
أطباء بلا حدود: أماكن توزيع الغذاء بؤر "للقتل الممنهج وإهانة الكرامة الإنسانية"
أجرت منظمة أطباء بلا حدود تحليلًا لبياناتها الطبية، وشهادات المرضى، والشهادات الطبية المباشرة في عيادتين تابعتين لها في غزة بفلسطين، فأظهرت النتائج العنف الموجّه والعشوائي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية والمتعهدون الأميركيون من القطاع الخاص ضد الفلسطينيين المجوّعين في مواقع توزيع الغذاء التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المزعومة. تدعو أطباء بلا حدود إلى التفكيك الفوري لمخطط مؤسسة غزة الإنسانية؛ واستعادة آلية إيصال المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة؛ وتدعو الحكومات، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك المانحين من القطاع الخاص، إلى تعليق كل الدعم المالي والسياسي لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تبين في الواقع بأن مواقعها مصائد موت.
أصدرت أطباء بلا حدود آخر تقاريرها بعنوان "هذه ليست إغاثة بل قتل ممنهج"، والذي يوثق الفظائع التي شهدها فريق أطباء بلا حدود في عيادتين استقبلتا بانتظام أعدادًا هائلة من الإصابات الجماعية في أعقاب أعمال العنف في المواقع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية التي تعمل بالنيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة، والتي عسكرت توزيع الغذاء. فبين 7 حزيران و24 تموز 2025، استقبلنا 1380 مصابًا، ومن ضمنهم 28 قتيلًا، في عيادتي المواصي والعطار التابعتين لأطباء بلا حدود في جنوب غزة، والواقعتين بالقرب من مواقع التوزيع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية. خلال تلك الأسابيع السبعة، عالجت فرقنا 71 طفلًا مصابًا بأعيرة نارية، 25 منهم دون سن 15 عامًا. ففي مواجهة انعدام البدائل لإيجاد الطعام، غالباً ما ترسِل العائلات المجوّعة صبية في سن المراهقة إلى هذه المواقع الدموية، وهم غالبًا الذكور الوحيدون في الأسرة القادرون جسدياً على القيام بهذه الرحلة.
كان من بين المرضى كذلك صبي يبلغ من العمر 12 عامًا أصيب برصاصة اخترقت بطنه بالكامل، وخمس فتيات صغيرات، إحداهن في الثامنة من عمرها وأصيبت بطلق ناري في صدرها.
وفي هذا الصدد، تقول المديرة العامة لأطباء بلا حدود، راكيل آيورا، "أصيب أطفال بأعيرة نارية في صدورهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. دُهس أشخاص أو اختنقوا خلال التدافع. رُميت حشود بأكملها بالرصاص في نقاط التوزيع. خلال نحو 54 عامًا من عمليات أطباء بلا حدود، نادرًا ما شهدنا كهذه المستويات من العنف الممنج ضد المدنيين العزل".
وتضيف آيورا، "تتستر مؤسسة غزة الإنسانية خلف 'الإغاثة' وقد غدت مواقعها حقل تجارب وحشية. يجب إيقافها فورًا".
أظهر تحليل أولي للإصابات بالطلقات النارية ضمن المرضى الواصلين إلى عيادة المواصي بأن 11 بالمئة من إصابات الطلقات النارية كانت في الرأس والرقبة، بينما كانت 19 بالمئة منها في مناطق تشمل الصدر والبطن والظهر. أما القادمون من مركز التوزيع بخان يونس، فقد كانوا أكثر عرضة للوصول مصابين بطلقات نارية في الأطراف السفلية. تتصف هذه الإصابات بأنماط مميزة ودقة جراحية متناهية، ما يشير بقوة إلى كونها استهدافًا متعمدًا للأشخاص في مواقع التوزيع وحولها، وهي ليست مجرّد نيران عرضية أو عشوائية.
يقول محمد رياض طباسي، وهو مريض تلقى العلاج في عيادة المواصي التابعة لأطباء بلا حدود، "نحن نُذبح. أصبت ربما 10 مرات. رأيت بأم عيني نحو 20 جثة حولي. جميعهم أصيبوا بالرصاص في الرأس والبطن".
