logo
هل نجحت ضربات ترامب في تدمير منشآت إيران النووية؟

هل نجحت ضربات ترامب في تدمير منشآت إيران النووية؟

يورو نيوزمنذ 4 ساعات

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربات الجوية الأمريكية التي نفذتها الولايات المتحدة فجر الأحد، أسفرت عن تدمير "تام وشامل" للمنشآت النووية الإيرانية الرئيسية الثلاث في فوردو ونطنز وأصفهان.
إلا أن الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، امتنع عن إعطاء تقييم قاطع في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الأمر "سيستغرق بعض الوقت" لتحديد مدى الضرر الذي لحق بهذه المنشآت بدقة.
في المقابل، أكد المسؤولون الإيرانيون أن التأثير الفعلي للضربات على البرنامج النووي الإيراني كان محدوداً.
وقد شاركت 125 طائرة عسكرية أمريكية في العملية التي حملت اسم "مطرقة منتصف الليل"، من بينها سبع قاذفات متقدمة من طراز B-2 تحمل 14 قنبلة خارقة للتحصينات بوزن 13 ألف كيلوغرام لكل واحدة. كما أطلقت غواصة أمريكية ما يصل إلى 30 صاروخ كروز في موازاة القصف الجوي.
وتظهر في صور الأقمار الصناعية الجديدة آثار الضرر الكبير الذي لحق بالمنشآت الإيرانية، وهو ما يدعم التصريحات الأخيرة لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
ويشير الخبراء مع ذلك إلى أنه رغم وجود أدلة واضحة على أضرار مادية، لم يتم تسجيل أي انتكاسة ملموسة بعد في تقدم البرنامج النووي الإيراني.
علامات على وجود أضرار كبيرة في قاعات التخصيب في فوردو
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية ستة آثار لحفر في موقع فوردو النووي الإيراني، يعتقد خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي أنّها ناتجة عن إصابة قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات للموقع.
وتقع منشأة فوردو، وهي محطة تخصيب سرية لإيران، على عمق يصل إلى 90 مترًا تحت جبل على بعد 30 كيلومترًا شمال مدينة قم. وتُعد هذه المنشأة واحدة من أكثر المواقع تحصينًا في البرنامج النووي الإيراني، وتحتوي على قاعات متعددة، تُعرف باسم "القاعات التعاقبية"، تضم أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.
وكان يُعتقد أن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، وخاصة نوع GBU-57 ذات الوزن الثقيل (13 ألف كجم)، هي الوحيدة القادرة على اختراق الجبل والوصول إلى تلك القاعات. ويمكن لواحدة من هذه القنابل أن تخترق ما يعادل 18 مترًا من الخرسانة أو 61 مترًا من التربة قبل أن تنفجر.
وتظهر الصور الجديدة أن الحفر الموجودة قريبة من فتحة تهوية في الموقع تحت الأرض، وهو ما قد يكون سمح بمرور القنابل عبر البنية بشكل أكثر فعالية نحو القاعات الداخلية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان يُعتقد أن إيران تخزن في فوردو ما يصل إلى 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، أي قريبة من النسبة اللازمة لتصنيع السلاح النووي.
أشار خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي إلى أن الأنفاق المؤدية إلى قاعات التخصيب في منشأة فوردو النووية كانت مملوءة بالتربة، فيما يبدو أنه استعداد إيراني مسبق للحد من الأضرار المحتملة جراء الهجوم الأمريكي.
واعتبر هؤلاء الخبراء أن "من المحتمل جدًا" أن تكون قاعات التخصيب قد تضررت بشدة أو حتى دُمرت بالكامل، مشيرين إلى وجود حطام ناتج عن الانفجارات على سطح الجبل.
من جانبه، أفاد مركز المصادر المفتوحة (OSC) ومقره لندن بأن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن بعض "نقاط الارتطام" للقنابل تقع مباشرة فوق القاعة الرئيسية في المجمع التعاقبي.
وقال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الاثنين: "بالنظر إلى الحمولة المتفجرة المستخدمة والطبيعة الحساسة للغاية لأجهزة الطرد المركزي، من المتوقع أن يكون قد حدث ضرر كبير للغاية".
