logo
مشاركون في جلسة شبابية: وعي الشباب ركيزة بناء مستقبل اقتصاد الوطن

مشاركون في جلسة شبابية: وعي الشباب ركيزة بناء مستقبل اقتصاد الوطن

أكد عدد من أعضاء مجالس الشباب أن الوعي الاقتصادي لدى الشباب يعد من أهم الركائز التي ترسم مستقبل الاقتصاد الجديد في دولة الإمارات، عبر تسخير قدراتهم في المجالات المستقبلية وتبني فكر استشرافي وقيادي، وذلك تماشياً مع توجهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وأجندة دبي الاقتصادية «D33»، التي تهدف إلى أن تكون دبي ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم للاستثمار والعيش والعمل.
وقالت رئيسة مجلس شباب مالية دبي، شما جمعة الرحومي: «نحن لا نكتفي بفتح الفرص أمام الشباب، بل نحرص على تزويدهم برؤية واضحة، وفهم عميق للتحديات والفرص، إلى جانب تعزيز ثقتهم بأن دورهم وإسهاماتهم قادرة على إحداث تأثير حقيقي ومستدام في مسيرة التنمية».
كما أكدت رئيسة مجلس دبي للشباب، ريم الفلاسي، أن الوعي الاقتصادي مسؤولية وطنية أكثر من كونه أداة معرفية فحسب، ويعزز مشاركة الشباب في رسم ملامح المستقبل، انطلاقاً من فهم الواقع وتحليل معطياته بعمق ووعي.
من جهته، أشاد نائب رئيس مجلس دبي للشباب، أحمد مروان الصوالح، بخبرات وقدرات الشباب الإماراتي، والتي أكد أنها تؤهلهم للعب دور أكبر في رسم ملامح مستقبل اقتصاد الوطن والمنطقة.
جاء ذلك خلال حلقة شبابية بعنوان «قرارات اقتصادية عالمية: كيف يصنع الشباب الفرص؟»، التي نظمها مجلس دبي للشباب بالتعاون مع مجلس شباب دائرة المالية في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز وعي الشباب الإماراتي بالتغيرات الاقتصادية العالمية، وهدفت الحلقة إلى تمكين الشباب من فهم أعمق للسياسات الاقتصادية العالمية، وتحليل التحولات المتسارعة، واستشراف ملامح الاقتصاد الجديد، بما يتماشى مع الأجندة الوطنية للشباب 2031، وأقيمت الحلقة في مقر المؤثرين بأبراج الإمارات، يوم الجمعة الماضي، بحضور وزير دولة لشؤون الشباب، الدكتور سلطان بن سيف النيادي، والأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، عبدالله محمد البسطي، والمدير العام لمالية دبي، عبدالرحمن آل صالح، إلى جانب مدير المؤسسة الاتحادية للشباب، خالد النعيمي، ومدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مع نخبة من الشباب والخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والسياسات العامة.
وقال سلطان النيادي: «إن تمكين الشباب من التعرف إلى التحولات الاقتصادية العالمية يعزز قدرتهم على التفاعل مع المستقبل بثقة، وهذه الحوارات تمنحهم منصة لصياغة أفكار مبتكرة تواكب الطموحات الوطنية، وتسهم في بناء اقتصاد معرفي قائم على الكفاءة والتجديد».
من جهته، قال عبدالرحمن آل صالح: «الشباب اليوم هم صُناع التغيير، وفهمهم المتعمق للتحديات الاقتصادية يمنحهم القدرة على اقتناص الفرص وتحويلها إلى إنجازات ملموسة تخدم الوطن وتدعم مسيرته التنموية».
وأكد عبدالله علي الفلاسي أن الشباب هم ركيزة أساسية في بناء اقتصاد المستقبل، ومن خلال تمكينهم بالمهارات المرتبطة بالسياسات الاقتصادية، نمنحهم القدرة على التأثير والمشاركة بفاعلية في صياغة القرارات الاستراتيجية.