في أيار، سعت السلطات الإسرائيلية إلى تفكيك آلية الاستجابة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة واستبدالها بخطة معسكرة لتوزيع الأغذية تديرها مؤسسة غزة الإنسانية. تقع جميع مواقع التوزيع الأربعة التي تديرها المؤسسة في مناطق خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة و"مؤمنة" من متعهدين مسلحين أمريكيين من القطاع الخاص. وقد روجت الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية لمؤسسة غزة الإنسانية على أنها "حل مبتكر"، وهي تمثل ردًا على مزاعمهم غير المثبتة بسرقة المساعدات في غزة واتهامات بفشل الأمم المتحدة لا أساس لها من الصحة. ليست هذه المواقع سوى مخططًا دمويًا، يكرس سياسة التجويع التي تفرضها السلطات الإسرائيلية في غزة، والتي بدأت في 2 آذار مع الحصار الكامل الذي فرضته على القطاع كجزء من الإبادة المستمرة.
يعمل هذا المخطط على تجريد الناس من كرامتهم. فعلى مدى سبعة أسابيع، عالجت فرق أطباء بلا حدود 196 مريضًا جريحًا بعد التدافع الفوضوي في مواقع التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. وكان من بين المرضى طفل يبلغ من العمر خمس سنوات يعاني من إصابات خطيرة في الرأس، وامرأة توفيت اختناقًا، وغالبًا بسبب التدافع والازدحام.
أما الأشخاص الذين يتمكنون من تأمين أي حصص غذائية في المواقع، فغالبًا ما يواجهون خطر النهب العنيف وسرقة المساعدات من قبل أشخاص آخرين يعانون من التجويع. طُلب من فرقنا الطبية إضافة توصيف جديد إلى سجل المرضى: مريض ضربه الآخرون. يشير هذا إلى الأشخاص الذين أصيبوا إما بسبب التدافع بين الحشود أو بسبب تعرضهم للضرب وسرقة مساعداتهم فور استلامها. هذا انتزاع للكرامة الإنسانية عن سبق إصرار.
يقول منسق الطوارئ مع أطباء بلا حدود في غزة، أيتور سبالغوغياسكوا، "في 1 آب، وهو نفس اليوم الذي زار فيه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، قُتل محمود جمال العطار البالغ من العمر 15 عامًا في محيط موقع مؤسسة غزة الإنسانية في منطقة الشاكوش أثناء محاولته الحصول على الطعام. وصل إلى عيادة المواصي التابعة لأطباء بلا حدود بعد إصابته بطلق ناري في الصدر".
ويضيف سبالغوغياسكوا، "نحن لا نعالج سوى جزء بسيط من إجمالي عدد القتلى والجرحى في هذه المواقع. لا يمكن وصف قتل الأطفال إلا بالجريمة الموصوفة. وعلى الرغم من الإدانات والدعوات لتفكيك هذه المؤسسة، إلا أن التقاعس العالمي في وجهها صادم".
في الفترة ما بين 27 تموز و2 آب، وفرت عيادتا المواصي والعطار التابعتين لأطباء بلا حدود العلاج لـ186 شخصًا مصابًا بجروح ناجمة عن طلقات نارية أو شظايا أو اعتداءات وطعنات بعد إصابتهم في مواقع مؤسسة غزة الإنسانية وتوفي اثنان منهم. وفي 3 آب، استقبلت عيادات أطباء بلا حدود ثلاثة جرحى آخرين، أصيب أحدهم بعيار ناري في الرقبة واثنان بطلقات في الرأس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
نعمل على رفع سقف الاعتمادات للمستشفيات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جال وزير الصحة ركان ناصر الدين على عدد من المستشفيات في قضاء الهرمل، للاطلاع على أوضاعها وتحديد احتياجاتها وبحث سبل دعمها. وشملت الجولة مستشفى العاصي، مستشفى البتول، مستشفى دار الكرامة والمستشفى الحكومي. وخلال لقائه الأطباء والموظفين وإدارات المستشفيات، أكد ناصر الدين، أن "لبنان لا يرتهن. ودعونا أن نكون أصحاب قرار وطني جامع، على قدر المسؤولية وعلى قدر الحمل، بالصحة وبالوزارة وبالسياسة، بالحق". وفي ختام الجولة التي قام بها على مستشفيات قضاء الهرمل، حيث