ولفتت الوكالة إلى أنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية المستهدفة لفحصها عن كثب، وأضافت أن "لا أحد" قادر حاليًا على تقييم مدى الضرر بشكل كامل. وطالبت الوكالة بـ"الوصول الكامل" إلى هذه المنشآت، متهمة إيران في وقت سابق من هذا الشهر بعدم "التعاون الكامل" خلال عمليات تفتيش سابقة.
رغم المؤشرات المرئية على الدمار الكبير، أُثيرت تساؤلات حول نقل إيران مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب من داخل منشأة فوردو قبل تنفيذ الضربات.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن ما يصل إلى 16 شاحنة كانت متوقفة على طول الطريق المؤدي إلى مداخل الأنفاق في فوردو قبل أقل من 48 ساعة من الهجوم، وهو ما يشير إلى تحرك سريع لإخلاء المواد النووية إلى موقع غير معروف.
"تدمير" منشآت نطنز، حسب تقديرات الخبراء
أفاد خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي (ISS) بأن منشأة نطنز النووية، التي تُعتبر الأكبر في إيران من حيث التخصيب النووي، تعرضت لإصابة مباشرة بقذيفة من طراز GBU-57، وذلك بناءً على تحليل صور الأقمار الصناعية.
وأوضح الخبراء أن "هناك فتحة اختراق واضحة ناتجة عن انفجار قنبلة من طراز GBU-57 (MOP) فوق قاعات التخصيب المدفونة مباشرة"، مشيرين إلى احتمال كبير بأن هذا الانفجار قد أدى إلى تدمير المنشأة بالكامل.
يذكر أن موقع نطنز كان قد تعرض سابقًا لغارات جوية نسبت إلى إسرائيل في مناسبتين منذ اندلاع النزاع في 13 يونيو الماضي.
أضرار واضحة لحقت بالمنشآت فوق الأرض في أصفهان
وكان مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية آخر المواقع المستهدفة في العملية الأمريكية، وهو يُعتقد أنه يضم مئات العلماء النوويين ويعد مركز أبحاث رئيسيًا للبرنامج النووي الإيراني.
وبحسب التقارير، فإن صواريخ كروز التي أُطلقت من غواصة أمريكية شاركت في الهجوم المنسق، أصابت مباني ومداخل أنفاق داخل المنشأة.
وتظهر في صور الأقمار الصناعية المتداولة آثار أضرار واضحة في المنشآت الواقعة فوق الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع كان قد تعرض سابقًا لضربات نسبت إلى إسرائيل منذ اندلاع النزاع.
ويؤكد خبراء في معهد العلوم والأمن الدولي أن منشأة تحويل اليورانيوم ومداخل الأنفاق المؤدية إلى المجمع تحت الأرض في أصفهان قد تكون دُمرت جراء الضربات الأمريكية.
ويرى هؤلاء الخبراء أن الإيرانيين قاموا، كما في حالة فوردو، بردم الأنفاق في محاولة لتقليل انتشار المواد المشعة أو الخطر الناتج عن الهجوم.
إلا أن الدكتور جيفري لويس، الخبير في منع الانتشار النووي وأستاذ في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية، أعرب عن اعتقاده بأن الضربات لم تنجح في تدمير الأنفاق الرئيسية التي يُعتقد أنها كانت تحتوي على اليورانيوم عالي التخصيب.
وأضاف الدكتور لويس أن من المرجح أن تكون هذه المواد قد نُقلت من موقع أصفهان قبل تنفيذ الهجوم، مشيرًا إلى تكرار ما حدث في فوردو.
وتابع: "يجب أن نحكم على هذه الضربة من خلال هدفها الحقيقي، وليس من خلال الخطاب القانوني المتعلق بالدفاع عن النفس. إذا تركت الضربة النظام الحالي، أو شكلًا قريبًا منه، في السلطة مع خيار نووي متاح، فإن هذه الضربة ستكون قد فشلت من الناحية الاستراتيجية".
ساهم كاموران سمر في الصور المستخدمة في هذا التقرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قمة حلف الأطلسي: الاتجاه نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاعي استجابة لضغوط دونالد ترامب
قمة حلف الأطلسي: الاتجاه نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاعي استجابة لضغوط دونالد ترامب

