
قمة حلف الأطلسي: الاتجاه نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاعي استجابة لضغوط دونالد ترامب
من المتوقع أن يعلن الحلف الأطلسي عن قفزة غير مسبوقة في ميزانيته الدفاعية، خلال القمة التي ستنطلق الثلاثاء بمدينة لاهاي الهولندية وذلك تحت ضغط مباشر من دونالد ترامب الذي دعا الدول الغربية إلى رفع من الميزانية المالية المخصصة لتمويل هذه المنظمة العسكرية الغربية التي تضم 32 بلدا، إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي.
كما تهدف القمة أيضا إلى رسم معالم مستقبلية وجديدة للحلف مع تفادي الدخول في صراع مباشر مع الرئيس الأمريكي، الذي أعلن مرار بأن على الدول الغربية أن تتولى الدفاع عن نفسها عسكريا وعدم الاتكال عليها.
ويأتي هذا اللقاء بعد ساعات قليلة من إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوما من الحرب والقصف المتبادل بين البلدين. فيما يأمل الأمين العام للحلف، مارك روته ألا تقلب تطورات الشرق الأوسط وقرار وقف الحرب بين طهران وتل أبيب جدول أعمال القمة التي وصفها بأنها "تاريخية"، خاصة بعد تصاعد المخاوف من انسحاب أمريكي محتمل من الحلف.
من جهة أخرى، يتوقع أن يصل الرئيس الأميركي مساء الثلاثاء للمشاركة في حفل عشاء رسمي بدعوة من ملك هولندا، فيليم ألكسندر. أما أوكرانيا، التي كانت ضيف الشرف في القمة التي انعقدت العام الماضي في واشنطن، فستحضر هذه المرة بشكل أكثر تواضعاً، نتيجة للتحفظات الأميركية.
كما سيكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاضراً في لاهاي، ولكن ليس بصفة مشارك رسمي في القمة، بل كضيف على العشاء الملكي. ويأمل الرئيس الأوكراني في مقابلة الرئيس الأميركي، بعدما أخفق في لقائه الأسبوع الماضي خلال قمة مجموعة السبع في كندا.
ارتفاع في الميزانية الدفاعية ب 5% بحلول 2035
لم يتوقف دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض عن الضغط على الدول الأوروبية وكندا لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي هذا السياق، توصل الأعضاء الـ32 إلى تسوية تقضي بتخصيص 3.5% من الناتج المحلي للإنفاق العسكري المباشر، و1.5% إضافية لتغطية مجالات أمنية أوسع مثل الأمن السيبراني والتنقل العسكري، وذلك بحلول عام 2035.
ويُعتبر بلوغ نسبة 3.5% بحد ذاته جهداً كبيراً، حيث يتطلب مئات المليارات من اليوروهات، خاصة أن العديد من الدول لا تزال تكافح للوصول إلى الحد الأدنى المتفق عليه في 2014 والبالغ 2%.
وأعرب مارك روته الإثنين، عن ارتياحه لهذه "الخطوة الكبرى إلى الأمام". وكانت واشنطن تأمل في أن يقتصر البيان الختامي للقمة، على هدف 5% فقط، لكن الأوروبيين أصرّوا على ضرورة الإشارة إلى التهديد الروسي.
من ناحيته، وخلال مداخلة مساء الاثنين، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التزام بلاده بالوصول إلى 5% من الزيادة في الانفاق العسكري وقال: "علينا أن نتحلى بالمرونة والسرعة والرؤية الوطنية الواضحة من أجل ضمان أمن المواطنين".
فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيم الألماني فريدريش ميرتس، في مقال مشترك نُشر مساء الاثنين في صحيفة فايننشال تايمز ، على أن أوروبا بحاجة لإعادة التسلح، "ليس لأن أحداً يفرض علينا ذلك، بل لأننا واعون بواجبنا تجاه مواطنينا".
كما وجّها رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي مفادها أن "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في أوروبا هو روسيا"، داعيين إلى "زيادة الضغط على موسكو، بما في ذلك من خلال العقوبات"، لتحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
هل يفسد دونالد قمة لاهاي؟
ومن المتوقع أن يخصص البيان الختامي للقمة فقرة لأوكرانيا، حيث سيؤكد الحلفاء مجدداً دعمهم لكييف، والذي بلغ حتى الآن حوالي 35 مليار يورو خلال هذا العام، وفقاً لما أكده روته يوم الاثنين.
