logo
رسوم ترامب.. أزهار الأوركيد التايوانية تحصد التداعيات

رسوم ترامب.. أزهار الأوركيد التايوانية تحصد التداعيات

يحصد البستانيّ التايوانيَ لي تسانغ يو سلبيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الزيادات التي فرضتها واشنطن على الرسوم الجمركية رفعت بنسبة 20% ما يدفعه التاجر الآسيوي على أزهار الأوركيد التي يصدّرها إلى الولايات المتحدة.
لكنّ هذا الرجل الستيني الذي سبق أن كان شاهداً على أزمات عدة، لا يزال مصمماً على تنمية أعماله، فهو يسعى إلى إدخال أزهاره أسواقاً جديدة، أبرزها تايلاند، وإلى توسيع نشاطه في فيتنام وإندونيسيا والبرازيل.
ورغم توجهه إلى تقليص صادراته إلى الولايات المتحدة، يقرّ بأنها "تُمثل سوقًا ضخمة". ويقول "لا يمكننا أن ننسحب منها، ولن نفعل".
تزرع شركته "تشارمينغ أغريكلتشر" الأزهار في أربعة بيوت زجاجية كلّ منها بحجم ملعب للرغبي في هوبي، إحدى مقاطعات تاينان في جنوب غرب الجزيرة.
وتُعدّ تايوان من بين أكبر الدول المُنتجة للأوركيد، ويتجاوز عدد المُزارعين المُسجّلين فيها 300، بحسب وكالة "فرانس برس".
ووصل حجم صادرات هذا المنتج إلى 6.1 مليار دولار تايواني (نحو 204 ملايين دولار) عام 2024، ثلثها إلى الولايات المتحدة، أكبر أسواقها، وفقا للبيانات الرسمية.
وتمكّن معظم المزارعين إلى الآن من امتصاص التعريفات البالغة 10% التي فرضها ترامب على كل شركاء بلاده التجاريين تقريبا في أبريل/نيسان، بحسب الأمين العام لجمعية مزارعي الأوركيد التايوانية أهبي تسنغ.
لكنّ أحدا، في رأيه، "لا يستطيع تَحمُّل" الرسوم البالغة 20% التي فرضها ترامب على تايوان أخيراً، وباتت سارية اعتباراً من السابع من أغسطس/آب.
ووصفت الحكومة التايوانية هذه الرسوم الإضافية بأنها "موقتة"، ولا تزال تأمل في التفاوض على شروط أكثر ملاءمة لاقتصادها المعتَمِد بشكل كبير على صادرات أشباه الموصلات التي أعلن دونالد ترامب أنه يعتزم فرض رسوم جمركية عليها بنسبة 100%.
تَراجُع الطلب
إلاّ أنّ أية تسوية لم تُعلَن بعد. وما يزيد الطين بلّة بالنسبة إلى مزارعي الأوركيد أن الرسوم الأمريكية لا تتجاوز 15% على الواردات من هولندا التي تُعدُّ أزهارها من هذا النوع المنافِسَة الرئيسية لتلك التايوانية.
ويرى تسنغ إن فارق النقاط الخمس هذا، يجعل من الصعوبة بمكان تحميل المستهلكين التكلفة فورا، إذ قد يختارون عدم الشراء أو ابتياع أنواع أخرى من الزهور.
أمّا تخزين زهور الأوركيد في المستودعات، فليس خيارا مناسبا، نظرا إلى أن "نمو النبتات يستمر".
وليست الرسوم الجمركية وحدها ما يُقلِق لي تسانغ يو، اذ يخشى أكثر تراجع الاستهلاك في الولايات المتحدة بسبب الوضع الاقتصادي.
وإذ يلاحظ أن "كل شيء أصبح أكثر تكلفة" في الولايات المتحدة، يقول "منذ نهاية أيار/مايو، خفضنا شحناتنا (من الأوركيد) بنسبة 15%. قبل ذلك، كانت الولايات المتحدة تستحوذ على 45% من صادراتنا".
ويُعرب صاحب "تشارمينغ أغريكلتشر" عن اعتقاده بأن الأوركيد التايوانية ستستمر في جذب المستهلكين، بفضل أزهارها التي تدوم لمدة أطول من نظيرتها الهولندية، بحسب ما يشرح.
ويأمل في أن تُخفَّف الحواجز الجمركية الأمريكية في نهاية المطاف، إذ أن ترامب "لن يبقى رئيسا إلى الأبد".
FR
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض: ترامب ألغى أمرًا تنفيذيًا صدر في عهد بايدن بشأن المنافسة في الاقتصاد
البيت الأبيض: ترامب ألغى أمرًا تنفيذيًا صدر في عهد بايدن بشأن المنافسة في الاقتصاد