زار مستشفى الهرمل الحكومي، بحضور النواب إيهاب حمادة، غازي زعيتر، وملحم الحجيري، إلى جانب مديري المستشفيات الحكومية والخاصة في الهرمل ومستشفى بعلبك الحكومي، رؤساء بلديات قضاء الهرمل واتحاد البلديات وبلدية القاع، ومسؤول حركة "أمل" في البقاع أسعد جعفر، وفعاليات اجتماعية وثقافية وصحية، أكد ناصر الدين أن "هذه المنطقة التي قدّمت وبذلت أغلى التضحيات تستحق لفتة من الدولة"، مشيراً إلى أن "المستشفيات الخاصة والحكومية في المنطقة لعبت دوراً أساسياً خلال كل الأزمات، من الضائقة المالية، إلى جائحة كورونا، والحرب الأخيرة، وحادثة البيجر، وصولاً إلى المآسي الاقتصادية، حيث لم يجد المواطن سواء كان لبنانياً أو غير لبناني جهة ضامنة سوى المستشفيات الحكومية أو الخاصة ضمن الحدود المقبولة". وأشار إلى أن "عدداً من المستشفيات الخاصة اشتكى من مسألة الأسقف المالية"، موضحاً أن "في مناطق بعلبك – الهرمل وعكار والأطراف، تُصرف المبالغ المرصودة خلال فترة قصيرة جداً بسبب الحاجة الكبيرة، وهناك أشخاص لا يملكون تخطيطاً أو مالاً أو تأميناً أو جهة ضامنة، ويجب أن يكونوا ضمن رعاية وزارة الصحة. خلال الأشهر الستة الأولى عملنا على إعادة ترتيب هذه الأسقف المالية حسب اختصاص المستشفى. المستشفى التي تستقبل مريض وزارة الصحة أهلاً بها، والتي لا تستقبله سيكون لنا معها إجراء خاص، لأن مريض وزارة الصحة ليس مريضاً على الهامش، ولا يوجد فرق بينه وبين أي مريض مضمون". وشدد على أن "مريض وزارة الصحة يُحترم ويُقدّر، وهو مضمون من الدولة. موقفنا الوطني الجامع كان عنوان دخولنا إلى الحكومة، وناقشنا في جلسات مجلس الوزراء بكل إيجابية ومنطق وبلاغة. لبنان لا يرتهن. دعونا أن نكون أصحاب قرار وطني جامع، على قدر المسؤولية وعلى قدر الحمل، بالصحة وبالوزارة وبالسياسة، بالحق. إن شاء الله يبعد الله عن بلدنا المشاكل ويحميه صحياً وسياسياً وأمنياً أمام الأطماع والانتهاكات المستمرة، وكيف تكون الحكمة والإرادة الوطنية الجامعة". وأعلن ناصر الدين عن تجهيزات جديدة لمستشفى الهرمل قريباً، وسلم إدارة المستشفى سيارة إسعاف حديثة. من جهته، أشاد حمادة بمواقف الوزير الوطنية، وقال: "كنت وزيراً لكل لبنان وطبيباً لكل لبنان. نعتز بك وبكفاءتك وانتمائك، ونرفع رأسنا لنقول للبعض إننا نحمل شهاداتنا العليا بيد، وكرامتنا وميثاقنا وعهدنا باليد الأخرى. كما كنت بلسما لكل اللبنانيين في وزارة الصحة، كنت تمثل الشرف في موقفك ووعيك، وقد أحسنت حمل الأمانة". بدوره، قال زعيتر إن "الحكومة، أو رئيسها تحديداً، لا يهتمون بـ40 ألف مواطن لبناني نزحوا قسراً من قراهم داخل سوريا إلى قرى منطقة الهرمل وبعلبك، بفعل ما يسمى الأمن العام أو غيره وجماعة الجولاني، ولا يوجد اهتمام بهم لا من الدولة ولا من المنظمات الدولية، رغم أنهم قدّموا التضحيات في هذه المنطقة". وقد أولم رئيس مجلس ادارة مستشفى الهرمل الحكومي سيمون ناصرالدين للحضور، على شرف وزير الصحة على نهر العاصي.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
الانتحار والاضطرابات النفسية خطر صامت يجتاح الجيش الإسرائيلي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من تشرين الأول 2023، شهد جيش الإحتلال ارتفاعا غير مسبوق في حالات الانتحار والأزمات النفسية، حتى صارت السبب الثاني للموت أثناء المعركة بعد القتال المباشر. وتقول دراسات إسرائيلية حديثة إن الانتحار في صفوف جيش الإحتلال تحول إلى ظاهرة، لا سيما بعد معركة طوفان الأقصى، نتيجة ما تعرض له الجيش من كمائن وعبوات وقنص أثناء معاركه مع المقاومة الفلسطينية