logo
تكريس للانفصال النقدي وخطوة نحو اللاعودة.. خبراء اقتصاد يحذرون من تداعيات إعلان الحوثيين إصدار عملة معدنية جديدة فئة 50 ريال

تكريس للانفصال النقدي وخطوة نحو اللاعودة.. خبراء اقتصاد يحذرون من تداعيات إعلان الحوثيين إصدار عملة معدنية جديدة فئة 50 ريال

اليمن الآنمنذ 3 أيام
خبراء اقتصاد يحذرون من تداعيات إعلان الحوثيين إصدار عملة معدنية جديدة فئة 50 ريال - بران برس
أعد التقرير لـ"بران برس" - عمار زعبل:
حذر خبراء اقتصاد ومراقبون، الأحد 13 يوليو/تموز 2025م، من تداعيات قيام فرع البنك المركزي في العاصمة صنعاء، الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، صك عملة معدنية جديدة فئة 50 ريال، والتي قال إنها ستوضع للتداول في مناطق سيطرة الجماعة من اليوم الأحد.
وأمس السبت، أعلن فرع البنك المركزي في صنعاء، صك عملة معدنية جديدة فئة 50 ريالاً، في إطار ما قال إنه "لإيجاد حلول لمشكلة الأوراق النقدية التالفة، وتعزيز جودة النقد الوطني المتداول"، وتنفيذًا لما أَعلنه سابقًا عند طرح العملة المعدنية من فئة (100) ريال.
خبراء اقتصاد: هذه الخطوة ستعمّق الانقسام النقدي، وتكرّس ازدواج العملة الوطنية، وتمهد عملياً لانفصال اقتصادي ونقدي
وفي مارس/آذار 2024، ‏أعلنت سلطات جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، صك عملة معدنية جديدة فئة 100 ريال، لمواجهة مشكلة العملة التالفة‏‏، وهو ما اعتبره خبراء اقتصاد حينها 'تصعيدا جديدا نحو مزيد من الانقسام النقدي وإذكاء الصراع في القطاع المصرفي اليمني'.
ورأى خبراء اقتصاد ومراقبون، أن هذه الخطوة "تصعيد حوثي جديد ضد الحكومة المعترف بها، وتنصلًا عن الاتفاق الاقتصادي الذي رعاه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن العام الماضي، والذي قضي بخفض التصعيد في الجانب المصرفي".
رسالة سياسية وانقلاب
أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن الدكتور، مساعد القطيبي، يرى أن إصدار البنك المركزي في صنعاء نقوداً جديدة من فئة 50 ريالاً، 'في ظاهره يراد به معالجة عاجلة لأزمة شح السيولة واستبدال الأوراق النقدية المهترئة من الفئات الصغيرة، لكن في جوهره يحمل رسالة سياسية مفادها أن صنعاء تمضي في إدارة سياستها النقدية بشكل منفصل ومستقل'.
وأضاف "القطيبي"، في تدوينة على 'فيسبوك' رصدها "بران برس": "من المؤكد أن هذه الخطوة ستعمّق الانقسام النقدي، وتكرّس ازدواج العملة الوطنية، وتمهد عملياً لفصل اقتصادي ونقدي بين مناطق سيطرة الحوثيين شمالاً، ومناطق سيطرة الحكومة الشرعية جنوباً".
فارس النجار: ما جرى إعلان صريح عن تعميق الانقسام النقدي والمالي وتعريض ما تبقى من أي استقرار أو تفاهمات لحلحلة الأزمة الاقتصادية مجرد حبر على ورق
المحلل الاقتصادي، فارس النجار، قال في حديث لـ"بران برس"، إن هذه الخطوة الحوثية "ليست عبثية' ، مؤكداً أنها 'خطوة ممنهجة، وتستكمل مشروع الجماعة الرامي إلى فرض واقع يفصل ما تبقى من وحدة العملة والمؤسسات النقدية'.
وأضاف: 'من يعتقد أن قيام مليشيا بصك عملة معدنية جديدة مجرد قرار إداري لحل مشكلة تلف بعض فئات النقود لديهم فقط فهو واهم"، مؤكدًا أن 'الأمور أبعد من ذلك، وأن ما جرى إعلان صريح عن تعميق الانقسام النقدي والمالي وتعريض ما تبقى من أي استقرار أو تفاهمات لحلحلة الأزمة الاقتصادية مجرد حبر على ورق'.
وأضح "النجار" أن 'المبعوث الأممي الذي أصدر بياناً في 23 يوليو 2024 أكد فيه بوضوح إلغاء جميع القرارات والإجراءات المصرفية المتبادلة والامتناع مستقبلاً عن أي قرارات مماثلة، سينام كالعادة فهو لا يظهر إلا عندما تتخذ الحكومة الشرعية ومؤسساتها أي قرار لتضييق الخناق على المليشيا'.
