logo
"الهجوم المحدود" على إيران.. تساؤلات إسرائيلية حول فعاليته وتداعياته

"الهجوم المحدود" على إيران.. تساؤلات إسرائيلية حول فعاليته وتداعياته

الميادين٢١-٠٤-٢٠٢٥

تحدّث موقع "القناة الـ12" الإسرائيلي عن "معضلة الهجوم الإسرائيلي المحدود" على إيران، وسط "قلق في إسرائيل بشأن احتمال أن تؤدي المحادثات بين الولايات المتحدة وواشنطن إلى اتفاق لا يؤدي إلى تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني".
وفي التفاصيل، قال الموقع إنّ التفاؤل في محادثات النووي بين الولايات المتحدة وإيران، والتقارير التي تفيد بأنّ عمان أخبرت بأنّ واشنطن تنازلت عن مطلبها بتفكيك كامل لبرنامج إيران النووي، "تثير مخاوف كبيرة في إسرائيل".
يأتي هذا في ظل نشر "تقرير دراماتيكي" في "نيويورك تايمز" يفيد بأنّ "خططاً إسرائيلية لضرب المنشآت النووية في إيران - ربما في الشهر المقبل - قد أُلغيَت من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمصلحة مفاوضات مع طهران".
ومع ذلك، أفادت وكالة "رويترز" يوم السبت الماضي بأنّ "إسرائيل لا تزال تفكر في "هجوم محدود" قد يتطلب دعماً أميركياً أقل.
ووفقاً لما ورد في "نيويورك تايمز"، فقد "قدمت إسرائيل في الأشهر الأخيرة للإدارة الأميركية عدة خيارات لشن هجوم في إيران، بما في ذلك خيارات مع جداول زمنية للربيع وللصيف المقبل".
وأشارت إلى أنّ هذه الخطط "تشمل مزيجاً من الهجمات الجوية وعمليات القوات الخاصة بمستويات خطورة مختلفة"، ولكن التقرير الجديد يشير إلى خطة أصغر حجماً.
وقال الموقع إنّه "يجري تقييم التوقيت الحالي على أنّه استراتيجي نسبياً من وجهة النظر الإسرائيلية"، فقد "تكبدت حماس في غزة وحزب الله في لبنان، ضربات قاسية، كما يتعرض اليمن لضربات أميركية"، إضافة إلى أنّ "إسرائيل تسببت في أضرار كبيرة لأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي"، وفقاً لوجهة النظر الإسرائيلية.
في هذا السياق، قال الباحث في معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي ومعهد "مسغاف" لموقع "القناة الـ12"، كوبي ميخائيل، بشأن مناقشة مدلولات "الهجوم المحدود" وتداعياته، إنّه "ليس من الواضح بالضبط ماذا يُقصد بتعريف الهجوم المحدود"، متسائلاً عمّا إذا كان الحديث يدور عن هجوم محدود للبنية التحتية النووية فقط، أم للبنية التحتية العسكرية أو الاقتصادية".
لكن في كل الأحوال، فإنّ "أي هجوم، وبالتأكيد محدود، لن يقضي على كل البنية التحتية النووية، بل سيؤخر عملية التخصيب فقط"، وفق ميخائيل.
ووفقاً لتقرير نُشر قبل نحو شهرين في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإنّه "كان من المفترض أن تشمل الأهداف الرئيسية للهجوم الإسرائيلي منشأتي فوردو ونطنز - وهما موقعان رئيسيان في البرنامج النووي الإيراني"، بحيث تحتوي "نطنز" على البنية الأساسية لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، بينما "فوردو" هي منشأة تحت الأرض محمية للغاية ضد الهجمات.
وفي الإطار، أوضح ميخائيل: "حتى لو أصبنا المنشأتين النوويتين، وخاصة في نطنز، فلن نتمكن من ضرب المنشآت التي تقع على عمق يراوح بين 60 و80 متراً تحت الأرض - لأنّنا لا نملك القنابل المناسبة لذلك".
وأضاف أنّه "بخلاف التعاون مع الولايات المتحدة الذي كان من المفترض أن يعيد البرنامج النووي إلى الوراء لمدة عام، فإنّ أي هجوم مستقل من المتوقع أن يحقق نتائج أقل بكثير". اليوم 14:03
اليوم 12:34
تقدير الخبراء، بحسب ما اقتُبس في "واشنطن بوست"، هو أنّ "هجوماً إسرائيلياً على المنشآت النووية الإيرانية سيقيّد نشاط إيران في أفضل الأحوال لبضعة أشهر، وربما فقط لعدة أسابيع". علاوة على ذلك، فإنّ مثل هذا الهجوم "قد يحفّز إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى السلاح".
"من منظور الإيرانيين، ضرب المنشآت النووية هو أمر أخطر بكثير ممّا فعلناه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لذا سيكون ردهم أشد بكثير"، يوضح ميخائيل.
وتابع: "إضافة إلى ذلك، نحن قد نزيد من تعقيد الأمور بالنسبة إلى الأميركيين في سائر جبهات العمل في المنطقة التي قد تكون عرضة لتحركات أخرى مثل اليمن، والعراق، وأماكن أخرى لم نفكر فيها بعد".
