logo
ترمب والعرب.. حدود القوة ومساحة الاختلاف!

ترمب والعرب.. حدود القوة ومساحة الاختلاف!

خبرني٢٤-٠٣-٢٠٢٥

تكرست وعلى مدى عقود طويلة نظرية العجز العربي امام الولايات المتحدة وشاعت بين السياسيين العرب «ثقافة السادات القائلة ان 99% من اوراق الحل والربط في الشرق الاوسط بيد واشنطن»، وهي مقولة واقعية الى حد كبير وكرسها في العقل السياسي العربي فشل الانظمة «الثورية» التي رفعت شعارات معادية لواشنطن من نظام عبد الكريم قاسم في العراق حتى صدام حسين ونظام عبد الناصر في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا وغيرها من الانظمة العربية الاخرى كالنميري في السودان وعبد الفتاح اسماعيل في اليمن الجنوبي وقتذاك، ساهمت تلك الانظمة بفشلها في خل? ما يمكن تسميته بـ«الاحباط الاستراتيجي» لاجيال تجاه نظرة العرب لانفسهم ولقدراتهم وامكانياتهم وتحديدا في مواجهة السياسات الاميركية في المنطقة وبصورة خاصة تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي.
يهدر العرب اوراق قوتهم ويتجاهلون وعلى مدى عقود طويلة اوراق القوة التي توافرت وتتوافر لهم ولا اريد هنا الاشارة باي شكل من الاشكال الى واقع السياسة الدولية الذي يمنحهم هامشا واسعا من الحركة وتحقيق مصالحهم سواء في زمن الثنائية القطبية زمن الحرب الباردة او واقعها الحالي في ظل النظام الدولي الذي اخذ يتشكل منذ اكثر عقدين تقريبا «النظام المتعدد الاقطاب» بعد بروز الصين كقوة اقتصادية كبرى وايضا عسكرية وتشكل نظام بريكس (تشكل عام 2006 ويضم حاليا البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وفي عام 2010 انضمت اليه جنوب افريقيا) بال?ضافة الى الاتحاد الاوروبي المتفهم لمطالب العرب والمؤيد لحد كبير للحقوق الفلسطينية ومازال قادرا على لعب دور محوري في السياسة الدولية.
اما نقاط القوة الذاتية المتوافرة لدي العرب فتتمثل بالتالي:
اولا: الموقع الجيوسياسي للعرب في «الشرق الاوسط» اي قلب العالم والذي تعتبره الولايات المتحدة من اهم مناطق الجغرافيا السياسية التي حققت وتحقق مصالحها الاستراتيجية والذي توجد فيه قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب والتي تعتبر كلها شرايين التجارة العالمية والتى تربط آسيا بافريقيا باوروبا.
ثانيا: تعد الدول العربية وبخاصة دول الخليج العربي صاحبة اكبر احتياط للنفط والغاز عالميا حيث تقدر الاحتياطات المؤكدة من البترول العربي بحوالي 713.4 مليار برميل في عام 2023 وهو ما يمثل نحو 40.7% من اجمالي الاحتياطات العالمية التى تبلغ 1.754 تريليون برميل، كما تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة لدى الدول العربية بحوالي 54.4 تريليون متر مكعب اي ما يعادل نحو 26.5% من اجمالي الاحتياطات العالمية المقدرة بـ205 تريليونات متر مكعب، وتعكس هذه الارقام الاهمية الاستراتيجية للدول العربية في سوق الطاقة العالمي اي بمعنى?آخر ان هدر هذه الميزة الاستراتيجية وعدم استثمارها في التعامل مع الولايات المتحدة وبخاصة ادارة ترامب الحالية هو احد اسباب تجاهل العالم وبخاصة واشنطن لمصالح العرب بل والعمل على تعطيل تحقيقها، خاصة مع الرئيس ترامب الذي بات معروفا بانه رجل صفقات وما يحركه هما شيئان الاول المال والثاني القوة لايمانه المطلق بهما.
اعتقد انه من الضروري التأكيد على القيمة الاستراتيجية للعرب في الحسابات الاميركية من قبل صناع السياسة في العالم العربي وطرح هذه القيمة كورقة على طاولة التفاوض مع واشنطن كورقة ذهبية في كل المنعطفات الحادة وتطورات القضية الفلسطينية وغيرها من الملفات، وسبق ان استخدم سلاح النفط في التعامل مع واشنطن زمن المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز وكان مؤثرا للغاية واليوم فان القيمة الاستراتيجية لهذا السلاح مع واشنطن في ظل ازمة الطاقة العالمية بسبب الحرب في اوكرانيا زادت اضعافا مضاعفة عما جرى ابان حرب اكتوبر عام 1973.
تعد زيارة الرئيس ترامب الى الشقيقة السعودية (كاول زيارة له خارج الولايات المتحدة وهي نقطة تحمل رمزية مهمة للغاية) والتى يطمح خلالها الرئيس الاميركي جلب استثمارات بقيمة تريليون دولار اميركي، تعد فرصة تاريخية لقيام العرب بتفويض السعودية في عقد صفقة تاريخية مع واشنطن بشأن القضية الفلسطينية ومجمل المصالح العربية العليا والامن القومي العربي.
من بين الوقائع التى تكرست ايضا بعد عقد التسعينيات من القرن الماضي ان القيمة الاستراتيجية لاسرائيل في الحسابات الاميركية منذ تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 انخفضت بشكل كبير وباتت دولة الاحتلال عبئا ثقيلا ماليا وسياسيا على واشنطن وتقلصت اهميتها العسكرية والاستخبارية ولولا اللوبي الصهيوني ولعبة الانتخابات الاميركية سواء الرئاسية او التشريعية لفقدت هذه الدولة «اللقيطة» بشكل كبير اهتمام الساسة الاميركيين بها وبمصالحها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثلاثة حلول لا رابع لها امام "اسرائيل".. والمستقبل يأخذنا نحو مأزقين! #عاجل
ثلاثة حلول لا رابع لها امام "اسرائيل".. والمستقبل يأخذنا نحو مأزقين! #عاجل

