logo
فضل الله: ايران تعرف كيف تحمي شعبها ولا تتكل على غيرها

فضل الله: ايران تعرف كيف تحمي شعبها ولا تتكل على غيرها

صيدا أون لاينمنذ 12 ساعات

أشار النائب ​حسن فضل الله​، الى أنه "لأصحاب الذاكرة المثقوبة وتزوير الحقائق، لم تكلَّف ايران يومًا أحدًا بالقتال عنها، فعندما يُعتدى عليها لا تسمح لها كرامتها الوطنية وسيادتها أن تتكل على غير قوتها الذاتية، وإرادة شعبها وقرار قيادتها، وهذا ما فعلته على مدى ثماني سنوات في التصدي للحرب الدولية التي فُرضت عليها في الثمانينيات، وهو ما كرَّرته عندما ردَّت على اغتيال قاسم سليماني، وعلى العدوان على قنصليتها في دمشق، وعلى اغتيال اسماعيل هنية على أرضها".
ولفت فضل الله، الى أن "اليوم تتولَّى بجدارة عالية الرد على العدوان الاسرائيلي، فهي تعرف كيف تحمي شعبها، وكيف تتغلَّب على أعدائها وتنتصر، وكلُّ الأحرار اليوم معها لأنَّها الدولة الوحيدة في العالم التي تقول لا للهيمنة والاحتلال والتبعية، وتقف إلى جانب المظلومين وتدافع عنهم، وتدفع ثمن موقفها الداعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة".
وذكر أن "محاولة زرع الوهم الاعلامي والسياسي على مدى سنوات طويلة بأنَّ ايران تعتمد على وكلاء وأذرع، فتكذبه الوقائع الميدانية، وهو لم يكن سوى تكرار لحملة التضليل الاسرائيلية بهدف نفي الصفة الوطنية والحقوق المشروعة للشعوب التي تدافع عنها حركات المقاومة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صاروخ "الحاج قاسم" يدخل حرب إيران - إسرائيل.. ماذا تقول المعلومات عنه؟
صاروخ "الحاج قاسم" يدخل حرب إيران - إسرائيل.. ماذا تقول المعلومات عنه؟

ليبانون 24

timeمنذ 38 دقائق

  • ليبانون 24

صاروخ "الحاج قاسم" يدخل حرب إيران - إسرائيل.. ماذا تقول المعلومات عنه؟

وقال المصدر إنه في الجولة الجديدة من الرد على إسرائيل ، استخدم الحرس الثوري الإيراني صاروخ "حاج قاسم" الباليستي التكتيكي الموجه والمزوّد بوقود صلب، وهو سلاح يحمل اسم قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي اغتالته أميركا بضربة جوية في العراق مطلع العام 2020. وكشف النقاب عن "حاج قاسم" في 2020، ويبلغ طوله قرابة 11 مترا، ويصل وزنه إلى 7 أطنان. ويحمل الصاروخ رأساً حربي بوزن نصف طن، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، حسبما ذكرت وكالة "مهر نيوز". ويعتبر "حاج قاسم" الجيل الجديد من صواريخ "فاتح 110″، ويتمتع بالقدرة على تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي. وتصل سرعة دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي 12 ماخ، بينما تبلغ سرعة اصطدامه بالأرض 5 ماخ. ومن مواصفات هذا الصاروخ أن إمكانية إطلاقه من وسط إيران يقلل بشكل كبير من إمكانية رصده قبل إطلاقه، كما يعطي فرصة أقل لأنظمة الدفاع الصاروخي المضادة لرد فعل محتمل. كذلك، فإن الرأس الحربي القابل للفصل لهذا الصاروخ الذي يتمتع بانعكاس راداري عالٍ جداً وسرعته العالية في دخول الغلاف الجوي تجعل من الصعب جداً على أنظمة صواريخ المضادة التعامل معه وتزيد بشكل كبير من معدل نجاح الهجوم الصاروخي. وأفاد مراسل " سكاي نيوز عربية" في القدس، فجر اليوم الأحد، بسقوط عدة صواريخ في تل أبيب وتضرر عدة مبان. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "50 صاروخاً أطلقت من إيران في الدفعة الثانية من الهجوم، اليوم الأحد". وحسبما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، فقد سقط 3 قتلى في بات يام جنوب تل أبيب جرّاء القصف الصاروخي الإيراني ، بالإضافة إلى 100 مصاب. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي ، فجر الأحد، تنفيذه لموجة هجمات واسعة النطاق في طهران على البنية التحتية لمشروع الأسلحة النووية الإيراني ومنشآت تخزين الوقود.