وبرأي بأنه 'لا حلّ لوقف هذا العبث وإلغاء الانقسام النقدي والمالي والجمركي، واستعادة الثقة بالعملة وإنهاء فوضى السوق إلا بزوال هذه الجماعة وعودة المؤسسات للقيام بدورها الوطني الكامل'، مضيفاً 'لا يمكن أن تعيش بلد بمركزين نقديين وماليين منفصلين، ولا خلاص من ذلك إلا بزوال المليشيات الحوثية'.
خطوة نحو اللاعودة
من جانبه، أشار الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي، وفيق صالح، إلى أن هذه الخطوة الحوثية 'ستعمل على تكريس الانفصال النقدي، وتمضي بطريق اللاعودة نحو تجزئة المؤسسات النقدية والمالية وتشطير العملة الوطنية'.
وتوقع صالح، في حديثه لـ'برّان برس'، أن هذه الخطوة 'ستثير ردود فعل من قبل الحكومة الشرعية، كونها تمس سيادية العملة الوطنية، وتتجاوز صلاحيات البنك المركزي اليمني المعترف به دولياً'.
وفيق صالح: هذه الخطوة الحوثية ستعمل على تكريس الانفصال النقدي، وتمضي بطريق اللاعودة نحو تجزئة المؤسسات النقدية والمالية وتشطير العملة الوطنية
وأشار إلى أن ما جرى 'يتجاوز صلاحيات البنك المركزي اليمني في عدن وتمس سيادية العملة الوطنية، وربما يكون هناك إجراءات ورود فعل من قبل السلطات النقدية الشرعية للرد على هذه الممارسات'.
من جانبها، قالت المحامية والحقوقية هدى الصراري، في تدوينة على 'فيسبوك'، إن 'سك عملات من قبل الحوثيين، حتى وإن كانت معدنية أو من فئات صغيرة، ليست مجرد خطوة اقتصادية عابرة، بل هو تصعيد خطير يحمل أبعاداً سياسية واقتصادية عميقة".
ومن الناحية الاقتصادية، قالت إن 'صك العملة بدون غطاء قانوني ومن خارج البنك المركزي المعترف به، معناه زيادة الانقسام النقدي، وارتفاع التضخم، وخلق فوضى أكبر في السوق، وزيادة معاناة الناس مع غلاء الأسعار وانعدام الثقة بالريال اليمني نفسه'.
وسياسيًا، قالت الصراري، إن القصة أوضح، وهي أن 'الحوثي يكرّس فكرة أنه كيان مستقل بإدارته ونظامه المالي، في تحدٍّ مباشر للدولة ومؤسساتها، وضرب لكل جهود الحل السياسي وإعادة توحيد المؤسسات".
هدى الصراري: هذه الخطوة ليست بسيطة، ولا بد من قرأتها بوعي؛ لأنها تمضي بالبلد نحو مزيد من الانقسام الكامل، اقتصاديًا وسياسيًا وربما للاعودة
وأكدت المحامية الصراري، أن 'هذه الخطوة ليست بسيطة، ولا بد من قرأتها بوعي؛ لأنها تمضي بالبلد نحو مزيد من الانقسام الكامل، اقتصاديًا وسياسيًا وربما للاعودة'.
تأتي الخطو الحوثية في ظل ظرف اقتصادي معقد تمرّ به البلاد، وجمود في مسار السلام رغم تحركات المبعوث الأممي الأخيرة التي بدت باهتة، وزادت من توقعات استئناف الحرب.
وفي 22 يوليو 2024، أعلن المبعوث الأممي لليمن هانز غروندبرغ، عن اتفاق الأطراف اليمنية على 'تفاهمات لخفض التصعيد في القطاع المصرفي وقطاع الطيران'. وذكر بيان مكتب المبعوث الأممي حينها أن اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي نص على 'إلغاء جميع القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من كلا الطرفين، والامتناع مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة ضد البنوك'.
صك عملة جديدة
الانقسام النقدي
تزوير العملة
الحرب الاقتصادية
50 ريال
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فضيحة فساد تضرب مشروع الطاقة الشمسية في شبوة.. صرف 100 مليون لتنظيف الألواح!
فضيحة فساد تضرب مشروع الطاقة الشمسية في شبوة.. صرف 100 مليون لتنظيف الألواح!

