logo
عارضة الأزياء السعودية أفنان في حوار مع "هي": أحرص على أن تحمل كل صورة طاقة مختلفة

عارضة الأزياء السعودية أفنان في حوار مع "هي": أحرص على أن تحمل كل صورة طاقة مختلفة

مجلة هيمنذ 2 أيام
وسط مشهد الموضة المتغير في السعودية، تبرز أصوات جديدة تسعى للتعبير عن ذاتها بطرق تتجاوز الصورة التقليدية للجمال. من بين هذه الأسماء، تبرز أفنان كعارضة أزياء سعودية اختارت هذا المسار لتروي من خلاله قصتها الشخصية، وتقدّم انعكاسًا متجدّدًا للهوية والثقافة المحلية. في هذا الحوار الخاص بـ"هي"، تتحدث أفنان عن بداياتها، رؤيتها، والتحديات التي واجهتها خلال رحلتها.
متى بدأ اهتمامك بعالم عرض الأزياء؟ وهل تذكرين أول تجربة لكِ أمام الكاميرا؟
عارضة الأزياء أفنان
بدأ اهتمامي بعرض الأزياء منذ فترة طويلة، ربما حتى قبل أن أدرك أن هذا المجال قد يكون لي. كنت أستمتع بمراقبة التفاصيل في الصور: الإضاءة، الزوايا، وتعابير الوجه.
أما أول تجربة لي أمام الكاميرا فكانت بسيطة، لكنها بالنسبة لي كانت لحظة شعرت فيها بشيء جديد؛ مزيج من الحماس والتوتر، والأهم من ذلك أنني شعرت أنني في مكاني المناسب.
ما أكثر ما تحبّينه في كونك عارضة أزياء؟ وما أصعب التحديات التي واجهتكِ؟
عارضة الأزياء أفنان
أكثر ما أحبّه هو التنوع. كل جلسة تصوير تُعد تجربة جديدة، وكل مشروع يتيح لي اكتشاف جانب آخر من ذاتي.
أما التحديات، فهي موجودة بطبيعة الحال؛ أحيانًا تتمثل في نظرة الناس، وأحيانًا في ضغط التوقعات. لكن مع الوقت، تعلّمت أن أُنصت إلى نفسي أكثر، وأسعى للتوازن بين كوني عارضة وبين تمسّكي بهويتي وقيمي.
ما الذي يمنحكِ الثقة أمام الكاميرا؟ وكيف تعبّرين عن نفسك من خلال الصور؟
عارضة الأزياء أفنان
تنبع ثقتي أمام الكاميرا من كوني على طبيعتي، ومن استحضاري الدائم لدافعي الأول في دخول هذا المجال.
كل صورة بالنسبة لي هي مساحة للتعبير؛ أعبّر فيها أحيانًا عن القوة، وأحيانًا عن السكون.
أستعين بتعابير وجهي، ونظراتي، وطريقة وقوفي، لأجسّد من خلالها جانبًا من شخصيتي، وأروي قصة صامتة بلغة الصورة.
كيف تتعاملين مع توقعات الآخرين مقابل التعبير عن هويتك الخاصة في الصور؟
عارضة الأزياء أفنان
أؤمن بأن التوازن ضروري. من المهم الاستماع إلى الآراء، لكن من الأهم ألا تؤثر بشكل جوهري على الهوية الشخصية. أحرص دائمًا على أن أكون صادقة مع نفسي، وأفضّل أن أختار ما يُمثّلني فعلًا، لأنني أؤمن بأن الناس يلاحظون صدق الشخص أولًا قبل أي شيء آخر.
ما الذي يعنيه لكِ أن تكوني جزءًا من صناعة الموضة في السعودية؟
أفنان تتألق بفستان من تصميم هلا الغرباوي، بتنسيق أنيق من عبدالرحمن رياض
يعني لي الكثير، فنحن نعيش في مرحلة تتغير فيها مفاهيم عديدة حول الجمال، الهوية، والدور الذي نؤديه كنساء سعوديات. وجودي في هذا المجال لا يُمثل طموحًا شخصيًا فحسب، بل هو جزء من حركة أوسع تعيد تعريف الصورة النمطية وتعكس التنوع الحقيقي الذي نمتلكه.