وبشأن الفرق بين هجوم إسرائيلي مستقل وهجوم مشترك أميركي - إسرائيلي، يقول ميخائيل إنّ "هجوماً بمشاركة أميركية سيكون أكثر أهمية بكثير، حيث تشمل ضربات ليست فقط للبنية التحتية النووية، ولكن أيضاً للبنية التحتية الأمنية والدولية، ما يعجّل في سقوط النظام الإيراني"، بحسب قوله.
وأضاف أنّ "ضرب البنية التحتية النووية بالطريقة التي يستطيع الأميركيون ضربها باستخدام قنابل خارقة للتحصينات التي تصل إلى عمق 60 متراً في الأرض، لن يترك شيئاً تقريباً".
وفي تقرير "واشنطن بوست"، جرت الإشارة إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ إدارة ترامب وافقت في الماضي على بيع مجموعات تدريب لقنابل خارقة للتحصينات لـ"إسرائيل"، إلاّ أنّ المصادر العسكرية الأميركية قالت إنّ "إسرائيل ستحتاج على الأرجح إلى دعم من الجيش الأميركي في الأسلحة المناسبة لمهاجمة المنشآت المحصنة، نظراً إلى التعقيدات الكبيرة".
"إسرائيل" لوحدها لن تستطيع إحداث تغييرات جوهرية في بنية #إيران السياسية والعسكرية" الخبير في الشؤون الإقليمية حبيب فياض في #المسائية@FayyadHabib@ramiaalibrahim pic.twitter.com/FEIfU4fadkووفقاً لتقرير "رويترز"، فإنّ "إسرائيل أشارت إلى أنّها ستظل بحاجة إلى ضمان من واشنطن للحصول على دعم دفاعي في حالة رد إيراني".
ورأى ميخائيل، في هذا الخصوص، أنّ "إسرائيل بحاجة إلى دعم أميركي سيقود تحالفاً إقليمياً ودولياً، كما حدث في المرات السابقة لمواجهة الرد الإيراني، وإلاّ فستكون أكثر عرضة للخطر".
ولفت إلى أنّه "إذا عملت إسرائيل بشكل مستقل أثناء المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة، فسيكون من الصعب إقناع الأميركيين بتوفير مظلة دفاعية"، وبالتالي "ستكون الأضرار المحتملة أكبر بكثير".
وذكّر أنّه "في الهجومين الإيرانيين، في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر، استفادت إسرائيل من مظلة دفاعية قادتها الولايات المتحدة مع فرنسا، وبريطانيا، والدول في المنطقة".
ولكن وفق موقع "القناة الـ12"، فإنّه "حتى إذا كانت لدى إسرائيل القدرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية بشكل مستقل وفعال في وقت قصير، فإنّ ترامب - الذي منع سابقاً الخطة المشتركة - قد لا يمنح الضوء الأخضر".
وبحسب ميخائيل، فإنّ ذلك "سيكون تحدياً خطيراً ضد الولايات المتحدة، التي تقود حالياً مسار المفاوضات مع إيران"، معتقداً أنّ "إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بالتحرك بطريقة تتناقض بشكل واضح مع المسار الذي يقوده الرئيس الأميركي"، فمثل هذا التصادم مع رئيس كترامب "قد يترتب عليه ثمن باهظ".
""إسرائيل" خاضعة للولايات المتحدة الأميركية، ولا يمكنها الإقدام على ضرب #إيران دون موافقة واشنطن"منسق تحالف آنسر ضد الحروب والعنصرية في سان فرانسيسكو ريتشارد بيكر في #المسائية#الميادين pic.twitter.com/vm1C7Ome85وبشأن إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني، يقول ميخائيل إنّ "إسرائيل قد تستطيع الاكتفاء على المدى الطويل بأقل من تدمير كامل لقدرات إيران النووية إذا كان هناك اتفاق أفضل بكثير من الاتفاق النووي السابق"، أي إذا كان "اتفاقاً يسمح بمراقبة أكثر فعالية مع آلية من العقوبات المؤلمة وقدرة تدخل دولي".
ولفت الموقع في هذا الخصوص، إلى أنّ "هناك قلقاً في إسرائيل، بشأن احتمال أن تؤدي المحادثات إلى اتفاق لا يؤدي إلى تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني".
فبعد اجتماع سري في باريس بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ورئيس "الموساد" ديفيد برنياع والوزير رون درمر، أكّدت الولايات المتحدة أنّها ستوافق على امتلاك إيران للبرنامج النووي شرط أن يتم توجيهه لأغراض مدنية فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقويض وحدة "الناتو"... إسبانيا آخر الرافضين لرفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 5%
تقويض وحدة "الناتو"... إسبانيا آخر الرافضين لرفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 5%