اليمن الآن

timeمنذ 5 دقائق

  • اليمن الآن

فضيحة فساد تضرب مشروع الطاقة الشمسية في شبوة.. صرف 100 مليون لتنظيف الألواح!

شبوة – شهد مشروع الطاقة الشمسية في محافظة شبوة جدلًا واسعًا بعد الكشف عن صرف مبلغ 100 مليون ريال لتنظيف ألواح المشروع، في خطوة أثارت موجة استنكار وتساؤلات حول إدارة الأموال والشفافية في المشروع. مصادر محلية وصفت المبلغ بأنه مبالغ فيه وغير مبرر، خاصة في ظل الحاجة الملحة لمشاريع الطاقة النظيفة التي تستهدف تحسين الواقع الكهربائي بالمحافظة. وطالب نشطاء ومراقبون بفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات هذه الصرفية والوقوف على الجهات المسؤولة، مؤكدين أن أي تجاوزات مالية يجب أن تواجه بالمحاسبة لضمان استمرارية المشاريع التنموية دون هدر للموارد. وتأتي هذه الفضيحة في وقت يتطلع فيه سكان شبوة إلى مشاريع الطاقة الشمسية كحل أساسي لمعالجة أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. شارك هذا الموضوع: فيس بوك X

الحكومة اليمنية: إجراءات الحوثيين المالية باطلة ونحذر من التعامل مع العملات المزورة
الحكومة اليمنية: إجراءات الحوثيين المالية باطلة ونحذر من التعامل مع العملات المزورة

اليمن الآن

timeمنذ 35 دقائق

  • اليمن الآن

الحكومة اليمنية: إجراءات الحوثيين المالية باطلة ونحذر من التعامل مع العملات المزورة