ما الدور الذي ترين نفسكِ تلعبينه في تمثيل الجمال والثقافة السعودية في هذا المجال؟
أفنان بإطلالة من هبة القرشي ومجوهرات لوسترو بتنسيق عبدالرحمن رياض
أرى نفسي صوتًا جديدًا يُعبّر عن جمالنا المتنوّع، البعيد عن التصنّع. أؤمن بأن الجمال في السعودية له هوية خاصة لم تُعرض بالشكل الكافي سابقًا.
أشعر بأنني جزء من جيل يُعيد تقديم هذا التنوع ويكسر الصور النمطية، ليس فقط من ناحية الشكل، بل أيضًا من ناحية الفكر والطريقة التي نُقدّم بها أنفسنا.
كعارضة سعودية، ما الرسالة أو الصورة التي تتمنين إيصالها من خلال حضورك في هذا المجال؟
أفنان بإطلالة من تيما عابد ومجوهرات لوسترو بتنسيق عبدالرحمن رياض
أود أن أُظهر أن المرأة السعودية اليوم قادرة على التعبير عن نفسها بكل ثقة، وأن تكون حاضرة في مساحات لم يكن متوقّعًا أن تصل إليها.
أطمح أن يعكس حضوري هذا التوازن، وأوصل من خلاله رسالة مفادها أننا قادرون على التواجد في هذا المجال دون التخلي عن قيمنا وهويتنا.
كيف تختارين المشاريع أو العلامات التجارية التي تشاركين فيها؟
أميل إلى اختيار المشاريع التي تشبهني وتشبه رؤيتي، سواء من ناحية الفكرة أو القيم التي تقف خلفها.
يهمّني أن أكون جزءًا من شيء حقيقي وليس مجرّد حضور. أحب أن أعمل مع فرق تؤمن بالتنوّع وتُعطي مساحة للهوية، لأن كل ظهور بالنسبة لي هو رسالة، وليس مجرّد صورة.
كيف تطوّر أسلوبكِ في عرض الأزياء منذ بدايتك؟ وما الذي تحرصين على إبرازه اليوم في كل جلسة تصوير؟
أفنان بإطلالة من تيما عابد ومجوهرات لوسترو بتنسيق عبدالرحمن رياض
في البداية كنت أركّز على الشكل والتقنيات، لكنني اليوم أبحث عن الشعور في كل صورة. لم أعد أكرّر نفسي، بل أحرص على أن تحمل كل صورة طاقة مختلفة وحضورًا خاصًا.
ما أُركّز عليه اليوم هو إبراز شخصيتي، لا مجرّد ارتداء قطعة جميلة، لأن ما يميّز العارضة ليس شكلها فقط، بل الروح التي تنقلها الصورة.
أفنان ليست مجرد وجه جديد في عالم عرض الأزياء، بل صوت يحمل معه رسالة واضحة عن التنوّع، الصدق، والتمثيل الحقيقي للهوية السعودية المعاصرة. من خلال كل صورة، تسعى لأن تكون مرآة لذاتها ولجيل جديد من الشابات اللواتي يردن أن يُعرّفن الجمال بأسلوبهن الخاص، دون تنازل عن الأصالة أو القيم. تجربتها تُثبت أن الساحة الإبداعية في المملكة أصبحت أكثر انفتاحًا واستعدادًا لسماع أصوات تعبّر من القلب، وتُقدَّم بثقة ووعي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ألعاب نارية و«درون» وموسيقى عالمية تدشن مونديال الرياضات الإلكترونية
ألعاب نارية و«درون» وموسيقى عالمية تدشن مونديال الرياضات الإلكترونية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