في رِحابِ عيدِ الله الأَكبر الغديرُ الأَغرُّ.. الإِمامَةُ نِظامٌ
في رِحابِ عيدِ الله الأَكبر الغديرُ الأَغرُّ.. الإِمامَةُ نِظامٌ

شبكة النبأ

timeمنذ 40 دقائق

  • شبكة النبأ

في رِحابِ عيدِ الله الأَكبر الغديرُ الأَغرُّ.. الإِمامَةُ نِظامٌ

الفرقُ بينَ الأُممِ والمُجتمعاتِ يتمظهرُ بالإِلتزامِ والتَّطبيقِ والإِحترامِ، فبينما تحرَص الأُمم المُتحضِّرة على الإِلتزامِ بالنِّظامِ والدِّفاعِ عنهُ والتَّواصي والتَّعاون على تطبيقِ القانونِ، ترى الأُمم والمُجتمعات المُتخلِّفة تتسابق فيما بينِها لكسرِ النِّظامِ والتَّجاوزِ على القانون وتكريسِ حالةِ الفوضى في كُلِّ مكانٍ وفي كُلِّ شيءٍ. وهذا الأَمرُ لا علاقةَ لهُ بالإِلتزامِ... والنِّظامُ، وهو ضدَّ الفوضى، جَوهر كُلَّ التَّشريعات السماويَّةِ منها والأَرضيَّة، فالقرآنُ الكريم عندنا مَثلاً هوَ (ونَظْمَ مَا بَيْنِكُمْ) كما يصفهُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع). والنِّظامُ هوَ القانون والقانونُ هوَ الحقُوق التي هيَ (فَرِيضَةٌ فَرَضَهَا اللَّه سُبْحَانَهُ لِكُلٍّ عَلَى كُلٍّ فَجَعَلَهَا نِظَاماً لأُلْفَتِهِمْ) كما يقولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع). وفي مدرسةِ أَهلِ البيتِ (ع) فإِنَّ الإِمامةَ [الوِلاية] هي أَصلُ كُلَّ ذلكَ وهيَ بمثابةِ العمودِ الفقري وحجرِ الزَّاوية في النِّظامِ والقانونِ كما يصفُها أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (الإِمامةُ نِظامُ الأُمَّةِ) وكذلكَ في قولِ الإِمامِ عليِّ بن موسى الرِّضا (ع) (إِنَّ الإِمامةَ زِمامُ الدِّينِ ونِظامُ المُسلمينَ وصلاحُ الدُّنيا وعِزُّ المُؤمنينَ) فعندما يحكُم النِّظام المُجتمع ويكونُ القانون فوقَ الجميع بلا أَيِّ شكلٍ من أَشكالِ التَّمييزِ، عندها لا يشعُر مُواطنٌ بالغُبنِ ولا يتعرَّض أَحدٌ لظُلمٍ ولا يُسحقَ حقٌّ فيعيشُ النَّاسَ بعزٍّ. وفي قولٍ عظيمٍ لأَميرِ المُؤمنينَ (ع) يشرح معنى وضَرورة النِّظام في المُجتمعِ بقولهِ (مكانُ القيِّمِ بالأَمرِ مكانُ النِّظامِ من الخَرزِ يجمعُهُ ويضمُّهُ، فإِن انقطعَ النِّظامُ تفرَّقَ وذَهبَ ثُمَّ لمْ يَجتمِع بحَذافِيرهِ أَبداً). ولذلكَ ذكرَ (ع) النِّظامَ وضرُورتهِ وأَوصى بهِ فساواهُ بتقوى الله تعالى ومَخافتهِ في آخرِ وصيَّةٍ لهُ لولدَيهِ السِّبطَينِ الحسنَينِ (ع) لمَّا ضربهُ عدُوَّ الله المُجرم إِبنَ مُلجِم لعنهُ اللهُ في محرابِ صلاةِ الفجرِ بقولهِ (ع) (أُوصِيكُمَا وجَمِيعَ وَلَدِي وأَهْلِي ومَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي، بِتَقْوَى اللَّه ونَظْمِ أَمْرِكُمْ وصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (ص) يَقُولُ (صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ)). وإِنَّما الفرقُ بينَ الأُممِ والمُجتمعاتِ يتمظهرُ بالإِلتزامِ والتَّطبيقِ والإِحترامِ، فبينما تحرَص الأُمم المُتحضِّرة على الإِلتزامِ بالنِّظامِ والدِّفاعِ عنهُ والتَّواصي والتَّعاون على تطبيقِ القانونِ، ترى الأُمم والمُجتمعات المُتخلِّفة تتسابق فيما بينِها لكسرِ النِّظامِ والتَّجاوزِ على القانون وتكريسِ حالةِ الفوضى في كُلِّ مكانٍ وفي كُلِّ شيءٍ. وهذا الأَمرُ لا علاقةَ لهُ بالإِلتزامِ الدِّيني من عدمهِ، وما إِذا كانت الدَّولة [دينيَّةٌ] أَم [علمانيَّة] لا تُؤمن بدينٍ معيَّنٍ للدَّولةِ، لانَّ النِّظامَ والقانون حاجةٌ وضَرورةٌ إِنسانيَّةٌ من المُستحيلِ الإِستغناءِ عنها فالبديلُ هي الفَوضى. لذلكَ نُلحظُ أَنَّ نبيَّ الله يوسُف (ع) عندما أَرادَ أَن يكيدَ لإِخوتهِ للإِبقاءِ على شقيقهِ عندَهُ لم يشأ اَن يُحقِّقَ ذلكَ بالفوضى أَو خارج سُلطة القانون، وإِنَّما وضعَ خُطَّتهُ المُحكمةِ وفعلَ كُلَّ ذلكَ في إِطارِ [دينِ الملكِ] أَي قانون الدَّولة التي كان يحكمَها الملك [الفرعُون] ومن دُونِ أَن يتجاوزَ الأَخلاق أَو يتجاهلَ المبادئ والقِيَم! إِذ ليسَ من أَخلاقِ الأَنبياءِ والأَوصياءِ التَّجاوزِ على النِّظامِ والقانونِ بذريعةِ [الشرعيَّةِ الذاتيَّةِ] التي يمتلكونَها من السَّماءِ بسببِ الوحي أَو بذريعةِ أَنَّ الدَّولة غَير [مُتديِّنة]. يقولُ تعالى (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ). ذات المبدأ والقِيمة الرساليَّة العُليا أَشارَ إِليها أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ عندما تكالبَت عليهِ الأُمَّةُ لمُبايعتهِ خليفةً لها (دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولَا تَثْبُتُ عَلَيْه الْعُقُولُ، وإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ، واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوه أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!). وعندما هدَّدَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) فاسداً سرقَ بيت المال أَكَّد مفهُوم [القانون فوقَ الجَميع] حتَّى لا يمُرَّ بخاطرِ أَحدٍ من ضِعافِ النُّفوسِ بأَنَّ التَّهديدَ سببهُ محسوبيَّةً مثلاً أَو منسوبيَّةً أَو لانتقامٍ أَو ما إِلى ذلكَ. يقولُ (ع) (ووَاللَّه لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ فَعَلَا مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتَ مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ ولَا ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وأُزِيحَ الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا). تأسيساً على ذلك، فعندما ترى الفَوضى ضاربةٌ في طولِ مُجتمعٍ ما وعَرضهِ، فتيقَّن بأَنَّهُ أَبعد ما يكونُ عن جوهرِ الإِمامةِ ومعناها الحقيقي، حتَّى إِذا رفع شِعارات الإِمامة وتغنَّى بالغديرِ وافتخرَ بلافتاتهِ، فالإِمامةُ ليست شِعارات فارغة أَو لافتات ملوَّنة من دونِ جَوهرٍ أَو معنى، أَبداً. إِذا رأَيتَ الفوضى في الفتاوى وفي منبرِ الصَّلاةِ وفي الدَّولة وفي السِّياسة والإِعلام والتَّعليم والسُّوق وفي التِّجارةِ والمُرورِ وفي الأُسرةِ والمحلَّةِ والعشيرةِ وفي كُلِّ شيءٍ فاعلم أَنَّهُ مُجتمعٌ لا علاقة لهُ بالإِمامةِ!. كذلكَ إِذا رأَيتَ القويُّ يفلت من القانُون والمُتنفِّذ يتحايل على النِّظام فيما يصطاد القانُون الضَّعيف غير المدعُوم فاعلم أَنَّ هذا المُجتمع لم يفهم شيئاً من الإِمامةِ وروحِها وجوهرِها. فالولائي الحقيقي ليسَ فوضويّاً بل على العكسِ فهو يُحبُّ النِّظام ويدعو إِلى احترامِ القانون ويتمسَّك بشرفهِ الوطني ولا يبيعهُ لأَحدٍ أَبداً. أَمَّا إِذا رأَيتَ مُجتمعاً يحترِم النِّظام ويُقدِّس القانون فتأَكَّد بأَنَّهُ مجتمعٌ [ولائيٌّ] حتَّى إِذا لم يفهم من الإِمامةِ شيءٌ، لأَنَّ تقديس النِّظام والقانون هو تقديسٌ لروحِ الإِمامةِ وجوهرِها الحقيقي، وهوَ المطلُوب!.

يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية
يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية

شبكة النبأ

timeمنذ 40 دقائق

  • شبكة النبأ

يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية

عندما تولى الامام علي (ع) قيادة الامة من بعد الرسول (ص) لم يكن رئيساً للعرب ولا اميرا للمسلمين بل كان اماما لكل الإنسانية، وكان لا ينظر الى نسب الشخص او عرقه او لونه، وانما الى دينه وضميره النقي الطاهر، وهذه تدل على ان الاختيار الإلهي بان يكون الامام خليفة الرسول... قبل يومين وعند اقتراب ذكرى يوم الغدير الاغر، لاحظت بعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي يطرحون سؤلاً حول جدوى الاحتفال بالذكرى مع انها واقعة تاريخية مضى عليها أكثر من الف واربعمائة عام، وهذا السؤال افترض فيه حسن النية، ولا اذهب الى غيرها، لكن هذا السؤال فيه تحفيز لقراءة مناسبة يوم الغدير ومعرفة أهميتها التاريخية والدينية، وعلاقتها بحياتنا اليومية. وحيث اني سبقت وان تناولت البعد الدستوري لهذه المناسبة الغراء في مادة نشرتها العام الماضي والموسومة (قراءة دستورية لمناسبة عيد الغدير الاغر)، الا ان ابعادها لا تنتهي وانما تتجدد في كل ذكرى لها، والسبب في ذلك لإنها تتعلق بالرسول الاكرم (ص) وهي من اعماله واقوله وتوصياته، وحيث انه لا ينطق عن الهوى وعلى وفق الآية الكريمة ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) وانما قوله قول الله وقوله سنة يلزم بها كل مسلم ومؤمن، وفي يوم الغدير لنا سنن ثبتها الرسول الاكرم، في السنة الفعلية عندما اصطفى الامام علي من بين اتباعه ورفع يده وأشار اليه بالتخصيص، وفي السنة القولية قوله (أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ). وهذه الواقعة التاريخية لا تختص بالأمام علي (ع) بل ان الله اختص بها رسوله وجعلها من واجباته، عندما امره الله عز وجل بإعلان العهد الى الامام علي (ع) بان يكون وصيه وخليفته من بعده وعلى وفق قوله الشريف في خطبة الغدير (اِنَّهُ قَدْ أعْلَمَني أَنّي إنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أَنْزَلَ إلَيَّ في حَقِّ عَلِيٍّ فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْ ضَمِنَ لي تَبارَكَ وَتَعالى الْعِصْمَةَ مِنَ النّاسِ وَهُوَ اللهُ الْكافِي الْكَريمُ). فَأَوْحى إلَيَّ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في عَلِيٍّ، يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِب ـ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ). ولان أهميتها تكمن في اختيار المرسل الى وصي رسوله ليكمل المهمة من بعده، فكان لابد وان يكون الوصي من صنف الرسول يتصف بصفاته ويسير على خطاه، وحيث ان النبي (ص) هو نبي الرحمة ورسول الإنسانية، فكان