وركزت الحلقة على مناقشة القضايا الاقتصادية العالمية من منظور شبابي، مع تسليط الضوء على أهمية تمكين الشباب من أدوات الفهم والتحليل لاتخاذ قرارات اقتصادية واعية، إضافة إلى تعزيز مشاركتهم في رسم ملامح المستقبل الاقتصادي للدولة، لاسيما في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة التي تؤثر على الاقتصاد المحلي والإقليمي.
وقال المدير التنفيذي لقطاع الحسابات المركزية بمالية دبي، أحمد علي مفتاح: «من أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد اليوم تحقيق التنوع الحقيقي في مصادر الدخل، إلى جانب ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة من خلال التفكير الاستباقي».
كما أكد على أهمية تمكين الشباب لما يمتلكونه من أفكار قادرة على دعم النمو الاقتصادي، مشدداً على ضرورة تطوير الذات وتعزيز المهارات لمواكبة التحولات الراهنة ومواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.
وأشار نائب رئيس قطاع العلاقات الدولية في غرف دبي، سالم الشامسي، إلى حرص غرف دبي على استشراف المستقبل من خلال التوجه العالمي نحو دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، مؤكداً أن دبي تُعد بيئة جاذبة للاستثمار وتتميز بتوفير فرص نوعية للشباب، حيث تدعم غرف دبي مشاريع وأفكار الشباب بشكل مستمر، باعتبارهم ركيزة مهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
وأضاف أن غرف دبي تمكنت خلال عام 2024 من استقطاب 51 شركة متعددة الجنسيات، يبلغ عائد كل منها مليار درهم أو أكثر، وهو ما يعكس ثقة الشركات العالمية ببيئة الأعمال في دبي، ويؤكد مكانة الإمارة كمركز اقتصادي عالمي قادر على جذب الاستثمارات النوعية.
وحول أهمية التنوع الاقتصادي والتوجه نحو القطاعات غير التقليدية، قال نائب الرئيس الأول لتقنية المعلومات في «دي بي ورلد»، دول مجلس التعاون الخليجي، إبراهيم النجار، إن دبي تعمل على تقليل اعتمادها على القطاعات التقليدية من خلال خطط مستقبلية تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وذلك وفقاً لأجندة دبي الاقتصادية D33 التي تعتبر خارطة طريق لمستقبل دبي الاقتصادي وتهدف إلى دفع النمو الاقتصادي لإمارة دبي.
وتابع: «التوجه نحو الصناعات المستقبلية مثل الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، يتطلب جاهزية استراتيجية وكفاءات متخصصة»، مشيراً إلى أهمية استقطاب رواد الأعمال والأفكار المبتكرة في ظل بيئة داعمة تسعى إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يواكب المتغيرات العالمية.
وأضاف أن «دي بي ورلد» تسهم في دعم سلاسل الإمداد التي تغطي نحو 10% من التجارة العالمية، ما يعزز مكانة دبي كمركز لوجستي عالمي ومنصة رئيسة للتجارة.
وفي ختام الفعالية أعلن المشاركون عن مخرجات أساسية عدة من أبرزها: إطلاق دورة تدريبية بالتعاون مع دائرة المالية في دبي بعنوان «دور الشباب الإماراتي في الاقتصاد الجديد»، ومنتدى الشباب الاقتصادي، بهدف تطوير معارف ومهارات الشباب في فهم النماذج الاقتصادية الناشئة، واستيعاب مفاهيم الاقتصاد الرقمي، والاستدامة، وريادة الأعمال.
وتأتي هذه المخرجات تأكيداً للدور المحوري الذي يسهم به الشباب في بناء مستقبل الاقتصاد الوطني، وضرورة تزويدهم بالأدوات والمعرفة التي تمكنهم من اقتناص الفرص وصناعة التأثير الإيجابي في مختلف القطاعات الحيوية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثروة المستقبل
ثروة المستقبل