هذا الأخير ورغم كل التنظيم المحكم للقمة، يخشى من خرجة مفاجأة وفي أخر لحظة من دزنالد ترامب. وفي هذا الشأن تحديدا، قال كاميل غران، الذي يعمل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا مرت القمة بشكل طبيعي إلى حد ما، فسيُعتبر ذلك نجاحاً".
وأضاف: "لكن لا تزال هناك الكثير من الأمور المجهولة، والأسئلة التي لم يُحسم أمرها بعد"، مشيراً إلى أن "العقدة الأساسية بين روسيا وأوكرانيا لن تُحل في لاهاي، لكنها تبقى الدافع الرئيسي وراء رغبة الأوروبيين في زيادة الإنفاق". فهل ستدفع قمة لاهاي الوحدة العسكرية الغربية إلى الأمام الأكثر أم سيلعب دونالد ترامب دور مثبط المرح؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 2 ساعات
- يورو نيوز
هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حالة من الجدل، بعدما فاجأ حتى كبار المسؤولين في إدارته. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب أعلن عن وقف إطلاق النار عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولين إيرانيين، بدعم وساطة قطرية قادها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض. وأشار المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه لعدم تخويله بالتصريح، إلى أن إعلان ترامب عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت واشنطن، فاجأ حتى بعض من أركان إدارته. وأضافت الصحيفة أن جهود التهدئة تولّاها على مدار الشهرين الماضيين نائب الرئيس جي. دي. فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذين كثّفوا الاتصالات مع طهران عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة بهدف التوصل إلى اتفاق يضع قيودًا على البرنامج النووي الإيراني. وقد اشترطت إسرائيل، بحسب المصدر، عدم تعرضها لأي هجوم مستقبلي من إيران كجزء من الاتفاق. ورأى المسؤول الأميركي أن الضربات العسكرية التي نفذتها واشنطن قبل أيام على ثلاثة مواقع نووية إيرانية ساهمت في تهيئة الظروف لإطلاق مفاوضات التهدئة، دون أن يوضح ما إذا كانت طهران قد قدّمت التزامات محددة بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب. لكن سرعان ما عادت أجواء التصعيد إلى الواجهة، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، رصد إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية، داعيًا المدنيين إلى الاحتماء في الملاجئ. وردًا على ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أمر الجيش بتوجيه ضربات "قوية ومكثفة" إلى أهداف داخل طهران، متهمًا إيران بانتهاك وقف إطلاق النار. من جهته، نفى التلفزيون الرسمي الإيراني "بشكل قاطع" صحة الأنباء حول إطلاق صواريخ من داخل إيران، فيما أكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن "العدو اضطر لوقف عدوانه من طرف واحد بعد أن أُجبر على الاعتراف بالهزيمة". وأكد المجلس أن القوات المسلحة الإيرانية "في أقصى درجات الجاهزية للرد الحاسم والمؤلم على أي اعتداء جديد".