جو 24

timeمنذ 11 ساعات

  • جو 24

ثلاثة حلول لا رابع لها امام "اسرائيل".. والمستقبل يأخذنا نحو مأزقين! #عاجل

جو 24 : كتب وليد عبد الحي - رغم مرور 77 عاما على اعلان تأسيس اسرائيل "كدولة"، فانها فشلت في اربعة ابعاد: أ‌- تحديد نهائي لاقليمها الجغرافي، فهي حتى الآن دون حدود مستقرة او معترف بها . ب‌- لم تتوقف عن الحروب ، فطبقا لسجل حروبها الكبرى والصغرى فان اسرائيل تنخرط في حرب كل 3.9 سنة . ت‌- ان عدد السكان الفلسطينيين في الارض التي تعتبرها اقليمها التاريخي ما زال اكبر من عدد سكانها اليهود، كما ان نسبة الزيادة السكانية بين العرب تفوق الزيادة بين اليهود ،ناهيك عن ان معدل التزايد في الهجرة اليهودية من فلسطين تزايد في اعقاب طوفان الاقصى. ث‌- تآكل في مكانتها الدولية، فقد دللنا في دراسة منشورة قبل شهر على ان مكانة اسرائيل الدولية تضررت بعد طوفان الاقصى بمعدل 78.8%، إذ تراجعت 313 نقطة في 13 مؤشرا ، وبلغت نسبة التراجع في "عدد" المؤشرات السلبية حوالي 61%. تخبرنا الخبرة التاريخية الانسانية ان النموذج " الاسبارطي " لم يتمكن من البقاء قياسا للنموذج "الاثيني"، وان النموذج الاستعماري الاستيطاني الإحلالي فشل فشلا ذريعا، وان اقامة الدول على اسس "الثقافات الفرعية" يواجه معضلة عميقة امام طوفان العولمة الذي يُعلي من شأن الروابط العضوية على حساب الروابط الآلية، وهو ما أدركه وبوضوح شيمون بيريز مبكرا، ورأى فيه مأزقا قادما حين قال "ان ثقافة الشاشة ستهزم ثقافة الكتاب المقدس". سبق وذكرت ان امام اسرائيل ثلاثة حلول لا رابع لها: 1- حل الدولتين: وهو الحل الذي يتزايد تأييده عالميا (رغم كل ما يقال من تشكيك فيه)، وهو حل ينطوي على تفكيك المستوطنات-او حتى بعضها- في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وهو ما تراه النخبة الفكرية الاسرائيلية مقدمة لحرب اهلية بين الدولة الاسرائيلية وبين حوالي ثلاثة ارباع مليون مستوطن اغلبهم من المتدينين ، كما ان هذا الحل يجعل العمق الاستراتيجي للكيان الاسرائيلي ضيقا الى حد يصل لعشرة كيلومترات فقط، وهو امر غير مقبول في عالم التكنولوجيا المعاصر . 2- حل الدولة الواحدة: وهذا يعني إما دمج الفلسطينيين ومساواتهم باليهود (وهو ما يعني سيطرتهم على الكنيسيت في ظل عددهم السكاني) او ابقائهم في دائرة الاضطهاد( وهو ما يعني اعادة انتاج نموذج جنوب افريقيا الذي انتهى بسقوط نظام الفصل العنصري) ناهيك عن استمرار وتيرة عدم الاستقرار الداخلي والذي جعل اسرائيل تتراجع فيه دوليا من المرتبة 139 الى 173 بعد طوفان الاقصى، ومعلوم ان معدل عدم الاستقرار يمثل احد اهم متغيرات الشلل الاقتصادي والاضطراب الاجتماعي والهجرة..