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

ثروة المستقبل

يحظى العمل الحكومي في دولة الإمارات، بفلسفة متفردة قوامها أولاً وأخيراً خدمة المتعامل، أينما كان، وبأسرع طريقة وبأقل جهد وكلفة. ولطالما كانت هذه الفكرة محور العمل في حكومة الإمارات، ونظمت لتنفيذ هذا النهج، اللقاءات والخلوات، والكثير من المبادرات والقرارات، والأطر التشريعية والتنظيمية. ويسجل لحكومة الدولة سعيها الجاد إلى التخلص من كل ما هو بيروقراطي أو معتاد، أو أي شيء قد يعوق العمل ويؤثر في جودة الخدمة. بالأمس، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، منظومة الأداء الحكومي الاستباقي، الهادفة إلى دعم العمل الحكومي وتطويره، ورفع مستوى الخدمات وتحقيق التوجهات الاستراتيجية لرؤية «نحن الإمارات 2031» وتحويلها إلى نتائج قابلة للقياس والتنفيذ بتبنّي أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، والتنبّؤ بالأداء، وتنفيذ التحليلات المعمقة. محمد بن راشد، ينظر إلى هذا الأمر كونه منظومة جديدة لقياس الأداء الحكومي، تتيح دعم اتخاذ القرار ومتابعة الخطط والاستراتيجيات من منطلق إدراك سموّه لطريقة الأداء الحكومي التي يجب أن تكون قائمة على ثلاثية الجودة والسرعة والدقة. ما يضاف إلى هذه الفلسفة الحكومية، طريقة التحسين، واستمراريته، لا الركون إلى مستوى معين من الجودة الذي قد يصل إليه العمل الحكومي، بل الحرص دوماً على تقديم الأفضل ثم الأفضل، وهو ما يؤكده الشيخ محمد بن راشد بالقول «التحسين المستمر جزء أساسي من عادات عمل الحكومة، لأن التوقف عن تطوير أدواتنا هو تراجع. شعارنا: لا يوجد نظام مثالي، ولكن كل شيء قابل للتطوير والتحسين». المنظومة الجديدة تبدو أنها تقوم على إدارة «البيانات الضخمة» التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي، حيث تسهم في تنبّؤ الأداء المستقبلي وفقاً لمدخلات البيانات اللحظية، وتقديم تقارير مرنة تدعم صناعة القرار الحكومي، وتعزز القدرة على توقع التحديات والفرص المستقبلية واتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وقوعها. هذه المنظومة ترصد نحو 150 مليون بيان رقمي شهرياً، وتوفر للقيادات نحو 50 ألف قرار استباقي سنوياً، وستسجل تحسناً في الأداء بنسبة 60%، وتوفر نحو 250 ألف ساعة من العمل الحكومي؛ هذا الأمر بعد تطبيقه، وبعد القرارات المتتالية التي اتخذتها الحكومة وتحويلها من تكنولوجية إلى ذكية، ثم إطلاق برنامج «تصفير البيروقراطية»، و«المسرّعات» والآن، «منظومة الأداء الاستباقي» سيجعل حكومة الإمارات سابقة لعصرها وجيلها من الحكومات المتقدمة، لأن إجادة استخدام «البيانات الضخمة» ستكون ثروة المستقبل لمن أحسن إدارتها والاستفادة منها.

بلدية دبي و«باركن» ترفعان كفاءة المواقف العامة
بلدية دبي و«باركن» ترفعان كفاءة المواقف العامة