في غزة. وفي محاولة للحد من الانتحار والأزمات النفسية، وفّر جيش الإحتلال لجنوده عددا من مراكز الصحة النفسية، ويعمل على زيادة أعداد الأطباء النفسيين في وحداته المختلفة. وشهد جيش الإحتلال تصاعدا ملحوظا في حالات الانتحار بين جنوده، بسبب عوامل نفسية معقدة مرتبطة بالخدمة القتالية المرهقة والاضطرابات العقلية المتزايدة، وأبرزها اضطراب ما بعد الصدمة. ففي عام 2024، كشفت دراسة، أجريت على 695 جنديا سابقا في جيش الإحتلال تلقوا علاجا نفسيا، أن أعراضا نفسية مركبة من الإدراك السلبي والحالة المزاجية المتدهورة أسهمت في توليد أفكار انتحارية لديهم. كما أظهرت دراسة أخرى تابعت 374 جنديا على مدى 5 سنوات أن بعضهم أظهر شعورا متناميا بالذنب تجاه ما مرّ به أثناء العمليات القتالية، مما أدى إلى ارتفاع خطر الإقدام على الانتحار. ومنذ عام 2005، ارتفعت وتيرة هذه الحالات، وسُجّلت أعداد متفاوتة سنويا، فقد انتحر 202 جندي في الفترة الممتدة حتى نهاية 2013، تلتها موجات سنوية راوحت بين 9 و21 حالة سنويا حتى عام 2024، في حين وصل عدد المنتحرين منذ بداية عام 2025 وحتى تموز من العام نفسه إلى 18 جنديا. تأثير عملية طوفان الأقصى كشفت دراسة صادرة عن برنامج الوقاية من الانتحار التابع لوزارة الصحة الإسرائيلية أن الهجوم المفاجئ، الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من تشرين الأول 2023، أسهم في تآكل الثقة بين صفوف الجنود الإسرائيليين. وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في أيار 2024، أن الهجوم ولّد لدى الجنود شعورا بالفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وإحساسا بالذنب لعدم قدرتهم على منعها، مما زاد من احتمالات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والانتحار. كما أشارت إلى أن طول أمد الحرب على غزة راكم الضغوط النفسية، مضاعفا خطر الانتحار. وفي الثاني من كانون الثاني 2025، أعلن جيش الإحتلال أن آلاف الجنود توقفوا عن أداء المهام القتالية نتيجة الضغوط النفسية، مؤكدا ارتفاع حالات الانتحار بين صفوفهم بسبب اضطراب ما بعد الصدمة ومشاكل الصحة العقلية المرتبطة بالحرب. ووفق بيانات الجيش، أصبح الانتحار ثاني أسباب الوفاة الأكثر شيوعا بعد القتال المباشر منذ السابع من تشرين الأول 2023. كما أفاد الجيش بأن جناح إعادة التأهيل استقبل منذ بدء الحرب عشرات الآلاف من الجنود الذين يعانون من ردود فعل نفسية حادة، من بينها مستويات مرتفعة من الضيق، وأعراض شديدة الاضطراب ما بعد الصدمة، وذكريات مؤلمة متكررة وكوابيس واكتئاب وقلق واضطرابات نوم خطيرة. وفي السياق ذاته، ذكر موقع "والا" أن خط المساعدة النفسية التابع لشبكة "إران" تلقى في حزيران 2025 أكثر من 6 آلاف مكالمة من جنود، 28% منها كانت لحالات تعاني ضائقة نفسية حادة، و20% من القلق والصدمات والفقد، في حين أبلغت نسبة مماثلة تقريبا عن شعور شديد بالوحدة، و10% عن مشكلات جدية في العلاقات الاجتماعية. ويمكن إجمال أبرز أسباب الانتحار في صفوف جيش الإحتلال بعد معركة طوفان الأقصى في التالي: الفشل في التصدي لعناصر المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول 2023. الخوف من كمائن المقاومة الفلسطينية أثناء المعارك في قطاع غزة. عدم استجابة قادة الجيش لرفض قطاعات واسعة من الجنود العودة للقتال في غزة. شعور بعض الجنود بتأنيب الضمير تجاه ما يرتكبونه من قتل ودمار في غزة. البيروقراطية العسكرية التي زادت صرامتها في العدوان على غزة. الإهمال الشديد للجنود وشعورهم بالتخلي عنهم بعد إرسالهم إلى غزة. إجراءات الدعم النفسي