الخ. 3- الحل الثالث وهو الحل الافضل لاسرائيل هو التهجير (القسري او الناعم او كلاهما)، وهو حل يواجه صعوبات كبيرة فلسطينية وعربية ودولية، كما ان تداعياته لا حدود لها، اضافة الى ان المجتمع الدولي متردد في قبوله، لكنه الحل الافضل لاسرائيل لانه يحل كل المشكلات التي اتينا عليها. ان التصريحات الاخيرة لعدد كبير من كبار صانعي القرار السياسي في الاتحاد الاوروبي اضافة لبريطانيا ، وفي 145 دولة اخرى من مختلف دول العالم بينها روسيا والصين ، تشير الى ان اسرائيل ستواجه مأزقا محددا يتمثل في :مأزق مواجهة الاتجاه الدولي المتزايد نحو ايجاد حل خارج التهجير (والتهجير يمثل الخيار المفضل لاسرائيل) او القبول بحل الدولتين (وهوما ينطوي على احتمال عال بحرب اهلية داخل اسرائيل) او القبول بحل الدولة الواحدة( وهو ما يعني سيطرة هادئة للفلسطينيين في حالة الدولة الديمقراطية أو استمرار وتيرة عدم الاستقرار ،وقد تكون وتيرته اعلى من المستوى الحالي), ذلك يعني أن اسرائيل قلقة من مرحلة ما بعد الطوفان. يبقى حل آخر، وهو الرهان على هشاشة الوضع العربي، فمحور المقاومة تراجع وبقوة بعد انقلاب نعيم قاسم في حزب الله، وخضوع الحشد الشعبي العراقي لورثة بريمر، وقيام سلطة سورية قفزت في ايام قليلة من ثقافة "حنبلية متزمتة وتتبنى الجهاد ضد الكفار" الى ثقافة الحداثة والعقلانية المصنوعة وبكل استهانة واستخفاف بعقل المراقب بل وبعقل حليفها الوطني، وكل ذلك يجري في دورق عربي جعل المرتبة العربية تقف في آخر قائمة 10 مؤشرات قياسا لبقية اقاليم العالم ، فالمغرب العربي يحتقن تدريجيا داخليا وإقليميا، والسودان يسبح في دمائه ، ومصر فقدت دورها وبالضبط كما توقع المرحوم جمال حمدان، والباقي يصطف بعضه في "جنون الثروة" بينما يصطف البعض الآخر في طابور "جنود الخفاء". ان المستقبل يأخذنا نحو مأزقين : مازق اسرائيلي ومأزق عربي، ويبدو ان التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي يسير باتجاه العمل- قدر المستطاع وبتدرجية- نحو حل المأزق الاسرائيلي من خلال تعميق المأزق العربي، فكلما ازداد عمق المأزق العربي (الاستبداد والفساد وعدم الاستقرار والتبعية والتخلف والعسكرة والتشظي الاثني ...الخ) كلما اصبح "التهجير اكثر يسرا، لكن تكاتف موقف عربي جديد( وهذا من باب التفكير الرغائبي) سيعطل خروج اسرائيل من مأزقها وتتسع دائرة الضغط الدولي عليها لتبني حل الدولتين او الدولة الواحدة وهو ما يعمق أزمتها...فهل من مستجيب؟ تابعو الأردن 24 على