مشاهدات أكدت الحكومة اليمنية الشرعية في عدن ، اليوم ، أن ما يصدر عن مليشيا الحوثي الإرهابية من إجراءات مالية أو نقدية لاغٍ وباطل ولا يُعتد به قانونًا، محذّرة المواطنين والجهات المالية من التعامل مع ما وصفته بـ"العملات المزورة"، التي تسعى الجماعة من خلالها إلى تقويض النظام المالي وضرب الاستقرار النقدي في البلاد. جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء المنعقد في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك، والذي خُصّص لمناقشة مستجدات الأوضاع الاقتصادية والمالية والخدمية، وعلى رأسها تدهور سعر صرف العملة الوطنية وانعكاساته المباشرة على أسعار السلع الأساسية والوضع المعيشي للمواطنين، وفق الوكالة الرسمية. وناقش المجلس الجهود الحكومية المنسقة مع مجلس القيادة الرئاسي لإحباط مخططات مليشيا الحوثي الإرهابية، ودعم المؤسسة الدفاعية والأمنية في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، إلى جانب الإجراءات العاجلة لضبط السوق المصرفية ووقف التدهور النقدي، بما في ذلك التنسيق المكثف مع البنك المركزي اليمني لتعزيز الرقابة على حركة الأموال، واتخاذ خطوات صارمة ضد شركات ومحال الصرافة المخالفة. وفي مستهل الاجتماع، أطلع رئيس الوزراء أعضاء المجلس على آخر التطورات السياسية والعسكرية والخدمية، محليًا وإقليميًا، بما في ذلك تجدد الهجمات الإرهابية الحوثية على الملاحة الدولية، والتي أسفرت مؤخرًا عن إغراق سفن تجارية وقتل بحارة من جنسيات متعددة، في انتهاك صارخ لأمن الملاحة الدولية. وأشار بن بريك إلى نتائج لقاءاته برئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وعدد من السفراء، مؤكدًا وجود دعم قوي وواضح للمسار الإصلاحي الذي تنتهجه الحكومة وجهودها في التخفيف من معاناة الشعب اليمني. ودعا رئيس الوزراء جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى تحديث خططها وفقًا للتطورات، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية، مشددًا على أهمية العمل بمسؤولية لمواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والخدمي. كما ناقش المجلس إجراءات إضافية سيتم رفعها إلى لجنة إدارة الأزمات برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، تتعلق بمواجهة الحرب الاقتصادية الحوثية، لا سيما إصدار عملات جديدة خارج إطار البنك المركزي، والذي اعتبرته الحكومة تهديدًا خطيرًا يقوّض أي جهود للوصول إلى تفاهمات اقتصادية أو سلام دائم. وحمّل مجلس الوزراء مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن التبعات الاقتصادية والإنسانية الكارثية المترتبة على هذه الممارسات، التي وصفها بأنها تصعيدية وخطيرة، تهدف إلى تعميق الانقسام النقدي والمالي في البلاد. وجدد المجلس دعوته للمجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، إلى تقديم إسناد اقتصادي ومالي عاجل للحكومة لمواجهة التحديات المتفاقمة، ومنع الانهيار الذي تسعى إليه المليشيا الحوثية عبر حربها الاقتصادية الممنهجة. وأكد التزام الحكومة بمسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، وتنفيذ خطة التعافي، رغم الضغط الهائل وشحة الموارد وتراجع الدعم الخارجي. وفي سياق متصل، أقر مجلس الوزراء الاتفاقية النهائية لإنشاء وتشغيل وحدة إنتاج غاز منزلي بنظام تسليم المشروع (BOT) في حوض المسيلة بمحافظة حضرموت، بناءً على عرض وزير النفط والمعادن، مع الأخذ بملاحظات أعضاء المجلس. كما استمع المجلس إلى تقرير مشترك من وزيري الدفاع والداخلية حول الأداء الأمني والعسكري، والإنجازات في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك ضبط خلايا مرتبطة بمليشيا الحوثي والتنظيمات المتطرفة المتحالفة معها، وإحباط عدد من المخططات التخريبية، إضافة إلى تطورات الوضع الميداني في جبهات القتال.

هذه الرحلة التي مرت بها طباعة الحوثيين عملة فئة 200 ريال
هذه الرحلة التي مرت بها طباعة الحوثيين عملة فئة 200 ريال