الديار

timeمنذ 40 دقائق

  • الديار

تقويض وحدة "الناتو"... إسبانيا آخر الرافضين لرفع نسبة الإنفاق العسكري إلى 5%

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بقيت إسبانيا آخر الدول الرافضة لخطة "الناتو"، التي تقضي برفع نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي إلى 5%، والتي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال أربعة مسؤولين مطلعين على الاستعدادات، إنّ مدريد تتعرّض لضغوط للالتزام بهذا الهدف وتمكين "الناتو" من الإعلان عن وفاء جميع أعضائه بهذا التعهّد في اجتماع لوزراء دفاعه في بروكسل في 5 حزيران. ويبذل الدبلوماسيون جهوداً حثيثة لتأمين دعم إجماعي من "الناتو" قبل قمة قادة الحلف في لاهاي في 24 حزيران، حيث يأمل الكثيرون أن يقبل ترامب بوعود زيادة الإنفاق ويؤكّد الضمانات الأمنية الأميركية لأوروبا. بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إنه "حثّ إسبانيا على الانضمام إلى حلفائها في تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع"، وذلك بعد لقائه وزير الخارجية الإسباني في واشنطن هذا الأسبوع. كما قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بعد اللقاء، إنه تبادل الآراء مع روبيو، حيث عبّر كلاهما عن آرائه بوضوح تامّ، ولفت ألباريس إلى أنه أصرّ على أن الوصول إلى نسبة 2% يتطلّب "جهداً هائلاً"، وأنّ "النقاش الحالي يجب أن يركّز على القدرات". ولم تؤكّد إسبانيا، بعد، دعمها لتعهّد الـ 5%، حسبما قال المسؤولون، مما قد يعيق صدور بيان بالإجماع، ويقوّض وحدة التحالف، ويُعقّد الاستعدادات لقمة لاهاي. مؤسس شركة "جيوبوليتيكال إنسايتس" (شركة استشارية مقرها مدريد)، برناردو نافازو، قال إنّ إسبانيا تدرك ضرورة إنفاق أكثر من 2% على الدفاع، لكنها اضطرّت إلى كسب الوقت "للعمل على خطاب عامّ مصاحب، لأننا كدولة ننتمي إلى تقاليد أكثر سلمية ومعادية للعسكرة". ولكن، نافازو، يرى أنّ الهدف الأميركي "غير واقعي"، مضيفاً: "بالنسبة لدول مثل إسبانيا وإيطاليا، سيكون من الصعب للغاية حثّ شعوبها على دعم نسبة 5%، في سياق لا يشعر فيه الناس بأيّ تهديد وشيك، حتى لو أعلن قادتها أنهم جزء من الاتحاد الأوروبي، وأنّ الاتحاد يواجه تهديداً أمنياً من روسيا". وكان ترامب قد طالب دول "الناتو" بالوصول إلى نسبة 5% وإلا ستخاطر بفقدان الحماية الأميركية، في مسعى "لمعادلة" تكلفة الدفاع عن التحالف.