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

بلدية دبي و«باركن» ترفعان كفاءة المواقف العامة

دبي: «الخليج» وقعت بلدية دبي وشركة باركن في دبي، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز مجالات التعاون لتطوير خدمات المواقف العامة التابعة للبلدية في الإمارة، ورفع كفاءتها التشغيلية وتهيئة البيئة التنظيمية والتشريعية والفنية المثالية للارتقاء بجودة الخدمة المقدمة للمجتمع. حضر المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام بلدية دبي، وأحمد هاشم بهروزيان، رئيس مجلس إدارة شركة باركن، مراسم توقيع المذكرة بين بدر أنوهي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرافق العامة في بلدية دبي، ومحمد عبد الله آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة باركن. وحددت المذكرة أوجه التعاون بين الطرفين بما يشمل إعداد معايير تنظيم الأراضي المخصصة كمواقف، وتيسير إصدار التصاريح والموافقات التنظيمية للمبادرات التشغيلية والتجريبية، فضلاً عن توفير البيانات التخطيطية والمعلومات الجغرافية ذات الصلة بالمواقف. إلى جانب تعزيز تبادل الخبرات لإعداد معايير تنظيم استخدام الأراضي الخاصة كمواقف، بما يرتقي بمستوى جَودة الخدمة، ودعم الخطط الاستراتيجية، وإدارة المواقف المجانية لبلدية دبي من قبل الشركة. كما تنص المذكرة على استكشاف الفرص الاستثمارية لإقامة المباني والمواقف متعددة الطوابق وتشغيلها، وبحث جدوى تشغيل المواقف المرسمة القائمة حالياً والتابعة للبلدية، وفرص التعاون المستقبلية لإدارة مواقف الفعاليات عبر تقديم خدمات تنظيم حركة المرور، وصفّ المركبات. وقال بدر أنوهي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرافق العامة: «تأتي هذه المذكرة في إطار جهود بلدية دبي لتطوير بنية تحتية متكاملة للمواقف العامة التابعة لها في الإمارة، بما يواكب تطلعات دبي نحو مستقبل ذكي ومستدام. ونهدف من خلال هذا التعاون إلى تسهيل الإجراءات التشغيلية وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لزوار مرافق بلدية دبي، إضافةً إلى دعم الأهداف الاستراتيجية للإمارة في مجالات الاستدامة والتخطيط الحضري الشامل الذي يسهم في تعزيز جَودة الحياة في مختلف الجوانب». من جهته، قال محمد عبد الله آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة باركن: «يمثل هذا التعاون مع بلدية دبي التزام شركة باركن بدعم أهداف الإمارة نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة. وبالاستفادة من خبراتنا الواسعة في إدارة وتشغيل المواقف العامة، وبالتكامل مع الرؤية الاستراتيجية للبلدية، نعمل على تطوير بنية تحتية متكاملة، تعزز كفاءة التنقل الحضري، وتدعم تحقيق مستهدفات خطة دبي الحضرية».