وليد عبدالحي يكتب .. هل اسرائيل في مأزق ؟
وليد عبدالحي يكتب .. هل اسرائيل في مأزق ؟

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 14 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

وليد عبدالحي يكتب .. هل اسرائيل في مأزق ؟

هل #اسرائيل في #مأزق ؟ #وليد_عبد_الحي رغم مرور 77 عاما على اعلان تأسيس اسرائيل 'كدولة'، فانها فشلت في اربعة ابعاد: أ‌- تحديد نهائي لاقليمها الجغرافي، فهي حتى الآن دون حدود مستقرة او معترف بها . ب‌- لم تتوقف عن الحروب ، فطبقا لسجل حروبها الكبرى والصغرى فان اسرائيل تنخرط في حرب كل 3.9 سنة . ت‌- ان عدد السكان #الفلسطينيين في الارض التي تعتبرها اقليمها التاريخي ما زال اكبر من عدد سكانها اليهود، كما ان نسبة الزيادة السكانية بين #العرب تفوق الزيادة بين #اليهود ،ناهيك عن ان معدل التزايد في #الهجرة_اليهودية من فلسطين تزايد في اعقاب #طوفان_الاقصى. ث‌- تآكل في مكانتها الدولية، فقد دللنا في دراسة منشورة قبل شهر على ان مكانة اسرائيل الدولية تضررت بعد طوفان الاقصى بمعدل 78.8%، إذ تراجعت 313 نقطة في 13 مؤشرا ، وبلغت نسبة التراجع في 'عدد' المؤشرات السلبية حوالي 61%. تخبرنا الخبرة التاريخية الانسانية ان النموذج ' الاسبارطي ' لم يتمكن من البقاء قياسا للنموذج 'الاثيني'، وان النموذج الاستعماري الاستيطاني الإحلالي فشل فشلا ذريعا، وان اقامة الدول على اسس 'الثقافات الفرعية' يواجه معضلة عميقة امام طوفان العولمة الذي يُعلي من شأن الروابط العضوية على حساب الروابط الآلية، وهو ما أدركه وبوضوح شيمون بيريز مبكرا، ورأى فيه مأزقا قادما حين قال 'ان ثقافة الشاشة ستهزم ثقافة الكتاب المقدس'. سبق وذكرت ان امام اسرائيل ثلاثة حلول لا رابع لها: 1- حل الدولتين: وهو الحل الذي يتزايد تأييده عالميا (رغم كل ما يقال من تشكيك فيه)، وهو حل ينطوي على تفكيك المستوطنات-او حتى بعضها- في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وهو ما تراه النخبة الفكرية الاسرائيلية مقدمة لحرب اهلية بين الدولة الاسرائيلية وبين حوالي ثلاثة ارباع مليون مستوطن اغلبهم من المتدينين ، كما ان هذا الحل يجعل العمق الاستراتيجي للكيان الاسرائيلي ضيقا الى حد يصل لعشرة كيلومترات فقط، وهو امر غير مقبول في عالم التكنولوجيا المعاصر . 2- حل الدولة الواحدة: وهذا يعني إما دمج الفلسطينيين ومساواتهم باليهود (وهو ما يعني سيطرتهم على الكنيسيت في ظل عددهم السكاني) او ابقائهم في دائرة الاضطهاد( وهو ما يعني اعادة انتاج نموذج جنوب افريقيا الذي انتهى بسقوط نظام الفصل العنصري) ناهيك عن استمرار وتيرة عدم الاستقرار الداخلي والذي جعل اسرائيل تتراجع فيه دوليا من المرتبة 139 الى 173 بعد طوفان الاقصى، ومعلوم ان معدل عدم الاستقرار يمثل احد اهم متغيرات الشلل الاقتصادي والاضطراب الاجتماعي والهجرة..