فرانس 24
منذ 6 ساعات
- فرانس 24
قمة حلف الأطلسي: الاتجاه نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاعي استجابة لضغوط دونالد ترامب
من المتوقع أن يعلن الحلف الأطلسي عن قفزة غير مسبوقة في ميزانيته الدفاعية، خلال القمة التي ستنطلق الثلاثاء بمدينة لاهاي الهولندية وذلك تحت ضغط مباشر من دونالد ترامب الذي دعا الدول الغربية إلى رفع من الميزانية المالية المخصصة لتمويل هذه المنظمة العسكرية الغربية التي تضم 32 بلدا، إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. كما تهدف القمة أيضا إلى رسم معالم مستقبلية وجديدة للحلف مع تفادي الدخول في صراع مباشر مع الرئيس الأمريكي، الذي أعلن مرار بأن على الدول الغربية أن تتولى الدفاع عن نفسها عسكريا وعدم الاتكال عليها. ويأتي هذا اللقاء بعد ساعات قليلة من إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوما من الحرب والقصف المتبادل بين البلدين. فيما يأمل الأمين العام للحلف، مارك روته ألا تقلب تطورات الشرق الأوسط وقرار وقف الحرب بين طهران وتل أبيب جدول أعمال القمة التي وصفها بأنها "تاريخية"، خاصة بعد تصاعد المخاوف من انسحاب أمريكي محتمل من الحلف. من جهة أخرى، يتوقع أن يصل الرئيس الأميركي مساء الثلاثاء للمشاركة في حفل عشاء رسمي بدعوة من ملك هولندا، فيليم ألكسندر. أما أوكرانيا، التي كانت ضيف الشرف في القمة التي انعقدت العام الماضي في واشنطن، فستحضر هذه المرة بشكل أكثر تواضعاً، نتيجة للتحفظات الأميركية. كما سيكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاضراً في لاهاي، ولكن ليس بصفة مشارك رسمي في القمة، بل كضيف على العشاء الملكي. ويأمل الرئيس الأوكراني في مقابلة الرئيس الأميركي، بعدما أخفق في لقائه الأسبوع الماضي خلال قمة مجموعة السبع في كندا. ارتفاع في الميزانية الدفاعية ب 5% بحلول 2035 لم يتوقف دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض عن الضغط على الدول الأوروبية وكندا لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي هذا السياق، توصل الأعضاء الـ32 إلى تسوية تقضي بتخصيص 3.5% من الناتج المحلي للإنفاق العسكري المباشر، و1.5% إضافية لتغطية مجالات أمنية أوسع مثل الأمن السيبراني والتنقل العسكري، وذلك بحلول عام 2035. ويُعتبر بلوغ نسبة 3.5% بحد ذاته جهداً كبيراً، حيث يتطلب مئات المليارات من اليوروهات، خاصة أن العديد من الدول لا تزال تكافح للوصول إلى الحد الأدنى المتفق عليه في 2014 والبالغ 2%. وأعرب مارك روته الإثنين، عن ارتياحه لهذه "الخطوة الكبرى إلى الأمام". وكانت واشنطن تأمل في أن يقتصر البيان الختامي للقمة، على هدف 5% فقط، لكن الأوروبيين أصرّوا على ضرورة الإشارة إلى التهديد الروسي. من ناحيته، وخلال مداخلة مساء الاثنين، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التزام بلاده بالوصول إلى 5% من الزيادة في الانفاق العسكري وقال: "علينا أن نتحلى بالمرونة والسرعة والرؤية الوطنية الواضحة من أجل ضمان أمن المواطنين". فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيم الألماني فريدريش ميرتس، في مقال مشترك نُشر مساء الاثنين في صحيفة فايننشال تايمز ، على أن أوروبا بحاجة لإعادة التسلح، "ليس لأن أحداً يفرض علينا ذلك، بل لأننا واعون بواجبنا تجاه مواطنينا". كما وجّها رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي مفادها أن "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في أوروبا هو روسيا"، داعيين إلى "زيادة الضغط على موسكو، بما في ذلك من خلال العقوبات"، لتحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. هل يفسد دونالد قمة لاهاي؟ ومن المتوقع أن يخصص البيان الختامي للقمة فقرة لأوكرانيا، حيث سيؤكد الحلفاء مجدداً دعمهم لكييف، والذي بلغ حتى الآن حوالي 35 مليار يورو خلال هذا العام، وفقاً لما أكده روته يوم الاثنين. هذا الأخير ورغم كل التنظيم المحكم للقمة، يخشى من خرجة مفاجأة وفي أخر لحظة من دزنالد ترامب. وفي هذا الشأن تحديدا، قال كاميل غران، الذي يعمل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا مرت القمة بشكل طبيعي إلى حد ما، فسيُعتبر ذلك نجاحاً". وأضاف: "لكن لا تزال هناك الكثير من الأمور المجهولة، والأسئلة التي لم يُحسم أمرها بعد"، مشيراً إلى أن "العقدة الأساسية بين روسيا وأوكرانيا لن تُحل في لاهاي، لكنها تبقى الدافع الرئيسي وراء رغبة الأوروبيين في زيادة الإنفاق". فهل ستدفع قمة لاهاي الوحدة العسكرية الغربية إلى الأمام الأكثر أم سيلعب دونالد ترامب دور مثبط المرح؟