محاولات أمريكية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي مؤقت في روما
محاولات أمريكية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي مؤقت في روما

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

محاولات أمريكية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي مؤقت في روما

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر مطلعة على سير المحادثات، أن الولايات المتحدة وإيران تواصلان مشاوراتهما الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق إطاري مؤقت يمكن أن يشكل أساساً لاتفاق نووي شامل في وقت لاحق. ووفقًا للتقرير، اقترحت طهران أن يتضمن الاتفاق المزمع إعادة التأكيد على حقها في تطوير برنامج نووي لأغراض مدنية، إلى جانب تعهد واضح بعدم السعي للحصول على أسلحة نووية، وهي نقطة تسعى إيران لإثباتها منذ سنوات في مواجهة اتهامات متكررة من الغرب. ويُنتظر أن يشمل الاتفاق بنودًا خاصة بعمليات التفتيش المكثفة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يتيح شفافية أكبر حول أنشطة إيران النووية، في خطوة تهدف إلى تبديد المخاوف الدولية من أي تحول محتمل نحو إنتاج مواد قابلة للاستخدام العسكري. في المقابل، تضغط واشنطن من أجل تضمين الاتفاق المرتقب عناصر تقنية واضحة تحدد ما يمكن وما لا يمكن لإيران القيام به في المجال النووي، مع التركيز على ضرورة أن يكون "الاتفاق موجّهًا" ويتضمن أهدافًا ملموسة تعمل عليها فرق فنية لاحقًا. ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا النهج إلى تجنب الغموض الذي شاب بعض بنود الاتفاق النووي السابق الموقع عام 2015. غير أن النقطة الجوهرية التي ما زالت عالقة بين الجانبين هي مسألة تخصيب اليورانيوم. فبينما تطالب واشنطن إيران بالتخلي الكامل عن هذا النشاط باعتباره يمثل مصدر القلق الأساسي في أي مسار قد يؤدي لصناعة سلاح نووي، ترفض طهران هذا الطلب بشكل قاطع، وتؤكد أن التخصيب جزء لا يتجزأ من حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وشهدت العاصمة الإيطالية روما، أمس الجمعة، ختام الجولة الخامسة من المفاوضات، بمشاركة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الذي يتوسط بين الطرفين. وفي تصريح له عقب انتهاء الاجتماعات، قال البوسعيدي إن "الأطراف أحرزت تقدماً مؤكداً، لكنه ليس نهائياً"، مشيراً إلى وجود تفاهمات أولية بحاجة إلى المزيد من النقاشات التفصيلية. بدوره، صرّح كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي بأن الجانبين يستعدان لجولات جديدة في محاولة لسد الفجوات المتبقية. وأضاف عراقجي أن "الاجتماعات المقبلة قد تكون حاسمة"، مشيرًا إلى أن اجتماعًا أو اثنين قد يكونان كافيين للوصول إلى تفاهم نهائي إذا تم تجاوز العقبات الأساسية. وبحسب التسلسل الزمني للمفاوضات، بدأت أولى الجولات في 12 أبريل بالعاصمة العمانية مسقط، تلتها الجولة الثانية في روما يوم 19 من الشهر ذاته، ثم عقدت الجولة الثالثة يوم 26 أبريل، والجولة الرابعة في 11 مايو، وكلاهما أيضًا في مسقط، قبل أن تعود الجولة الخامسة إلى روما في 17 مايو.