اليمن الآن

timeمنذ 35 دقائق

  • اليمن الآن

هذه الرحلة التي مرت بها طباعة الحوثيين عملة فئة 200 ريال

أعلنت جماعة الحوثي بدء تداول ورقة نقدية جديدة من فئة 200 ريال، في أحدث فصول مشروع نقدي غير قانوني تعمل عليه منذ سنوات بدعم إيراني، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على النظام المالي واستقرار الاقتصاد الوطني. ما تدّعي جماعة الحوثي أنه جاء "استجابة لأزمة الأوراق التالفة"، يخفي خلفه – وفق مصادر مطلعة – خطة متكاملة بدأ الحوثيون في تنفيذها منذ العام 2017، شملت استيراد معدات وأوراق وأحبار أمنية من الصين، بتمويل وتقنيات وفّرتها شبكات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، أبرزها شبكة رضا حيدري، المصنّف على قوائم العقوبات الأميركية لتورطه في تزييف عملات لصالح "فيلق القدس". وبحسب معلومات خاصة حصل عليها "المصدر أونلاين"، بدأت الجماعة عام 2017 تجهيز بنيتها الداخلية لطباعة العملة، حيث تسلمت طابعات متخصصة من إيران، وشرعت في العام التالي بمحاولات فعلية لطباعة أوراق نقدية جديدة، مستخدمة أوراقاً أمنية استوردتها من شركة صينية بوساطة "شركة الزهراء" التابعة للقيادي الحوثي قصي بن إبراهيم الوزير. المصادر أكدت أن العملية تمّت بتنسيق مع شبكة يقودها رجل الأعمال الإيراني رضا حيدري، الذي ورد اسمه في قائمة العقوبات الأميركية عام 2017 لتورطه في عمليات تزييف عملات لحساب فيلق القدس، إذ قام بتوريد طابعات وأحبار أمنية عبر شركات واجهة، نجحت في التحايل على القيود الأوروبية المفروضة على تصدير معدات الطباعة المتقدمة. وقالت المصادر إن الحوثيين استوردوا الأحبار الخاصة أيضا من الصين مروراً بسلطنة عُمان، ضمن ترتيبات مع شركات تجارية تعمل كواجهة لتجنّب الملاحقة الدولية. وكانت المحاولة الأولى للجماعة محاولة إنتاج أوراق نقدية بتصميم وتوقيعات مطابقة لتلك المعتمدة لدى البنك المركزي اليمني، لكنها باءت بالفشل بسبب تعقيدات تصميمية ولوجستية. وفي محاولة لاحقة، لجأت الجماعة إلى موسكو لعقد صفقة طباعة عملات، لكنها قوبلت بالرفض من الشركات الروسية، ما دفعها إلى المضي بخطتها المستقلة، مستفيدة من الدعم التقني لشبكات الطباعة المرتبطة بإيران. وتتوافق هذه الوقائع مع تقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" في نوفمبر 2017، كشف أن الشبكة التي زوّدت الحوثيين بالطابعات واجهت لاحقاً عقوبات أميركية بسبب ضلوعها في أنشطة تزييف عملات بدعم من إيران. وفي الفترة نفسها، أعلن محافظ البنك المركزي الأسبق منصر القعيطي أن الأجهزة الأمنية ضبطت (في محافظة الجوف، وفقا لمصادر أخرى) شاحنة تحمل كمية من أوراق نقدية مزوّرة من فئة 5000 ريال، وهي فئة غير معتمدة ضمن العملة اليمنية، وتم نسبها زوراً إلى البنك المركزي، بينما يقف الحوثيون خلف إصدارها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" حينها. ووفق المصادر، كان محافظ البنك المركزي التابع للحوثيين حينها، محمد السياني، يعارض هذه الممارسات خوفا من تحمل تبعاتها، لكنه أُقيل لاحقاً من منصبه، لتمضي الجماعة في تنفيذ خطة إصدار العملة خارج الإطار الرسمي. وتحوّلت الجماعة بعد ذلك إلى استراتيجية بديلة تقوم على سكّ عملات معدنية للفئات الصغيرة (50 و100 ريال)، إلى جانب إعداد أوراق نقدية من فئات أكبر، بدأت بإصدار فئة الـ200 ريال، مع بقاء فئتي 500 و1000 ريال جاهزتين بحسب المصادر، لكنها لم تُطرح بعد في السوق. وكانت الجماعة قد أعلنت في مارس 2024 عن طرح فئة 100 ريال المعدنية، أعقبتها بفئة 50 ريالاً في يوليو الجاري، وهي فئات محدودة التأثير لكنها أثارت ردود فعل واسعة محلياً ودولياً. قصة الـ200 ريال تاريخياً، بدأت السلطات النقدية اليمنية طباعة فئة 200 ريال في العام 1996 ضمن توسعة الفئات النقدية لدولة الوحدة، وفي 2009، بدأت عملية استبدال هذه الفئة بفئة 250 ريالاً في إطار تحسين التداول وتقليل النقد التالف، وارتبطت