الخ. 3- الحل الثالث وهو الحل الافضل لاسرائيل هو التهجير (القسري او الناعم او كلاهما)، وهو حل يواجه صعوبات كبيرة فلسطينية وعربية ودولية، كما ان تداعياته لا حدود لها، اضافة الى ان المجتمع الدولي متردد في قبوله، لكنه الحل الافضل لاسرائيل لانه يحل كل المشكلات التي اتينا عليها. ان التصريحات الاخيرة لعدد كبير من كبار صانعي القرار السياسي في الاتحاد الاوروبي اضافة لبريطانيا ، وفي 145 دولة اخرى من مختلف دول العالم بينها روسيا والصين ، تشير الى ان اسرائيل ستواجه مأزقا محددا يتمثل في :مأزق مواجهة الاتجاه الدولي المتزايد نحو ايجاد حل خارج التهجير(والتهجير يمثل الخيار المفضل لاسرائيل) او القبول بحل الدولتين (وهوما ينطوي على احتمال عال بحرب اهلية داخل اسرائيل) او القبول بحل الدولة الواحدة( وهو ما يعني سيطرة هادئة للفلسطينيين في حالة الدولة الديمقراطية أو استمرار وتيرة عدم الاستقرار ،وقد تكون وتيرته اعلى من المستوى الحالي), ذلك يعني أن اسرائيل قلقة من مرحلة ما بعد الطوفان. يبقى حل آخر، وهو الرهان على هشاشة الوضع العربي، فمحور المقاومة تراجع وبقوة بعد انقلاب نعيم قاسم في حزب الله، وخضوع الحشد الشعبي العراقي لورثة بريمر، وقيام سلطة سورية قفزت في ايام قليلة من ثقافة 'حنبلية متزمتة وتتبنى الجهاد ضد الكفار' الى ثقافة الحداثة والعقلانية المصنوعة وبكل استهانة واستخفاف بعقل المراقب بل وبعقل حليفها الوطني ، وكل ذلك يجري في دورق عربي جعل المرتبة العربية تقف في آخر قائمة 10 مؤشرات قياسا لبقية اقاليم العالم ، فالمغرب العربي يحتقن تدريجيا داخليا وإقليميا ، والسودان يسبح في دمائه ، ومصر فقدت دورها وبالضبط كما توقع المرحوم جمال حمدان، والباقي يصطف بعضه في ' جنون الثروة ' بينما يصطف البعض الآخر في طابور 'جنود الخفاء'. ان المستقبل يأخذنا نحو مأزقين : مازق اسرائيلي ومأزق عربي، ويبدو ان التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي يسير باتجاه العمل- قدر المستطاع وبتدرجية- نحو حل المأزق الاسرائيلي من خلال تعميق المأزق العربي، فكلما ازداد عمق المأزق العربي (الاستبداد والفساد وعدم الاستقرار والتبعية والتخلف والعسكرة والتشظي الاثني …الخ) كلما اصبح 'التهجير اكثر يسرا، لكن تكاتف موقف عربي جديد( وهذا من باب التفكير الرغائبي) سيعطل خروج اسرائيل من مأزقها وتتسع دائرة الضغط الدولي عليها لتبني حل الدولتين او الدولة الواحدة وهو ما يعمق أزمتها…فهل من مستجيب؟