يورو نيوز
منذ 7 ساعات
- يورو نيوز
مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟
مع تصاعد المواجهة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، عقب الضربات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة: هل لا تزال هناك إمكانية واقعية للتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، أم أن مسار الدبلوماسية قد انتهى فعليًا؟ ضربة مزدوجة ورسائل أعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترامب أن الهجوم الذي شنّته القوات الأميركية على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز قد "حرم إيران من القنبلة الذرية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استعداده للدخول في محادثات معها. هذا الموقف الذي يجمع بين الحزم والانفتاح، يعكس استراتيجية أميركية تهدف إلى فرض شروط تفاوضية جديدة على طهران من موقع القوة. من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده لا تسعى إلى إطالة أمد الحرب، مضيفًا أن العمليات العسكرية لن تستمر "أكثر مما هو مطلوب". ويُفهم من هذا التصريح أن إسرائيل ربما تعتبر أن أهدافها التكتيكية قد تحققت جزئيًا، وأنه يمكن الآن التفكير بخيارات غير عسكرية. طهران: لا أرضية للتفاوض الآن على الطرف المقابل، لم تُبدِ إيران حتى الآن أي إشارة إلى قبول مبدأ العودة إلى طاولة المفاوضات. بل على العكس، فإن الخطاب الرسمي يميل إلى التشكيك في جدوى أي حوار في ظل ما تعتبره "عدوانًا غير مشروع" على منشآت نووية مدنية. ومما يزيد المشهد تعقيدًا، ما تداولته وسائل إعلام رسمية في طهران عن مصادقة البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرّح روح الله متفكر آزاد، عضو هيئة رئاسة البرلمان، بأن هذا التوجه يأتي ردًا على انحياز المنظمة الدولية، فيما طالب رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بالحصول على "ضمانات موضوعية" قبل استئناف أي تعاون مع الوكالة. واعتبر قاليباف أن الوكالة "لم تفِ بالتزاماتها"، واصفًا إياها بأنها "تحولت إلى أداة سياسية"، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، ما يعيد التذكير بالرواية الإيرانية المستمرة حول سلمية البرنامج. هل لا يزال هناك برنامج يمكن التفاوض عليه؟ يبقى السؤال الجوهري في صلب هذه الأزمة: هل لا يزال هناك برنامج نووي قائم يمكن التفاوض بشأنه أصلًا؟ فوفق تصريحات أميركية وإسرائيلية، فإن المنشآت المستهدفة أصيبت بأضرار جسيمة، ويُقال إنها فقدت الكثير من قدرتها التقنية على تخصيب اليورانيوم. من الناحية الإيرانية، يمكن أن يُستخدم هذا الواقع الجديد كذريعة للقول إنه لا جدوى من التفاوض على برنامج دُمّر فعليًا بحسب تصريحات واشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل غياب ضمانات دولية حقيقية. وقد تجد طهران في ذلك فرصة للهروب من أي التزام مستقبلي أو رقابة دولية تحت مظلة الوكالة الذرية، بحجة أن الملف قد طُوي عسكريًا. رغم التصريحات الغربية المنفتحة على التفاوض، فإن المؤشرات الصادرة من طهران توحي بانسداد سياسي متزايد. الضربات التي استهدفت المنشآت النووية قلّصت من قدرة إيران الفنية، لكنها في المقابل عززت شعورها بالعزلة وانعدام ثقتها بالمجتمع الدولي، ما دفعها إلى خيارات تصعيدية كتعليق التعاون مع الوكالة الدولية. وعليه، فإن إمكانية التفاوض لا تبدو منعدمة بالكامل، لكنها باتت مشروطة بجملة من العوامل: التوقيت، والضمانات، والسياق الإقليمي العام. وفي ظل التصعيد الحالي، يصعب القول إن المسار التفاوضي قابل للاستئناف في المدى القريب، إلا إذا حدث تغير نوعي في المواقف من كلا الطرفين.