ولابد وان يكون خليفته من بعد امام للإنسانية جميعاً، وقد تلمسنا هذه الإنسانية بأنصع صورها في أفعال واقوال الامام (ع) وكان عندما تولى الامام علي (ع) قيادة الامة من بعد الرسول (ص) لم يكن رئيساً للعرب ولا اميرا للمسلمين بل كان اماما لكل الإنسانية، ومن الدلائل على ذلك قول الامام في ابيات من الشعر حيث يجعل معيار القرب والدنو من الله هي الإنسانية ومدى التمسك بعقيدة الإسلام السمحاء بقوله . لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ --- فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ --- وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب كما ورد عن الامام (ع) موقف يدل على ان الإنسانية هي دستوره في الحكم، وكان لا ينظر الى نسب الشخص او عرقه او لونه، وانما الى دينه وضميره النقي الطاهر، وفي واقعة ذكرتها كتب الادب كما وردت في نهج البلاغة عندما جاء اليه أحد العرب وهو الصحابي قيس بن الاشعث، وكان أحد زعماء قبيلة كندة الكبيرة في اليمن قبل الإسلام. له تاريخ طويل ومتقلب، على وفق ما ذكرته كتب التاريخ، حيث طلب منه طرد بعض الأشخاص من غير العرب مع انهم من المسلمين، وكان الامام يخطب على المنبر وانقلها كما وردت في نهج البلاغة وكتاب الكامل في اللغة للمبرد وعلى وفق الاتي (جاء الأشعث إليه وهو على المنبر، فجعل يتخطى رقاب الناس حتى قرب منه ثم قال: يا أمير المؤمنين، غلبتنا هذه الحمراء على قربك -يعنى العجم- فركض المنبر برجله، حتى قال صعصعة بن صوحان: ما لنا وللأشعث! ليقولن أمير المؤمنين عليه السلام اليوم في العرب قولا لا يزال يذكر، فقال عليه السلام: من يعذرني من هؤلاء الضياطرة! يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجر قوما للذكر، أفتأمرونني أن أطردهم، ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين! أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدء). وهذه تدل على ان الاختيار الإلهي بان يكون الامام خليفة الرسول الاكرم، لأنه امتداد نهجه في تغليب الإنسانية على العصبية، فكان اميرا للإنسانية ، واحتفالنا هو لتجديد العهد بالالتزام بالنهج الإنساني، والتأكيد على ان الإسلام دين الإنسانية، وتذكرنا بواجبنا الإنساني والديني تجاه الضحايا في غزة العز والكرامة، كما تذكرنا بواجبنا تجاه من قال الامام عنهم بانهم سيضربون ويقاتلون الكفر وشراذم الشر من اجل العودة الى الإنسانية التي هي جوهر الإسلام، لأنه قد اقسم على ذلك بأعظم قسم بقوله (أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا) حيث يتعرض شعب ايران المسلم الى هجمة وحشية من أعداء الإنسانية اليهود الصهاينة. وفي الختام اقول اننا نجد عهد الانسانية بالثبات على الولاية اعتقاداً ومنهجاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store