فرانس 24

timeمنذ 41 دقائق

  • فرانس 24

قمة حلف الأطلسي: الاتجاه نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاعي استجابة لضغوط دونالد ترامب

من المتوقع أن يعلن الحلف الأطلسي عن قفزة غير مسبوقة في ميزانيته الدفاعية، خلال القمة التي ستنطلق الثلاثاء بمدينة لاهاي الهولندية وذلك تحت ضغط مباشر من دونالد ترامب الذي دعا الدول الغربية إلى رفع من الميزانية المالية المخصصة لتمويل هذه المنظمة العسكرية الغربية التي تضم 32 بلدا، إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. كما تهدف القمة أيضا إلى رسم معالم مستقبلية وجديدة للحلف مع تفادي الدخول في صراع مباشر مع الرئيس الأمريكي، الذي أعلن مرار بأن على الدول الغربية أن تتولى الدفاع عن نفسها عسكريا وعدم الاتكال عليها. ويأتي هذا اللقاء بعد ساعات قليلة من إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوما من الحرب والقصف المتبادل بين البلدين. فيما يأمل الأمين العام للحلف، مارك روته ألا تقلب تطورات الشرق الأوسط وقرار وقف الحرب بين طهران وتل أبيب جدول أعمال القمة التي وصفها بأنها "تاريخية"، خاصة بعد تصاعد المخاوف من انسحاب أمريكي محتمل من الحلف. من جهة أخرى، يتوقع أن يصل الرئيس الأميركي مساء الثلاثاء للمشاركة في حفل عشاء رسمي بدعوة من ملك هولندا، فيليم ألكسندر. أما أوكرانيا، التي كانت ضيف الشرف في القمة التي انعقدت العام الماضي في واشنطن، فستحضر هذه المرة بشكل أكثر تواضعاً، نتيجة للتحفظات الأميركية. كما سيكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاضراً في لاهاي، ولكن ليس بصفة مشارك رسمي في القمة، بل كضيف على العشاء الملكي. ويأمل الرئيس الأوكراني في مقابلة الرئيس الأميركي، بعدما أخفق في لقائه الأسبوع الماضي خلال قمة مجموعة السبع في كندا. ارتفاع في الميزانية الدفاعية ب 5% بحلول 2035 لم يتوقف دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض عن الضغط على الدول الأوروبية وكندا لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي هذا السياق، توصل الأعضاء الـ32 إلى تسوية تقضي بتخصيص 3.5% من الناتج المحلي للإنفاق العسكري المباشر، و1.5% إضافية لتغطية مجالات أمنية أوسع مثل الأمن السيبراني والتنقل العسكري، وذلك بحلول عام 2035. ويُعتبر بلوغ نسبة 3.5% بحد ذاته جهداً كبيراً، حيث يتطلب مئات المليارات من اليوروهات، خاصة أن العديد من الدول لا تزال تكافح للوصول إلى الحد الأدنى المتفق عليه في 2014 والبالغ 2%. وأعرب مارك روته الإثنين، عن ارتياحه لهذه "الخطوة الكبرى إلى الأمام". وكانت واشنطن تأمل في أن يقتصر البيان الختامي للقمة، على هدف 5% فقط، لكن الأوروبيين أصرّوا على ضرورة الإشارة إلى التهديد الروسي. من ناحيته، وخلال مداخلة مساء الاثنين، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التزام بلاده بالوصول إلى 5% من الزيادة في الانفاق العسكري وقال: "علينا أن نتحلى بالمرونة والسرعة والرؤية الوطنية الواضحة من أجل ضمان أمن المواطنين". فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيم الألماني فريدريش ميرتس، في مقال مشترك نُشر مساء الاثنين في صحيفة فايننشال تايمز ، على أن أوروبا بحاجة لإعادة التسلح، "ليس لأن أحداً يفرض علينا ذلك، بل لأننا واعون بواجبنا تجاه مواطنينا". كما وجّها رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي مفادها أن "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في أوروبا هو روسيا"، داعيين إلى "زيادة الضغط على موسكو، بما في ذلك من خلال العقوبات"، لتحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. هل يفسد دونالد قمة لاهاي؟ ومن المتوقع أن يخصص البيان الختامي للقمة فقرة لأوكرانيا، حيث سيؤكد الحلفاء مجدداً دعمهم لكييف، والذي بلغ حتى الآن حوالي 35 مليار يورو خلال هذا العام، وفقاً لما أكده روته يوم الاثنين. هذا الأخير ورغم كل التنظيم المحكم للقمة، يخشى من خرجة مفاجأة وفي أخر لحظة من دزنالد ترامب. وفي هذا الشأن تحديدا، قال كاميل غران، الذي يعمل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا مرت القمة بشكل طبيعي إلى حد ما، فسيُعتبر ذلك نجاحاً". وأضاف: "لكن لا تزال هناك الكثير من الأمور المجهولة، والأسئلة التي لم يُحسم أمرها بعد"، مشيراً إلى أن "العقدة الأساسية بين روسيا وأوكرانيا لن تُحل في لاهاي، لكنها تبقى الدافع الرئيسي وراء رغبة الأوروبيين في زيادة الإنفاق". فهل ستدفع قمة لاهاي الوحدة العسكرية الغربية إلى الأمام الأكثر أم سيلعب دونالد ترامب دور مثبط المرح؟

بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران النووية؟
بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران النووية؟