في الأوساط الشعبية حينها بقرار سياسي لطباعة عملة تحمل صورة جامع الصالح حديث التأسيس. تشير التقديرات إلى أنه في تلك الفترة، تم سحب نحو 1.33 مليار ريال من فئة 200، واستبدلت بما يعادل 16 مليار ريال من فئة 250، وهو ما شكّل نحو 8–9% من إجمالي النقد المصدر في تلك الفترة. خبراء اقتصاد يؤكدون أن تأثير الفئات الجديدة – وإن بدا محدوداً حالياً – يحمل تداعيات عميقة على المدى المتوسط والطويل، خصوصاً في ظل استمرار الحوثيين باعتماد "الإدخال التدريجي" للعملات الجديدة، ما يجعل أثرها أقل وضوحاً في المدى القصير، لكنه يتراكم بشكل خطير على الثقة بالعملة والامتثال المصرفي الدولي. إضافة الى ذلك، تحافظ الجماعة على تثبيت سعر الصرف في مناطق سيطرتها من خلال تدخلات أمنية وإجراءات رقابية مشددة، ما يؤجل انعكاسات الطباعة على السوق، لكن ذلك لا يمنع تضخّم آثار هذه السياسة على الاقتصاد الكلي، ويُراكم آثاراً سلبية على قدرة النظام المالي على الامتثال الدولي، خاصة مع انتقال معظم النشاط المصرفي إلى عدن وخضوعه لرقابة شركة "K2 Integrity" الأميركية. وتزداد التحذيرات من تداعيات الطباعة الحوثية غير القانونية، خاصة أن بعض العملات الجديدة تحمل توقيعات لأشخاص مصنّفين على لوائح الإرهاب الدولية، مما يُعقّد من قدرة البنوك على الامتثال، ويهدد بعزل مالي متزايد لمناطق سيطرة الجماعة. وعقب إعلان إصدار الورقة النقدية من فئة 200 ريال، أصدر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن بياناً، اتهم فيه جماعة الحوثي بـ"تدمير أسس النظام المالي والاقتصادي اليمني"، عبر طباعة عملة مزوّرة بتوقيع "منتحل صفة قانونية" مصنّف دولياً في قوائم الإرهاب، وإنزالها للتداول عبر فرع البنك المركزي الذي تسيطر عليه الجماعة في صنعاء. واعتبر البيان هذه الخطوة امتداداً لعمليات "نهب ممنهج لرؤوس الأموال ومدخرات المواطنين"، لتمويل شبكات مالية وهمية بلا غطاء نقدي أو قانوني، وصلت إلى تريليونات الريالات ومليارات الدولارات. وأضاف أن "هذه التصرفات الهستيرية" تمثل محاولات يائسة لتجنّب انهيار اقتصادي وشيك، ودرء ثورة شعب نُهبت موارده ومقدراته. وجدد البنك تحذيره لجميع المواطنين والمؤسسات والبنوك وشركات الصرافة بعدم التعامل مع ما وصفه بـ"العملات المزوّرة الصادرة عن كيان إرهابي"، محمّلاً من يتعامل بها مسؤولية قانونية وعقوبات صارمة بموجب القوانين اليمنية والدولية. وأكد البنك أنه بذل جهوداً مكثفة بالتنسيق مع دول شقيقة وصديقة للحفاظ على قنوات العمل المصرفي في مناطق الحوثيين، لكن الجماعة تُصر على تدمير ما تبقى من مقومات الاقتصاد، مما قد يؤدي إلى عزل مالي شامل وانهيار المنظومة المصرفية المتبقية. وحمل البنك في ختام بيانه جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن العواقب القانونية والمالية، وما سيلحق بالمواطنين من أضرار نتيجة التعامل مع نظام مالي غير معترف به. وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، وصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إصدار الحوثيين للعملة الجديدة بأنه جزء من "حرب اقتصادية ممنهجة" تهدف إلى تقويض جهود توحيد المؤسسات وإنهاء الانقسام المالي. وخلال لقائه بسفراء الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وهولندا في عدن، قال العليمي إن الحكومة تخوض "معركة اقتصادية موازية" للدفاع عن ملايين اليمنيين الذين فقدوا مصادر دخلهم، متهماً الحوثيين بتقويض الاقتصاد الوطني من خلال استهداف موانئ التصدير وطباعة عملات غير قانونية. وأضاف أن هذه الإجراءات ليست مجرد خروقات عابرة، بل تمثل تدميراً ممنهجاً لما تبقى من فرص عيش وأمن اقتصادي في البلاد، داعياً المجتمع الدولي إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية واتخاذ إجراءات لعزلهم مالياً، ومؤكداً التزام الحكومة بخيار السلام وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store