ألعاب نارية و«درون» وموسيقى عالمية تدشن مونديال الرياضات الإلكترونية

على إيقاع الحفلات الموسيقية الصاخبة ودوي الألعاب النارية وتحليق «الدرون»، انطلقت في بوليفار سيتي الرياض رسمياً، منافسات بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، بحضور الآلاف من عشاق هذه الرياضة ومتابعة الملايين من خلف الشاشات. وتستمر البطولات حتى 24 أغسطس (آب) المقبل، بجوائز مالية تتجاوز قيمتها 70 مليون دولار، وهو أعلى مجموع جوائز بتاريخ الرياضات الإلكترونية. المنافسات انطلقت بمشاركة نخبة المحترفين (الشرق الأوسط) وفي مؤتمر صحافي، قال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية: «يشرفني كثيراً أن أرحب بكم جميعاً بمناسبة الإطلاق الرسمي لكأس العالم للرياضات الإلكترونية لعام 2025. لقد أصبح هذا الحدث التجمع السنوي للمواهب والجماهير العالمية في الرياضات الإلكترونية، ما يجسد مكانة البطولة بوصفها عاصمة الرياضات الإلكترونية العالمية، وصعود المملكة كمركزٍ لهذه المنطقة الواعدة والصاعدة». وتابع: «في النسخة الماضية من البطولة 2024، جمعنا أسماء مختلفة تحت مظلة واحدة، وهو أمر لم يحدث من قبل. جمعنا 1500 شخص من رياضيين وغيرهم. وزار موقعنا 2.6 مليون شخص. وكانت تلك مجرد بداية لشيء هنا. ولكن هذا ليس كافياً. فليس هذا ما نسعى لتحقيقه فقط. لقد بدأت أفكر في الإرث. ماذا يمكننا أن نفعل لنصنع إرثاً يليق بما بدأناه العام الماضي؟ بالنظر إلى كل ما يجري، أشعر بالامتنان لكوني جزءاً من هذا الفريق، الذي يقوم بشيء يجلب الفرح لحياة الناس، ويجمعهم معاً». وتابع: «في هذا العام، سنستضيف 2000 رياضي، و200 فريق، وأكثر من 100 لاعب محترف. لقد زار موقعنا 2.6 مليون شخص، وأتوقع بالتأكيد تضاعف هذه الأعداد خلال الأيام المقبلة». البطولة ستترك إرثا يدوم لسنوات (الشرق الأوسط) بدوره، قال فيصل بن حمران الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية: «اليوم يجتمع أفضل اللاعبين، وأرقى الأندية، وأقوى الفرق، وأيضاً أكثر الجماهير شغفاً، على منصة عالمية واحدة. هذا الحدث ليس مجرد مسابقة. إنه احتفالٌ بمسيرة الرياضات الإلكترونية، وبما وصلت إليه، وإلى أين تتجه بعد ذلك. هذه الليلة أود أن أشارككم أمراً أعمق من ذلك. أود أن أشارككم مكانة الرياضات الإلكترونية الحقيقية، ولماذا نحن هنا اليوم». وواصل حديثه: «الركيزة الأساسية GP (كأس العالم للرياضات الإلكترونية) هي مفهوم الفريق الواحد بأربعة شركاء (الأندية، والفرق، اللاعبون، وتجربة تقديم الأفضل)». وقال: «من أجل تقديم أفضل الألعاب، عملنا مع جميع شركات النشر لنضيف ألعاباً جديدة ذات قيمة عالية. وفي العام الماضي، انضمّ إلينا أفضل 30 نادياً ضمن برنامج مخصص. ثم توسعنا هذا العام نحو أسواق جديدة، خاصة الهند والصين، لنصل إلى 40 نادياً في برنامج الأندية. هؤلاء يسردون قصة EWC من خلال كيفية تأهلهم، والمشاعر والقصص التي تُروى على مدار العام». وبيّن رالف راتشرت الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم لرياضات الإلكترونية: «عندما بدأنا هذه الرحلة، كانت رؤيتنا واضحة وبسيطة وهي جمع أفضل اللاعبين من نخبة الأندية حول العالم، للتنافس في أبرز الألعاب على جوائز تغيّر مجرى حياتهم». وتابع: «مهمتنا تتويج أفضل نادٍ عالمي بلقب (بطل كأس العالم للرياضات الإلكترونية)، من خلال صيغة فريدة متعددة الألعاب، وتوحّد مجتمع الألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم». وقال: «في العام الماضي، لحظة واحدة فقط كانت كفيلة بأن تظهر لنا ما يمكن تحقيقه عندما نضع اللاعبين، والجماهير، والأندية، والشركات الناشرة، والشركاء في قلب الحدث. وهذا العام، نعود من جديد، مع استمرار CE Esports في إعادة تشكيل هذا القطاع. البطولة نمت بسرعة مذهلة أسرع من توقعاتنا». وأضاف: «النمو لا يقتصر على الألعاب فقط، بل يشمل أيضاً طرق وصولنا للجماهير. فهذا الحدث يُعد الأضخم من حيث البث والتغطية الإعلامية. وما يميّز هذه البطولة ليس الحدث فقط، بل الطريقة التي نبني بها هذا الإرث بروح من التعاون، والانفتاح، والهدف المشترك. وبدعم كريم من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن قلب مدينتنا المضيفة الرياض، نبني بنية تحتية دائمة، وندفع عجلة النمو الاقتصادي، ونؤسس لمنظومة ألعاب مزدهرة تستمر حتى بعد انتهاء هذه البطولة». وختم بالقول: «بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 تدور حول فكرة بسيطة لكنها قوية (توحيد مجتمع الألعاب والرياضات الإلكترونية العالمي عبر الحدود وعبر الألعاب وبناء إرث يدوم)، فلنحتفل اليوم وفي الأسابيع المقبلة، بلاعبينا، وندعم أنديتنا، ولنواصل البناء معاً. مرحباً بكم مجدداً في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025».