عوائق تعترض قبة ترامب الذهبية.. لا يمكنه بناؤها بدون كندا
عوائق تعترض قبة ترامب الذهبية.. لا يمكنه بناؤها بدون كندا

بيروت نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • بيروت نيوز

عوائق تعترض قبة ترامب الذهبية.. لا يمكنه بناؤها بدون كندا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هذا الأسبوع، عن رؤيته المقترحة لمشروع 'القبة الذهبية' الذي يحمي الولايات المتحدة من كافة الصواريخ، إلا أنه أغفل تفصيلاً رئيسياً عندما أوضح خططه، فهو لا يستطيع بناءها بدون كندا. لا سيما أن الجارة الشمالية لم تعلن بعد رغبتها في الانضمام لهذا المشروع الذي قد تبلغ كلفته 500 مليار دولار، وفق صحيفة 'بوليتيكو'. وستحتاج كندا إلى لعب دور محوري في مشروع ترامب المميز لبناء ما يُسمى 'القبة الذهبية'، وفقاً لمسؤولين وخبراء أميركيين، مع توفير أوتاوا للرادارات والمجال الجوي اللازمين لتتبع الصواريخ القادمة في القطب الشمالي. وبينما يُصرّ ترامب على رغبة كندا في المشاركة بهذا المشروع، يبدو أن القادة الكنديين أكثر فتورا وبرودة. كندا تبحث عن شركاء آخرين ومع ذلك، سواء أدرك ترامب ذلك أم لا، فإنه يجد نفسه فجأةً بحاجة إلى حليفٍ تخلى عنه إلى حدٍّ كبير. فقد خصَّ كندا بالاستغلال المجاني للقوة العسكرية الأميركية وعلاقات التجارة التفضيلية، وانخرط في معركةٍ جمركيةٍ أثَّرت سلباً على العلاقات. فيما حذَّر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني من أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستهانة بأوتاوا، وبدأ البحث عن شركاء أمنيين آخرين. وبالتالي، يمنح الدرع كندا نفوذاً جديداً في العلاقة الهشة بين البلدين. بدوره، أوضح جاك ريد، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، وكبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في مقابلة أن 'خطاب ترامب نفّر شريحةً كبيرةً من الشعب الكندي، وهذا ينعكس على القادة السياسيين… إنها ليست، كما تعلمون، علاقة كندية-أميركية تقليدية. إنها أشبه بقول: لا يمكننا فعل ذلك بسهولة، لأن شعبنا مستاءٌ للغاية'. كنداً موّلت 'نوراد' تاريخياً ووفقاً لجلين فان هيرك، جنرال متقاعد من سلاح الجو الأميركي، قاد القيادة الشمالية الأميركية حتى العام الماضي، فإن كندا مولت تاريخيًا حوالي 40% من استثمارات 'NORAD' (قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية)، وهي تُخصص 38 مليار دولار للقيادة لإضافة رادارات جديدة في الشمال على مدى العقدين المقبلين. كما أضاف أنه 'بدون هذه الاستثمارات وأجهزة استشعار إضافية يمكنها رصد القطب الشمالي، يعتقد المسؤولون أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة في بناء دفاع جوي أميركي شمالي موثوق'. وفي إعلانه عن مشروع 'القبة الذهبية' يوم الثلاثاء، قلل ترامب من أهمية ما يمكن أن تقدمه كندا للمشروع. وقال: 'إنهم يريدون الحماية أيضاً، وكعادتنا، نساعد كندا'. كندا تلعب دوراً هاماً يذكر أن مساحة كندا تبلغ ما يقرب من 4 ملايين ميل مربع، ويوفر هذا المجال الجوي خط رؤيةٍ حاسماً لأجهزة الاستشعار الأميركية لإسقاط الصواريخ التي تُطوّرها بكين وموسكو لتحلّق فوق القطب الشمالي، وهي فجوة هائلة في الدفاعات الجوية الأميركية. ولطالما لعبت كندا دوراً هاماً في الدفاع الجوي والصاروخي لأميركا الشمالية. وحرصت قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية، أو 'نوراد'، التي تأسست قبل 67 عاماً، على تعاون الجيشين الأميركي والكندي يومياً لتتبع أي شيء يقترب من المجال الجوي لأيٍّ من البلدين. فيما تتبادل الرادارات الكندية والأميركية المعلومات، وتقوم طائرات مقاتلة من كلا البلدين بدوريات في القطب الشمالي. وتحذر هذه الرادارات من سيل متواصل من الطائرات المقاتلة والقاذفات الروسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store