اتخذ جيش الإحتلال سلسلة من الإجراءات لتعزيز منظومة الدعم النفسي لجنوده والحد من معدلات الانتحار في صفوفهم، شملت: تخصيص خط مساعدة هاتفي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. زيادة أعداد ضباط الصحة النفسية بشكل كبير. نشر فرق الدعم النفسي في مناطق القتال بقطاع غزة. إقامة عيادات للصحة النفسية في جميع المدن الإسرائيلية. تشكيل فرق متنقلة من معالجين نفسيين مدنيين لتقديم العلاج للجنود في منازلهم. وأقر الجيش بصعوبة احتواء موجة الانتحار والأزمات النفسية التي تضرب صفوفه، موضحا أنه منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول 2023 وحتى تموز 2025، تم تجنيد نحو 800 اختصاصي نفسي مدني بموجب "الأمر 8" بهدف الوصول إلى جميع الجنود المتضررين نفسيا. مراكز الدعم النفسي يبذل جيش الإحتلال جهودا واسعة لعلاج الجنود الذين يعانون من صدمات واضطرابات نفسية ناجمة عن مشاركتهم في الحروب والعمليات العسكرية، ويخصص مسؤولا للصحة النفسية في كل وحدة عسكرية متاحا للتواصل مع الجنود في أي وقت، إضافة إلى توفير العلاج عبر أقسام ومراكز صحية متعددة. في المقابل، يحظر الجيش على أفراده تلقي العلاج النفسي في المراكز المدنية دون إذن مسبق، إذ تنص التوجيهات العسكرية على أن الجندي الذي يلجأ إلى عيادة مدنية للعلاج النفسي من تلقاء نفسه يُعرض نفسه للمساءلة لانتهاكه أوامر الجيش. وبموجب الأمر 44 من قانون هيئة الأركان العامة "لا يجوز للجندي طلب العلاج النفسي من جهة مدنية لا تعمل ضمن إطار الجيش أو بالنيابة عنه"، في حين يسمح الأمر 74 من القانون نفسه بتلقي هذا العلاج من جهة مدنية بشرط الحصول على موافقة إدارة الصحة النفسية في الهيئة الطبية العسكرية. كما تنص القوانين العسكرية الإسرائيلية على أنه في حال تشخيص إصابة أي جندي باضطراب نفسي، يُمنح تصنيفا يطلق عليه (صعوبات التكيف)، وهو ما يعني تخفيض مستوى أدائه العسكري، حتى منحه الإعفاء من الخدمة. وتتوزع خدمات الدعم النفسي المخصصة للجنود الإسرائيليين عبر عدد من المراكز والجهات المتخصصة، أبرزها: وحدة الصحة النفسية تأسست عام 1967، وتضم نحو 250 ضابطا، وهي المرجع المهني والعلاجي الرئيسي لتشخيص وتقييم الاضطرابات النفسية لدى جنود جيش الاحتلال، وتقدم الوحدة الرعاية النفسية للجنود في الخدمة النظامية والدائمة والاحتياطية. ويتلقى أطباء الصحة النفسية في جيش الإحتلال دورات مختلفة للتعامل مع الجنود، ويمنحون رتبة ضابط. ويعمل ضباط المركز في عيادات مخصصة منتشرة في جميع أنحاء "إسرائيل"، ويتمثل دورهم في: تقديم المشورة النفسية والتدريب للقيادات العسكرية والجنود. معالجة الجنود الذين يواجهون صعوبة في التكيف مع الخدمة في الجيش. معالجة الجنود نفسيا في حالة الحروب. تقديم العلاج النفسي للقادة والجنود. مراقبة الجنود الذين يهددون بالانتحار وسحب أسلحتهم. عيادة الصدمة القتالية: تديرها وزارة جيش الإحتلال، وهي مخصصة لعلاج الجنود المشاركين في المعارك. مركز "ناتال": يقدم رعاية نفسية مجانية للجنود والجرحى منهم وعائلاتهم، بصفته مركزا مختصا بضحايا الصدمات ذات الأسباب الوطنية. دار المحارب: توفر خدمات الدعم النفسي للجنود المسرحين من الخدمة العسكرية. قسم إعادة التأهيل: يتبع وزارة الجيش، ويقدم خدمات الصحة الطبية والنفسية للجنود. المعهد الإسرائيلي لإعادة التأهيل العصبي والنفسي: تعاون معه الجيش بعد معركة طوفان الأقصى لإعادة تأهيل الجنود الذين يعانون من إصابات دماغية أو من ردود فعل نفسية حادة نتيجة ما تعرضوا له في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.