مكابلي: «مونديال الرياضات الإلكترونية» هذا العام أكثر قوة وحماساً
مكابلي: «مونديال الرياضات الإلكترونية» هذا العام أكثر قوة وحماساً

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

مكابلي: «مونديال الرياضات الإلكترونية» هذا العام أكثر قوة وحماساً

عبر مايك مكابلي، المدير التنفيذي للعمليات في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، عن حماسه الشديد تجاه النسخة الحالية من البطولة، مشيرًا إلى أن عدد الرياضات المشاركة ارتفع من 21 إلى 24 رياضة، مع زيادة في أعداد اللاعبين والجماهير على حد سواء. وقال مكابلي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متحمسون جداً لهذه النسخة من البطولة، والتي تمتد على مدار 7 أسابيع حافلة بالتنافس بين نخبة اللاعبين من مختلف أنحاء العالم. كما أننا فخورون للغاية باستضافة السعودية لهذا الحدث للمرة الثانية على التوالي، إذ يشارك هذا العام نحو 2000 لاعب ولاعبة، ما يجعل المنافسة أكثر قوة واتساعًا». وأضاف: «المملكة استضافت البطولة العام الماضي بكل احترافية ومهنية عالية، وهذه النسخة أيضاً لاقت شغفًا كبيرًا من الجماهير، فضلًا عن الشعبية الواسعة التي تتمتع بها الفرق المشاركة واللاعبون. كثير من اللاعبين ألهموا عشاق الرياضات الإلكترونية حول العالم بأدائهم المميز، وقد ارتفعت قيمة الجوائز في هذه النسخة لتصل إلى 70 مليون دولار، في تأكيد على حجم التطور والاهتمام العالمي الذي تحظى به البطولة». يذكر أن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة في العاصمة السعودية الرياض تعد من أضخم الفعاليات العالمية في هذا القطاع، وتستمر على مدى 7 أسابيع، لتؤكد مكانة المملكة كمحور رئيسي يجذب عشاق ومتابعي الرياضات الإلكترونية من مختلف أنحاء العالم.