فرانس 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • فرانس 24

بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران النووية؟

الشرق الأوسط 08:06 اسرائيل تضرب منشأة فوردو النووية الايرانية وتقول إنها تهدف لقطع طرق الوصول إليها بعد يومين من تسديد الولايات المتحدة ضربة غير مسبوقة للمنشأة المحصنة، مسؤول الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي توقع أضرارا جسيمة في الموقع النووي، لكن بعض الخبراء أكدوا أن الشكوك ما زالت قائمة حول تأكيد تدمير الموقع وأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، في حين يطالب غروسي بالسماح بوصول مفتشي الوكالة لليورانيوم المخصب في ايران،، فهل هذا يعني أن النووي الإيراني لم يدمر سوى جزئيا؟ وما قدرة ايران على إعادة بناء برنامجها؟ ضيف صدى المشرق الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية المصرية علي اسلام

مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟
مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟

يورو نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • يورو نيوز

مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟

مع تصاعد المواجهة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، عقب الضربات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة: هل لا تزال هناك إمكانية واقعية للتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، أم أن مسار الدبلوماسية قد انتهى فعليًا؟ ضربة مزدوجة ورسائل أعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترامب أن الهجوم الذي شنّته القوات الأميركية على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز قد "حرم إيران من القنبلة الذرية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استعداده للدخول في محادثات معها. هذا الموقف الذي يجمع بين الحزم والانفتاح، يعكس استراتيجية أميركية تهدف إلى فرض شروط تفاوضية جديدة على طهران من موقع القوة. من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده لا تسعى إلى إطالة أمد الحرب، مضيفًا أن العمليات العسكرية لن تستمر "أكثر مما هو مطلوب". ويُفهم من هذا التصريح أن إسرائيل ربما تعتبر أن أهدافها التكتيكية قد تحققت جزئيًا، وأنه يمكن الآن التفكير بخيارات غير عسكرية. طهران: لا أرضية للتفاوض الآن على الطرف المقابل، لم تُبدِ إيران حتى الآن أي إشارة إلى قبول مبدأ العودة إلى طاولة المفاوضات. بل على العكس، فإن الخطاب الرسمي يميل إلى التشكيك في جدوى أي حوار في ظل ما تعتبره "عدوانًا غير مشروع" على منشآت نووية مدنية. ومما يزيد المشهد تعقيدًا، ما تداولته وسائل إعلام رسمية في طهران عن مصادقة البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرّح روح الله متفكر آزاد، عضو هيئة رئاسة البرلمان، بأن هذا التوجه يأتي ردًا على انحياز المنظمة الدولية، فيما طالب رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بالحصول على "ضمانات موضوعية" قبل استئناف أي تعاون مع الوكالة. واعتبر قاليباف أن الوكالة "لم تفِ بالتزاماتها"، واصفًا إياها بأنها "تحولت إلى أداة سياسية"، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، ما يعيد التذكير بالرواية الإيرانية المستمرة حول سلمية البرنامج. هل لا يزال هناك برنامج يمكن التفاوض عليه؟ يبقى السؤال الجوهري في صلب هذه الأزمة: هل لا يزال هناك برنامج نووي قائم يمكن التفاوض بشأنه أصلًا؟ فوفق تصريحات أميركية وإسرائيلية، فإن المنشآت المستهدفة أصيبت بأضرار جسيمة، ويُقال إنها فقدت الكثير من قدرتها التقنية على تخصيب اليورانيوم. من الناحية الإيرانية، يمكن أن يُستخدم هذا الواقع الجديد كذريعة للقول إنه لا جدوى من التفاوض على برنامج دُمّر فعليًا بحسب تصريحات واشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل غياب ضمانات دولية حقيقية. وقد تجد طهران في ذلك فرصة للهروب من أي التزام مستقبلي أو رقابة دولية تحت مظلة الوكالة الذرية، بحجة أن الملف قد طُوي عسكريًا. رغم التصريحات الغربية المنفتحة على التفاوض، فإن المؤشرات الصادرة من طهران توحي بانسداد سياسي متزايد. الضربات التي استهدفت المنشآت النووية قلّصت من قدرة إيران الفنية، لكنها في المقابل عززت شعورها بالعزلة وانعدام ثقتها بالمجتمع الدولي، ما دفعها إلى خيارات تصعيدية كتعليق التعاون مع الوكالة الدولية. وعليه، فإن إمكانية التفاوض لا تبدو منعدمة بالكامل، لكنها باتت مشروطة بجملة من العوامل: التوقيت، والضمانات، والسياق الإقليمي العام. وفي ظل التصعيد الحالي، يصعب القول إن المسار التفاوضي قابل للاستئناف في المدى القريب، إلا إذا حدث تغير نوعي في المواقف من كلا الطرفين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store