الأضحية 4- 6

صحيفة الشرق

timeمنذ 14 ساعات

  • صحيفة الشرق

قضايا ومسائل فقهية حول الأضحية 4- 6

45 المسألة 14: الأضحية بخروف استرالي، أو مقطوع الإلية: الخروف الاسترالي إذا توافرت فيه الشروط التي ذكرناها - كما سبق - تجوز الأضحية به كما تجوز بغيره، ولا سيما إذا كان عدم وجود إليته ناتجاً عن طبيعته دون تدخل من البشر كما تجوز الأضحية بالمعز وليس له إلية. وأما إذا كانت له إلية ثم قطعت فلا يضر ذلك عند الراجح من أقوال أهل العلم، لأن ذلك لا يؤثر في اللحم، كما لا يؤثر الإخصاء في اللحم فتجوز الأضحية بالحيوان الخصّي أيضاً. المسألة 15: فوات وقت الأضحية: إذا فات وقت الأضحية المعينة وهي الأيام الأربعة (10، 11، 12، 13 ) من شهر ذي الحجة من بعد صلاة العيد أو وقتها، فقد فاتت الأضحية، وعليه أن يذبحها بعد أيام العيد وتكون حينئذٍ صدقة. المسألة 16: ما يتعلق بامتناع المضحي عن حلق الشعر، وقلم الأظافر: تثار في كل عام هذه المسألة، وينشغل بها الناس، فأود أن أبين هنا مجموعة من الأمور المهمة، وهي: (1) لا شك أنه ورد في هذه المسألة حديث صحيح رواه مسلم بسنده عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسّ من شعره وبشره شيئاً ) وفي رواية: ( فلا يأخذنّ شعراً، ولا يقلمن ظفراً ) فهذا الحديث صحيح أخذ بظاهره في الدلالة على الحرمة بعض أهل العلم، قال ابن قدامة: ( وهو قول بعض أصحابنا وحكاه ابن المنذر عن أحمد واسحاق وسعيد بن المسيب، وقال القاضي وجماعة من أصحابنا: هو مكروه غير محرم - أي كراهة تنزيه -، وبه قال مالك والشافعي لقول عائشة: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده، ثم يبعث بها، ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي..متفق عليه)[ المغني لابن قدامة (13/362)]، وقال أبو حنيفة: ( لا يكره ذلك....) [ بدائع الصنائع (5/76) والفتاوى الهندية (5/201 وما بعدها) ]. فهؤلاء العلماء - وهم الجمهور - حملوا حديث أم سلمة رضي الله عنها على كراهة التنزيه أو الاباحة، لأن النهي وإن كان الظاهر فيه الدلالة على التحريم عند جماعة من العلماء، لكن هذا ليس محل إجماع، كما أن القرائن تصرفه عن التحريم إلى غيره، ومن أهمها حديث عائشة رضي الله عنها الصحيح المتفق عليه، حيث علق عليه الشافعي فقال: ( فيه دلالة على أنه لا يحرم على المرء شيء ببعثه بهديه، والبعث بالهدي أكثر من إرادة التضحية ) [ المصادر السابقة ]. وهذا هو الذي نرجحه، لأن الأصل براءة الذمة وأن التحريم لا يثبت إلاّ بدليل صريح صحيح غير مؤول والله أعلم. (2) هذا الاختلاف في قص الشعر أو حلقه، وفي تقليم الأظافر فقط، وليس هناك خلاف فيما عداهما حيث لا يمنع الطيب، ومعاشرة الزوجة ونحو ذلك بالنسبة لمن أراد أن يضحي. (3) هذا الحكم من كون الامساك عن الشعر سنة أو واجباً، وتركه محرماً أو مكروهاً كراهة تنزيه أو مباحاً خاص بالمضحي نفسه دون أهله ومن يضحي عنه، ويبدأ هذا من يوم النية والإرادة الجازمة للأضحية. المسألة 17: نقل الأضحية وتوكيل الجمعيات الخيرية: إن مما أنعم الله به علينا في قطر بصورة خاصة، وبلاد الخليج بصورة عامة من الأمن والأمان ووفرة الخير والمال والغنى، فهذا من موجبات العطاء، والشكر لله تعالى، في حين أن أهل بعض البلاد الإسلامية يتضورون جوعاً، ولا يجدون كسرة خبز، وبعضهم رأيتهم يقولون لم نتذوق لحماً من عدة أشهر، ففي ظل مثل هذه الأحوال فإن القول بنقل الأضاحي إلى الفقراء البائسين في سوريا، وفلسطين، والعراق، وأفريقياً، وبورما، وكشمير ونحوها من البلاد الإسلامية يكون هو الراجح القوي المتفق مع مقاصد الشريعة، ولا يتعارض مع أي نص من نصوص الكتاب والسنة، فقد صدرت فتاوى جماعية بنقل الزكاة وهي الركن الثالث، وبغيرها، بالإضافة إلى أن توكيل المضحي لغيره - مثل الجمعية الخيرية الثقة - محل إجماع لدى أهل العلم – كما سيأتي تفصيله- وأن ما أثاره بعض المعاصرين من فوات إظهار الشعيرة ونحو ذلك بالنقل غير مسلم، لأن الشعيرة تقام فعلاً في كل بلد، والحمد لله، ولو سلم فإن المسلمين أمة واحدة، وجسد واحد، فإن إقامة الشعيرة تتحقق في البلد المنقول إليه، كما أن النية والتقوى هي الأساس فقال تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ) [ سورة الحج / الآية 37]، كما أن من مقاصد الأضحية إطعام الفقراء البائسين فقال سبحانه: ( وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) [ سورة الحج / الآية 28]، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع ادخار لحوم الأضاحي لما وجد شدة فاقة الناس، ولما وجد السعة أجازه. ولكن الأفضل لمن هو قادر أن يكتفي بأضحية واحدة داخل بلده لإظهار الشعيرة، ويقوم هو بنفسه بذبحها، أو يحضر ذبحها، ويأكل منها، ويرسل بقية الأضاحي إلى الفقراء البائسين في سوريا، وفلسطين ونحوهما. وقد ذكر بعض الفقهاء صورة قريبة مما يحدث اليوم، وهو أن الشيخ محمد بن سليمان الكردي ذكر في حاشيته على شرح ابن حجر، وأورده الدمياطي في إعانة الطالبين، أنه: سئل رحمه الله تعالى: (جرت عادة أهل بلد جاوى (جاوة) على توكيل مَنْ يشتري لهم النعم في مكة للعقيقة، أو الأضحية، ويذبحها في مكة.. أفتونا؟ فأجاب: بأنه يجوز التوكيل في شراء الأضحية والعقيقة، أو الأضحية وفي ذبحها، ولو ببلد غير بلد المضحي والعاق.. مساحة إعلانية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store