الإمارات في قمة بريكس 2025
الإمارات في قمة بريكس 2025

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

الإمارات في قمة بريكس 2025

صلاح الغول عُقدت قمة مجموعة بريكس هذا العام في ظل أوضاعٍ استثنائية، مع التوترات التجارية التي أثارتها سلسلة الرسوم الجمركية المشددة التي أقرتها الإدارة الأمريكية واقتراب انتهاء مهلة تعليقها، واستمرار الصراعات الجيوسياسية في مناطق متفرقة من العالم، وفي مقدمتها الحرب الروسية-الأوكرانية والصراعات والأزمات المركبة في الشرق الأوسط. وسط هذه الظروف، تداعت دول «بريكس»، التي تمثّل نحو نصف سكان العالم وثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى قمتهم السابعة عشرة، في ريو دي جانيرو البرازيلية، تحت شعار: «تعزيز تعاون دول الجنوب من أجل حوكمة شاملة ومستدامة». وقد أفضى توسّع «بريكس» في عامَي 2024 و2025، والذّي يُتوقع أنْ يستمر، إلى زيادة القوة الاقتصادية للمجموعة، وتنامي مكانتها الدولية. وشارك في قمة ريو دي جانيرو، لأول مرة، قادة ومسؤولون من عشرين دولة، موزعة بالتساوي بين دولٍ ذات عضوية كاملة وأخرى شريكة. وشاركت دولة الإمارات في فعّاليات قمة بريكس للمرة الثانية بصفتها عضواً في المجموعة، بوفدٍ ترأسه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي. وتعكس هذه المشاركة رفيعة المستوى تطوراً نوعياً في العلاقة بين دولة الإمارات ومجموعة بريكس، وتؤكد أن دولة الإمارات ماضية في تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع المجموعة ككتلة اقتصادية ومع أعضائها فرادى، لترسيخ مكانتها كمركز تجاري واستثماري عالمي متعدد الأبعاد. وتأتي دولة الإمارات في المرتبة الرابعة عشرة عالمياً في قائمة الشركاء التجاريين لمجموعة بريكس. ففي عام 2024، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 271.6 مليار دولار (مثلت التجارة النفطية 10.5% منها فقط)، مقارنةً ب 150.5 مليار دولار عام 2019 (مثلت التجارة النفطية نحو 6% منها فقط)، بمعدل نمو قدره نحو 180.5%. وفي كلمته الموجزة إلى القمة، أكد سمو الشيخ خالد بن محمد، على أهمية المجموعة كونها منصة لتعزيز التفاهم والتعاون لمواجهة التحديات العالمية الملحّة، سواء كانت اقتصادية أو إنسانية أو متعلقة بتصاعد الصراعات الجيوسياسية. وأشار سموّه إلى أن بناء شراكات قوية قائمة على أسس التنمية المستدامة والازدهار المتبادل سيسهم «في خدمة شعوبنا وتعزيز مصالح دولنا». وطرح سموه رؤيةً ناجعة لتحقيق الاستقرار الدولي، تتمثل في الحوار البنّاء والتكامل الاقتصادي بين الدول. وقد تضمن البيان الختامي لقمة ريو دي جانيرو تعزيز التعاون متعدد المجالات بين أعضاء المجموعة، وتأكيد أهمية ترسيخ نظام دولي متعدد الأقطاب، تكون الأمم المتحدة مركزه، والقانون الدولي محوره. ومن هنا، اهتم البيان بإصلاح الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن بهدف جعله أكثر تمثيلاً وكفاءة، وزيادة عضوية الدول النامية فيه. بيد أنّ القضية المركزية في بيان بريكس 2025 كانت الدعوة إلى إصلاح مؤسسات التمويل الدولية (مؤسسات بريتون وودز). ولأول مرة، يتفق أعضاء المجموعة على موقف موحد بشأن الإصلاحات المقترحة لهذه المؤسسات، وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، لجعلها أكثر تمثيلاً وفعالية ومعبرة عن التحول الذي شهده الاقتصاد العالمي، وبصفةٍ خاصة الوزن المتزايد لدول الجنوب في الاقتصاد العالمي. وشكلت التجارة بالعملات المحلية أولوية خاصة لدول المجموعة، إذ تهدف المجموعة لمضاعفة حجم التسويات عبر الحدود بالعملات الوطنية. ولذلك، دعا البيان إلى تطوير منصات الدفع العابرة للحدود (غير سويفت)، وتعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة الدولية والمعاملات المالية بين دول «بريكس»، وتعزيز دور بنك التنمية الجديد وزيادة رأسماله وعدد أعضائه، بالإضافة إلى أهمية استخدام العملات الوطنية في عملياته. وأعرب البيان الختامي عن «قلق بالغ» إزاء تزايد التدابير الجمركية وغير الجمركية أحادية الجانب التي تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، و«تهدد بخفض التجارة العالمية، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة حالة عدم اليقين». وبرغم أنّ البيان تفادى ذكر الولايات المتحدة أو إدارة ترامب، فقد هدّد الرئيس الأمريكي، في 7 يوليو/تموز الجاري، بأنّ أي دولة تدعم سياسات مجموعة «بريكس»، المناهضة للولايات المتحدة (يقصد استخدام الدولار في التعاملات الدولية)، ستخضع لرسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. وعرّج بيان ريو دي جانيرو على قضايا عالمية عدة، منها تغير المناخ، والحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والصحة العالمية، والتنمية المستدامة، والتحول العادل للطاقة، والأمن الغذائي، والتنوع البيولوجي وعسكرة الفضاء الخارجي، والأمن السيبراني، وغيرها. كما عرّج على نزاعات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها حرب غزة والهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران، معبراً عن مواقف تقليدية متوازنة منها، الحفاظ على التوافق بين أعضاء المجموعة، والرغبة في عدم استثارة الولايات المتحدة وحلفائها. والخلاصة أنّ قمّة بريكس 2025 حملت أهمية كبيرة في ظل سعي دول الجنوب العالمي لإعادة تشكيل النظام العالمي، وتقليل الاعتماد على الهياكل الاقتصادية والسياسية الغربية التقليدية. ولكن يُمثل ضبط النفس الذي ساد في ريو دي جانيرو تحولاً عن قمة العام الماضي التي استضافتها روسيا في قازان. وفي هذا الخصوص، تم تبني جدول أعمال معتدل غير مثير للجدل، تجنباً لأي رد فعل من جانب إدارة ترامب. وتم إصدار بيان مخفف وغير مثير للجدل ربما بسبب غياب الرئيسين الروسي والصيني، اللذّين كانا يدفعان نحو موقف أقوى مناهض للغرب، على عكس البرازيل والهند اللتين تفضلان عدم الانحياز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store