الديار
منذ 4 ساعات
- الديار
"أمراض الثدي من الألف إلى الياء".. تعريف جديد للسرطان الصغير: الشفاء ممكن بالعلاج والوقاية أو بتحويله لمرض مزمن
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لم يتوجه البروفسور ناجي الصغير في كتابه الأخير عن "أمراض الثدي من الألف إلى الياء"، إلى مرضى السرطان فقط، بل إلى جمهور واسع ضمّ المرضى النساء والرجال والأطباء، فهو عرض بأسلوب علمي وبالغ الوضوح، كل ما يمكن أن يخطر على البال من أسئلة عامة حول سرطان الثدي وسبل الوقاية أولاً والجواب الأكيد على كل استفهام ملحّ ومصيري لدى المريضة أو لدى أفراد عائلتها ثانياً، وصولاً إلى أحدث المعلومات الطبية حول المرض والعلاجات المبتكرة والبروتوكولات المعمول بها في العالم ثالثاً، وحتى الدور الجديد للذكاء الاصطناعي، ووضعها كلها في متناول الأطباء رابعاً. ويقدم البروفسور الصغير في كتابه مقاربةً مختلفةً للسرطان، إذ ورد في مقدمة وبين سطور كل فصول الكتاب تعريف جديد حول مرض السرطان كمرض غالباً ما يمكن الشفاء منه بالعلاج الأولي والوقائي لمنع معاودته أو يتمّ تحويله إلى مرض مزمن وتكون معالجته بالأدوية لفترات طويلة من الزمن. كتب الصغير، الاختصاصي في أورام الدم والأورام، عن تفاصيل المرض الذي ما زال البعض يخشى تسميته، ولم ينس زرع الأمل عند كل مريض سرطان، فأسهب في كتابه بعرض المراحل الثلاث التي تمر بها المريضة من التشخيص المبكر أو المتأخر إلى العلاج فمرحلة الشفاء الذي بات واقعاً ممكناً، كما أنه ركز على سبل الوقاية، التي تؤدي دوراً كبيراً في مواجهة أي إصابة. عند قراءة كتاب البروفسور الصغير الجديد، يمكن للقارىء أن يدرك أنه من الممكن التغلب على سرطان الثدي بالعلاج والجراحة والدواء، وأن الأمل موجود كما النور في نهاية النفق، وأن الصبر والتحمل ضروريان، كما الاحتفاظ بمعنويات عالية طوال مراحل العلاج. فالدعم النفسي إلى جانب تقنيات الطب الحديث التي يتابعها البروفسور الصغير، ويعرضها بالتفصيل في كتابه، مروراً بالمتابعة من خلال الإجابة عن أي استفسار أو شكوك مفهومة أو مخاوف بديهية ومفهومة ومنطقية لدى كل مريض ومريضة، تتناول المرض الذي سرعان ما يتحول إلى مرض مزمن، خصوصاً في ظل انتشاره في لبنان ولأسباب عديدة يعرضها الصغير، من دون أن يُغفل عرض كيفية الوقاية من خلال اعتماد نمط حياة صحي والإمتناع عن التدخين بالدرجة الأولى وممارسة الرياضة بالدرجة الثانية.