عهد اقتصادي جديد.. الخليج العربي رئة الاقتصاد الأمريكي المستنزف
عهد اقتصادي جديد.. الخليج العربي رئة الاقتصاد الأمريكي المستنزف

جهينة نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • جهينة نيوز

عهد اقتصادي جديد.. الخليج العربي رئة الاقتصاد الأمريكي المستنزف

تاريخ النشر : 2025-05-18 - 12:12 am عايش: لا يمكن أن تعوض دول الخليج أمريكا عن شُركائها التجاريين أبو ديه: دول الخليج أصبحت شريكًا سياسيًا واقتصاديًا مهمًا لأمريكا الأنباط – مي الكردي تصدعٌ عميق في المسارات السياسية والاقتصادية أحدثتها الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية على التوالي باختياره المملكة العربية السعودية وجهته الأولى ومن ثم اتباعها بقطر والإمارات العربية، خارجًا عن التقليد المتبع لأسلافه باختيار كندا أو المكسيك كوجهة أولى بحكم القرب الجغرافي، إذ سيطرت الاستراتيجية التجارية الاقتصادية على نهج ترامب. وحصد ترامب خلال زيارته إلى السعودية وقطر والإمارات من خلال الاتفاقيات الاستثمارية ما قيمته 4 تريليونات دولار تركز معظمها في مجالات الدفاع والطيران والذكاء الاصطناعي. الزيارة الأمريكية تؤكد النهج التجاري الاقتصادي الذي يعد المصلحة الأولى بالنسبة لترامب إلا أن التداعيات السياسية أعمق بكثير، بحسب الخبراء والتي ستشهد توطيدًا أعمق، حيثُ تعتبر مهدًا ومُستهلًا لتغيير خارطة التحالفات العالمية، ضاربةً عمق العلاقات التاريخية للولايات المتحدة مع حلفائها. وكشف الخبير الاقتصادي حُسام عايش أن الأرقام التريليونية التي حققها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والطريقة التي تم الإعلان عنها والمناسبات التي تخللت توقيع الاتفاقيات رفعت من نسبة الراضين عن سياساتهِ الاقتصادية في الولايات المتحدة. وبين أنها تسهم في الادعاءات الداخلية للإدارة الأمريكية والحزب الجمهوري وللرئيس الأمريكي تحديدًا للقول إنه يعمل لصالح الولايات المتحدة وحقق نتائج لم يحققها رئيس سابق من قبل، حيثُ أن عوائد هذه الاستثمارات تصب في مصلحة الصناعة والتجارة، والاستثمارات مما ينعكس على العُمال والاقتصاد الأمريكي. الرسوم بلا صدد أمام التريليونات وأشار عايش إلى أنه لم يتم التطرق نهائيًا للرسوم الجمركية التي رفعها ترامب إلى 10% على دول الخليج، حيثُ لم يتنازل عن أي من هذه الرسوم مقابل الاتفاقيات التريليونية، موضحًا أن الرئيس الأمريكي يقدم نموذجًا للاتفاقيات التي يرغب بها مع الدول المختلفة مثل النموذج البريطاني والصيني وصولًا إلى الخليجي. واضح أن هذه النماذج يريدها الرئيس الأمريكي في إطار مفاوضاته مع الدول الأخرى بشأن العجز في الميزان التجاري والرسوم الجمركية. ولفت إلى أنه من الصعب اعتبار ورقة الاستثمارات التريليونية بمثابة فوز أو خسارة في حرب الرسوم الجمركية لأن الأمر يرتبط بالتفضيلات العالمية، حيث إذا كانت ترغب دول العالم باستمرار تجارتها مع الولايات المتحدة رغم ارتفاع الرسوم الجمركية ستمضي في تجارتها مع أمريكا. النموذج الخليجي ينافس الحُلفاء التجاريين لأمريكا وبين عايش أن الرئيس الأمريكي يعقد صفقات يراها نماذج لـعلاقات اقتصادية تجارية استثمارية مع دول أخرى، مُستطردًا أن العالم أمام نموذج خليجي ربما لم تتقبله دول العالم، نظرًا للأوضاع الاقتصادية ،المالية والاستثمارية في الخليج، مُشيرًا إلى تأثيرها في الاقتصاد العالمي من السعودية