الزينة والجمال عند الفراعنة
الزينة والجمال عند الفراعنة

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

الزينة والجمال عند الفراعنة

ليست الأهرامات والمعابد والمقابر المنتشرة في كل ربوع مصر بعمارتها وزخرفها وما تحويه من تماثيل ومسلات وكنوز هي جل إبداع الفراعنة، بل هناك مجالات أخرى عديدة أبدع فيها الفراعنة، وسبقوا كل حضارات الأرض، ومنها بالطبع كل ما كان يختص بالزينة والجمال. كان حُسن المظهر ورشاقة الجسم والاهتمام بأمور الزينة من الأمور التي أولاها الفراعنة اهتماماً كبيراً منذ فجر تاريخهم، يؤكد ذلك ما تم العثور عليه في مقابرهم المبكرة، والتي تسبق عصر الكتابة، والعصور التاريخية من حلي، وأدوات زينة، ومنها المكاحل، والأمشاط، وأواني الزيوت العطرية. وقد وُجدت في كل من دفنات النساء والرجال، بل ومع دفنات الأطفال كذلك. وتشير المناظر المصورة على جدران المعابد والمقابر -وكذلك تماثيل الفراعنة- إلى اهتمامهم البالغ برشاقة الجسد، وتقديرهم للجسد الممشوق، فالنساء تصور بجسد رشيق متناسق الأعضاء يعلو رؤوسهن الشعر المستعار المصفوف. ويختلف شكل باروكة الشعر بحسب اختلاف موضة كل عصر. وقد بدأت بسيطة وبضفائر تصل إلى حد الكتفين خلال عصر الدولة القديمة (2686 قبل الميلاد وحتى 2181 قبل الميلاد)، وانتهت إلى باروكة مركبة بصفوف من الضفائر المنسقة في طبقات يعلو بعضها البعض في الدولة الحديثة (1550 قبل الميلاد وحتى 1070 قبل الميلاد). وكانت الضفائر تصل إلى ما فوق خصور النساء. أما وجوه السيدات، فاستعملت الزيوت العطرية المختلفة لترطيب البشرة، وتعطيرها، وكذلك مساحيق الوجه من كحل يحدد العينين ويعطيهما شكلهما الفرعوني المميز، إلى أحمر الشفاه، وبمختلف درجاته. ومنذ عصر الدولة الحديثة -أكثر من ثلاثة آلاف عام– نجد نساء هذا العصر يضعن أقماعاً من الدهون العطرية فوق باروكة الشعر، وفسر العلماء ذلك بأن حرارة الجو كانت تساعد على إذابة هذه الدهون العطرية لتمنح خصلات الباروكة أو الشعر الحقيقي رونقاً براقاً، بالإضافة إلى تعطير وترطيب الوجه والرأس. ولم يكن الذهب أغلى معدن في مصر القديمة كما يمكن أن يتصور البعض! وإنما كانت هناك أنواع من البخور والزيوت العطرية تفوق قيمتها قيمة الذهب، لما تكبده الفراعنة من مشقة للحصول على أغلاها وأجودها، بل وأندرها نوعاً كذلك. وكان يتم إحضارها من أماكن بعيدة، منها بلاد بونت مثلاً. ولذلك كانت أعظم هدية تهدى لامرأة في مصر الفرعونية هي قنينة من الزيت العطري الثمين. هذا ما نجده مصوراً على جدران الطريق الصاعد للملك «ساحورع» بأبو صير، فنرى الملك جالساً على عرشه وأمامه شجرة من أشجار الزيوت العطرية النادرة التي أحضرها من بلاد بونت لكي تزرع في حديقة قصره، وقد صور الملك في منظر نادر الوجود وهو يقتطف من الشجرة حبات الزيت العطري ليهديه إلى أمه الملكة «نفر حتب إس»، وسُجل نقش بديع لتخليد هذا الحدث الذي كان بمثابة أعظم هدية يهديها الملك لأمه. وبالمثل كانت العطور كذلك أعظم هدية تمنح لموظف كبير وهو المهندس المعماري «سندجم» بعد أن صمم قصر الملك «جد كارع إسسي»، وقد أمر الملك بتعطير جسد سندجم بالزيت العطري النادر المجلوب من بلاد بونت. أما الحديث عن الحلي عند الفراعنة، فقد أفردت له مجلدات ضخمة، ويكفي القول إن الفراعنة لم يتركوا حجراً ثميناً أو نصف ثمين إلا وصنعوا منه أجمل الحلي، من أساور، وعقود، وخواتم، وتمائم للزينة، وبتصميمات مختلفة للنساء والرجال، وحتى الأطفال، وهي تفوق في جمالها تصميمات أشهر بيوت صناعة وتصميم الحلي في عصرنا الحديث، وليس هناك أبلغ من دليل على ذلك سوى كنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وكنوز ملوك تانيس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store