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

البيت الأبيض: ترامب ألغى أمرًا تنفيذيًا صدر في عهد بايدن بشأن المنافسة في الاقتصاد

أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألغى أمرًا تنفيذيًا صدر خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، كان يهدف إلى تعزيز المنافسة في الاقتصاد الأمريكي. وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا خاصًا بقطاع الأدوية، يهدف إلى تعزيز إنتاج الأدوية محليًا وخفض الاعتماد على الواردات، مع التركيز على تحسين سلاسل الإمداد وضمان توفر الأدوية بأسعار مناسبة. كما وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا يتعلق بمجال الفضاء، في خطوة تهدف إلى دعم برامج الاستكشاف الفضائي. ترامب يلتقي بوتين في ألاسكا لبحث الحرب في أوكرانيا يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستقبال نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة المقبلة، في اجتماع يركز على ملف الحرب في أوكرانيا. ومن المقرر أن يعقد اللقاء في القاعدة العسكرية المشتركة إلمندورف–ريتشاردسون بمدينة أنكوراج في ولاية ألاسكا، وهي قاعدة لعبت دورًا محوريًا في مواجهة الاتحاد السوفياتي خلال ذروة الحرب الباردة، وما تزال تحتفظ بأهميتها الاستراتيجية حتى اليوم.

الإمارات وروسيا: شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد
الإمارات وروسيا: شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد

الاتحاد

timeمنذ 3 ساعات

  • الاتحاد

الإمارات وروسيا: شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد

الإمارات وروسيا: شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد في سياق تحولات جيوستراتيجية متسارعة تفرض على الدول إعادة تموضعها في خريطة العلاقات الدولية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة انتهاج دبلوماسية نشطة قائمة على تنويع الشراكات وتعزيز المحاور الاقتصادية والسياسية. وتأتي الزيارة الرسمية التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى روسيا الاتحادية، لتكرّس هذا التوجه الاستراتيجي، من خلال مباحثات رفيعة المستوى مع الرئيس فلاديمير بوتين، تمحوّرت حول تعميق الشراكة الاستراتيجية والتنسيق حيال ملفات إقليمية ودولية. وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة خلال الزيارة أن العلاقات الإماراتية الروسية تقوم على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادل، وهي ليست وليدة لحظة سياسية أو مصالح آنية، بل تمتد لأكثر من خمسة عقود من التفاعل الدبلوماسي والاقتصادي، وهو ما يعكس تطوراً مستمراً في العلاقة يجعلها قادرةً على الصمود أمام التحديات الدولية المتغيرة. وتكشف هذه الرؤية عن إدراك إماراتي عميق بأن تعزيز الشراكات الكبرى لا يُبنى على الانحياز أو الاصطفاف، وإنما على مرونة استراتيجية تجعل من المصالح المتبادلة قاعدة صلبة للتعاون المتعدد الأبعاد. وفي هذا الإطار، تشكّل الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة، وفي مقدمتها «اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار»، انتقالاً نوعياً في مسار العلاقات بين الإمارات وروسيا نحو بناء أطر مؤسسية أعمق تعزز قطاعات عالية القيمة مثل التكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية. ويعكس هذا التوجه فهماً متبادلاً لأهمية الانتقال من علاقات تبادلية تقليدية إلى نماذج تكاملية تُنتج قيمة مضافة على مستوى الابتكار، والاستثمار، والنمو المستدام. كما أن توقيع مذكرة تفاهم في مجال النقل البري بين الجانبين يُعبّر عن اتساع النطاق الجغرافي والقطاعي للعلاقات الثنائية، ضمن رؤية إماراتية تسعى إلى بناء شبكة ترابط إقليمي دولي تنقل الشراكة إلى مستوى أعلى من التنسيق الاقتصادي واللوجستي. ولا يمكن قراءة هذه الاتفاقيات بمعزل عن سياقها الأوسع، حيث يشكّل توقيع اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار امتداداً لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة مسبقاً مع الاتحاد الأوراسي. ويعكس ذلك توجهاً إماراتياً مدروساً في التوسع باتجاه مناطق ذات ثقل سكاني واقتصادي كبير، وتبنِّي سياسة خارجية تستثمر في إعادة تشكيل التوازنات الجيواقتصادية العالمية، بعيداً عن التمركز التقليدي في المحاور الغربية أو الشرقية، بل عبر بناء علاقات أفقية مرنة مع مختلف القوى الدولية. وقد بلغت العلاقات مستوى الشراكة الاستراتيجية المتقدمة، لا سيما في ظل تقارب الرؤى بين البلدين حيال عدد من القضايا الإقليمية والدولية. ولم تعُد العلاقة ترتكز على الفضاء السياسي والدبلوماسي فحسب، بل توسعت أيضاً لتشمل كافة المجالات الحيوية، التي ترتبط مباشرةً بالأمن الاقتصادي والتنمية المستدامة. ويبرز التعاون في قطاع الطاقة كأحد المرتكزات الأساسية لهذه الشراكة، حيث تنسق الإمارات وروسيا جهودَهما من خلال تحالف «أوبك بلس»، بهدف تحقيق توازن الأسواق النفطية وضمان استقرار الإمدادات، في ظل اضطرابات دولية متزايدة في قطاع الطاقة.وعلى المستوى التجاري، بلغ حجم التبادل غير النفطي بين البلدين نحو 11.5 مليار دولار في عام 2024، مع نمو استثنائي بنسبة 75% في النصف الأول من عام 2025، وهي مؤشرات تعكس ديناميكية متصاعدة تنبئ بتحول العلاقة إلى مستوى من التكامل الاقتصادي الحقيقي. كما أن البيئة الاستثمارية في دولة الإمارات استقطبت أكثر من 4000 شركة روسية ونحو 650 علامة تجارية، ما يجعل من السوق الإماراتية بوابة مركزية للأنشطة الروسية في المنطقة والعالم. وفي المقابل، تستحوذ الاستثمارات الإماراتية على أكثر من 80% من مجمل الاستثمارات العربية في روسيا. هذه المؤشرات لا تعبّر فقط عن شراكة تجارية مزدهرة، بل تعكس نموذجاً إماراتياً متقدماً في استخدام أدوات القوة الناعمة الاقتصادية لتوسيع دائرة التأثير الاستراتيجي. فالعلاقة مع روسيا تتجاوز كونها شراكة تقليدية، لتصبح تعبيراً عن مقاربة جديدة في العلاقات الدولية، تُدار على أساس المصالح المتبادلة والانفتاح المتوازن، بعيداً عن سياسات الاستقطاب الدولي وترتكز على تعزيز الاستقرار وتنمية المصالح المتبادلة، لتُعد نموذجاً يُحتذى به في العلاقات الدولية، لا سيما في ظل الحاجة الملحة اليوم إلى شراكات مرنة، تنسجم مع تعقيدات النظام الدولي وتحديات المستقبل. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

أميركا تعلن عن تمويل قطاعي المعادن والمواد الخام
أميركا تعلن عن تمويل قطاعي المعادن والمواد الخام

الاتحاد

timeمنذ 3 ساعات

  • الاتحاد

أميركا تعلن عن تمويل قطاعي المعادن والمواد الخام

قالت وزارة الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستوفر تمويلاً مليار دولار لتسريع نمو قطاعي المعادن الحرجة والمواد الخام في الولايات المتحدة. وأضافت الوزارة في بيان أنها ستصدر إشعارات بفرص التمويل لتطوير تقنيات التعدين والمعالجة والتصنيع في سلاسل توريد المعادن الحرجة والمواد الخام وتوسيع نطاقها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store