بحضورها في مجموعة العشرين، وقطر ضمن أكبر مصدرين للغاز المسال في العالم، والإمارات ضمن أكثر الدول حضورًا في العالم من حيث الرفاهية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتقني. وأوضح أنه لا يمكن لدول الخليج أن تعوض الولايات المتحدة عن حلفائها التاريخيين أو شركائها التجاريين الكبار الصين، الاتحاد الاوروبي، وبريطانيا، نظرًا لحجم التبادل التجاري بينهم. وأفاد عايش أن دول الخليج تريد أن توسع حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة في ظل انفتاحها تجاريًا مع دول أخرى، حيثُ أن التبادل التجاري الخليجي الصيني أكبر من الخليجي الأمريكي، مُبينًا أن هذه الدول تحاول أن تتموضع على وقع سياسات الرئيس الأمريكي وأن تقلل المستوى الأدنى من الاحتكاكات الممكنة بين الإدارة الأمريكية والسياسات في هذه الدول. وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات ستسمح بحرية أكبر لدول الخليج في علاقاتها التجارية، الاقتصادية، والاستثمارية مع الدول الأخرى وبذات الصين والهند، مؤكدًا أن هذه الاتفاقيات ستشكل انتصارًا للرئيس الأمريكي سيتباهى به دون أن تحل بديلًا عن علاقاتها مع الدول والكيانات الاقتصادية الكبرى وإن كانت ستعطي الإدارة الأمريكية دفعة إلى الأمام بتسويق النموذج الاقتصادي الجديد الذي يدعو إليه ترامب. الاستثمار الخليجي يسد حاجة السوق الأمريكي من جهة أخرى، يرى الخبير الاقتصادي منير أبو ديه أن تعهدات الاستثمار من الدول الثلاث سيكون لها آثار إيجابية على الاقتصاد الأمريكي من حيث حجم الاستثمارات في ظل توقيت يحتاجه السوق الأمريكي من هذه الصفقات. ووصف زيارة الرئيس الأمريكي إلى دول الخليج الثلاث (السعودية، قطر، والإمارات) بالناجحة اقتصاديًا، حيثُ كسب اتفاقيات ستسهم في دعم الاقتصاد الأمريكي في هذه المرحلة من زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتدفقات الاستثمار الخارجي للولايات المتحدة، مؤكدًا أن الزيارة ناجحة بحجم الصفقات والوعود بالاستثمار داخل السوق الأمريكي من قبل دول الخليج الثلاث على المدى القصير والبعيد. دول الخليج تُقصي بريطانيا في الزيارة الأولى وبين أبو ديه أن الصفقات والعلاقات الاقتصادية بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ستعطي دفعة قوية باتجاه علاقات سياسية قوية متينة، لافتًا إلى الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الامريكي عادة ما تكون لـبريطانيا وفي هذه المرة اختار دول الخليج. التحالف الاقتصادي يعمق الترابط السياسي وأشار إلى أن دول الخليج أصبحت بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية شريكًا سياسيًا واقتصاديًا مهمًا، مؤكدًا وجود تداعيات إيجابية أكبر على العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة، حيثُ ستزداد توطيد العلاقات السياسية كحليف استراتيجي مهم في العالم، موضحًا أنه ما تم من خلال الزيارة من صفقات وتوقيع اتفاقيات وإظهار لمدى التحالف الأمريكي الخليجي سيحمل تأثيرات على خارطة العالم بشكل التحالفات. وشدد أبو ديه على أن زيارة الرئيس الأمريكي تعتبر نقطة تحول استراتيجية في العلاقات السياسية والاقتصادية بين أمريكا والخليج العربي، متوقعًا أن يُنتج عن التحالف الخليجي الأمريكي قيمة مضافة لاقتصاديات (السعودية، قطر، الإمارات). تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store